المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة وحيد الجزيرة فهد



الشامخ111
11 May 2004, 04:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



قبل أن أكتب ما أريد أريد أن أكتب نبذة مختصرة عن أخينا فهد بن سعيد و عن حياته حتى توفاه الموت ..
وحيد الجزيرة
قصة من الثبات i

قصة التائب الذي رضي أن يعيش حارس مدرسة فقير ، و رفض 100 ألف ريال مقابل ليلة واحدة يعود فيه إلى الغناء .

بدأ فهد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله الدوسري ما يُسمى المشوار الفني عام 1381 هـ و بعد سنوات قلائل ذاع صيته بين أهل الفن كعازف ماهر و مغني شجي الصوت ، و قد شهد لمقدرته في العزف على آلة العود كثير من الموسيقيين ، أما أغنياته فلاقت رواجاً واسعاً في سوق التسجيلات الغنائية ، حتى صدر بعضها في أكثر من طبعة ، و حاز بن سعيد حينها لقب ]( وحيد الجزيرة )


المقدمة السابقة ليست - قطعاً - لتمجيد فهد بن سعيد العازف و الملحن ، لكنها مقدمة توضيحية للجو الذي اكتنف فهد و هو يصعد في سلم ( النجومية ) و الشهرة .. الجو الذي غادره بن سعيد في عز ( توهجه ) غير آسف على المظاهر و الألقاب و الأضواء ، لكنه كان نادماً على ما رافق الأيام الخوالي من آثام و ذنوب .
اعتزل وحيد الجزيرة فوقع الخبر على الوسط الفني وقع الصاعقة و اختار بن سعيد طريق الهداية و النور فوقع الخبر على أهلها وقع الندى[/على الأزهار في صباح ربيعي ، فشتان بين الوقعين و شتان بين الحالين .. حال فهد الماضي و حال فهد الحاضر .
اعتزل بن سعيد لكنه لم يعتزل .. اعتزل العزف و الغناء بل اعتزل الأمس بكل أوزاره ، و لم يعتزل الناس و لا الحياة ، فأقبل عليهما بقلب منيب و نفس شفافة و روح نقية .. و لولا تلك الإنابة و الشفافية و النقاء ما استطاع فهد ( الجديد ) أن يتابع الطريق وسط زحام من المغريات و الصعوبات و الإشاعات ، التي بدأت مع أول ساعات الاعتزال و لم تنته إلا مع آخر لحظات العمر .

سجن الحرية

أوصلت النجومية صاحبها إلى خلف القضبان لأنها كانت نجومية كاذبة خادعة ، و من السجن بدأت رحلة بن سعيد نحو الحرية ، و من ضنك الحبس جاء فرج الانطلاق .
فاتصل فهد بكثير من المشايخ على رأسهم الشيخ [ سعد البريك ] لكن اليد الطولى في توبة بن سعيد [ كانت للشيخ عبد المحسن المحمود لأنه هو الذي كلمه و ناصحه في سجن الحاير ] كما يروي الأخ عثمان المرشود أحد أصحاب بن سعيد .
وبعد أن كان ( فتى الوادي ) و ( وحيد الجزيرة ) صار بن سعيد أمام واقع آخر بعد الاعتزال ،،
حيث لم يكن له دخل مادي سوى من الغناء و العزف اللذين حرمهما على نفسه .
و هنا انطلق فهد لساحات السعي و الكد فعمل لفترة في إحدى التسجيلات الإسلامية ، و شرع في نصح المقربين منه و دعوتهم للاستقامة .. ففرح باستجابة البعض و أحزنه أنه لم يستطع التأثير على بعض رفقاء السوء
مما دفعه إلى الابتعاد عن هؤلاء متوجهاً نحو منطقة القصيم و بالتحديد بريدة .
و هناك اختار بن سعيد أن يعمل حارساً لإحدى المدارس و بقي متمسكاً بعمله حتى وافته المنية رحمه الله .

