المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكبر مكتبة قصص للأطفال من وماتوفيقي الا بالله



وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:51 PM
قطعة من حديد

كان أخوان اثنان ماضيين من الريف إلى المدينة، في الصباح الباكر، لبيع ما لديهما من خضر، يحملانها على ظهر حمار، وكانا قد اتفقا على أن يمتطي أحدهما الحمار في الذهاب، وأن يمتطيه الآخر في الإياب.

وفي الطريق، رأى الأخ الذي يركب الحمار قطعة حديدية صغيرة، فقال لأخيه الراجل: (التقط تلك القطعة، فقد نبيعها، ونستفيد بثمنها)، فأجابه أخوه: (أنا لا أكلف نفسي عناء الانحناء لالتقاط مثل تلك القطعة الصغيرة، فهي لا تساوي شيئاً، وما كان من الأخ الذي يمتطي الحمار إلا أن نزل، والتقط القطعة الحديدية، ومضى بها).

وفي المدينة، باع الأخوان ما لديهما من خضر، وهمّا بالرجوع إلى القرية، ولكن الأخ الذي التقط القطعة الحديدية ذكر القطعة، فعرضها للبيع، فباعها، بثمن معقول، اشترى به بعض الخوخ، ومضى الأخوان، الذي اشترى الخوخ يسير، والآخر يمتطي الحمار، كما اتفقا.

وكانت عودتهما في الظهيرة، وقد قوي الحر، وفي الطريق، أحس الذي يمتطي الحمار بشيء من العطش، فطلب من أخيه أن يعطيه خوخة واحدة، فرمى له الأخ بحبة على الأرض، فاضطر إلى النزول لالتقاطها، ثم عاد إلى ظهر الحمار، ولم يمض بعض الوقت، حتى أحس بالعطش ثانية، فسأل أخاه أن يعطيه خوخة ثانية، فرمى له أخوه بحبة أخرى، فاضطر أيضاً إلى النزول لالتقاطها، ولم يمض بعض الوقت، حتى أحس بالعطش ثالثة، ومرة أخرى رمى له أخوه بالخوخة إلى الأرض، فاضطر إلى النزول لالتقاطها.

ولما التقطها، ورجع إلى ظهر الحمار، سأل أخاه: (لماذا تعذبني، وترمي إليّ بحبة الخوخ إلى الأرض؟!)، فأجابه: (لو أنك كلفت نفسك مرة واحدة الانحناء لالتقاط تلك القطعة من الحديد في الذهاب، لما اضطررت إلى النزول إلى الأرض، ثلاث مرات، في الإياب، ولكان الخوخ كله معك).

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:52 PM
قصة خالد وحبات التوت

كان خالد يزور جدته في العطلة الصيفية، وفي أحد الأيام، دعته ليذهب معها إلى السوق لشراء بعض الحوائج المنزلية، ففرح خالد بذلك فرحا عظيما، وفي وقت قصير كانا في طريقهما إلى السوق.

ودخلت الجدة إلى دكان البقالة فاستقبلها صاحبه بتحية حارة، فتقدمت منه الجدة وأخذت تطلب الحوائج التي تحتاج إليها، وكان خالد يجيل بصره هنا وهناك في الدكان، فيرى فيه كل ما لذ وطاب من الحلوى والفواكه، وكلها مرتبة ومعروضة بشكل جذاب، فهناك قناني الحليب، وصناديق الجبن والزبدة موضوعة في وعاء زجاجي كبير وعلى الرفوف كل أنواع العلب الملونة مرصوفة بطريقة رائعة.

وفي وسط الدكان كانت سلال الخضر كالجزر والفجل والقرنبيط، وإلى جانبها سلال الفواكه من كل ما تشتهيه النفس وتلذ له العين، لم يستطع خالد أن يدفع عنه كل هذا الإغراء لنفسه، فلم يشعر إلا ويده تمتد لتتناول حبة من التوت، وإذ به يسمع صوتاً من داخله يقول:

لا.. لا.. يا خالد إن عملك يعتبر سرقة، ليست الثمار لك، ولكن كان التوت شهياً، وكان خالد يحب التوت كثيرا، ولا يشبع حتى يأكل منه، وها هو الآن أمامه كميات كبيرة، فلماذا لا يأكل حبة واحدة منه ولهذا لم يسمع صوت ضميره، فمد يده وتناول حبة واحة وتذوقها، فكانت لذيذة جدا، فأخذ أخرى وكانت أيضا لذيذة.

وإذا كانت السلة ممتلئة، أخذ الحبة الثالثة والرابعة وأتبعها بالخامسة والسادسة، إلى أن أتى على كمية لا يستهان بها، وبينما هو مسرور بأكل التوت إذا به يسمع جدته تناديه بأن يستعد للذهاب، فقد اشترت كل ما أرادته.

فأسرع خالد يمسح يديه بثيابه، وينسل بين السلال إلى حين كانت جدته واقفة فسألته أن يحمل معها بعض الحوائج.
وفجأة نظرت الجدة إلى خالد وقالت له: (قف ياخالد وانظر إلي).
فتطلع إليها وحاول أن يظهر بمظهر البريء الذي لم يفعل شيئا خاطئا، فسألته:
(ما هذه العلامات السوداء التي أراها على وجهك يا خالد؟).
- أية علامات سوداء؟
- تلك التي أراها حول فمك، ليست سوداء تماما، بل هي سوداء تميل إلى الحمرة.
- لا أعلم.
- لقد أكلت توتا يا خالد.. أليس كذلك!
- نعم أكلت حبة أو حبتين.
- وأين وجدت التوت؟
- في الدكان.
- هل سمح لك صاحب الدكان بأكله؟
- كلا.
- إذن أخذته دون إذن؟
- نعم.
- إذن كنت ولداً شريرا يا خالد فإنني أخجل منك ومما فعلت.

لنرجع الآن إلى البيت، وهناك نعمل على حل المشكلة.
وفي البيت أجلست الجدة خالدا في حجرها، وأخذت تشرح له الخطأ في أخذ ما هو للغير ثم قالت له: أمامك الآن أمران لإصلاح ما ارتكبه من الخطأ وللتكفير عما تناولته من حبات التوت الحرام، أولهما أن تسال الله أن يسامحك على ما اقترفته من خطيئة، والثاني أن تعود إلى البقال، وتدفع له ثمن التوت).

فأجاب خالد باكيا: يسهل علي أن أطلب الصفح من الله، ولكن من الصعب علي الذهاب إلى البقال.
- أعرف أنه صعب عليك ذلك، ولكن هذا ما يجب أن تفعل، فأذهب إلى صندوق توفيرك الآن، وأخرج منه ما معك من نقود.
- هل أدفع من مالي الخاص ثمن التوت؟
- بالتأكيد هذا ما يجب أن تفعل.
- ولكن لن تبقى معي نقود غيرها.
- ذلك لا يهم، مع أنني لا أعتقد أن ثمنها يذهب بكل ما معك من نقود، إلا أنك يجب أن تدفع، ربما الثمن خمسة قروش.
- مسح خالد دموعه بظاهر يده، وسار وهو يمسك النقود بيده يقدم رجلا ويؤخر أخرى حتى وصل إلى الدكان، فدخل وقلبه ينبض خجلا، سأله البقال: لماذا رجعت؟
- هل نسيت جدتك شيئاً؟
أجاب خالد، كلا، أنا الذي نسيت.
- ماذا نسيت؟
- يا عمي! أرجوك.. أرجوك.
- نسيت أن أدفع لك ثمن التوت الذي أكلته، وقالت جدتي إن ثمنه خمسة قروش ولهذا أحضرت لك الثمن، ثم وضع خالد الدراهم على الطاولة ورجع راكضا، ولكنه سمع صوت البقال وهو ينادينه، ارجع يا خالد، ارجع قليلاً.
- رجع خالد ببطء كأنه ينتظر توبيخاً من البقال الذي قال له قد نسيت شيئا يا خالد( وناوله كيسا من الورق في داخله شيء.
- هو لك على كل حال، تأكله مع عشائك.
- ظن خالد أنه رأى دموعاً في عيني البقال، ولكنه لم يعلم السبب، ثم أطلق ساقيه للريح حتى بلغ البيت، وهناك قال لجدته:
- انظري ما أعطاني البقال، فرأت في الكيس قطعا من الشوكولاتة، ثم قالت: (أرأيت كيف سر البقال من أمانتك؟).
- هذا يا حبيبي، أفضل ما يجب أن يفعله الإنسان في حالة كهذه

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:52 PM
حوار من نوع آخر

دخل الطفل غرفته لينام وبعد خمس دقائق دار هذا الحوار بينه وبين والده المتعب:
الولد: بابا، بابا، بابا
الأب: ماذا هناك؟
الولد: لو سمحت أنا عطشان يا أبي، هل تستطيع أن تقدم لي كوب ماء!
الأب: لا، لا نم الآن.
مرت خمس دقائق أخرى
الولد: بابا، بابا، أرجوك قليل من الماء
الأب: قلت لك، نم الآن يا ولدي.
ثم مرت خمس دقائق أخرى
الولد: بابا، بابا، بابا!
الأب: ماذا؟
الولد: أنا عطشان، اعطني كوب ماء
الأب: قلت لك لا، وإذا طلبتها مرة أخرى سأقوم وأضربك على خدك.
بعد خمس دقائق من الانتظار عاد الولد إلى طلبه.
الولد: بابا، بابا
الأب: ماذا؟
الولد: إذا قمت لتعطيني ضربة على خدي، فأجلب لي كوبا من الماء معك!

سؤال وجواب

في امتحانات المرحلة الابتدائية
- سؤال: في هذه الجملة «سرق السارق تفاحات» أين الموضوع؟
- الجواب: «في السجن»
- س: ماذا نعني بالمياه الملوثة؟
- ج: هي تلك التي نستطيع وضعها في إناء!
- س: لأي غرض يستخدم جلد البقر؟
- ج: يستخدم لحماية جسم البقر بكامله!
- س: لماذا يملك القط أربعة أرجل؟
- ج: لكي يستخدم الرجلين الأماميين في الركض والرجلين الخلفيين للفرملة»
- س: من أول من بنى الخيمة في أمريكا؟
- ج: «كريستوف»
- س: المعلمة: عندما أقول أنا جميلة، فأي زمن يعني هذا؟
- ج: أجاب جميع الطلاب بصوت واحد «الماضي، يا أستاذة»
- سؤال: إذا كنت في السيارة وكان أمامك دراكتور وخلفك حافلة وعلى يسارك سيارة شرطة وعلى يمينك شاحنة وفوقك طائرة هليكوبتر، فما تفعل؟
- الجواب: أنا، أه، سأمسك بالمقود!
حوار

أستاذ الفلسفة يلقي محاضرة ويؤكد فيها
الأستاذ: الرجال الأذكياء يعيشون دائماً حالة شك، فيشكون في كل الأشياء. لا يوجد في العالم كله سوى الأغبياء الذين يعيشون حالة تأكيد، إنهم يؤكدون على كل شيء.
الطالب: هل أنت متأكد مما تقوله يا أستاذ؟
الأستاذ: نعم بالتأكيد!

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:52 PM
الحلم والمستقبل

عامر وماهر أخوان يحب أحدهما الآخر حباً كبيراً.. وهما مثل صديقين متفاهمين منسجمين.. لا يتشاجران.. ولا يتخاصمان.
ماهر الأول في صفه دائماً.. وكذلك عامر. وهما لايفترقان إلا قليلاً عندما ينصرف أحدهما إلى هوايته الخاصة.
هواية عامر أن يتطلع إلى السماء ويتعرف إلى النجوم وأسمائها، ومواقعها، وأبراجها..
ويحلم أن يكون في المستقبل رائد فضاء.. بينما يبحث ماهر في الأرض وينقب عن حجر فضي مشع سمع عنه، وقالوا إن فيه معدنا نادراً، وهو يأمل في المستقبل أن يصبح من العلماء.
وبما أن الطفلين يعيشان منذ ولادتهما في منطقة اكتشاف وتنقيب عن البترول، وضمن مدينة عملية صناعية حيث يتوفر لها المناخ الطبيعي والعلمي فقد تعلق كل منهما بهوايته بتشجيع من الأبوين، وأصدقاء الأسرة من العلماء والخبراء.
وفي ليلة ربيعية، والسماء مشحونة بغيوم سوداء، والعاصفة توشك أن تهب رجع الطفلان من المدرسة متعبين، قال ماهر لعامر:
- أنت لا تنظر نحو السماء يا عامر.. طبعاً لن ترى نجومك وأبراجك من وراء الغيوم.
قال عامر:
- وأنت أيضاً تتعجل في مشيتك كأنك لا تهتم بما يصادفك من أحجار.
وضحك الاثنان معاً لأنهما يعرفان جيداً أن هذا ليس وقت الهوايات فالامتحان قريب، وعليهما أن ينصرفا للدراسة، ثم إن جو اليوم لا يساعدهما على ذلك.
وبعد أن انتهيا من دراستهما وذهبا إلى النوم كانت العاصفة قد انفجرت، فهطلت الأمطار بغزارة، وقصف الرعد، ولمع البرق، وحملت الريح الشديدة ذرات التراب الذي يهبط أحياناً على مثل هذه المناطق في الصحراء فيغطيها بطبقة كثيفة كأنها رداء من (الطمى) الأحمر. قفز ماهر وهو الأصغر إلى فراش عامر الذي كان يتابع ظهور البرق واختفائه، فضحك منه قائلاً:
- هل تخاف يا عامر من العاصفة؟.. أنا لاأعرفك جباناً.
ارتبك عامر وأجاب:
- لا.. ولكنني أشعر بالبرد.
فقال ماهر:
- لماذا لانتحدث قليلاً قبل أن ننام؟
قال عامر:
- حسناً.. أحدثك عن نجمي الذي رأيته مرة واحدة في الصيف الماضي ثم اختفى عني.
هل تتذكر تلك الليلة التي ذهبنا فيها مع بعض العلماء إلى الصحراء؟
أجاب ماهر:
- نعم أتذكر.. وهل نسيت أنت ذلك الحجر المشع الذي لمحته في أعماق تلك البئر البترولية المهجورة؟
وظل الإثنان يتحدثان.. حتى وجد عامر نفسه رغم العاصفة في قلب الصحراء.
المطر يبلله.. والهواء يقذفه كالكرة من جانب إلى آخر، والرعد يدوي بينما البرق يضيء له مكان نجمه الضائع فيصفق فرحاً وسروراً.
وكذلك وجد ماهر نفسه وقد تدلى بحبل متين إلى أعماق البئر، وقبض بيديه الاثنتين على الحجر الفضي، وهو يهتف: وجدته.. وجدته.. انه لي.
ورغم التراب الذي كان يتساقط فوقه وقلة الهواء فقد كان يحاول الخروج بعد أن حصل على حجره الثمين وهو مصرّ على ألا يفقده من بين يديه.
وهكذا ناما طوال الليل.. وعندما استيقظا وأخذ كل منهما يحكي للآخر ماذا رأى في الحلم، كان الأب يدخل غرفة طفليه ليطمئن عليهما. وعندما وجدهما صامتين حزينين تعجب مما بهما.
سأل عامر:
- هل تتحقق الأحلام يا أبي؟
وسأل ماهر:
- ألا يمكن العثور على أحجار فضية ثمينة ومشعة؟
ولأن الأب كان يعرف هواية طفليه فقد أجاب:
- إذا سعى أحدنا وراء أحلامه فلابد أن تتحقق.. ثم أن الطبيعة غنية جداً بعناصرها، ومعادنها، والإنسان يكتشف كنوزها كل يوم.
وهنا دخلت (سلمى) الصغيرة وراء أمها وهي تعانق دميتها وتقول:
- أنا لم أفهم شيئاً يابابا مما قلت.. ماذا قلت؟
أجاب الأب وهو يضحك:
- ستفهمين يوماً ما كل شيء.. كل شيء.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:52 PM
فراس والنّاَقة وولديها

فراس صبي صغير يرعى جمال القبيلة. كلَّ يوم يأخذ الجمال والنَّاقة إلى المراعي، وهناك يتركها ترعى من العشب والحشائش الخضراء، وتشرب من ماء العيون والآبار التي في الوادي، ثمَّ يعود بها في المساء.
وكانت أمُّ فراس تأخذ النَّاقة وراء الخيام، وترجع بعد لحظات تحمل إناءً كبيراً من الحليب، وتقول لإبنها: (شكراً لك يا فراس.. اخترت اليوم مرعيً جيِّدا، وأكلت الجمال والنَّاقة من العشب الأخضر حتَّى شبعت.. كنت بحقِّ راعياً طيِّباً يا فراس).
وفي بعض الأحيان كان فراس يكسل عن المشي الطَّويل، ولا يأخذ الجمال والنَّاقة إلى الوادي البعيد الذي به العشب والماء، ويربطها إلى نخلة قريبة، ثمَّ يجري ويلعب مع أصحابه، وعندما يعود في المساء تأخذ أمُّه النَّاقة كالعادة خلف الخيام ثمَّ ترجع ومعها إناء اللَّبن وتصيح في إبنها غاضبةً: (فراس.. لقد كنت اليوم تلعب، ولم ترعى الجمال والنَّاقة كما يجب.. أنت مهمل - يا فراس - وتستحقُّ العقاب).
كان فراس يحزن لغضب أمِّه، وكان يفكِّر كثيرا ويقول لنفسه: (كيف تعرف أمِّي الحقيقة دائماً؟ كلّ يوم تأخذ النّاقة خلف الخيام، وتبقى معها قليلاً، ثم تعود لتشكرني أو لتلومني أو تعاتبني.. لا بدّ أنّ في الأمر سرّا.. ليس هناك غير النّاقة.. فهي التي تحكي لأمّي كلّ شيء، وتخبرها كلّ يوم بما فعلت.. لكن!.. هل تعرف أمّي لغة النّاقة حقا؟ إنّ هذا أمر عجيب)!
ولم يكن فراس يسكت.. بل كان ينتقم من النّاقة، فهو يعرف جيدا ما يضايقها.. كان فراس يخفي عن النّاقة ولدها الجمل الصغير.. فتحزن النّاقة وتبكي، وتمتنع عن الطعام.. إلى أن يعيد لها ابنها.
ذات يوم.. جاء ضيوف من قبيلة أخرى، وأراد أبو فراس أن يكرمهم. نادى الأب فراسا، وطلب منه أن يحضر الجمل الصغير ابن النّاقة ليذبحوه ويطعموا الضّيوف. حزن فراس وبكى بشدّة، وقال لأبيه: (لا - يا أبي - أترك الجمل الصغير، فأنا أحبه ولا يمكنني أن أستغني عنه. اذبح أمّه النّاقة بدلا منه.. فهي تستحق الذبح، لأنها تخبر أمي كل يوم بما أعمل لتعاقبني).
سمعت الأم كلام ابنها، وقالت له وهي تضمه إلى صدرها: (لا يا بني.. النّاقة لا تقول لي شيئا، ولكني أعرف الحقيقة من لبنها، فإن أنت رعيتها جيدا، وسرت بها إلى الوادي حيث العشب الأخضر الطري والحشائش الخضراء امتلأ ضرعها وأعطتنا حليبا كثيرا، أما إذا أهملتها وكسلت، وفضلت اللعب مع أصحابك وتركت النّاقة بلا مرعى، عادت إلي بحليب قليل.. هل فهمت الآن - يا بني - كيف أعرف ما تفعله كل يوم؟)!
ابتسم فراس وقال: (ما أظلمني! لقد كنت أسيء معاملة النّاقة طوال هذه المدة واتهمها بالباطل)! فقال الأب (والآن.. أسرع يا بني، وأحضر الجمل الصغير حتى نذبحه ونطعم ضيوفنا، وإن شاء الله، فسوف تلد لك النّاقة جملا صغيرا أجمل منه).
كان فراس يتألم وهو يسوق الجمل الصغير إلى أبيه، لكنه كان يدرك كذلك أنّ إكرام الضّيف واجب، وأن قبيلته يجب أن تظل رافعة الرّأس بين جاراتها القبائل.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:53 PM
الهر زعفران

نعم، إنه القط زعفران، إنه هر صغير لكن عنده مشكلة..
ميو.. ميو.. ما هذا؟ أنا في حالة لا تطاق. الجميع يزعجونني ويثيرونني. أقترب من رفاقي الهررة فيبتعدون عني ولا يريدون أن يشتركوا معي في ألعابهم.
قالت أمه: هل تعرف يا زعفران لماذا لا يريدك رفاقك أن تلعب معهم؟
لا. لا أعرف ولا أريد أن أعرف.
على العكس، يجب أن تعرف يا زعفران. لعلّك تحسّن من تصرفاتك.
حسنا، لماذا لا يريدون أن ألعب معهم؟
لأنك سريع الغضب، لا تقبل المزاح، ولا تتغاضى عن الأخطاء التي يعتذر لك رفاقك من أجلها إذا ما بدرت منهم.
لا أدري.لا أدري. أنا هكذا دائما. هذه هي طباعي.
عليك أن تغيّر هذه الطباع.
لا أقدر،لا أقدر، حبّذا لو أقدر!
جرّب يا زعفران. حاول يا صغيري.
ازداد سلوك القط الصغير زعفران سوءا، وازدادت شراسته، وصار يضرب إخوته من دون سبب مقنع، ويرفض نصيحة أمه وأبيه.
- مواء مواء مواء مواء مواء
لماذا؟ لماذا؟ لماذا يا زعفران تضرب إخوتك القطط الصغيرة؟
لا أطيقها ، لا أحبها.
إنك بتصرفك هذا يا بني جعلت الجميع يبتعدون عنك.
لمست ذلك يا أبي، حتى أمي ذاتها لم تعد تحكي لي حكايات المساء المسلية. وإخوتي صاروا يتحاشون الاحتكاك بي حتى لا أثور.
إذن يجب أن تفعل شيئا.
ماذا أفعل يا أبي؟ إنني أشعر وكأنني أعيش في عزلة، وأشعر وكأني أنكفئ على نفسي..
اسمع يا زعفران، يا صغيري العزيز.. يجب أن تجد حلاً لمشكلتك.
ساعدوني. ماذا أفعل؟
فكّر. فكّر في الأمر يا بني. فكّر، فكّر. ماذا عليك أن تفعل يا زعفران؟ ماذا عليك أن تفعل؟
قالت الأم: إنه يجهد نفسه ويفكر.
وقال الأب: يحكّ رأسه لعله يجد الحل .
آه.. يا أمي؟ هه! وجدت الحل يا أمي. وجدته.
صاح الأب: ما هو؟ ما هو الحل الذي وصلت إليه؟
أجاب زعفران: أعاهد نفسي أن أظل يوما كاملا من دون غضب. لا أثور على أحد مهما كانت الأسباب .
مواء مواء..
الأب: هذا قرار عظيم.
الأم: حاول من الآن.
وفي اليوم التالي نهض القط الصغير زعفران من فراشه وأطلّ من النافذة.
ميو.. ميو.. أوه السماء ملبّدة بالغيوم الداكنة. ولكن مهلا، مهلا يا زعفران. ليس هناك ما يثير غضبك. فقد عاهدت نفسك على ألا تثور، ولذا إنني لن أثور أبدا بل سأضحك. ميو. ميو.
وتوجّه القط زعفران إلى مائدة الطعام ليتناول الفطور. فمدّ يده ليتناول إبريق الشاي ليصبّ منه في الفنجان.
أوه. الشاي بارد. ما لك؟ ما لك يا زعفران؟ لا تفقد أعصابك. لقد عاهدت نفسك على ألا تثور. أفضل شيء هو أن أذهب إلى المطبخ وأسخّن الإبريق من جديد. اضحك. اضحك يا زعفران. ابتسم. هيء هيء. ميو ميو.
وحين استعد زعفران لمغادرة المنزل إلى المدرسة وجد حقيبته مفتوحة وكتاباً منها قد تمزّق غلافه.
قال زعفران: هذا شقيقي الصغير! يا له من هر خبيث. ولكني لن أثور. سأكبت غضبي، وسأعيد تغليف الكتاب اليوم عندما أعود من المدرسة. وسيكون الغلاف زاهيا جميلا.هيء. هيء. ابتسم يا زعفران، لا تغضب.. ميو. ميو.
قالت الأم: هل تسمعني يا زوجي العزيز؟
ماذا تريدين أن تقولي يا زوجتي المحترمة؟
ابنك زعفران كان اليوم على غير عادته.
كيف؟ يضحك، كيف؟ صحيح كيف؟
تصور! تصور أنه مضى إلى المدرسة. سار في الطريق وهو يتأمل التلاميذ والناس وهم مسرعون إلى مدارسهم وأشغالهم. كنت أراقبه من بعيد. كان يبتسم فرحا وقد امتلأ قلبه بشعور ممتع، وهو يقول: يا له من صباح جميل! ويغني.
قال الأب: صحيح؟ صحيح؟هذه أخبار جميلة، أخبار جميلة عن زعفران.
وقالت الأم: وأكثر. عند مدخل المدرسة اصطدم زعفران بتلميذ يركض وآلمته الصدمة، ولكنه ضغط على نفسه ولم يغضب، بل قال: عفوا يا صديقي. أنا آسف.
ولكن . كيف عرفت كل ذلك؟ لحقت به ورحت أراقبه من بعد. تصوّر أنه أمضى كل الصباح مبتسما ولم يتذمر أو يغضب رغم أن الأستاذ وبخه لأنه لم يكتب الوظيفة. فاقترب من الأستاذ وقال: عفوا يا أستاذ! أرجو أن تسامحني! وبقي زعفران سعيدا.
الأب والأم يضحكان: ميو. ميو. ميو.
هذا هو زعفران مقبل. إنه مسرور جدا وقد شعر الأصدقاء بتغير سلوك صديقهم، فأقبلوا عليه يداعبونه ويمازحونه. وكان راضيا يبادلهم المداعبة والمزاح بروح مرحة. وعاد إلى البيت فيما كانت أمه في المطبخ تعدّ الطعام.
أهذا أنت يا زعفران؟ قالت الأم.
نعم يا أمي! طاب نهارك.
شكرا يا صغيري.
أمي، هل تريدين أية مساعدة؟
تريد أن تساعدني يا زعفران؟
نعم يا أمي، اطلبي وتمني.
هذا تصرف رائع. تصرف ممتاز يا صغيري تستحق عليه كل تهنئة.
أمي.
نعم يا صغيري.
هل تعلمين يا أمي أن الحياة تكون ممتعة جدا حين أكون مبتسماً ومزعجة جدا حينما أكون غاضبا.
تعجب الأب وقال: هاه! ماذا تقول يا زعفران؟
أقول لأمي أني أجد الحياة ممتعة جدا حين أكون مبتسما ومزعجة جدا حين أكون غاضبا.
نعم.. نعم.. هذه هي الحقيقة. هذه هي الحقيقة يا ولدي. ها.. وماذا قررت أن تفعل الآن؟
لن أغضب بعد الآن. بل سأبقى مبتسما وأواجه كل شؤون الحياة برفق وروية وابتسامة.
بارك الله فيك من ولد عرف طريق الحياة..

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:53 PM
من نوادر جحا

- راح جحا يبيع حماره.. رجع الحمار ومعه ۱۰دينار
ما بحت بسري.
- سألوه يوماً: هل تعرف أحداً يحفظ الأسرار في البلدة؟ فأجابهم: حيث أني علمت بأن صدور الخلق ليست بمستودع فلم أبح بسري لأحد حتى الآن.
- كان يوماً راكباً جملاً فأخذ يسف سويقاً (وهو الدقيق الممزوج بالسكر) وكان الهواء شديداً، فكلما وضع شيئاً في فمه يتطاير ولا يدخل جوفه شيء منه، فسأله رفيق له: ماذا تأكل؟ فأجابه: ما دامت الحال على ما ترى فلا شيء.
- كان يوماً ضيفاً عند أحدهم، فتأخر قليلاً، فتعشى صاحب الدار ظاناً أن جحا تعشى أيضاً، وجاء جحا فسامره ولاطفه وأمضى معه هزيعاً من الليل، ثم دخل أصحاب الدار للمنام بعد أن قالوا للشيح (تصبح عل؟ خير خذ راحتك) وكان الخادم قد أعد له فراشاً نظيفاً جيداً وذهب. ولما خلا الشيخ بنفسه جاع وأراد النوم فلم يقدر، فأخذ يجول في الغرفة فلم يفده ذلك واشتد عليه الجوع، فتقدم من الباب الداخلي وقرعه، فرد عليه من الداخل: ما هذا؟ ما هذا؟ فأجابهم مسترحماً: أني عصامي وفراشكم الواطئ حرمني النوم فهل لكم بشلتة اجعلها فراشاً وأخرى لحافاً ووسادة حتى أنام بهناء وراحة ولكم الفضل؟
- سلمه يوماً أحدهم علبة مغلقة وقال له أرجو أن تحفظها إلى أن أعود. ومضت بضعة أيام ولم يحضر الرجل، فقال جحا: عجباً! ماذا تحتوي هذه العلبة؟ ثم فتح الغطاء فوجد فيها عسلاً مصف؟ من أجود ما يكون فسال لعابه وغمس إصبعه ولحس.. فأعجبه، فصار كلما دخل وخرج لعق لعقة وينتحل أسباباً ليدخل إلى المكان الموجودة فيه العلبة إلى أن لم يبق فيها شيء، فأخذ حفنة ذرة ورشها في أسفل العلبة. وبعد مدة حضر صاحب العلبة وطلبها فناوله إياها بكل فتور فوجدها خفيفة ففتحها فلم يجد فيها شيئاً من العسل فقال له: أين العسل؟ فأجابه الشيخ: لا أنت تسألني ولا أنا أتكلم.
- غافل بعضهم الشيخ يوماً وأخذوه شاهد زور للمحكمة. فأدعى المدعي على خصمه بحنطة. فأحضروا الشيخ وسألوه فشهد بشعير، فقالوا له: غلطت فكان يجب أن تقول حنطة. فأجابهم: أيها الجهلاء طالما الشهادة كاذبة فالحنطة والشعير سيان.
- ضاعت دجاجة الشيخ فأتى بخرق سوداء وربطها في أعناق الفراريج وتركها، فقالوا له، ما هذا؟ فقال: حزنوا على موت أمهم!

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:53 PM
العصفورة وفراخها

تعوّدت اليمامة الرّمادية على زيارة حافّة الشّباك في صفّ طارق لأنّها شعرت بالأمان وبمحبّة الصّغار لها واهتمامهم بها. فهُم يحملون إليها الطّعام يوميا.
وفي هذا اليوم، عندما عاد الصغار إلى صفّهم بعد انتهاء فسحة السّاعة العاشرة، فوجئوا باليمامة داخل الصّف. لقد رأت بعض الخبز على الأرض، فتشّجعت وقفزت إلى الدّاخل لإلتقاطها، فأسرع طارق وأمسك بها مُحقّقا بذلك أمنيته بأن يتحسّس ريشها النّاعم. وتحلّق الرّفاق حول طارق وكلّ منهم يحاول أن يأخذ اليمامة منه، وهي تضرب بجناحيها محاولةً التّخلص من يد طارق.
قالت المُعلّمة بحزمٍ: دعها يا طارق.
تَرَك طارق اليمامة، فطارت مُبتعدةً عبر النافذة.
تابعت المُدَرّسة قائلةً: أنتَ فتى طيب يا طارق، وكذلك كلكّم طيبون، والإنسان الطّيب لا يؤذي، بل يجب أن يكون رحيما مُحبا يشفق على الضّعيف ويساعد المُحتاج، ولا يغدر بمن يطمأنّ إليه. والحيوانات والطّيور مخلوقات ضعيفة. وهذه اليمامة قد لجأت إلينينا واطمأنّت فلا يصحّ إخافتها.
قال طارق: أنا لم أقصد إخافتها أو إيذائها.
فأجابته المُعلّمة: لا بأس عليك يا طارق. اسمعوا يا صغاري هذه القصة التي جرت مع رجلٍ حكيمٍ.
كان الحكيم جالسًا بين أصحابه فجاءه رجل يلبس عباءةً وفي يده شيء يخبّئه في طرف عباءته، وقال: يا حكيم، كنت أمرّ بقرب مجموعةٍ من الأشجار فسمعتُ أصوات فراخ طير، فأخذتها من عشّها ووضعتها في عبائتي، فجاءت أمّ الفراخ وحامت فوق رأسي، فكشفت عباءتي عن فراخها الصّغار فحامت الأم فوق الفراخ ثم جلست فوقها فلففتها في عباءتي وها هي معي.
فقال الحكيم: ضعها هنا على الأرض.
فلمّا وضعها الرجل، كشف الحكيم الغطاء عنها، فرفضت الأم فراق صغارها، فقال الحكيم: أتعجبون لرحمة أمٍ بفراخها؟
قال أصحابه: نعم.
قال الحكيم: إنّ الله أرحم بعباده من أمّ الفراخ بفراخها. ثم أمرَ الرجل أن يرجع الفراخ وأمّها إلى حيث كانت.
قال طارق: أنا آسف فعلاً، ولكن هل ستسامحنا اليمامة؟ هل ستعود إلى حافّة صفّنا كعادتها؟
اتّفق الصغار مع المعلمة على إعادة الطّمأنينة إلى اليمامة الرّمادية، وقنِعوا بصداقتها لهم من بُعدٍ. فتابعوا وضع الحَبّ والخبز لها ووضعوا لها وعاء ماء لتشرب.
ويومًا بعد يومٍ عادت اليمامة تحطّ قليلاً، تنقر من الحَبّ ثم تطير. ولم يحاول أحد من الصغار أن يقترب منها حتى لا يخيفها، فأَلِفَت اليمامة هذا المكان واطّمأنّت إلى أصدقائها. ومع اقتراب موعد عطلة الفصل الأوّل شغل فكر طارق ورفاقه سؤال هام: مَن سيهتّم باليمامة أثناء غيابهم؟ وإذا افتقدت اليمامة الطعام الذي كانت تجده على حافة شبّاك صفهم فهل تعود إليه؟
اقترحت المعلمة على الصّغار أن يحضروا كميةً من الذّرة تكون مؤونةً لليمامة طيلة غيابهم، على أن يتولّى العَم محمود، حارس المَدرَسَة، رشّ الحَب يوميا لها على شباك صفّهم. وهكذا، وقبل مغادرة الأولاد المدرسة، توجّهوا مع المعلمة إلى العم محمود ليشرحوا له الأمر. استمع العم محمود إلى طلب الأولاد ثم قال، وقد ترقرقت الدّموع في عينيه: يا الله كم أنتم من الطّيبين أيّها الصغار، وأطمئنكم بأنّني لن أنسى أبدًا أن أرشّ الحَب لليمامة، وسأرشّه لها مرّتين في اليوم، صباحًا وبعد الظهر.
وشكرت المُعلّمة والأولاد العَم محمود، وودّعوه.
(ما رأيكم بصنع بيتٍ لليمامة؟)

اقتراح تقدّم به طارق ولاقى التّرحيب من الرّفاق والمعلمة، فأقبلوا على تنفيذه بنشاطٍ في ساعات الرّسم والأشغال اليدويّة. أسبوع مرّ وأصبح البيت جاهزًا. إنّه مصنوع من علبة بسكويت كرتونيّة، ومُلوّن بألوانٍ زاهيةٍ حمراء وصفراء، وقد جعل له الصّغار بابا مفتوحا. ووضعوا البيت على حافّة الشباك وبداخله قشّ وذرة وقمح.
أخذت اليمامة تتردّد على البيت الصغير، تنقر من الحب وتطير. وشيئًا فشيئًا أَلِفَت اليمامة بيتها الجديد، بل أصبح زوج حمام يتردّد على حافة الشباك، وبدأت اليمامة تبني لنفسها عشا في البيت الجديد. فسعد الصغار بالبيت الذي صنعوه لليمامة، وبتردّد زوج اليمام معًا على شبّاك صفّهم.
ويوما اكتشف الصغار ريشا رماديا متناثرا على حافّة الشّباك، والذّرة لا تكاد تنقص شيئا. قلق الصغار على صديقتهم اليمامة، وبخاصةٍ عندما لاحظوا ضمور جسمها وميله إلى الهزال بعد أن كان ممتلئًا. تساءل طارق قائلاً: أهي مريضة؟ أجاب مالك: أظنّها صائمة. سلحفاتي تصوم كلّ سنة.
المُعلمة: لا. اليمامة ليست صائمة، إنّها فقط تبدّل ريشها كطبيعة الطّيور في مثل هذا الوقت من كلّ عامٍ. وهي مثل كلّ الطيور، يقلّ أكلها في هذه المرحلة..
الصّغار واليمامة

لم يدم انتظار الأولاد طويلاً، فبعد ستّة عشر يومًا من احتضان اليمامة للبَيض، فوجئوا برؤية فرخين صغيرين في العشّ يغطّي جسميهما زغب رمادي. راقب الصغار اليمامة وهي تحتضن الفرخين تحت جناحيها، أو تطعمهما الحَب بمنقارها. وأعجبوا بها وهي تهمّ بالدفاع عنهما كلّما خَطَر للصّغار الإقتراب من العش، وقد شارك الوالد الأم في العناية بالصّغيرين، بإطعامهما أو بالدّفاع عنهما أو بتدريبهما على الطّيران عندما قوّيت أجنحتهما. لم يملّ الأولاد تأمّل زوج اليمام والفرخين الصغيرين، وأصبح الفرخان الصّغيران شغل الأولاد الشّاغل. وقد دفعتهم الرّحمة بهما إلى زيادة كميّة الحَب التي يحضّرونها يوميًا، وإلى تنافسهم في ملء وعاء الماء وتنظيف العش. لكن مشكلةً كبيرةً بدأت تواجههم: فعطلة الصيف التي اقتربت حَمَلت طارقًا على التّساؤل: تُرى هل أستطيع أن آخذ الفرخين معي إلى البيت فأضعهما في قفصٍ وأعتني بهما؟
إعترضت المعلمة قائلة: لا يا طارق. الصّغيران بحاجةٍ إلى أمّهما وأبيهما لتعليمهما كيف يأكلان، ولتدريبهما على الطيران. كما إن اليمام يحبّ الحريّة ولا يعيش في قفصٍ طوال الوقت.
ولكن مَن سيهتم بهما؟ مَن يضع لهما الماء والحَب كلّ يومٍ؟
سنطلب ذلك من العَم محمود، كما فعلنا سابقًا، أتذكرون؟
أخاف أن ينسى العم محمود ذلك، فتترك اليمامة حافّة شبّاكنا ولا تعود إليه أبدا.
لتكن مشيئة الله يا أولادي.
وغادر الأولاد المدرسة لقضاء عطلة الصّيف وفي أذهانهم سؤال: أتراهم سيعودون ليجدوا اليمامة وفرخيها الصّغيرين على حافّة شباك الصف، أم تراها ستغادر المدرسة لتبحث عن الرّزق في مكانٍ آخرٍ يسوده الأمن والسلام؟!

