المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تنام وأنت تتوسد الحزن وتستنشقه كالهواء



فلسطين المسلمة
04 Dec 2006, 11:08 AM
عندما تنام وأنت تتوسد الحزن وتستنشقه كالهواء


--------------------------------------------------------------------------------

عندما تنام وأنت تتوسد الحزن وتستنشقه كالهواء... يحوطك ويأسرك
ويسجنك وتتحطم أحلامك الواحد تلو الآخر، وتموت الأماني وتحتضر
كالكهل المثقل بالأمراض المستعصية الذي يتمنى الموت على انتظار الشفاء.
عندما تنام على أنشودة بكائك وتحتمي بالوسادة لتخفي بها ضعفك،
وتصحو من فرط ذلك الصداع الذي خلفه بكاؤك طوال الليل،
وتدعو ان تنقشع عنك الكآبة.. ولكنها أمنية عجزت ان تتحقق،
اليوم يلي الثاني والهم تراه مثلما هو متشبث بك كطفل
تائه ممسك بأول شخص يراه عند الضياع.
عندما ترى وجهك في المرآة ولا تجد في ملامحك سوى ملامح مرهقة
من البكاء وكثرة الهم وتتركها كما هي دون أي رتوش
أو مساحيق لتغطية تعبك وحزنك وألمك.
عندما تقرر الا تخفي حزنك ولا تكترث بما قد يقوله الناس،
فكم مللنا تصّنع السعادة ونحن لا نشعر بها،
وكم مللنا رسم ابتسامة رغم رفضنا من الداخل لها.
هل تعلم ان قمة الشجاعة ان تعلن حزنك وتكف عن مداراته؟
وهل تعلم ان تصنع السعادة وأنت في قمة الحزن هو من الأشياء الموجعة فعلاً؟
وهل تعلم اننا كلنا نحزن ولا يوجد شخص سعيد طوال الوقت،
حتى وان أظهر لك هذا فاعلم انه أكثر شخص يحتاج لأن يتكلم
ويعبر عن مكنونات نفسه ولكنه يفتقر الى الثقة بالغير ويخاف شفقتهم؟
ما العيب في ان تتكئ على ذراع اقوى من ذراعك ان شعرت بالضعف والوهن؟
ما العيب في ان تشكو ان شعرت بأن كثرة الصمت تقتلك وسبب في استمرارية حزنك.
في لحظات الألم والحزن المطلق دائماً نستبعد ان هناك من يستطيع مساعدتنا،
ونتصور ان همنا هو شيء فوق مستوى استيعاب البشر، ما هذا التشاؤم؟
لا تبالغ في لوم نفسك، كلنا بشر قابلون للكسر في لحظات الحياة القاسية،
فالفولاذ ليس معدننا، نحن في النهاية كتلة من المشاعر والعقل وفي حضرة المشاعر
يغيب العقل. ما أقسى الوحدة، لا تجعلها رفيقتك، فهي كالسم يسري بهدوء
ولا يتركك إلا للأوجاع تفتك بك بهدوء، وكأنك مسلوب الارادة عندما استسلمت لها.
أعلم كم هو صعب ان تفكر بعقلك عندما تحزن، ولكن تذكر من يحبونك،
وحاول الا تنظر الى كل البشر على أنهم أعداؤك. العالم ما زال مليئاً بالقلوب
الجميلة والمستعدة لنشر الحب والسلام على كل من يلجأ إليها،
وفي حياة كل شخص منا انسان هو الملاك المنقذ له وقت الهلاك..
قد يكون هذا الانسان شخصاً لم يخطر على بالك في يوم،
ولكنه ملاكك المنقذ في وقت الغرق.
يعلمك الحزن من هو صديقك الوفي والمستعد دائماً لمد يد العون،
وأنت في أعماق اليأس ولا يمل من تكرارك الشكوى.
الحزن يعلّم الكثير ولكن بقدر ما يفيدك يهدمك،
فهو سلاح ذو حدين، وأنت تستطيع ان تجعل
منه سيفاً يقويك أو خنجراً يقتلك.
ستتخطى الألم وتسترد عزمك والهمم،
ولا تيأس فالحزن هو الشيء الوحيد الذي يولد كبيراً ويصغر الى ان يتلاشى

nooory3
04 Dec 2006, 11:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله فيك أختي الفاضلة على ما كتبت وحقا الحزن أمره محير إن أردنا أن نبث شكوانا نتراجع خشية الشفقة وإن كتمناه نجد أنفسنا قد ضاقت عليها كل السبل فما يلجأ المرء وقتها إلى إلى البكاء وازدياد حدة الحزن لكن هناك أمر وللأسف الشديد كثير منا يغفل عنه

نعم الحزن أمر مقدر على كل البشر لا بد أن تمر بنا نوبات حزن لكن في هذه الحالة أليس من المفروض أن بنث الشكوى لمن يعلم سرنا ونجوانا ؟
أمعقول نبث أحزاننا وشكوانا لمن ليس بيدهم شيء ونغفل عمن بيده كل شيء ؟

حينما ابتلى سيدنا يعقوب عليه السلام بفقد ولديه ماذا قال ؟ ( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) نعم هنا تكون نقاط قوة المرء أو ضعفه ألتجيء للقوي لا للضعيف

للإمام الشافعي رحمه الله كلمات معانيها قمة في الروعة

دع الأيام تفعل ماتشاء = وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي = فما لحوادث الدنيا بقاء
ولا حزن يدوم ولا سرور = ولا يؤس عليك ولا رخاء
إذا ماكنت ذا قلب قنوع = فأ نت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا = فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن = إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين = فما يغني عن المرء الدواء
نسأل الله أن يجبر بخواطرنا جميعا وأن يجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وذهاب أحزاننا وجلاء همومنا وغمومنا إنه ولي ذلك والقادر عليه
عذرا على الاطالة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحلم
09 Dec 2006, 07:57 AM
الحزن
هو رد الفعل المباشر وغير المسؤول تجاه الافعال السيئة

والألم هو الذي يبقى في القلب ينير المشاعل في درب الحياة.

ويدفع الانسان الى البناء, بدلا من الياس والتدمير

الألم....انطباعة صادقة عن الحزن في النفس الانسانية

اما الحزن فهو ورم سرطاني ظاهر...دأبت شعوبنا على التظاهر به عندما عجزت عن استخدام آلامها

في بناء حاضرها وتغيير المحن التي نزلت بها



ولا تيأس فالحزن هو الشيء الوحيد الذي يولد كبيراً ويصغر الى ان يتلاشى


كلمات تستحق التأمل لروعتها
شكرا لهذا الحضور الرائع

ونتمنى ان يتحفنا هذا الاشراق دوما