المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هنا تجد الغنائم ( اقبل يا عبد الله)



Albayaan
01 Apr 2004, 03:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين

اما بعد
اخوتي في الله
موضوعنا اليوم اخوانى شيق ومفيد للجميع ان شاء الله
ولكنى ارجو من الجميع ان يفكر جيدا فى كل كلمة يقراها ويستفيد منها جيدا لانها الحقيقة حقيقتنا نحن البشر ....
ما اشبه الانسان بالهلال يبدوا فى اول الشهر وليدا ثم يكبر حتى يبلغ اشده فى منتصف الشهر فيكون بدرا واضح الرؤية عظيم الفائدة وما يلبث كذلك الا ويعود الى الضعف والتراجع حتى يبلغ ارذل عمره قبل انصرام الشهر ، ثم ينطوى ويختفى ليظهر هلال شهر جديد وزمن جديد .

وكذلك الانسان
يولد صغيرا فقيرا حسيرا ثم يترعرع ويكبر حتى يبلغ اشده مرورا بمرحلة شبابه حتى اكتمال نضجه اذا بلغ اربعين سنة ، قال تعالى ( حتى اذا بلغ اشده وبلغ اربعين سنة ) الاحقاف : 15 ، ثم يعود الى الانحدار من جديد ليصل الى اخر محطة وهى محطة ارذل العمر ان كتب الله له بقاء حتى يصلها ، وهو فى هذه المحطة ينتظرقافلة هادم اللذات ليصحبهم الى تلك الدار التى يقصدها ( شاء ام ابي) فما هى الا عشية او ضحاها حتى يختفى هلال عمره ليهل عليه هلال عمر جديد وحياة جديدة لا يعلم تقديرها الا مقدرها عز وجل ، تلكم هى حياة البرزخ ( يأيها الناس ان كنتم فى ريب من البعث فإنا خلقنكم من تراب ) الحج : 22

والمتأمل فى عمر الانسان وعمر الهلال يدرك ان الايام والليالى هىالقاسم المشترك بين كل منهما وكل يوم يمضى عليهما لا يعود الى يوم القيامة ، ولذا حث الرسول على اغتنام العمر فقال صلى الله عليه وسلم ( اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ) رواه الحاكم وصححه الالبانى
فسماها النبى صلى الله عليه وسلم غنائم ، وكأن العبد فى حرب مع الزمن لان العلاقة بين هذه الامور المذكورة فى الحديث هى عامل الزمن فما بين الشباب الى الهرم زمن وما بين الصحة الى السقم زمن وما بين الغنى الى الفقر زمن وما بين الفراغ الى الشغل زمن وما بين الحياة الى الموت زمن ومجموع ذلك هو العمر فإما ان يغنمه وإما ان يحرمه فالشباب غنيمة ويفسده الهرم والصحة غنيمة ويفسدها السقم والغنى غنيمة ويفسده الفقر والفراغ غنيمة ويفسده الشغل بما لا ينفع والحياة غنيمة ويفسدها الموت فما اكثر الغنائم ولكن اين المغتنمون ؟؟؟
والغنائم كما وضحناها من قبل هى الشباب والصحة والغنى ووقت الفراغ والحياة ...
شبابك قبل هرمك

كم من شاب انفتل فى ريعان شبابه واصابته مقاتل اعجابه
لم يتذكر ان الموت يقطع كل لذة ويفسد كل متعة وان المنايا تخبط فى الناس خبط عشواء ، ومع ذلك فهو فى اللهو واللعب متمطيا كل ذلول وصعب فلم يشعر بنفسه الا والروح فى الحلقوم تغرغر والى من حوله ينظر هل من راقى فيرقيه او شاف فيشفيه
( وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل باشياعهم من قبل إنهم كانوا فى شك مريب ) سبأ : 54
وان كان ممن امهل حتى طال عمره وهو كذلك فى لهوه ولعبه فإذا الايام تنصرم والاعوام تندرس فما يدرك نفسه الا وهو فى غياهب الكهولة تهب عليه عواصف الهرم فحينئذ لا ينفع الندم ..