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:53 PM
جحا والحمار



ذهب جحا إلى السوق واشترى حماراً وربطه بحبل ومشى وسحبه وراءه، فتبعه لصّان، وحلّ واحد منهما الحبل ووضعه حول عنقه وهرب الآخر بالحمار وجحا لا يدري، ثم التفت خلفه فوجد إنساناً مربوطاً في الحبل فتعجب وقال له: أين الحمار؟ فقال: أنا هو، فقال جحا: وكيف حصل هذا؟ قال اللص: كنت عاقاً لوالدتي فدعت الله أن يمسخني حماراً. فلما أصبح الصباح قمت من نومي فوجدت نفسي ممسوخاً حماراً فذهبت إلى السوق وباعتني للرجل الذي اشتريتني منه، والآن أحمد الله لأن أمي رضيت علي، فعدت آدميا. فقال جحا: لا حول ولا قوة إلا بالله، وكيف كنت سأستخدمك وأنت آدمي اذهب إلى حال سبيلك.
وحلّ الحبل من حول عنقه وهو يقول له:
- إياك أن تغضب أمك مرّة أخرى، والله يعوضني خيراً.
وفي الأسبوع الثاني ذهب جحا إلى السوق ليشتري حماراً فوجد حماره الذي اشتراه من قبل فتقدم إليه وجعل فمه في أذنه وقال له: يا شؤم عدت إلى عقوق أمك. ألم أقل لك لا تغضبها؟ إنك تستحق ما حلّ بك.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:54 PM
قصة في الاتحاد قوة

يحكى ان مجموعة من الفراخ كانت تعيش في مزرعة وكان لها بيت جميل تعتني بتنظيفه والمحافظة عليه وتحرص الا يدخل المزرعة اي غريب. ولكن احد الخراف عرف طريق المزرعة فكان كل يوم يركب جرارا ويتجه به الى المزرعة كانت الفراخ تخاف جدا من صوت الجرار، وكان الخروف سعيدا بذلك، فقد كانت الفراخ تهرب من امامه فيتجه هو الى بيتها ويأخذ البيض ويرجع فرحا بهذه الغنيمة السهلة.
احست الفراخ بالغضب من هذا الخروف وعقدت اجتماعا طارئا، وقررت ان تواجه الخروف بكل قوة وحزم. واول شيء فعلته انها قامت ببناء بيت مرتفع كي تراقب منه الطريق الذي يأتي منه الخروف. ولم تنتظر الفراخ طويلا فقد جاء الخروف كالعادة وهو يركب الجرار وتقدم نحو المزرعة بكل ثقة، وهنا صاح الفرخ الذي في بيت المراقبة وطلب من اصحابه الاستعداد للهجوم، وفعلا استعدت الفراخ.
فما كاد الخروف يوقف الجرار وينزل منه لأخذ البيض حتى انقضت عليه الفراخ مجتمعة بكل قوة وشجاعة، واخذت تنقره في وجهه وعينيه واذنيه ورجليه. خاف الخروف كثيرا من هذا الهجوم المباغت وقرر الا يعود الى المزرعة مرة ثانية. اما الفراخ فقد فرحت بهذا الانجاز الذي حققته، وعرفت ان في الاتحاد قوة، وانها مهما كانت صغيرة وضعيفة الا انها قادرة على الدفاع عن حقها اذا اتحدت معا.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:54 PM
قصة جعيدان

كان هناك رجل عجوز في القرية وله بنت، وادعى يوم من الايام بأن ابنته تستطيع تحويل القش الى ذهب فأمر الملك باحضار الفتاة ومن ثم امرها بأن تحول كومة من القش الى ذهب والا قطع رأسها. ولكن الفتاة خافت كثيرا من الملك وبدأت بالبكاء الكثير حتى ظهر لها قزم صغير حول لها كومة القش الى ذهب واخذ منها عقد من الذهب.
وطلبت منه في المرة الثانية ان يحول كومة القش الى ذهب! ففعل واخذ منها هذه المرة الخاتم وفي المرة الثالثة قال لها انه سيأخذ مولودها الاول من الملك بعد زواجهما! فوافقت على هذا الشرط لأنها تريد ان تتزوج الملك.
فتزوجت الفتاة الملك.. فلما انجبت مولودها الاول جاء القزم لأخذه منها ولكنها رفضت ان تعطيه المولود وقالت سأعطيك بدلا عنه اموال كثيرة. لكن القزم رفض ذلك واراد اخذ الطفل حسب الشرط والوعد الذي وعدته. ولكنه في النهاية سألها سؤال واعطاها فرصة لمدة ثلاثة ايام للاجابة على سؤاله.. واذا لم تستطع الاجابة سيأخذ الطفل عنها والا تركه لها.
وبعد مرور ثلاثة ايام استطاعت الفتاة الاجابة على سؤال القزم واحتفظت الفتاة في الطفل وذهب القزم غضبان منها ولم يأتي مرة اخرى لمساعدتها في تحويل القش الى ذهب.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:54 PM
جحا العادل

وقف رجل فقير وهو يحمل رغيفاً من الخبز أمام مطعم تنبعث منه رائحة اللحم المشوي، وصار يأكل من الرغيف ويشمّ رائحة اللحم، وحينما رآه صاحب المطعم قال له:
- ماذا تفعل أيها الرجل؟
قال الرجل: - أستمتع برائحة شوائك اللذيذ. قال صاحب المطعم:
- إذا كنت تستمتع برائحة الشواء، فيجب أن تدفع لي ثمنها.
واستغرب الفقير تصرف صاحب المطعم، وقام كل منها إلى الآخر يخاصمه، حتى اتفقا أن يذهبا إلى القاضي جحا ليحكم بينهما، وحين وصلا إليه سألهما عن سبب خصامهما فقال صاحب المطعم:
- إن هذا الرجل جاء إلى دكاني وهو يحمل رغيفاً، وصار يشم رائحة شوائي، ويأكل من رغيفه، وأنا أريد الآن ثمن رائحة الشواء التي شمّها. قال له جحا:
- وكم تريد ثمنها؟ فأنا سأدفعه لك. قال صاحب المطعم:
- أريد عشرة قروش فضية. فأخرج جحا من جيبه عشرة قروش فضية، ورمى بها على الأرض فأصدرت صوتاً ثم قال:
- لقد استمتع هذا برائحة اللحم المشوي، ولكنه لم يذق طعم اللحم، وأنت تستطيع أن تستمتع بصوت رنين القروش العشرة لكن ليس من العدل أن تنالها.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:54 PM
الذئب المغرور والنعجة الذكية

قال الذئب: انا جائع، اريد ان آكل.
الحقيقة ان الذئب كان يعيش حيث لم يستطع احد ان يقيم، بل ابتعد الجميع عنه. ومع ذلك كان يقطع الطرق ويجر الى بيته كل ما يلتقيه من حيوان من دون تفرقة بين مذنب وبريء. وكان يزعج الاسماع بعوائه المكروه.
انا جائع، صاح الذئب.
قال الراعي: يا له من صوت مخيف! حتى الحيوانات المفترسة تسد آذانها كلما لعلع صوته في البرية.
«اسكت يا ذئب».
لكن الذئب ظل يعوي، وقال: ما اجمل صوتي! انه اجمل اصوات حيوانات البرية! انا جائع، وقد انقضى الليل من غير ان اتمكن من العثور على شيء آكله. وقد دب النعاس في عيني ولم اجد بعد شيئاً يشبعني. سيطلع الصباح من دون ان آكل.
رآه ثعلب صغير فقال له: اراك واقفاً هنا يا ذئب!
نعم، اني انتظر.
ماذا تنتظر؟
انتظر طعامي!
ماذا تحمل بين فكيك يا ثعلب؟
هذه؟ انها دجاجة، الا تفرق بين الدجاج والحيوانات الاخرى؟
من اين احضرتها يا ثعلب؟ اخبرني. ان بطني تكاد تتقطع جوعاً.
قال الثعلب ضاحكاً: انت حقاً يا ذئب مخلوق مسكين.
غضب الذئب وصاح: لماذا تقول انني مخلوق مسكين يا ثعلب؟
اجابه الثعلب: اتقف هنا تنتظر ان تمر بك الطرائد، والسهل عند طرف النهر يعج بالقطعان قطعان؟ اية قطعان؟
كان الذئب الاغبر يعيش في غابة قرب قرية فيها الكثير من قطعان الغنم، وكان كلما احس بالجوع، يفترس نعجة تنفرد عن القطيع. وذات يوم، لاحظ ان القطيع يرعى بلا راع وبلا كلاب حراسة.
فانقض الذئب على القطيع، واختار منه نعجة ليفترسها، فقالت له: سيدي الذئب.
ماذا تريد؟
عفواً، قبل ان تفترسني، هل لك في ان تصنع لنا جميلاً؟
اي جميل؟
اصنع لنا معروفاً، فلن ننسى جميلك.
اي معروف؟ وهل ينتظر من الذئب ان يصنع معروفاً؟
القضية ايها الذئب المحترم اننا في حاجة الى منشد، ونحن جماعة تحب الغناء، وكل ما نرجوه هو ان تساعدنا في الغناء، وحين نغني نأمل بعد ذلك ان تهنأ بالف صحة وصحة.
اغني؟ قال الذئب متعجباً.
نعم يا سيدي.. فليس ذلك بمتعذر عليك. فأنت مطرب مشهور، وصوتك نسمعه كل ليلة، فلا يمكننا النوم.
ها! ها! ها! ها!
نعم يا سيدي. نعم يا سيدي، قبل ان نموت نريد ان نغني، ونريدك ان تغني معنا.
لم تتمكنوا من النوم بسبب صوتي؟
نعم.
هل كان يخيفكن صوتي؟
جداً جداً.
مساكين. كلامك جعلني اشفق عليكن.
هل لك اذن ان تغني معنا قبل ان تأكلنا؟
نعم نعم. قطعتن قلبي شفقة عليكن. هيا. واحد، اثنان، ثلاثة. وعلت اصوات العواء عندها اندفع السكان والرعاة والكلاب في المنطقة وهجموا على الذئب وقضوا عليه بفضل ذكاء هذه النعجة وجرأتها.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:54 PM
الحطاب


كان في قديم الزمان حطاب يخرج كل صباح ليجمع الحطب. وذات صباح خرج الحطاب من البيت والسماء تمطر بغزارة. وعند وصوله الى المكان الذي يجمع منه الحطب، وجد سبعاً مستلقياً على الارض.
قال السبع للحطاب: «اريد ان اصادقك واساعدك لأنك فقير الحال». ففرح الحطاب فرحاً شديداً اخذ السبع يساعده الى ان صار غنياً.
وذات ليلة كانت السماء تمطر مطراً غزيراً. ففكر السبع ان يذهب الى بيت صديقه الحطاب. ولما اراد دخول البيت شاهد عدداً من الرجال جالسين مع الحطاب، ففكر السبع في نفسه، وقال: «لن ادخل الى بيت صديقي حتى لا يخاف مني هؤلاء الرجال».
تنحى السبع جانباً حتى لا يشاهده احد. وبدأ الرجال يتحدثون مع الحطاب، فسأله احدهم: «ايها الحطاب، انك رجل فقير، فمن اين حصلت على هذا المال الكثير»؟
فأجاب الحطاب: «لقد حصلت على المال بتعبي».
ولما سمع السبع ذلك غضب غضباً شديداً، لأن الحطاب بهذا الرد انكر مساعدة السبع له ورجع السبع الى مكانه وهو حزين.
عند الصباح، ذهب الحطاب كعادته الى المكان الذي يعيش فيه السبع، فوجده يعاني المرض سأله الحطاب: «ما بك يا صديقي العزيز»؟
فأجابه السبع: «اني مريض». ثم سأله: «هل فأسك قوية»؟
اجاب الحطاب: «نعم انها قوية».
فقال له السبع: «ارجو ان تضربني بها ضربة شديدة».
استغرب الحطاب هذا الطلب، لكنه ضرب رأس السبع، فأوقعه على الارض مضرجا في دمائه. وظن الحطاب ان السبع قد مات، فتركه، وعاد الى بيته.
مرت الايام.. وذات يوم ذهب الحطاب الى عمله - كالعادة - فرأى السبع حياً يرزق، فناداه، قال له: «عفوك يا صديقي، لقد اخطأت وضربتك ثم تركتك معتقداً انك ميت». قال السبع: «ارجو ان تنظر الى رأسي، هل شفي الجرح»؟
نظر الحطاب الى رأس السبع فوجد الجرح قد التأم ولم يبق له اثر، فأخبر السبع بذلك.
قال السبع: «هذه هي ضربتك. ان جرح الضرب يلتئم، لكن جرح الكلام فلا يلتئم ابداً. قل لي لماذا انكرت مساعدتي لك»؟
خجل الحطاب وراح يعتذر للسبع عما حدث. لكن السبع التفت اليه غاضباً وقال: «هيا ابتعد عني بسرعة، والا فاني سآكلك».
فهرب الحطاب لينجو بنفسه..

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:55 PM
البطلان: قنفذ وخلد

قالت الرواية: حكاية اليوم تتناول مشكلة قامت بين بطلين، هما قنفذ وخلد.
كان القنفذ يتنزه في الحقل حين شاهد اكواماً صغيرةً من التراب الناعم الاملس.
قال القنفذ: غريب! ما هذا التراب؟ اسمع حفيفاً واهياً قريباً مني. هه! من هذا الحيوان الصغير الذي يحفر الارض ويدفع التراب بقوائمه ويقيم كومة من التراب جديدة؟
وجاء صوت الخلد: سه، سه، سه!
فصرخ القنفذ: من انت يا مسأسئ؟
اجاب الخلد: قل لي من انت اولا لأقول لك من انا ثانياً؟
حسناً. انا القنفذ، وانت؟
وانا الخلد، اسمي الخلد. الم تسمع بالخلد من قبل يا حضرة القنفذ؟
فقال القنفذ: كم انت رقيق وممتاز. انا نادم لأني لم اتعلم ان احفر بنفسي في التراب مثلك. والحقيقة اني لم اشاهد في حياتي كلها خلداً.
قال الخلد ضاحكا: شكراً لك على ثنائك. والآن بعد ان شاهدتني اصبحت تعرف الخلد؟
نعم، ولي الشرف بذلك.
صاح الخلد: اخجلك تواضعي!
قال القنفذ: سأجلس هنا بالقرب من اوكارك وارى كيف تقوم بالحفر وقلب التراب وتكديسه في اكوام صغيرة.
اهلاً وسهلاً، اهلاً وسهلاً. تفضل، تفضل. هل لك يا صاحبي القنفذ ان تشرب فنجاناً من القهوة؟
لا شكراً، بالافراح.
ما بالك يا صاحبي الخلد؟
خطرت على بالي فكرة.
فكرة؟ اية فكرة؟
ما رأيك ايها الصديق العزيز؟
رأيي؟ بماذا؟
ان نكون شريكين معاً في زراعة القمح؟
شريكين في زراعة القمح؟
بالضبط يا رفيقي. فأنا املك حقلاً واسعاً، ولكني لا اجيد الحفر والحراثة وقلب التربة مثلك هه، هه، بدأت افهم.
ممتاز اذن. انت يا عزيزي الخلد تحرث الارض وانا ابذرها واتعهدها بالسقاية والعناية. وسيكون عندنا بعد ذلك انتاج وفير نتقاسمه بالتساوي.
هاه..
هه! ماذا؟ لم تبد لي رأيك؟
موافق، موافق. هات يدك يا صديقي القنفذ نتصافح عربوناً للاخلاص والمحبة والوفاء شد على يدي كما اشد على يدك.
يا صديقي انا اعاهدك.
وانا اعاهدك.
حرث الخلد الارض بدقة واهتمام. وبعد ان بذر القنفذ القمح، اعاد الخلد حراثة الارض مجدداً حتى تمكن من طمر جميع البذور في التراب. وراح الاثنان ينتظران.
سأل الخلد: والآن ايها القنفذ العزيز، ماذا ستفعل؟
فأجابه القنفذ: سأهتم بالمزرعة، واعتني بسقايتها وتعشيبها وحمايتها من فئران الحقول.
حسناً تفعل، وانا اساعدك ايضاً.
طبعاً. فغداً سينمو القمح، وستكون سنابله كثيرة وغنية بالحبوب.
وعندها سيكون نصيب كل منا وفيراً.
طبعاً، طبعاً.
كان الموسم وافراً. وتعهد القنفذ حصاده وجمعه اكداساً كبيرة، ثم درس القمح وذراه فصار كحبات اللؤلؤ. وحان اوان اقتسام المحصول.
قال الخلد: أرأيت ما اوفر الموسم؟
فأجابه القنفذ: طبعاً، طبعاً؟
هيا، هيا نقتسم الغلة.
حاضر، حاضر.
ماذا تنتظر؟ هيا نقتسم، نصف الغلة لي، ونصفها لك.
دعها للغد، وان غداً لناظره قريب.
اذا صباحاً نقتسم الغلة.
ألم تسمع ما قلت؟
قلت غداً.
وقلت ايضاً ان غداً لناظره قريب.
فكر الخلد: ان غداً لناظره قريب؟ ماذا يعني؟
قال القنفذ لنفسه: لم يكن الخلد شريكي؟ الم اعمل اكثر منه؟ انه لا يستحق نصف المحصول. انا تعبت اكثر منه. يجب ان آخذ حصة اكبر. وماذا يستطيع الخلد ان يفعل ان اخذت اكثر؟ فانا عندي اشواك كثيرة حادة تلف جسمي، استطيع ان اقذفه بها واحمي نفسي منه ان اراد ان يقاتلني. فلأذهب الى الحقل وآخذ نصيي.
وفي الحقل كان الخلد ينتظر من قبل الفجر.
اراك جئت مبكراً يا صديقي القنفذ؟
فكر القنفذ لنفسه: ما به سبقني الى الحقل؟ - ثم قال بصوت عادي: جئت للاقتسام هيا! باشر.
لماذا نتعب انفسنا يا خلدي الجميل؟ سأعطيك حصتك الآن، هذه حصتك.
ماذا؟ حصتي؟ حصتي؟ هذه حصتي؟ اراك اعطيتني كومة صغيرة وابقيت كل الغلة لك.
طبعاً. فانا اعتنيت بالموسم من اوله الى آخره.
وانا حفرت الارض وساعدتك.
هذه حصتك يا خلد وكفى!
ولكننا اشتركنا معاً على اساس ان يكون النصف لي والنصف الآخر لك.
هذه حصتك، وافعل ما تشاء!
انا لا اقبل بهذا! لا، لا، لا اقبل.
لا تقبل؟ انت حر. هذا ما لك عندي. خذه وامش.
ما هذا الكلام يا قنفذ؟
هذا الكلام لك.
انت لص خسيس ودنيء.
اسكت يا خلد والا لن تعرف ما يحل بك!
ماذا يحل بي؟
صاح القنفذ: اقذفك بشوكي.
فأجابه الخلد: اسمع يا صاحبي. لم النزاع؟ نرفع قضيتنا الى الثعلب. فهو قد اقام محكمة للنظر في قضايا المظلومين، وما يقول نعمل به.
حسناً. فلنذهب الى الثعلب.
ضحك الثعلب طويلاً، وقال: نعم، نعم، فهمت. هل لأي منكما ان يقول شيئاً آخر؟
قال الخلد: اريد حصتي كاملة.
وقال القنفذ: انا تعبت واريد نصيبي.
حسناً، قال الثعلب، دعاني افكر بالامر، كي اصل بكما الى حل عادل يرضيكما معاً. اذهبا الآن غداً في مثل هذا الوقت، نلتقي معاً في الحقل.
وجاء حكم الثعلب في الغد، فقال للقنفذ: ايها القنفذ المسكين! لقد تعبت كثيراً وبذلت مجهوداً كبيراً تستحق المكافأة عليه. وحق لك ان تستريح من عناء العمل الشاق. فقد حصلت من جراء دراسة القمح وتذريته على قش وتبن كثير، تستفيد منه في بناء اكثر من بيت لك، وفي صنع فرش عديدة تحميك شر البرد، وتوفر لك الراحة والنعيم الدائم. فكل القش والتبن لك وحدك، لا يحق للخلد مشاركتك فيهما.
وقال للخلد: اما انت ايها الخلد الطيب، فانك لست بحاجة الى شيء من القش والتبن. انك بحاجة الى غذاء يحميك من الجوع، تختزنه في بيتك لوقت الحاجة. خذ هذه حفنة من حبات القمح اماناً لك من الجوع والفقر.
واضاف الثعلب: اما انا فسأكتفي بما تبقى من حبات القمح هنا كأجر لأتعابي في احلال السلام بينكما.
تساءل الخلد: يعني.. لن يصيبنا شيء من قمحنا؟
وقال القنفذ: وتعبنا؟
فأجابهما الثعلب: هذا هو حكم الثعلب.
نظر الخلد الى صديقه القنفذ وقال له: أرأيت؟ أرأيت ما حل بنا بسبب طمعك؟
فأجاب القنفذ: انت لم تقبل بما اخترت انا.
ضحك الخلد وقال: ما احلى ظلم القنفذ! انه خير الف مرة من حكم الثعلب.
بينما تحسر القنفذ على ما خسر وقال: آه! ما ضرني لو لم اطمع واستولي على حصتي وحصة شريكي!

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:55 PM
تجربة اولى

فتح الطائر الصغير عينيه الخرزيتين.. نظر في ارجاء العش.. تناهى الى سمعه حفيف اوراق الشجرة، ثم سمع النسمة العابرة تقول له:
هيا يا صغيري.. انه الفجر.. هيا جرب جناحيك.
رفع الطائر الصغير رأسه.. وكانت الام قد غادرت العش بحثاً عن الطعام.. وكانت قد صحبته يوم امس الى رحلة صغيرة.. دار حول الشجرة.. رآها ضخمة.. بهرته خضرتها الرائعة.. عجب لذلك فهو لا يرى من خلال عشه الا جزءاً صغيراً من الشجرة.
رفرف الطائر الصغير بجناحيه فرحاً، وقفز من العش، احس بقدرته على الطيران.. غادر عشه وهو يخفق بجناحيه.. كاد يسقط، لكنه استعاد توازنه من جديد ثم انطلق محلقاً فوق الشجرة.. شجرته هي التي احتضنته طوال هذه المدة.
ابتعد عن الشجرة.. حلق عالياً.. احس بالقوة على التحليق.. فراح يصعد في الفضاء الفسيح.. ظهرت الغابة تحته مثل بحر من ورق اخضر. اكتشف الطائر الصغير ان الشجرة اكبر من عشه وان الغابة اكبر من الشجرة.. فقال في نفسه: لابد ان يكون العالم اكبر من الغابة.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:55 PM
هلال وشجرة الذهب

كان هلال ولدا كسولا
زملاؤه يتحركون ويعملون.. وهو خامل
اشتهر بين زملائه وعرف بالولد الكسول وكثيراً ما كانوا ينادونه اهلا ياكسلان
ضايقه هذا الوصف وآلمه.. ماذا يفعل؟
ابتعد عن اصدقائه.. انطوى وانزوى وحيدا.. هو يخاف من السخرية
وذات يوم قام مهموماً.. واخذ يسير في الطريق. كان يفكر كيف يكون نشيطاً وكيف يكتسب احترام الناس والزملاء.
وجد نفسه فجأة امام شجرة. كان قد اعياه السير.
جلس تحت الشجرة واسند ظهره اليها. احس بالراحة. وبعد فترة وجيزة راح في نوم عميق واثناء نومه رأى رؤيا عجيبة. رأى ان الشجرة تقول له: لا تحزن يا هلال ولا تتألم. فأنت ولد طيب، وسأخبرك الآن كيف تكون نشيطاً. وكيف يحبك الناس والزملاء وكيف يقدرونك ما عليك الا ان تأخذ هذا الدلو وتملأه من هذا البئر البعيد.. ثم تعود به لترويني.
هلال: ولماذا كل ذلك؟
شجرة الذهب: لاثمر لك البرتقال الذهبي الذي سيجعلك غنيا. ستمكث هنا ثلاثة اشهر. وبعدها تأخذ البرتقال الذهب وترحل.
هلال: انا رهن اشارتك. وسأبدأ العمل على الفور. ومكث هلال يروي الشجرة ويسقيها ثلاثة اشهر وظهرت ثمار البرتقال ولكنها غير ذهبية.
فقال هلال للشجرة: ان هذا البرتقال غير ذهبي.
شجرة الذهب: بعد ثلاثة اشهر اخرى من العمل يتغير البرتقال ويصبح ذهبياً وفي خلال هذه المدة ستذهب الى الشاطئ البعيد. وتعمل مع الصيادين وقد اخبرتهم بذلك. وبعدها تعود لتأخذ البرتقال الذهبي.
هلال: من الآن سأذهب واعمل مع الصيادين.
شجرة الذهب: مع السلامة يا هلال. وادعو الله لك بالتوفيق.
ويسير هلال ويسير حتى وصل الى الشاطئ.
وجد الصيادين يعملون بهمة ونشاط
القى عليهم السلام. رحبوا به واكرموه
قالوا له: انت ضيفنا الليلة يا هلال. وغداً ان شاء الله تبدأ العمل ومكث هلال ثلاثة اشهر مع الصيادين. احبهم كثيراً واحبوه صار صياداً ماهراً.
اكتسب خبرة عظيمة في صيد الاسماك. لم يبخل عليه الصيادون بالارشاد والتوجيه.
حصل على مال وفير. لم يضايقه احد طيلة هذه المدة. لم يقل له احد يا كسلان فقد كان شعلة من حماس وحيوية احس باحترام الجميع له قال في نفسه. لما كل هذا؟
ردت عليه الشجرة في الحال: لأن العمل والكفاج جعلا لك كياناً وقيمة. ويستيقظ هلال مندهشاً وهو يقول.
انا عظيم انا لست كسلاناً وينتبه ويقف على رجليه. ثم يعدو في الصحراء الممتدة امامه وهو يصيح شكراً لك ايتها الشجرة العظيمة. فقد اضأت لي طريق النجاح. نعم: العمل هو الغنى والثراء، العمل هو برتقال الذهب الحقيقي

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:55 PM
تكذبني وتصدق حماري

كان لجحا جار ثقيل، يكثر من الطلبات، فمرة يطلب من جحا ان يعيره طنجرة، ومرة يستلف منه نقودا ثم يماطل في اعادتها اليه، ومرة يستخدمه في قضاء بعض الحاجات.
اما اليوم، فقد جاء ليستعير حمار جحا.
قرع الباب، وخرج اليه جحا، ورحب به، وسأله عن حاجته، فقال له جاره:
انت تعرف - يا جاري العزيز يا جحا - حق الجار على الجار.
قال جحا: نعم.. اعرف.
قال الجار: وتعرف ان الرسول (ص) اوصى حتى سابع جار.
قال جحا: اعرف.
قال الجار: وتعرف اني رجل كبير السن.
قال جحا: اعرف.
قال الجار: وتعرف اني اشكو الالم في مفاصلي.
قال جحا: اعرف.
قال الجار: وتعرف اني لا املك حمارا اركبه لقضاء حاجاتي.
قال جحا: اعرف.
قال الجار: وتعرف ان للجار حقا على الجار وحماره.
قال جحا: اعرف الشق الاول، ولا اعرف الشق الثاني.
قال الجار: الشق الثاني اهم من الشق الاول.
سأل جحا: لماذا؟
قال الجار: لأني اريد الذهاب الى السوق، وارجو ان تعيرني حمارك.
عندها ادرك جحا ان كل هذا اللف والدوران من اجل الحمار.
تلفت جحا حوله، وتنحنح، ورسم ابتسامة باهتة على شفتيه، ثم قال: ولكن حماري ليس هنا يا صديقي.
سأل الجار: اين هو يا جاري العزيز؟
اجاب جحا: في البستان. اخذته زوجتي ام الورد الى البستان.
في هذه اللحظة، نهق الحمار، فقال الجار:
حمارك في البيت يا جحا، فلماذا تكذب علي؟
فعبس جحا وهو يقول: ويحك يا جاري تكذبني وتصدق حماري؟

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:55 PM
سر القوة

عاش حمار بالقرب من احدى الغابات، في مكان لا يبعد كثيرا عن بيت الثعلب، الذي بدأ يفكر بالرحيل من الغابة بسبب صوت الحمار المزعج، فالحمار كثير النهيق مما تسبب في ازعاج الثعلب ومنعه من النوم.
قرر الثعلب ان يتخلص من الحمار ومن صوته بأية وسيلة، لذا اسرع الى الحمار وقال له: انك اقوى من رأيت في حياتي ايها الحمار، لماذا؟ لا تتحدى الاسد في قتال عادل وتصبح ملكا للغابة بدلا منه؟
قال الحمار بخوف: ماذا انا اتحدى الاسد؟ لا.. انه اقوى مني بكثير.
فقال الثعلب بمكر: ان سر قوة الاسد في صوته ايها الحمار، فهو يزأر بأعلى صوته، فيموت الحيوان من الخوف، فيأكله الاسد بسهولة.. ان صوتك اقوى من صوت الاسد ولكنه يحتاج الى بعض التدريب.
اقتنع الحمار بالفكرة، وبدأ ينهق بأعلى صوته ليل نهار، فلم تعد الغابة كلها تستطيع النوم.. فطلب الاسد من الذئب ان يأمر الحمار بالسكوت والا..
غضب الحمار وبدأ يرفس الارض بأرجله عندما علم بتهديد الاسد، وقال للذئب: هل وصلت الوقاحة بالاسد ان يهددني، قل له اتحداه في اي مكان يختاره؟
غضب الاسد عندما سمع بما قاله الحمار، واسرع يبحث عنه.. لم يخف الحمار عندما رأى الاسد مقبلا نحوه بل وقف متحفزا للقتال وبدأ ينهق بأعلى ما يستطيع من قوة ويقول في نفسه: سيرجوني الاسد كي اعفو عنه.
هجم الاسد على الحمار وغرز انيابه ومخالبه في لحمه، صاح الحمار من شدة الالم متسائلا: كيف يحدث هذا؟ انا اصيح اعلى منك؟
فقال الاسد ضاحكا: المهم هو الفعل وليس القول ايها الحمار.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:56 PM
صياد العصافير


قبل مئات السنين، عاش في المدينة الخضراء رجل عجيب اتخذ من صيد العصافير مهنة له،


فتفنن في ابتداع طرق ووسائل صيدها، وعرفه جميع الناس وذاع صيته، وسمع به الكثيرون في مدن كثيرة، وسموه صياد العصافير. ثم شاع هذا الاسم الجديد حتى نسى الجميع اسمه الحقيقي.
كان يصطاد أعداداً كبيرة من العصافير كل يوم، ولم يكن هناك أحد يعرف ماذا يصنع بها؟!
كيف يبيعها؟ وأين؟ لكن الناس في المدينة الخضراء تنبهوا إلى أمر غريب كان عليهم أن يتوقعوه: هو أن عدد العصافير بدأ يقل في المدينة، وصار من النادر والمفرح أن يرى الإنسان عصفوراً على غصن شجرة أو واجهة بيت أو في فناء منزل، لكنهم لم يكترثوا كثيراً حتى بعد أن تنبهوا، فما دخل العصافير في حياتهم؟!
غير أن الأولاد والصبيان في المدينة الخضراء أحزنهم هذا الأمر، ومن دون وعي أو قصد، صاروا يشيرون قافزين مبتهجين فرحين كلما رأوا عصفوراً في مكان، ثم أخذ الأولاد يتحركون من مكان لمكان من أجل رؤية عصفور كان يطير مرعوباً من فرط وحشة المدينة التي تخلو من جماعة العصافير، حتى إن العصفور الوحيد كان يصيح خائفاً مستنجداً لعله يسمع صوت آخر، وإن كان في آخر المدينة.
وهكذا صارت العصافير الوحيدة تطير من مكان لمكان حتى يجتمع اثنان أو ثلاثة منها، ومع هذا كله لم يهتم الناس الكبار ولم يكترثوا..
وكان صياد العصافير يتبعها، ويصيد تلك الفرادى الحزينة المستوحشة، فإذا صادف أن رآه مجموعة أولاد، فإنهم يسرعون لكي يدفعوا العصفور للطيران والابتعاد عن مكان الصياد، أو يزعقون ويصيحون ليغطوا على صوت نداءاته المرتاعة الفزعة، فلا يسمعها الصياد..
ثم جاء ذلك اليوم، وساد سكون خاص زاد من حزن الأولاد وشعورهم بالوحشة والخوف، فقد خلت المدينة من أي عصفور، ولم يعد يرى رفيف جناح أو صدى زقزقة، ويوماً وراء يوم كان الناس ماضين في حياتهم وأعمالهم، لا شأن لهم بالعصافير وصياد العصافير.
لكن.. شيئاً فشيئاً، ووقتاً وراء وقت، شعر الناس بوجود شيء غريب في المدينة.. كان هناك ما تغير فيها.. صار الناس يحسون به ولا يعرفونه، وتنبه واحد منهم إلى وجود بعوض، وتنبه آخر إلى وجود حشرات أخرى طائرة أو زاحفة، والأكبر من هذا أن مجموعات كبيرة من الجراد بدأت تظهر في المزارع والمراعي والبساتين والحقول، وصارت الحياة أكثر صعوبة مما توقعه الجميع، فقد لاحقت أعداد البعوض والذباب الناس في داخل بيوتهم وحجرات نومهم، وزحف الجراد إلى كل مكان فيها، وضج الناس من الشكوى، وطلب الجميع الحل..
كان صياد العصافير قد انتقل إلى مدينة الفيحاء المجاورة، وتابع صيده للعصافير، لكن الناس فيها سمعوا ورأوا ما حل بالمدينة الخضراء، ولكي لا تصل حالهم إلى ما وصلت إليه حال تلك المدينة، قبضت شرطة مدينة الفيحاء على الصياد، وبدل أن يحاكموه أو يعاقبوه، رأوا أن يقوموا بتسليمه إلى رجال المدينة الخضراء.


