المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفريغ حلقات اسرار المحبين للشيخ محمد حسين يعقوب (متجددة)



صناع الحياة
26 Sep 2006, 01:30 PM
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه عدد خلقه ورضي نفسه وزنة كلماته و أصلي وأسلم علي أفضل الخلق و حبيب الحق الهادي إلي صراط مستقيم المبعوث بخير دين رسولنا و إمامنا و حبيبنا وسيدنا محمد صلي الله عليه و علي آله وصحبه أجمعين

أما بعد

شهر رمضان اختصه الله من بين الشهور بفضل عظيم

قال الله عنه : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (185) سورة البقرة

يا له من شهر عظيم نحبه و تهفو إلي لقاءه نفوسنا

نشتاق إليه و إلي قيام ليله و صيام نهاره

نشعر فيه بالقرب من الله

فترق القلوب

و تدمع العيون

و ترفع الأكف بالتضرع للرحيم الرحمن

فكم من عاصي ترك المعاصي في رمضان

و كم من بعيد فتحت له أبواب القرب و الرضوان

و كم من تائب أمطرت عليه سحائب الرحمة و الغفران

في هذا الشهر العظيم شهر رمضان

ها هو بدأ يلوح لنا في الأفاق

اقترب ..

بل ووصل إلينا وزيره شعبان ليقول لنا : هنيهة ويطل عليكم رمضان

يا لها من بشري فكم دعا كثيرون : اللهم بلغنا رمضان
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام *** يا حبيباً زارنا في كل عام
فاغفر اللهم ربي ذنبنا *** ثم زدنا من عطاياك الجسام

إخوتي في الله

إن هذا الشهر العظيم نريد أن نغتنمه

و نكون في من الفائزين .

و لكن كيف نعيش رمضان ؟؟

كيف نستقبل له ؟

و ماذا نفعل فيه ؟؟

أسئلة تحتاج لإجابة

من داعية رزقه الله أسلوب و حكمة

تحبه القلوب

ليخبرنا عن المحبين في ذلك الشهر و أسرارهم

فلم نجد غير الشيخ محمد حسين يعقوب (حفظه الله )

لنكون معه في

صناع الحياة
26 Sep 2006, 01:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خير خلق الله و على آله وصحبه وسلم
أسرار المحبين في رمضان
الدرس الاول
رمضان و ما ادراك ما رمضان
هو نعمة من نعم الله تعالى على هذه الأمة هذا الشهر الكريم لابد لنا من وقفة جادة و حقيقية قبل دخول الشهر حتى لا يضيع منا .
إن في هذا الشهر فرص لاتعوض
قال صلى الله عليه و سلم: (( رغم أنف من أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فأبعده الله فيالنار ))
فهذه خسارة عظيمة من يدرك رمضان و لم يغفر له
( ليس شرط المحب العصمة إنما شرطه كلما زل أن يتلافى تلك الوصمة )
قال ابن القيم :
( المتقي إذا أذنب ثم أفاق فعرف ما وقع منه هرع إلى الاستغفار و التوبة النصوح و اعمل الصالح و يظل يعمل الصالحات ملازما باب ربه خائفا و جلا مراقبا داعيا فيأتي مقابل السيئة بآلاف الحسنات حتى يندم الشيطان أن أوقعه في تلك المعصية .يجب أن ننتبه و في أول يوم من رمضان حتى لا يضيع منا رمضان كما غيره
الرسول صلى الله عليه و سلم كان يبشر أصحابه رضوان الله عليهم بقوله ( قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان و تغلق أبواب الجحيم و تغل فيه الشاطين ، فيه ليلة خير من ألف شهر ))
بعض العلماء قال أن هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان
عندما يأتي عليك رمضان يجب أن تتأمله من جميع جوانبه و عليك معرفته لانه كلما عرفت فضل رمضان الله سبحانه يعطيك و يكرمك
أول فضل لرمضان :
1- تعظيم هذا الشهر
الله سبحانه و تعالى عظمه و ذكره في القرآن باسمه دون بقية الشهور قال تعالى : ((( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ))) قال صلى الله عليه و سلم تعظيما لهذا الشهر ( أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان و أنزلت التوراة لست مضين من رمضان و أنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان و أنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان و أنزل رمضان لأربع و عشرين خلت من رمضان ))

صناع الحياة
26 Sep 2006, 01:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خير خلق الله و على آله وصحبه و سلم
أسرار المحبين
الدرس الثاني
**كيف اعظم هذا الشهر
*تعظيم الشهر بأن يكون لديك خوف من هذا الشهر نابع من قلبك


*قال أبو هريرة رضي الله عنه : إن هذا الشهر غنيمة يكتب الله بركته و رحمته لمن شاء من عباده قبل أن يدخله و يكتب إصره و شقاءه على من شاء من عباده قبل أن يدخله .


