المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى نقاطعهم



بدون إشكال
13 Nov 2006, 02:21 AM
والله إني أراهم يسيئون لحبيبنا ... فيقاطعهم الشعب .. وتمنع بضائعهم المحلات


ويمر الوقت ... فينسى بعض الشعب المقاطعة .. وتعود المحلات


فيكررون ما يفعلون .. فنقاطع ...

( وهنا تقل نسبة المقاطعين ) ..


ويمر الوقت فينسى البعض


فيكررون ما يفعلون ..!!


حتى إني اخشى أن يمر الوقت وتتعاقب

فعلتهم .. إلي درجة أن لا يقام لها وزناً

في الشارع


الإسلامي من كثرة تكرراها ..

فهل تلاحظ أن حماسة المسلمين


( واقصد الشارع الإسلامي )


هذه المرة .. كسابقتها ؟


و لا حول ولا قوة إلا بالله

بدون إشكال
21 Nov 2006, 03:34 AM
إنتشرت قبل فترة قائمة بالمنتجات الدنمركية ...


لا أجدها الآن !


هل يتفضل أحد بوضعها هنا ..


تذكيراً وتجديداً للعهد

بدون إشكال
22 Nov 2006, 02:49 AM
http://www.islamlight.net//images/stories/almagatah.jpg


رؤية في مقاطعة الدنمارك




شاهدت البرنامج الذي بثته قناة المجد الفضائية ( في الدائرة ) يوم الاثنين الموافق22/10/1427هـ وكان دفاع الضيف الواضح عن مقررات مؤتمر البحرين الداعية إلى إلغاء المقاطعة عن شركة آرلا الدانمركية


ورأيه المشكك في جدوى المقاطعة بصفة عامة،وقد رد عليه بعض المشايخ الفضلاء في مداخلات هاتفية أحسب أنها قد وضعت النقاط على الحروف، ومن هذا المنطلق لا أريد الدخول في معمعة تبادل الاتهامات والحكم على النوايا التي لا يعلمها إلا الله وحده وإنما أردت إيضاح بعض النقاط التي يقرها المنهج وأثبت التاريخ فاعليتها.
1-الدفاع عن نبينا صلى الله عليه وسلم من أوجب الواجبات على أئمة المسلمين وعامتهم وبجميع الوسائل المتاحة ومن أهمها المقاطعة الاقتصادية إذا لم تكن هي الأهم على الإطلاق،فكل فرد من أفراد الأمة يستطيع أن يأخذ قرار المقاطعة بنفسه ولن تستطيع أي قوة أن تمنعه من ذلك، ومن هنا تبرز أهمية المقاطعة.
2- شعوب أوربا الصليبية سيرت المظاهرات وطالبت حكوماتها بمقاطعة الدول التي قاطعت شعوبها المنتجات الدانمركية تضامنا مع الصحيفة التي أساءت لنبينا صلى الله عليه وسلم, هل يليق بالضيف الكريم أن يستكثر علينا هذه النسبة الساحقة التي صوتت لصالح المقاطعة ويصف المشاركين بالاستفتاء بأوصاف لا تليق بمكانته العلمية ولا بمركزه الاجتماعي كممثل لأحدى شرائح المجتمع.
3- لا يشك في جدوى المقاطعة إلا جاهل أو مكابر, وسأورد بعض النقاط التي تثبت صحة ما ذهبت إليه:
أ- قطع طريق تجارة قريش الشامية من قبل أبي بصير ومن معه من المسلمين, الأمر الذي جعل زعماء الكفار في مكة يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليطلبوا منه إلغاء أهم بند فرضوه على المسلمين في اتفاقية الحديبية وهو إعادة أي مسلم يهاجر هربا بدينة من مكة إلى المدينة إلى كفار قريش وبالمقابل لا يحق للمسلمين المطالبة بإعادة من يرتد من المسلمين ويذهب إلى قريش, فهذا البند الإستراتيجي الذي يعتبره القرشيون أهم مكاسبهم بالحديبية ما كان لهم أن يتنازلوا عنه لولا بركة المقاطعة التي فرضها عليهم أبو بصير وإخوانه رضي الله عن الجميع0
ب- منع الحنطة عن كفار مكة الذي فرضه عليهم ثمامة بن أثال مما أرغم رؤؤس الكفر بمكة على الذهاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عدوهم اللدود, ليرجونه بحكم قرابة النسب التي تربطهم به أن يتدخل لدي ثمامة ليسمح لهم باستيراد الحنطة من اليمامة0
ج- مقاطعة الهند بزعامة المهاتما غاندي للمنتجات الانجليزية في منتصف القرن المنصرم والتي نتج عنها انسحاب انجلترا من أهم مستعمراتها بالقارة الهندية0
د- بالوقت الذي تسير فيه المظاهرات في أوربا احتجاجا على مقاطعة المسلمين للدانمرك يصدر حكم إحدى المحاكم النمساوية بحبس المؤرخ البريطاني" ديفيد إيرفينغ" لتشكيكه في أرقام المحرقة اليهودية المزعومة, فتخرس عن التعليق على هذا الحكم الجائر جميع الألسن الأوربية التي كانت تهاجم المسلمين بسبب مقاطعة الدانمرك, ولا نشك أن علة هذا الصمت ومن قبله حكم المحكمة النمساوية هو المال اليهودي, فدول العالم بأسرها تخشى مقاطعة اليهود الاقتصادية.
4-أجمعت الأمة على الانتصار لنبيها صلى الله عليه وسلم بما تملك وتفاعل معها بعض التجار الغيورين إلا أن بعضهم ما لبث أن نكص على عقبيه تحت ذرائع ومبررات أوهى من بيت العنكبوت, وبدأ باستيراد كميات من منتجا ت الدانمرك ربما تفوق ما كان يستورده قبل المقاطعة وهذه النوعية من التجار قد ألحقت من الأضرار بمشروع المقاطعة ما لم يلحقه أقرانهم الذين رفضوا فكرة المقاطعة أصلا وذلك لكونهم فتوّا بعضد الأمة وفتروا عزائمها بتراجعهم عما تعهدوا به سابقا, لا سيما وأن لهم ثقلهم التجاري في سوق المستهلك الذي اكتسبوه من خلال الدعاية التي يبثونها لأنفسهم كانتمائهم الوطني ونظافة أسواقهم من بعض المواد المحرمة كالدخان وعرض بعض المجلات الخليعة, وبالتأكيد هذا لا يعفيهم من المسئولية فالأمة لا تلام إذا فرضت عليهم المقاطعة فليس من العدل مساواتهم بالتجار الذين لازالوا ثابتين على مواقفهم0
5- لن تخسر الأمة إذا لم تحقق المقاطعة أهدافها المعلنة وذلك للأسباب التالية:
أ- كونها تعبدية يثاب فاعلها بغض النظر عن النتائج الملموسة0
ب- ترسيخ مبدأ عقيدة الولاء والبراء في الأنفس والذي كاد أن يندثر0
ج- وحدة صف الأمة لأول مرة في تاريخها الحديث0
د- أثرها التربوي على النشء الذين زرعت في نفوسهم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم0
هـ- تحفيز طلبة العلم والكتاب على نشر سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبلاغ أشقياء الدانمرك ومن في حكمهم أن صاحب هذه السيرة يستحق أن تدافع عنه الأمة بالنفس والولد والمال ولا تأخذها في ذلك لومت لائم0
و- كشفت لعامة المسلمين الحقد الذي يكنه الصليبيون لهذا الدين وأهله0

