المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمراض و أضرار؟



moslmeh84
05 Apr 2004, 02:35 PM
<div align="center"></div>من المعروف في عالم البشر وجود الأمراض التي تصيب البدن أو النفس ، كما حدثنا القرآن عن أمراض قلبية معنوية وليست حسية ، بمعنى أن قلب المنافق صحيح وسليم من الناحية الوظيفية ولكنه مريض من ناحية أخرى والواقع أن دائرة المرض واسعة بالمعنى المعنوي فهناك أمراض اقتصادية وأمراض سياسية وأمراض إدارية والمرض يقصـــد به ( خلل يطرأ على الشيء يمنعه من أداء وظيفته الأصلية ) .

و كل مؤسسة وكل مجموعة صغيرة كانت أو كبيرة لابد لها من نظام تسير من خلاله إما بالفطرة والسليقة أو بالقوانين والمسؤوليات مهما كان هذا النظام بسيطا أو معقدا متطورا كان أو متخلفا .

وكلما كبرت هذه المؤسسات أو المجموعات زاد العبء الاداري فيها وأصبحت عرضة للأمراض الادارية وهي الخلل كما أسلفنا ، فإذا كان لهذه المؤسسات أو المجموعات فقه بالواقع وعقل راجح وبعد نظر سارعت لعلاج هذه الأمراض و تعديل الأوضاع حتى لايستشري المرض وتستفحل الأخطار ، وإذا غاب عنها الرشد والتوفيق فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وفيما يلي أورد بعض الأمراض الإدراية التي تسبب أضرارا واسعة وأسلط عليها الضوء قدر الإمكان والله المستعان .


<span style='color:darkblue'><div align="center">(من أكبر الخطأ أن تظن أنك بمأمن من الخطأ )</div></span>


وهذا الخطأ يمكن أن يصيب كل نظام إداري مهما كانت نوعيته أو مستواه ويؤدي إلى مهالك كبيرة وأضرار فادحة على مستوى الفرد والأمة ، وتختلف أطياف هذا المرض فهناك من يظن أن ماله ومستشاريه أو قوته البدنية أو الفكرية أو العسكرية أو علومه السياسية أو حنكته ستمنعه من الخطأ ، كما أن البعض يظن أنه إذا كان متدينا ويصلي ويصوم ويرفع لافتة الاسلام ويعمل في بعض المؤسسات الاسلامية أو قضى زمنا من عمره في خدمة الاسلام يظن أنه قد أصبح في مأمن من الخطأ وأن سجله الأبيض المشرق سينسحب على كل قرارته وتصرفاته فلا يشوبها شيء من الخطأ أو النقص ، وهذا من أكبر الأخطاء التي تفتك بالمؤسسات والمجموعات ، وفي واقعنا المعاصر اليوم عشرات الأمثلة على هذا المرض فمعظم التيارات الاسلامية تحتكر الصواب وتظن أنها إذا رفعت شعارا اسلاميا أو تبنت نهجا اسلاميا فإنك ذلك يعني براءتها من الخطأ والنقص وأنها بمأمن من القصور والخلل ، وقد يصرح بعض هذه التيارات بأقوال مفادها الاعتراف بالخطأ والتقصير أو ماشاكل ذلك ولكن للأسف أغلبه مجرد كلام للتسويق وتجميل الواجهة وليس له واقع عملي يدعمه ويشهد له وليس له خطوات عملية تتبع الأقوال لتدارك الأخطاء وتصحيحها .