على جبهتين

ابتعد فهد عن المسارح و الميكرفونات ، و فضل أن يكون حارساً على باب العلم و المتعلمين على أن يكون قائداً في ( شلة ) الجهل و الجاهلين ..
لكن الصعوبات ظلت تلاحقه و زاد من ضغطها حجم المغريات ..
فحارب فهد على الجبهتين ،، و نجح بفضل الله في الثبات على موقعه الوسط بين شد الأزمات و إرخاء المغريات .
مرت على بن سعيد أيام عصيبة فاستغلها البعض و سعوا مهللين نحو فهد ، و لسان حالهم يقول :
" قديمك نديمك يا بو خالد فالحق بنا نواسك .. هاهي طاقة الفرج مفتوحة و هاهي أيدينا ممدودة "
و كانت ( الطاقة ) مليئة بالنقود ، و الأيدي ممدودة بالعقود ذات المزايا و المميزات .
و يتحدث الأخ عثمان المرشود عن بعض تلك العروض :
جاءه عرض من تسجيلات غنائية في الكويت و بمبلغ قدره 500 ألف ريال ، عدا عن السكن و السيارة ، و تقدمت تسجيلات أخرى في الرياض بعرض مقداره 15 ألف ريال شهرياً ، مقابل أن يلحن لها .. تلحين فقط .
و يضيف الأستاذ عبد الرحمن الجمعة مدير المدرسة التي كان فهد يحرسها :
عرضوا عليه 100ألف ريال مقابل ليلة واحدة .
لكن هيهات فالأمر أبعد من ذلك ( أنا حرمت على نفسي ألمس العود ) يجيب فهد قاطعاً شك المرجفين بيقين المؤمنين .


حقيقة الوفاء

( الحمد لله أنني لم أمت علىأول .. كان أموت ميتة حمار )
قد تكون هذه الجملة من فم فهد كافية للتعبير عن نظرته نحو الماضي ، لكنه لم يكن ليكتفي بالأقوال ..
و لنستمع إلى مدير المدرسة يتحدث عن ( فعل ) بن سعيد في هذا المجال :
( لم يكن رحمه الله يحب الحديث عن الماضي أبداً ، و كان يسأل الله المغفرة دائماً . و عندما يذكره أحدهم بأغانيه و جلسائه و سهراته ينزعج و يغضب و يقول :
لا أجد في الماضي من الحسنات إلا أنه إذا أذن المؤذن و أنا أعزف و أغني توقفت حتى ينتهي الأذان ) !
و لم يكن الماضي لابن سعيد تأسفاً و ندماً فقط بل كان وفاء لمن كانوا رفقاء الماضي .. وفاء من النوع الصادق العميق يعبر عنه الأخ عثمان المرشود بكلمات مختصرة :
( إذا تذكر زملاءه من الفنانين السابقين - أو ذُكر عنده أهل الفن عموماً - دعا للجميع بالهداية و الرجوع إلى طريق الاستقامة و السعادة ) ز


الذين قال لهم الناس


ظل باب الشائعات مفتوحاً على فهد بعد هدايته و التزامه ،،
و تنوعت تلك الشائعات و لكن الهدف الأكبر لغالبها كان محاربة عزيمة بن سعيد و ثنيه عن قرار اعتزال الفن .
و زاد حجم تلك الشائعات بعد أن فشلت العروض المغرية و الضغوط المزرية في إرجاعه رحمه الله إلى ( تيه ) الغناء ، أو حتى الحوم حول حماه .
و كان فهد يداوي الشائعات التي تلاحقه بالإكثار من ( حسبنا الله و نعم الوكيل ) و رغم نجاح إشاعات عودته للفن في حجب البعض عن مد يد المساعدة و العون له إلا أنه كان صابراً محتسباً ..
أسوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
و في هذا يقول الأستاذ عبد الرحمن جمعه :
( كان رحمه الله يتحدث عن إشاعات عودته للغناء كان يتأثر كثيراً و يقول : إن النبي صلى الله عليه و سلم لم يسلم من الأذى )
و بعد توبته تعمدت بعض التسجيلات الغنائبة تقديم أشرطة غنائية ( مفبركة ) لفهد لتغرر بزبائنها ، و تقول لهم إن وحيد الجزيرة عاد إلى أحضان الطرب و العزف و السهر ..
لكن الحياة التي عاشها بن سعيد في النور أخرست جميع الألسنة و بترت جميع الأيدي التي تحبذ العمل في الظلام .