*من تعظيم الله تعالى لرمضان أن في شعبان يكون فيه الحسابات الختامية
كان الرسول صلى الله عليه و سلم يصوم شهر شعبان كله لحجيث السيدة عائشة
و حديث أسامة بن زيد :سألت رسول الله ما بالي أراك تصوم في شعبان أكثر مما تصوم في غيره ، قال لإنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله و أحب أن يرفع عملي و انا صائم .


* تجمع الصحف في شعبان و ترفع إلى الله تعالى و تبدأ سنة جديدة بدايتها رمضان فندخل رمضان و نحن خائفون و جلون متضرعون إلى الله ، قال تعالى ((( ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا)))


* تعظيم رمضان أن تدخله رهبا و رغبا خائف من أن تطرد ، طالب و طامع أن ترحم فأنت تعيش بين الخوف و الرجاء .


* القلب كالطائر ، الطائر له رأس و جانحين لو قطع رأس الطائر سيموت أما لو كسر جناحه لن يستطيع عندها الطيران فالقلب تمام هكذا رأسه حب الله تعالى و جناحيه أحدهما جناح خوف و الآخر جناح رجاء


**من فضائل هذا الشهر الكريم
2- قال الله تعالى في الحديث القدسي : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به


* الصيام فيه خاصية المراقبة


* كل سنة لدينا تدريب لمدة شهر طوال 30 يوم متواصلة من القيام و الصيام


* إن أول يوم في رمضان هو غعلان ثورة شاملة للتعبير الداخلي في القلوب أي داخل القلب الإنسان يثور على شهواته


* عند قدوم رمضان تنزع القيادة من النفس التي أستأسدت علينا قال تعالى ((( إن الحكم إلا لله و ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم و لكن أكثر الناس لا يعلمون )))


* علينا استشعار معاني الذل لله في الصيام


* الله سبحانه جعل الصيام حتى ينمي في قلبك نشاة أخرى ، إن الإنسان يمتنع في رمضان من حظوظ نفسه و شهواته الأصلية

صناع الحياة
26 Sep 2006, 01:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خير خلق الله و على آله وصحبه وسلم
أسرار المحبين
الدرس الثالث ( لسماع الدرس صوتياً ) (http://media.islamway.com/lessons/yaqoob/347_Ya3koob_AsrarAlMo7been/03.rm)مازال السؤال قائما كيف أعرف أن الله تعالى يحبني و كيف أعرف أنه سبحانه و تعالى يكرهني
يقول ابن القيم في مقدمة مدارج السالكين في شرح إياك نعبد و إياك نستعين في الكلام عن الاستعانة و إياك تظن أن استجابة الله لدعائك لكرامتك على الله بل قد يستجيب الله دعاء العبد لهوانه عليه و سقوطه من عينه فيعطيه ليطرده عن بابه
ليس معنى أنه أعطاك و استجاب لدعائك انه يحبك و ليس معنى أنه أعطاك لأنه يكرهك و لكن إذا أعطاك الذي يشغلك عنه إذا فهو هنا يكرهك و لا يريدك أما لو أعطاك الذي يقربك منه و يجعلك بين يديه سبحانه ويزيدك في الإيمان عندها يكون يحبك سبحانه .
قال شيبان الراعي لسفيان الثوري :" يا سفيان عد منع الله عطاء فإنه لم يمنعك بخلا و لكن منعك لطفا " ، عندما يمنع الله شيئا عن العبد يكون لطفا ، العلماء قالوا أن اللطف نوعان لطف ظاهر و لطف باطن .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
عبد الله إذا رأيت سربال النعمة يتقلص عنك فحسن ظنك في المنعم فإنه رفعه عنك لأ لا تتعثر
إن أكمل إيمان المرء أن يكره ما يكره الله و إن كان مخالفا لهواه و أن تكون لذتع فيما يرضي مولاه ويكون ألمه فيما يكرهه مولاه و هذا من حلاوة الإيمان، و قد جعل النبي صلى الله عليه و سلم من علامات وجوب حلاوة الإيمان أن يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار

صناع الحياة
26 Sep 2006, 01:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خير خلق الله و على آله وصحبه و سلم
أسرار المحبين
الدرس الرابع
لله في كل ليلة من ليالي رمضان بركات و كرامات لأهل الصوم
لله مع الصائمين أسرار
بين الحبيب و محبوبه أسرار لا يجب أن يطلع عليها أحد ، فلذلك قال بعض السلف " وودت لو اعبد الله عبادة
لا يطلع عليها الكرام الكاتبون " أوصى بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال ينبغي لكل مؤمن أن تكون له خبيئة من عمل صالح
يا أهل الإسلام ماذا صنع الصيام في قلوبكم ، لابد من وقفة مع حالك
لماذا نصوم ( فوئد الصيام )
1-كسر النفس
يقول ابن القيم عليه رحمة الله :
"بين العمل و بين القلب مسافة ، و بين القلب و بين الرب مسافة ، و في تلك المسافات قطاع طرق ، يقطعون الطريق على السائرين ، يقطعون الطريق أن يصل العمل إلى القلب و أن يصل القلب إلى الرب فتجد الرجل كثير العمل و ما وصل إلى قلبه من عمله شيئا ، لاخوف و لا رجاء و لا حب ولا يقين و لا رضى و قد تستولي النفس على العمل الصالح فتصيره جندا لها فتصول به و تطغى فترى الرجل أعبد ما يكون أزهد ما يكون أطوع ما يكون و هو عن الله أبعد ما يكون"
و يقول أيضا في علاج القلب من الاستيلاء النفس عليه و قد تستولي النفس على القلب فيصير القلب نفسا محضة يأمرك بالسوء والفحشاء و قد يستولي القلب على النفس فتصير النفس قلبا مطمئنا .
إن النفس لأمارة بالسوء هذه صفة النفس و صفة القلب مطمئن بذكر الله
إن الصائم قبل فطره يكون مستجاب الدعوة لأنه في هذه الحالة ذليل لله تعالى .
إن الشهوات تقسي القلب و تحول بينه و بين الذكر و الفكر ، خلو الباطن من الطعام و الشراب ينور القلب و يزيل قسوته ، قال صلى الله عليه و سلم : " ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه فإن كان لا محالة فاعلا فثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه .
نحن قوم لا نعيش لنأكل و لا نأكل لنعيش إنما نأكل لنقوم لله ، هذا الهدف من الأكل حتى أستطيع الصلاة و التعبد
إن رمضان مدرسة للتدريب و لكن للأسف أصبح في بعض البيوت تخريب لا تدريب
2-يفرغ القلب للذكر و الفكر أي فرغك الله في نهار رمضان حتى تعبده
3-أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه
قبل أن تأكل لا بد لك أن تشكر الله ، القضية ليست أنه أعطاك إنما أنه سبحانه سمح لك بالأكل ، فكم من إنسان أمامه الأكل و لا يستطيع أن يتناوله لمرض
قال تعالى :
((( انظروا إلى ثمره إذا أثمر و ينعه )))
((( كلوا من ثمره إذا أثمر )))
أي قبل أن تأكلوا انظروا لنعمة الله

كيف نشكر هذه النعمة ....بالصيام
4 – الصيام يضيق مجاري الدم على الشيطان قال صلى الله عليه و سلم : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم "
إذا استحضرنا الأهداف نستطيع أن نصل إليها
المنقبة الثالثة من مناقب رمضان أن فيه ليلة خير من ألف شهر هل استشعرت بأن أبواب الجنة مفتحة و أبواب النار مؤصدة .؟
5 – تسلسل الشياطين في رمضان
لم يعد لديك عذر لا شيطان يوسوس و لا مارد يحاربك إنما هي نفسك الأمارة بالسوء
6- جماعية الطاعة في رمضان
كل الناس صائمة كل البيوت تسمع منها الأذان و القرآن .
7 – في رمضان أسباب كثيرة لمغفرة الذنوب و العتق من النيران
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله و أنك رسول الله و صليت الصلوات الخمس و أديت الزكاة و صمت رمضان مع من أكون قال : من الصديقين و الشهداء