كانت محاكمته من أكبر ما شهدته المدينة الخضراء من أحداث، إذ اجتمع الناس صغاراً وكباراً في مساحتها الكبيرة، وتقدم الأولاد ليحاكموه
وأروه مقدار ما ألحقه بهم من أذى.. وأبكاه ما رآه عليهم من حزن، وحاكمته النساء بسبب ما أحله من وحشة وسكون ثقيل في البيوت بعد صيده لعصافيرها، وحاكمه الرجال بسبب ما ألحقه في المدينة الخضراء من أذى ودمار وخسارة، وحكموا عليه بالبقاء في أكثر مناطق المدينة جراداً وبعوضاً وحشرات وذباب، وتركوه مكشوف الجسم تحت رحمتها جميعاً.
كان الجميع يعرفون الحل، أن تعود العصافير تعشش وتزقزق وتطير في المدينة. لكن كيف؟؟
رأوا أن يجلبوا عصافير من مدن أخرى أو بلدان أخرى، ورأوا أن يجلبوا بيضاً ليفقس في المدينة فلا تعرف عصافيرها غيرها.. ورأوا...
لكن ولداً لطيفاً تقدم من الجميع، وفي يده قفص فيه عصفوران، ذكر وأنثى، وقال:
لديّ هذان العصفوران، كنت خبأتهما في بيتنا عن عيون الجميع حتى عن عيون أبي وأمي.
عندئذ تقدم حاكم المدينة الخضراء وحمل العصفورين بيديه كما يحمل أثمن شيء في مدينته كلها، ورفعهما عالياً، وأطلقهما في الريح.
والعجيب أن العصفورين طارا متسابقين، طارا وطارا حتى لفا المدينة كلها مرات من دون أن يهبطا أو يحطا في مكان ليستريحا، ثم غابا عن الأنظار تماماً وسط تهليل وتصفيق وفرح الجميع.
بعد سنين، عاد الأولاد يبتسمون، وعادت الأمهات تتنادى من داخل بيوتهن، وانشغل الرجال في أعمالهم، فقد امتلأت الأشجار والسطوح، وفناءات المنازل بالكثير الكثير من العصافير المزقزقة الوديعة، وقد عرف الجميع درساً كبيراً هو أن الله سبحانه وتعالى له حكمة بالغة في خلقه لمخلوقاته كلها!!.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:56 PM
كيـــــــــس الحلوى

في احدى الليالي جلست سيدة في المطار لعدة ساعات في انتظار رحلة لها .
وأثناء فترة انتظارها ذهبت لشراء كتاب وكيس من الحلوى لتقضي بهما وقتها
,
فجأة وبينما هي متعمقة في القراءة أدركت أن هناك شابة صغيرة قد جلست
بجانبها واختطفت قطعة من كيس الحلوى الذي كان موضوعا بينهما . قررت أن
تتجاهلها في بداية الأمر,, ولكنها شعرت بالانزعاج عندما كانت تأكل الحلوى
وتنظر في الساعة بينما كانت هذه الشابة تشاركها في الأكل من الكيس أيضا .
حينها بدأت بالغضب فعلا ثم فكرت في نفسها قائلة " لو لم أكن امرأة متعلمة
وجيدة الأخلاق لمنحت هذه المتجاسرة عينا سوداء في الحال " وهكذا في كل مرة
كانت تأكل قطعة من الحلوى كانت الشابة تأكل واحدة أيضا >وتستمر المحادثة
المستنكرة بين أعينهما وهي متعجبة بما تفعلة ,,ثم ان الفتاة وبهدوء
وبابتسامة خفيفة قامت باختطاف آخر قطعة من الحلوى وقسمتهاالى نصفين فأعطت
السيدة نصفا بينما أكلت هي النصف الآخر. أخذت السيدة القطعة بسرعة وفكرت
قائلة " يالها من وقحة كما أنها غير مؤدبة حتى أنها لم تشكرني ". بعد ذلك
بلحظات سمعت الاعلان عن حلول موعد الرحلة فجمعت أمتعتها وذهبت الى بوابة
صعود الطائرة دون أن تلتفت وراءها الى المكان الذي تجلس فيه تلك السارقة
الوقحة . وبعدما صعدت الى الطائرة ونعمت بجلسة جميلة هادئة أرادت وضع
كتابها الذي قاربت على إنهائه في الحقيبة , وهنا صعقت بالكامل حيث وجدت كيس
الحلوى الذي اشترته موجودا في تلك الحقيبة بدأت تفكر " يا الهي لقد كان كيس
الحلوى ذاك ملكا للشابة وقد جعلتني أشاركها به", حينها أدركت وهي متألمة
بأنها هي التي كانت وقحة , غير مؤدبة , وسارقة أيضا.كم مرة في حياتنا كنا
نظن بكل ثقة ويقين بأن شيئا ما يحصل بالطريقة الصحيحة التي حكمنا عليه بها
,ولكننا نكتشف متأخرين بأن ذلك لم يكن صحيحا , وكم مرة جعلنا فقد الثقة
بالآخرين والتمسك بآرائنا نحكم عليهم بغير العدل بسبب آرائنا المغرورة
بعيدا عن الحق والصواب. هذا هو السبب الذي يجعلنا نفكر مرتين قبل أن نحكم
على الآخرين ... دعونا دوما نعطي الآخرين آلاف الفرص قبل أن نحكم عليهم
بطريقة سيئة.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:56 PM
قصة صينية : قبل أن تقدم على فعل أي شيء عد في عقلك حتى خمسة وعشرون

يقال بأن رجل فقير تزوج من امرأة وأنجبا طفلا , فقرر الرجل السفر لطلب العيش , فاتفق مع امرأته على عشرين عاما من السفر , وإذا زادوا يوما واحدا فأن المرأة حرة طليقة تفعل ما تشاء ... واوعدته زوجته بذلك

وسافر وترك امرأته وولده الذي لم يبلغ شهرا واحدا

سافر إلى إحدى البلدان

حيث عمل في طاحونة قمح عند رجل جيد

وسر منه صاحب الطاحونة لنشاطه

وبعد عشرين عاما قال لصاحب الطاحونة :- لقد قررت العودة إلى البيت

لان امرأتي أوعدتني بأن تنتظرني عشرين عاما

وأريد أن أرى ما الذي يجري هناك

قال له صاحب الطاحونة :- اشتغل عندي عاما آخر .. أرجوك لقد تعودت عليك كما يتعود الأب على ابنه

قال الرجل :- لا أستطيع لقد طلبت الدار أهلها .. وحان الوقت كي أعود فقد مضى على غيابي عشرون سنة وإذا لم اعد إلى البيت هذا العام فأن زوجتي ستتركه فأعطاه صاحب الطاحونة ثلاث قطع ذهبية

وقال له :- هذا كل ما املك خذها فأنها ليست بكثيرة عليك

اخذ الرجل القطع الذهبية الثلاث واتجه نحو قريته وفي طريقه إلى القرية لحق به ثلاثة من المارة كان اثنان من الشباب والثالث رجل عجوز تعارفوا وبدأوا بالحديث بينما الرجل العجوز لم يتكلم ولو بكلمة بل كان ينظر إلى العصافير ويضحك

فسأل الرجل :- من هذا الرجل العجوز ؟

أجاب الشابان :- انه والدنا

قال الرجل :- لماذا يضحك هكذا ؟

أجاب الشابان :- انه يعرف لغة الطيور وينصت إلى نقاشها المسلي والمرح

قال الرجل :- لماذا لا يتكلم أبدا ؟

أجاب الشابان :- لأن كل كلمة من كلامه لها قيمة نقدية

قال الرجل :- وكم يأخذ ؟

أجاب الشابان :- على كل جملة يأخذ قطعة ذهبية

قال الرجل في نفسه :- إنني إنسان فقير هل سأصبح فقيرا أكثر إذا ما أعطيت هذا العجوز أبو اللحية قطعة ذهبية واحدة كفاني اسمع ما يقول واخرج من جيبه قطعة ذهبية ومدها إلى العجوز

فقال العجوز :- لا تدخل في النهر العاصف وصمت

وتابعوا مسيرتهم

قال الرجل في نفسه :- عجوز فظيع يعرف لغة الطيور ومقابل كلمتين أو ثلاثة يأخذ قطعة ذهبية

يا ترى ماذا سيقول لي لو أعطيته القطعة الثانية ...؟؟؟

ومرة ثانية تسللت يده إلى جيبه واخرج القطعة الذهبية الثانية وأعطاها للعجوز

قال العجوز :- في الوقت الذي ترى فيه نسورا تحوم اذهب واعرف ما الذي يجري وصمت

وتابعوا مسيرتهم

وقال الرجل في نفسه :- اسمعوا إلى ماذا يقول كم من مرة رأيت نسورا تحوم ولم أتوقف ولو لمرة لأعرف ما المشكلة

سأعطي هذا العجوز القطعة الثالثة .. بهذه القطعة وبدونها ستسير الأحوال

وللمرة الثالثة تتسلل يده إلى جيبه وألقى القبض على القطعة الأخيرة وأعطاها للعجوز

اخذ العجوز القطعة الذهبية وقال :- قبل أن تقدم على فعل أي شيء عد في عقلك حتى خمسة وعشرون وصمت

وتابعوا الجميع المسير ثم ودعوا بعضهم وافترقوا

وعاد العامل إلى قريته

وفي الطريق وصل إلى حافة نهر

وكان النهر يعصف ويجر في تياره الأغصان والأشجار

وتذكر الرجل أول نصيحة أعطاها العجوز له

ولم يحاول دخول النهر

جلس على ضفة النهر واخرج من حقيبته خبزا وبدأ يأكل

وفي هذه اللحظات سمع صوتا وما التفت حتى رأى فارسا وحصان ابيض

قال الفارس :- لماذا لا تعبر النهر ؟

قال الرجل :- لا أستطيع أن اعبر هذا النهر الهائج

فقال له الفارس :- انظر إلي كيف سأعبر هذا النهر البسيط

وما أن دخل الحصان النهر حتى جرفه التيار مع فارسه

كانت الدوامات تدور بهم وغرق الفارس

أما الحصان فقد تابع السباحة من حيث نزل

وكانت أرجله تسكب ماء

امسك الرجل الحصان وركبه وبدا البحث عن جسر للعبور

ولما وجده عبر إلى الضفة المقابلة

ثم اتجه نحو قريته

ولما كان يمر بال قرب من شجيرات كثيفة

رأى ثلاثة نسور كبيرة تحوم

قال الرجل في نفسه :- سأرى ماذا هناك

نزل عن الحصان واختفى بين الأشجار وهناك رأى ثلاث جثث هامدة وبالقرب من الجثث حقيبة من الجلد ولما فتحها كانت مليئة بالقطع الذهبية كانت الجثث قطاع طرق سرقوا في أثناء الليل احد المارة ثم جاؤوا إلى هنا ليتقاسموا الغنيمة فيما بينهم ولكنهم اختلفوا في الأمر وقتلوا بعضهم بعضا بالمسدسات

اخذ الرجل النقود ووضع على جنبه احد المسدسات

وتابع سيره

وفي المساء وصل إلى بيته

فتح الباب الخارجي ووصل إلى ساحة الدار

وقال في نفسه :- سأنظر من الشباك لأرى ماذا تفعل زوجتي

كان الشباك مفتوحا والغرفة مضاءة

نظر من الشباك فرأى طاولة وسط الغرفة وقد غطتها المأكولات

وجلس إليها اثنان الزوجة ورجل لم يعرفه

وكان ظهره للشباك

فارتعد من هول المفاجأة وقال في نفسه :- أيتها الخائنة لقد أقسمت لي بأن لا تتزوجي غيري

وتنتظريني حتى أعود

والآن تعيشين في بيتي وتخونيني مع رجل آخر ...؟؟؟

امسك على قبضة مسدسه وصوب داخل البيت

ولكنه تذكر نصيحة العجوز الثالثة أن يعد حتى خمسة وعشرين

قال الرجل في نفسه :-سأعد حتى خمسة وعشرين وبعد ذلك سأطلق النار

وبدأ بالعد واحد ... اثنان ... ثلاثة ... أربعة ...

وفي هذه الأثناء كان الفتى يتحدث مع الزوجة ويقول :- يا والدتي سأذهب غدا في هذا العالم الواسع لأبحث عن والدي كم من الصعوبة بأن أعيش بدونه يا أمي

ثم سأل :- كم سنة مرت على ذهابه ؟

قالت الأم :- عشرون سنة يا ولدي

ثم أضافت :- عندما سافر أبوك كان عمرك شهرا واحدا فقط

ندم الرجل وقال في نفسه :- لو لم اعد حتى خمسة وعشرون لعملت مصيبة لتعذبت عليها ابد الدهر

وصاح من الشباك :- يا ولدي . يا زوجتي . اخرجوا واستقبلوا الضيف الذي طالما
انتظرتمـــوه

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:57 PM
الغولة


كان يا مكان في قديم الزمان >> كان لامرأة سبعة أولاد، وكانوا يتمنون أن ترزق أمهم أختا لهم، تعينها على أعمال البيت، ويفرحون بها.
وكانت الأم ذات يوم توشك أن تلد من جديد.
خرج الأبناء للصيد بعد أن اتفقوا مع أمهم أنها إذا أنجبت ولداً أن تعلق بندقية عند مدخل البيت، وإذا أنجبت بنتا أن تعلق المنخل، حتى يعرفوا ماذا وضعت قبل أن يصلوا إلى البيت.
خلال النهار وضعت الأم بنتا جميلة، وعلقت على الباب بندقية بدلا من المنخل. وفي المساء لما رأى الأولاد البندقية، اعتقدوا أن أمهم وضعت ولدا وقرروا أن يقوموا برحلة كانوا فكروا بها قبل فترة. ويبدو أن البلد التي سافروا إليها أعجبتهم فعاشوا فيها ولم يعودوا إلى بلادهم.
كبرت البنت وأخذت تسأل عن إخوتها السبعة الذين سمعت عنهم ولم ترهم، وكم كانت تتمنى عودتهم.
وذات يوم ذهبت البنت إلى الفرن لتخبز قرصة صغيرة. وفي طريق عودتها سقطت القرصة من يدها وأخذت تتدحرج والبنت تجري وراءها حتى استقرت بباب بيت، فدخلته ورأت أن المكان مهمل وقذر، فرتبت الثياب والفراش، وأعدت الطعام، وملأت الجرة بالماء، ثم اختبأت وراء الفراش.
جاء الأولاد، فدهشوا لبيتهم المرتب ولرائحة الطعام الشهي. فقالوا: لا بد أن في البيت امرأة.
وصاح أحدهم: يا من رتبت البيت.. لا تخافي.. لن نؤذيك.. أخرجي، فنحن نريد أن نراك ونشكرك.
خرجت البنت من مخبئها، وحكت للأولاد قصتها. فقال احدهم: والله هذه أختنا.. ما اسم أمك يا بنت؟ قالت فلانة..
وما اسم أبيك؟ قالت: فلان..
فتأكدوا أنها أختهم، فبقيت معهم تعتني بهم وتقوم بكل ما يحتاجون إليه. وذات يوم، كانت الصبية تجلس إلى جوار النار تأكل حبة فاكهة وبجوارها قطتها. فقالت لها القطة: أطعميني مما تأكلين وإلا أطفأت النار. فقالت لها الصبية: لقد أكلت آخر قطعة منها ولم يبق معي شيء. فأطفأت القطة النار. ولم يكن لدى البنت ما تشعل به النار، فبدأت تبحث عن شيء توقد به النار، فرأت في الجبل المقابل نارا، فذهبت إليها.
لما وصلت المكان، وجدت غولاً كبيراً قد أشعل شجرة ليشوي عليها بقرة ليأكلها. فسلمت عليه البنت وطلبت منه شعلة نار. فأعطاها وعادت إلى منزلها. وتبعها الغول حتى يعرف بيتها.
وفي اليوم التالي، ذهب الغول إلى بيتها بعد خروج إخوتها، ودق الباب وطلب منها أن تخرج إصبعها ليمصه. فأطاعته، ومص قليلا من دمها. وصار يعود إليها كل يوم ويمص شيئا من دمها، حتى ضعفت. وسألها إخوتها عن سبب ضعفها، فحكت لهم حكايتها مع الغول. فقال الأخ الأكبر: سأبقى اليوم في البيت مع أختنا، اذهبوا أنتم للصيد. فذهب الإخوة وظل الكبير مختبئا خلف الباب.
جاء الغول كعادته، وطلب من البنت أن تمد إصبعها ليمص دمها، لكنها رفضت أن تفتح الباب وقالت له: لن أمد إصبعي. إن كنت قويا اخلع الباب. فخلع الغول الباب، فضربه أخوها بسيفه فمات، وجره الإخوة إلى الوادي.
كانت للغول أخت، أخذت تبحث عن أخيها، وتنكرت في شكل عجوز. وذات يوم لقيت الغولة البنت، وأخذتا تتحدثان، فأخبرتها البنت أثناء الحديث أن غولا كان يمص دمها كل يوم، وأن أخاها الأكبر قتله ورماه في الوادي. فكتمت الغولة ما في نفسها وقررت أن تنتقم.
وفي اليوم التالي تنكرت الغولة في ثياب أخرى وتظاهرت أنها تبيع الأحذية. فاشترت البنت سبعة أزواج منها لإخوتها. وبمجرد أن لبس إخوتها الأحذية تحولوا إلى ثيران.
فوجئت البنت بما حدث، وأخذت تبكي وتنوح، ولكن ذلك لم يغير من الأمر شيئا. فأخذت الثيران ومشت حتى بلغت قصرا عظيما جلست تستظل بظله.
رأتها خادمة القصر، فأسرعت تخبر سيدها عن الحورية الجالسة بقرب القصر. فأمر ألسلطان بإحضار البنت، فلما رآها أعجب بها وعرض عليها أن تتزوجه. فوافقت على شرط أن تبقى الثيران السبعة معها لأنها عزيزة عليها ولا تستطيع أن تفارقها. فوافق السلطان وتزوجا وهجر السلطان كل الناس. فأثار تصرفه غيرة زوجاته القديمات. فقررن أن يتخلصن منها.
وذات يوم كانت الصبية جالسة بجوار بئر وكان ابنها في حضنها، فدفعتها ضرائرها إلى الماء، فبلعها الحوت هي وابنها.
وكان السلطان يتجول في حديقة القصر، ومر بجوار الإسطبل فرأى الثور الصغير يبكي. فغضب لبكائه وأمر بذبحه. فصاح الثور: يا أختي، يا أختي، لقد أحضروا السكاكين لذبحي وهيأوا القدور لطبخي.
فردت عليه أخته وهي في بطن الحوت بصوت سمعه كل من في القصر: يا أخي الحبيب، أنا في بطن الحوت وابن السلطان في حضني.
أسرع السلطان ورجاله لإنقاذها وأخرجوها من بطن الحوت هي وابنها. وفرح السلطان بهذه الثيران التي كان أحدها سبب إنقاذ زوجته وابنه.
وذات يوم جاءت الغولة إلى زوجة السلطان على هيئة ماشطة وقامت بتمشيط شعرها، فتحولت إلى حمامة طارت في الفضاء. وبحث السلطان عن زوجته فلم يجدها. وذات يوم رأى السلطان ابنه يركض وراء الحمام ويحمل حبات من القمح في راحتي يديه ويطعم حمامة معينة.
فسأله السلطان: لماذا تطعم هذه الحمامة
فرد الولد: إنها أمي.
ضحك السلطان وأمسك بالحمامة، وصار يداعب ريشها، فاصطدمت يده بمشط صغير. ولما أخرج المشط من بين الريش انتفضت زوجته واقفة أمامه.
ذهل السلطان لما رأى، وسأل زوجته عن سر ما حدث، فقالت وهي تبكي: الغولة يا سلطان!! الغولة سحرت إخوتي ثيرانا.. وحولتني إلى حمامة.. الغولة تتبعني من مكان إلى مكان.
أمر السلطان عسكره بالبحث عن الغولة في كل مكان وإحضارها إليه. وعندما عاد العسكر بالغولة قال لها السلطان: أعيدي إخوة زوجتي كما كانوا وإلا أحرقتك.
رفضت الغولة. فأخذ السلطان يهددها. وأثناء الكلام دخل أحد الحراس وقال: كنا نصب الماء على أحد الثيران فانقلب إلى شاب رائع الجمال.
فرح السلطان بالخبر، وفرحت الزوجة، وصبوا الماء على باقي الثيران فعادوا شبابا..
ونادى المنادي في عاصمة السلطان: من يحب السلطان وزوجة السلطان فليأت بحزمة حطب وشعلة نار.
فأشعلوا نارا عظيمة، وألقوا الغولة فيها لتحترق.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:57 PM
لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة

كان هناك رجل اسمه أبو نصر الصياد، يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد فمشى في الطريق مهموماً لأن زوجته وابنه يبكيان من الجوع فمر على شيخ من علماء المسلمين وهو "أحمد بن مسكين" وقال له: "أنا متعب فقال له: اتبعني إلى البحر.

فذهبا إلى البحر، وقال له: صلي ركعتين فصلي، ثم قال له: قل بسم الله، فقال: بسم الله... ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة.

قال له: بعها واشتر طعاماً لأهلك، فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة، فقال له الشيخ: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة.

أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمناً، ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال له: خذها أنت وعيالك.

وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين في يد الرجل. فسأل الرجل نفسه: هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فلمن أعطي الفطيرتين، ونظرا إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها: خذي الفطيرتين فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً.. وعاد يحمل الهم، فكيف سيطعم امرأته وابنه؟

خلال سيره سمع رجلاً ينادي: من يدل على أبو نصر الصياد؟.. فدله الناس على الرجل.. فقال له: إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة. ثم مات ولم أستدل عليه، خذ يا بني 30 ألف درهم مال أبيك.

يقول أبو نصر الصياد: وتحولت إلى أغنى الناس وصارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.

وأعجبتني نفسي لأني كثير الصدقة، فرأيت رؤيا في المنام أن الميزان قد وضع. وينادي مناد: أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك، يقول فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات، فقلت: أين الأموال التي تصدقت بها؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات. وبكيت وقلت: ما النجاة وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: نعم بقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتين) في كفه الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات. فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح وترجح وترجح كفة الحسنات.. وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا فاستيقظت من النوم أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة .

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:57 PM
الطالب الكهل

كان السكاكي في بداية أمره حدادا" ، فصنع ذات
يوم محبرة صغيرة من حديد وجعل لها قفلا" عجيبا"
وأهداها إلى ملك زمانه .
فلما أُحضر بين يدي الملك تعجب الملك من صنعته
ولكن لم يرّحب به كثيرا" ولم يحتف به كما
كان يتصور .
واتفق في هذا الوقت أن دخل رجل على الملك وكان
السكاكي حاضرا" ، فقام الملك احتراما" لذلك
الرجل وأجلسه في محلّه ، فسأل عنه السكاكي فقيل
إنه من العلماء
ففكر السكاكي في نفسه أنه لوكان من هذه الطائفة
لكان أقرب إلى ما كان يطلبه من الفضل والشرف
والقبول .
وخرج من ساعته لتحصيل العلوم وكان إذ ذاك قد
ذهب من عمره ثلاثون سنة .
وذات يوم قال له المدرس : لعلك في سن لا ينفعك
فيه التعلّم وأرى أن ذهنك لا يساعدك على
اكتساب العلم .
ثم أخد يعلّمه هذه المسالة
(قال الشيخ جلد الكلب يطهر بالدباغة ) .
فلما كان من الغد جاء السكاكي وطلب منه أستاذه
أن يعيد الدرس الذي قرأه بالأمس فقال السكاكي :
قال الكلب جلد الشيخ يطهر بالدباغة . فضحك منه
الحاضرون .
يئس السكاكي من نفسه وضاق صدره فخرج إلى
البراري والجبال فاتفق أن رأى قليلا" من الماء يتقاطر
من فوق جبل على صخرة صماء ، وقد ظهر فيها
ثقب من أثر ذلك التقاطر
فاعتبر بهذه وقال : ليس قلبي بأقسى من هذه الصخرة
ولا خاطري بأصلب منها حتى لا يتاثر بالدرس
والتحصيل ، ورجع ثانية إلى المدرسة بعزمه الثاقب
حتى فتح الله عليه أبواب العلوم والمعارف وحاز
قصب السبق على جميع أهل زمانه .

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:57 PM
حصان أحد المزارعين


وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم
من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف سيستعيد
الحصان؟


ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة
استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج
إلى ردمها بأي شكل.


وهكذا، نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل
مشكلتين في آن واحد؛ التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف
.في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر

في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم
وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من
الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره
!كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى

وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط
على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان
.من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام

وبالمثل، تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، فلكي تكون حصيفًا، عليك بمثل ما فعل الحصان حتى
تتغلب عليها، فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا، فلا تقلق، لقد تعلمت
توًا كيف تنجو من أعمق آبار المشاكل بأن تنفض هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع بذلك خطوة واحدة لأعلى





-: يلخص لنا الحصان القواعد الخمسة للسعادة بعبارات محددة كالآتي

اجعل قلبك خاليًا من الكراهية -

اجعل عقلك خاليًا من القلق -

عش حياتك ببساطة -

أكثر من العطاء -

توقع أن تأخذ القليل -

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:57 PM
المزارع (معروف)


كان يا مكان في قديم الزمان

معروف فلاح يعيش في مزرعته الصغيرة على شاطئ أحدى البحيرات ، تعود على عمله الذي أخذه عن والده ، وهو حرث الأرض وزراعتها وريها..اعتبر هذا العمل خدمة لوطنه الغالي الذي أعطاه الكثير ول يبخل عليه بأي شئ ..وكان معروف يتسلى بمظهر البحيرة التي تعيش فيها مجموعة طيور الأوز والبط ، وكانت أشكالها الجميلة وسباحتها في البحيرة مما تعود أن يراه يوميا وهذه هي تسليته الوحيدة...إنه لا يعرف الكسل ، فهو منذ الفجر يستيقظ نشيطا متفائلا..ولما كان عمله بدنيا فقد ازدادت صحته قوة وصلابة ، وأصبح يضاعف العمل في مزرعته ، فعرف أن زيادة الانتاج دائما تأتي بالعزيمة والايمان.وذات يوم وهو في مزرعته أثناء قيامه بشق الأرض ، إذا بصوت خافت يأتي من خلفه ، فاستدار فإذا هو ثعبان ضخم، فتخوف الفلاح وأراد الفرار ، ولكن الثعبان قال له: قف أيها الفلاح وأسمع حديثي لعلك تشفق عليّ ، وإن لم تقتنع فلا عليك ، أتركني ومصيري

فصعد الفلاح على ربوة وبسرعة حتى جعل البحيرة بينه وبين الثعبان من بعيد ، فقال الثعبان :إنني لم أضر أحدا في هذه القرية وقد عشت فترة طويلة فيها ، وانظر ستجد أبنائي خلف الشجرة ينتظرون قدومي بفارغ الصبر وانظر الى الراعي يريد أن يقضي عليّ بفأسه فخبئني حتى يذهب وسوف لا تندم على عملك ، فنزل معروف وخبأه في مكان لا يراه ذلك الراعي الذي ظل يبحث عنه هنا وهناك وغاب الراعي عن الأنظار وكأنه لم يجد فائدة من البحث عن الثعبان حيث اختفى، ولما أحس الثعبان بالأمان أخذ يلتف على معروف الذي أمنه على نفسه ، وجد معروف نفسه في ورطة كبيرة ، فالثعبان السام يلتف حول عنقه ، وحتى الصراخ لو فكر فيه لن يفيده

فالمكان لا يوجد فيه أحد وخاصة أن خيوط الليل بدأت تظهر في السماء ، وأهالي القرية البعيدون عن كوخه ومزرعته تعودوا أن يناموا مبكرين ، ومن يغيثه من هذا الثعبان الذي يضغط على رقبته ويقضي عليه؟ وهل في الامكان لشخص ما أن يقترب؟المنظر رهيب ، وهل يصدق أحد أن أنسانا ما يسمع كلام الثعبان مثل معروف ويأمنه ويقربه اليه ؟ وهنا قال معروف للثعبان: أمهلني حتى أصلي - وفعلا توضأ وصلى ركعتين وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يخلصه من هذا الثعبان المخيف الرهيب بضخامته وسمومه القاتلة وبينما هو كذلك إذا بشجرة قد نبتت وارتفعت أغصانها وصارت لها فروع ، فتدلى غصن تحب أكله الثعابين وتبحث عنه ، فاقترب الغصن الى فم الثعبان ، فأخذ الثعبان يلتهم الغصن وماهي الا دقائق حتى إنهار الثعبان وسقط وكانت الشجرة عبارة عن سم ، فقتل ذلك الثعبان الذي لم يوف بعهده مع من حماه ، وفجأة اختفت الشجرة المسمومة وعلم معروف أن الله قريب من الانسان ، وانه لابد أن يعمل المعروف مع كل الناس ، ومع من يطلب منه ذلك

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:58 PM
حكاية من الصين .. زهرة ..أنقذت العائلة



جلست الصبية " زهرة الدراق" في حديقة منزلها بالقرب من الساعة الشمسية، ترسم لوحة جميلة لشجرة الدرق المنتصبة بالقرب من حقول الارز، كانت الارض من حولها قد حرثت و سويت حديثا تمهيدا لغرس نبات الارز اليانعة و قريبا ستنفجر المياه الرقراقة لتشق طريقها عبر قنوات المياه لتطفئ ظمأ الأرض العطشى.

ابتسمت " زهرة الدراق" و هي تتخيل و الدها و شقيقها " هاو " وقد غرست اقدامهما في الوحل وهما يغرسان نبات الارز اليانعة في الحقول، ولن يمضي بعض الوقت حتى تنمة النباتات و تزدهر و تصبح جاهزة للحصاد و يصبح بامكانهم شراء اطعمة لذيذة و ثياب جديدة.

سيهتف والدها قائلا: أتقنا العمل و ستتمكن يا " هاو " من متابعة دراستك هذا العام، ثم سيلتفت إليها قائلا: ساتمكن من شراء القماش الحريري الذي وعدتك اياه، بالاضافة الى الريشة الجديدة و الكثير من الالوان المائية.

فجأة استفاقت " زهرة الدراق" من تأكلاتها على صوت شقيقها " هاو " وهو يهتف متأملا لوحة شجرة الدراق المعروضة امامها: يا إلهي كم تبدو هذه الشجرة طبيعية لدرجة انه يخيل إليك أنك تستنشقين عطر زهرتها. صدق من قال ان اللوحة تعبر عن عشرة آلاف كلمة، فأنا لا أستطيع التعبير بالكلمات عن الجمال الذي تخطينه بريشتك.

احمر وجه " زهرة الدراق" وهزت رأسها بامتنان دون ان تنبس ببنت شفة.

وعلى حين غرة لاح والدها من بعيد وهو يلوح بيديه و يصرخ بغضب: ان المياه لا تتدفق من النهر الى القناة.

هرولت والدتها نحوه و هي تتمتم: هذا غير معقول، فلقد هطلت الامطار بشدة هذه السنة و مستوى المياه في النهر عال.

هتف شقيقها قائلا: لا نستطيع غرس نباتات الارز دون مياه.

اقشعر جسد "زهرة الدراق" على وقع صدى اصوات افراد عائلتها المضطربه، وتذكرت منذ سنتين خلت عندما نضبت مياه النهر، وقل منسوب الامطار، و اضطر اهل القرية للهجرة الى المدينة للبحث عن لقمة عيش، فحرمت " زهرة الدراق" عن متابعة هواية الرسم و انقطع شقيقها" هاو " عن الدراسة.

قال الولد وهو يلهث: إن جارنا الجديد غمر حقله بماء النهر و قام بغرس نبات الارز، لكنه مع ذلك لم يجر تحويل مياه النهر نحو حقلنا، وضرب يدا بيد بغضب و قال: ذهبت لاتفقد حقل جارنا فوجدت القناة التي تؤدي الى حقلنا مغلقة بإحكام، لقد جرت العادة، عبر الاجيال في هذه المنطقة ان يتم تحويل مياه النهر بعد الانتهاء من السقاية! ثم دخل الى البيت و اغلق الباب خلفه بغضب.

انتظرت " زهرة الدراق" شقيقها" هاو" طويلا و تهلل وجهها لدى رئيتها اياه و تباشير الفرح بادية على وجهه، قال لها مفتخرا بعمله: طرقت باب جارنا ففتح الباب رجل بدين ادعى ان صاحب المزرعة غير موجود، فكتبت له رسالة شارحا له المشكلة.

خرج الوالد على عجل و تسائل قائلا: هل شرحت لجارنا الامر؟

فرد " هاو " : لم اجد احدا لكنني تركت له رسالة.
وقف الوالد بقدمين متباعدتين، وصوب نظره نحو حقول الارز، وقال بصوت منخفض: لاشك ان كل شيء سيكون على ما يرام.

في تلك الليلة، استلقت " زهرة الدراق" على سريرها تراقب نور القمر المتراقص على ارض الغرفة و تتأمل حوادث اليوم و ما سيحمله اليوم التالي من مفاجآت

في فجر اليوم التالي، استيقظت " زهرة الدراق" و تناولت وجبة الارز مع افراد عائلتها، كان الظلام لايزال مخيما عندما غادر الوالد مع شقيقها " هاو " البيت متجهين نحو مزرعة جارهم. فجأة ترد الى سمعها صراخ و عويل فألقت نفسها بين ذراعي والدتها و أخفت وجهها بصدرها.

سرعان ما عاد والدها و شقيقها " هاو " وهما يتعثران و هتف الوالد: هاجمنا ثلاثة رجال اشداء و اوجعونا ضربا.

واضاف " هاو" : حاولنا ان نشرح لهم سبب دخولنا الى مزرعتهم لكنهم لم يعيرونا اذانا صاغية.
أطرقت الوالدة رأسها بيأس و تمتمت: سنبقى دون أرز هذه السنة.

ارتفع قرص الشمس في السماء و ضجت الحقول بالحياة إلا حقل عائلة " زهرة الدراق " الذي بقى خاويا.

التجأت " زهرة الدراق" الى اوراقها و الوانها المائية و امسكت باللوحة التي كانت قد رسمت عليها شجرة الدراق الجميلة يوم امس و رسمت شجرة دراق اخرى ملتوية الساق ذابلة في زاوية الصفحة، و بالقرب منها رسمت ارضا بورا و انتظرت بعض الوقت ريثنا تجف لوحتها ثم حملتها الى مزرعة جارهم الجديد و قلبها ينبض بشدة.

كان الجار جالسا في باحة المنزل، وبالقرب منه استلقى كلب صيد ضخم، تقدمت " زهرة الدراق " منه و الخوف يدب ي اوصالها وثدمت له اللوحة. نظر الجار اليها باستغراب و سألها: ماهذا؟ لكن "زهرة الدراق" التزمت الصمت

تأمل الجار اللوحة باعجاب وقال: يالها من لوحة جميلة يبدو انها تعبر عن معنى بين خطوطها.
فهزة " زهرة الدراق" رأسها بالايجاب

تأمل الجار اللوحة ثانية و اردف: يا لها من شجرة دراق رائعة، انها اكثر جمالا من شجرات الدراق التي تنمو في مزرعتي.
ثم نقل نظره الى زاوية اللوحة ليرى شجرة الدراق نفسها ملتوية الساق ذابلة بالقرب منها، امتدت ارض بور جافة، مرر الجار يده على ذقنه متأملا اللوحة و تسائل: لكن ما الذي اصاب شجرة الدراق و الارض الممتده من حولها.

حاولت " زهرة الدراق" التعبير عن افكارها لكنها اخفقت و ترقرقت الدموع في عينها.

تأمل الجار اللوحة ثم قال: فهمت القصة الان.. ستموت شجرة الدراق التي تنمو في منزرعتكم و سيتحول حقل الارز الى ارض بور لعدم توافر المياه .. هزت " زهرة الدراق" رأسها بالايجاب، فاردف الجار " لكن لماذا تطلعيني على هذه اللوحة، هل لعائلتي شأن بالامر؟

هزت " زهرة الدراق " راسها بالايجاب

تسائل الجار: هذا ما تضمنته رسالة شقيقك التي ارسلها لي؟

اومأ الجار رأسه بحزن: حدث سوء تفاهم بيننا بسبب جهلي فأنا امي لا احسن القراءة ، ولهذا السبب لم افهم فحوى رسالة شقيك، وبالتالي سبب اقتحام و الدك و شقيقك مزرعتي فجر اليوم.