فهد الذي كان ]


* في أواخر أيامه كان فهد بن سعيد يقضي معظم أوقاته بين المدرسة صباحاً .. و نادي الفروسية مساءً .
حيث كانت له فرسان يهتم بهما مبتعداً عمن يضايقونه من أهل الفساد .
* كان رحمه الله على فقره الشديد يتصدق على الأولاد الفقراء و الأيتام بما تيسر ..
و عندما راى أحد الصغار صورة فهد في الصحيفة بجانب خبر وفاته ، أخذ الصغير الصحيفة و ذهب بها إلى والده قائلاً :
هذا هو الذي أعطاني عشرة ريالات .
* لم يكن بن سعيد يحبذ الجلسات الحاشدة لأنها مظنة لوجود أشخاص يسألونه عن حياته السابقة و هو لا يحب أن يتذكر تلك الأيام .
* كان رحمه الله يحب الخير و يحب أهل الخير ، و من ذلك حرصه على تفطير الصائمين حتى إنه فطر في يوم واحد 170 صائماً .
* عند حدود الساعة الحادية عشرة و النصف من يوم الأحد
3/ 3 / 1424هـ كان رحمه الله يهم بالوضوء فتوفي فجأة بسكتة قلبية .


في ثلاجة الموتى
يقول الأستاذ إبراهيم الرزقان مسؤول ثلاجة الموتى بالمستشفى :
العشرات حضروا لإلقاء النظرة الأخيرة بعد سماعهم خبر وفاته .. و قال :
أن ما حدث يوم وفاة فهد بن سعيد أمر استغربته كثيراً ، و لأول مرة يحدث حيث حضر المئات من الأشخاص إلى ثلاجة الموتى و طلبوا أن يشاهدوه لإلقاء النظرة الأخيرة و كان معظمهم من الشباب الملتزمين الذين كانوا يدعون له و الدموع تملأ أعينهم لوفاته و كثير منهم اجهشوا بالبكاء لدى رؤيتهم فهد بن سعيد و كانوا يقبلون رأسه و يدعون له بالرحمة و المغفرة و الفردوس الأعلى .

بياض وجهه بعد وفاته
يقول الأستاذ عبد الله الحمودي الموظف في مستشفى الملك فهد التخصصي و رئيس فنيي الأشعة بالمستشفى :
إنني أعرف فهد بن سعيد و ألتقي فيه دائماً لحبي له و لطيبته و تسامحه و أخلاقه الرفيعة و عندما علمتُ بأنه تعرض لأزمة قلبية ، و أنه وصل إلى إسعاف المستشفى ..
ذهبتُ مباشرة إلى الإسعاف و عند وصولي أخبروني الزملاء أنه متوفي فدخلتُ الغرفة التي كان مسجى فيها لأودعه الوداع الأخير ..
و عندما نظرتُ إلى وجهه رحمه الله رأيتُ البياض يكسو وجهه على الرغم من أنه أسمر البشرة ..
إلا أنه في تلك اللحظة كان وجهه مبيضاً و كانت الابتسامة على شفتيه فبكيتُ على حسن خاتمته و رضوان الله عليه ..
و أسأل الله أن يجمعنا و إياه في جنات الفردوس و أن يغفر له و لنا ذنوبنا و أن يرحما برحمته .

فتح حساب لمساعدة أسرة فهد بن سعيد
تم فتح خاص لتلقي التبرعات لأسرة فهد و للصدقة الجارية في بنك الراجحي فرع 340 بحي الفايزية ببريدة
رقم الحساب 8778/0 و ندعو المحسنين و رجال الأعمال و كل من يحب الخير للمساهمة و التبرع لأسرة فهد بن سعيد .
مع العلم أن فهد ترك خلفه زوجة و أربعة أبناء أكبرهم في السابعة و أصغرهم عمره سنة .. فمن لهم بعد الله ؟؟

]من أقواله رحمه الله ]
& الحمد لله الحمد لله الحمد لله على نعمة الإسلام و الرجوع إلى الله .
& بدلوا أشرطة بن سعيد بتسجيلات إسلامية تفيدكم في حياتكم .
& الطقطقة و الله ما فادت أحد ، بل من جرف إلى دحديرة و يا قلبي لا تحزن .. و يعرفك على أخس الناس ، و أردى الناس .
& و الله كانت حياتي حياة شقاء و تعاسة ، ماهي حياة سعادة أبد .
& كنا نطارد وراء هالمخدرات و إشباع رغبة النفس ، نطارد و راء هالشياطين شياطين الإنس .. معهم وين ما راحوا .
& يا أخوتي في الله و الله ما عرفت السعادة و لا عرفت طعم الحياة إلا بعد الرجوع إلى الله .
& يا جماعة الخير و الله إني ما كنت أتوقع هذي الحلاوة في هذا الدين .
& و الله أقولها من كل قلبي يا الرجوع إلى الله ما فيه أحسن منه على وجه الدنيا .


