المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظلم المرأة



الخاص
02 Nov 2006, 08:57 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين أما بعد :
فإن من المظاهر المرضية التي بدأت تظهر في الآونة الأخيرة ..بشكل أكبر وأكثر من ذي قبل ، ظاهرة ظلم المرأة ، ولقد أصبحنا نسمع ونرى مواقف غريبة ، وأحداث عجيبة يمارسها الرجال مع نسائهم ومحارمهم سواء كن أمهات أو بنات أو أخوات أو زوجات .


لذا كان هذا الملف الذي يتحدث عن الموضوع - أحسبه مهما للغاية- لما سنذكره بإذن الله تعالى من أسباب دعت للحديث عنه ، والكتابة فيه .
أولاً : تنبيهات

قبل أن نبدأ حديثنا في هذا الموضوع لابد أن أنبه على عدة نقاط :
1- لا يعني الحديث عن هذا الموضوع أنه شائع ومنتشر في كافة طبقات المجتمع ، بل الغالب - ولله الحمد - انتشار العدل مع المرأة وحسن التعامل معها .
2- الحديث عن هذا الموضوع من باب الوقاية لمن لم يقع فيه على حد قول القائل :


عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الشر يقع فيه
3- الكلام عن هذا الموضوع لتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة ، والتي أنشأها الإعلام بكافة وسائله ، وشبهات الأعداء التي حرصت على ترسيخ بعض المفاهيم الخاطئة .
ثانياً : أسباب اختيار الموضوع

أولاً : تفاقم الوضع حيث بدأت تظهر صور من ظلم المرأة في المجتمع ، كمنعها من الميراث في بعض المناطق ، أو غصب مالها إن كانت موظفة ، أو نحو ذلك من الصور والتي تستدعي علاجها ووضع الحلول المناسبة لها .
ثانياً : عدم وجود دراسة متكاملة تلم شعث هذا الموضوع .
ثالثاً : من أهم أسباب اختياري لهذا الموضوع هو أن أهل الفساد استغلوا هذه الظاهرة - ظاهرة ظلم المرأة - لتحقيق أهدافهم ، والدق عليها دقاً عظيماً لنيل مآربهم ، وسأنقل ما يؤكد أن من العوامل الرئيسة لتحرير المرأة هو انتشار هذه الظاهرة في تلك المجتمعات وعدم وجود المقاومة المتكاملة لها :
* التجربة الأولى : في مصر

قال الأستاذ محمد قطب : ( استفاد أعداء الإسلام فائدة عظمى من الوضع الجاهلي الذي كان يسود المجتمع الإسلامي تجاه المرأة وتعليمها فأثاروها قضية ودقوا دقاً عنيفاً على الأوضاع الظالمة لينفذوا منها إلى ما يريدون ولسنا الآن في مجال تحديد المسئوليات، إنما نحن نتابع خطى التاريخ. وإلا فقد كان المسلمون على خطأ بين، وظلم بين للمرأة حين منعوا تعليمها، كما أمرهم رسول الله r أن يعلموها، وحين أهانوها وحقروها في الأمر ذاته الذي كرمها الله به ورفعها، وهو الأمومة وتنشئة الأجيال. (( وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)) (لقمان:14) .
ولكن الذين استغلوا هذا الوضع ليطلقوا دعوتهم لم يكن همهم الحقيقي رفع الظلم عن المرأة،إنما كان رائدهم الأول هو تحطيم الإسلام، وإخراج المرأة فتنة متبرجة في الطريق لإفساد المجتمع الإسلامي.. ولم تكن الفوضى الخلقية التي عمت المجتمع فيما بعد مفاجئة لهم، ولا شيئاً مستنكراً من جانبهم يشعرهم بالندم على ما قدمت أيديهم.. بل كانت شيئاً محسوباً ومتوقعاً ومرغوباً بالنسبة إليهم، وقد كانوا يرون تجربة الغرب ماثلة أمام أعينهم، ويعرفون ما يؤول إليه الأمر في المجتمع المسلم حين يتجه الوجهة ذاتها، ويسير على الخطوات ذاتها.
ولا ينفي هذا بطبيعة الحال وجود مخدوعين مستغفلين يتلقفون الدعوة بإخلاص.. ولكنه إخلاص لا ينفي الغفلة! وهم بغفلتهم- أدوات معينة للشياطين، يستغلون موقفهم لتقوية دعوتهم، لأن الناس ترى إخلاصهم فتظن أنهم على خير فيتبعونهم، فيتم ما أراد الشياطين!
وقد كان هناك بديل ثالث للمصلح المخلص، الذي يريد الله ورسوله، ويريد تصحيح الأوضاع في المجتمع المنحرف، ورفع الظلم عن المظلومين، وهو الدعوة - والجهاد- لإعادة المجتمع الإسلامي إلى صورته الصحيحة التي ينبغي أن يكون عليها. ولكن أحداً من المصلحين، القائمين يومئذ لم يدع إلى ذلك البديل الثالث.
وظل الخيار المعروض دائماً هو إما الإبقاء على الأوضاع السيئة المتخلفة الجامدة الظالمة، وإما محو الإسلام ونبذه والانسلاخ منه، والاتجاه إلى أوروبا من أجل التقدم والتحضر والرقي.. بل إنه حين جاءت الدعوة إلى البديل الثالث في موعدها المقدور عند الله، وجدت أبشع الاضطهاد والتنكيل من الحكام، ووجدت الإعراض العنيف والمعارضة من المصلحين! مما يكشف عن الاتجاه الحقيقي لحركات [الإصلاح] التي قيمت في المجتمع الإسلامي، وأن هدفها لم يكن الإصلاح حقاً، بقدر ما كان لو تحطيم الإسلام أولا.. وليكن بعد ذلك ما يكون!) [1] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftn1).
* التجربة الثانية : في سوريا