صفق الجار بيديه فحضر رجل بدين شرح له الامر، وطلب منه تحويل مجرى النهر ثم اثنى على " زهرة الدراق" قائلا: احسنت صنعا بمجيئك الى هنا يا صغيرتي.

اسرعت " زهرة الدراق" الى المنزل لتجد حقول الارز قد غمرت بالمياه المتلألئة وسمعت " هاو " يصرخ فرحا: نحن جاهزون لغرس نبات الارز .. فجأة ظهر الجار مصطحبا ثلاثة رجال قاموا بمساعدو والدها و شقيها " هاو " بغرس نبات الارز، و اختلطت اصوات ضحكاتهم مع صوت الماء.

وفي المساء عندما عاد الوالد الى البيت ضم " زهرة الدراق" اليه و قال: كانت لوحتك تعبيرا عن الاف الكلمات

ابتسمت " زهرة الدراق" برقة و اسرعت لتساعد امها بتحضير العشاء و هي تدندن اغنية حلوة.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:58 PM
حكاية من اليابان ... القزم العملاق

في الزمن القديم، وفي احدى قرى اليابان، عاش فلاح اسمه " تشانغ " كان " تشانغ " هذا كسولا جدا، يمضى اوقاته بالتسكع على الارصفة، او السير في الطرقات، و النظر الى ما حوله، وفي احد الايام، و بينما كان سائرا، لفت نظره جرة ملقاه على قارعة الطريق، فاقترب منها .. و عندما حملها، و نظر داخلها، تملكه العجب، وعقدت لسانه الدهشة، إذ كان في قاعها قزم لا يتجاوز طوله بوصات ثلاث.

تمتم " تشانغ" : ماذا ارى .. قزم؟!
اجابه القزم: نعم واسمي " تارو" خذني معك يا " تشانغ" ارجوك
قال القزم: سنلهو معا يا " تشانغ" و ستحبني كثيرا
ابتسم " تشانغ " وقال: فكرة جميلة، ستكون لي تسلية رائعة ايها القزم

وانطلق : تشانغ" بالجرة نحو كوخه، و عندما وصل حمل القزم على راحته، و انزله برفق على الارض و اشار الى كوخه قائلا: هذا هو بيتي يا " تارو" وامل ان يعجبك.
نظر القزم الى الكوخ و قال: انه جميل و مريح، سنعيش منذ اليوم معا يا " تشانغ" الطيب.

وفي صباح اليوم التالي خرج " تشانغ " للنزهة كعادته، و امضى نهاره يتسكع هنا و هناك و في دروب و طرقات القرية .. و عندما عاد الى كوخه اخر النهار، فوجئ بعملاق يحتل المكان، وعندما أمعن النظر فيه تبين له انه القزم " تارو" الذي اخرجه من الجره واسكنه كوخه، صاح " تشانغ " بفزع: يا الهي!! كيف اصبحت بهذا الحجم يا " تارو" ؟!
رد " تارو" : هذا سر لن ابوح لك به يا " تشانغ " وعليك منذ اللحظة ان تقوم بخدمة " تارو " العملاق و تنفذ كل رغباته و إلا ....
قال " تارو" هذا وهو يرفع قبضته الجبارة مهددا، فذعر " تشانغ" وقال بخوف: حاضر .. حاضر .. سأنفذ كل ما تطلبه مني يا " تارو " وقام " تشانغ " على خدمة " تارو" و تنفيذ طلباته التي كانت مرهقة.

فكان يحضر له عصير البرتقال في الصباح، و الفاكهة الطازجة عند الظهر، و خبز التنور مع الجبنة و الزيتون في المساء .. و يقول له في كل مرة تفضل، وكل طعامك هنيئا ايها العملاق " تاروا" فيجيب " تارو" انك مهذب و مطيع يا " تشانغ " شكرا.

وفي الصباح خرج " تشانغ " للتنزه و التسكع و عندما عاد ابصر العملاق قد نما اكثر و اكثر حتى ضاق به الكوخ، فصرخ " تشانغ" : ياللهول، سيحطم كوخي!!

و امضى : تشانغ " ليلته امام باب كوخه ، دون وم، بسبب الخوف، وفي الصباح، ذهب يتنزه في الطرقات و الحقول، فأبصر جاره العجوز " تسونغ" يعمل في حقله و قد هده التعب، استنجد العجوز بجاره " تشانغ" قائلا: ألا تساعدني في حصاد القمح يا " تشانغ" ؟!
فكر " تشانغ" : ليس لدي رغبة في العم، لكنني أخجل أن أرفض طلب هذا العجوز.
وراح " تشانغ" يعمل في الحقل بهمة و نشاط و ما ان شارفت الشمس على المغيب، حتى كان قد انجز مع جاره حصاد نصف الحقل، قال الجار: لقد انجزنا الكثير، شكرا لك يا " تشانغ" على مساعدتي
قال" تشانغ ": بل الشكر لك .. فأنا اشعر بسعادة كبيرة بعد عمل يوم كامل.

و عندما عاد " تشانغ" الى كوخه، كانت هناك مفاجئة في انتظاره .. لقد تضائل حجم " تارو" قليلا.

تسائل " تشانغ" : ما السر في ذلك يا ترى؟

وفي اليوم التالي، خرج " تشانغ " الى الحقول، فساله جاره العجوز " تسونغ ": ألا تساعدني اليوم ايضا يا " تشانغ "؟

رد " تشانغ" : بلى بلى، انتظرني .. سأحضر منجلي فهو حاد جدا، و عندما عاد " تشانغ " بعد الظهر الى كوخه، فوجئ أكثر، لقد تضائل حجم " تارو" كثيرا فخاطبه: ياه لقد تضائلت كثيرا يا صاحبي؟

قال " تارو" : لقد خاب ظني بك لماذا تحمل منجلك كل يوم و تمضي لمساعدة جاكر؟ ألا تعرف أن عملك هذا يجعلني اتضائل اكثر؟

وصار" تشانغ" يذهب يوميا الى الحقول لمساعدو كل من يطلب المساعدة منه، وفي احدى المرات، عاد الى كوخه فوجد " تاروا" قد عاد الى حجمه الاول، فصاح به: ها .. و الان ما رأيك يا " تارو" ؟
قال" تارو" متوسلا: ارجوك يا " تشانغ" اعدني الى جرتي و ضعني على قارعة الطريق، اخشى اذا استمر الحال هكذا ان ياتي يوم اتلاشى فيه.

قال" تشانغ": هذا ما سافعله يا عزيزي!
ثم تناول القزم و القاه في الجره قائلا: العمل هو عدوك إذن ايها القزم!

قص" تشانغ" حكايته مع القزم على جارته العجوز " تسي" فلم تعلق عليها بل ابتسمت و قالت: القزم هو الكسل، يظل قزما إذا لم يهتم احد به، إما سكان القرية، فقد صدق بعضهم حجاية " تشانغ" و شكك بها بعضهم الاخر.. لكن احدا منهم لم يفكر بالنظر الى الجرة كانوا جميعا نشيطين، ولا وقت لديهم للبحث عن الكسل.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:58 PM
أكثر من لص


صرخ الوالي منزعجا: لقد ضاع خاتم الحكم يا ابا العلاء

فرد ابو العلاء ( وزير الوالي ) مبهوتا: وكيف ذلك يا مولاي

اجابه الوالي: انني اضع الخاتم بجوار فراشي ساعة النوم و عندما استيقظت هذا لاصباح لم اجده

ابو العلاء: اذا لابد ان يكون السارق من داخل القصر، و يجب ان نبحث عنه

الوالي: لقد سألت جميع الخدم و حراس القصر ولا احد يعلم شيئا عنه

ابو العلاء: اذا لم يبقى الا حلٌ واحد

الوالي: ماهو؟

ابو العلاء: انه الكلب الشمام، هو الوحيد الذي سيكتشف مكان الخاتم

الوالي: و كيف سيفعل ذلك؟

ابو العلاء: يكفي ان تجمع كل من في القصر في هذه القاعة

وهكذا امر الوالي بجمع جميع الخدم و الحراس و موظفين القصر في قاعة الحكم

ابو العلاء: اقدم لكم الان الكلب الشمام، كما ترون فهو مخيف جدا و ذكي للغاية، و باستطاعته ان يشم اثر السارق حتى لو كان مختبئا وسط مئات الالوف من الناس

انطلق الكلب الشمام و حاصر امين الخزانة

الوالي: لعله السارق؟

امين الخزانة: ان فعلا سارق يا مولاي، اسرق اموال الولاية و بعض الاراضي، لكنني اقسم بانني لم اسرق خاتم الحكم

بهت الوالي و تعجب، وامر بابعاد امين الخزانة و الكلب الشمام عنه، و اطلق الكلب من جديد

لم يمضي وقت طويل منذ اطلق الكلب الشمام، حتى حاصر كبير الخدم

الوالي: قيدوه فهو السارق بكل تأكيد

كبير الخدم: لالا يا مولاي لم اسرق خاتم الحكم مطلقا، كل ما سرقته هو بعض الاطعمه من خزائن القصر و الكثير من الالبسة و غيرها.

وهكذا امر الوالي بابعاد الكلب الشمام عن كبير الخدم و اطلقه مجددا، وفي كل مره يحاصر فردا من اعوان الملك و خواصه، ويعترف امام الملك بقيامه بالسرقة و النهب من اموال القصر و اموال الشعب، حتى لم يبقى اي من خواص الملك دون ان يكون سارقا.

لكن ورغم كل ذلك لم يكن اي منهم هو من سرق خاتم الحكم، و لم يتبقى الا الملك فانطلق الكلب الشمام باتجاه الملك محاصرا اياه، لأنه هو من سرق خاتم الحكم ولم يكن السارق غيره

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:59 PM
العصفور المغرور

أشرق الصباح ذات يوم على حديقة جميلة وروضة ساحرة لم ير لها مثيل وكانت قطرات الندى تزين أوراق الزهور والأشجار وصوت العصافير والطيور يملأ أنحاء الحديقة وفى تلك الأثناء ظهر عصفور جميل يحلق فى سماء الحديقة وهو يغرد بصوت ساحر وكان شكله جميل وألوان ريشه خلابة زاهية وكان يطير بخفة شديدة وسرعة كبيرة تدهش من يراه وتدعو للإعجاب به.
ولكن مع كل هذه الصفات التى كان يتمتع بها هذا العصفور كانت له صفة سيئة ولكنه لم يكن يشعر بها وكانت أمه تحذره دائما ً منها وتدعوه أن يتخلص من هذه الصفة الذميمة ولكن العصفور الصغير لم يكن يشعر بهذه الصفة ونتائجها السيئة هذه الصفة هي الغرور التى كان يتصف بها هذا العصفور الصغير.

ومرت الأيام والعصفور الصغير يزداد غرورا ً وحبا ً لذاته ولنفسه وفى إحدى الأيام أراد العصفور الصغير أن يحلق ويلعب فى السماء كعادته وكان يبحث عن أى حيوان أو طائر يرى نفسه أمامه أنه أفضل منه وفى تلك الأثناء لمح العصفور الصغير غرابا ً يطير فى السماء فنادى عليه العصفور الصغير وما أن إنتبه إليه الغراب حتى نظر إليه العصفور الصغير وإنفجر فى الضحك سخرية ً به واستهزاء ًبه فنظر له الغراب وقال له ما بك أيها العصفور وعلى أى شىء تضحك هكذا فقال له العصفور ألا تعرف على أى شىء أضحك أيها الغراب القبيح ألا تدرك أننى أضحك عليك وعلى شكلك السىء هذا أين أنت منى أنا ألا ترى ألوان ريشى الجميلة التى لا تملك مثلها ، فريشك أنت لونه أسود كئىب ليس به ألوان مثلى ما أسعدنى بجمالى وجمال ريشى فلا يوجد طائر هنا أجمل منى ثم طار العصفور بعيدا ً تاركا ً الغراب حزينا ً على ما سمعه.


ثم طار العصفور ثانية يبحث عن من يعكر عليه صفو حياته وأثناء طيرانه رأى حمارا ً فى الغابة فوقف العصفور الصغير على شجرة ثم نظر للحمار وهو يضحك ألا تريد أن تحدثنى ألا تريد أن تقول لى شيئا ً أيها الحمار وما أن بدأ الحمار فى التحدث إلى العصفور حتى ضحك العصفور بشدة وقال للحمارما هذا الصوت الذى لا أستطيع سماعه أين أنت منى أنا ألا تسمع صوتي الجميل الساحر الذى لاتملك مثله فصوتك أنت سىء ولا يطيق أحد سماعه أما صوتى أنا فهو جميل ويحبون سماعه فى الحديقة كما أن أذنيك طويلتين وشكلهما قبيح هل ترى الفرق بينى وبينك ثم ضحك العصفور وطار بعيدا ً تاركا ً الحمار حزينا ً على ما قاله له العصفور الصغير.

ثم وقف العصفور الصغير يستريح على شجرة وأثناء ذلك رأى فأرا ً صغيرا ً يتحرك أسفل الشجرة فنظر إليه العصفور الصغير بسخرية وقال له لماذا تتحرك هكذا أيها الفأر أسفل الشجرة فنظر إليه الفأر وهو لا يعلم لماذا يتكلم إليه العصفور الصغير هكذا ثم أكمل العصفور الصغير حديثه إلى الفأر وقال أنت أيها الفأر جبانا ً تخاف من كل شىء ولا أحب أن تكون صديقى أين أنت منى أنا ألا ترى شجاعتى وشجاعة حديثى ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً الفأر حزينا ً أسفل الشجرة.

وفى أثناء طيران العصفور لمح سلحفاة فوقف على شجرة تجاورها وظل ينظر إليها ويضحك فسمعته السلحفاة وقالت له ما الذى يضحكك أيها العصفور الصغير فنظر إليها العصفور وقال لها لقد كنت هنا منذ فترة ولم أراك قد تحركت من مكانك إلا مسافة صغيرة جدا ً كم أنت بطيئة وحركتك ضعيفة أين أنت منى أنا ألا ترى خفتى وسرعتى فى الطيران أنت لا تستطيعين أن تكونى مثلى فأنا شىء آخر يختلف عنك أيتها السلحفاة الضعيفة ثم طار العصفور الصغير بعيدا ً تاركا ً السلحفاة حزينة مما قاله لها العصفور الصغير.
وطار العصفور الصغير ليحلق فى سماء الحديقة وهو يقول ما أجمل ريشى وصوتى ولونى وشجاعتى وسرعتى لا يوجد مثلى فى كل هذه الدنيا ما أسعدنى بنفسى فأنا أسعد مخلوق وأخذ يطير ويحلق ويلهو وهو لا يعلم ما تدبره له حيوانات الغابة وطيورها.
فقد إجتمع الغراب والحمار والفأروالسلحفاة واتفقوا على مقاطعة العصفور الصغير وعدم اللعب أو الحديث معه والذهاب لمسكنه مع أمه حتى يتحدثوا معها عن حديث العصفور الصغير معهم وبالفعل ذهبوا للحديث معهاوأخبروها عن كل ما حدث فاعتذرت لهم عن حديث العصفور
الصغير ووعدتهم بأنها ستعنفه حتى لا يقول ذلك مرة أخرى ومضى الغراب والحمار والفأر والسلحفاة عائدين إلى منازلهم وبعد فترة عاد العصفور الصغير إلى مسكنه حيث وجد أمه فى إنتظاره.
وعندما شاهد العصفور الصغير أمه إنتظر قليلا ً حتى تعد أمه له الطعام ولكنها لم تفعل فغضب العصفور الصغير وقال لأمه ما بك يا أمى أين الطعام الذى تعدينه لى كل يوم فنظرت إليه أمه وقالت له طعام لم تعد صغيرا ً على ذلك يجب أن تعد الطعام لنفسك وأن تجتهد فى الحصول عليه ولا تنتظر من يعده لك فقال لها العصفور أعِد الطعام ما بك يا أمى فأنا لن أفعل ذلك وسوف أنتظر حتى تعدى لى الطعام فقالت الأم إنتظر كما تريد ولكن يجب أن تعتمد على نفسك وانتظر العصفور الصغير كثيرا ً ولكن بدون فائدة فلم تعد أمه له الطعام وعندما شعر العصفور بالجوع بكى بكاءا ً شديدا ً فنظرت إليه أمه وقالت له إنك عصفور ضعيف صغير وصوتك أيضا ً ضعيف ولا تصلح فى شىء ولا تجتهد فى عمل شىء غير اللعب واللهو ولا تعتمد على نفسك وتنتظر أن آتى لك بالطعام كل يوم بدون أن تقوم بأى مجهود من أين لك هذه الصفات السيئة وكثير من الطيور يقومون بجمع الطعام ويجتهدون فى الحصول عليه أين أنت من هؤلاء الطيور المجتهدة النشيطة وكان حديث الأم للعصفور مفاجأة له فحزن حزنا ً شديدا ً وقال لنفسه لم أكن أعلم أن مثل هذا الحديث يغضب هكذا كيف كنت أقول مثل هذا الحديث لأصدقائى الحيوانات والطيور لقد أخطأت فى حقهم ويجب أن أعتذر لهم

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 10:59 PM
الحوت الظالم

يروى أنه في قديم الزمان كان هناك حوت كبير .. كبير جداً .. وكان يتغذى على الأسماك بكل أنواعها .. كان يفتح فمه الكبير ويبتلع كل ما يصادفه من أسماك .. صغير وكبير .. حي وميت .. وديع وشرس .. جميل وقبيح ..لم يكن يفرق بين أحد .. كان من الطبيعي أن يتغذى الحوت على الأسماك .. ولكن هذا الحوت كان يكره الأسماك ويقتلها متعمداً حتى لو كان غير جائع .. ويكون الحوت مسروراً كلما قتل أكبر عدد ممكن من الأسماك وكانت الأسماك تتمنى دائما أن تتخلص منه .. وذات يوم جاءت سمكة ذكية صغيرة وجلست على أذن الحوت وقالت له: السلام عليك أيها الحوت الكبير فرد الحوت: ما هذا ؟ من أنت ؟ قالت السمكة: أنا سمكة صغيرة .. صغيرة جداً .. ولكن عندي لك فكرة قال الحوت: ما هذه الفكرة ..قوليها بسرعة وإلا أكلتك على الفور خافت السمكة .. ولكنها كانت مصممة على أن تمضي في خطتها قالت السمكة: أيها الحوت الكبير .. إنك دائماً تأكل الأسماك .. ولا بد أنك مللت طعمها وتريد شيئاً جديداً قال الحوت: وهل لديك طعام آخر لي ؟ فردت السمكة: هل جربت طعم الإنسان ؟ إنه شهي ولذيذ .. بل إنه أشهى طعام في الكون أحس الحوت بلعابه يسيل ، وقال للسمكة: الإنسان ؟ وأين أجد هذا الإنسان ؟ فأجابت السمكة: اصعد إلى سطح البحر وستجد جسماً بني اللون يسمونه القارب .. اقترب منه .. وافتح فمك عن آخره ، وابتلع القارب بما فيه .

كان جاسم فتى صيّاداً من فتيان قرية السعادة التي تقع على شاطئ البحر .. وكل أهلها صيادون .. وكان ينوي الحصول عل صيد وفير هذا اليوم فابتعد بقاربه .. ولكنه وجد نفسه فجأة أمام حوت كبير .. فتح الحوت فمه وابتلعه مع القارب .

ووجد جاسم نفسه داخل الحوت مع قاربه .. وجد هناك أشياء كثيرة غريبة .. فكر جاسم في طريقة للخروج .. فما كان منه إلا أن قام وأخذ يضرب ويرفس أحشاء الحوت .. أحس الحوت بألم في بطنه .. فنادى : ماذا تفعل أيّها الإنسان ؟ فرد جاسم : إنني أتمرن قال الحوت بانزعاج : بالله عليك توقف عن ذلك .. إنك تؤلمني قال جاسم: لن أتوقف إلا إذا سمحت لي بالخروج غضب الحوت وقال : لن أدعك تخرج .. وسأتحمل ضرباتك .. قرر الحوت أن يتحمل ضربات جاسم .. وأحس جاسم بذلك .. فما كان منه إلا أن جمع بعض الأخشاب من قاربه .. وأشعل فيها النار وعندها أحس الحوت بالألم الشديد .. فنادى : أيها الإنسان .. ماذا تفعل ؟ قال جاسم : الجو بارد وأريد أن أتدفأ .. فأشعلت بعض الحطب فقال الحوت: أطفئها .. إنك تحرقني فأجاب جاسم : لن أطفئها إلا إذا سمحت لي بالخروج كانت السمكة الصغيرة لا تزال جالسة على أذن الحوت .. فقالت بسرعة : أيها الحوت .. يبدو أن هذا الإنسان غير عادي .. ولا بد أن تسمح له بالخروج فكر الحوت قليلاً .. لكن ازدياد الألم جعله يحسم أمره .. فنادى : أيها الإنسان لقد سمحت لك بالخروج .. سأفتح فمي

كله وعليك أن تهرب بسرعة فرد عليه جاسم : لا أيها الحوت .. لقد تحطم قاربي في أحشائك .. وعليك أن تضعني على الشاطئ فقال الحوت بغضب: إن هذه فرصتك الأخيرة إما أن تخرج الآن وإلا فلن أسمح لك بعد ذلك قال جاسم ببرود وصبر: افعل ما تشاء .. أما أنا فسأستمر في تدفئة نفسي بالنار .. اشتد الألم على الحوت .. وأصبح لا يطاق .. وهنا سمع السمكة الصغيرة تهمس له في أذنه: عليك أن ترمي هذا الإنسان على الشاطئ وإلا سبب لك الأذى .. انطلق الحوت إلى الشاطئ حيث قرية الصيادين .. كان الصيادون مجتمعين على الشاطئ ينتظرون عودة جاسم الذي تأخر .. وبينما هم كذلك إذ رأوا حوتاً ضخماً يقترب منهم .. اقترب الحوت من الشاطئ .. لكنه توقف عندما رأى الصيادين عليه .. تردد قليلاً .. ثم قال : أيها الإنسان .. لقد اقتربنا من الشاطئ .. هيا أخرج فصاح جاسم : لن أخرج إلا على الشاطئ .. عليك أن تقترب أكثر انطلق الحوت إلى الشاطئ .. ومن شدة الألم لم يهتم بالصيادين المجتمعين .. ولكنه ما إن وصل إلى الشاطئ حتى انطلقت الحراب من كل مكان وهجم عليه الصيادون .. اضطرب الحوت ولم يدر ماذا يفعل .. حاول أن يتراجع ويهرب .. ولكن جاسم سارع بأخذ صاري قاربه وأخذ يمزق أحشاء الحوت .. لم تمض لحظات إلا وكان الحوت جثة هامدة .. أخذ الصيادون يحتفلون بانتصارهم على الحوت .. واشتد فرحهم عندما رأوا جاسم يخرج سالماً من بطن الحوت .. ولكن الفرحة لم تكن على الشاطئ فحسب .. بل كانت أيضاً في البحر .. حيث الأسماك مع السمكة الصغيرة أخذوا يحتفلون بانتصارهم على الحوت الكبير ..

وهذه عاقبة الظلم والطمع

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:00 PM
حكاية جحا والحصان الغريب



في صباح يوم جميل . . . وبينما كان جحا يمشي في الطريق رأى حصانا جميلا . . . فنظر اليه بإعجاب . . . وقال لنفسه:

" ماذا يفعل هذا الحصان هنا . . . ؟ أليس له صاحب . . .؟ "

جحا ترك الحصان . . . وسار . . . ولكن الحصان مشى وراء جحا . . .

نظر حجا الى الحصان . . . وقال :

" أرجوك . . . اذهب لحالك . . . ولا تمش ورائي. . ."

مشى جحا في طريقه . . . ومشى الحصن وراءه مرة ثانية. . .

قال جحا للحصان " ابتعد عني . . . لا أريد مشكلة مع صاحبك . ."

ولكن الحصان لم يفهم . . . ولم يتكلم. . .

جحا قال لنفسه : " هذا الحصان غريب . . . وأنا أريد أن أعرف حكايته . ."

ركب جحا الحصان . . . وسار الى المدينة . . . وذهب الى مركز الشرطة

فنزل جحا من الحصان ودخل مركز الشرطة . . . فدخل الحصان وراءه. . .

قابل جحا رئيس الشرطة . . . وحكى له الحكاية . . .

قال رئيس الشرطة : " يا حجا سنحتفظ بهذا الحصان في مركز الشرطة لمدة شهر . . . فإذا لم يطلبه أحد طوال هذه المدة . . . يصبح الحصان ملكا لك...

جحا ترك الحصان في مكتب الشرطة ... وبعد شهر ... رجع جحا الى المدينة ... وقابل رئيس الشرطة.

قال رئيس الشرطة لجحا: (( لم يأت أحد ليطلب الحصان .. ولهذا سنعطيه لك على شرط أن تدفع ثمن أكله طول الشهر الماضي.))

دفع جحا ثمن الأكل وإنتظر ليأخذ الحصان..... ولكن بدلا من الحصان الجميل

أعطى رئيس الشرطة جحا حمارا ضعيفا .... كأنه جلد على عظم

الحمار العنيد ... لا يريد أن يمشى

جحا نظر . . . فرأى رئيس الشرطة يركب الحصان الجميل

عرف جحا أن رئيس الشرطة قد أخذ الحصان لنفسه

فكر حجا في حيله . . . ليأخذ حقه من رئيس الشرطة

فذهب إلى السوق...

وأخذ يقول لكل من يقابله: " إن رئيس الشرطة عنده سر عجيب...

إنه يحوا الحصان إلى حمار والحمار إلى حصان. . . خذ حمارك إلى رئيس الشرطة . . .

وسوف يعطيك حصانا بدلا منه ..))

سمع السلطان كلام الناس . . . وأراد أن يعرف الحقيقة. . .

كيف يحول رئيس الشرطة الحصان إلى حمار ... والحمار الى حصان . . . ؟

السلطان حقق . . وأصحاب الحمير قالوا: " حجا هو الذي قال هذا "

السلطان نادى حجا وسأله . .

جحا حكى الحكاية للسلطان . . . ثم قال له:

" وبعد أن دفعت أكل الحصان مدة شهر . . .أعطاني رئيس الشرطة الحصان ولكن بعد أن حوله إلى حمار .."

السلطان سأل حجا: " وما الدليل على صحة كلامك ..."

جحا قدم للسلطان الورقة التي فيها حساب أكل الحصان ...

أمر السلطان بإحضار رئيس الشرطة وسأله:

رئيس الشرطة قال إن جحا كذاب ولكن ...

في هذه اللحظة حضر الحصان ومشى إلى جحا وأخذ يتمسح به

كأنه يعرفه من زمن طويل....

أخذ حجا الحصان وترك رئيس الشرطة عند السلطان ...

ما رأيك ...؟

ماذا فعل السلطان مع رئيس الشرطة ؟

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:00 PM
البخيل المغرور


كان غضبان رجلاً غنياً، لكنه كان متكبراً بخيلاً، يخافه الجميع لسوء خلقه، وبينما كان يسير ذات يوم في السوق اصطدم بحمّال يحمل على ظهره جرة كبيرة مليئة بالصباغ (مادة لتلوين الثياب) فاختل توازن الحمّال، وسقطت الجرة على الأرض، فانكسرت وتناثر الصباغ على ثياب غضبان فلما رأى غضبان ما حلّ بثوبه انهال ضرباً على الحمال، والحمال المسكين يعتذر منه ويستغيث بالنسا، ولا أحد ينصره، فالكل يخاف غضبان.
وسمع أسامة صراخ الحمال، وكان شاباً كريماً شجاعاً، يعمل في متجر والده، فأسرع لنجدة الحمّال، وأمسك غضبان بقوة وقال له: اتق الله، لا يحق لك أن تضرب أحداً بغير حق.
فقال غضبان لأسامة: ألا ترى يا أعمى؟ لقد أتلف هذا الأحمق ثوبي بالصباغ الذي كان يحمله.
فقال أسامة حدث ذلك بدون قصد منه، وسيدفع لك ثمن الثوب، فلا تضربه.
ضحك غضبان وقال: وهل يستطيع هذا الحمال الفقير أن يدفع ثمن الثوب؟ إنه يساوى مائة دينار ذهباً.
سقط الحمال مغشياً عليه عندما سمع ذلك، فهو لا يملك حتى عشرة دراهم فضية.
وحاول الجميع أن يقنع غضبان بأن يسامح الحمّال، ويرحم حاله، لكنه رفض، فأسرع أسامة إلى متجر والده، وأحضر مائة دينار، وأعطاها لغضبان "فرح غضبان" لأن ثوبه لا يساوي هذا المبلغ، ولكن لما أراد أن ينصرف، جذبه أسامة بشدة وقال: قد قبضت الثمن، وأريد ثوبي.
فقال غضبان مستغرباً: حسناً، أذهب إلى البيت، وأخلع الثوب وأرسله لك مع الخادم.
ولكن أسامة أمسك بثيابه وجرّه بقوة وقال: قد رفضت أن ترحم هذا المسكين فاخلع ثوبي الآن.
ووقف الجميع مع أسامة، فاحتار غضبان ماذا يفعل فهو يريد المال، ولكنه لا يستطيع أن يخلع ثوبه أمام الناس، فنظر إلى أسامه شرزاً (بحقد واحتقار) وقال: حسناً، سأشتري الثوب بمائة دينار.
ولم يقبل أسامة وقال له: إما أن تعطيني ثوبي الآن، أو تدفع ثمنه مائتي دينار في الحال.
فقد غضبان عقله وأخذ يصيح: كيف تبيع ثوباً بمائتي دينار، وقد اشتريته بمائة؟ وظل يرجو أسامة أن يقبل المائة دينار ويتركه لينصرف.
فقال أسامة: إما أن تعطيني الثوب الآن، أو تدفع قيمته مائتي دينار أو تعتذر من الحمال، عندئذ سأسامحك.
ازدادت حيرة غضبان البخيل، فهو جبان لا يستطيع أن يضرب أسامة الشاب القوي ابن التاجر الكبير، كما أن الحاضرين سيشهدون بما حدث، وهو بخيل جداً ولا يمكن أن يدفع مائتي دينار ثمناً للثوب، فلم يجد غضبان إلا أن يعتذر للحمال ويعطيه عشرة دنانير تعويضاً عن إهانته، وانصرف ذليلاً ملطخ الثياب

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:01 PM
الاسد المريض

ظل أسد قوي يحكم الغابة سنوات طويلة وكانت جميع الحيوانات تخافه وتطيع أوامره كان الأسد يحصل على طعامه بالقوة يطارد الفريسة ويهجم عليها ويفترسها بأنيابه الحادة ولا يتركها حتى يشبع ثم تأتي الحيوانات وتأكل من بقايا طعامه
كبر الأسد وصار عجوزاً ضعيفاً وذات يوم شعر بالمرض وأحس بالضعف الشديد وأصبح غير قادر على أن يصطاد شعر الأسد بالجوع وراح يفكر في طريقة يحصل فيها على طعامه. قال الأسد لنفسه ما زالت الحيوانات تحترمني وتخافني وتسمع كلامي لا ينبغي أبداً أن أظهر لها أنني أصبحت كبير السن ضعيفاً وإلا فإنها لن تخشاني ولن تطيع أوامري لكن سأعلن عن مرضي وأبقى داخل بيتي ولا بد أن تحضر الحيوانات لزيارتي وبذلك سيأتيني طعامي من غير أن أتعب نفسي في الحصول عليه


قصد الأسد أن يعلن خبر مرضه للجميع كانت الحيوانات تخاف غضب الأسد وبطشه إن هي لم تقم بالواجب لذلك سارعت الحيوانات إلى زيارته في بيته والسؤال عنه والدعاء له بالشفاء لكن كلما دخل حيوان بيت الأسد هجم عليه وفتك به وأكله كان الأسد سعيداً لأنه لا يتعب في الحصول على طعامه فهو لم يعد قادراً على أن يطارد أي حيوان مهما كان بطيئاً لكن الطعام اللذيذ كان يأتي إليه في بيته وهو جالس لا يتحرك فيأكل منه حتى يشبع
وفي يوم من الأيام كان الدور على الثعلب ليزور الأسد ويسأله عن صحته ويطمئن على حاله توجه الثعلب إلى بيت الأسد وهم بالدخول لكنه نظر إلى الأرض عند مدخل البيت وتوقف سأل الثعلب الأسد عن حاله وهو واقف في مكانه خارج البيت أجاب الأسد ما زلت مريضاً يا صديقي الثعلب غير أن صحتي تتقدم وتتحسن يوماً بعد يوم لكن لماذا تقف بعيداً أدخل يا صديقي لأستمتع بحديثك الحلو وكلامك الجميل فأجابه الثعلب لا يا صديقي الأسد كان بودي أن أدخل بيتك لأنظر إليك من قرب لكني أرى آثار أقدام كثيرة تدخل بيتك ولم أرى أثر لقدم واحدة خرجت منه

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:01 PM
حمار عم مرزوق


عم مرزوق فلاح نشيط.. يحب أرضه.. ويجتهد بها.. وله من الأولاد ثلاثة.. يساعدونه في العمل.. حتي يأتون بمحصول وفير وخير كثير في نهاية الموسم.
عم مرزوق عنده ثلاثة حمير.. حمار يركبه ليذهب به الي الحقل .. وآخران لولديه .. وعندما كبر الولد الثالث.. اراد عم مرزوق ان يشتري له حمارا.. فكلنا نعلم.. ان الحمار مفيد جدا في أعمال الحقل.. غير انه يساعد الفلاح في ذهابه وعودته.. وفي حمل بعضا من المحصول وأيضا جر العربة والذهاب الي السوق.
ومن هنا.. أخذ عم مرزوق بعض الأموال ووضعها في جيبه واتجه الي السوق ليشتري حمارا.. واتجه الي بائع الحمير وقال:
عندي ثلاثة حمير.. واحتاج الي الرابع.. الحقل كبير والعمل كثير والحمد لله.. وأهم شيء عندي ان تعطيني حمارا نشيطا لايكل من العمل.
قال بائع الحمير: طلبك موجود ياعم مرزوق.. خذ هذا الحمار انه قوي ومتين ونشيط ويحب العمل جدا.
قال مرزوق: وكيف لي أن أعرف؟
علي كل حال سأخذه معي ليوم واحد.. واذا كان نشيطا سأبقيه مع زملائه واذا كان
كسلانا سأرده اليك.
ضحك بائع الحمير وقال: يوم واحد وستعرف طبع الحمار اذا كان نشيطا ام كسلان.. كيف هذا ياعم مرزوق؟!
قال عم مرزوق: هذا شرطي لاشتريه ..
قال البائع: وأنا موافق علي هذا الشرط ولو انه غريب ..
ركب عم مرزوق علي ظهر الحمار.. واتجه به الي داره.. وفي الطريق قال مرزوق: في الدار ينتظرك ثلاثة حمير
الأول: يساعدني في الحقل بجد واجتهاد.. وحريص علي العمل ..
الثاني: يعرف الطريق جيدا.. ولايضله ابدا
اما الثالث: فهو لايحب شيئا أكثر من الطعام والشراب وبعدهما النوم والراحة.. فيا تري.. ياهل تري..
من أي نوع انت؟
علي كل حال لانتعجل.. وسوف نري!!
ووضع عم مرزوق الحمار الجديد مع باقي الحمير وتركهم وذهب لقضاء عمله.. ثم عاد بعد ساعتين من الزمن.. وفتح الباب في هدوء.. ودخل هو وأبناؤه الثلاثة ليشاهدون ماذا يفعل الحمار الجديد؟
نظر عم مرزوق نظرة واحدة.. فرأي الحمار الجديد يجلس بجوار الحمار الكسلان ويضع رأسه معه في نفس سلة الطعام ولاحظ ان بينهما شديد الانسجام.
قال مرزوق: آه.. هذا ما حسبت حسابه.. اهذا ما اخترت ليكون صاحبك وتجلس بجواره وتأنس بصحبته..
هيا هيا.. قبل أن ينقضي النهار ستكون عند صاحبك
وعاد عم مرزوق بالحمار الي البائع.. وقال له: هذا الحمار كسلان يحب الطعام والشراب والنوم والراحة.
قال بائع الحمير: وكيف عرفت كل هذا في تلك الساعات القليلة؟!
قال مرزوق: من اختياره.. فالصاحب عنوان لصاحبه.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:01 PM
قصه للأطفال ... عن الأمانه


في يوم من الأيام ... وفي ليله من الليالي ... تروي أم لفتاتيها الصغيرتان ... قصة عن الأمانه ..