هذا ما أردت إيضاحه على عجل والله أعلم وأحكم وبه المستعان0



شبكة نور الإسلام (http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=3540&Itemid=25)

بدون إشكال
22 Nov 2006, 04:06 AM
رزقنا الله حب نبيه وحسن اتباعه ظاهراً

وباطناً وحشرنا في زمرته مع الذين أنعم عليهم

من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين

وحسن أولئك رفيقا .

بدون إشكال
22 Nov 2006, 08:57 AM
http://www.no4denmark.com/ar/images/img/mohammed.jpg
http://www.no4denmark.com/ar/images/img/qat3ohom.jpg http://www.no4denmark.com/ar/images/img/qat3-denmark.gif http://www.no4denmark.com/ar/images/img/lahom.gif http://www.no4denmark.com/ar/images/img/maza-sanaqol.gifhttp://www.no4denmark.com/ar/images/img/lorbak.bmp

الكفراوى
22 Nov 2006, 02:40 PM
السلام عليكم يااخوانى الحمدلله مازالت المقاطعه مستمره بفضل الله ثم باصرارالغيورين والمحبين لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم واناألمس هذامن حركة السوق فالمسلمون عندهم وعى تام والحمد لله ام انكم لاتطمئنوا لمقاطعةالمسلمين الا اذا رفع كل مسلم لافته فى ذهابه وايابه مكتوب عليها (مقا___________________طع)اخوانى ان الدوله البغيضه الى انفسنا الدنيئهمارك انها تئن من المقاطعه ولكن ماذا نقول للاعلام المتخاذل العميل وجزى الله عزوجل كل من ساعد على تفعيل المقاطعهhttp://www.no4denmark.com/ar/images/img/qat3ohom.jpg

خادم بيوت الله
22 Nov 2006, 06:53 PM
رزقنا الله حب نبيه وحسن اتباعه ظاهراً




وباطناً وحشرنا في زمرته مع الذين أنعم عليهم




من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين


وحسن أولئك رفيقا .
اللهم امين...اللهم امين... اللهم امين

بدون إشكال
23 Nov 2006, 03:27 AM
http://www.islamlight.net/FileFree/arlaa.gif
بارك الله فيكم يا علماؤنا الأفاضل

ولتستمر المقاعه إلى أن يرث الله

الأرض ومن عليها

بدون إشكال
25 Nov 2006, 03:27 AM
خطبة جمعة : ((كل مصيبة تهون إلا السخرية بالرسول ))
عبدالله البصري

أما بعدُ ، فأُوصيكم ـ أيها الناسُ ـ بتقوى اللهِ ـ عز وجل ـ والتي لا تحلو الحياةُ إلا بها ، ولا يَدخُلُ الجنةَ إلا أهلُها \" أَلا إِنَّ أَولِيَاء اللهِ لاَ خَوفٌ عَلَيهِم وَلاَ هُم يَحزَنُونَ . الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ . لَهُمُ البُشرَى في الحَياةِ الدُّنيَا وَفي الآخِرَةِ ، لاَ تَبدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ، ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ \"


