تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مختارات 41 هموم سياسية



أبو يوسف
25 May 2004, 02:30 PM
الإستبداد الديمقراطي -
إن الاستبداد قتل لقوى الأفراد والشعوب وتعطيل وتجميد لطاقاتها ونهب لثرواتها والمستبد يحمل ظلاماً في نفسه يفزعه النور وكبراً يضايقه التواضع واستعلاء تزعجه البساطة والمستبد يلبس روح الاستعباد فيضيق بالحرية والأحرار ويرتاح للنفوس الآسنة المنافقة وينفر من النفوس الحرة الأبية فعيش المستبد في ظلام الاستبداد يجعله يكره نور الحرية والأحرار..

ولقد عاش حكام العرب ردحاً من الزمن في ظل استبداد مطلق أدى إلى فساد مطلق وعبث مطلق بثروات الشعوب أدى إلى فقر مطلق.

ولقد كذبوا على شعوبهم حتى صدّقوا كذبهم، وهاهم اليوم يدركون حقيقة أعمالهم وفسادهم وواقعهم وأنهم مستبدون وأنه لابد من الإصلاح ولكن على الطريقة الاستبدادية العربية.

ولقد ظهر أثر هذا الاستبداد في جميع مجالات الحياة أثّر تخلفاً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وتعليمياً..

حتى أصبح اقتصاد الدول العربية مجتمعة لايساوي اقتصاد دولة أوروبية كأسبانيا، وأصبحنا في مجال التعليم في ذيل القافلة فالتعليم بحاجة إلى إعادة النظر فيه هدفاً ومنهجاً ووسيلة، ولكن ليس على الطريقة الأمريكية..

وإذا نظرنا إلى رفع الحكام شعارات الديمقراطية والحرية والعدل والمساواة نجد أن الممارسات عكس ذلك تماماً فالديمقراطية التي من مضامينها انتخابات حرة ونزيهة لانجد أية دولة عربية قد أجريت فيها انتخابات حرة ونزيهة. فمثلاً اليمن جرت فيها انتخابات 27 إبريل 2003م استخدم فيها الحزب الحاكم المال العام والإعلام والمؤسسات الرسمية والجيش والأمن من أجل انتخابات مزورة ومزيفة ومخزية ومزيحة وكاسحة ومصادرة.

استخدم وسائل الترغيب تارة والترهيب تارة أخرى قبل الاقتراع وأثناء الاقتراع وبعد الاقتراع.

فبعض الدوائر أخذت بالقوة أثناء الاقتراع وبالتزوير وبعضها أثناء الفرز بالتزويغ وآخرها بعد إعلان النتيجة بالمصادرة كدائرة 22، 23، 24 في عدن ودائرة 74 في لحج ودائرة 61، 66 في تعز وغيرها فهل هذه ديمقراطية..؟

وهل شعار الحرية يعني تكميم الأفواه والعدل يعني الظلم والمساواة تعني المواطنة غير المتساوية..

الانتخابات المحلية 20001م حدث فيها ماحدث في الانتخابات النيابية ورغم ماأنفق في هذه الانتخابات من الأموال العامة وغيرها إلا أنه إلى الآن لم تمارس المجالس المحلية صلاحيتها بل بعضها إلى الآن لم يعلن عن نتائجها مثل المجلس المحلي لمحافظة مأرب لأن نتيجتها ليست لصالح الحزب الحاكم..

السعي لتمييع جميع مؤسسات المجتمع المدني من النقابات والمنظمات الجماهيرية والاتحادات وذلك باتخاذ الطرق غير الشرعية في الانتخابات التي تؤدي إلى الغالبية في كل نقابة بحيث تفرغ من أهدافها وعملها..

وهذا مايلاحظ في جميع انتخابات النقابات والمنظمات والاتحادات من تضييق وتأخير للانتخابات ووضع العراقيل.

وتسجيل غير الأعضاء، كما حدث في بعض النقابات بل هناك نقابات واتحادات لم تر النور كنقابة المعلمين واتحاد الطلاب في جامعة صنعاء.

إن الحزب الحاكم يهدف إلى عدم وجود نقابات حرة تدافع عن حقوقها وحقوق الشعب. فتسعى الأنظمة إلى وجود نقابات مستأنسة ومسالمة لها..

محاربة الأقلام الحرة في الصحافة والعمل للي ذراعها أو كسرها وإذلالها تارة باسم مخالفة القانون وأخرى بتجريح الذوات وهذا ماحدث للزميل عبدالرحيم محسن، والزميل سعيد ثابت، وغيرهم كذلك محاولة إغلاق المنابر الحرة من الصحف الأهلية.

رفع شعار من ليس معي فهو ضدي في الوظيفة العامة فمارس الحزب الحاكم عملية الإقصاء والإبعاد لبعض العناصر الشريفة والنزيهة من وظائفهم بحجة أنهم ليسوا أعضاء في الحزب الحاكم وهذا مخالف للدستور وجميع القوانين.

إن هذه الممارسات التي تحدث في اليمن وفي غيرها من الأنظمة العربية لتدل دلالة واضحة على أن هذه الأنظمة لم تع بعد المتغيرات الداخلية والدولية ولم تع دساتيرها ولا قوانينها ولا شعار التداول السلمي للسلطة.

وعليها أن تعي أن الشعوب قد وعت حقوقها وواجباتها وأن الحرية أصبحت مطلباً شعبياً وأن الاستبداد مرفوض.

شعبياً بكل أشكاله وألوانه والشعوب تدرك أن الديمقراطية الكاذبة والزائفة لاتوجد في الواقع وربما في كوكب آخر..
حذارِ فتحت الرماد اللهيب
ومن يزرع الشوك يجنِ الجراح{
منقول الكاتب :عبد الله عبد الكريم الصحوة نت