صحتك قبل سقمك
كم من صحيح معافى دهمه السقم قبل ان يتحصن منه فهو اما ان يكون ممن اصابته امراض البدن فلم يعد قادر على اداء المأمور به من العبادات وقد كان معافى فلم يبادر اليها فتمنى الا يكون قد فرط فى ايام عافيته ،
واما ان يكون ممن اصابه داء الغفلة فمرض قلبه حتى تراكمت الذنوب فصارت رانا لا يمكنه التخلص منه ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) المطففين : 14
فانى لمثل هذا ان يتدارك نفسه ( الا ان يشاء الله )قد اضاع عمره بين سيئات الامانى وردىء المعانى فما ادرك نفسه الا وهو صريع الفراش وقد باع نفسه للشيطان ببلاش
( ان تقول نفس يحسرتى على ما فرطت فى جنب الله وان كنت لمن السخرين او تقول لو ان الله هدانى لكنت من المتقين او تقول حين ترى العذاب لو ان لى كرة فاكون من المحسنين ) الزمر 56/58
غناك قبل فقرك
كم من غنى موسر غزته جيوش الفقر والفقاة قبل ان يملأ خزائن اخرته . لم يبال من اى مصدر جمع امواله وما ترك مصرفا من مصارف لذائذه وشهواته الان وانفق فيه الا مصارف البر والاحسان لم يكن لها نصيب من نفقاته وقد قال المعصوم صلى الله عليه وسلم ( لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسال عن اربع وذكر منها وعن ماله من اين اكتسبه وفيم انفقه ) رواه الترمذى وصححه الالبانى
فلم يشعر ذلك الغنى الا وهو بين براثن الفقر يقلب كفيه وهى خاوية وحاله كحال اصحاب الجنة ( انا بلوناهم كما بلونا اصحاب الجنة اذا اقسموا ليصرمنها مصبحين )

فراغك قبل شغلك
وكم من متفرغ من الاعباء والمسئوليات اوقاته واسعة والنعم بين يديه راتعة فلم يقدر لذلك قدرا ولم يعرف للنعمة عليه حقا بل اضاع اوقاته ما بين اللعب والطرب والسهر والسفر وقد انشغل بما لا يصلح وقتلته سهام الامانى ورماح التسويف وليت هذا وامثاله يستشعر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) رواه البخارى
وصدق القائل
ان الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء اى مفسدة
مر احد السلف على قوم يتسامرون فى مقهى قد علا ضحكهم وكثر لغطهم فتأوه وقال ( ليت ان الاوقات تباع وتشترى لاشتريت من هؤلاء أوقاتهم ) فمن حاله كذلك ولم يبادر الى التوبة النصوح لن يستفيق الا حين ينادى عليه
( كم لبثتم فى الارض عدد سنين ) المؤمنون 112

حياتك قبل موتك
كم من حى غزاه الموت قبل ان يغزو اليه ، اشتغل بدنياه وغرته الامانى فلم يستفد من حياته الا ما اكل فأفنى او لبس فأبلى ولم يفق الا وهو فى عسكر الموتى مرهون بعمله ولسان حاله يقول ( رب ارجعون لعلى اعمل صلحا فيما تركت ) المؤمنون 99/100 وما اكثر هؤلاء فى هذا الزمان اقوام هم فى عداد الاحياء وهم فى الحقيقة اموات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم فى الناس اموات

فيا شاب غره شبابه واهلكه اعجابه اما تعلم ان عاقبة الشباب الهرم اما علمت ان الموت بالمرصاد والمنايا تتخطف الاكابر والصغائر والاباعد والاقارب فما يدريك لعل الساعة الاتية ساعتك والمنية منيتك فليت شعرى ما الذى تتمناه وانت فى السكرات قد غشيتك العبرات . أأغنية تريد سماعها ام خمرة تدير كاسها ام بغية تفجر بها ام انك تريد ما قال ربك على لسان اولئك ( رب ارجعون / لعلى اعمل صالحا فيما تركت )