أيها المسلمون ، ومما أَبهَجَ القُلُوبَ وشَرَحَ الصدورَ ، وشمخَت به أُنُوفُ المؤمنين وأُرغِمَت أُنُوفُ الكافرين ، ما أَجمَعَ عليه جمهورُ المسلمين في مَشرقِ هذِهِ البِلادِ وغِربِها ، بل في كثيرٍ مِن بِلادِ الإِسلامِ ، مِن مُقَاطَعَةٍ لِسِلَعِ الذين استَهزَؤُوا بِرَسولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ وما كان ذلك بِغَرِيبٍ عَلَيهم ولا مُستَنكَرٍ مِنهم ، مَا كان مُستَكثَرًا منهم وما هو بِالكَثِيرِ ، في حَقِّ نَبِيِّهِم ورَسولِهِم وحَبِيبِهِم ، الذي بَعَثَهُ اللهُ نجاةً لهم وَرَحمَةً ، فَأَخرَجَهُم بِهِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ ، وَجعلَ بِعثتَهُ هِدايَةً لهم مِنَ الضَّلالَةِ ، وَبَصَّرَهُم بِنُورِ ما جاء بِهِ مِنَ العَمَى ، وكان عَزِيزًا عليه ما يُعنِتُهُم حَرِيصًا عليهم ، بِالمُؤمِنِين رَؤوفًا رَحيمًا ...
وَكَيفَ لا يَنتَقِمُ المُسلِمُونَ ولو بِالقَلِيلِ ممَّن استَهزَأَ بِهِ وَسَخِرَ منه ؟ كيف لا يَفدُونَهُ بِآبَائِهِم وَأُمَّهاتِهِم وَأَنفُسِهِم بَلْهَ أَموَالِهِم ، وهو الذي ما وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَمَا قَلاهُ ، شَرَحَ صَدرَهُ وَوَضَعَ وِزرَهُ ، وَرَفَعَ في العَالمين ذِكرَهُ ؟ كيف لا يَتَأَثَّرُونَ مِن أَجلِهِ وَتمتَلِئُ صُدُورُهُم غيظًا على مَن أَساءَ إليه ، وهو الذي سَخَّرَ اللهُ له مخلوقاتِهِ فَعَرَفَتْهُ وَهَابَتْهُ ، فَحَنَّ الجِذعُ بَينَ يَدَيهِ ، وَبَكَى الجَمَلُ شَاكِيًا إِلَيهِ ، وَسَبَّحَ الحَصَى بَينَ أَنَامِلِهِ ، وَسَلَّمَ عَلَيهِ الحَجَرُ وَالشَّجَرُ ، وَنَبَعَ المَاءُ مِن بَينِ أَصَابِعِهِ ، وَانقَادَت الشَّجَرَةُ في يَدِهِ ؟
إِنَّ ما حَدَثَ مِنَ المُسلِمِينَ ـ جزاهُمُ اللهُ خَيرًا عن نَبِيِّهِم ـ ما هو إلا تَعبِيرٌ عمَّا تُكِنُّهُ صُدُورُهُم مِن محبَّتِهِ ، وَإِيضَاحٌ لما تَنطَوِي عَلَيهِ قُلُوبُهُم مِن تَعزِيرِهِ وَتَوقِيرِهِ ، وذلك مِن صَرِيحِ الإِيمانِ ودلالاتِ كَمَالِهِ ، ولولا أَنَّ المُسلِمَ يُقَدِّمُ ما يُحِبُّهُ رَسُولُهُ على ما تُحِبُّهُ نَفسُهُ وتَشتَهِيهِ ، لما آمَنَ بِهِ تمامَ الإِيمانِ ، قال ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ : \" لا يُؤمِنُ أَحدُكُم حتى أَكونَ أَحَبَّ إِلَيهِ مِن وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجمعِينَ \" وقال ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ : \" ثَلاثٌ مَن كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمانِ : أَن يَكُونَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيهِ ممَّا سِوَاهما ، وَأَن يُحِبَّ المَرءَ لا يُحِبُّهُ إِلاَّ للهِ ، وَأَن يَكرَهَ أَن يَعُودَ في الكُفرِ بَعدَ إِذْ أَنقَذَهُ اللهُ مِنهُ كَمَا يَكرَهُ أَن يُلقَى في النَّارِ \"
ولمَّا قال عُمَرُ بنُ الخطابِ ـ رضي اللهُ عنه ـ : يا رَسولَ اللهِ ، لأَنتَ أَحَبُّ إِليَّ مِن كُلِّ شَيءٍ إِلاَّ مِن نَفسِي ، قال له ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : \" لا والذي نَفسِي بِيَدِهِ ، حتى أَكونَ أَحَبَّ إِلَيكَ مِن نَفسِكَ \" فقال عُمَرُ : فَإِنَّهُ الآنَ لأَنتَ أَحَبُّ إِليَّ مِن نَفسِي ، فقال له ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ : \" الآنَ يَا عمرُ \" وجاء رجلٌ إلى النبيِّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ فقال : يا رَسولَ اللهِ ، متى الساعةُ ؟ قال : \" وَيلَكَ ، وَمَا أَعدَدتَ لها ؟ \" قال : ما أَعدَدتُ لها إلا أَني أُحِبُّ اللهَ وَرَسولَهُ . قال : \" أَنتَ مَعَ مَن أَحبَبتَ \"
قال ابنُ رَجَبٍ ـ رحمه اللهُ ـ : محبَّةُ النبيِّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ مِن أُصُولِ الإِيمانِ ، وهي مُقارِنَةٌ لِمَحَبَّةِ اللهِ ـ عز وجل ـ ، وقد قَرَنها اللهُ بها ، وَتَوَعَّدَ مَن قَدَّمَ عَلَيهِما محبَّةَ شَيءٍ مِنَ الأُمُورِ المُحَبَّبَةِ طَبعًا ، مِنَ الأَقَارِبِ وَالأَموَالِ وَالأَوطانِ وَغَيرِ ذلك ، فقال ـ تعالى ـ : \" قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُم وَأَبنَآؤُكُم وَإِخوَانُكُم وَأَزوَاجُكُم وَعَشِيرَتُكُم وَأَموَالٌ اقتَرَفتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخشَونَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرضَونَهَا أَحَبَّ إِلَيكُم مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ في سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأتيَ اللهُ بِأَمرِهِ ، وَاللهُ لاَ يَهدِي القَومَ الفَاسِقِينَ \"
وَلمَّا عَلِمَ الصحابةُ بذلك وعاصروا رَسولَ اللهِ وَعَايَشُوهُ ، وَلامَسُوا نُزُولَ الوَحيِ عَلَيهِ ، وَجَاهَدُوا مَعَهُ وَصَحِبُوهُ حَضَرًا وَسَفَرًا ، وَعَلِمُوا مَن هُوَ رَسُولُ اللهِ حَقًّا وَصِدقًا ، كانت محبَّتُهُم له أَشَدَّ وَأَقوَى ، وَتَوقِيرُهُم له أَكمَلَ وَأَوفى ، وَتَعزِيرُهُم له أَسمى وَأَعلى ، أَحَبُّوهُ حُبًّا فَاقَ كُلَّ حُبٍّ ، وَوَدُّوهُ مَوَدَّةً غَلَبَت كُلَّ مَوَدَّةٍ ، فَآثَرُوهُ على النَّفسِ وَالوَلَدِ ، وَقَدَّمُوهُ على الآباءِ وَالأُمَّهَاتِ ، وَأَرخَصُوا مِن أجلِهِ الزَّوجَاتِ وَالضَّيعَاتِ ، وَفَارَقُوا لِصُحبتِهِ العَشَائِرَ وَالأَوطَانَ ...
