Albayaan
20 Jun 2004, 04:15 PM
لو كان الجاحظ حيا في هذا الزمن لاستطاع ان يؤلف عشرات المجلدات يجمع فيها قصص ونوادر بخلاء العصر، ممن وهبهم الله من الرزق، ما يفيض عن حاجتهم، فاسرفوا ولكن في اختزان القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، وهم الذين وصفهم الله في قوله تعالى: (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، ويكتمون ما آتاهم الله من فضله) وفي الحديث الشريف: (البخل جامع لمساوىء القلوب، وهو زمام يقاد به الى كل سوء) او كما ورد.
والكرم صفة عربية منذ ايام الجاهلية، ولما جاء الإسلام اثنى عليها واكدها ضمن ما اكد من عادات العصر الجاهلي، وكان حاتم الطائي مثلا طبقت شهرته الافاق، وفي افياء الدين الجديد برزت اسماء لا يمكن حصرها اتسمت بالكرم المنقطع النظير، ويروى ان عبدالله بن ابي بكر كان من اجود الاجواد، عطش يوما في طريقه، فاستسقى من منزل، فلم يجد فيه سوى امرأة، اخرجت له كوزا وتوارت خلف الباب،
وقالت: ابتعدوا عن الباب وليأخذ الماء بعض غلمانكم، فإني امرأة مات زوجي،
فشرب عبدالله، وقال: يا غلام احمل اليها عشرة الاف درهم،
فقالت: سبحان الله اتسخر بي بعد ان رويت عطشك،
فقال: يا غلام احمل اليها عشرين الفا،
فقالت: اسأل الله العافية،
فقال: يا غلام احمل اليها ثلاثين الفا، فما أمست حتى كثر خطابها.
لكن للبخلاء نوادرهم ايضا التي نتذكرها كلما ورد ذكر بخلاء العصر، وما اكثرهم،
وقيل ان بخلاء العرب اربعة هم الحطيئة وحميد الارقط وابو الاسود الدؤلي وخالد بن صفوان وقد اشتهر حميد الارقط بهجاء ضيوفه، حتى تحاشاه الناس، وهو القائل في ضيف له:
ما بين لقمته الاولى اذا انحدرت
وبين اخرى تليها قيد اظفور
أما ابو الاسود الدؤلي فكان يقول:
لو اطعنا المساكين في اموالنا كنا اسوأ حالا منهم،
اما خالد بن صفوان فكان يقول للدرهم اذا دخل عليه: يا عياركم تعير، وكم تطوف وتطير، لاطلين جسمك، ثم يطرحه في الصندوق ويقفل عليه،
ومر على الحطيئة رجل وهو على باب داره وبيده عصا، فقال: انا ضيف، فأشار الحطيئة الى العصا وقال: انما اعددت هذه العصا للضيفان.
وفي هذا العصر نرى العجب العجاب من بخلاء العرب اذا اتاهم من يطلب العون، او اذا استعانت بهم احدى الجمعيات الخيرية للمشاركة في تنفيذ احد برامجها او اذا ما دعاهم الداعي الى التبرع لاي سبب من الاسباب، فهم في بخلهم غارقون، وفي شحهم يتنافسون، واذا كان طلب التبرع في محفل عام ارغموا انفسهم على التبرع بالنزر القليل اما من الخوف او من باب الرياء، فيتبرعون وهم كارهون، مع ان ما لديهم هو مال الله ليس لهم منه الا ما انفقوا، وسيسألهم كيف انفقوا.
خليل الفزيع
والكرم صفة عربية منذ ايام الجاهلية، ولما جاء الإسلام اثنى عليها واكدها ضمن ما اكد من عادات العصر الجاهلي، وكان حاتم الطائي مثلا طبقت شهرته الافاق، وفي افياء الدين الجديد برزت اسماء لا يمكن حصرها اتسمت بالكرم المنقطع النظير، ويروى ان عبدالله بن ابي بكر كان من اجود الاجواد، عطش يوما في طريقه، فاستسقى من منزل، فلم يجد فيه سوى امرأة، اخرجت له كوزا وتوارت خلف الباب،
وقالت: ابتعدوا عن الباب وليأخذ الماء بعض غلمانكم، فإني امرأة مات زوجي،
فشرب عبدالله، وقال: يا غلام احمل اليها عشرة الاف درهم،
فقالت: سبحان الله اتسخر بي بعد ان رويت عطشك،
فقال: يا غلام احمل اليها عشرين الفا،
فقالت: اسأل الله العافية،
فقال: يا غلام احمل اليها ثلاثين الفا، فما أمست حتى كثر خطابها.
لكن للبخلاء نوادرهم ايضا التي نتذكرها كلما ورد ذكر بخلاء العصر، وما اكثرهم،
وقيل ان بخلاء العرب اربعة هم الحطيئة وحميد الارقط وابو الاسود الدؤلي وخالد بن صفوان وقد اشتهر حميد الارقط بهجاء ضيوفه، حتى تحاشاه الناس، وهو القائل في ضيف له:
ما بين لقمته الاولى اذا انحدرت
وبين اخرى تليها قيد اظفور
أما ابو الاسود الدؤلي فكان يقول:
لو اطعنا المساكين في اموالنا كنا اسوأ حالا منهم،
اما خالد بن صفوان فكان يقول للدرهم اذا دخل عليه: يا عياركم تعير، وكم تطوف وتطير، لاطلين جسمك، ثم يطرحه في الصندوق ويقفل عليه،
ومر على الحطيئة رجل وهو على باب داره وبيده عصا، فقال: انا ضيف، فأشار الحطيئة الى العصا وقال: انما اعددت هذه العصا للضيفان.
وفي هذا العصر نرى العجب العجاب من بخلاء العرب اذا اتاهم من يطلب العون، او اذا استعانت بهم احدى الجمعيات الخيرية للمشاركة في تنفيذ احد برامجها او اذا ما دعاهم الداعي الى التبرع لاي سبب من الاسباب، فهم في بخلهم غارقون، وفي شحهم يتنافسون، واذا كان طلب التبرع في محفل عام ارغموا انفسهم على التبرع بالنزر القليل اما من الخوف او من باب الرياء، فيتبرعون وهم كارهون، مع ان ما لديهم هو مال الله ليس لهم منه الا ما انفقوا، وسيسألهم كيف انفقوا.
خليل الفزيع