ويا شيخا أضاء الشيب طلعة محياه قد اسحيا الله منك فهل استحييت منه .
قد جاءتك نذر ربك فما عذرك من اولئك النذر اذا قيل لك ( اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ) فاطر 37
ام انت كما قال القائل :
شاب الصبا والتصابي بعد لم يشب وضاع وقتك بين اللهو اللعب
وشمس عمرك قد حان الغروب لها والفىء فى الافق الغربي لم يغب
كم ذا التخلف والدنيا قد ارتحلت ورسل ربك قد اوفتك فى الطلب

كيف سيكون لقاؤك لرسل ربك وما ردك عند طلبهم لك فوصيتى لك ايها الشيخ ان تستعد للقاء ما دمت فى البقاء واربط حزام الايمان لعلك تصل الى الله بامان

ويا فتاة فتنت بحسن طبيعتها وبهجتها وجمالها فتنت بالثياب وموضتها والشعور وقصتها والقنوات وفضيحتها والمجلات وخلاعتها .
ايسرك ان تلقى ربك هكذا
اما تذكرت حديث الكاسيات العاريات المائلات المميلات اللاتى لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .
اما تذكرت ان اكثر اهل النار من النساء فتتقى ذلك بالتوبة النصوح ؟
فشمرى يا اختاه ساعد الجد واعلمى ان الدنيا لاتدوم على حال وان الموت قد يحول بينك وبين الامال
وفقنى الله واياكى لصالح الاعمال

واخيرا اخى يرعاك الله
قبل رحيل هذا القلم اذكرك بالرحيل الاعظم واسال نفسك باى شىء تلقى ربك ؟؟
ما جوابك حين تقف امامه فيسالك (ياعبدى) الم اصح جسدك الم اطعمك واروك من الماء البارد . ؟
ما حيلتك حينا يقررك بذنوبك فتراها فى صحيفتك لم تغادر منها شيئا ؟؟
فوالله ان ذل ذلك الموقف وخجله لهو عذاب فى حد ذاته فكيف بجهنم اعذنا الله منها ؟
لكنى ازفها اليكم بشرى من لسان من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم حتى لا تقنط من رحمة ربك سبحانه فانه مع ذلك كله يضع كنفه على عبده فاذا قرره بذنوبه قال له عبدى سترتها عليك فى الدنيا وانا اغفرها لك اليوم

فهل لك اخى ان تراجع النفس قبل ان يضيق النفس وتعود الى ربك قبل ان يختم على قلبك
( كلا اذا بلغت التراقى / وقيل من راق / وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق / الى ربك يومئذ المساق ) القيامة 26/30

وفقنا الله جميعا الى ما يحب ويرضي
اخوانى لقد نقلت اليكم درس رائع عن الغنائم التى يمتكلها كل شخص فينا ولكننا لا ندرك قيمتها ارجو ان تكون قد وضحت فانا وجدت هذا الدرس الرائع من كتابات الشيخ سعيد بن احمد القحطانى واتمنى ان تعوا هذا الدرس جيدا بارك الله فيكم اخوانى ارجو ان تنشروها بينكم حتى يستفيد الجميع

اخوكم في الله

أبو بدر 1
01 Apr 2004, 04:02 PM
<div align="center">Albayaan
بارك الله فيك أخي على الغنائم القيمة التي غفل عنها أغلب الناس ..
وأسأل الله ان يجزي كاتبها وناقلها خي الجزاء ..
وبالتوفيق
. . .</div>

Albayaan
01 Apr 2004, 05:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأسأل الله ان يجزي كاتبها وناقلها وقارئها خيرالجزاء ..

بارك الله فيك على التعقيب اخي أبو بدر_1