اللهم ارحم فهد بن سعيد و وسع له في مدخله و عوضه خيراً من دنيا الفن التي تركها من أجلك .. و أصلح ذريته من بعده]

و هذه مرثية كُتبت في أخينا فهد تجدونها هنا

?]رحمك الله يا فهد بن سعيد]

المهاجرة الغريبة
11 May 2004, 04:25 PM
بارك الله فيكم على هذا الموضوع..
جزاكم الله خيرا..
رحم الله فهد بن سعيد..
وقبل توبته..
وأسكنه فسيح جناته..
ورزق أهله الصبر على فراقه..
اللهم اهد المسلمين والمسلمات..

قصته جميلة، وتوبته أجمل، الله يتقبل..

ولكن المرثية غير ضاهرة أخي : الشامخ؟؟!

أبو بدر 1
11 May 2004, 05:16 PM
<div align="center"><span style='color:green'>أخي :الشامخ111
بارك الله فيك وجزاك لله خير الجزاء
وأسال الله أن يرحم الأخ فهد بن سعيد بواسع رحمته
وأن يمن على كل من سلك طريق الفن بالتوبة والهداية والعودةالصادقة
وأن يكون للجميع في فهد بن سعيد قدوة حسنة في التوبة إلى الله
ونترقب منك أخي الجديد والمفيد &#33;&#33;</span></div>

off said
11 May 2004, 09:08 PM
<!--QuoteBegin-أبو بدر_1+21-3-1425 هـ, 05:16 م--></div><table border='0' align='center' width='95%' cellpadding='3' cellspacing='1'><tr><td class=nobold><span class=small1>اقتباس</span> (أبو بدر_1 @ 21-3-1425 هـ, 05:16 م)</td></tr><tr><td id='QUOTE'><!--QuoteEBegin-->
وأسال الله أن يرحم الأخ فهد بن سعيد بواسع رحمته
وأن يمن على كل من سلك طريق الفن بالتوبة والهداية والعودةالصادقة
وأن يكون للجميع في فهد بن سعيد قدوة حسنة في التوبة إلى الله
ونترقب منك أخي الجديد والمفيد [/b][/quote]
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

الشامخ:: لاحرمت اجر مشاركاتك

صقر الأحبة
12 May 2004, 12:03 AM
<div align="center">رحم الله فهد بن سعيد
رحمه واسعة
وتقبل الله توتبه وأسكنه فسيح جناتة

الشامخ شكراً على تذكيرنا بوحيد الجزيرة


صقر الأحبة </div>

ارهـــابي
12 May 2004, 07:46 AM
الموت حق وكلنا ذايقينه #### مير البلاء من ذاق موتً ولا مات

<div align="right">رحمه الله واسكنه فسيح جناته </div>

<div align="right">وجزاك الله خير اخوي الشامخ على هذه المعلومات</div>

<div align="right">المشكلة بل الكارثة هؤلاء الحثالة الذين ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فلعنة الله عليهم ، حتى محمد عبده عندما اعتزل لم يرتاحوا ويطمئنوا حتى اعادوه الى دنيا الرذيلة ،</div><div align="right">نسأل الله الثبات </div>

الشامخ111
12 May 2004, 07:02 PM
هذه هي المرثيه



راح الذي نبكي على قولته آه = و اليوم كلٍ قالها في غيابه

أنا أحمد اللي بأول الوقت قداه = على طريق زوده بالحبابة

يا مسندي هذا طريق سلكناه = و ابن سعيد الله يخفف حسابه

خلا نعيم زايل خلف يمناه = ثم اشترى جنات رب حضا به

يارب يسكن منزل فيه نلقاه = جنات عدن في نعيم الصحابة

يا جر قلبي جر ساعة دفناه = لا من قريب لا نعزي مصابه

من شاف جمع الناس و اللي حضرناه = يقول ذا كلٍ يعده قرابة



اشكر

الاخت

الغريبة المهاجرة


والاخوان

ابو بدر

off said



wr

الشامخ111
12 May 2004, 07:06 PM
اشكر الاخو

صقر الاحبة





ياخوان ابن عرف طريق الحق فتمسك به حتى اخذه الاجل



ولكن ترك اسرة من يعيلها




اللهم شباب المسلمين

وردهم للحق ردا جميلا