فتقول فيها .. كان هناك رجل صالح فقير هو وزوجته .. يبحثان عن لقمة عيشهما ...

وفي يوم من الأيام .. قرر الرجل ان يذهب إلى مكة المكرمةويدعو الله ان يرزقهماالمال الحلال..

لا المال الحرام .. وفي هذا الوقت كان هناك رجل ثري صالح .. اعطى رجلا عشرةآلاف قطعة نقديه ..

وقال له ..ضع الفي قطعه في الحرم .. وسوف يجدها احد الرجال .. واسأل عنها ..وإذا رد المال لك ...

فأعطه العشرة آلاف .. وأذا لم يردها .. فخذ الثمان آلاف لك .. وفعل ذلك .. فوجد ذلك الفقير كيس المال الملقى ..

فأخذ يبحث عن مالكه .. وعندما وجده صاحب المال ... أعطاه العشرة آلاف .. فقال له ..لماذا .. الم تكن تبحث عن

مالك ؟؟!! فقال لقد كان هذا اختبارا لك ... وانت نجحت فيه ..

فأنهت الأم كلامها .. فقالت الصغيرتان .. سبحان الله ...

هذا هو أثر الأمانه ..

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:02 PM
النحلة الكسوله

قررت إحدى النحلات عدم العمل فقد زهقت من كثرة العمل ودائماً تشكو وتئن من كثرة المجهود الذي تبذله كل يوم في رحلتي الذهاب والعودة لجمع الرحيق ، كما أنها دائماً كانت تقول لزميلاتها :- إننا نتعب من أجل الآخرين ولا نستفيد شيئاً .
كانت زميلاتها ينظرن إليها باندهاش واستغراب شديدين ولا يردن عليها بشيء ويواصلن عملهن بجد واجتهاد .



ابتكرت النحلة حيلة جديدة للهروب من العمل ؛ فكانت تخرج كل يوم مع السرب ، وتتظاهر بأنها تجمع الرحيق من الأزهار وتمتصه بجدية وحماس ، ولكنها كانت تذهب إلى صديقتها الفراشة تجلس معها على أطراف إحدى وريقات الورد الذي يملأ الحديقة ويتبادلا الأحاديث والنقاش حتى إذا ظهر السرب عائداً إلى الخلية تسرع ؛ لتنضم إليه وتدخل مع زميلاتها إلى الخلية وتتظاهر بأنها تضع الرحيق الذي جمعته في المكان المخصص لها في الخلية .



كانت صديقتها الفراشة تنصحها كثيراً بضرورة العمل والجد والاجتهاد وإنه لا فائدة من حياتها بدون عمل فكانت النحلة ال**ول تعنفها بشدة وتقول لها :- وأنت ماذا تعملين ؟!! إنك تتجولين في الحقول والحدائق ولا عمل لك.



كانت الفراشة تقول لها :- كل شئ مخلوق في الكون له عمل معين ، وإن الله سبحانه وتعالي وزع هذه الأعمال حسب مقدرة كل مخلوق .


قالت لها النحلة:- كيف ؟!


قالت الفراشة :- انظري إلى هذا الحمار الذي يسير هناك أنه يتكبد من المشقة والتعب أكثر من أى مخلوق آخر، ولكن طبيعته التي خلقه بها الله تساعده على التحمل والصبر، كما أن الخالق عز وجل منحة حكمه العطاء بسخاء للآخرين ودون انتظار المقابل ، كذلك انظري إلى هذا الطائر الجميل الذي يقف علي فرع الشجرة التي بجوارك إن الخالق أعطاه منقاراً طويلاً حتى يستطيع أن يلتقط الديدان من الأرض لينظفها وهو بذلك يقدم خدمة عظيمة للفلاح ولنا نحن أيضاً .



قالت النحلة بتعجب :- وما هذه الخدمة العظيمة التي يقدمها لنا هذا الطائر ؟



قالت الفراشة :- لولا نظافة الأرض التي يقوم بها هذا الطائر لمات الزرع ولن نجد حتى هذه الوردة التي نقف عليها الآن ، كذلك انظري إلى هذه البقرة الرابضة أسفل الصفصافة المزروعة على حافة " الترعة " وكيف أن الإنسان يهتم بها ويقدم لها الغذاء المناسب في ميعاده وينظفها ويعمل على راحتها كل هذا من أجل العطاء الكثير الذي تعطيه له فهي تعطيه اللبن الذي يصنع منه ال**د والجبن ويشربه أيضا ، والبقرة تفيد الإنسان كثيراً حيث أنها من الممكن أن تلد له صغاراً يستفيد منها كثيراً وفوق كل هذا فهي تمده باللحم الطازج الذي يعشقه الإنسان.



النحلة فاغرة فاها من كلام الفراشة .. والفراشة تواصل حديثها إليها :- - ولماذا تذهبين بعيداً انظري إلى زميلاتك وهاهن عائدات من رحلتهن اليومية إن واحدة منهن لم تشك يوماً، ولم تتمرد على حياتها ، أو على الخُطة التي وضعها الخالق لها ولحياتها .


كانت النحلة تصُم أذنيها عن الاستماع إلى نصائح صديقتها الفراشة وكانت تتهمها دائماً بأنها تقول لها هذا الكلام حتى لا تجلس معها ولا تنعم بالراحة التي تعشقها .



تركت النحلة الفراشة مسرعة حتى تلحق بالسرب وهو عائد إلى الخلية .



ذات صباح وبينما السرب في الخارج كانت ملكة الخلية تتابع العمل داخل الخلية وتتفقد الخلايا المخصصة لوضع العسل ؛ فاكتشفت أن الخانة المخصصة للنحلة ال**ول خالية تماماً ولا يوجد بها أي نقطة عسل .عندما عاد السرب استدعت الملكة النحلة إلى خانتها الكبيرة داخل الخلية وعنفتها بشدة وزجرتها وقالت لها :- كيف تخرجين مع السرب وتعودين كل يوم ولا يوجد في خانتك ولا نقطة عسل واحدة ؟



قالت النحلة وهي من**ة الرأس :- إنني لا أجد وروداً في الحدائق وبالتالي لا أجد رحيقاً امتصه وأحوله إلى عسل ؛ لذلك لا يوجد في خانتي أي عسل .


فكرت الملكة قليلا وهمست بينها وبين نفسها :- كيف هذا الكلام وخانات كل زميلاتها في السرب مليئة بالعسل لاشك أن هذه النحلة تكذب. ولكي تتأكد الملكة بأن النحلة تكذب فقد كلفت إحدى النحلات-المكلفات بحراسة الخلية -بمراقبة النحلة ال**ول وموافاتها بأخبارها أولا بأول .


في الصباح وكالعادة خرج السرب لجمع الرحيق تتبعته نحلة المراقبة من بعيد لكي تراقب النحلة ال**ول وعرفت ماذا تفعل كل يوم !! فأخبرت الملكة بذلك .انفجرت الملكة غيظاً وواجهت النحلة بكل ما تفعله فقالت لها :- أين كنت اليوم ؟


ردت النحلة بثقة :- كنت مع السرب أجمع الرحيق .



قالت الملكة :- أين الرحيق الذي جمعتيه ؟



قالت النحلة بلا مبالاة :- الرحيق ! أي رحيق ؟إن اليوم مثل كل يوم لم أجد وروداً و…



قاطعتها الملكة بحدة وقالت لها:- -إنك تكذبين . :splat:



شعرت النحلة أن سرها انكشف وحاولت تبرير موقفها لكن الملكة واجهتها بكل ما لديها من معلومات حيث أنها تذهب كل يوم إلى صديقتها الفراشة وتجلس معها طول رحلة جمع الرحيق ثم تعود مع السرب ظناً منها أن أحداً لن يكتشف الأمر …



ان**رت عيناها ونظرت إلى الأرض ، زرفت دمعة من عينيها ، لكن كل ذلك لم يثن الملكة عن الحكم الذي أصدرته ضدها حيث حكمت عليها بالحبس في الخلية وعدم مغادرتها مطلقاً.



نفذت النحلة ال**ول حكم الملكة دون معارضة حيث لا مجال للمعارضة لأي كلمة تقولها الملكة . مر يوم ومر آخر … ومرت أيام حتى شعرت النحلة بالملل من كثرة الجلوس كما أنها ضاقت بالحبس وبالخلية كلها ؛ فلم تجد شيئاً تتسلى به سوى متابعة زميلاتها في رحلة الذهاب والعودة كل يوم ، كما أنها فوجئت أن الكل داخل الخلية يعمل حتى الملكة نفسها تعمل بجد واجتهاد وتوزع المهام ، كذلك طاقم النظافة يقوم بعمله بهمة ونشاط ،وأيضاً طاقم الحراسة وكذلك الوصيفات يعملن بدأب مستمر. الجميع داخل الخلية يعمل ويعمل ولا أحد يشكو ولا أحد يجلس بدون عمل . شعرت النحلة ال**ول بالخزى من موقفها ، وندمت على ما فعلت ولكن بعد فوات الأوان فقد طال عليها الحبس واشتاقت للتحليق والطيران والانطلاق ، لكنها لا تستطيع أن تفعل هذا الآن .



ظلت النحلة في الحبس حتى ضعفت وهزل جسدها ومرضت مرضاً شديداً كاد أن يهلكها لولا أن الملكة أصدرت حكماً بالعفو عنها بعد أن تعاهدت النحلة أنها لن تعود مرة أخرى إلى مثل هذا العمل ؛فعادت النحلة إلى الطيران والتحليق وجمع الرحيق ، وأخذت تعمل وتعمل بجد واجتهاد كل يوم حتى دبت الحياة مرة أخرى في جسدها الصغير وشعرت بقيمتها وأهميتها في الحياة وفي الخلية أيضاً

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:03 PM
ليلى والعصفور السجين


كان القفص معلقا على الجدار .. داخل القفص كان العصفور ذو الريش الحلو الجميل يقف حزينا كئيبا .. بين الحين والحين كانت نظراته ترحل في الفضاء الواسع باحثة عن صديق ، وفي كل مرة كان هناك عصفور يمر معلنا عن فرحه بالانطلاق والحرية .. ولأن العصفور كان حزينا فلم ينتبه لتلك التحيات التي كانت العصافير تلقيها مزقزقة من بعيد .. قال يخاطب نفسه : رحم الله ذلك الزمن الذي كنت فيه حرا طليقا مليئا بالنشاط ، لكن هذا الصياد الذي لن أنسى وجهه ، سامحه الله ، تسبب في وضعي حبيسا هكذا .. ماذا جنى من كل ذلك .. تابع العصفور يحدث نفسه : لكن هذه البنت ليلى، لا أنكر أنها طفلة محبوبة ، إنها تعاملني أحسن معاملة ، ولكن تبقى الحرية هي الأغلى في العالم كله ..

في هذا الوقت تحديدا أتت ليلى ووقفت أمام القفص وقالت :

- كيف حالك يا صديقي العزيز .. أتدري لقد اشتقت إليك ، تصور لا تمر دقائق إلا وأشتاق إليك ، أنت أغلى الأصدقاء أيها العصفور الحبيب .. ما رأيك أن أقص عليك اليوم قصة الملك ديدبان والأميرة شروق ؟؟ ..



كان العصفور في عالم آخر ، لم يجب بحرف واحد .... استغربت ليلى وقالت :

- ماذا جرى أيها العصفور ، كأنك لم تسمع شيئا مما قلت ، أنت الذي طلبت مرات ومرات أن تعرف شيئا عن الأميرة شروق ، تقف الآن ولا تقول أي شيء .. ماذا بك أيها العصفور ، هل أنت مريض أم ماذا ؟؟..



نظر العصفور إليها مهموما حزينا وقال :

- أتدرين يا صديقتي ليلى إنني أكره حياتي السجينة في هذا القفص.. ما هذه الحياة التي لا تخرج عن كونها قفصا صغيرا ضيقا .. أين الأشجار والفضاء والأصدقاء من العصافير .. أين كل ذلك ؟؟ كيف تريدين أن أكون مسرورا ، صحيح أنني أحب سماع قصة الأميرة شروق ، لكن حريتي أجمل من كل القصص ..



قالت ليلى حائرة :

- نعم يا صديقي لا شيء يعادل الحرية .. لكن ماذا أفعل .. أنت تعرف أن الأمر ليس بيدي !!.



قال العصفور غاضبا :

- أعرف يا ليلى ، لكن أريد أن أسألك ماذا يجني أبوك من سجني ؟؟ أنا أحب الحرية يا ليلى ، فلماذا يصر والدك على وضعي في هذا القفص الضيق الخانق؟؟.. إنني أتعذب يا ليلى ..



بكت ليلى ألما وحزنا ، وركضت إلى غرفة والدها .. دخلت الغرفة والدموع ما تزال في عينيها .. قال والدها :

- خير يا ابنتي .. ماذا جرى ؟؟



قالت ليلى :

- أرجوك يا أبى ، لماذا تسجن العصفور في هذا القفص الضيق ؟؟..



قال الوالد متعجبا :

- أسجنه ؟؟ .. ما هذا الكلام يا ليلى ، ومتى كنت سجانا يا ابنتي؟؟..كل ما في الأمر أنني وضعته في القفص حتى تتسلي باللعب معه .. لم أقصد السجن ..



قالت ليلى :

- صحيح أنني أحب العصفور ، وانه صار صديقي ، لكن هذا لا يعني أن أقيد حريته .. أرجوك يا أبي دعه يذهب ..



قال الوالد ضاحكا :

- لا بأس يا ابنتي سأترك الأمر لك .. تصرفي كما تشائين .. لا داعي لأن أتهم بأشياء لم أفكر بها.. تصرفي بالعصفور كما تريدين.. لك مطلق الحرية .. أبقيه أو أعطيه حريته .. تصرفي يا ابنتي كما تشائين ..



خرجت ليلى راكضة من الغرفة .. كانت فرحة كل الفرح ، لأن صديقها العصفور سيأخذ حريته .. وصلت وهي تلهث ، قالت:

- اسمع أيها العصفور العزيز . اسمع يا صديقي .. سأخرجك الآن من القفص لتذهب وتطير في فضائك الرحب الواسع .. أنا أحبك ، لكن الحرية عندك هي الأهم ، وهذا حقك ..



أخذ العصفور يقفز في القفص فرحا مسرورا .. قال :

- وأنا أحبك يا ليلى ، صدقيني سأبقى صديقك الوفي ، سأزورك كل يوم ، وسأسمع قصة الأميرة شروق وغيرها من القصص ..



صفقت ليلى وقالت :

- شكرا يا صديقي العصفور .. لك ما تريد .. سأنتظر زيارتك كل يوم .. والآن مع السلامة ..



فتحت باب القفص ، فخرج العصفور سعيدا ، وبعد أن ودع ليلى طار محلقا في الفضاء ..



وكان العصفور يزور ليلى كل صباح وتحكي له هذه القصة أو تلك، ويحكي لها عن المناطق التي زارها وعن

الحرية التي أعطته الشعور الرائع بجمال الدنيا..

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:03 PM
السمكة والحرية

كان الإناء الذي وضعت فيه السمكة صغيرا جدا .. كانت قبل فترة قصيرة في البحر الواسع الشاسع الذي لا يحد ، ووجدت نفسها فجأة في مكان لا يكاد يتسع لحركتها ، ولسوء حظها فقد نسيها الصبي هكذا على الشاطئ ومضى مع أهله .. كانت السمكة حزينة مهمومة تبحث عن أي طريقة للعودة إلى البحر فلا تجد .. حاولت القفز ففشلت ، دارت بسرعة وحاولت الخروج ، فارتطمت بطرف الإناء الصلب ..



كان البلبل يرقبها ولا يعرف لماذا تدور وتقفز هكذا ، اقترب من الإناء وقال :



- ما بك أيتها السمكة ، أما تعبت من كل هذا الدوران والقفز ؟؟..



قالت بألم :



- ألا ترى المصيبة التي أصابتني ؟؟..



قال البلبل دون أن يفهم شيئا :



- مصيبة !! أي مصيبة .. أنت تلعبين وتقولين مصيبة ؟؟..



- سامحك الله ألعب وأنا في هذه الحال ، ألعب وأنا بعيدة عن البحر ، ألعب وقد تركني الصبي في هذا الإناء ومضى هكذا دون أن يشعر بعذابي .. !!.. كيف ألعب وأنا دون طعام ؟؟.. كيف ألعب وأنا سأموت بعد حين إذا بقيت بعيدة عن البحر ..



قال البلبل :



- أنا آسف.. فعلا لم أنتبه .. رأيت إناء جميلا وسمكة تتحرك وتدور، فظننت أنك ترقصين فرحا ..



- نعم .. كالطير يرقص مذبوحا من الألم !! ..



قال البلبل :



- على كل ماذا نستطيع أن نفعل .. أتمنى أن أستطيع الوصول إليك، لكن كما ترين مدخل الإناء ضيق والماء الذي فيه قليل ،وأنت أكبر حجما مني ، كيف أصل إليك ؟؟ ثم كيف أحملك ؟؟..



قالت السمكة :



- إنني في حيرة من أمري .. لا أدري ماذا أفعل ! أحب الحرية ، أريد أن أعود إلى البحر الحبيب ، هناك سأسبح كما أريد ، أنتقل من مكان إلى مكان كما أشاء ..



قال البلبل :



- سأحاول مساعدتك ، انتظري وسأعود بعد قليل ..



طار البلبل مبتعدا ، حتى التقى بجماعة من الحمام ، طلب البلبل منها الحمام أن تساعده في إنقاذ السمكة المسكينة التي تريد الخلاص من سجنها الضيق الذي وضعها فيه الصبي ورحل .. وافقت جماعة الحمام ، وطارت نحو الإناء وحملته ، ثم تركته يقع في البحر .. كانت فرحة السمكة لا تقدر بثمن وهي تخرج سابحة إلى بحرها الحبيب .. قفزت على وجه الماء وصاحت بسرور :



- شكرا لكم جميعا على ما قمتم به .. شكرا لك أيها البلبل الصديق ..



وغطست في الماء وهي تغني أجمل أغنية للحرية والوطن .. كانت تملك من السعادة بحريتها ما لا يقدر بثمن ..

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:03 PM
الرسام والعصفور

بدأت أيام العطلة الصيفية ، وأخذ الأطفال يلعبون هنا وهناك فرحين سعداء .. كل واحد منهم أخذ يلعب لعبته المفضلة .. أما ماهر فقد عاد لممارسة هوايته في الرسم .. منذ مدة وماهر ينتظر أن يعود لريشته وألوانه .. كان يحب الرسم ويعتبره الهواية الأجمل في هذه الحياة .. نادته أمه من البعيد :

- ماهر تعال يا ماهر ..

ركض نحوها ، وحين وصل ووقف قربها ، وضعت يدها على رأسه بحنان وقالت :

- هاقد عدت إلى هوايتك المفضلة .. يحق لك الآن أن ترسم بكل حرية بعد أن أنهيت سنتك الدراسية بكل جد ونشاط ..أخبرني هل رسمت شيئا ؟؟ ..

- نعم يا أمي رسمت بطة جميلة وزورقا يسبح في النهر ..

قالت الأم:

- وأين هي لوحتك ، أريد أن أراها ، ليتك تريني كل شيء ترسمه..



ذهب ماهر إلى الغرفة وأحضر لوحته الصغيرة .. نظرت الأم إليها مدققة وقالت :



- لا شك أنك رسام ماهر مثل اسمك.. لكن كما تعلم الرسم يحتاج إلى الكثير من الصبر والمران ، راقب كل شيء وارسم بكل هدوء .. التعامل مع الألوان ممتع يا حبيبي .. سيفرح والدك عندما يعود بعد أيام من سفره ليجد أمامه عدة لوحات .. السنة الماضية كانت لوحاتك أقل نضوجا .. لكن هاهي لوحتك الأولى لهذا العام تبشر بالكثير .. ارسم كل شيء تراه في الطبيعة .. ليس هناك أجمل من الطبيعة .. والآن سأقدم لك هديتي ...



ضحك ماهر وقال :



- وما هي يا أمي ؟؟..



قالت الأم :



- ماذا ترى هناك على المنضدة ؟؟



نظر ماهر وصاح بفرح :



- علبة ألوان ... كم أنا بحاجة إليها .. شكرا لك يا أمي ..



ركض نحو المنضدة وأخذ علبة الألوان بفرح .. قالت الأم :



- وقد وعد والدك أن يحضر معه الكثير من أدوات الرسم ..



قال ماهر :



- شكرا لكما يا أمي ..



خرج ماهر إلى الحديقة المجاورة ، جلس على أحد المقاعد وأخذ يتلفت قائلا :



- ماذا سأرسم ؟؟ يجب أن أرسم شيئا جميلا .



سمعه عصفور ملون فقال :



- ارسمني يا ماهر .. انظر إلى ريشي ما أجمل ألوانه ..



قال ماهر:

- وهل تستطيع أن تبقى واقفا هكذا على الغصن حتى أنتهي من الرسم .. ؟؟..



أجاب العصفور :



- أجل سأقف .. لكن هل سيكون الرسم جميلا ؟؟..



قال ماهر :



- سنرى ..



وضع ماهر قطعة الورق المقوى على خشبة مربعة كان قد أحضرها معه.. أخرج الأقلام الملونة .. وبدأ يرسم بكل هدوء العصفور الذي وقف ساكنا إلى فترة تحرك بعدها وقال :



- ماهر لقد تعبت ..



كان ماهر مستغرقا برسمه ، فلم يسمعه .. طار العصفور ووقف قرب ماهر قال :



- تعبت يا ماهر .. تعبت ..!!..



ضحك ماهر وقال :



-لا بأس سأتركك لترتاح قليلا ..



زقزق العصفور فرحا ، طار إلى الغصن وعاد ، وقف قريبا من اللوحة وأخذ ينظر ، قال بدهشة :



- هل هذا الرأس رأسي يا ماهر ؟؟..



قال ماهر :



- أكيد ..إنه رأسك الجميل أيها العصفور ..



قال العصفور :



- رسمك رائع يا ماهر .. سأقف على الغصن حتى تكمل الرسم ..



أخذ ماهر يرسم العصفور بهدوء .. وكان العصفور بين الحين والحين يترك الغصن ويأتي لينظر إلى صورته في اللوحة .. وبعد قليل من الوقت انتهى ماهر تماما من رسم العصفور وقال :



- الآن تعال وانظر أيها العصفور ..



وقف العصفور أمام اللوحة ، زقزق سعيدا وقال :



- هل هذه الصورة تشبهني حقا ؟؟ . كم هو جميل رسمك ..



ضحك ماهر وقال :



- رسمي جميل لأنك جميل أيها العصفور الغالي ..



زقزق العصفور بفرح وطار بعيدا ليخبر أصدقاءه الطيور عن تلك الصورة الجميلة التي رسمها ماهر ، بينما حمل ماهر أدواته وعاد مسرورا مليئا بالسعادة إلى البيت ...

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:04 PM
الحـــــوت و السمكة الذكية

يروى أنه في قديم الزمان كان هناك حوت كبير .. كبير جداً .. وكان يتغذى على الأسماك بكل أنواعها .. كان يفتح فمه الكبير ويبتلع كل ما يصادفه من أسماك .. صغير وكبير .. حي وميت .. وديع وشرس .. جميل وقبيح ..لم يكن يفرق بين أحد .. كان من الطبيعي أن يتغذى الحوت على الأسماك .. ولكن هذا الحوت كان يكره الأسماك ويقتلها متعمداً حتى لو كان غير جائع .. ويكون الحوت مسروراً كلما قتل أكبر عدد ممكن من الأسماك. وكانت الأسماك تتمنى دائما أن تتخلص منه ..



وذات يوم جاءت سمكة ذكية صغيرة وجلست على أذن الحوت وقالت له: السلام عليك أيها الحوت الكبير

فرد الحوت: ما هذا ؟ من أنت ؟

قالت السمكة: أنا سمكة صغيرة .. صغيرة جداً .. ولكن عندي لك فكرة

قال الحوت: ما هذه الفكرة ..قوليها بسرعة وإلا أكلتك على الفور خافت السمكة .. ولكنها كانت مصممة على أن تمضي في خطتها قالت السمكة: أيها الحوت الكبير .. إنك دائماً تأكل الأسماك .. ولا بد أنك مللت طعمها وتريد شيئاً جديداً

قال الحوت: وهل لديك طعام آخر لي ؟

فردت السمكة: هل جربت طعم الإنسان ؟ إنه شهي ولذيذ .. بل إنه أشهى طعام في الكون أحس الحوت بلعابه يسيل

وقال للسمكة: الإنسان ؟ وأين أجد هذا الإنسان ؟

فأجابت السمكة: اصعد إلى سطح البحر وستجد جسماً بني اللون يسمونه القارب .. اقترب منه .. وافتح فمك عن آخره ، وابتلع القارب بما فيه .

كان جاسم فتى صيّاداً من فتيان قرية السعادة التي تقع على شاطئ البحر .. وكل أهلها صيادون .. وكان ينوي الحصول عل صيد وفير هذا اليوم فابتعد بقاربه .. ولكنه وجد نفسه فجأة أمام حوت كبير .. فتح الحوت فمه وابتلعه مع القارب .

ووجد جاسم نفسه داخل الحوت مع قاربه .. وجد هناك أشياء كثيرة غريبة .. فكر جاسم في طريقة للخروج .. فما كان منه إلا أن قام وأخذ يضرب ويرفس أحشاء الحوت .. أحس الحوت بألم في بطنه ..

فنادى الحوت: ماذا تفعل أيّها الإنسان ؟

فرد جاسم : إنني أتمرن

قال الحوت بانزعاج : بالله عليك توقف عن ذلك .. إنك تؤلمني

قال جاسم: لن أتوقف إلا إذا سمحت لي بالخروج.

غضب الحوت وقال : لن أدعك تخرج .. وسأتحمل ضرباتك .. قرر الحوت أن يتحمل ضربات جاسم .. وأحس جاسم بذلك .. فما كان منه إلا أن جمع بعض الأخشاب من قاربه .. وأشعل فيها النار وعندها أحس الحوت بالألم الشديد ..

فنادى : أيها الإنسان .. ماذا تفعل ؟

قال جاسم : الجو بارد وأريد أن أتدفأ .. فأشعلت بعض الحطب فقال الحوت: أطفئها .. إنك تحرقني

فأجاب جاسم : لن أطفئها إلا إذا سمحت لي بالخروج كانت السمكة الصغيرة لا تزال جالسة على أذن الحوت ..

فقالت السمكة بسرعة : أيها الحوت .. يبدو أن هذا الإنسان غير عادي .. ولا بد أن تسمح له بالخروج. فكر الحوت قليلاً .. لكن ازدياد الألم جعله يحسم أمره .. فنادى : أيها الإنسان لقد سمحت لك بالخروج .. سأفتح فمي كله وعليك أن تهرب بسرعة.





فرد عليه جاسم : لا أيها الحوت .. لقد تحطم قاربي في أحشائك .. وعليك أن تضعني على الشاطئ

فقال الحوت بغضب: إن هذه فرصتك الأخيرة إما أن تخرج الآن وإلا فلن أسمح لك بعد ذلك

قال جاسم ببرود وصبر: افعل ما تشاء .. أما أنا فسأستمر في تدفئة نفسي بالنار ..

اشتد الألم على الحوت .. وأصبح لا يطاق .. وهنا سمع السمكة الصغيرة تهمس له في أذنه: عليك أن ترمي هذا الإنسان على الشاطئ وإلا سبب لك الأذى .. انطلق الحوت إلى الشاطئ حيث قرية الصيادين ..



كان الصيادون مجتمعين على الشاطئ ينتظرون عودة جاسم الذي تأخر .. وبينما هم كذلك إذ رأوا حوتاً ضخماً يقترب منهم .. اقترب الحوت من الشاطئ .. لكنه توقف عندما رأى الصيادين عليه .. تردد قليلاً ..

ثم قال : أيها الإنسان .. لقد اقتربنا من الشاطئ .. هيا أخرج

فصاح جاسم : لن أخرج إلا على الشاطئ .. عليك أن تقترب أكثر.

انطلق الحوت إلى الشاطئ .. ومن شدة الألم لم يهتم بالصيادين المجتمعين .. ولكنه ما إن وصل إلى الشاطئ حتى انطلقت الحراب من كل مكان وهجم عليه الصيادون .. اضطرب الحوت ولم يدر ماذا يفعل .. حاول أن يتراجع ويهرب .. ولكن جاسم سارع بأخذ صاري قاربه وأخذ يمزق أحشاء الحوت ..



لم تمض لحظات إلا وكان الحوت جثة هامدة .. أخذ الصيادون يحتفلون بانتصارهم على الحوت .. واشتد فرحهم عندما رأوا جاسم يخرج سالماً من بطن الحوت .. ولكن الفرحة لم تكن على الشاطئ فحسب .. بل كانت أيضاً في البحر .. حيث الأسماك مع السمكة الصغيرة أخذوا يحتفلون بانتصارهم على الحوت الكبير ..

وهذه عاقبة الظلم والطمع!

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:04 PM
المهر الصغير


كان في قديم الزمان مهر صغير وأمه يعيشان في مزرعة جميلة حياة هادئة وهانئة، يتسابقان تارة ويرعيان تارة أخرى ، لا تفارقه ولا يفارقها ، وعندما يحل الظلام يذهب كل منهما إلى الحظيرة ليناما في أمان وسلام.


وفجأة وفي يوم ما ضاقت الحياة بالمهر الصغير ، وأخذ يحس بالممل ويشعر أنه لميعد يطيق الحياة في مزرعتهم الجميلة ، وأراد أن يبحث عن مكان آخر. قالت لهالأم حزينة : إلى أين نذهب ؟ ولمن نترك المزرعة ؟, إنها أرض آبائنا وأجدادنا .


ولكنه صمم على رأيه وقرر الرحيل ، فودع أمه ولكنها لم تتركه يرحل وحده ، ذهبتمعه وعينيها تفيض بالدموع .
وأخذا يسيران في أراضي الله الواسعة ، وكلما مرا علىأرض وجدا غيرهما من الحيوانات يقيم فيها ولا يسمح لهما بالبقاء...


وأقبل الليل عليهما ولم يجدا مكاناً يأويا فيه ، فباتا في العراء حتى الصباح،جائعين قلقين ، وبعد هذه التجربة المريرة
قرر المهر الصغير أن يعود إلى مزرعتهلأنها أرض آبائه وأجداده ، ففيها الأكل الكثير والأمن الوفير ،فمن ترك أرضه عاش غريباً .

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:05 PM
الخشبة العجيبة

كان فيمن كان قبلنا رجل, أراد أن يقترض من رجل آخر ألف دينار, لمدة شهر ليتجر فيها . فقال الرجل : ائتني بكفيل.

قال : كفى بالله كفيلاً. فرضي وقال صدقت ... كفى بالله كفيلاً ... ودفع إليه الألف دينار .
خرج الرجل بتجارته، فركب في البحر، وباع فربح أصنافاً كثيرة. لما حل الأجل صرًّ ألف دينار، و جاء ليركب في البحر ليوفي القرض، فلم يجد سفينة .... انتظر أياماً فلم تأت سفينة .!



حزن لذلك كثيراً ... وجاء بخشبة فنقرها، وفرَّغ داخلها، ووضع فيه الألف دينار ومعها ورقة كتب عليها:
( اللهم إنك تعلم أني اقترضت من فلان ألف دينار لشهر وقد حل الأجل, و لم أجد سفينة.



وأنه كان قد طلب مني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلاً، فرضي بك كفيلاً، فأوصلها إليه بلطفك يارب ) وسدَّ عليها بالزفت ثم رماها في البحر.
تقاذفتها الأمواج حتى أوصلتها إلى بلد المقرض, وكان قد خرج إلى الساحل ينتظر مجيء الرجل لوفاء دينه، فرأى هذه الخشبة.



قال في نفسه: آخذها حطباً للبيت ننتفع به، فلما كسرها وجد فيها الألف دينار!
ثم إن الرجل المقترض وجد السفينة، فركبها و معه ألف دينار يظن أن الخشبة قد ضاعت, فلما وصل قدَّم إلى صاحبه القرض، و اعتذر عن تأخيره بعدم تيسر سفينة تحمله حتى هذا اليوم .

قال المقرض : قد قضى الله عنك. وقص عليه قصة الخشبة التي أخذها حطباً لبيته ، فلما كسرها وجد الدنانير و معها

البطاقة.
هكذا من أخذ أموال الناس يريد أداءها، يسر الله له و أدَّاها عنه، و من أخذ يريد إتلافها، أتلفه الله عز وجل .!

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:05 PM
حمار الرجل الصالح


في يوم من الأيام ...منذ قديم الزمان وقبل الإسلام كان رجل صالح راكباً حماره فمر بقرية، قد دمرت وفنى أهلها

فشرد بذهنه وأخذ يفكر في حال هذه القرية
ثم سأل نفسه متعجباً و مندهشاً. هؤلاء أموات كيف يخلقون من جديد؟..كيف؟..وهذه العظام البالية كيف تعود صلبة؟وكيف تكتسي من جديد وتعود إليها الروح وتبعث إليها الحياة!؟



ورويداً...رويداً. راح النوم يداعب عيني الرجل الصالح وما هي إلا لحظات قصيرة حتى غاب عن الوعي, وراح في نوم عميق دام مائة عام كاملة. قرن من الزمان والرجل الصالح في رقدته هذا ميت بين الأموات وكذلك حماره .



بعد مضي مائة عام من موت الرجل الصالح أذن الله له أن يبعث من جديد فجمع عظامه وسوى خلقه ونفخ فيه من روحه. فإذا هو قائم مكتمل الخلق كأنه منتبه من نومه. فأخذ يبحث عن حماره ويفتش عن طعامه وشرابه
.
ثم جاء ملك سأله: كم لبثت في رقدتك؟ فأجاب الرجل: لبثت يوماً أو بعض يوم.


فقال الملك: بل لبثت مائة عام، ومع هذه السنين الطويلة، والأزمان المتعاقبة فإن طعامك مازال سليماً وشرابك لم يتغير طعمه. فقال الرجل: عجباًهذا صحيح!
فقال الملك: انظر إنه حمارك، لقد صار كومة من العظام ...انظر ...إلى عظام حمارك فالله عز وجل سيريك قدرته على بعث الموتى.



نظر الرجل الصالح إلى عظام حماره فرآها وهي تتحرك فتعود كل عظمة في مكانها حتى اكتملت ثم كساها الله لحما ًفإذا بحماره قائم بين يديه على قوائمه الأربع .
حينئذ اطمأنت نفسه وازداد إيمانه بالبعث فقال الرجل الصالح: أعلم أن الله على كل شيء قدير.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:05 PM
السمكات الثلاث


في إحدى البحيرات كانت هناك سمكة كبيرة ومعها ثلاث سمكات صغيرات أطلتإحداهن من تحت الماء برأسها، وصعدت عالياً رأتها الطيور المحلقة فوق الماء.. فاختطفها واحد منها!!

والتقمها..وتغذى بها!! لم يبق مع الأم إلا سمكتان !
قالت إحداهما : أين نذهب يا أختي؟
قالت الأخرى: ليس أمامنا إلا قاع البحيرة...
علينا أن نغوص في الماء إلى أن نصل إلى القاع!

وغاصت السمكتان إلى قاع البحيرة ...
وفي الطريق إلى القاع ...
وجدتا أسراباً من السمك الكبير ..المفترس!

أسرعت سمكة كبيرة إلى إحدى السمكتين الصغيرتين
فالتهمتها وابتلعتها وفرت السمكة الباقية.

إن الخطر يهددها في أعلى البحيرة وفي أسفلها!
في أعلاها تلتهمها الطيور المحلقة ....
وفي أسفلها يأكل السمك الكبير السمك الصغير!
فأين تذهب؟ ولا حياة لها إلا في الماء !!
فيه ولدت! وبه نشأت !!
أسرعت إلىأمها خائفة مذعورة*وقالت لها:
ماذا أفعل ياأمي ؟إذا صعدت اختطفني الطير*********!
وإذا غصت ابتلعني السمك الكبير !
قالت الأم : ياابنتي إذا أردت نصيحتي ... " فخير الأمور الوسط"

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:06 PM
القلم والممحاة

كان داخل المقلمة، ممحاة صغيرة، وقلمُ رصاصٍ جميل..‏ قال الممحاة:‏كيف حالك يا صديقي؟‏.
أجاب القلم بعصبية: لست صديقك!‏ اندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟‏..