<span style='color:darkblue'><div align="center">( نتحدث عن عيوب الآخرين وليس عن عيوبنا )</div></span>

من العجائب التي تسترعي انتباه العقلاء أن التيارات والمؤسسات والمجموعات الفكرية والاسلامية وغيرها يقوم بعضها أو أغلبها بنقد الآخرين فقط وتأليف الكتب أو المقالات أو القاء الخطب والمحاضرات في بيان أخطاء هذه المجموعة أو تلك الجماعة وتوضيح انحرافاتها وما إلى ذلك ولكن كل ذلك يدور في دائرة واحدة وهو الحديث عن الآخرين فقط وابراز عيوبهم وانتقاصهم ، أما الحديث عن أخطاء النفس أو نفس المجموعة أو الجماعة أو المؤسسة التي ينتمي إليها فذلك نادر أو قليل جدا ولايسمح به بشكل طبيعي ، تماما مثل القنوات الفضائية التي تهاجم كل الدول وتظهر عيوب أنظمتها لكنها لاتتحدث أبدا عن عيوبها أو عيوب الأنظمة التي ترعاها وتوجهها ، وحتى إن وجد في هذه المؤسسات أو التيارات من يفعل ذلك فإنه يواجه بألوان من الحرب النفسية أو الحقيقية أو التحايل والالتفاف أو المكر والدهاء ولاتتاح له الفرصة ليصل إلى معلومات إضافية أو يتأكد من معلومات حصل عليها أو يبحث عن أمور مشابهة موجودة ولم يعلم بها بل توصد أمامه الأبواب وتسحب منه الصلاحيات ويوضع على القائمة السوداء فهو طالب فتنة وتبذل الجهودحتى لايتسرب ماقاله أو كتبه للآخرين ، فإن تسرب وظهر أنكرت تلك المؤسسة أو المجموعة كل ماقيل جملة وتفصيلا وأن الأمر مجرد اختلاقات وخلافات شخصية أو أحقاد أو يقوم شخص ما بتأليف كتاب مضاد أو إلقاء محاضرة مضادة أو ما إلى ذلك تنصلات وأعذار تتفتق عنها أذهان تلك المؤسسات والمجموعات ، كل ذلك المجهود يبذل ولا يبذل جهد واحد لمحاولة التأكد بصدق هل ماقيل موجود فعلا أم أن الأمر غير ذلك ؟

<span style='color:darkblue'><div align="center">غياب المحاسبة الداخلية</div></span>

تقوم المؤسسات المتفوقة ذات السمعة الحسنة والأداء الممتاز والتي هي على قدر المسؤولية بوضع أنظمة محاسبة متنوعة تكفل لها إظهار الأخطاء والنقص والانحرافات أيا كان مصدرها وتسارع إلى علاجها ووضع حدلها حتى يظل العمل متدفقا بفعالية وامتياز ، وهناك ألوان متنوعة من أنظمة المحاسبة في كل المجالات والاتجاهات بدءا من الفرد وانتهاء بالمؤسسات والدول ، والتجارب في ذلك كثيرة ومتنوعة ، ولكن الأهم منها أن تقتنع تلك المؤسسات والمجموعات اقتناعا فعليا بأن الخطأ والتقصير وارد في الأفراد والمجموعات مهما كان مستواهم ومكانتهم ، وبأهمية وجود أنظمة المحاسبة الفردية والجماعية داخلها وأن تكون هذه الأنظمة فاعلة وذات مصداقية وشفافية لتؤدي دورها المطلوب في استمرارية العمل وجودته والارتقاء به ، فإذا لم توجد هذه القناعة الحقيقية الفعلية عند أصحاب القرار في تلك المؤسسات والمجموعات فإن كل حديث أو إجراء يتخذ عن المحاسبة الداخلية يكون مجرد مكياج لتجميل الصورة اسمه النقد الذاتي.

