المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سامحيني ياشذا ...



سميرة امين
09 Jan 2007, 08:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم .. كنت أظن ان زمن الحب قد انتهى من دنيانا هذه , ذهب بقصصه الجميلة وأبطاله الذين نقشت أسمائهم على صفحات التاريخ .. كنت اظنه بقي مجرد كلمة في أبيات قصيدة قديمة نظمها شاعر عاش عمره بين سعادة بقرب حبيبته تارة وبين لوعة فراقها تارة اخرى ... بل تعجبون احبتي في الله لو قلت لكم انه في نظري على الاقل أعتبرته من أندر العملات في زمن لا يعترف الا بالماديات .. كنت اقول في نفسي مسكين ايها الحب لم تعد تمتزج بالنبضات ولا في بريق النظرات ... كنت وكنت وكنت حتى تبددت كل تلك الارهاصات .. يوم ان سمعت تلك الزفرات والاهات ... نظرت الى تلك الطفلة الكبيرة نعم وما أجمل تلك الطفولة الكامنة في داخل كلا منا تأملت في عينيها فتمنيت لو انني اقرا ما بها من الام واحزان ومشاعر حب وأشجان .. لست ادري لما اقتربت منها لأسألها عن قصتها دون ان أكترث من تطفلي ... لربما لانني شعرت بحاجتها الى ان تبوح لي لأستمع اليها واسطر على لسانها هذه القصة العجيبة ؟؟ او لعلها ارادت ان تخرج ما بقلبها من صرخات ونداءات لعلي اوصلها الى كل من له عقل وقلب ؟ وهأنذا استجيب لنداء قلبها وقصتها ..... ( مررت بأيام مليئة بالجراح والماسي والمسؤليات الحياتية التي انستني نفسي وجعلتني اسدل الستار على حياة ملؤها الحب والوئام , تولدت في داخلي قناعة أن الحب مجرد كلمة رنانة .. أو هو معزوفة في قيثارة .. فكم وكم اكتويت من جراحه .. حتى رايته نعم رأيته - رأيت ذاك الرجل الذي لم اكن اصدق ان يأتي في هذا الزمان رجلا رأيت فيه أبي بحنانه وحزمه وشدته وحبه وأخي الذي يغمرني بعطفه وتوجيهه ونصائحه وكم تعجبت وتساءلت ترى هل من المعقول ان تجتمع كل تلك الصفات في شخص واحد ؟ لا تسيئ الظن اخيتي فلست بمراهقه وليس هو بمن يهوى اصطياد قلوب النساء او خداعهن والا لما استحق احترامي وتقديري .. هذا الاحترام والتقدير الذي أوجده وفرضه بحسن تعامله وصدقه , نعم صدقه هذه الصفة التي افتقدتها لدى كثير وكثير ممن عرفتهم بل حتى من أقرب المقربين الي , لم اعلم ان دنياي مازالت بخير لتعرفني على مثل هذا الرجل بشهامته وأصالته والأهم من ذلك دينه وتقواه احسبه والله حسيبه مواقف كثيرة تعرضت لها وجراحا اليمة وجدته فيها نعم الاب والاخ .. ولأول مرة أشعر بالأمان معه . وتمضي الأيام ولم اكن اعلم انني على موعد مع الأقدار , على موعد مع نبضات حب طاهر عفيف نبض بداخلي وبداخله وكتم كلا منا عن الاخر, كتم عني مشاعره نبلا وشهامه فلم يكن بالذي يستغل ظروفي ويتراقص على جراحاتي .. كم هو مضحك مبكي لو تعلمين سبب كتمانه والذي اصلا رايته في مواقفه النبيلة التي قل ان توجد في هذا الزمان ... كان يراني ( بنت السلطان ) نعم بنت السلطان المدللة التي ليست من بلده وليست من مستواه المادي مع انها في الحقيقة لا تملك ريالا واحدا ... فروقا اجتماعية صورها له عقله الحكيم ليهتف في نفسه (من أنا لأفوز بتلك الحبيبة والتي لم اعرفها ولم تعرفني الا عن طريق صديقتها زوجتي والتي هي من اعز صديقاتها من انا لافوز بتلك الطفلة المدللة والمراة الناضجة الصامدة التي تلقت سهام الجراح الواحدة تلو الاخرى ومازالت صامدة ؟ ) لم يكن يعلم اني أحببته دون ان أهتم بفقره او وضعه .والسبب لأني لم اولد وفي فمي ملعقة من ذهب وانما اقدار الله جل وعلا هي التي جعلت لي الحياة او بالأصح صورتني له انني ( بنت السلطان ) وااااااااااه على بنت السلطان كم قاست وتجرعت من كؤوس الظلم وتمزق قلبها من الاحزان .. تمنى هو ان ينتشلني من احزاني وتمنيت انا ان يكون رفيق دربي وشريك حياتي وحبيب قلبي . حلمت وحلم هوبيوم يجمع بين قلبينا وحبنا الطاهر العفيف بشرع الله فاكون له الزوجة المحبة ويكون لي الزوج المحب . لأكون انا اما لطفل منه احمله بين أحشائي ويخرج الى الدنيا ثمرة حب صادق لا يشوبه مكر او خداع او كذب ؟؟ طفل صالح يكون كما قال عليه الصلاة والسلام ( اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلا ث وذكر منها ولد صالح يدعو له ) طفل يكون اخا لابنته الوحيدة يحتويها بحبه وحنانه ويكون سندا لها بعد الله ان جار عليها الزمان . اما هو ذاك الحبيب فكم تمنى ان يأخذني من يدي ويطير بها نعم يطير ويحلق ويشدو بألحان الحب التي بين جنبيه كيف والله عزوجل علمنا ان ندعو رجالا ونساء فقال جل وعلا ( ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما) - - - - - - -- - - - - -- - - - هاهي زوجته التي احبتني ايضا وهذا العجيب الذي لا يكاد يصدق لكنها الحقيقة .. أحبتني وطلبت منه ان يتزوجني ليظن ان قد أصابها شئ من الجنون , لكنها الزوجة المحبة الصادقة في حبها وتضحيتها في سبيل اسعاد زوجها وابنتها الوحيدة والتي تحرص ان تكون ام اخيها اما تثق هي في دينها وعقلها بل لم تتردد ان تخطبني بنفسها لزوجها .. زوجة تخطب لزوجها ؟؟ عبارة كنت اضحك متعجبة منها اتخذ القرار في ان يفاتحني في الامر خاصة بعدما عرف معدني واصلي واخلاقي وبساطتي وتاكد من صدق حبي له عن طريق زوجته فكم كانت الفرحة عندما طلبني حليلة له وذهب ليكلم والدي ولكن هذه الدنيا استكثرت علي هذه الفرحة ؟؟؟ هنا ظهر الحاجز الذي اصطدمت به الاحلام والامنيات... حاجز ظالم لم يعرف قيمة الحب بين قلبين او بالاصح مجتمع لايهمه سوى المظاهر .. انا لم يهمني المجتمع فلم يمد لي يده في يوم ان كنت اترنح من نزف جراحي لكنني لا اريد المشاكل لذاك الحبيب ولا اريد كلاما من انا س لا يدركون ان الانسان بقيمته وليس بماله ...خاصة وانه ليس من بلدي وعمله ليس له مكانه مرموقة فـأنا مرهفة القلب ومع ذلك اهون علي ان اموت الاف المرات ولا ان الشوكة تصيبه . فكم من الأحبة لم يقدر الله بجمعهم .. لاحظت ان والدي يحبه كثيرا ويسال عنه لكن مع ذلك لم اكن اشعر بانه سيوافق عليه .. لا أدري لما ضعفت وتملكني الخوف ليس لوضعي الاجتماعي فكلنا لادم وادم من تراب بل ان السعادة التي عشتها ولازلت اعيشها بجانبه لا تقدر بثمن ... لكن من فقدت الامان مثلي لا تستطيع ان تحرم من تحب من شعوره بالامان وكالعادة كان من الطبيعي ان ادوس على قلبي واضحي لاجل من احببته ويضحي هو ايضا ليكون كلامنا اخا للاخر رغم اصرارزوجته على ان يتزوجني .. اما شذا والتي ظننتي انني قد نسيتها في سطوري .. هذه الطفلة التي هي مشابهة تماما لوالدها هذه الطفلة البريئة التي كم وكم كنت اتمنى ان انجب لها اخا تلعب معه .. كم احببتها وتمزق قلبي لأجلها لكن مع الاسف لم استطع ان اكون شجاعة لانخذ القرار .. جاءت شذا بخجلها اراها وكأنني اراى والدها ناديتها لأقبلها وأضمها بكل قواي وانا ابكي واخفي دموعي حزنا وقهرا واشعر بداخلي ببريق من امل في ان الله يجمعني في يوم من الايام بوالدها زوجا لي بعد ان فات الاوان لكي اختاره لاكون لغيره ... أضمها واتاملها ولسان حالي يقول ( سامحيني ياشذا ) سامحيني لاني ضعفت ليس جبنا ياحبيبتي وانما انهكتني جراحي .. سامحيني \\ يابنة الغالي لم يقدر الله ان اكون زوجة لأبيك رغم حب امك لي واختيارها وموافقتها ان اكون شريكتها في والدك سامحيني ياشذا \\ لم يقدر الله لي ان انجب لك (محمد) ليكون اخا لك تلعبين معه وتمرحين .. سامحيني ياشذا \\ فلربما تجمعني الايام بابيك الذي احبني بكل جوارحه واحببته فمن يدري ... سامحيني ياشذا \\ واعلمي ان لك ابا واما هما مضرب المثل في التضحية والعطاء سامحيني \\ حبيبتي يابنة اغلى حبيب ولن افقد الامل في ان يجمعني الله به فلن انساه وهو صاحب الفضل علي بعد الله فكم ساندني وعلمني ووجهني وكان خير عون لوالدي سامحيني ياشذا \\ وعندما تكبرين غدا تذكي ان لوالدك حبيبة كل ذنبها انها من غير بلدته وموطنه احبها حبا طاهرا صادقا عفيفا بكل جوارحه , لكنها لم تكن منافسة لك ولا لأمك الغالية .. لا والله فما كان بظالم ولا ناكرا لعشرة امك فكم كان يذكرها بخير ويثني عليها ويمدحها على صبرها وحشن عشرتها سامحيني ياشذا \\ يوم ان كان القرار بيدي لكنني لم اقوى على اتخاذه سأظل اردد حبكم زرعا في القلب زرعناه وزروع القلب معمرة لن تذبل مهما سقناه ) وبعد احبتي في الله كانت هذه القصة على لسان من عاشتها بعد ان استاذنتها في كتابتها متسائلة الى متى تبقى الفوارق الاجتماعية والعادات والتقاليد حاجزا منيعا ؟ اترك لكم الاجابة ولا تتركوني من صالح دعائكم اختكم سميرة امين ...كاتبة وداعية ومغسلة اموات