فرد القلم: لأنني أكرهك.‏

قالت الممحاة بحزن :ولم تكرهني؟‏. أجابها القلم:‏ لأنكِ تمحين ما أكتب.‏ فردت الممحاة: أنا لا أمحو إلا الأخطاء .‏
انزعج القلم وقال لها: وما شأنكِ أنت؟!‏. فأجابته بلطف: أنا ممحاة، وهذا عملي. فرد القلم: هذا ليس عملاً!‏.
التفتت الممحاة وقالت له: عملي نافع، مثل عملك. ولكن القلم ازداد انزعاجاً وقال لها: أنت مخطئة ومغرورة .‏

فاندهشت الممحاة وقالت: لماذا؟!. أجابها القلم: لأن من يكتب أفضل ممن يمحو
قالت الممحاة:‏ إزالةُ الخطأ تعادل كتابةَ الصواب. أطرق القلم لحظة، ثم رفع رأسه، وقال:‏ صدقت يا عزيزتي!‏
فرحت الممحاة وقالت له: أما زلت تكرهني؟‏. أجابها القلم وقد أحس


بالندم: لن أكره من يمحو أخطائي.

فردت الممحاة: وأنا لن أمحو ما كان صواباً. قال القلم:‏ ولكنني أراك تصغرين يوماً بعد يوم!‏.
فأجابت الممحاة: لأنني أضحي بشيءٍ من جسمي كلما محوت خطأ. قال القلم محزوناً:‏ وأنا أحس أنني أقصر مما كنت!‏
قالت الممحاة تواسيه:‏ لا نستطيع إفادة الآخرين، إلا إذا قدمنا تضحية من أجلهم.‏ قال القلم مسروراً:‏ ما أعظمك يا صديقتي،
وما أجمل كلامك!‏.فرحت الممحاة، وفرح القلم، وعاشا صديقين حميمين، لا يفترقانِ ولا يختلفان..

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:06 PM
الراعي الكذاب


في احد الايام وفي قرية صغيرة ريفية جميلة كان يوجد ولد كبير يأخذعنزات القرية إلى السهل المجاور في الصباح الباكر ويعيدهم في المساء .
وفي ذات يوم جميل خطر في بال هذا الولد فكرة إخافة اهل قريته فصعد على مرتفع يطل على قريته وبدأ يصيح وينادي الذئاب هجمت على الماعز
فما ان سمع اهل القرية هذا حتى تركوا أعمالهم جميعها وحملو اأسلحتهم بأيديهم وذهبوا إليه ولما وصلوا إلى عنده بدأ الولد الراعي يضحك ويهزأ منهم فعاد أهل القرية إلى قريتهم .
وبعد عدة أيام كرر الولد الراعي هذه القصة مع اهل القرية وظل يكررها يوم بعد يوم
وفي صباح احد الايام وقبل أن يكررها كعادته إلتمت وتجمعت الذئاب الجائعة حول عنزات اهل القرية فبدأ يصيح بأعلى صوته
هجمت الذئاب هجمت الذئاب إنني لا اكذب عليكم هذه المرة .

سمع أهل القرية صياح الولد الراعي ولكنهم لم يصدقوا كلامه لانه كان يضحك عليهم في المرات السابقه.
فلم ياتي احد من الرجال لنجدة الماعز وهجمت الذئاب على الماعز
وهرب الولد باتجاه القريه تاركا الذئاب تاكل الماعز

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:06 PM
الآميرة سلافا

كانت هناك عائلة فقيرة وكانت الفتاة الصغرى تدعى سلافا وضاعت في يوم من الأيام في الغابة
وكان هناك عدة حيوانات طيبة وكانت الأرنب جائعة فقدمت لها سلافا جزرة فشكرتها وهكذا
عندما يجوع كل حيوان تطعمه ولما أتى الشتاء بدأت تشعر بالبرد و أراد أصدقائها من الحيوانات
رد المعروف لها فبحثوا عن مكان تأوى إليه فوجدوا شجرة مفتوحة فعادوا وطلبوا منها أن تذهب إلى
تلك الشجرة فوافقت وبدا ت الحيوانات تشعر بالجوع وكذلك سلافا وبدأوا يتجولون في أنحاء الغابة
الموحشة فوجدوا ثلاثة دلاء كبيرة وقطفوا ثمارا كثيرة ووجدوا بالقرب من الأشجار نبعا يحوي ماء
باردا نقيا فملؤوا الدلوان ثمارا وماء وبقي دلو واحد فملؤوه حليبا من البقرة واكتفت بما احضره لها
أصدقائها وبعد أن أتى الربيع بزهره البديع فباعت بعض الثمار فكسبت نقودا واشترت بعض القماش
وإبرة فبدأت تخيط ثيابا وتبيع ثمارا وعندما اقبل الصيف وجدت معها ما يكفي لشراء قصر وخدام فيه فاشترتهم ولم يبقى معها فلس واحد فباعت ثمارا جديدة وبقيت النقود معها للاحتياط وفي يوم من الأيام كانت جالسة تحت شجرة في حديقة قصرها واتى أمير وطلبها للزواج فوافقت وعاشت معه في سعادة وهناء

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:07 PM
اليمامة والعش

في أعلى شجرة باسقة بنت يمامة بيضاء عشها كي تبقى بعيدة عن العيون وكي تستمتع بالهواء المنعش.


وكانت اليمامة في كل صباح تغادر عشها بعدما ترتبه وتذهب باحثة عن الطعام، ثم تعود إليه قبيل المغرب وتتفقده خوفا من أن يكون قد أتى إليه أي طائر في غيابها.

وظلت اليمامة أشهرا طويلة سعيدة بأن أحدا لم يكتشف عشها العالي وشعرت بالاطمئنان والراحة.

وفي يوم من الأيام، خرجت اليمامة من عشها لتبحث عن الطعام وهي متأكدة أن الطيور لن تكتشف عشها أبدا.

وبعد لحظات، حلقت فوق العش حمامة فلفت نظرها بأناقته وترتيبه، وقالت في نفسها:

ياإلهي ما أجمل هذا العش ! لم أر مثله في حياتي، أظن أنني لن أجد أفضل منه لوضع بيضي. ورفرفت الحمامة فوق العش ثم طارت بعيدا.

عادت اليمامة مساء إلى عشها فوجدت فيه ريشة جميلة.

راحت اليمامة تقلب الريشة بمنقارها فعرفت أنها ريشة حمامة وقالت في نفسها:

“من هي الحمامة التي اكتشفت عشي؟ ربما ستأتي إليه في غيابي، لذا لن أغادره غدا أبدا حتى أعرف ما ستفعل الحمامة”.

وفي اليوم التالي، ظلت اليمامة في عشها وراحت تنتظر. وفي ذلك الوقت كانت الحمامة الجميلة تبحث عن العش لتضع فيه بيضها فلم تجده.

ظلت الحمامة تبحث وتبحث وفي النهاية قررت أن تضع بيضها في عش قديم ومهجور.

شعرت اليمامة بالجوع لكنها لم تغادر العش، ثم شعرت بالنعاس فنامت.

وبينما كانت اليمامة تغط في نوم عميق مر طائر كاسر بالقرب من الشجرة فقال في نفسه: إنها شجرة باسقة سوف أحاول أن أحلق فوقها.

وراح الطائر يحلق فوق الشجرة فرأى عش اليمامة، انقض عليها وطردها من العش.

خافت اليمامة كثيرا، لكنها راحت تقاوم كي لا يدمر الطائر الكاسر عشها.

واشتدت المعركة بين الاثنين فوقع العش على الأرض.

ضحك الطائر وحلق بعيدا بينما راحت اليمامة تبكي على عشها.

في هذا الوقت مرت الحمامة الجميلة فرأت اليمامة تنتحب أمام بقايا عشها. عرفت الحمامة العش فقالت لليمامة:

- لا تبك يا عزيزتي، بإمكانك بناء عش جديد لكن حاولي أن تبنيه فوق شجرة عادية ولا تبحثي عن الأماكن المرتفعة.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:07 PM
قصة سليمان عليه السلام والهدهد

وقف هدهد أمام سيدنا سليمان عليه السلام خاضعا ذليلا ، وأخذ يشكوا اليه حاله وتكدر

عيشه من حبة قمح تناولها . نظر سيدنا سليمان عليه السلام لمن حوله وقال :هذا الهدهد

قد جنى ذنبا عظيما وظلم ظلما كبيرا ، لأن حبة القمح التي أكلها ، سرقها من بيت نملة ،

تعبت في الحصول عليها تعبا شديدا ، فكافأه الله عزوجل على ظلمه ، وأكله ما ليس له

بما ترون من المرض وسوء الحال . لهذا لا اسمع لشكواه ولا انظر في دعواه ، لأنه نال

جزاءه . وهذا جزاء الظالمين . فلنحذر ابنائي ان نمد يدنا لمال الغير ولنتذكر عقاب الله

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:08 PM
قصة سليمان عليه السلام وسارق الأوز

كان سيدنا سليمان جالسا ذات يوم مع أصحابه عندما دخل عليه رجل حزين وقال :يانبي

الله أن لي جيرانا يسرقون أوزي ولا أعرف السارق .فقال له : لا تحزن . فأرسل سيدنا

سليمان مناديا يقول : الصلاة جامعة . وعندما اجتمع الناس ، وقف سيدنا سليمان يخطب

فيهم قائلا : أن أحدكم سرق أوز جاره ثم هو يدخل المسجد والريش على رأسه فمسح

السارق رأسه . فقال نبي الله سليمان : خذوه فهاهو صاحبكم ... السارق ! وأعاد السارق

الأوز لجاره . ونتعلم من هذه القصة مهما كان اللص ذكي فلابد ان يقع وينال عقابه مثل

هذا اللص .

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:08 PM
الملك وفلاح الشعير

كان فيه ملك يحب سماع الحواديت كل ليلة وكانوا في كل ليلة يأتوا إليه بمن يحكي له حدوته وبعد أن عرف الملك وسمع كل الحواديت قال الملك للوز ير هذه مسؤليتك يجب أن تأتي إلي بمن يحكي لي حدوته يا إما ذنبك على جنبك –فكر الوزير ولم يجد أمامه حل غير أن يترك المدينة وخارج المدينة وجد فلاح فقير بيجمع الشعير وبعد السلام كان الكلام فقال الفلاح الفقير للوزير لا يهمك إذا أردت أن أقول للملك حدوته ولا يمكن أن يسمع بعدها حواديت وفرح الوزير وذهب للملك بالفلاح الفقير وبدأ الفلاح في الحكاية فقال أنا مرة زرعت الشعير فقمت بجمع الشعير ووضعته في مخزن الشعير وبعدين

–قال الفلاح :المهم في يوم من الأيام جاءت نملة ودخلت من تحت مخزن الشعير وأخذت حبة شعير وحملتها ووضعتها في بيتها وبعدين والفلاح يقول ثم جلست في بيتها لتستريح –أصلها حملت كثير وبدأ مرة ثانية فقال نفس الكلام وهنا يغضب الملك ويقول خلاص عرفنا أخذتها وحملتها ووضعتها في بيتها ثم ماذا حدث فقال الفلاح أبداًزرعت الشعير فقمت فجمعت الشعير مرة ثانية ووضعته في مخزن الشعير وهنا أشار الملك بيديه وقال أنا لاأريد سماع الحواديت وحل المشكلة فلاح الشعير ويضحك الوزير

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:10 PM
قصة العنزات الثلاث

كانت هناك ثلاث عنزات تعيش على تلة قرب نهر عميق، وكان على الجانب الآخر من النهر حقل أخضر مزهر، كانت العنزات الثلاث تتطلع كل صباح نحو الحقل الأخضر وتقول: ليتنا نذهب إلى الحقل لنأكل العشب اللذيذ.

وكان هناك جسر خشبي فوق النهر، يعيش تحته عملاق مخيف، وكان على العنزات أن تمر فوق هذا الجسر، كي تذهب إلى الحقل الأخضر.
وفي صباح يوم جميل قالت العنزة الصغرى: " لا أقدر أن أنتظر بعد الآن.. أنا ذاهبة إلى الحقل" فقالت أختاها" سنذهب معك".
انطلقت العنزة الصغرى فوق الجسر.. تريب.. تريب.. ترب تراب.. علا صوت أقدامها على خشب الجسر، صرخ العملاق" من يمر فوق جسري"؟، " أنا العنزة الصغرى" قالت بصوت ضعيف، فأجاب العملاق المخيف: " أنا قادم لآكلك!"، فصرخت العنزة .." لا..لا.. انتظر أختي الأكبر مني .. إنها أكبر،ولحمها أطيب" فوافق العملاق، وقال لها" يمكنك أن تمري" وهكذا ركضت العنزة الصغرى إلى الحقل الأخضر.
وجاء دور العنزة الثانية فانطلقت فوق الجسر ولما سمع العملاق صوت أقدامها على خشب الجسر، صاح" من يمر فوق جسري"؟ فقالت بصوت خائف:" أنا العنزة الوسطى" فأجاب العملاق:" أنا قادم لآكلك"!، فصرخت العنزة :"لا..لا.. انتظر أختي الكبرى.. إنها أكبر، ولحمها أطيب" فوافق العملاق وقفزت العنزة سالمة إلى الحقل الأخضر.
والآن جاء دور العنزة الكبرى.. ولما بدأت تسير اهتز الجسر بكامله"، فصاح العملاق:" من يمر فوق جسري"؟، فصرخت بصوت قوي عال." أنا العنزة الكبرى"، فقال العملاق ساخرا: ".. أنت أيضا ستقولين لي انتظر أختي الأكبر": فأجابت العنزة:" أنا هي العنزة الكبرى والأخت الأكبر"، " إذا أنا قادم لآكلك".، صاح العملاق وصعد نحو الجسر، لم تخف العنزة الكبرى وقالت: " جرب إن شئت"، ثم هجمت بقوة على العملاق، ونطحته بقرنيها، فوقع في النهر وغاب في الماء، وبعد ذلك كانت العنزات الثلاث تمر كل يوم فوق الجسر لتأكل العشب الطري الأخضر، ولم تشاهد بعدها أبدا العملاق المخيف.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:10 PM
الذئب الأحمق

خرج الذئب يوما في طلب الزرق فالتقى بالثعلب الذي كان يومئذ رئيس الديوان في سرايا السلطان وسأله عن آخر الاخبار فقال : صدر اليوم (فرمان) الامان وصار جميع الناس اخوان .
قال الذئب : وما هي شروط هذا الفرمان الذي يجعل جميع الناس اخوان ؟
فتناول الثعلب من اضبارته نسخة عن الفرمان وراح يقرأ بكل إمعان .
- منع القيل والقال وحرية الانتقال .
- تأمين الرغيف النظيف للقوي والضعيف .
- حرية الرأي والقول والعمل فيتأخى الضبع والجمل ويعيش الذئب مع الحمل .
فهتف الذئب : هذا الشرط على الرأس والعين يا اخي ابا الحصين وانا اول من اطاع وآخر من عصى لكنني اريد ان اعلم ما اذا كانت هذه الشروط قد اصبحت سارية المفعول حسب الاصول ؟
قال الثعلب : بالتأكيد فاذا اردت ان تتيقن الامر بنفسك يا ابا سرحان ففي مقلب الوادي حظيرة غنم ، وبامكانك وبموجب هذا الفرمان ان تدخل الى الحظيرة وتعيش مع الخرفان بكل أمان .
قال الذئب : حيا الله اصلك وفصلك يا اخي با ثعاله هلم معي ودلني على الحظيرة واجعل الفرمان في يدك جاهزا لطوارئ الحدثان .
ومشى الذب ومشى الثعلب معه حتى باب الحظيرة حيث كانت تربض ثلاثة كلاب ضارية وثبت على الذئب وهشمته .
وحينما استطاع الذئب ان يتخلص من الكلاب ورجع مثخنا بالجراح الى حيث وجد الثعلب ينتظره عاتبه قائلا : ولماذا تركتني وهربت ؟
قال الثعلب : خفت من الكلاب .
قال الذئب ولماذا لم تقرأ لهم الفرمان ليعلموا اننا صرنا واياهم اخوان ؟
قال الثعلب : وما نفع الفرمان والكلاب طرشان .!

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:11 PM
الديـــــــــك

وقف الديك كعادته نافش الريش فرحاً مختالا وهو يصيح مع إطلالة صباح جديد .. كان يغيظ ديكاً آخر تغير صوته في المدة الأخيرة ، ولم يعد باستطاعته أن يشارك الديك المغرور الصياح عند الصباح.. حاول كثيرا أن يعيد صوته إلى سابق عهده ، لكن دون جدوى ، في كل مرة كان صوته يخرج خافتا مجروحا .. وكان يطيب للديك المغرور أن يهزأ من جاره بكل الوسائل الممكنة .. حتى أنه كثيرا ما أخذ يشتمه دون سبب ، ولم يكن الديك الذي أصيب صوته محبا للشجار ، لذلك كان يؤثر الصمت ، ويمضي إلى الحقل القريب حزينا يشكو للأشجار والأزهار همه ، ويرجو الله أن يعيد له صوته كما كان من قبل ..

في صباح أحد الأيام قال الديك المغرور مزهوا وهو يخاطب الديك الثاني :

- أنا أستغرب أن تبقى مقيما هنا حتى الآن ، ما الفائدة منك ؟؟ الأفضل أن ترحل بعيدا ، اسمع صوتي الجميل وفكر هل تستطيع أن تكون مثلي في يوم من الأيام ..أنت ديك مريض وستبقى كذلك ، وسأبقى أفضل منك بكثير ..

أجابه الديك الآخر حزينا مستاء :

- لا أنكر أنك تملك صوتا جميلا ، صدقني أنا أدعو الله العزيز أن يديمه لك .. لكن أيها الجار لماذا كل هذا التكبر ، هل من الجائز أن تتباهى بما وهبك الله مختالا فخورا متكبرا ؟؟

قال الديك المتعجرف :

- كل هذا الكلام لا فائدة منه ، أنت ديك مريض وستبقى كذلك ، وأنا أملك أجمل صوت وسأبقى كذلك ..

مضى الديك الثاني حائرا حزين القلب .. قال يخاطب نفسه :

- لماذا يفعل جاري الذي عرفته منذ مدة طويلة ما يفعله.. كل واحد منا معرض للمرض ، فهل يعني ذلك أن يكون كل واحد منا ضد الآخر في مرضه ، أم من الواجب أن نكون معا في مواجهة كل شيء .. سبحان الله ، لا أدري ماذا أفعل مع هذا الجار .. على كل سامحه الله ، ولا أتمنى له إلا كل خير ..

ولأن الأيام تمر بسرعة ، فقد تغيرت أشياء كثيرة ، وتبدلت أحوال كثيرة .. من ذلك أن الديك المغرور فقد صوته تماما ، ولم يعد باستطاعته الصياح كل صباح كما كان يفعل من قبل .. بينما عاد الصوت بكل جماله وبهائه وروعته للديك الثاني ، لكنه كان الجار الحنون القريب من جاره ، وكان يواسيه بكل الطرق الممكنة ، ويرجو الله أن يعيد له صوته كما كان .. حتى أنه ، احتراما لمشاعر جاره ، كان يبتعد قدر المستطاع ، كلما أراد أن يطلق صوته الجميل.. وكان الجار المتعجرف يشعر بالندم على ما بدر منه من قبل ، بعد أن رأى كيف يعامله الديك الذي عاد له صوته ..

ومع الأيام ، عاد الصوت للديك الأول ، لكنه تعلم أن يكون كريما عطوفا محبا لجيرانه .. ومع كل صباح كان يرتفع صياح الديك الأول ليجيبه الديك الثاني ، وبقيت الصداقة بينهما جميلة رائعة ، حيث بقي كل واحد منهما يحب الثاني كل الحب ..

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:12 PM
المِصباح السحري


هجمَ لصوصٌ متوحّشونَ على بلادِ النخيلِ الأسمرِ جيوشاً جيوشاً، فدمّروا البيوتَ وأحرقوها وقطّعوا الأشجارَ واستعبدوا الناس.‏

ذهبَ الناسُ إلى زعماءِ البلادِ يطالبونَهم بتوحيدِ الجهودِ للخلاصِ من هذا البلاء.‏

قالَ الزعماء: نحنُ جميعا أضعفُ من الأعداء، وبدلَ أن تفكّروا في محاربتِهم والتعرّضِ لمزيدٍ من الخسائرِ والمصائب، أطيعوهم فتسلموا وتعيشوا.‏

عادَ الناسُ من عندِ الزعماء خائبين، وبدؤوا يفكّرونَ في مصيبتِهم من جديد. فجأة برزَ منهم رجلٌ يقول: أنا وجدْتُ الحلّ. تطلّعَ الناسُ إليهِ ملهوفينَ وغيرَ مصدِّقين. وتابعَ الرجل: إنهُ علاءُ الدين، هو عالِمٌ عظيم منّا وفينا. وأضافَ كمن يذيعُ سرّاً: وعندَهُ مصباحٌ سحريٌّ يخدمُهُ ماردٌ جبّار.. فانطلقَ الناسُ فوراً يتهاتفون : إلى علاءِ الدين. إلى علاءِ الدين.‏

كانَ علاءُ الدين أشهرَ الناسِ في بلادِ النخيلِ الأسمر؛ مفكّرٌ قديرٌ وطبيبٌ بارعٌ وكيميائيٌّ مجرِّب. وحينَ رأى الناسَ قادِمينَ خرجَ إليهم واستقبلَهم بترحيبٍ واحترام. لكنّهُ عندما عرفَ قصدَهم خيّبَ آمالَهم المتحمّسة. قالَ إنه لا يملكُ أيَّ شيءٍ سحريّ، لا المصباحَ الأسطوريَّ ولا بساطَ الريحِ ولا خاتمَ سليمان، وأنّ مصباحَهُ الغريبَ الشكلِ هو مصباحٌ كحولِيٌّ يستخدمُهُ في تجاربِ الكيمياءِ وصُنعِ الدواء. وفجأةً أدهشَهم بالعبارةِ التالية:‏

-لكنّكم تقدِرونَ على محاربةِ الأعداءِ دونَ مساعدةٍ من أحدٍ ودونَ قوّةٍ سحرية.‏

قال زعيمُ جماعةٍ من أولئكَ الرجال:‏

-نحن عُلَماءُ يا علاءَ الدينِ، لا نقدِرُ أن نحارب.‏

سألَ علاءُ جماعةً ثانية:‏

-وأنتم أيّها السادة؟‏

أجابَ أحدُهم:‏

-نحنُ صُنّاعُ هذه البلاد، نصنعُ كلّ لوازمِ المعيشةِ والعمل: الملابسَ والمعاولَ والمحاريثَ والأسلحة، وبعضُنا خدمَ في الجيشِ وحاربَ أيضاً. لكنْ إذا انشغلْنا بالحربِ فمَن يصنعُ الأسلحة؟‏

نظرَ علاءُ الدينِ إلى جماعةٍ من الشبابِ ذوي وجوهٍ مُسمَرّةٍ وعضلاتٍ مفتولة، فبادرَهُ أحدُهم على الفَور:‏

-نحنُ شبابٌ أقوياء، كنّا جنوداً حين هجمَ الأعداء، لكنّ قادتَنا تخلَّوا عنا وجرَّدَنا الأعداءُ من الأسلحة، فكيفَ نحاربُ بلا قادةً ولا أسلحة؟‏

التفتَ علاءُ الدينِ نحو آخِرِ جماعةٍ من زوّارِهِ سائلاً:‏

وانتم أيّها السادة؟ ألا تقدرونَ على الإسهامِ في محاربةِ أعدائكم وأعداءِ البلاد؟‏

أجابَ زعيمُ الجماعة: نحنُ فلاحونَ كما ترى، نقدرُ أن نزوّدَ الناسَ والجنودَ بكلِّ ما يحتاجونَ من الغذاء. لكننا لم نجرّبِ الحربَ ولم نتعلّمْ فنونَ القتال.‏

ابتسمَ علاءُ الدينِ للجميع وهو يقول:‏

-تملِكونَ هذهِ القُدُراتِ كلَّها وتريدونَ مصباحاً سحريّاً لقهرِ اللصوص؟‏

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:13 PM
شجرة المشمش

يحكى أن نهراً كان على ضفافه أشجار البرتقال والمشمش تعيش متجاورة سعيدة.
وفي الربيع تزدان هذه الأشجار بالأزهار الجميلة العطرة. تفوح منها رائحة زكية... تملأ الدنيا بعبيرها، وكانت شجرة البرتقال تزدان بأزهار جميلة صفراء، وشجرة المشمش تزدان بأزهار بيضاء.


كان النهر يفيض أحياناً ويزداد ماؤه، و أحياناً ينحسر ويقل ماؤه، وفي كل مرة يأخذ من التربة جزءاً وينقلها إلى مكان بعيد.
رأت شجرة البرتقال ذلك فقالت لجارتها شجرة المشمش: يا صديقتي العزيزة إن الله وهبنا أزهاراً جميلة ذات رائحة عطرة ومنظر رائع، وثمار نافعة.
فحتى تستمرحياتنا، علينا أن نحافظ على بقائنا بثبات في التربة.


قالت شجرة المشمش :وماذا علينا عمله؟. قالت شجرة البرتقال: نضم جذورنا ونقويها ونرص التربة ونقاوم بشدة ما يفعله النهر فينا..
لكن شجرة المشمش لم تهتم لكلام شجرة البرتقال وظلت تزهو بأزهارها مغرورة بجمالها لاتعبأ بمن له خبرة في الحياة، تاركة جذورها متبعثرة مفرقة ضعيفة.


جاء ذلك اليوم الذي حذرت منه شجرة البرتقال، فهطلت أمطار غزيرة وهبت رياح شديدة، زادت مياه النهر وزاد جريانه، وضرب شجرة المشمش بقوة، فلم تظهر أية مقاومة،فاقتلعها من جذورها وسقطت على الأرض وسحبها النهر بعيداً.وهي تصيح بأعلى صوتها: ليتني سمعت نصيحتك يا صديقتي....

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:13 PM
قصــة جــرة الــذهب


في قديم الزمان عاش تاجر أمين، كان يتقي الله ويخاف من عذابه،

وفي رحلة من رحلات تجارته فكر في أن يستقر في بلدته، ويستريح من كثرة السفر وعناء الترحال،

بعد أن كبر في السن وضعفت صحته، وانتشر الشيب في رأسه ولحيته.

أراد التاجر أن يشتري داراً واسعة تليق به وبمكانته، فذهب إلى رجل أراد أن يبيع داره، فاشتراها منه.

ومرت الأيام والتاجر يعيش في داره الجديدة، وإذا به ينظر إلى أحد الحوائط

ويقول في نفسه: لو هدم هذا الحائط كانت هناك مساحة أكبر. وبالفعل أمسك بالفأس،

وأخذ يهدم الحائط، وفجأة رأى شيئاً عجيباً؛ جَرَّة مملوءة بالذهب.

صاح التاجر: يا إلهي كل هذه الكنزمدفون داخل الحائط..

لابد أن أعيده إلى صاحبه، فهو أولى به، وليس لي حق فيه، والمال الحرام يضر ولا ينفع.

وحمل التاجر الأمين جرة الذهب إلى الرجل الذي اشترى منه الدار،

ووضعها بين يديه قائلاً: خذ هذه وجدتها في الدار أثناء هدم أحد الحوائط.

فقال الرجل: هذه ليست ملكي، بل ملكك أنت، فقد بعتك الدار وما فيها.

واختلف الرجلان وكل منهما يرفض أخذ جرة الذهب، وتحاكما إلى قاضي المدينة،

فقال القاضي: لم أر رجلين أمينين مثلكما، كل واحد منكما يرفض مثل هذا الكنز.

وسأل القاضي: ألديكما أبناء؟ فأجاب التاجر الأمين: نعم لديّ بنت. وقال الرجل: وأنا لديّ ولد.

فقال القاضي: يتزوج الولد من البنت، ويصرف الذهب عليهما.

فاستصوب الرجلان حكم القاضي ، واستحسنا رأيه، ووافقا على الزواج .

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:15 PM
شجرة الرمان

في قديم الزمان , في قرية صغيرة عاش ثلاثة إخوة فقراء , لم يملك هؤلاء الإخوة إلا كوخاً صغيراً و شجرة رمان , لكن حتى شجرة الرمان لم تكن تثمر ..
في يوم ما , امرأة عجوز قدمت للكوخ و طرقت الباب ..
" أنا جائعة , هلاّ أعطيتموني شيئاً لآكله " قالت العجوز راجيةً الإخوة ..
الإخوة الثلاثة كانوا لطفاء جداً فأعطوها كل مالديهم من طعام في الكوخ ..
" شكراً جزيلاً لكرمكم " شكرتهم العجوز و أكملت " تمنوا أمنية و ستتحقق "
نظر الأخ الأكبر عبر الحقل إلى جدول صغير هزيل و قال " أتمنى أن يصبح هذا الجدول نهراً كبيراً يفيض بأسماك ذات زعانف فضية و تصبح هذه الأسماك كلها ملكاً لي " و هكذا كان ..
نظر الأخ الأوسط باتجاه القرية الصغيرة , بالتحديد إلى بضع دجاجات بيضاء تلتقط الذرة و قال " أتمنى لو أن هذه الدجاجات كانت من الذهب الخالص و كانت ملكاً لي " فتحققت أمنيته ..
أما الأخ الأصغر فلقد تأمل في الكوخ الصغير قليللاص و قال " أتمنى لو أتزوج من أكثر النساء حكمةً في العالم " فتحققت أمنيته هو الآخر ..
باع الأخوان الكبيران سمكهما و دجاجاتهما و أصبحا رجلين غنيين . بنيا لهما بيتين كبيرين
جميلين و جعلا الخدم يقومون بجميع الأعمال .كانا يسخران من الأخ الأصغر الذي لا يزال يعيش في ذلك الكوخ القديم مع زوجته الحكيمة . كانا يقولان " ما فائدة الحكمة إن لم تستطع الأكل ..كم أنت غبي " لكن الأخ الأصغر لم يعر اهتماماً لما يقولانه ..
و بعد بضع سنوات , قدمت العجوز مرةً أخرى , طرقت باب منزل الأخ الأكبر و قالت " أنا جائعة , هل لك أن تعطيني شيئاً يصلح للأكل "
فصرخ الأخ الأكبر في وجهها " اذهبي من هنا أيتها العجوز الشمطاء "
فطرقت العجوز باب منزل الأخ الأوسط و قالت " أنا جائعة , هل لك أن تعطيني شيئاً يصلح للأكل "
" كيف تجرؤين على القدوم إلى منزلي أيتها العجوز , ألا ترين أني رجل مهم " نهرها الأخ الأوسط بقسوة ..
في نهاية الأمر استطاعت العجوز العثور على الكوخ الصغير الذي يقطنه الأخ الأصغر و زوجته ..
"أنا جائعة , هل لك أن تعطيني شيئاً يصلح للأكل " توسلت العجوز ..
" ماذا نفعل الآن ؟ " سأل الفتى زوجته " نحن فقراء و لا نملك إلا قليلاً من الطعام "
لكن زوجته ابتسمت في وجه العجوز و أعطتها ما يملكان من طعام ..
" شكراً للطفكما و كرمكما " قالت العجوز جملتها و اختفت واختفى معها ذاك النهر ذو الأسماك الفضية و عاد الأخ الأكبر فقيراً مرة أخرى
و اختفت كذلك الدجاجات الذهبية و خسر الأخ الأوسط كل شيء .. حدث معهما هذا بسبب جشعهما و تفكيرهما فقط بالذهب و الفضة .. لاحقاً , أصبح الأخ الأكبر و الأوسط في حال مزرية و مرضا ثم توفيا .
أما الأخ الأصغر , فلقد أثمرت شجرة الرمان التي يملكها و امتلئت بثمار ناضجة و لذيذة ..
" ما الذي سنفعله بكل هذه الثمار ؟ " قال الأخ الأصغر
" سنأخذ ما نحتاجه و نعطي الباقي لفقراء القرية " أجابت زوجته
و هكذا فعلا و عاشا بسعادة معاً
و لم تر المرأة العجوز مرة أخر ى

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:16 PM
روح الأشياء


كتب الصبى بالقلم على وجه الصفحة البيضاء : أنا أكره ....

صاحت الممحاة : قف .. توقف ..

ارتعش القلم ، وبالفعل توقف ، فى حين قامت الممحاة بإزالة الجملة السابقة .

عاد الصبى يكتب : أوامر أبى ، وأمى كثيرة ... لم يستطع القلم الاستمرار ،

إذ أن الممحاة صاحت محذرة : وهل تكتب هذا يا قلم ؟! أجابها القلم : لا ..

لن أكتب .

أما الصبى فكتب : الليل طويل ، وأنا أخاف الليل .

لم تنطق الممحاة لأنها كانت تعمل فى محو هذا الكلام ، وحينما أراد

الصبى كتابة واجبه المدرسى ، لم يطاوعه القلم، وفى المساء نظر

فيما كتبه سابقا فوجد صفحة الكراس بيضاء ، وحين اندهش ،

اندهش بمفرده ، لأنه سمع القلم والممحاة والصفحة البيضاء تتكلم

فى صوت واحد : اكتب ... اكتب ..

أمسك الصبى بالقلم فأطاعه ، إذ كتب : أنا أحب أبى وأمى ، والناس ،

ولا أخاف الليل ، فأنا شجاع .

كان هذا فى السطر الأول .

وكتب فى السطر الثانى : أنا أحترم كبار السن ، وأساعد الآخرين .

وكتب فى السطر الثالث : الصدق مع نفسى ومع الآخرين ابتسم الصبى

لأنه وجد نفسه يسير فى الطريق الصحيح ، فكتب فى السطر الرابع :

أحب النظافة والقراءة ، وأحب وطنى، وأعمل من أجله .

ابتسمت الصفحة البيضاء ، وقالت : هذا شىء عظيم سأحتفظ به،

لن يضيع .. لن يضيع ..

إذا سأل أحد عن القلم والممحاة فسوف نقول له إنهما طوع أمرك ،

إذا كنت قد فهمت أن لكل منهما روح مثلك ، وحين تمسكهما فى

يدك تتعانق روح كل منهما مع روحك .

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:16 PM
المكسب والخسارة


قال الأرنب : من طلب شيئا وجده ..

وهرب إلى جحره ، لا يطلب شيئا إلا النجاة النجاة ..

أما الغزال ، فقال : أنا لا أعلق الجرس فى عنقى ..

واختفى عن الأنظار خلف أجمة ترتفع حشائشها إلى الأعناق ..

أما الفيل ، ووحيد القرن فقد انطبق على حالهما هذا القول :

" أشرى الشر صغاره "

أما النمر – وكان بالقرب – فقد مشى رويد رويدا ، وهو متيقن أن

الجائزة من نصيبه ..

والذى حدث يفسر ويوضح كل هذه الأقوال ، وكل هذه الأفعال ..

فانتبهوا ..

التقى الفيل ووحيد القرن على كره ، والكره يفتح أبواب الشر ،

وأول أبواب الشر المفاخرة ..

رأى النمر أن مقتل الفيل بين فكي الفيل نفسه ، وكذا مقتل وحيد

القرن يأتى بين فكى وحيد القرن ، وسوف يكون فك النمر براء

من القتل ، ولأمر فى نفسه توقف ..

كان الفيل يصيح فى وجه وحيد القرن : أنا أقوى منك ..

تحسس النمر طريقه ، ونكأ الجرح ، وغمز وحيد القرن قائلا :

هل تسكت ؟!

ابتلع وحيد القرن الطعم ، فأرعد : أنا الأقوى ..

رسم النمر على وجهه علامات الدهشة والتعجب ، وهو يقول للفيل :

أنت بلا شك أكبر حجما ..

استحسن الفيل هذه الملاحظة ، ولكنه لم يهنأ بها طويلا ،

إذ التفت النمر إلى وحيد القرن ، وقال له :

أنت بلا خرطوم يا خرتيت ..

حول وحيد القرن قول النمر إلى تعريض ساخر بالفيل حين

ضحك ، وهو يقول : هذا صحيح .. ليس لى خرطوم

.. ها . ها . ها . ها ..

وقف الفيل كمن كلف إحضار مخ بعوضة !!

صاح النمر : هل تسكت ؟!

قال الفيل ، وهو يعود لامتلاك زمام نفسه : أنا لى سنان

من العاج .. أما أنت فوحيد السن ..

