المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كتاب فتيات الصحابة



anamel
29 Apr 2004, 07:22 PM
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد - فللنموذج والقدوة أثر بالغ في النفوس؛ إذ هو الشاهد على تأهل المعاني النظرية للتطبيق، وليس أدل على ذلك من عناية القرآن الكريم بالنموذج والقصة، فيتكرر الحديث كثيراً في القرآن عن قصص الأنبياء والصالحين، بل يجعلهم الله مثلاً للمؤمنين ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ ءَامَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ*وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)) [التحريم 11-12] والسيرة والتاريخ الإسلامي بحاجة اليوم إلى إعادة قراءة، وإلى أن يعرض ويبرز أمام الجيل بلغة أخرى ومنهج آخر، وذلك لا يعني طي صفحات ما سطره سلف الأمة وإنما إعادة عرض بعض الصفحات وترتيبها. إن دراسة موقع الطفل والشاب والمرأة في التاريخ الإسلامي -بدءاً بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم - وجمع المتفرق منها وتحليله، يجيب عن تساؤلات وإشكالات يعاني منها المربون اليوم، ويرسم نموذجاً وقدوة صالحة أمام الجيل. الجيل المسلم اليوم أحوج ما يكون إلى القدوة الصالحة، في هذا العصر الذي فقدت أمة الإسلام فيه هويتها، في هذا العصر الذي دخل معظم شباب المسلمين وفتياتهم سباقاً محموماً على الشهوات والملذات، وأصبحت قدواتهم ومُثُلهم محصورة في جيل الفن الساقط والغناء الماجن، أو في جيل الرياضة واللهو العابث. وقد أدرك الأعداء خطورة موقع المرأة فتشدقوا بتبني قضيتها، وارتفعت الصيحات هنا وهناك مطالبة بتحريرها، وهي ترى أن التبرج والسفور، والخروج للعمل والاحتكاك بالرجال، بل والسير وراء طرق الفاحشة والرذيلة، أن ذلك كله حق مسلوب للمرأة تفتقده اليوم. وعمت أصوات دعوات التغريب مشرق العالم الإسلامي اليوم ومغربه، وها هي الصحف والمجلات، وها هي برامج الإعلام الساقط تملأ الآفاق وكلها تضرب على هذا الوتر وتقرع طبول الحرب على الدين والفضيلة والعفاف. فحري اليوم بمن يملك في قلبه غيرة على دين المسلمين وتاريخهم أن يسعى لإبراز الصفحات اللامعة المشرقة من تاريخ الصدر الأول أمام شبابنا وفتياتنا. ولئن كان الشباب بحاجة ماسة لإبراز هذا النموذج، فالفتيات أشد حاجة، وقضيتهن أعظم إلحاحاً. ومن هنا تجيء هذه المحاولة لجمع شتات طائفة من أخبار فتيات الرعيل الأول متممة ومكملة لأختها "شباب الصحابة"، وتأتي ضمن سلسلة رسائل للشباب تأكيداً على ما يراه الكاتب من أن ما صدر من هذه السلسلة ليس خاصاً بالشباب وحدهم؛ إذ الخطاب في الشرع يجيء للمؤمنين، والمؤمنات يدخلن فيه تبعاً، وهو يرى أنه كما أن الفتيات بحاجة للاستنارة والاستفادة من سير شباب الرعيل الأول، فالشباب كذلك بحاجة لدراسة سير من اصطفاهن الله ومنَّ عليهن بفضيلة الصحبة. إن من يتأمل سير المؤمنات من الرعيل الأول يرى فيهن مثلاً عالياً وقدوة صالحة في الإيمان والعبادة والصلة بالله تبارك وتعالى، وفي البذل للدين والتضحية والصبر والثبات، وفي الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته، وفي طلب العلم الشرعي وتحصيله، وفي الخلق الحسن والسمت الصالح، إنها مُثلٌ وقدوات تبقى أمام الجيل على مدى الزمان والمكان، أمام المؤمنين والمؤمنات، أمام الرجال والنساء على حد سواء. فاستعنت بالله تبارك وتعالى في جمع ما تيسر من أخبار فتيات الصحابة وسيرهن، وقد سلكت في هذا الكتاب ما سلكته في الكتاب السابق "شباب الصحابة"، غير أني مددت العمر إلى الثلاثين، لأن ما روي من أخبار النساء لا يقارن بما روى من أخبار الرجال، فكانت سير الشباب تضيق عن إيراد من فوق الخامسة والعشرين بخلاف سير الفتيات. وسعيت قدر الإمكان إلى ربط القصص والنماذج بالواقع المعاصر وهموم الفتاة المسلمة، وإيراد بعض الشواهد خاصة من أخبار النساء وسيرهن. أسأل الله أن يرزقني الإخلاص في القول والعمل، وأن يبارك في هذا الجهد وينفع به، وأن يرزقنا محبة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ويحشرنا معهم؛ إنه سميع مجيب.

:ph34r: :ph34r: :ph34r: :ph34r: :ph34r:
هذه هي المقدمة فمن اراد بقية الكتب فيذهب إلى موقع المربي للشيخ محمد الدويش
http://www.almurabbi.com/

IIJURII
01 May 2004, 12:07 AM
<span style='color:royalblue'><div align="center">جزاكم الله خيرا أخينا أنامل على المقدمه

التعريفيه للموقع ... فعلا موقع رائع

المــــــــــــــــــــربي (http://www.almurabbi.com/)

جهود تشكر عليها ...</div></span>