وَهَجَرُوا المَسَاكِنَ وَالبُلدَانَ ، ووَدُّوا لو لم يُفَارِقُوهُ لحظَةً وَاحِدَةً ، وَضَرَبُوا في ذلك مِنَ الأَمثِلَةِ أَروَعَهَا ، وَسَجَّلُوا فِيهِ مِنَ المَوَاقِفِ أَصدَقَهَا ، وَكَانَت لهم مَعَهُ قِصَصٌ افتَخَرَ التَّأرِيخُ وهو يَروِيها ، وَابتَهَجَت كُتُبُ المَغَازِي وَالسِّيَرِ وهي تحكيها ، وَقَد كانت محبَّتُهُم له ـ صلى اللهُ عليه وسلم ظاهِرَةً لِلعيانِ ، أَدهَشَتِ العُقَلاءِ مِن أَعدَائِهِ ، فَشَهِدُوا بها وَأَبدَوُا استِغرَابَهُم منها ..
فها هو عُروَةُ بنُ مَسعودٍ الثَّقَفِيُّ ، وَقَد أَوفَدَهُ المُشرِكُونَ لِلتَّفَاوُضِ مَعَ رَسُول اللهِ في صُلحِ الحُدَيبِيَةِ ، يَقُولُ وقد عاد إلى أصحابِهِ : أَيْ قَومُ ، واللهِ لَقَد وَفَدْتُ على المُلُوكِ ، وَوَفَدْتُ على قَيصَرَ وَكِسرَى وَالنَّجَاشِيِّ ، واللهِ إِنْ رَأيتُ مَلِكًا قَطُّ يُعَظِّمُهُ أَصحَابُهُ مَا يُعَظِّمُ أَصحَابُ محمَّدٍ محمَّدًا ، واللهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلاَّ وَقَعَت في كَفِّ رَجُلٍ مِنهُم ، فَدَلَكَ بها وَجهَهُ وَجِلدَهُ ، وَإِذَا أَمَرَهُم ابتَدَرُوا أَمرَهُ ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كادُوا يَقتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصوَاتَهُم عِندَهُ ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيهِ النَّظَرَ تَعظِيمًا لَهُ ... رواه البخاريُّ ..
وَأَخرجَ الطبرانيُّ عن عائشةَ ـ رضي اللهُ عنها ـ قالت : جاء رجلٌ إلى النبيِّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ فقال : يا رَسولَ اللهِ ، إِنَّكَ لأَحَبُّ إِليَّ مِن نَفسِي ، وَإِنَّكَ لأَحَبُّ إليَّ مِن وَلَدِي ، وَإِني لأَكُونُ في البَيتِ فَأَذكُرُكَ فَمَا أَصبِرُ حتى آتِيَ فَأَنظُرَ إِلَيكَ ، وَإِذَا ذَكَرتُ مَوتي وَمَوتَكَ عَرَفتُ أَنَّكَ إِذَا دَخَلتَ الجنةَ رُفِعتَ مَعَ النَّبِيَّينَ ، وَإِني إِذَا دَخَلتُ الجنةَ خَشِيتُ أَلا أَرَاكَ ، فَلَم يَرُدَّ عليه النبيُّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ شَيئًا حتى نَزَلَ جبريلُ ـ عليه السلامُ ـ بهذِهِ الآيةِ : \" وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنعَمَ اللهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا \" رَضي اللهُ عن هذا الصحابيِّ ما أبينَ محبَّتَهُ وَأَوضَحَ مَوَدَّتَهُ ! محبَّةٌ يُفَضِّلُ بها رَسولَ اللهِ على كُلِّ غالٍ ، وَمَوَدَّةٌ تجعلُهُ يَتَمَلمَلُ في بيتِهِ وبينَ أبنائِهِ ، فلا يَرتَاحُ حتى يَرَاهُ ، وَلَيسَ هذا وَكَفَى ، بَل تَفكِيرٌ يَتَعَدَّى حُدُودَ الدنيا ويَتَجَاوَزُها إلى الآخِرَةِ ، يخافُ معَهُ أن يُحرَمَ رؤيتَهُ في الجنةِ ، فأيُّ حُبٍّ هذا الذي مَلَكَ عليه دُنيَاهُ وآخرتَهُ ؟!
وَمِنَ المَوَاقِفِ التي ظََهَرَ فيها صِدقُ المحبَّةِ وَالمَوَدَّةِ ، ما رواه ابنُ إسحاقَ عن عائشةَ ـ رضي اللهُ عنها ـ أنها قالت : كان لا يُخطِئُ رَسولَ اللهِ أَن يَأتيَ بَيتَ أَبي بَكرٍ أَحَدَ طَرَفَيِ النهارِ ، إِمَّا بُكرَةً وَإِمَّا عَشِيَّةً ، حتى إذا كان اليَومُ الذي أَذِنَ اللهُ فِيهِ لِرَسُولِهِ بِالهِجرَةِ وَالخُرُوجِ مِن مكةَ مِن بَينِ ظَهرَي قَومِهِ ، أَتَانَا رَسولُ اللهِ بِالهَاجِرَةِ ، في ساعةٍ كان لا يَأتي فِيها . قالت : فَلَمَّا رآه أَبو بكرٍ قال : ما جَاءَ رَسولُ اللهِ في هذِهِ الساعةِ إِلاَّ لأَمرٍ حَدَثَ .
قالت : فلمَّا دَخَلَ تَأَخَّرَ له أَبو بكرٍ عن سَرِيرِهِ ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ ، وَلَيسَ عِندَ رَسولِ اللهِ أَحَدٌ إِلاَّ أَنا وَأُختي أَسماءُ بِنتُ أَبي بكرٍ ، فقال رسولُ اللهِ : أَخْرِجْ عني مَن عِندَكَ . قال : يا رَسولَ اللهِ ، إِنَّمَا هُمَا ابنَتَايَ ، وما ذَاك فِدَاكَ أَبي وَأُمِّي ؟ قال : إِنَّ اللهَ قَد أَذِنَ لي في الخُرُوجِ والهِجرَةِ . قالت : فقال أَبو بكرٍ : الصُّحبَةَ يَا رَسولَ اللهِ ، قال : الصُّحبَةُ . قالت : فَوَاللهِ ما شَعُرتُ قَطُّ قَبلَ ذلك اليَومِ أَنَّ أَحَدًا يَبكِي مِنَ الفَرَحِ ، حتى رَأَيتُ أَبا بكرٍ يَومَئِذٍ يَبكِي .
اللهُ أكبرُ ـ أيها المسلمون ـ فَدَى أَبو بَكرٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ رسولَ اللهِ بِأَبِيهِ وَأُمِّهِ ، وَأَرخَصَ كُلَّ غَالٍ وَنَفِيسٍ ، وَنَسِيَ كُلَّ قَرِيبٍ وَعَزيزٍ ، ولم يَتَذَكَّرْ إِلاَّ صُحبَةَ رَسولِ اللهِ ، نعم ، إِنَّهُ يُرِيدُ شَرَفَ الصُّحبَةِ في الهِجرةِ ، يُرِيدُ أَلاَّ يُفَارِقَ حَبِيبَهُ وَخَلِيلَهُ ، يُرِيدُ أَن يَصحَبَهُ مُقِيمًا وَمُسافِرًا ، فَلَم يُفَكِّرْ في شَيءٍ إِلاَّ في الصُّحبَةِ ، فَسَأَلَهَا رَسولَ اللهِ وَطَلَبِ منه أَن يُشَرِّفَهُ بها ، فَلَمَّا وَافَقَ على ذلك الحبيبُ ، ونال الصِّدِّيقُ وِسَامَ الشَّرَفِ ، بَكَى ـ رضي اللهُ عنه ـ وَذَرَفَت عَينَاهُ ، لماذا ؟ فَرَحًا بِصُحبَةِ حبيبِهِ رسولِ اللهِ .. فَأَيَّ قَلبٍ هذا الذي يَملِكُهُ ؟ وَأَيَّ فُؤَادٍ يحمِلُ بَينَ أَضلُعِهِ ، وَأَيَّ حُبٍّ يَنطوِي عَلَيهِ ، إِنَّهُ حُبٌّ لا يُفَكِّرُ مَعَهُ في أَهلٍ ولا وَطَنٍ ، إِنَّهُ حُبٌّ يُنسِيهِ أَبنَاءَهُ وَمَا مَلَكَت يَمِينُهُ ، فَرَضِيَ اللهُ عنه وَأَرضَاهُ مَا أَقوَى إِيمَانَهُ !! وَرَفَعَ دَرَجتَهُ في الجنةِ ما أَصدَقَ حُبَّهُ !