يقول الأستاذ علي الطنطاوي - رحمه الله - (قاسم أمين لم يأت بكتابه (تحرير المرأة ) ابتداءً ، بل سبقه إلى أكثر ما فيه مرقص فهمي القبطي ، وأشار إليه اللورد كرومر على أنه من أماني الإنكليز . فالحركة أجنبية ، ولكن أعان عليها . أن المرأة كانت يومئذ على حال من القهر والظلم لا يرضى بها الإسلام ،ولا تشبه وضع المرأة في الإسلام ولو أن علماء المسلمين دعوا إلى ( تحريرها ) باسم الإسلام ، وضربوا لها المثل الكامل بالمرأة المسلمة ، لما تركوا لقاسم أمين ، ولا لغيره مجالا ً لمقال ، ولكن سكتوا وكأنهم رضوا ، فبرز أولئك فتكلموا وأنكروا ، وقالوا بتحريرها باسم الغرب ، وجعلوا قدوتها المرأة الغربية ، فجروا علينا هذا البلاء كله ، ولكن علماء المسلمين بسكوتهم يحملون قسطاً من هذه التبعة .. دعوني أقل لكم كلمة الحق ، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس . إن المرأة في جهات كثير ة من المملكة ، قريب وضعها من وضع المرأة المصرية يوم ألف قاسم أمين كتاب (تحرير المرأة) فلا يدع العلماء مجالاً لقاسم جديد .هذا الخطر لا يحارب بالأسلوب السلبي ، بطريقة الرفض والإبقاء على القديم [2] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftn2).

[1] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftnref1) واقعنا المعاصر ص 261 .

[2] (http://www.islamlight.net/dolm/index2.htm#_ftnref2) فصول إسلامية (96-97) .

تحيا:0:تي

نزوف
04 Nov 2006, 02:59 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

جزاكم الله خـيراً الخاص وبارك بكم ..

الخاص
04 Nov 2006, 08:59 AM
صور مشرقة من بيت النبوة
الذي يقرأ في سيرة الرسول r يجد عجباً، من حسن تعامله، وجمال أسلوبه مع كافة طبقات المجتمع على سبيل العموم ، ومع أهل بيته على سبيل الخصوص ، ويكفي مصداقاً لذلك .. ثناء ربه عليه بقوله : (( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) (القلم:4) .
تقول عائشة رضي الله عنها : ((إِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللَّهِ r كَانَ الْقُرْآنَ)) [1] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn1)
ولعلي أعرض لكم نماذج من معاملة النبي r مع أهله ..من خلال المطالب التالية :
تعامله r مع زوجاته :
لقد كانت حياته r في بيته وبين نسائه المثلى الأعلى في المودة ، والموادعة ، وترك الكلفة ، وبذل المعونة ، واجتناب هجر الكلام ومره ، وهو الذي يقول : ((خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)) [2] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn2)ومن خلال النصوص الشرعية يمكن أن نستقرئ ما كان يفعله r في بيته مع زوجاته :
عَنْ الأسْوَدِ قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ رضي الله عنها : (( مَا كَانَ النَّبِيُّ r يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ - تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ - فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلاةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ )) [3] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn3)
عن عُرْوَةَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ ؟ قَالَتْ: ((كَانَ يَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ ، وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ )) [4] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn4)
وعن عمرة عن عائشة أنها سئلت : ما كان عمل رسول الله r في بيته ؟ قالت : ((ما كان إلا بشراً من البشر كان يفلي ثوبه ، ويحلب شاته ، ويخدم نفسه r )) [5] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn5)
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ((كُنْتُ أَشْرَبُ وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ r فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ فَيَشْرَبُ ، وَأَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ - وهو العظم الذي عليه اللحم - وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ أُنَاوِلُهُ النَّبِيَّ r فَيَضَعُ فَاهُ عَلَى مَوْضِعِ فِيَّ )) [6] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn6)
وكان r من التبسط ورفع الكلفة إلى حدِّ أن يستبق هو وامرأته كما جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قَالَتْ : (( خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ r فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلْ اللَّحْمَ ، وَلَمْ أَبْدُنْ . فَقَالَ : ( لِلنَّاسِ تَقَدَّمُوا ) فَتَقَدَّمُوا ثُمَّ قَالَ لِي : ( تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ )، فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ : (تَقَدَّمُوا) فَتَقَدَّمُوا ثُمَّ قَالَ : (تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ ) فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِي ، فَجَعَلَ يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ: (هَذِهِ بِتِلْكَ)) [7] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn7)
بل أحيانا ترفع عائشة رضي الله عنها صوتها على رسول الله r ، فعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : ((جَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِيِّ r فَسَمِعَ عَائِشَةَ وَهِيَ رَافِعَةٌ صَوْتَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ ، فَقَالَ: يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ وَتَنَاوَلَهَا أَتَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ r ، قَالَ : فَحَالَ النَّبِيُّ r بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ، قَالَ : فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلَ النَّبِيُّ r يَقُولُ لَهَا يَتَرَضَّاهَا : ( أَلا تَرَيْنَ أَنِّي قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ ؟) قَالَ : ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا ، قَالَ: فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْرِكَانِي فِي سِلْمِكُمَا ، كَمَا أَشْرَكْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا )) [8] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn8)
وقال أنس رضي الله عنه في حديثه عن صفية رضي الله عنها : ((فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ r يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ وَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ )) [9] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn9) .
وعن عائشة قالت : ((أتيت النبي r بخزيرة - لحم يقطع ويصب عليه ماء كثير ، فإذا نضج ذر عليه الدقيق - قد طبختها له فقلت لسودة والنبي r بيني وبينها كلي ، فأبت ، فقلت: لتأكلن أو لألطخن وجهك ، فأبت ، فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها ، فضحك النبي r ، فوضع بيده لها وقال لها : الطخي وجهها ، فضحك النبي r )) [10] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn10)
معاملته r مع بناته
فقد كانت قمة في الروعة والجمال، لقد كان rيرحب بهن ، تقول عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ r فَقَالَ النَّبِيُّ r : (مَرْحَبًا بِابْنَتِي) ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ [11] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn11) ، وما كان النبي r إذا زوج البنت يتخلى عنها ، بل كان يتعاهدها بالنصح والإرشاد ، والتذكير والزيارة ، فمن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه ((أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلام اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r أُتِيَ بِسَبْيٍ فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تُوَافِقْهُ ، فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ ، فَجَاءَ النَّبِيُّ r فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ ، فَأَتَانَا وَقَدْ دَخَلْنَا مَضَاجِعَنَا ، فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ ، فَقَالَ : عَلَى مَكَانِكُمَا ، حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي ، فَقَالَ: أَلا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ ؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلاثِينَ ، وَاحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ ، وَسَبِّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ)) [12] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn12)
بل كان r يبحث عن أولاد بناته ويلاعبهم فقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : ((خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فِي طَائِفَةٍ مِنْ النَّهَارِ ...حَتَّى أَتَى خِبَاءَ فَاطِمَةَ فَقَالَ : ( أَثَمَّ لُكَعُ - يعني الصغير - أَثَمَّ لُكَعُ ) - يَعْنِي حَسَنًا - فَظَنَنَّا أَنَّهُ إِنَّمَا تَحْبِسُهُ أُمُّهُ لأَنْ تُغَسِّلَهُ وَتُلْبِسَهُ سِخَابًا ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ يَسْعَى حَتَّى اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : ( اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّه))[13] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn13)
وكان r يحرص على ملاطفة أزواج بناته والصلح بينهما إذا حصل خلاف ، فما كان يترك بناته وكأن حملاً ثقيلاً قد زال عنه ، فيتركها لزوجها دون متابعة أو مناصحة أو ملاطفة للزوج حتى يحسن معاملة ابنته فمثلا ..حصل ذات مرة خلاف بين فاطمة رضي الله عنها وعلي بن أبي طالب فجاء الرسول r وسأل عن علي فقالت فاطمة : ((كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r لِإِنْسَانٍ انْظُرْ أَيْنَ هُوَ ؟ فَجَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ : هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ r وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ ، وَأَصَابَهُ تُرَابٌ ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ r يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ : قُمْ أَبَا تُرَابٍ ، قُمْ أَبَا تُرَابٍ)) [14] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn14) .
انظر إلى ملاطفة النبي r لزوج ابنته من أجل كسب وده وملاطفته فهل يفعل الآباء ذلك مع أزواج بناتهم ؟!! بل كان r يحث بناته وأزواجهن على قيام الليل، ويذهب إليهما ليوقظهما كما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن علي بن الحسين ((أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلام لَيْلَةً فَقَالَ : أَلا تُصَلِّيَانِ ؟ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا ، فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ ، وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يَقُولُ : (( وَكَانَ الإنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً)) [15] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn15) .
وكان r يأمرهن بالمعروف وينهاهن عن المنكر ، فمن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : ((أَتَى النَّبِيُّ r بَيْتَ فَاطِمَةَ ، فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا ، وَجَاءَ عَلِيٌّ فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ r قَالَ : إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا مَوْشِيًّا ، فَقَالَ : مَا لِي وَلِلدُّنْيَا ، فَأَتَاهَا عَلِيٌّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا ، فَقَالَتْ : لِيَأْمُرْنِي فِيهِ بِمَا شَاءَ ، قَالَ: تُرْسِلُ بِهِ إِلَى فُلانٍ أَهْلِ بَيْتٍ بِهِمْ حَاجَةٌ )) [16] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn16).
بل كان r يغضب إذا أوذيت أو تعرض لها أحد بسوء كما جاء في صحيح البخاري أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ قَالَ : (( إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ r فَقَالَتْ : يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ r فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ : أَمَّا بَعْدُ : أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا وَاللَّهِ لا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ r وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ )) [17] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn17)
ولم يكن r يغالي في مهور بناته أو يتاجر بهن عليه الصلاة والسلام ، قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: ((أَلا لا تُغَالُوا صَدُقَةَ النِّسَاءِ ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا، أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللَّهِ، لَكَانَ أَوْلاكُمْ بِهَا نَبِيُّ اللَّهِ r مَا عَلِمْتُ رَسُولَ اللَّهِ r نَكَحَ شَيْئًا مِنْ نِسَائِهِ ، وَلا أَنْكَحَ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِهِ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً )) [18] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn18)
هكذا كان r يتعامل مع بناته فأين نحن من هذه الأخلاق الكريمة ، والصفات الحميدة .
معاملته r مع أخواته
جاء في كتب السير أن أخته r جاءته ، وقد ابتعدت عنه ما يقارب أربعين سنة ، وهي لا تعرفه وهو لا يعرفها ، فقد مرت سنوات ، فتأتي لتسلم على أخيها من الرضاعة وهو تحت سدرة ، والناس بسيوفهم بين يديه وهو يوزع الغنائم ، فتستأذن فيقول لها الصحابة : من أنت ؟ فتقول : أنا أخت الرسول r من الرضاعة ، أنا الشيماء بنت الحارث ، أرضعتني أنا وإياه حليمة السعدية .
فيخبرون الرسول r فتترقرق الدموع في عينيه ، ويقوم لها ليلقاها في الطريق ويعانقها عناق الأخ لأخته بعد طول المدة ، وبُعد الوحشة والغربة ، ويُجلسها مكانه ويظللها من الشمس [19] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftn19).
تصوروا رسول البشرية ، ومعلم الإنسانية ، ومزعزع كيان الوثنية ، يظلل هذه العجوز من الشمس وهي أخته من الرضاع ؟!! فأين الذين قطعوا أخواتهم وعماتهم وخالاتهم ، بل حتى الميراث الذي أحله الله لهن حرموه عليهن ؟!!
فيسأل الرسول r أخته عن أحوالهم ثم يقول لها : اختاري الحياة عندي محببة مكرمة أو تريدين أهلك ؟ فتقول : أريد أهلي. فيعطيها المال ليعلم الناس صلة الأرحام .
[1] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref1) رواه مسلم (746)

[2] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref2) رواه الترمذي ورقمه (3895) وقال هذا حديث حسن غريب صحيح ، ورواه ابن ماجه ورقمه (1977) والدارمي في سننه ورقمه (2260) .

[3] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref3) رواه البخاري ورقمه (676) .

[4] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref4) رواه أحمد (6/121) وابن حبان (12/490) ورقمه (5677) وصححه ، وأبو يعلى في مسنده (8/287) ورقمه (4876) .

[5] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref5) رواه ابن حبان في صحيحه (2136) وأبو يعلى في مسنده (4873) قال الذهبي في السير (7/158) : (هذا حديث صالح الإسناد أخرجه أبو عيسى الترمذي في كتاب الشمائل (293) .

[6] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref6) رواه مسلم (300) .

[7] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref7) رواه أحمد في مسنده (6/264) و أبو داود (2578) وصححه العراقي في تخريج الأحياء (2/40) والألباني كما في آداب الزفاف ص 276 .

[8] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref8) رواه الإمام أحمد في مسنده (4/272) وأبو داود (4999)

[9] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref9) رواه البخاري 4211)

[10] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref10) قال في مجمع الزوائد ( 4/315) رواه أبو يعلي (4476) ورجاله رجال الصحيح خلا محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن .

[11] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref11) رواه البخاري (3624) ومسلم (2450) .
[12] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref12) رواه البخاري (3113) ومسلم (2727) .

[13] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref13) رواه البخاري (2122) ومسلم (2421) .

[14] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref14) رواه البخاري (441) ومسلم (2409) .

[15] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref15) رواه البخاري (1127) ومسلم (775) .

[16] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref16) رواه البخاري (2613) .

[17] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref17) رواه البخاري (3729) ومسلم (2449) .

[18] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref18) رواه الترمذي (1114) والنسائي (3349) وأبو داود (2106) وابن ماجه (1887) وقال الترمذي : حديث حسن صحيح .
[19] (http://www.islamlight.net/dolm/swr.htm#_ftnref19) انظر : زاد المعاد (3/475) .

nooory3
06 Nov 2006, 01:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله فيك أخي الفاضل الخاص ولا حرمك الأجر والمثوبة على هذا السرد المبارك نسأل الله

أن يجعلنا ممن اقتدى بهدي نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم وتخلق بخلقه الذي ما كان إلا

القرآن الكريم ....

المخلصه 2007
06 Nov 2006, 02:54 PM
كتباتك جدا رائع وهذا موجود فى انحاء العالم باسره