The-little astronomer
19 Oct 2006, 10:13 PM
في الفلبين.. رمضان عطلة اختيارية
http://arabic.arabia.msn.com/ramadan2006/News/53340416.jpg
ٍكانت الفلبين من البلاد التي وصل الإسلام إليها بواسطة التجار المسلمين؛ الذين يرجع إليهم الفضل في نشر الإسلام في دول جنوب شرق آسيا عن طريق الدعوة إليه. واقتنع أهالي هذه البلاد بهذا الدين لما شاهدوه في هؤلاء التجار من سماحة الإسلام وتطابق دعوتهم مع أفعالهم؛ فكانت بذلك التجارة هي الممر الذي دخل من خلاله الإسلام هذه البلاد.
وظل هذا الدين هو الغالب فيها إلى أن هزم ماجلان الصليبي أهلها واحتلتها إسبانيا من بعده، وذلك في عهد فيليب الثاني عام (1568م)؛ فتغلب الصليبيون عليها وقهروا أهلها المسلمين الذين ما زالوا مقهورين؛ ولله الأمر من قبل ومن بعد.
والفلبين عبارة عن دولة مُكوَّنة من مجموعة من الجزر يبلغ عددها (1200) جزيرة. وإذا ما تجولت داخل هذه الجزر، وجدت المساجد والمعاهد الإسلامية؛ فهناك مسجد كوتاباتو – مسجد دافو – مسجد لانوا – مسجد سولو – مسجد مانيلا – مسجد باراغ، وأشهرها مسجد الإمام الشافعي. ولم تسلم هذه المساجد من اعتداءات جيش الفلبين في حربه ضد المسلمين هناك.
مظاهر رمضانية
إن لشهر رمضان سمات توارثها أهالي هذه البلاد؛ فأيامه تُعتبَر بالنسبة إليهم عطلةً اختياريةً، فما أن تثبت رؤية الهلال إيذانًا ببدء الصوم حتى يشترك جمع كبير من الرجال والنساء والأطفال في إقامة الابتهالات؛ تيمنًا بمقدم هذا الشهر، كما يهرع المصلون إلى المساجد لإضاءتها والاعتكاف بها، فهم يعتبرون المسجد طوال أيام رمضان المكان المُختَار للقاء العائلي.
وهذه عادات متوارثة تيقنًا منهم بأن رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله، ولابد من التسابق بين العائلات، بعضها البعض، في عمل الخير وتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين.
وإذا ما تناولت إفطارك على إحدى الموائد الفلبينية، وجدتهم يبدءون بتناول مشروب مفضل بالنسبة لهم؛ يتكون من الموز والسكر ولبن جوز الهند، ثم يقدم الكاري – كاري، وهو مكون من اللحم والبهارات، كما أنه يقدم لك (السي – يوان سوان) وقد طبخ من السمك أو اللحم.
وما إن ينتهِ الإفطار، حتى ترى المسلمين مُسرِعين إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء، وبعدها تقام الأذكار وتُختَم بصلاة التراويح، وهي واجبة الأداء؛ فكل مُصلٍّ لا بد أن يُؤدِّيَها، وتتكون من عشرين ركعةً تُصلَّى بحزبين.
أما بالنسبة لانتهاء الإفطار عند الأطفال؛ فتجدهم يخرجون مرتدين الثياب المزركشة حاملين في أيديهم ما يشبه فوانيس رمضان، يغنون أغانيهم الوطنية، ويتجمعون في شكل فِرَق يذهب كل فريق إلى أقرب مسجد؛ حيث يستقبلون المصلين بالأغاني والأناشيد.
ثم يزورون المساكن المجاورة للمسجد، ويظلون على هذه الحال حتى يحين موعد السحور، فيقومون هم أنفسهم بإيقاظ الأهالي لتناول السحور.
وغالبًا ما ترى نفس طعام الإفطار على موائد السحور، مُضافًا إليه نوع من الحلوى يُسمَّى (الأيام) وهو ما يشبه القطائف المصرية، وشرابَيْ الليمون وقمر الدين.
كما أن هناك أيضًا أنواعًا من الأطعمة تُؤكَل في السحور، أهمها: الجاه، والباولو، والكوستارد – وهو مكون من الدقيق والكريم والسكر والبيض.
ومن عادات المسلمين في هذه البلاد التي يتميزون بها أنهم يتزاورون خلال شهر رمضان؛ فتقضي الأسر الفقيرة أيام الشهر كله متنقلةً على موائد الأسر الغنية المجاورة دون حرج، كما يجمع الأغنياء صدقات رمضان وتُوزَّع على هذه الأسر ليلة النصف من الشهر.
ولو سألتَ أحد سكان جزر الفلبين عن كيفية إخراج زكاة الفطر عندهم لأجابك بأن الأهالي يجمعونها في شكل جماعي من بعضهم البعض، ثم يقوم شيخ المسجد، سواء في المدينة أو القرية، بمهمة توزيعها على مُستحِقيِّها كُلٌّ حسب حاجته دون أن يدري أحد سواه.
وتلك عادة توارثها أهالي هذه البلاد، جيلاً بعد جيل، منذ نشر الإسلام ألويته خفاقةً في تلك الأنحاء القاصية من الأرض، وهي في جوهرها تتفق مع تعاليم الإسلام.
</SPAN>
http://arabic.arabia.msn.com/ramadan2006/News/53340416.jpg
ٍكانت الفلبين من البلاد التي وصل الإسلام إليها بواسطة التجار المسلمين؛ الذين يرجع إليهم الفضل في نشر الإسلام في دول جنوب شرق آسيا عن طريق الدعوة إليه. واقتنع أهالي هذه البلاد بهذا الدين لما شاهدوه في هؤلاء التجار من سماحة الإسلام وتطابق دعوتهم مع أفعالهم؛ فكانت بذلك التجارة هي الممر الذي دخل من خلاله الإسلام هذه البلاد.
وظل هذا الدين هو الغالب فيها إلى أن هزم ماجلان الصليبي أهلها واحتلتها إسبانيا من بعده، وذلك في عهد فيليب الثاني عام (1568م)؛ فتغلب الصليبيون عليها وقهروا أهلها المسلمين الذين ما زالوا مقهورين؛ ولله الأمر من قبل ومن بعد.
والفلبين عبارة عن دولة مُكوَّنة من مجموعة من الجزر يبلغ عددها (1200) جزيرة. وإذا ما تجولت داخل هذه الجزر، وجدت المساجد والمعاهد الإسلامية؛ فهناك مسجد كوتاباتو – مسجد دافو – مسجد لانوا – مسجد سولو – مسجد مانيلا – مسجد باراغ، وأشهرها مسجد الإمام الشافعي. ولم تسلم هذه المساجد من اعتداءات جيش الفلبين في حربه ضد المسلمين هناك.
مظاهر رمضانية
إن لشهر رمضان سمات توارثها أهالي هذه البلاد؛ فأيامه تُعتبَر بالنسبة إليهم عطلةً اختياريةً، فما أن تثبت رؤية الهلال إيذانًا ببدء الصوم حتى يشترك جمع كبير من الرجال والنساء والأطفال في إقامة الابتهالات؛ تيمنًا بمقدم هذا الشهر، كما يهرع المصلون إلى المساجد لإضاءتها والاعتكاف بها، فهم يعتبرون المسجد طوال أيام رمضان المكان المُختَار للقاء العائلي.
وهذه عادات متوارثة تيقنًا منهم بأن رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله، ولابد من التسابق بين العائلات، بعضها البعض، في عمل الخير وتقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين.
وإذا ما تناولت إفطارك على إحدى الموائد الفلبينية، وجدتهم يبدءون بتناول مشروب مفضل بالنسبة لهم؛ يتكون من الموز والسكر ولبن جوز الهند، ثم يقدم الكاري – كاري، وهو مكون من اللحم والبهارات، كما أنه يقدم لك (السي – يوان سوان) وقد طبخ من السمك أو اللحم.
وما إن ينتهِ الإفطار، حتى ترى المسلمين مُسرِعين إلى المساجد لتأدية صلاة العشاء، وبعدها تقام الأذكار وتُختَم بصلاة التراويح، وهي واجبة الأداء؛ فكل مُصلٍّ لا بد أن يُؤدِّيَها، وتتكون من عشرين ركعةً تُصلَّى بحزبين.
أما بالنسبة لانتهاء الإفطار عند الأطفال؛ فتجدهم يخرجون مرتدين الثياب المزركشة حاملين في أيديهم ما يشبه فوانيس رمضان، يغنون أغانيهم الوطنية، ويتجمعون في شكل فِرَق يذهب كل فريق إلى أقرب مسجد؛ حيث يستقبلون المصلين بالأغاني والأناشيد.
ثم يزورون المساكن المجاورة للمسجد، ويظلون على هذه الحال حتى يحين موعد السحور، فيقومون هم أنفسهم بإيقاظ الأهالي لتناول السحور.
وغالبًا ما ترى نفس طعام الإفطار على موائد السحور، مُضافًا إليه نوع من الحلوى يُسمَّى (الأيام) وهو ما يشبه القطائف المصرية، وشرابَيْ الليمون وقمر الدين.
كما أن هناك أيضًا أنواعًا من الأطعمة تُؤكَل في السحور، أهمها: الجاه، والباولو، والكوستارد – وهو مكون من الدقيق والكريم والسكر والبيض.
ومن عادات المسلمين في هذه البلاد التي يتميزون بها أنهم يتزاورون خلال شهر رمضان؛ فتقضي الأسر الفقيرة أيام الشهر كله متنقلةً على موائد الأسر الغنية المجاورة دون حرج، كما يجمع الأغنياء صدقات رمضان وتُوزَّع على هذه الأسر ليلة النصف من الشهر.
ولو سألتَ أحد سكان جزر الفلبين عن كيفية إخراج زكاة الفطر عندهم لأجابك بأن الأهالي يجمعونها في شكل جماعي من بعضهم البعض، ثم يقوم شيخ المسجد، سواء في المدينة أو القرية، بمهمة توزيعها على مُستحِقيِّها كُلٌّ حسب حاجته دون أن يدري أحد سواه.
وتلك عادة توارثها أهالي هذه البلاد، جيلاً بعد جيل، منذ نشر الإسلام ألويته خفاقةً في تلك الأنحاء القاصية من الأرض، وهي في جوهرها تتفق مع تعاليم الإسلام.
</SPAN>