أبو بدر 1
29 Mar 2004, 09:56 AM
غرائب وطرائف مرضى الاسنان
يأتيني احيانا الى العيادة شخص يركب سيارة فارهة ذات فخامة عالية واناقة متناهية نظيفة لامعة كالشمس الساطعة تأسر الالباب وتفتن الانظار وما إن يجلس على كرسي فحص الاسنان ويفتح فمه وإذا بك ترى العجب العجاب اسنان متسخة بشكل فظيع ومريع عليها الرواسب الجيرية المتلونة بالوان قاتمة واللثة لديه متورمة ومنتفخة ونازفة وتنطلق من الفم رائحة كريهة منتنة ويتألم من سنة المتكسر والمتفتت والذي يكاد يكون معدوما من كثرة التسوس الذي اتى على كل اجزائه وبعد الفحص ووضع التشخيص وتحديد مسار وخطة العلاج وتعيين الاجور اللازمة لانهاء العمل وإذا به يمتقع لونه ويبدأ في الجدال والمساومة لتخفيض الاجرة فأقول في نفسي ياسبحان الله!!! شخص يركب سيارة فارهة ويبخل على اسنانه التى هي اساس حياته في المطعم والمشرب والمنظر الحسن فيستكثر خمسين ريالا لعلاجها ويهتم بسيارته فينظفها ويلمعها وقد ينفق عليها شهريا اكثر من عشرين ريالا لقاء تحقيق المظهر الفاخر ويترك فمه واسنانه التى هي المدخل الرئيسي لبقية اجهزة الجسم جميعا متسخة ومتعفنة!!! ويضن عليها بعشرة ريالات فقط كل ستة اشهر وليس كل شهر لتنظيفها وتلميعها!!!
وقد يأتيني انسان آخر وقد تكون امرأة تلبس أفخر الثياب واغلاها وتكتسي بالحلي والجواهر الثمينة جدا وتضع اشكالا والوانا متعددة من المساحيق التجميلية ظنا بنفسها انها ستزداد جمالا وبهاء وتفوح منها العطور الفواحة الغالية الثمن وحينما تفتح فمها تجد الاهوال المخيفة داخلها اسنان معوجة مائلة منحرفة واسنان اخرى متكسرة ومتسوسة تعيد النظر في مظهرها الخارجي وتقارنه بمظهر فمها الداخلي تجد تناقضا عجيبا وغريبا وتتساءل كم من الوقت وكم من المال صرفته هذه المرأة على اصلاح شأنها الخارجي يوميا كي تبدو انيقة جذابة؟ !! وكم من الوقت وكم من المال تحتاجه لتصرفه على صحة اسنانها كل ستة اشهر وليس كل يوم علما بأن المفهوم الجديد في طب الاسنان الحالي هو زيادة الاهتمام بتجميلها بكافة الطرق بدءا بتعديل شكلها وجعلها تشابه الاسنان الطبيعية مائة بالمائة الى تبيضها وجعلها ناصعة البياض إلى ترميمها وحشو المتسوس فيها بالحشوات التجميلية الحديثة التي اصبحت تماثل لون الاسنان تماما بحيث تبدو وكأنها غير محشوة ومشابهة للاسنان الطبيعية بدون اي فروق اطلاقا الى تبديل الحشوات السوداء القديمة بحشوات بيضاء جديدة بحيث تظهر الاسنان وكأنها خالية من الحشوات بالرغم من انها مليئة بالحشوات ولكنها حشوات من نفس لون الاسنان كل هذه التطورات الجديدة في طب الاسنان يفترض ان تشجع وتحث المرأة التى يهمها اناقتها وجمالها ان تهتم بجمال اسنانها ايضا لانها جزء اساسي ومهم جدا في جمال الوجه فلن يبدو الوجه جميلا مهما وضع عليه من مساحيق التجميل المختلفة طالما كانت الاسنان غير جميلة وكذلك الشفاه التى تهتم المرأة كثيرا بوضع الطلاءات الغربية المتنوعة عليها لتبدو جذابة ومثيرة وذات فتنة طاغية فلن تكون كذلك طالما كانت الاسنان غير جذابة وغير متناسقة وغير جميلة.
