المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز وجل



العبد
07 Nov 2006, 10:18 AM
صلاة الفجر هي مقياس حبك لله عز وجل

كانت سعادة ذلك الشاب عظيمة حينما وافقت الشركة ذائعة الصيت على تعيينه بها .. وانطلق يطير فرحا .. فهو الوحيد من بين أقرانه الذي نال تلك الوظيفة .. وقد مضى ذلك العقد الذي يقضي بموافقته على الالتزام بمواعيد العمل وتقديم التقارير أسبوعيا عن نشاطه وأدائه .. وموافقته على محاسبته عند التقصير ..

مضت أيام .. وذهب الشاب لمديره .. قائلا له : إنني لن أواظب بداية من الغد على الحضور في الميعاد .. ولن ألتزم بتقديم التقارير في الوقت المحدد بل سأقوم بتأخيرها بعض الشيء .. ولكنني لن أسمح لكم بمحاسبتي .. بل ليس لكم الحق في طردي من العمل ..

إننا إن تخيلنا هذا الموقف سوف نضحك ساخرين من ذلك الشاب وسيصفه البعض بالجنون والحماقة .. فكيف يريد أخذ حقوقه دون تأدية الواجبات التي عليه ؟

فما بال الكثير منا يرتكب نفس الفعل العجيب .. بل وأقسى منه .. فهو يرتكبه في حق الله سبحانه وتعالى .. فكيف يسمح شخص عاقل لنفسه .. أن يتنعم بكل ما حوله من نعم الله سبحانه وتعالى .. من طعام وشراب وكساء ومتع الدنيا .. ثم لا يقدّم لله أبسط الواجبات التي أمره بها .. ألا وهي الصلاة ؟ وإذا قدمها له قدمها في غير وقتها ... ينقرها كنقر الديكة .. لا يخشع فيها ولا يدرك ما يردد ..

في استطلاع للرأي شارك فيه أكثر من 8800سألنا فيه زوار احد المواقع الاسلاميه عن كم يوما صليت فيه الفجر حاضرا خلال الأسبوع الماضي، ولم نشترط فيه الصلاة بالمسجد .. فكانت النتيجة مخيبة للآمال .. فهناك 34 بالمائة لم يصلوا الفجر حاضرا في أي يوم، بينما 15 بالمائة صلوه مرتين أو مرة طوال الأسبوع، و19 بالمائة صلوه من ست إلى ثلاث مرات .. و31 بالمائة واظبوا على الصلاة يوميا ونسبة قليلة فات منها يوم واحد </SPAN>.. فسبحان الله .. نحن لا نتكلم في أمور اجتهادية اختلف فيها علماء .. أو في سنن يمكن للمسلم أن يفرّط فيها .. بل نتكلم في ألف باء الإسلام .. في الصلاة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلم تحت كل الظروف والأحوال ..

إن الله سبحانه وتعالى حينما أمر المسلمين بأداء الصلوات .. توعّد لأولئك الذين يؤخرونها عن أوقاتها فقال : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } وقد قال المفسرون : المقصدون بهذه الآية تأخير الصلاة عن وقتها .. وقالوا أيضا : الويل هو واد في جهنم .. بعيد قعره .. شديدة ظلمته .. فهل تصدق أمة الإسلام كتاب ربها ؟

إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر .. وكأنها قد سقطت من قاموسهم .. فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يقضيها الآخرون.. فلماذا هذا التقصير في حق الله سبحانه وتعالى ؟

- ألسنا نزعم جميعا أننا نحب الله سبحانه وتعالى أكثر من أي مخلوق على ظهر هذه الأرض ؟ .. إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا .. أحب لقاءه .. بل أخذ يفكـّـر فيه جل وقته .. وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم .. حتى يلاقي حبيبه .. فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر .. يحبون الله ؟ هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟

- دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذا الرجل ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق ).. ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يوميا .. وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف على إيقاظ الثري ..
ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر ..
إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا الموظف .. هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟
ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟
ألن تحاول بكل الطرق إثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟
ولله المثل الأعلى .. فكيف بك أخي الكريم .. والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء .. نعمته عليك تتخطى ملايين الملايين من الدولارات يوميا فقد
قال : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } .. أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة ؟

حكم التفريط في صلاة الفجر :

قال الله تعالى : { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا }

- إن الإسلام منهج شامل للحياة .. هو عقد بين العبد وربه .. يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات .. ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد .. ثم بعدها تفعل منه ما تشاء .. وتترك ما تشاء ..

ويقول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة } .. قال المفسرون : أي اقبلوا الإسلام بجميع أحكامه وتشريعاته. وقد غضب الله على بني إسرائيل حينما أخذوا ما يريدون من دينه ولم يعملوا بالباقي فقال لهم : { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض }

- ‏لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلا .. لا في جماعة ولا غيرها ... فقد قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏: « ‏ليس صلاة ‏‏ أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما (يعني من ثواب) لأتوهما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) » رواه الإمام البخاري في باب الآذان.

- إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ‏لا ‏تترك ‏الصلاة‏ متعمدا، فإنه من ترك الصلاة ‏متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله » رواه الإمام أحمد في مسنده.
فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك ؟
فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك ؟

وبعد هذه المقالة .. ما هو العلاج ؟

1-أن يقوم كل منا بوضع منبّـه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا.

2-أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس.

3-أن ننام مبكرا ونستيقظ للفجر ونعمل من بعده .. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس.

4-أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها على هذا الأمر.

5-أن نواظب على أذكار قبل النوم ونسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة.

6-أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة ونعاهد الله على عدم تكرار هذا الذنب العظيم.
جعلنا الله وإياكم من المحبين لله عز وجل .. ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل.


منقول من موقع طريق الاسلام بتصرف بسيط



604

خطاب الحوينى
09 Nov 2006, 05:51 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
نقل موفق أخى الكريم أسأل الله أن يكتب لكَ الأجر كاملا يا رب و زيادة .
و حقًا قوة الهمة والإرادة وإخلاص النية، تجعلنا تصل الى المعالي، وصدق ابن الجوزي رحمه الله عندما قال عن علو الهمة ودنائتها: من علامة كمال العقل علو الهمة والراضي بالدون دني.
ولم أر في عيوب الناس عيبا *** كنقص القادرين على التمام
فبقوة الإرادة واشحاذ الهمة ، نرى بإذن الله أن الإستيقاظ قد أصبح سهلاً ميسوراً.
و الصلاة لها نور وتركها ظلمة، وظلمتها على جميع الجوارح، بل وكآبة في النفس وقدأخبر عليه الصلاة والسلام، فيما رواه مالك والبخاري وأبو داود، عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال: { يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام، ثلاث عقد. يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلّت عقدة، فإن توضأ انحلّت عقدة، فإن صلى انحلّت عقده كلها، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان } فإذا كان هذا في القيام فكيف بصلاة الفجر.
وهذا الأثر السيئ لا يظهر إلا على الذين لا يصلون الفجر في جماعة، فترى أثر ذلك على صاحب العمل وحتى الطالب في المدرسة وغيرهم.
سئل النبي عن رجل نام ليلة حتى أصبح - وما أكثرهم في زماننا - قال: { ذاك رجل بال الشيطان في أذنه، أو قال أذنيه. فكم من نائم بال الشيطان في أذنه؟ } نسأل الله ألا نكون منهم.
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: ( البول هنا حقيقي فهو يبول، وينكح ويتناسل، بكيفية لا يعلمها إلا الله ).
ولذلك علينا أن ندرك الأثر في الاستيقاظ من طيب النفس، والبعد عن صفات المنافقين، إن الأثر لا يقف على ذلك، بل حتى المصالح الدنيوية الصحية وغيرها فإنك تكسبها، فبعد صلاة الفجر يستنشق من الجو غاز يسمى غاز الأوزون، فإن هذا الوقت هو أعلى نسبة لوجوده في الجو وله تأثير مفيد على الجهاز العصبي، ومنشط للعمل الفكري والعضلي.
إن هدي النبي في كل شيء هو أسلم الهدى . فالمحافظة على هديه قبل النوم من نوم على طهارة، والقيام بالأذكار الواردة من آيات وأحاديث " كما ذكر الأخ الكريم "لها أثر في ذلك، ولنتجنب النوم على جنابة فإنها مكسلة ومؤثرة.
و أخيرًا نقول :
إن ختام عمل الإنسان اليومي بطاعة. يتقرب بها الى ربه، لهو من أفضل الخير. بدل النوم على المعاصي من افلام ومجون ولهو إن ذلك له أثر على قلب المسلم ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: الذنوب جراحات ورب جرح أوقع في مقتل، ويقول أحد السلف: حرمت قيام الليل بذنب أصبته.
وعلينا أن نكون قدوة في أعمالنا وأخلاقنا ونعوذ بالله أن نكون ممن قال الله فيهم: يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون [الصف:2].
منقول
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أحمد ...
10 Nov 2006, 01:54 AM
بارك الله بك أخي الكريم العبد على المشاركة الطيبة
وجزيت خيراً أخي الفاضل خطاب على ما تفضلت به من إضافة مباركة ..
أعاننا الله تعالى على طاعته وحسن عبادته إنه ولي ذلك والقادر عليه
ولكما مني أخوي الحبيبين في الله كل التحية والتقدير .