وَلَيس هذا فَحَسبُ ، بل تَعالَوا نَسمَعْ مَا بَعدَهُ ، فقد روى الحاكمُ في مُستَدرَكِهِ ، عن محمدِ بنِ سِيرِينَ ـ رحمه اللهُ ـ قال : ذُكِرَ رِجَالٌ على عَهدِ عمرَ ـ رضي اللهُ عنه ـ فكأنهم فَضَّلُوا عُمَرَ على أَبي بَكرٍ ـ رضي اللهُ عنهما ـ قال : فَبَلَغَ ذلك عُمَرَ ـ رضي اللهُ عنه ـ فقال : وَاللهِ لَلَيلَةٌ مِن أَبي بكرٍ خَيرٌ مِن آلِ عُمَرَ ، وَلَيَومٌ مِن أَبي بكرٍ خَيرٌ مِن آلِ عُمَرَ ، لَقَد خَرَجَ رَسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ لِيَنطَلِقَ إلى الغَارِ وَمَعَهُ أَبو بكرٍ ، فَجَعَلَ يمشِي سَاعَةً بَينَ يَدَيهِ وَسَاعَةً خَلفَهُ ، حتى فَطِنَ له رَسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ فقال : \" يا أَبا بكرٍ ، مالك تمشِي سَاعَةً بَينَ يَدَيَّ وَسَاعَةً خَلفِي ؟ \" فقال : يا رَسولَ اللهِ ، أَذكُرُ الطَّلَبَ فَأَمشِي خَلفَكَ ، ثم أَذكُرُ الرَّصَدَ فَأَمشِي بَينَ يَدَيكَ . فقال : \" يا أَبا بكرٍ ، لَو كَان شَيءٌ أَحبَبتَ أَن يَكونَ بِكَ دُونِي ؟ \" قال : نَعَمْ ، والذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ ، ما كانت لِتَكونَ مِن مُلِمَّةٍ إِلاَّ أَن تَكونَ بي دُونَكَ . فَلَمَّا انتَهَيَا إلى الغارِ قال أبو بكرٍ : مَكَانَكَ يَا رَسولَ اللهِ حتى أَستَبرِئَ لَكَ الغَارَ ، فَدَخَلَ وَاستَبرَأَهُ ، حتى إذا كان في أَعلاهُ ذَكَرَ أَنَّهُ لم يَستَبرِئِ الحُجرَةَ ، فقال : مَكَانَكَ يَا رَسولَ اللهِ حتى أَستَبرِئَ الحُجرَةَ ، فَدَخَلَ وَاستَبرَأَ ثم قال : اِنزِلْ يَا رَسولَ اللهِ ، فَنزَلَ .
فقال عُمَرُ : والذي نَفسِي بِيَدِهِ ، لَتِلكَ اللَّيلَةُ خَيرٌ مِن آلِ عُمَرَ ... فَانظُرُوا كيف فَعَلَتِ المحبَّةُ الصَّادِقَةُ بِأَبي بكرٍ وَأَيَّ شَيءٍ أَدَّى بِهِ الخَوفُ عَلَى النبيِّ مِنَ المُشرِكِينَ ، يَتَمَنَّى لَوِ استطاع أَن يَحمِيَهُ مِن خَلفِهِ وَمِن أَمَامِهِ ، وَيَوَدُّ لَوِ انقَسَمَ فَصَارَ قِسمٌ مِنهُ بَينَ يَدَيهِ وَآخَرُ مِن خَلفِهِ ، فلا يجِدُ وَلا يَستَطِيعُ إِلاَّ أَن يُبَادِلَ المَشيَ مِن هُنا وَمِن هُنا ، لَعلَّ مَا قد يُرِيدُ الرَّسولَ بأذى أن يَقَعَ لهُ هو دُونَ الحبيبِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ ثم يُكَرِّرُ مَشهَدَ المَوَدَّةِ في الغارِ ، فَيَدخُلُهُ قَبلَ الحبيبِ ؛ لِيُنَظَِّفَهُ ممَّا قد يَكُونُ فيه مِن هَوَامَّ وَخَشَاشٍ أَو أَشوَاكٍ أَو نحوِها ، لِئلا تُؤذِيَ رَسولَ اللهِ أَو تمسَّهُ بما يَكرَهُ ، فَرَضِيَ اللهُ عن صِدِّيقِ الأُمَّةِ وَأَعلَى دَرَجَتَهُ ،...
وَرَضِيَ اللهُ عن أَبي طَلحَةَ وَزَيدِ بنِ الدِّثِنَّةِ وعن سائِرِ الأصحابِ ، أَمَّا زَيدُ بنِ الدِّثِنَّةِ ـ رضي اللهُ عنه ـ فإنه لمَّا اجتَمَعَ رَهطٌ مِن قُرَيشٍ لقتلِهِ ، وقال له أبو سُفيَانَ حِينَ قُدِّمَ لِيُقتَلَ - : أَنشُدُكَ بِاللهِ يَا زَيدُ ، أَتُحِبُّ أَنَّ محمدًا الآنَ عِندَنَا مَكَانَكَ نَضرِبُ عُنُقَهُ وَأَنَّكَ في أَهلِكَ ؟ قال : واللهِ ما أُحِبُّ أَنَّ محمدًا الآنَ في مَكَانِهِ الذي هو فيه تُصِيبُهُ شَوكَةٌ تُؤذِيهِ وَأني جالسٌ في أَهلي !! فقال أَبو سُفيَانَ : مَا رَأَيتُ مِنَ الناسِ أَحدًا يُحِبُّ أَحَدًا كَحُبِّ أَصحَابِ محمدٍ محمدًا ، ثم قَتَلُوهُ ـ رضي اللهُ عنه ـ وَأَمَّا مَوقِفُ أبي طلحةَ فقد رواه البخاريُّ عن أنسٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ قال : لمَّا كان يَومُ أُحُدٍ انهزمَ الناسُ عنِ النبيِّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ وأَبو طلحةَ بَينَ يَدَيِ النبيِّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ مُجَوِّبٌ عَلَيهِ بِحَجَفَةٍ له ( أَيْ مُحِيطٌ بِهِ بِتُرسٍ لِيَحمِيَهُ ) ...
وكان أبو طلحةَ رجلاً رَامِيَا شَدِيدَ القِدِّ ( أَيْ أَنَّ وَتَرَ قوسِهِ مَشدُودٌ لِقَوِّتِهِ ) يَكسِرُ يَومَئِذٍ قَوسَينِ أَو ثَلاثًا ، وكان الرجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الجَعبَةُ مِنَ النَّبْلِ ، فَيَقُولُ : انثُرها لأبي طَلحَةَ ، فَأَشرَفَ النبيُّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ يَنظُرُ إلى القَومِ ، فَيَقُولُ أَبو طلحةَ : يَا نبيَّ اللهِ ، بِأَبي أَنتَ وَأُمِّي ، لا تُشرِفْ يُصبْكَ سَهمٌ مِن سِهَامِ القَومِ ، نحري دُونَ نحرِكَ ..
فَرَضِيَ اللهُ عنه وأرضاه ، ما أَغلَى مَا فَدَى بِهِ رَسولَ اللهِ ! فَدَاهُ بِنَحرِهِ وَوَقَاهُ بِصَدرِهِ ، وَجَعَلَ نَفسَهُ حَائِطًا يَصُدُّ سِهَامَ القَومِ عَن جَسَدِ الحبيبِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ
أيها المسلمون ، ولم يَكُنْ أَمرُ محبَّةِ النبيِّ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ مَقصورًا على الرِّجالِ مِنَ الصحابةِ دُونَ النِّساءِ ، بل لَقَد كان فِيهِنَّ مَن ضَرَبَت في ذلك مثلا ، فقد أخرج الطبرانيُّ عن أنسِ بنِ مالكٍ ـ رضي اللهُ عنه ـ قال : لمَّا كان يَومُ أُحُدٍ حَاصَ أَهلُ المَدِينةِ حَيصَةً وقالوا : قُتِلَ محمدٌ ، حتى كَثُرتِ الصَّوارِخُ في نَاحِيَةِ المَدينةِ ، فَخَرَجَتِ امرأةٌ مِنَ الأَنصَارِ مُتَحَزِّمَةً ، فَاستُقبِلَت بِابنِها وَأَبِيها وَزَوجِها وَأَخِيها ، لا أَدرِي أَيَّهُم استُقبِلَت بِهِ أَوَّلاً ، فَلَمَّا مَرَّت على آخرِهِم ، قالت : مَن هذا ؟ قالوا : أَبوكِ ، أَخوكِ ، زَوجُكِ ، ابنُكِ ، تَقُولُ : ما فَعَلَ رَسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ ؟ يَقُولُونَ : أَمَامَكِ ، حتى دُفِعَت إلى رَسولِ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ فَأَخَذَت بِنَاحِيَةِ ثَوبِهِ ، ثم قالت : بِأَبي أنت وَأُمِّي يَا رَسولَ اللهِ ، لا أُبَالي إِذَا سَلِمَتَ مِن عَطَبٍ ... وفي السِّيرةِ لابنِ هِشامٍ أنه ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ مَرَّ بِامرأةٍ مِن بَني دِينَارٍ وقد أُصِيبَ زَوجُها وَأَخُوها وَأَبُوها مَعَهُ بِأُحُدٍ ، فَلَمَّا نُعُوا لها قَالَت : فَمَا فَعَلَ رَسولُ اللهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ ؟ قَالُوا : خَيرًا يَا أُمَّ فُلانٍ ، هو بِحَمدِ اللهِ كَمَا تُحبِّينَ ، قالت : أَرُونِيهِ حتى أَنظُرَ إِلَيهِ . قال : فَأُشِيرَ لها إليه ، حتى إذا رَأَتْهُ ، قالت : كُلُّ مُصِيبَةٍ بَعدَكَ جَلَلٌ ..
أَيْ كُلُّ مُصِيبَةٍ دُونَكَ هَيِّنَةٌ صَغِيرَةٌ . فَرَضِيَ اللهُ عن صحابةِ رَسولِ اللهِ وأرضاهم ، وجزاهم خيرًا عن نَبِيِّهِم وَدِينِهِم ، فقد آمنوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ حَقَّ الإِيمانِ ، وَجَاهَدُوا في سَبِيلِ اللهِ وَنَافَحُوا عن رَسولِ اللهِ ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشيطانِ الرجيمِ : \" وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنَّاتٍ تَجرِي تَحتَهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ \"



أما بَعدُ ، فاتقوا اللهَ ـ تعالى ـ حَقَّ التقوى ، وتمَسَّكوا مِنَ الإِسلامِ بِالعُروةِ الوُثقى \" وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا \" .
أيها المسلمون ، وَإِذَا كان ما سَبَقَ مِن مَوَاقِفَ لِلصَّحَابَةِ الكِرامِ ـ رُضوانُ اللهِ عليهم ـ تَدُلُّ على شَدِيدِ محبَّتِهِم لِنَبِيِّهِم وحبِيبِهِم ـ عليه الصلاةُ والسلامُ ـ فَإِنَّ في أُمَّتِهِ الآنَ مَن يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا ، يَوَدُّ مَعَهُ لَو رَآهُ وَأَنَّهُ لم يَرَ مَالاً وَلا أَهْلاً ، روى مُسلِمٌ عنه ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ أنه قال : \" مِن أَشَدِّ أُمَّتي لي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعدِي ، يَوَدُّ أَحَدُهُم لَو رَآني بِأَهلِهِ وَمَالِهِ \"
وَإِذَا كان الصحابةُ قد فَدَوا رَسولَ اللهِ بِأَروَاحِهِم وَمَا يملِكُونَ ، فَإِنَّهُ لا يُعجِزُ أَحدَنَا ـ أيها المسلمون ـ أَن يَستَمِرَّ في مُقَاطَعَتِهِ لِمَنِ استَهزَؤُوا بِهِ ـ صلى اللهُ عليه وسلم ـ فَوَاللهِ مَا قَامَت حَيَاةُ أَحدِنا على زُبدَةٍ وَلا جُبنَةٍ ، وَلا على حَلِيبٍ أَو لَبنٍ ، يَصنَعُهُ هؤلاءِ أَو يُنتِجُونَه ، ثم يُسَوِّقُونَهُ لَدَينا مُمتَصِّينَ أَموَالَنَا ، ثم يُحَارِبُونَنَا بها وَيَستَهزِئُونَ بِرَسُولِنَا وحَبيبِنا ..
ألا فَرَحِمَ اللهُ امرَأً استَمَرَّ في مُقاطَعتِهِ أعداءَ الله ورسولِهِ ، سُخْطَةً لِلحَبِيبِ ، فَلَعَلَّهُ بِذَلك أَن يَنَالَ مِنَ الفَلاح نَصِيبًا ، يَقُولُ ـ سبحانَه ـ : \" فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ \"
ولا تهولَنَّكُم ـ أيها المسلمون ـ خِطَّةُ هؤلاءِ الكَفَرَةِ مِن دُوَلِ أَورُوبا ، حَيثُ عَمِلُوا على تَوسِيعِ دَائِرَةِ السُّخرِيَةِ وَالاستِهزَاءِ ، مُرِيدِينَ بِذَلكَ أَن تَتَّسِعَ دَائِرَةُ المُقَاطَعَةِ فَنَعجِزَ عنها أَو نَكَلَّ أَو نَمَلَّ ، أَلا فَلْنَثْبُتْ على مُقَاطَعَتِنا لِمَن نَستَطِيعُ مُقَاطَعَتَهُ مِن هَذِهِ الدُّوَلِ ، وَإِلاَّ فَلا أَقَلَّ مِن مُقَاطَعَةِ الدولةِ التي تَوَلَّت كِبرَ هذِهِ المُحَارَبَةِ لِنَبِيِّنا وَبَدَأَت بِالسُّخرِيَةِ منه ، أَعني الدنماركَ \" فاتقوا اللهَ ما استطعتم \"

المصدر
(http://www.denana.com/articles.php?ID=1866)

بدون إشكال
25 Nov 2006, 03:29 AM
أتسخرون من الحبيب صلى الله عليه وسلم؟!!


عزة عبد الرحيم سليمان



قالوا سُحر.. قالوا تزوج وأنجب... وضُرب وأُوذي...أهذا نبي؟!!
وهل كان نبي على غير هذا؟!

"كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ" (الذاريات: 52).
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ" (الرعد: 38).
"(وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ" (الأنعام: 34)

فهي شنشنة قديمة من يوم سار ركب الأنبياء بنور الله، حين يعجز أهل الكفر عن نقض الرسالة يوجهون سهامهم لحاملي الرسالة - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-.

والعجب العجاب الذي يأخذ بالألباب أن أحداً ممن عاصروا النبي محمداً - صلى الله عليه وسلم - لم يتكلم فيه بما يسوؤه... لم نسمع أن أحداً ممن عادوه كذَّبه، أو أن أحداً رماه بالزنا والفحش، أو أن أحداً قال عنه ما يقال اليوم.. أو شيئاً منه.


مضى الجيل الذي عاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يشهد له بأنه الصادق الأمين، ووقف اليهود له بكل طريق كي يسجلوا عليه خطأً يقدح في نبوته وما استطاعوا. بل أقروا رغماً عنهم.. أنطقتهم فِعَاله.