التقيت في احدى المرات وقد كنت مدعوا الى مناسبة بشخص له مكانه طيبة فلفت نظري اثناء التعرف عليه والحديث معه ان اسنانه الامامية لها اشكال هندسية متنافرة ومتضاربة بل ومتصارعة بشكل مخيف ومرعب بدون مبالغة فأردت ان امازحه والاطفه فقلت له ان اسنانه لها شكل فريد ومميز فبادرني الى القول بسرعة وهو يعترف بهذا: نعم اسناني تشبه الدبابات الروسية الكاسحة المقاتلة ذات الشهرة الذائعة الصيت في قتالها في افغانستان وبدا في كلامه هذا وكأنه يتفاخر بها علما بأنه مجرد النظر الى اسنانه يثير الرعب والخوف لمنظرها الشاذ الغريب وتساءلت في نفسي كيف يقبل شخص وهو في موقع وظيفي هام ان يقابل شخصيات مهمة بهذا المظهر المنفر؟!! ألا يشعر بالخجل والحرج وهنا اردت ان استمر في مداعبته وان اطيب من خاطره كيلا اخدش شعوره فأخبرته انه من السهولة تعديل شكل الاسنان وان تتحول لى اسنان مماثلة للطبيعية.
توقعت منه ان يسر ويفرح بهذا الخبر وان يزيد من الاستفسار والاهتمام وان يبادر الى سلوك اول طريق العلاج ولكن للاسف كان رده جامدا وباردا وغير مبال بهذا المظهر غير اللائق لاسنانه وبحيث لا يختلف في ذلك عن رد واهتمام اي فرد من الناس العاديين سواء منهم من يعيش في الصحراء او في الريف او في المدينة ومما أكد لي عدم مبادلته اني رأيته مرة اخرى بعد مدة من الزمن في مناسبة احتفالية اخرى فكان مظهر اسنانه كما هو لم يتغير واعتقد انه لن يتغير.
هذه من اغرب الغرائب واطرف الطرائف ان تكون الثقافة الصحية السنية تكاد تكون متشابهة بين طبقات المجتمع دون اي تأثير لموقع الانسان الاجتماعي او الوظيفي او الثقافي.
د. موفق السباعي
<marquee>منقول للفائدة والمحافظة على الأسنان :D
</marquee>
يأتيني احيانا الى العيادة شخص يركب سيارة فارهة ذات فخامة عالية واناقة متناهية نظيفة لامعة كالشمس الساطعة تأسر الالباب وتفتن الانظار وما إن يجلس على كرسي فحص الاسنان ويفتح فمه وإذا بك ترى العجب العجاب اسنان متسخة بشكل فظيع ومريع عليها الرواسب الجيرية المتلونة بالوان قاتمة واللثة لديه متورمة ومنتفخة ونازفة وتنطلق من الفم رائحة كريهة منتنة ويتألم من سنة المتكسر والمتفتت والذي يكاد يكون معدوما من كثرة التسوس الذي اتى على كل اجزائه وبعد الفحص ووضع التشخيص وتحديد مسار وخطة العلاج وتعيين الاجور اللازمة لانهاء العمل وإذا به يمتقع لونه ويبدأ في الجدال والمساومة لتخفيض الاجرة فأقول في نفسي ياسبحان الله!!! شخص يركب سيارة فارهة ويبخل على اسنانه التى هي اساس حياته في المطعم والمشرب والمنظر الحسن فيستكثر خمسين ريالا لعلاجها ويهتم بسيارته فينظفها ويلمعها وقد ينفق عليها شهريا اكثر من عشرين ريالا لقاء تحقيق المظهر الفاخر ويترك فمه واسنانه التى هي المدخل الرئيسي لبقية اجهزة الجسم جميعا متسخة ومتعفنة!!! ويضن عليها بعشرة ريالات فقط كل ستة اشهر وليس كل شهر لتنظيفها وتلميعها!!!