<div align="center">( مكياج النقد الذاتي )</div>
وأمام الانتقادات وضرورة اصلاح الأوضاع وتبرم الأفراد يتولد خطأ آخر أسميه ( مكياج النقد الذاتي ) وهو ممارسة النقد الدخلي وبيان الأخطاء لكن بشكل نظري وغير مجدٍ ولا يؤدي إلى أي نتيجة ، فترى مدير المؤسسة يدعو إلى اجتماع لتقويم الأوضاع وإصلاح الاخطاء وعلاج الانحرافات ، ثم يتحول ذلك الاجتماع إلى حملة دعائية لمدير المؤسسة أو يتم تضييع الوقت في مناقشة أمور تافهة لاتقدم ولا تؤخر ولا تناقش الأمور الهامة أبدا أو تتحول الجلسة والاجتماع الى تبرير الاخطاء وأنها حدثت رغما عنا ولم يكن هناك مفر منها وتسويغ وقوعها والرضى بالواقع والصبر واحتمال الأذى والجندية والسمع والطاعة في المنشط والمكره وما إلى ذلك من تحايلات والتفافات لاتنتهي ومقولات في غير موضعها.....خلاصتها وجود النقد صورة وديكورا ومكياجا ، وانتفاؤه حقيقة وواقعا ، والأمثلة في الواقع بالعشرات وفي كل الطبقات والاتجاهات


<span style='color:darkblue'><div align="center">الشلة واللوبي</div></span>

ومن الطبيعي في حياة البشر أن المرء يتفق مع بعض الأفراد ويأنس لهم ويكون هناك نوع من الانسجام والتناغم الفكري بينه وبينهم ، ويظل الأمر طبيعا إذا كان على المستوى الفردي الذي يتحمل المرء تبعة تصرفاته ولكنه لايكون طبيعيا عندما يحاول مدير ما أو مسؤول ما أو موظف ما أن يحيط نفسه بالحاشية التي تروق له حتى وإن كانت غير مؤهلة ويبعد المؤهلين لأنهم ليسوا على مزاجه أو لاينتمون لعائلته أو لحزبه أو لشعبه أو مجموعته أو جماعته وإن كان ذلك على حساب مصلحة العمل أو المجموعة أو المؤسسة ، والخلل هنا أن توضع الاعتبارات الشخصية فوق مصلحة العمل وقد يحدث هذا أحيانا بصورة غير واضحة أو فيها نوع من المكر والكيد والدهاء حتى لايظهر أن في الأمر نوع من الاعتبارات الشخصية ، فترى بعض المؤسسات وقد سيطرت عليها عائلة معينة أو مجموعة متفقة فيما بينها ولايسمح لشخص آخر مهما كانت كفاءته أو مؤهلاته أن ينضم لتلك المؤسسة إلا إذا تحقق فيه الشرط الشخصي المطلوب والأمثلة في ذلك كثيرة والتاريخ على امتداده مليء بها وهل أوصلنا إلى هذا الدرك في مؤخرة المجتمعات إلا أمثال هذه الكبائر الإدارية .

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون

سنا البرق
05 Apr 2004, 04:55 PM
<div align="center">

السلام عليكم .


بوركــــــــــــــــــــــــــــتِ.</div>

moslmeh84
05 Apr 2004, 05:23 PM
و اياكى اختى

الحاج زاهر
05 Apr 2004, 07:18 PM
<div align="center">بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير اختي الكريمة / مسلمه
بحت ممتاز ومتكامل جزاكِ الله كل خير
وأدعوه سبحانه وتعالى أن يجعل لك من الأجر والمثوبة ما يثقل به ميزانكِ

أخوكِ في الله
الحاج زاهر

وفقنا الله لما فيه الخير والصلاح والفلاح

</div>

مطلع الفجر
05 Apr 2004, 10:31 PM
<span style='color:deeppink'><div align="center">بارك الله فيك moslmeh84

واحسن اليك على المشاركه الرائعه

وننتظر المزيد وفقنى الله واياكم الى
الى ما يحب ويرضى</div></span>

moslmeh84
06 Apr 2004, 12:16 AM
مطلع الفجرز.........الحاج زاهر

باراك الله فيكم واشكراكم على الرد

@@ بريق الألماس @@
11 Oct 2006, 04:47 PM
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووور