مفكرة الدعاة
01 Oct 2006, 04:03 AM
همسات أخوية
فاطمة المغربي
سألني والدي ذات مساء عندما زارني في غرفتي عن تحفة تذكارية لفتت انتباهه فأخبرته أنها من إحدى تلميذاتي وأريته غيرها أشياء جميلة أحتفظ بها أهديت إليَّ من بعض أخواتي في الله، عندها طافت مخيّلتي واستعرضت صور العديد من الأخوات والزميلات والتلميذات اللاتي جمعتني بهن طاعة الله، أثناء ذلك علت وجهي ابتسامة سعادة وأحسست بدفء الحب في الله يسري في عروقي، قلت في نفسي: والله إن الحب في الله من أجلّ النعم إن كان خالصاً لوجهه الكريم، ما أجمل أن يكون للإنسان مُحبّون لكن ليس لمصلحة شخصية أو منفعة ذاتية ينتهي عندها الود ويقف عندها الحب..
هذا الإنسان بهذه العواطف يُثبت إنسانيته ويسمو بأخلاقه ويتميز بشخصيته. إن للحب في الله معاني جميلة ومغازي جليلة البعض لا يدركها والبعض لا يستحضرها ليظل مصباح الأخوة مشتعلاً. من هذه المغازي المناصحة بإخلاص دون كلل أو ملل فكم من أخت رأت أختها على خطأ وتركت نصحها خوفاً من جرح مشاعرها، وكم من أخ رأى أخاه يتساهل في الفرائض والواجبات دون أن يناصحه خوفاً من غضبه وصدق الشاعر حين قال:
إن أخاك الحقّ من ناصحك = ومن أضرّ نفسه لينفعك
فلا معنى للأخوة دون مناصحة، فالمناصحة جذورالمحبة.
من مغازي المحبة في الله التضحية بالوقت وبالجهد وبالمال وإذا لزم الأمر بالنفس، ولا تستعجب من ذلك فكتب السابقين ملأى بالقصص الدالة على ذلك، فلماذا لا نحاول أن نجعل ذلك واقعاً ملموساً ولو بنسبة عشرة بالمئة؟! وسنجد عند ذاك راحة عظيمة. بل لماذا نبخل بالوقوف مع إخوان لنا ولو بالكلمة أو الدعاء.
ولنتذكر جميعاً قوله صلى الله عليه وسلم: " من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة.. ".
أضف إلى ذلك قول الله تعالى في الحديث القدسي: " المتحابون بجلالي أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ".
ومن مغازي المحبة في الله أنها تعين على القربات فضلاً عن المحافظة على الواجبات فهي مما يزيد بها الإيمان ومن ذلك التواصي على عمل الطاعات وترك المنكرات وقد أقسم الله على فلاح هذا النوع من الناس وخسران غيرهم في سورة العصر.
ومن مغازيها أيضاً أنها تطبع صورة المحبوب وأفعاله في قلب المحب وأفعاله فما أجمل أن يكون هذا المحبوب صاحب دينٍ أو خلقٍ رفيع أو ملازم لبيت من بيوت الله أو يحفظ كلام الله.
أما أهم مغازيها فهي تنبه الإنسان إلى الحبّ الأعظم حبّ الخالق جلّ وعلا المنعم عليه بهذه النعمة.
فلننظر هل لنا من أحباب في الله؟ إن كان الجواب نعم فلنبحث عن معاني المحبة في الله حتى لا نقصر ناحية إخواننا، إن كان لا فلننظر إذاً من هم أحبابنا وإذا نظرنا فلا ننسى أيضاً قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب " بمعنى يحشر مع من أحبه.
المرجع: مجلة الأسرة العدد 148 رجب 1426هـ
تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
صيد الفوائد
فاطمة المغربي
سألني والدي ذات مساء عندما زارني في غرفتي عن تحفة تذكارية لفتت انتباهه فأخبرته أنها من إحدى تلميذاتي وأريته غيرها أشياء جميلة أحتفظ بها أهديت إليَّ من بعض أخواتي في الله، عندها طافت مخيّلتي واستعرضت صور العديد من الأخوات والزميلات والتلميذات اللاتي جمعتني بهن طاعة الله، أثناء ذلك علت وجهي ابتسامة سعادة وأحسست بدفء الحب في الله يسري في عروقي، قلت في نفسي: والله إن الحب في الله من أجلّ النعم إن كان خالصاً لوجهه الكريم، ما أجمل أن يكون للإنسان مُحبّون لكن ليس لمصلحة شخصية أو منفعة ذاتية ينتهي عندها الود ويقف عندها الحب..
هذا الإنسان بهذه العواطف يُثبت إنسانيته ويسمو بأخلاقه ويتميز بشخصيته. إن للحب في الله معاني جميلة ومغازي جليلة البعض لا يدركها والبعض لا يستحضرها ليظل مصباح الأخوة مشتعلاً. من هذه المغازي المناصحة بإخلاص دون كلل أو ملل فكم من أخت رأت أختها على خطأ وتركت نصحها خوفاً من جرح مشاعرها، وكم من أخ رأى أخاه يتساهل في الفرائض والواجبات دون أن يناصحه خوفاً من غضبه وصدق الشاعر حين قال:
إن أخاك الحقّ من ناصحك = ومن أضرّ نفسه لينفعك
فلا معنى للأخوة دون مناصحة، فالمناصحة جذورالمحبة.
من مغازي المحبة في الله التضحية بالوقت وبالجهد وبالمال وإذا لزم الأمر بالنفس، ولا تستعجب من ذلك فكتب السابقين ملأى بالقصص الدالة على ذلك، فلماذا لا نحاول أن نجعل ذلك واقعاً ملموساً ولو بنسبة عشرة بالمئة؟! وسنجد عند ذاك راحة عظيمة. بل لماذا نبخل بالوقوف مع إخوان لنا ولو بالكلمة أو الدعاء.
ولنتذكر جميعاً قوله صلى الله عليه وسلم: " من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة.. ".
أضف إلى ذلك قول الله تعالى في الحديث القدسي: " المتحابون بجلالي أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ".
ومن مغازي المحبة في الله أنها تعين على القربات فضلاً عن المحافظة على الواجبات فهي مما يزيد بها الإيمان ومن ذلك التواصي على عمل الطاعات وترك المنكرات وقد أقسم الله على فلاح هذا النوع من الناس وخسران غيرهم في سورة العصر.
ومن مغازيها أيضاً أنها تطبع صورة المحبوب وأفعاله في قلب المحب وأفعاله فما أجمل أن يكون هذا المحبوب صاحب دينٍ أو خلقٍ رفيع أو ملازم لبيت من بيوت الله أو يحفظ كلام الله.
أما أهم مغازيها فهي تنبه الإنسان إلى الحبّ الأعظم حبّ الخالق جلّ وعلا المنعم عليه بهذه النعمة.
فلننظر هل لنا من أحباب في الله؟ إن كان الجواب نعم فلنبحث عن معاني المحبة في الله حتى لا نقصر ناحية إخواننا، إن كان لا فلننظر إذاً من هم أحبابنا وإذا نظرنا فلا ننسى أيضاً قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب " بمعنى يحشر مع من أحبه.
المرجع: مجلة الأسرة العدد 148 رجب 1426هـ
تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
صيد الفوائد