أقول: كانت إحدى الأدلة على إثبات نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - هي الاستدلال بأخلاقه قبل البعثة النبوية وبأحواله بين الناس، وتدبر قول الله - تعالى - وهو يخاطب المكذبين لمحمد - صلى الله عليه وسلم-:
"قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" (سبأ: 46)."وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ" (التكوير: 22)."مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى" (النجم: 2).

يقول أهل العلم: عبّر بلفظ صاحبكم ولم يستخدم أي لفظ آخر ليقول لهم أنه هذا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي صحبتموه وعرفتموه معرفة الصاحب بصاحبه، فلا جنون، ولا ضلال، بل صادق أمين كما سميتموه.


رأته أعرابية عجوز في الصحراء وهو مطارد تتبعه قريش ومن معها يوم الهجرة فقالت في وصفه، وهي لا تعرفه: أبهى الناس وأجملهم من بعيد وأحسنهم من قريب غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظراً، وأحسنهم قدا، له رفقاء يحفون به، إن قال استمعوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محفود محشود.
وصدق حسان:


أحسن منك لم تر قط عيني
وخير منك لم تلد النساء

خلقت مبرئا من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء




والسؤال: من أين أتى من يسخرون اليوم ويتهكمون على الحبيب - صلى الله عليه وسلم - بكلامهم هذا؟


قوم لا يعرفون العربية... ولا يحسنون قراءة القرآن.. وقد شهد له أعداؤه قبل محبّيه... ومضى بخير سيرة عرفتها البشرية.
ثم يقولون كان نبيكم وكان...
من أين؟؟إنه الحسد ليس إلا ..
هل جهلوا أوصاف نبينا. لا والله. فنبينا ولد في الشمس وعاش بين الناس، وخبره موصول إلينا بأوثق الطرق وآكدها. نعرف عنه كل شيء... يعرف أحدنا عن محمد - صلى الله عليه وسلم - ما لا يعرفه عن أبيه . فكيف تنكرون صفاته؟.


لا تَعجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُهَا
تجاهُلا وَهوَ عينُ الحاذِقِ الفَهِمِ

قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ
ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ الماءِ مِن سَقَمِ




ما بي من طاقة للكلام عن أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - فوالله كلما هممت بالكتابة عن خلق رأيت أن الكلمات تشينه لا تزينه، وأن كلماتي أقل من أن تعبر عن أوصاف الحبيب، ولكن دونكم الكتب. فقط أردت أن أبين لكل من يقرأ أن من يتكلمون عن الحبيب - صلى الله عليه وسلم - إنما يغرفون من وعاهم، ولا سند لهم ممن عاصروا محمداً - صلى الله عليه وسلم - ونبينا كل الكمال، وجملة الجمال صلى الله عليه وسلم.

المصدر (http://www.denana.com/articles.php?ID=1816)

بدون إشكال
25 Nov 2006, 03:31 AM
على خلفية الرسوم المسيئة.. الشيخ رائد حليحل يغادر وأسرته الدنمارك




بعد فشل القضاء الدانمركي في اتخاذ الإجراء المناسب بحق صحيفة اليولاندس بوستن, ووسط حزن كبير لدى الجالية المسلمة في الدانمرك, غادر اليوم فضيلة الشيخ رائد حليحل مؤسس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية ترافقه عائلته الدانمارك متوجهاً إلى بلده لبنان بعد أن أنهى كل ارتباط له بالدانمرك.



يذكر أن محكمة دانماركية قد برأت مسئولي صحيفة يولاندس بوستن من تهمة التشهير بالإسلام بعد نشرها 12 رسمًا كاريكاتوريًا مسيئًا للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتسببت في موجة استنكار شديدة في العالم الإسلامي.

بدون إشكال
25 Nov 2006, 01:25 PM
أخي الحبيب ... أتراك تخذل نبيك؟!




أخي الحبيب ... أتراك تخذل نبيك صلى الله عليه وسلم وأنت ترجو شفاعته ؟!!


أتراك تخذل نبيك ورسولك صلى الله عليه وسلم من أجل ظل حائل وطعام زائل سرعان ما تخرجه فضلات تقذرها قبل غيرك ثم تزعم حبه ؟

لقد قرر جملة من أهل العلم والفضل وجوب مقاطعة منتجات المعتدين نصرة لسيد المرسلين وأن من لا يقاطع فهو آثم ...
أخي الحبيب: إن أهل العلم يقولون :إن المقاطعة الشاملة ـ وعلى رأسها المقاطعة الاقتصادية والسياسية لهاتين الدولتين المعتديتين [ الدانمارك والنرويج ]، ولجميع الدول التي تناصرهما في عدوانهما على جناب نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم ـ واجب شرعي وفريضة دينية، وكل من يتعامل معهم أو يشتري منتجاتهما أو يروجها أو يبيعها فهو آثم.
أخي الحبيب هب أنه لم يقل أحد بوجوب المقاطعة وإنما هي مستحبة أو حتى مشروعة... أترضى أن تكون عونا لأولئك المعتدين المجرمين؟!!

يقول أهل العلم: إن كل مسلم مطالب بأن يغضب لهذه الإساءة؛ باعتبارها إهانة للمسلمين جميعا، فأبسط شيء مطلوب من المسلمين هو عدم التعامل مع مرتكبي هذه الجريمة الكبرى...
أخي الحبيب: لا يخدعنك البعض بقوله : إن حجم الضرر الذي سيصيب المعتدين قليل محدود ؛ فمهما كان حجم الضرر الذي سيقع على المجرم سواء كان محدودا أو غيره فيكفي أن يشعر المسيء أنه مزجور مكروه من المسلمين، حتى يكون عبرة لغيره، ويمتنع عن تكرار هذه الجريمة...

فالله الله أخي في الذب عن عرض نبيك وفي نصرته فهذا مقتضى الإيمان به وتعزيره وتوقيره صلى الله عليه وسلم...

عبدالله عبيد
26 Nov 2006, 10:57 AM
لا حول ولا قوة إلا بالله