وجاء الدور على وحيد القرن ليصمت أمام هذه الحقيقة ..

تحرك الفيل ليغادر المكان منتشيا بالنصر الذى حققه ..

أسرع النمر يقول لوحيد القرن : أنت أسرع من الفيل إذا عدوت ..

تراجع الفيل إذ سمع النمر يقول أيضا : أقارب الفيل يشتغلون

فى السيرك .. رفع خرطومه بفخر فى الهواء ، ووقف على

قدم واحدة من أقدامه ، ثم اعتدل ، وقال بفخر : هذا شىء

لا يعرفه جنس وحيد القرن .

عند هذا زمجر وحيد القرن ، ونفر ، وأخرج الزفير من منخاريه

صارخا : أقاربك يا فيل خدم عند أصحاب السيرك ..

ابتعد النمر قليلا ، وأفسح للغريمين عند انتهاء وحيد القرن

من تعريضه بسلالة الفيلة ، فهذا انتهاء لشىء ، وابتداء لشىء

، والنمر يعرف ..

التحم الفيل ووحيد القرن ، وعلا الغبار ، وكثر الجرى والطعن

، فالزيت فى العجين لا يضيع .. وهذا قول عرفه النمر وخبره ،

لأنه دعا أصدقاءه النمور إلى وليمة طيبة من لحم الفيل ،

ولحم وحيد القرن ، ظل النمر لمدة طويلة يقسم أن لحم

الأحمقين أطيب لحم استمتع بطعمه واستلذه

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:17 PM
صــانــع المـعـروف


معروف فلاح يعيش في مزرعته الصغيرة على شاطئ أحدى

البحيرات ، تعود على عمله الذي أخذه عن والده ، وهو

حرث الأرض وزراعتها وريها..اعتبر هذا العمل خدمة لوطنه

الغالي الذي أعطاه الكثير ول يبخل عليه بأي شئ ..وكان

معروف يتسلى بمظهر البحيرة التي تعيش فيها مجموعة طيور

الأوز والبط ، وكانت أشكالها الجميلة وسباحتها في البحيرة

مما تعود أن يراه يوميا وهذه هي تسليته الوحيدة...إنه

لا يعرف الكسل ، فهو منذ الفجر يستيقظ نشيطا متفائلا..ولما

كان عمله بدنيا فقد ازدادت صحته قوة وصلابة ، وأصبح يضاعف

العمل في مزرعته ، فعرف أن زيادة الانتاج دائما تأتي بالعزيمة

والايمان.وذات يوم وهو في مزرعته أثناء قيامه بشق الأرض ،

إذا بصوت خافت يأتي من خلفه ، فاستدار فإذا هو ثعبان ضخم،

فتخوف الفلاح وأراد الفرار ، ولكن الثعبان قال له: قف أيها الفلاح

وأسمع حديثي لعلك تشفق عليّ ، وإن لم تقتنع فلا عليك ،

أتركني ومصيري ..

فصعد الفلاح على ربوة وبسرعة حتى جعل البحيرة بينه وبين

الثعبان من بعيد ، فقال الثعبان :إنني لم أضر أحدا في هذه القرية

وقد عشت فترة طويلة فيها ، وانظر ستجد أبنائي خلف الشجرة

ينتظرون قدومي بفارغ الصبر وانظر الى الراعي يريد أن يقضي

عليّ بفأسه فخبئني حتى يذهب وسوف لا تندم على عملك ،

فنزل معروف وخبأه في مكان لا يراه ذلك الراعي الذي ظل

يبحث عنه هنا وهناك وغاب الراعي عن الأنظار وكأنه لم

يجد فائدة من البحث عن الثعبان حيث اختفى، ولما أحس

الثعبان بالأمان أخذ يلتف على معروف الذي أمنه على نفسه ،

وجد معروف نفسه في ورطة كبيرة ، فالثعبان السام يلتف حول

عنقه ، وحتى الصراخ لو فكر فيه لن يفيده

فالمكان لا يوجد فيه أحد وخاصة أن خيوط الليل بدأت

تظهر في السماء ، وأهالي القرية البعيدون عن كوخه

ومزرعته تعودوا أن يناموا مبكرين ، ومن يغيثه من هذا الثعبان

الذي يضغط على رقبته ويقضي عليه؟ وهل في الامكان لشخص

ما أن يقترب؟المنظر رهيب ، وهل يصدق أحد أن أنسانا ما يسمع

كلام الثعبان مثل معروف ويأمنه ويقربه اليه ؟ وهنا قال معروف

للثعبان: أمهلني حتى أصلي - وفعلا توضأ وصلى ركعتين وطلب

من الله سبحانه وتعالى أن يخلصه من هذا الثعبان المخيف الرهيب

بضخامته وسمومه القاتلة وبينما هو كذلك إذا بشجرة قد نبتت

وارتفعت أغصانها وصارت لها فروع ، فتدلى غصن تحب أكله

الثعابين وتبحث عنه ، فاقترب الغصن الى فم الثعبان ، فأخذ الثعبان

يلتهم الغصن وماهي الا دقائق حتى إنهار الثعبان وسقط وكانت

الشجرة عبارة عن سم ، فقتل ذلك الثعبان الذي لم يوف بعهده

مع من حماه ، وفجأة اختفت الشجرة المسمومة وعلم معروف

أن الله قريب من الانسان ، وانه لابد أن يعمل المعروف

مع كل الناس ، ومع من يطلب منه ذلك

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:18 PM
الديك الشجاع

خرج الديك مع أولاده الكتاكيت الصغار للبحث عن طعام ...
فرح الصغار بالنزهة الجميلة بصحبة الديك .
الديك شكله جميل يلفت النظر ..
الحيوانات تحبه لأنه مسالم …
الذئب شرشر تتبع الديك والكتاكيت ..
يترقب فرصة لخطف كتكوت صغير ..
الذئب شرشر يخاف الديك ..
قال الديك :
يا أولادي … لا تذهبوا بعيدا عني حتى لا تتعرضوا للخطر ..
الكتكوت فوفو لم يسمع كلام أبيه ..
ذهب بعيدا ولم ينتبه الديك …
الذئب شرشر انتهز الفرصة .. انقض على الكتكوت ليأكله ..
الديك شعر بأن خطرا يداهم ابنه ..
بحث عنه .. وجده بين يدي الذئب ..
الديك لم يتكلم .. هجم على الذئب .. استخدم منقاره ومخالبه ..
الذئب شرشر خاف وهرب ..
عاد الكتكوت فوفو إلى اخوته فخورا بأبيه الديك ..
الديك حذر ابنه من الابتعاد مرة ثانية ..
الكتكوت خجل من نفسه ..
الكتكوت وعد بأن يسمع كلام أبيه ..
الذئب علم بوعد الكتكوت لأبيه .. قرر ألا يهاجمه مرة أخرى ..
الكتاكيت الصغيرة عندما تخرج لا تبعد عن بعضها ..
الذئب شرشر كان حزينا جدا ..
علم أن وحدة الكتاكيت ستمنعها منه ..
قرر مغادرة الغابة للبحث عن كتاكيت جديدة لا تسمع كلمة أبيها ..

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:18 PM
الببغاء واللص


رفعت الببغاء قدمها إلى رأسها" وحكته"، ثم أنزلت قدمها والتقطت بواسطة مخالبها القوية بندقة ونقلت البندقة بحركة رشيقة إلى منقارها القصير المعقوف، وضغطت عليها بطرفي المنقار، فشقتها وألقت بالقشرة جانبا، ثم التهمت الثمرة. التقطت ثانية، لكنها لم تلبث أن ألقتها جانباً، وخطت خطوتين، ثم توقفت. كانت تشعر بالضجر، كان القفص واسعاً، وفي أرجائه تناثرت الأطعمة التي تعشقها: البندق والموز، قطع البسكويت، لكن ذلك ما كان يعدل الحياة المثيرة خارجه.
أدارت رأسها في حركات عصبية واستقرت كل عين من عينيها على جانب من محتويات الغرفة: المكتب الكبير وما عليه من أوراق وأدوات وجهاز التلفون الذي يرن بين الحين والآخر.
ورفوف الكتب التي تغطي الجدران.. فغرت منقارها وصاحت:" وليد".
كان وليد هو الذي رباها منذ الصغر، واعتنى بإطعامها ونظافتها. وحرص على مصاحبتها، وكان صبورا في محاولة تدريبها على الكلام، أو بعبارة أدق محاكاة الأصوات.
فقد كانت الببغاء من النوع الأول الذي يستطيع تقليد الأصوات المختلفة بدقة بالغة، دون أن تفهم- بالطبع- مغزاها، وإن أدركت أحيانا بذكائها الحاد ارتباط هذه الأصوات بمواقف معينة.
فلم تكن تدرك- مثلاً أن وليد هو اسم صاحبها- لكنها تبينت- بالتجربة- أن مجموعة الأصوات التي تتشكل منها كلمة (وليد) ترتبط به ارتباطا وثيقاً، وغالبا ما تؤدي- لدى ترديدها – إلى ظهوره فورا لكنه-هذه المرة- لم يستجب إلى ندائها.. اقتربت من باب القفص وأدارت رأسها، بحيث استقرت عيناها على مزلاجه.
كانت قد اكتشفت أنها إذا وضعت منقارها أسفل قاعدة المزلاج وضغطت إلى أعلى، فإنه يتحرك ولا يلبث أن ينفتح.
لكن وليد أضاف إلى الباب مزلاجاً ثانياً، بعيدا عن متناولها، رفعت عرفها استعدادا لصراخ متواصل باسم وليد وأسماء أخرى، وأصواتاً بشرية متعددة، ورنين أجراس وأبواق سيارات، وصرير أبواب وكل ما تعلمته، وحذقته، ثم أدارت رأسها جانبا، وتابعت بعينها- في انفعال- باب الغرفة وهو يفتح في بطء ويبرز منه شخص غريب ودخل في حذر، ثم أغلق الباب خلفه في هدوء.
واتجه الغريب إلى المكتب وأقبل يفتش أدراجه، ويضع في جيبه ما يعثر عليه من نقود أو أشياء ثمينة.
وفجأة، رن جرس التلفون، جمد اللص في مكانه، واستقرت عيناه على الجهاز حتى توقف الرنين، فاستأنف عمله.
تابعته الببغاء باهتمام-بعض الوقت- حتى ضجرت وعاودها الحنين إلى وليد، وهنا أوحى إليها رنين التلفون أن تستعرض مواهبها.
وكان اللص منهمكا في محاولة فتح أحد الأدراج، عندما سمع فجأة وقع أقدام تقترب من باب الغرفة، ثم دوت عدة طرقات على الباب، وجاء صوت مقبض الباب وهو يدور في عنف، ثم سمع صوتاً نسائياً يقول:
يا وليد.. أنت هنا؟
صعق اللص من المفاجأة، فقد كان متأكدا من خلو المنزل من قاطنه وإلا ما أقدم على اقتحامه، ولم يخطر بباله أن كل الأصوات التي سمعها كانت الببغاء هي مصدرها.
انتقلت الببغاء إلى أصوات صرير باب يفتح، ورنين جرس التلفون، وبوق سيارة الشرطة وهي تعلو مقتربة، ثم صوت مكابح قوية، وعند هذا الحد أفاق اللص من ذهوله، وهوى إلى النافذة فقفز منها دون أن يعبأ بارتفاعها عن الأرض.
لم يذهب اللص بعيداً، فقد التوت ساقه وعجز عن السير وجلس على الأرض بجوار حائط المنزل، وهو يندب حظه، قبل أن يكتشف- فجأة- أنه لا توجد أية سيارات للشرطة على مقربة منه.
هز رأسه متعجبا، ثم انتفض فجأة، عندما بلغه صوت الضحك وكانت الببغاء قد انتقلت إلى مجموعة جديدة من الأصوات، تبدأ بضحكات خاصة تتحول تدريجياً إلى قهقهة عالية،
ثم تتحول إلى ضحكات صاخبة مرحة.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:19 PM
طالع الشجرة

كان نضال فتى وسيما ،عاش طفولته مع اسرته في احدى قرى الجليل . وكان بكر هذه الاسره

القروية .... واعتاد ان يذهب الى الكروم والحقول مع رفاقه ، والى الغابة القريبه فوق جبل السنديان ،

حيث يتسلقون الاشجار ويتأرجحون على اغصانها الغليظة ....

وكان نضال بينهم القائد الصغير المبادر لكل عمل ولهو ، حتى نال حب واعجاب رفاقه ... لقد

كان يكثر الخروج الى الطبيعة والتمتع بجمالها ويصعد على الاشجار حتى يصل الى القمة ....

وذات يوم ، انطلق مع رفاقه الى احدى الغابات ، وكان في الغابة شجرة جميز عالية ومتفرعه ،

فعزم على الوصول الى قمتها ، وقد حذره رفاقه من خطر السقوط ، الا انه لم يسمع نصيحتهم ، ولم

يعبأ بتحذيرهم ...

خلع نضال حذائه وثيابه العلويه ، وتسلق على الجذع الضخم وبسرعة وصل مجمع الفروع

العديدة ، ومن ثم صعد على الفرع في وسط الشجرة المرتفع الى اعلى بزاوية قائمة تقريبا .... ارتفع

نضال وارتفع ، وكان الرفاق من تحته على الارض ما بين مشجع ومحذر ولم يدر كيف ان قدمه

انزلقت ، ولم تساعده يده على الامساك باحد الفروع ، واختل توازنه ، وفجأة هوى الى الاسفل ،

مخترقا الاغصان الطرية تارة ومصطدما بالقاسية الاخرى ... واخيرا سقط على الارض ، فدقت ساقه

اليمنى .....

قضى نضال طيلة شهرين في الفراش ، والجبص يلف الساق كلها وجبر الكسر وعاد الى الحياة ،

يلهو ويلعب ويخرج الى الغابة ويصعد على الاشجار ....

لم تكن حادثة كسر ساقه قد ردعته عن شيء ، فعزم ان يصعد على الجميزة ويصل الى قمتها .

لقد كان يراوده ذلك الامر وهو لا يزال نائما في السرير ، يقينا منه ان لا شيء مستحيل ....

ذهب نضال كعادته مع بعض رفاقه الى نفس الغابة والى شجرة الجميز حيث دقت ساقه ، وما

ان وصل حتى اسرع بخلع حذائه وثوبه ، وبالتسلق على الشجرة ، وتناسى ان رجله قد دقت في هذا

المكان ، وانه سوف يعرض ساقه لنفس المصير الاول ، او ساقيه معا .... الا انه كان قد عرف مواطن

الخطر ايضا ، وعرف الخطا الذي ارتكبه عندما سقط انذاك ....

صعد نضال الى اعلى ، ولم يصل اكثر مما وصله في المرة الاولى ، وسقط على الارض هذه المرة

ايضا ، كادت ساقه اليسرى ان تدق ، نهض متألما يتحسس رجله واعاد الكرة ثانية وثالثة ورابعة ...

وكان في كل مرة يسقط الى الارض ! كان الرفاق يحاولون منعه قائلين له : كفى ! الا تخاف ان

تكسر رجلك مرة اخرى ! وتنام في السرير شهرين كاملين ! لكن ذلك لم يثنه عن عزمه , بل استمر

وتمكّن ان يتجنب كل مرّة الاخطاء التي تسببت في سقوطه ...

وكان في كل مرة يحاول بها يرتفع قليلا حتى انه وصل اخيرا الى قمة الشجرة . واعاد الكرّة الى القمة

ثانية وثالثة ورابعه...

وارتفع صوت رفاقة بالغناء في كل مرة يصل فيها الى القمة قائلين :

" يا طالع الشجرة هات لي معك بقرة

تحلب لي وتسقيني بالملعقة الصيني .."



وهكذا كان نضال لا ينثني عزمه عن انجاز عمل حتى يحقق ما يراه ممكنا !

مرت الايام وكبر نضال واحب ركوب الخيل وتمرن على ذلك في حقول القرية الواسعه ,

وصارت هوايته المحببه الوحيدة التي يمارسها يوميا على حصانه الابيض ..

وركب الحصان ذات يوم, كي يعبر به فوق الحواجز لاول مرة فما ان قفز الحصان الا ونضال

يهوي الى الارض. وفي الكرة الثانيه هوى عن حصانه الابيض وهو يجتاز الحاجز , لكنه استطاع ان

يقف على رجليه بسرعة ويعود الى صهوة الجواد . وفي الثالثة والرابعة استطاع ان يسقط واقفا...

وواظب على التمرين والمحاولة ولم يسقط, واستطاع ان يثبت فوق الجواد الابيض ...

وذات يوم صار نضال يشارك في سباق الخيول , في تخطي الحواجز على اختلاف ارتفاعاتها..

واستطاع ان يفوز اكثر من مرة بالمرتبة الثالثة فثم الثانية , حتى انه فاز اخيرا بالمرتبة الاولى !! وكان

دائما يقول : "بالعزيمة والصبر والمثابره يتحقق كل شيء..."

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:20 PM
السَّوسَنةُ الصغيرة

في باطنِ الأرض... كانت سَوسَنَةٌ صغيرةٌ تعيشُ في بيتٍ مُظلِم، تحتَ التُّراب. السَّوسَنةُ الصغيرةُ تعيشُ هناكَ وحيدةً مُطمئنّةً في قلبِ الظلامِ والسَّكِينَة.
في أحدِ الأيّام.. سَمِعَت على البابِ نَقراً خَفيفاً: تبْ تبْ تبْ.
سألت:
ـ مَنِ الطارِق ؟
أجابَها صوتٌ صغيرٌ لطيفٌ وكئيب:
ـ أنا المَطَر.. أُريدُ الدُّخول!
قالت السَّوسَنةُ الصغيرة:
ـ لا.. لَن يَدخُلَ أحَد!
* * *
بعدَ يَومَين.. سَمِعَت النَّقْرَ الخَفيفَ مرّةً أُخرى على الباب: تبْ تبْ تبْ.
قالت:
ـ مَنِ الطارِق ؟
أجابَها الصوتُ الصغيرُ نَفسُه:
ـ أنا المَطَر.. أُريدُ الدُّخول!
قالت السَّوسَنةُ الصغيرة.
ـ لا.. لا، لَن يَدخُلَ أحَد!
* * *
ظَلَّتِ السَّوسَنةُ الصغيرةُ مُدّةً مِن الزمن.. مُدّةً طويلة جدّاً، لا تَسمَعُ خِلالَها شيئاً.
إلى أن طَرَقَ سَمعَها صوتٌ غريب، كأنّهُ هَمْس: ش ش ش. وكانَ هذا الصوتُ قريباً جدّاً مِن النافِذة.
سألت السَّوسَنةُ الصغيرة:
ـ مَن هناك ؟!
قالَ صوتٌ صغيرٌ واضحٌ مَرِح:
ـ أنا ضَوءُ الشمس.. أُريدُ الدخول!
أجابت السَّوسنةُ الصغيرة:
ـ لا.. لَن يَدخُل أحَد!
وظَلَّت تعيشُ في هُدوءٍ تامّ.
لكنّها بعدَ قليلٍ سَمِعَت مرّةً أُخرى، مِن خلالِ ثَقبِ القُفل: ش ش ش.
سألت:
ـ مَن هناك ؟
أجابَها الصوتُ الصغيرُ الواضِح:
ـ أنا ضَوءُ الشمس.. افتَحي لي.
قالت السوسنة الصغيرة:
ـ لا.. لن يَدخُل أحد!
* * *
بعدَ عِدّةِ أيّام.. سَمِعت على النافذة: تبْ تبْ تبْ. وسَمِعت مِن خِلالِ ثَقب القُفل: ش ش ش...
صاحت:
ـ مَن هناك ؟
هَتَفَ الصَّوتانِ الصغيرانِ سَويّةً:
ـ نحنُ المَطرُ وضَوءُ الشمس.. المطر وضوء الشمس.. نُريدُ الدخول!
أجابت السوسنةُ الصغيرة:
ـ ما دُمتُما هنا معاً أنتُما الاثنان.. فمِن واجِبي أن أفتَحَ لكما!
فَتَحت البابَ قليلاً جدّاً جدّاً.. فانسَلَّ الاثنانِ إلى داخِلِ البيت.
أمسَكَ ضوءُ الشمسِ بيدِها اليُسرى، وأمسَكَ المطرُ بيدِها اليُمنى.. وسارا بها سريعاً سريعاً إلى الأعلى.. ثمّ قالا لها:
ـ مُدّي الآنَ رأسَكِ من خلالِ التراب!
مَدَّت السوسنةُ الصغيرةُ رأسَها.. فإذا هي في وَسَطِ حديقةٍ رائعة، لم يكن فيها مِن الأزهار الشيءُ الكثير.
حَيَّتها العَصافيرُ بالأناشيد، وأدفَأت أشعَةُ الشمسِ رأسَها الورديَّ الصغير.
بعد هذا بقليل.. وَصلَ الأطفال، فصَفَّقوا لمّا رأوها، وهَتَفوا فَرِحِين:
ـ ترا.. ري.. رو! جاءَ الربيع، عادَ الربيعُ مرّةً أخرى.
وعندئذٍ.. أحَسَّت السوسنةُ الصغيرة أنها في مُنتهى السعادة.

وما توفيقي إلا بالله
04 Jul 2008, 11:20 PM
الملك والبخيل


في زمن قديم، عاش رجل بخيل، ومن فرط بخله، كان دائم التفكير في وسيلة يحصل بها على المال، أو وسيلة تبعد عنه أي أحد يطلب منه ولو قليلاً من المال....


ولشدة بخله، طاف القرى قرية قرية، حتى وجد قرية كل سكانها كرماء، فحل بينهم، متظاهراً بأنه فقير شديد الفقر، فكان محط شفقتهم وعطفهم، وصاروا يعطونه دائماً ويتصدقون عليه، حتى إنه كان يأكل ويشرب ويحصل على ملابسه منهم.


وذات صباح رأى الناس شيئاً غريباً، فقد أغلق الرجل باب بيته المطل على سكان القرية، وفتح في بيته باباً يجعل وجهه إلى الأرض الخالية، ومع هذا فإن الناس استمروا يقدمون له ما كانوا يقدمونه.. وحين عرفوا حكايته انفجروا من الضحك، فقد حصل على عنز تعطي حليباً كثيراً، فخاف أن يسأله أحد شيئاً من حليب عنزته، فابتعد بباب بيته عنهم.


وعلى الرغم من أن بعض الناس تناقلوا بينهم، أنه غني شديد الغنى، حفر كل أرض كوخه وأودع دنانيره الفضية والذهبية هناك، غير أن الناس كانوا يبتسمون مشفقين، واستمروا يعطونه وهم يرثون لحاله.


وفي أحد الأيام كان أحد الفرسان تائهاً، جائعاً جداً وعطشاً، فلما أقبل على تلك القرية، كان متلهفاً للوصول إليها، وقد أسرع إلى أقرب بيت كان بابه إلى البرية، وعندما وصل إليه، أراد أن يترجل ليطلب حاجته من صاحبه، الذي كان الرجل البخيل نفسه، رآه البخيل فأسرع إليه يصيح به:


- لا تترجل يا رجل.. فليس في بيتي شيء أعطيه لك. لا طعام ولا شراب ولا حتى أعواد القش.


صُدم الفارس، وبان الألم والتعب الشديد في وجهه، ولأنه يكاد يهلك، فإنه لم يفتح فمه ولم يكلمه، بل لوى عنق فرسه ودخل القرية.. ووقف أمام أحد البيوت، وفوجئ تماماً بما حصل.

وما توفيقي إلا بالله
30 Jul 2008, 09:50 PM
قصة خالد وحبات التوت

كان خالد يزور جدته في العطلة الصيفية، وفي أحد الأيام، دعته ليذهب معها إلى السوق لشراء بعض الحوائج المنزلية، ففرح خالد بذلك فرحا عظيما، وفي وقت قصير كانا في طريقهما إلى السوق.

ودخلت الجدة إلى دكان البقالة فاستقبلها صاحبه بتحية حارة، فتقدمت منه الجدة وأخذت تطلب الحوائج التي تحتاج إليها، وكان خالد يجيل بصره هنا وهناك في الدكان، فيرى فيه كل ما لذ وطاب من الحلوى والفواكه، وكلها مرتبة ومعروضة بشكل جذاب، فهناك قناني الحليب، وصناديق الجبن والزبدة موضوعة في وعاء زجاجي كبير وعلى الرفوف كل أنواع العلب الملونة مرصوفة بطريقة رائعة.

وفي وسط الدكان كانت سلال الخضر كالجزر والفجل والقرنبيط، وإلى جانبها سلال الفواكه من كل ما تشتهيه النفس وتلذ له العين، لم يستطع خالد أن يدفع عنه كل هذا الإغراء لنفسه، فلم يشعر إلا ويده تمتد لتتناول حبة من التوت، وإذ به يسمع صوتاً من داخله يقول:

لا.. لا.. يا خالد إن عملك يعتبر سرقة، ليست الثمار لك، ولكن كان التوت شهياً، وكان خالد يحب التوت كثيرا، ولا يشبع حتى يأكل منه، وها هو الآن أمامه كميات كبيرة، فلماذا لا يأكل حبة واحدة منه ولهذا لم يسمع صوت ضميره، فمد يده وتناول حبة واحة وتذوقها، فكانت لذيذة جدا، فأخذ أخرى وكانت أيضا لذيذة.

وإذا كانت السلة ممتلئة، أخذ الحبة الثالثة والرابعة وأتبعها بالخامسة والسادسة، إلى أن أتى على كمية لا يستهان بها، وبينما هو مسرور بأكل التوت إذا به يسمع جدته تناديه بأن يستعد للذهاب، فقد اشترت كل ما أرادته.

فأسرع خالد يمسح يديه بثيابه، وينسل بين السلال إلى حين كانت جدته واقفة فسألته أن يحمل معها بعض الحوائج.
وفجأة نظرت الجدة إلى خالد وقالت له: (قف ياخالد وانظر إلي).
فتطلع إليها وحاول أن يظهر بمظهر البريء الذي لم يفعل شيئا خاطئا، فسألته:
(ما هذه العلامات السوداء التي أراها على وجهك يا خالد؟).
- أية علامات سوداء؟
- تلك التي أراها حول فمك، ليست سوداء تماما، بل هي سوداء تميل إلى الحمرة.
- لا أعلم.
- لقد أكلت توتا يا خالد.. أليس كذلك!
- نعم أكلت حبة أو حبتين.
- وأين وجدت التوت؟
- في الدكان.
- هل سمح لك صاحب الدكان بأكله؟
- كلا.
- إذن أخذته دون إذن؟
- نعم.
- إذن كنت ولداً شريرا يا خالد فإنني أخجل منك ومما فعلت.

لنرجع الآن إلى البيت، وهناك نعمل على حل المشكلة.
وفي البيت أجلست الجدة خالدا في حجرها، وأخذت تشرح له الخطأ في أخذ ما هو للغير ثم قالت له: أمامك الآن أمران لإصلاح ما ارتكبه من الخطأ وللتكفير عما تناولته من حبات التوت الحرام، أولهما أن تسال الله أن يسامحك على ما اقترفته من خطيئة، والثاني أن تعود إلى البقال، وتدفع له ثمن التوت).

فأجاب خالد باكيا: يسهل علي أن أطلب الصفح من الله، ولكن من الصعب علي الذهاب إلى البقال.
- أعرف أنه صعب عليك ذلك، ولكن هذا ما يجب أن تفعل، فأذهب إلى صندوق توفيرك الآن، وأخرج منه ما معك من نقود.
- هل أدفع من مالي الخاص ثمن التوت؟
- بالتأكيد هذا ما يجب أن تفعل.
- ولكن لن تبقى معي نقود غيرها.
- ذلك لا يهم، مع أنني لا أعتقد أن ثمنها يذهب بكل ما معك من نقود، إلا أنك يجب أن تدفع، ربما الثمن خمسة قروش.
- مسح خالد دموعه بظاهر يده، وسار وهو يمسك النقود بيده يقدم رجلا ويؤخر أخرى حتى وصل إلى الدكان، فدخل وقلبه ينبض خجلا، سأله البقال: لماذا رجعت؟
- هل نسيت جدتك شيئاً؟
أجاب خالد، كلا، أنا الذي نسيت.
- ماذا نسيت؟
- يا عمي! أرجوك.. أرجوك.
- نسيت أن أدفع لك ثمن التوت الذي أكلته، وقالت جدتي إن ثمنه خمسة قروش ولهذا أحضرت لك الثمن، ثم وضع خالد الدراهم على الطاولة ورجع راكضا، ولكنه سمع صوت البقال وهو ينادينه، ارجع يا خالد، ارجع قليلاً.
- رجع خالد ببطء كأنه ينتظر توبيخاً من البقال الذي قال له قد نسيت شيئا يا خالد( وناوله كيسا من الورق في داخله شيء.
- هو لك على كل حال، تأكله مع عشائك.
- ظن خالد أنه رأى دموعاً في عيني البقال، ولكنه لم يعلم السبب، ثم أطلق ساقيه للريح حتى بلغ البيت، وهناك قال لجدته:
- انظري ما أعطاني البقال، فرأت في الكيس قطعا من الشوكولاتة، ثم قالت: (أرأيت كيف سر البقال من أمانتك؟).
- هذا يا حبيبي، أفضل ما يجب أن يفعله الإنسان في حالة كهذه

وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:12 PM
صياد العصافير


قبل مئات السنين، عاش في المدينة الخضراء رجل عجيب اتخذ من صيد العصافير مهنة له،


فتفنن في ابتداع طرق ووسائل صيدها، وعرفه جميع الناس وذاع صيته، وسمع به الكثيرون في مدن كثيرة، وسموه صياد العصافير. ثم شاع هذا الاسم الجديد حتى نسى الجميع اسمه الحقيقي.
كان يصطاد أعداداً كبيرة من العصافير كل يوم، ولم يكن هناك أحد يعرف ماذا يصنع بها؟!
كيف يبيعها؟ وأين؟ لكن الناس في المدينة الخضراء تنبهوا إلى أمر غريب كان عليهم أن يتوقعوه: هو أن عدد العصافير بدأ يقل في المدينة، وصار من النادر والمفرح أن يرى الإنسان عصفوراً على غصن شجرة أو واجهة بيت أو في فناء منزل، لكنهم لم يكترثوا كثيراً حتى بعد أن تنبهوا، فما دخل العصافير في حياتهم؟!
غير أن الأولاد والصبيان في المدينة الخضراء أحزنهم هذا الأمر، ومن دون وعي أو قصد، صاروا يشيرون قافزين مبتهجين فرحين كلما رأوا عصفوراً في مكان، ثم أخذ الأولاد يتحركون من مكان لمكان من أجل رؤية عصفور كان يطير مرعوباً من فرط وحشة المدينة التي تخلو من جماعة العصافير، حتى إن العصفور الوحيد كان يصيح خائفاً مستنجداً لعله يسمع صوت آخر، وإن كان في آخر المدينة.
وهكذا صارت العصافير الوحيدة تطير من مكان لمكان حتى يجتمع اثنان أو ثلاثة منها، ومع هذا كله لم يهتم الناس الكبار ولم يكترثوا..
وكان صياد العصافير يتبعها، ويصيد تلك الفرادى الحزينة المستوحشة، فإذا صادف أن رآه مجموعة أولاد، فإنهم يسرعون لكي يدفعوا العصفور للطيران والابتعاد عن مكان الصياد، أو يزعقون ويصيحون ليغطوا على صوت نداءاته المرتاعة الفزعة، فلا يسمعها الصياد..
ثم جاء ذلك اليوم، وساد سكون خاص زاد من حزن الأولاد وشعورهم بالوحشة والخوف، فقد خلت المدينة من أي عصفور، ولم يعد يرى رفيف جناح أو صدى زقزقة، ويوماً وراء يوم كان الناس ماضين في حياتهم وأعمالهم، لا شأن لهم بالعصافير وصياد العصافير.
لكن.. شيئاً فشيئاً، ووقتاً وراء وقت، شعر الناس بوجود شيء غريب في المدينة.. كان هناك ما تغير فيها.. صار الناس يحسون به ولا يعرفونه، وتنبه واحد منهم إلى وجود بعوض، وتنبه آخر إلى وجود حشرات أخرى طائرة أو زاحفة، والأكبر من هذا أن مجموعات كبيرة من الجراد بدأت تظهر في المزارع والمراعي والبساتين والحقول، وصارت الحياة أكثر صعوبة مما توقعه الجميع، فقد لاحقت أعداد البعوض والذباب الناس في داخل بيوتهم وحجرات نومهم، وزحف الجراد إلى كل مكان فيها، وضج الناس من الشكوى، وطلب الجميع الحل..
كان صياد العصافير قد انتقل إلى مدينة الفيحاء المجاورة، وتابع صيده للعصافير، لكن الناس فيها سمعوا ورأوا ما حل بالمدينة الخضراء، ولكي لا تصل حالهم إلى ما وصلت إليه حال تلك المدينة، قبضت شرطة مدينة الفيحاء على الصياد، وبدل أن يحاكموه أو يعاقبوه، رأوا أن يقوموا بتسليمه إلى رجال المدينة الخضراء.


كانت محاكمته من أكبر ما شهدته المدينة الخضراء من أحداث، إذ اجتمع الناس صغاراً وكباراً في مساحتها الكبيرة، وتقدم الأولاد ليحاكموه
وأروه مقدار ما ألحقه بهم من أذى.. وأبكاه ما رآه عليهم من حزن، وحاكمته النساء بسبب ما أحله من وحشة وسكون ثقيل في البيوت بعد صيده لعصافيرها، وحاكمه الرجال بسبب ما ألحقه في المدينة الخضراء من أذى ودمار وخسارة، وحكموا عليه بالبقاء في أكثر مناطق المدينة جراداً وبعوضاً وحشرات وذباب، وتركوه مكشوف الجسم تحت رحمتها جميعاً.
كان الجميع يعرفون الحل، أن تعود العصافير تعشش وتزقزق وتطير في المدينة. لكن كيف؟؟
رأوا أن يجلبوا عصافير من مدن أخرى أو بلدان أخرى، ورأوا أن يجلبوا بيضاً ليفقس في المدينة فلا تعرف عصافيرها غيرها.. ورأوا...
لكن ولداً لطيفاً تقدم من الجميع، وفي يده قفص فيه عصفوران، ذكر وأنثى، وقال:
لديّ هذان العصفوران، كنت خبأتهما في بيتنا عن عيون الجميع حتى عن عيون أبي وأمي.
عندئذ تقدم حاكم المدينة الخضراء وحمل العصفورين بيديه كما يحمل أثمن شيء في مدينته كلها، ورفعهما عالياً، وأطلقهما في الريح.
والعجيب أن العصفورين طارا متسابقين، طارا وطارا حتى لفا المدينة كلها مرات من دون أن يهبطا أو يحطا في مكان ليستريحا، ثم غابا عن الأنظار تماماً وسط تهليل وتصفيق وفرح الجميع.
بعد سنين، عاد الأولاد يبتسمون، وعادت الأمهات تتنادى من داخل بيوتهن، وانشغل الرجال في أعمالهم، فقد امتلأت الأشجار والسطوح، وفناءات المنازل بالكثير الكثير من العصافير المزقزقة الوديعة، وقد عرف الجميع درساً كبيراً هو أن الله سبحانه وتعالى له حكمة بالغة في خلقه لمخلوقاته كلها!!.

وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:12 PM
كيـــــــــس الحلوى

في احدى الليالي جلست سيدة في المطار لعدة ساعات في انتظار رحلة لها .
وأثناء فترة انتظارها ذهبت لشراء كتاب وكيس من الحلوى لتقضي بهما وقتها
,
فجأة وبينما هي متعمقة في القراءة أدركت أن هناك شابة صغيرة قد جلست
بجانبها واختطفت قطعة من كيس الحلوى الذي كان موضوعا بينهما . قررت أن
تتجاهلها في بداية الأمر,, ولكنها شعرت بالانزعاج عندما كانت تأكل الحلوى
وتنظر في الساعة بينما كانت هذه الشابة تشاركها في الأكل من الكيس أيضا .
حينها بدأت بالغضب فعلا ثم فكرت في نفسها قائلة " لو لم أكن امرأة متعلمة
وجيدة الأخلاق لمنحت هذه المتجاسرة عينا سوداء في الحال " وهكذا في كل مرة
كانت تأكل قطعة من الحلوى كانت الشابة تأكل واحدة أيضا >وتستمر المحادثة
المستنكرة بين أعينهما وهي متعجبة بما تفعلة ,,ثم ان الفتاة وبهدوء
وبابتسامة خفيفة قامت باختطاف آخر قطعة من الحلوى وقسمتهاالى نصفين فأعطت
السيدة نصفا بينما أكلت هي النصف الآخر. أخذت السيدة القطعة بسرعة وفكرت
قائلة " يالها من وقحة كما أنها غير مؤدبة حتى أنها لم تشكرني ". بعد ذلك
بلحظات سمعت الاعلان عن حلول موعد الرحلة فجمعت أمتعتها وذهبت الى بوابة
صعود الطائرة دون أن تلتفت وراءها الى المكان الذي تجلس فيه تلك السارقة
الوقحة . وبعدما صعدت الى الطائرة ونعمت بجلسة جميلة هادئة أرادت وضع
كتابها الذي قاربت على إنهائه في الحقيبة , وهنا صعقت بالكامل حيث وجدت كيس
الحلوى الذي اشترته موجودا في تلك الحقيبة بدأت تفكر " يا الهي لقد كان كيس
الحلوى ذاك ملكا للشابة وقد جعلتني أشاركها به", حينها أدركت وهي متألمة
بأنها هي التي كانت وقحة , غير مؤدبة , وسارقة أيضا.كم مرة في حياتنا كنا
نظن بكل ثقة ويقين بأن شيئا ما يحصل بالطريقة الصحيحة التي حكمنا عليه بها
,ولكننا نكتشف متأخرين بأن ذلك لم يكن صحيحا , وكم مرة جعلنا فقد الثقة
بالآخرين والتمسك بآرائنا نحكم عليهم بغير العدل بسبب آرائنا المغرورة
بعيدا عن الحق والصواب. هذا هو السبب الذي يجعلنا نفكر مرتين قبل أن نحكم
على الآخرين ... دعونا دوما نعطي الآخرين آلاف الفرص قبل أن نحكم عليهم
بطريقة سيئة.

وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:12 PM
قصة صينية : قبل أن تقدم على فعل أي شيء عد في عقلك حتى خمسة وعشرون

يقال بأن رجل فقير تزوج من امرأة وأنجبا طفلا , فقرر الرجل السفر لطلب العيش , فاتفق مع امرأته على عشرين عاما من السفر , وإذا زادوا يوما واحدا فأن المرأة حرة طليقة تفعل ما تشاء ... واوعدته زوجته بذلك

وسافر وترك امرأته وولده الذي لم يبلغ شهرا واحدا

سافر إلى إحدى البلدان

حيث عمل في طاحونة قمح عند رجل جيد

وسر منه صاحب الطاحونة لنشاطه

وبعد عشرين عاما قال لصاحب الطاحونة :- لقد قررت العودة إلى البيت

لان امرأتي أوعدتني بأن تنتظرني عشرين عاما

وأريد أن أرى ما الذي يجري هناك

قال له صاحب الطاحونة :- اشتغل عندي عاما آخر .. أرجوك لقد تعودت عليك كما يتعود الأب على ابنه

قال الرجل :- لا أستطيع لقد طلبت الدار أهلها .. وحان الوقت كي أعود فقد مضى على غيابي عشرون سنة وإذا لم اعد إلى البيت هذا العام فأن زوجتي ستتركه فأعطاه صاحب الطاحونة ثلاث قطع ذهبية

وقال له :- هذا كل ما املك خذها فأنها ليست بكثيرة عليك

اخذ الرجل القطع الذهبية الثلاث واتجه نحو قريته وفي طريقه إلى القرية لحق به ثلاثة من المارة كان اثنان من الشباب والثالث رجل عجوز تعارفوا وبدأوا بالحديث بينما الرجل العجوز لم يتكلم ولو بكلمة بل كان ينظر إلى العصافير ويضحك

فسأل الرجل :- من هذا الرجل العجوز ؟

أجاب الشابان :- انه والدنا

قال الرجل :- لماذا يضحك هكذا ؟

أجاب الشابان :- انه يعرف لغة الطيور وينصت إلى نقاشها المسلي والمرح

قال الرجل :- لماذا لا يتكلم أبدا ؟

أجاب الشابان :- لأن كل كلمة من كلامه لها قيمة نقدية

قال الرجل :- وكم يأخذ ؟

أجاب الشابان :- على كل جملة يأخذ قطعة ذهبية

قال الرجل في نفسه :- إنني إنسان فقير هل سأصبح فقيرا أكثر إذا ما أعطيت هذا العجوز أبو اللحية قطعة ذهبية واحدة كفاني اسمع ما يقول واخرج من جيبه قطعة ذهبية ومدها إلى العجوز

فقال العجوز :- لا تدخل في النهر العاصف وصمت

وتابعوا مسيرتهم

قال الرجل في نفسه :- عجوز فظيع يعرف لغة الطيور ومقابل كلمتين أو ثلاثة يأخذ قطعة ذهبية

يا ترى ماذا سيقول لي لو أعطيته القطعة الثانية ...؟؟؟

ومرة ثانية تسللت يده إلى جيبه واخرج القطعة الذهبية الثانية وأعطاها للعجوز

قال العجوز :- في الوقت الذي ترى فيه نسورا تحوم اذهب واعرف ما الذي يجري وصمت

وتابعوا مسيرتهم

وقال الرجل في نفسه :- اسمعوا إلى ماذا يقول كم من مرة رأيت نسورا تحوم ولم أتوقف ولو لمرة لأعرف ما المشكلة

سأعطي هذا العجوز القطعة الثالثة .. بهذه القطعة وبدونها ستسير الأحوال

وللمرة الثالثة تتسلل يده إلى جيبه وألقى القبض على القطعة الأخيرة وأعطاها للعجوز

اخذ العجوز القطعة الذهبية وقال :- قبل أن تقدم على فعل أي شيء عد في عقلك حتى خمسة وعشرون وصمت

وتابعوا الجميع المسير ثم ودعوا بعضهم وافترقوا

وعاد العامل إلى قريته

وفي الطريق وصل إلى حافة نهر

وكان النهر يعصف ويجر في تياره الأغصان والأشجار

وتذكر الرجل أول نصيحة أعطاها العجوز له

ولم يحاول دخول النهر

جلس على ضفة النهر واخرج من حقيبته خبزا وبدأ يأكل

وفي هذه اللحظات سمع صوتا وما التفت حتى رأى فارسا وحصان ابيض

قال الفارس :- لماذا لا تعبر النهر ؟

قال الرجل :- لا أستطيع أن اعبر هذا النهر الهائج

فقال له الفارس :- انظر إلي كيف سأعبر هذا النهر البسيط

وما أن دخل الحصان النهر حتى جرفه التيار مع فارسه

كانت الدوامات تدور بهم وغرق الفارس

أما الحصان فقد تابع السباحة من حيث نزل

وكانت أرجله تسكب ماء

امسك الرجل الحصان وركبه وبدا البحث عن جسر للعبور

ولما وجده عبر إلى الضفة المقابلة

ثم اتجه نحو قريته

ولما كان يمر بال قرب من شجيرات كثيفة

رأى ثلاثة نسور كبيرة تحوم

قال الرجل في نفسه :- سأرى ماذا هناك

نزل عن الحصان واختفى بين الأشجار وهناك رأى ثلاث جثث هامدة وبالقرب من الجثث حقيبة من الجلد ولما فتحها كانت مليئة بالقطع الذهبية كانت الجثث قطاع طرق سرقوا في أثناء الليل احد المارة ثم جاؤوا إلى هنا ليتقاسموا الغنيمة فيما بينهم ولكنهم اختلفوا في الأمر وقتلوا بعضهم بعضا بالمسدسات

اخذ الرجل النقود ووضع على جنبه احد المسدسات

وتابع سيره

وفي المساء وصل إلى بيته

فتح الباب الخارجي ووصل إلى ساحة الدار

وقال في نفسه :- سأنظر من الشباك لأرى ماذا تفعل زوجتي

كان الشباك مفتوحا والغرفة مضاءة

نظر من الشباك فرأى طاولة وسط الغرفة وقد غطتها المأكولات

وجلس إليها اثنان الزوجة ورجل لم يعرفه

وكان ظهره للشباك

فارتعد من هول المفاجأة وقال في نفسه :- أيتها الخائنة لقد أقسمت لي بأن لا تتزوجي غيري

وتنتظريني حتى أعود

والآن تعيشين في بيتي وتخونيني مع رجل آخر ...؟؟؟

امسك على قبضة مسدسه وصوب داخل البيت

ولكنه تذكر نصيحة العجوز الثالثة أن يعد حتى خمسة وعشرين

قال الرجل في نفسه :-سأعد حتى خمسة وعشرين وبعد ذلك سأطلق النار

وبدأ بالعد واحد ... اثنان ... ثلاثة ... أربعة ...

وفي هذه الأثناء كان الفتى يتحدث مع الزوجة ويقول :- يا والدتي سأذهب غدا في هذا العالم الواسع لأبحث عن والدي كم من الصعوبة بأن أعيش بدونه يا أمي

ثم سأل :- كم سنة مرت على ذهابه ؟

قالت الأم :- عشرون سنة يا ولدي

ثم أضافت :- عندما سافر أبوك كان عمرك شهرا واحدا فقط

ندم الرجل وقال في نفسه :- لو لم اعد حتى خمسة وعشرون لعملت مصيبة لتعذبت عليها ابد الدهر

وصاح من الشباك :- يا ولدي . يا زوجتي . اخرجوا واستقبلوا الضيف الذي طالما
انتظرتمـــوه

وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:13 PM
الغولة


كان يا مكان في قديم الزمان >> كان لامرأة سبعة أولاد، وكانوا يتمنون أن ترزق أمهم أختا لهم، تعينها على أعمال البيت، ويفرحون بها.
وكانت الأم ذات يوم توشك أن تلد من جديد.
خرج الأبناء للصيد بعد أن اتفقوا مع أمهم أنها إذا أنجبت ولداً أن تعلق بندقية عند مدخل البيت، وإذا أنجبت بنتا أن تعلق المنخل، حتى يعرفوا ماذا وضعت قبل أن يصلوا إلى البيت.
خلال النهار وضعت الأم بنتا جميلة، وعلقت على الباب بندقية بدلا من المنخل. وفي المساء لما رأى الأولاد البندقية، اعتقدوا أن أمهم وضعت ولدا وقرروا أن يقوموا برحلة كانوا فكروا بها قبل فترة. ويبدو أن البلد التي سافروا إليها أعجبتهم فعاشوا فيها ولم يعودوا إلى بلادهم.
كبرت البنت وأخذت تسأل عن إخوتها السبعة الذين سمعت عنهم ولم ترهم، وكم كانت تتمنى عودتهم.
وذات يوم ذهبت البنت إلى الفرن لتخبز قرصة صغيرة. وفي طريق عودتها سقطت القرصة من يدها وأخذت تتدحرج والبنت تجري وراءها حتى استقرت بباب بيت، فدخلته ورأت أن المكان مهمل وقذر، فرتبت الثياب والفراش، وأعدت الطعام، وملأت الجرة بالماء، ثم اختبأت وراء الفراش.
جاء الأولاد، فدهشوا لبيتهم المرتب ولرائحة الطعام الشهي. فقالوا: لا بد أن في البيت امرأة.
وصاح أحدهم: يا من رتبت البيت.. لا تخافي.. لن نؤذيك.. أخرجي، فنحن نريد أن نراك ونشكرك.
خرجت البنت من مخبئها، وحكت للأولاد قصتها. فقال احدهم: والله هذه أختنا.. ما اسم أمك يا بنت؟ قالت فلانة..
وما اسم أبيك؟ قالت: فلان..
فتأكدوا أنها أختهم، فبقيت معهم تعتني بهم وتقوم بكل ما يحتاجون إليه. وذات يوم، كانت الصبية تجلس إلى جوار النار تأكل حبة فاكهة وبجوارها قطتها. فقالت لها القطة: أطعميني مما تأكلين وإلا أطفأت النار. فقالت لها الصبية: لقد أكلت آخر قطعة منها ولم يبق معي شيء. فأطفأت القطة النار. ولم يكن لدى البنت ما تشعل به النار، فبدأت تبحث عن شيء توقد به النار، فرأت في الجبل المقابل نارا، فذهبت إليها.
لما وصلت المكان، وجدت غولاً كبيراً قد أشعل شجرة ليشوي عليها بقرة ليأكلها. فسلمت عليه البنت وطلبت منه شعلة نار. فأعطاها وعادت إلى منزلها. وتبعها الغول حتى يعرف بيتها.
وفي اليوم التالي، ذهب الغول إلى بيتها بعد خروج إخوتها، ودق الباب وطلب منها أن تخرج إصبعها ليمصه. فأطاعته، ومص قليلا من دمها. وصار يعود إليها كل يوم ويمص شيئا من دمها، حتى ضعفت. وسألها إخوتها عن سبب ضعفها، فحكت لهم حكايتها مع الغول. فقال الأخ الأكبر: سأبقى اليوم في البيت مع أختنا، اذهبوا أنتم للصيد. فذهب الإخوة وظل الكبير مختبئا خلف الباب.
جاء الغول كعادته، وطلب من البنت أن تمد إصبعها ليمص دمها، لكنها رفضت أن تفتح الباب وقالت له: لن أمد إصبعي. إن كنت قويا اخلع الباب. فخلع الغول الباب، فضربه أخوها بسيفه فمات، وجره الإخوة إلى الوادي.
كانت للغول أخت، أخذت تبحث عن أخيها، وتنكرت في شكل عجوز. وذات يوم لقيت الغولة البنت، وأخذتا تتحدثان، فأخبرتها البنت أثناء الحديث أن غولا كان يمص دمها كل يوم، وأن أخاها الأكبر قتله ورماه في الوادي. فكتمت الغولة ما في نفسها وقررت أن تنتقم.
وفي اليوم التالي تنكرت الغولة في ثياب أخرى وتظاهرت أنها تبيع الأحذية. فاشترت البنت سبعة أزواج منها لإخوتها. وبمجرد أن لبس إخوتها الأحذية تحولوا إلى ثيران.
فوجئت البنت بما حدث، وأخذت تبكي وتنوح، ولكن ذلك لم يغير من الأمر شيئا. فأخذت الثيران ومشت حتى بلغت قصرا عظيما جلست تستظل بظله.
رأتها خادمة القصر، فأسرعت تخبر سيدها عن الحورية الجالسة بقرب القصر. فأمر ألسلطان بإحضار البنت، فلما رآها أعجب بها وعرض عليها أن تتزوجه. فوافقت على شرط أن تبقى الثيران السبعة معها لأنها عزيزة عليها ولا تستطيع أن تفارقها. فوافق السلطان وتزوجا وهجر السلطان كل الناس. فأثار تصرفه غيرة زوجاته القديمات. فقررن أن يتخلصن منها.
وذات يوم كانت الصبية جالسة بجوار بئر وكان ابنها في حضنها، فدفعتها ضرائرها إلى الماء، فبلعها الحوت هي وابنها.
وكان السلطان يتجول في حديقة القصر، ومر بجوار الإسطبل فرأى الثور الصغير يبكي. فغضب لبكائه وأمر بذبحه. فصاح الثور: يا أختي، يا أختي، لقد أحضروا السكاكين لذبحي وهيأوا القدور لطبخي.
فردت عليه أخته وهي في بطن الحوت بصوت سمعه كل من في القصر: يا أخي الحبيب، أنا في بطن الحوت وابن السلطان في حضني.
أسرع السلطان ورجاله لإنقاذها وأخرجوها من بطن الحوت هي وابنها. وفرح السلطان بهذه الثيران التي كان أحدها سبب إنقاذ زوجته وابنه.
وذات يوم جاءت الغولة إلى زوجة السلطان على هيئة ماشطة وقامت بتمشيط شعرها، فتحولت إلى حمامة طارت في الفضاء. وبحث السلطان عن زوجته فلم يجدها. وذات يوم رأى السلطان ابنه يركض وراء الحمام ويحمل حبات من القمح في راحتي يديه ويطعم حمامة معينة.
فسأله السلطان: لماذا تطعم هذه الحمامة
فرد الولد: إنها أمي.
ضحك السلطان وأمسك بالحمامة، وصار يداعب ريشها، فاصطدمت يده بمشط صغير. ولما أخرج المشط من بين الريش انتفضت زوجته واقفة أمامه.
ذهل السلطان لما رأى، وسأل زوجته عن سر ما حدث، فقالت وهي تبكي: الغولة يا سلطان!! الغولة سحرت إخوتي ثيرانا.. وحولتني إلى حمامة.. الغولة تتبعني من مكان إلى مكان.
أمر السلطان عسكره بالبحث عن الغولة في كل مكان وإحضارها إليه. وعندما عاد العسكر بالغولة قال لها السلطان: أعيدي إخوة زوجتي كما كانوا وإلا أحرقتك.
رفضت الغولة. فأخذ السلطان يهددها. وأثناء الكلام دخل أحد الحراس وقال: كنا نصب الماء على أحد الثيران فانقلب إلى شاب رائع الجمال.
فرح السلطان بالخبر، وفرحت الزوجة، وصبوا الماء على باقي الثيران فعادوا شبابا..
ونادى المنادي في عاصمة السلطان: من يحب السلطان وزوجة السلطان فليأت بحزمة حطب وشعلة نار.
فأشعلوا نارا عظيمة، وألقوا الغولة فيها لتحترق.

وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:13 PM
لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة

كان هناك رجل اسمه أبو نصر الصياد، يعيش مع زوجته وابنه في فقر شديد فمشى في الطريق مهموماً لأن زوجته وابنه يبكيان من الجوع فمر على شيخ من علماء المسلمين وهو "أحمد بن مسكين" وقال له: "أنا متعب فقال له: اتبعني إلى البحر.

فذهبا إلى البحر، وقال له: صلي ركعتين فصلي، ثم قال له: قل بسم الله، فقال: بسم الله... ثم رمى الشبكة فخرجت بسمكة عظيمة.

قال له: بعها واشتر طعاماً لأهلك، فذهب وباعها في السوق واشترى فطيرتين إحداهما باللحم والأخرى بالحلوى وقرر أن يذهب ليطعم الشيخ منها فذهب إلى الشيخ وأعطاه فطيرة، فقال له الشيخ: لو أطعمنا أنفسنا هذا ما خرجت السمكة.

أي أن الشيخ كان يفعل الخير للخير، ولم يكن ينتظر له ثمناً، ثم رد الفطيرة إلى الرجل وقال له: خذها أنت وعيالك.

وفي الطريق إلى بيته قابل امرأة تبكي من الجوع ومعها طفلها، فنظرا إلى الفطيرتين في يد الرجل. فسأل الرجل نفسه: هذه المرأة وابنها مثل زوجتي وابني يتضوران جوعاً فلمن أعطي الفطيرتين، ونظرا إلى عيني المرأة فلم يحتمل رؤية الدموع فيها، فقال لها: خذي الفطيرتين فابتهج وجهها وابتسم ابنها فرحاً.. وعاد يحمل الهم، فكيف سيطعم امرأته وابنه؟

خلال سيره سمع رجلاً ينادي: من يدل على أبو نصر الصياد؟.. فدله الناس على الرجل.. فقال له: إن أباك كان قد أقرضني مالاً منذ عشرين سنة. ثم مات ولم أستدل عليه، خذ يا بني 30 ألف درهم مال أبيك.

يقول أبو نصر الصياد: وتحولت إلى أغنى الناس وصارت عندي بيوت وتجارة وصرت أتصدق بالألف درهم في المرة الواحدة لأشكر الله.

وأعجبتني نفسي لأني كثير الصدقة، فرأيت رؤيا في المنام أن الميزان قد وضع. وينادي مناد: أبو نصر الصياد هلم لوزن حسناتك وسيئاتك، يقول فوضعت حسناتي ووضعت سيئاتي، فرجحت السيئات، فقلت: أين الأموال التي تصدقت بها؟ فوضعت الأموال، فإذا تحت كل ألف درهم شهوة نفس أو إعجاب بنفس كأنها لفافة من القطن لا تساوي شيئاً، ورجحت السيئات. وبكيت وقلت: ما النجاة وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: نعم بقت له رقاقتان فتوضع الرقاقتان (الفطيرتين) في كفه الحسنات فتهبط كفة الحسنات حتى تساوت مع كفة السيئات. فخفت وأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فأسمع الملك يقول: بقى له شيء فقلت: ما هو؟ فقيل له: دموع المرأة حين أعطيت لها الرقاقتين (الفطيرتين) فوضعت الدموع فإذا بها كحجر فثقلت كفة الحسنات، ففرحت فأسمع المنادي يقول: هل بقى له من شيء؟ فقيل: نعم ابتسامة الطفل الصغير حين أعطيت له الرقاقتين وترجح وترجح وترجح كفة الحسنات.. وأسمع المنادي يقول: لقد نجا لقد نجا فاستيقظت من النوم أقول: لو أطعمنا أنفسنا هذا لما خرجت السمكة .

وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:13 PM
الطالب الكهل

كان السكاكي في بداية أمره حدادا" ، فصنع ذات
يوم محبرة صغيرة من حديد وجعل لها قفلا" عجيبا"
وأهداها إلى ملك زمانه .
فلما أُحضر بين يدي الملك تعجب الملك من صنعته
ولكن لم يرّحب به كثيرا" ولم يحتف به كما
كان يتصور .
واتفق في هذا الوقت أن دخل رجل على الملك وكان
السكاكي حاضرا" ، فقام الملك احتراما" لذلك
الرجل وأجلسه في محلّه ، فسأل عنه السكاكي فقيل
إنه من العلماء
ففكر السكاكي في نفسه أنه لوكان من هذه الطائفة
لكان أقرب إلى ما كان يطلبه من الفضل والشرف
والقبول .
وخرج من ساعته لتحصيل العلوم وكان إذ ذاك قد
ذهب من عمره ثلاثون سنة .
وذات يوم قال له المدرس : لعلك في سن لا ينفعك
فيه التعلّم وأرى أن ذهنك لا يساعدك على
اكتساب العلم .
ثم أخد يعلّمه هذه المسالة
(قال الشيخ جلد الكلب يطهر بالدباغة ) .
فلما كان من الغد جاء السكاكي وطلب منه أستاذه
أن يعيد الدرس الذي قرأه بالأمس فقال السكاكي :
قال الكلب جلد الشيخ يطهر بالدباغة . فضحك منه
الحاضرون .
يئس السكاكي من نفسه وضاق صدره فخرج إلى
البراري والجبال فاتفق أن رأى قليلا" من الماء يتقاطر
من فوق جبل على صخرة صماء ، وقد ظهر فيها
ثقب من أثر ذلك التقاطر
فاعتبر بهذه وقال : ليس قلبي بأقسى من هذه الصخرة
ولا خاطري بأصلب منها حتى لا يتاثر بالدرس
والتحصيل ، ورجع ثانية إلى المدرسة بعزمه الثاقب
حتى فتح الله عليه أبواب العلوم والمعارف وحاز
قصب السبق على جميع أهل زمانه .

وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:14 PM
حصان أحد المزارعين


وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء الشديد من الألم
من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف سيستعيد
الحصان؟


ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة
استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج
إلى ردمها بأي شكل.


وهكذا، نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل
مشكلتين في آن واحد؛ التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف
.في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر

في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم
وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل من
الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره
!كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى

وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط
على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان
.من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام

وبالمثل، تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، فلكي تكون حصيفًا، عليك بمثل ما فعل الحصان حتى
تتغلب عليها، فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في طريق حياتنا، فلا تقلق، لقد تعلمت
توًا كيف تنجو من أعمق آبار المشاكل بأن تنفض هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع بذلك خطوة واحدة لأعلى





-: يلخص لنا الحصان القواعد الخمسة للسعادة بعبارات محددة كالآتي

اجعل قلبك خاليًا من الكراهية -

اجعل عقلك خاليًا من القلق -

عش حياتك ببساطة -

أكثر من العطاء -

توقع أن تأخذ القليل -

وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:14 PM
المزارع (معروف)


كان يا مكان في قديم الزمان

معروف فلاح يعيش في مزرعته الصغيرة على شاطئ أحدى البحيرات ، تعود على عمله الذي أخذه عن والده ، وهو حرث الأرض وزراعتها وريها..اعتبر هذا العمل خدمة لوطنه الغالي الذي أعطاه الكثير ول يبخل عليه بأي شئ ..وكان معروف يتسلى بمظهر البحيرة التي تعيش فيها مجموعة طيور الأوز والبط ، وكانت أشكالها الجميلة وسباحتها في البحيرة مما تعود أن يراه يوميا وهذه هي تسليته الوحيدة...إنه لا يعرف الكسل ، فهو منذ الفجر يستيقظ نشيطا متفائلا..ولما كان عمله بدنيا فقد ازدادت صحته قوة وصلابة ، وأصبح يضاعف العمل في مزرعته ، فعرف أن زيادة الانتاج دائما تأتي بالعزيمة والايمان.وذات يوم وهو في مزرعته أثناء قيامه بشق الأرض ، إذا بصوت خافت يأتي من خلفه ، فاستدار فإذا هو ثعبان ضخم، فتخوف الفلاح وأراد الفرار ، ولكن الثعبان قال له: قف أيها الفلاح وأسمع حديثي لعلك تشفق عليّ ، وإن لم تقتنع فلا عليك ، أتركني ومصيري

فصعد الفلاح على ربوة وبسرعة حتى جعل البحيرة بينه وبين الثعبان من بعيد ، فقال الثعبان :إنني لم أضر أحدا في هذه القرية وقد عشت فترة طويلة فيها ، وانظر ستجد أبنائي خلف الشجرة ينتظرون قدومي بفارغ الصبر وانظر الى الراعي يريد أن يقضي عليّ بفأسه فخبئني حتى يذهب وسوف لا تندم على عملك ، فنزل معروف وخبأه في مكان لا يراه ذلك الراعي الذي ظل يبحث عنه هنا وهناك وغاب الراعي عن الأنظار وكأنه لم يجد فائدة من البحث عن الثعبان حيث اختفى، ولما أحس الثعبان بالأمان أخذ يلتف على معروف الذي أمنه على نفسه ، وجد معروف نفسه في ورطة كبيرة ، فالثعبان السام يلتف حول عنقه ، وحتى الصراخ لو فكر فيه لن يفيده

فالمكان لا يوجد فيه أحد وخاصة أن خيوط الليل بدأت تظهر في السماء ، وأهالي القرية البعيدون عن كوخه ومزرعته تعودوا أن يناموا مبكرين ، ومن يغيثه من هذا الثعبان الذي يضغط على رقبته ويقضي عليه؟ وهل في الامكان لشخص ما أن يقترب؟المنظر رهيب ، وهل يصدق أحد أن أنسانا ما يسمع كلام الثعبان مثل معروف ويأمنه ويقربه اليه ؟ وهنا قال معروف للثعبان: أمهلني حتى أصلي - وفعلا توضأ وصلى ركعتين وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يخلصه من هذا الثعبان المخيف الرهيب بضخامته وسمومه القاتلة وبينما هو كذلك إذا بشجرة قد نبتت وارتفعت أغصانها وصارت لها فروع ، فتدلى غصن تحب أكله الثعابين وتبحث عنه ، فاقترب الغصن الى فم الثعبان ، فأخذ الثعبان يلتهم الغصن وماهي الا دقائق حتى إنهار الثعبان وسقط وكانت الشجرة عبارة عن سم ، فقتل ذلك الثعبان الذي لم يوف بعهده مع من حماه ، وفجأة اختفت الشجرة المسمومة وعلم معروف أن الله قريب من الانسان ، وانه لابد أن يعمل المعروف مع كل الناس ، ومع من يطلب منه ذلك

وما توفيقي إلا بالله
16 Sep 2008, 03:15 PM
حكاية من الصين .. زهرة ..أنقذت العائلة



جلست الصبية " زهرة الدراق" في حديقة منزلها بالقرب من الساعة الشمسية، ترسم لوحة جميلة لشجرة الدرق المنتصبة بالقرب من حقول الارز، كانت الارض من حولها قد حرثت و سويت حديثا تمهيدا لغرس نبات الارز اليانعة و قريبا ستنفجر المياه الرقراقة لتشق طريقها عبر قنوات المياه لتطفئ ظمأ الأرض العطشى.

ابتسمت " زهرة الدراق" و هي تتخيل و الدها و شقيقها " هاو " وقد غرست اقدامهما في الوحل وهما يغرسان نبات الارز اليانعة في الحقول، ولن يمضي بعض الوقت حتى تنمة النباتات و تزدهر و تصبح جاهزة للحصاد و يصبح بامكانهم شراء اطعمة لذيذة و ثياب جديدة.

سيهتف والدها قائلا: أتقنا العمل و ستتمكن يا " هاو " من متابعة دراستك هذا العام، ثم سيلتفت إليها قائلا: ساتمكن من شراء القماش الحريري الذي وعدتك اياه، بالاضافة الى الريشة الجديدة و الكثير من الالوان المائية.

فجأة استفاقت " زهرة الدراق" من تأكلاتها على صوت شقيقها " هاو " وهو يهتف متأملا لوحة شجرة الدراق المعروضة امامها: يا إلهي كم تبدو هذه الشجرة طبيعية لدرجة انه يخيل إليك أنك تستنشقين عطر زهرتها. صدق من قال ان اللوحة تعبر عن عشرة آلاف كلمة، فأنا لا أستطيع التعبير بالكلمات عن الجمال الذي تخطينه بريشتك.

احمر وجه " زهرة الدراق" وهزت رأسها بامتنان دون ان تنبس ببنت شفة.

وعلى حين غرة لاح والدها من بعيد وهو يلوح بيديه و يصرخ بغضب: ان المياه لا تتدفق من النهر الى القناة.

هرولت والدتها نحوه و هي تتمتم: هذا غير معقول، فلقد هطلت الامطار بشدة هذه السنة و مستوى المياه في النهر عال.

هتف شقيقها قائلا: لا نستطيع غرس نباتات الارز دون مياه.

اقشعر جسد "زهرة الدراق" على وقع صدى اصوات افراد عائلتها المضطربه، وتذكرت منذ سنتين خلت عندما نضبت مياه النهر، وقل منسوب الامطار، و اضطر اهل القرية للهجرة الى المدينة للبحث عن لقمة عيش، فحرمت " زهرة الدراق" عن متابعة هواية الرسم و انقطع شقيقها" هاو " عن الدراسة.

قال الولد وهو يلهث: إن جارنا الجديد غمر حقله بماء النهر و قام بغرس نبات الارز، لكنه مع ذلك لم يجر تحويل مياه النهر نحو حقلنا، وضرب يدا بيد بغضب و قال: ذهبت لاتفقد حقل جارنا فوجدت القناة التي تؤدي الى حقلنا مغلقة بإحكام، لقد جرت العادة، عبر الاجيال في هذه المنطقة ان يتم تحويل مياه النهر بعد الانتهاء من السقاية! ثم دخل الى البيت و اغلق الباب خلفه بغضب.

انتظرت " زهرة الدراق" شقيقها" هاو" طويلا و تهلل وجهها لدى رئيتها اياه و تباشير الفرح بادية على وجهه، قال لها مفتخرا بعمله: طرقت باب جارنا ففتح الباب رجل بدين ادعى ان صاحب المزرعة غير موجود، فكتبت له رسالة شارحا له المشكلة.

خرج الوالد على عجل و تسائل قائلا: هل شرحت لجارنا الامر؟

فرد " هاو " : لم اجد احدا لكنني تركت له رسالة.
وقف الوالد بقدمين متباعدتين، وصوب نظره نحو حقول الارز، وقال بصوت منخفض: لاشك ان كل شيء سيكون على ما يرام.

في تلك الليلة، استلقت " زهرة الدراق" على سريرها تراقب نور القمر المتراقص على ارض الغرفة و تتأمل حوادث اليوم و ما سيحمله اليوم التالي من مفاجآت

في فجر اليوم التالي، استيقظت " زهرة الدراق" و تناولت وجبة الارز مع افراد عائلتها، كان الظلام لايزال مخيما عندما غادر الوالد مع شقيقها " هاو " البيت متجهين نحو مزرعة جارهم. فجأة ترد الى سمعها صراخ و عويل فألقت نفسها بين ذراعي والدتها و أخفت وجهها بصدرها.

سرعان ما عاد والدها و شقيقها " هاو " وهما يتعثران و هتف الوالد: هاجمنا ثلاثة رجال اشداء و اوجعونا ضربا.

واضاف " هاو" : حاولنا ان نشرح لهم سبب دخولنا الى مزرعتهم لكنهم لم يعيرونا اذانا صاغية.
أطرقت الوالدة رأسها بيأس و تمتمت: سنبقى دون أرز هذه السنة.

ارتفع قرص الشمس في السماء و ضجت الحقول بالحياة إلا حقل عائلة " زهرة الدراق " الذي بقى خاويا.

التجأت " زهرة الدراق" الى اوراقها و الوانها المائية و امسكت باللوحة التي كانت قد رسمت عليها شجرة الدراق الجميلة يوم امس و رسمت شجرة دراق اخرى ملتوية الساق ذابلة في زاوية الصفحة، و بالقرب منها رسمت ارضا بورا و انتظرت بعض الوقت ريثنا تجف لوحتها ثم حملتها الى مزرعة جارهم الجديد و قلبها ينبض بشدة.

كان الجار جالسا في باحة المنزل، وبالقرب منه استلقى كلب صيد ضخم، تقدمت " زهرة الدراق " منه و الخوف يدب ي اوصالها وثدمت له اللوحة. نظر الجار اليها باستغراب و سألها: ماهذا؟ لكن "زهرة الدراق" التزمت الصمت

تأمل الجار اللوحة باعجاب وقال: يالها من لوحة جميلة يبدو انها تعبر عن معنى بين خطوطها.
فهزة " زهرة الدراق" رأسها بالايجاب

تأمل الجار اللوحة ثانية و اردف: يا لها من شجرة دراق رائعة، انها اكثر جمالا من شجرات الدراق التي تنمو في مزرعتي.
ثم نقل نظره الى زاوية اللوحة ليرى شجرة الدراق نفسها ملتوية الساق ذابلة بالقرب منها، امتدت ارض بور جافة، مرر الجار يده على ذقنه متأملا اللوحة و تسائل: لكن ما الذي اصاب شجرة الدراق و الارض الممتده من حولها.

حاولت " زهرة الدراق" التعبير عن افكارها لكنها اخفقت و ترقرقت الدموع في عينها.

تأمل الجار اللوحة ثم قال: فهمت القصة الان.. ستموت شجرة الدراق التي تنمو في منزرعتكم و سيتحول حقل الارز الى ارض بور لعدم توافر المياه .. هزت " زهرة الدراق" رأسها بالايجاب، فاردف الجار " لكن لماذا تطلعيني على هذه اللوحة، هل لعائلتي شأن بالامر؟

هزت " زهرة الدراق " راسها بالايجاب

تسائل الجار: هذا ما تضمنته رسالة شقيقك التي ارسلها لي؟

اومأ الجار رأسه بحزن: حدث سوء تفاهم بيننا بسبب جهلي فأنا امي لا احسن القراءة ، ولهذا السبب لم افهم فحوى رسالة شقيك، وبالتالي سبب اقتحام و الدك و شقيقك مزرعتي فجر اليوم.

صفق الجار بيديه فحضر رجل بدين شرح له الامر، وطلب منه تحويل مجرى النهر ثم اثنى على " زهرة الدراق" قائلا: احسنت صنعا بمجيئك الى هنا يا صغيرتي.

اسرعت " زهرة الدراق" الى المنزل لتجد حقول الارز قد غمرت بالمياه المتلألئة وسمعت " هاو " يصرخ فرحا: نحن جاهزون لغرس نبات الارز .. فجأة ظهر الجار مصطحبا ثلاثة رجال قاموا بمساعدو والدها و شقيها " هاو " بغرس نبات الارز، و اختلطت اصوات ضحكاتهم مع صوت الماء.

وفي المساء عندما عاد الوالد الى البيت ضم " زهرة الدراق" اليه و قال: كانت لوحتك تعبيرا عن الاف الكلمات

ابتسمت " زهرة الدراق" برقة و اسرعت لتساعد امها بتحضير العشاء و هي تدندن اغنية حلوة.

حنين الشوق
17 Sep 2008, 06:02 AM
•·.·°¯`·.·• ( باركــ., اللهــ., فيكمــ.,) •·.·°¯`·.·•