وقد يأتيني انسان آخر وقد تكون امرأة تلبس أفخر الثياب واغلاها وتكتسي بالحلي والجواهر الثمينة جدا وتضع اشكالا والوانا متعددة من المساحيق التجميلية ظنا بنفسها انها ستزداد جمالا وبهاء وتفوح منها العطور الفواحة الغالية الثمن وحينما تفتح فمها تجد الاهوال المخيفة داخلها اسنان معوجة مائلة منحرفة واسنان اخرى متكسرة ومتسوسة تعيد النظر في مظهرها الخارجي وتقارنه بمظهر فمها الداخلي تجد تناقضا عجيبا وغريبا وتتساءل كم من الوقت وكم من المال صرفته هذه المرأة على اصلاح شأنها الخارجي يوميا كي تبدو انيقة جذابة؟ !! وكم من الوقت وكم من المال تحتاجه لتصرفه على صحة اسنانها كل ستة اشهر وليس كل يوم علما بأن المفهوم الجديد في طب الاسنان الحالي هو زيادة الاهتمام بتجميلها بكافة الطرق بدءا بتعديل شكلها وجعلها تشابه الاسنان الطبيعية مائة بالمائة الى تبيضها وجعلها ناصعة البياض إلى ترميمها وحشو المتسوس فيها بالحشوات التجميلية الحديثة التي اصبحت تماثل لون الاسنان تماما بحيث تبدو وكأنها غير محشوة ومشابهة للاسنان الطبيعية بدون اي فروق اطلاقا الى تبديل الحشوات السوداء القديمة بحشوات بيضاء جديدة بحيث تظهر الاسنان وكأنها خالية من الحشوات بالرغم من انها مليئة بالحشوات ولكنها حشوات من نفس لون الاسنان كل هذه التطورات الجديدة في طب الاسنان يفترض ان تشجع وتحث المرأة التى يهمها اناقتها وجمالها ان تهتم بجمال اسنانها ايضا لانها جزء اساسي ومهم جدا في جمال الوجه فلن يبدو الوجه جميلا مهما وضع عليه من مساحيق التجميل المختلفة طالما كانت الاسنان غير جميلة وكذلك الشفاه التى تهتم المرأة كثيرا بوضع الطلاءات الغربية المتنوعة عليها لتبدو جذابة ومثيرة وذات فتنة طاغية فلن تكون كذلك طالما كانت الاسنان غير جذابة وغير متناسقة وغير جميلة.
التقيت في احدى المرات وقد كنت مدعوا الى مناسبة بشخص له مكانه طيبة فلفت نظري اثناء التعرف عليه والحديث معه ان اسنانه الامامية لها اشكال هندسية متنافرة ومتضاربة بل ومتصارعة بشكل مخيف ومرعب بدون مبالغة فأردت ان امازحه والاطفه فقلت له ان اسنانه لها شكل فريد ومميز فبادرني الى القول بسرعة وهو يعترف بهذا: نعم اسناني تشبه الدبابات الروسية الكاسحة المقاتلة ذات الشهرة الذائعة الصيت في قتالها في افغانستان وبدا في كلامه هذا وكأنه يتفاخر بها علما بأنه مجرد النظر الى اسنانه يثير الرعب والخوف لمنظرها الشاذ الغريب وتساءلت في نفسي كيف يقبل شخص وهو في موقع وظيفي هام ان يقابل شخصيات مهمة بهذا المظهر المنفر؟!! ألا يشعر بالخجل والحرج وهنا اردت ان استمر في مداعبته وان اطيب من خاطره كيلا اخدش شعوره فأخبرته انه من السهولة تعديل شكل الاسنان وان تتحول لى اسنان مماثلة للطبيعية.
توقعت منه ان يسر ويفرح بهذا الخبر وان يزيد من الاستفسار والاهتمام وان يبادر الى سلوك اول طريق العلاج ولكن للاسف كان رده جامدا وباردا وغير مبال بهذا المظهر غير اللائق لاسنانه وبحيث لا يختلف في ذلك عن رد واهتمام اي فرد من الناس العاديين سواء منهم من يعيش في الصحراء او في الريف او في المدينة ومما أكد لي عدم مبادلته اني رأيته مرة اخرى بعد مدة من الزمن في مناسبة احتفالية اخرى فكان مظهر اسنانه كما هو لم يتغير واعتقد انه لن يتغير.
هذه من اغرب الغرائب واطرف الطرائف ان تكون الثقافة الصحية السنية تكاد تكون متشابهة بين طبقات المجتمع دون اي تأثير لموقع الانسان الاجتماعي او الوظيفي او الثقافي.
د. موفق السباعي
<marquee>منقول للفائدة والمحافظة على الأسنان :D
</marquee>