أبوالزبير
24 Sep 2006, 03:33 AM
أوقات شهر رمضان مباركة، وكثير من الناس – مع الأسف – يقضون معظم أوقاتهم أمام القنوات الفضائية المثقلة بالبرامج لإلهاء الناس مع ما فيها من فجور وعري، فهل الذنوب تتضاعف في هذا الشهر؟ وهل هذا يؤثر في الصوم؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أولاً: أنصح إخواني المسلمين بتعظيم شعائر الله _عز وجل_، ومن شعائر الله _عز وجل_ شهر رمضان، والله _عز وجل_ يقول:"ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" (الحج: من الآية32)، ويقول _سبحانه_: "ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ" (الحج: من الآية30)، ومن تعظيم شعيرة الصيام هو عدم اقتراف الذنوب فيها، وامتثال الأمر واجتناب النهي، والمبادرة والمسارعة إلى فعل الخيرات،من أداء الصلوات في أوقاتها في المساجد، وقراءة القرآن، والصدقة، وصلة الأرحام والبر بهم إلى غير ذلك.
لأن الحكمة من مشروعية الصيام هي تقوى الله _عز وجل_،كما قال _سبحانه_: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(البقرة:183).
وهكذا كان النبي _صلى الله عليه وسلم_، فكان يكثر من العبادات، من قراءة القرآن ومن الصلاة ومن الصدقة، كما في حديث ابن عباس _رضي الله عنه_ قال: "كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة"،أخرجه البخاري في صحيحه.
وفي حديث أبي ذر _رضي الله عنه_ قال: " صمنا مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فلم يصل بنا حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، ثم لم يقم بنا في السادسة، وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا له: يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه، فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر، وصلى بنا في الثالثة ودعا أهله ونساءه، فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح قلت له: وما الفلاح؟ قال: السحور "،أخرجه أحمد وأهل السنن، وقال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، فانظر أيها المسلم، لمَّا قام النبي _صلى الله عليه وسلم_ بالصحابة _رضي الله تعالى عنهم_، قال الصحابة:" يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا" يعني لو أكملت بنا كل الليل قيام، هكذا كان الصحابة _رضوان الله عليهم_، و هكذا كان السلف، وكان الإمام أحمد _رحمه الله_ وعطاء ومجاهد يختمون القرآن كل تسعة أيام مرة، فإذا دخل عليهم شهر رمضان ختموه أكثر من ذلك.
فينبغي على عموم المسلمين أن يعظموا شعيرة الصيام وهذا الشهر الكريم، وأن يتوبوا إلى الله _عز وجل_ من مشاهدة هذه القنوات الفضائية، التي يهدف فيها أعداء الإسلام إلى إضلال المسلمين وإفساد عقائدهم و أخلاقهم؛ فإن الغالب أن القائمين على مثل هذه القنوات هم من اليهود أو النصارى، أو من أتباعهم من أعداء الإسلام، فعلى المسلم أن يتوب إلى الله _عز وجل_، وأن يخرج مثل هذه الآلات من بيته، وأن يقلع عن الذنوب والمعاصي، وأن يغتنم فرصة هذا الشهر بكثرة العبادة، واللجوء إلى الله _عز وجل_، وألا يضيع أوقاته ودقائقه الثمينة فيما يضره ولا ينفعه في الدنيا والآخرة.
وأما بالنسبة للذنوب في شهر رمضان فإنها لا تتضاعف ولكن تعظم؛ فإن الذنب يعظم في الزمان الفاضل وفي المكان الفاضل، فذنب في رمضان ليس كذنب في شوال أو في شعبان، كما أن الحسنة في رمضان ليست كالحسنة في شوال أو في شعبان، الحسنات في رمضان تتضاعف، وأما الذنوب فهي تعظم، الذنب في رمضان يكون عظيماً عند الله _عز وجل_.
نسأل الله _عز وجل_ أن يمتن على المسلمين جميعاً بتوبة نصوح إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المشيقح
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أولاً: أنصح إخواني المسلمين بتعظيم شعائر الله _عز وجل_، ومن شعائر الله _عز وجل_ شهر رمضان، والله _عز وجل_ يقول:"ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ" (الحج: من الآية32)، ويقول _سبحانه_: "ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ" (الحج: من الآية30)، ومن تعظيم شعيرة الصيام هو عدم اقتراف الذنوب فيها، وامتثال الأمر واجتناب النهي، والمبادرة والمسارعة إلى فعل الخيرات،من أداء الصلوات في أوقاتها في المساجد، وقراءة القرآن، والصدقة، وصلة الأرحام والبر بهم إلى غير ذلك.
لأن الحكمة من مشروعية الصيام هي تقوى الله _عز وجل_،كما قال _سبحانه_: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(البقرة:183).
وهكذا كان النبي _صلى الله عليه وسلم_، فكان يكثر من العبادات، من قراءة القرآن ومن الصلاة ومن الصدقة، كما في حديث ابن عباس _رضي الله عنه_ قال: "كان رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة"،أخرجه البخاري في صحيحه.
وفي حديث أبي ذر _رضي الله عنه_ قال: " صمنا مع رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فلم يصل بنا حتى بقي سبع من الشهر، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، ثم لم يقم بنا في السادسة، وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل، فقلنا له: يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه، فقال: إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، ثم لم يصل بنا حتى بقي ثلاث من الشهر، وصلى بنا في الثالثة ودعا أهله ونساءه، فقام بنا حتى تخوفنا الفلاح قلت له: وما الفلاح؟ قال: السحور "،أخرجه أحمد وأهل السنن، وقال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، فانظر أيها المسلم، لمَّا قام النبي _صلى الله عليه وسلم_ بالصحابة _رضي الله تعالى عنهم_، قال الصحابة:" يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا" يعني لو أكملت بنا كل الليل قيام، هكذا كان الصحابة _رضوان الله عليهم_، و هكذا كان السلف، وكان الإمام أحمد _رحمه الله_ وعطاء ومجاهد يختمون القرآن كل تسعة أيام مرة، فإذا دخل عليهم شهر رمضان ختموه أكثر من ذلك.
فينبغي على عموم المسلمين أن يعظموا شعيرة الصيام وهذا الشهر الكريم، وأن يتوبوا إلى الله _عز وجل_ من مشاهدة هذه القنوات الفضائية، التي يهدف فيها أعداء الإسلام إلى إضلال المسلمين وإفساد عقائدهم و أخلاقهم؛ فإن الغالب أن القائمين على مثل هذه القنوات هم من اليهود أو النصارى، أو من أتباعهم من أعداء الإسلام، فعلى المسلم أن يتوب إلى الله _عز وجل_، وأن يخرج مثل هذه الآلات من بيته، وأن يقلع عن الذنوب والمعاصي، وأن يغتنم فرصة هذا الشهر بكثرة العبادة، واللجوء إلى الله _عز وجل_، وألا يضيع أوقاته ودقائقه الثمينة فيما يضره ولا ينفعه في الدنيا والآخرة.
وأما بالنسبة للذنوب في شهر رمضان فإنها لا تتضاعف ولكن تعظم؛ فإن الذنب يعظم في الزمان الفاضل وفي المكان الفاضل، فذنب في رمضان ليس كذنب في شوال أو في شعبان، كما أن الحسنة في رمضان ليست كالحسنة في شوال أو في شعبان، الحسنات في رمضان تتضاعف، وأما الذنوب فهي تعظم، الذنب في رمضان يكون عظيماً عند الله _عز وجل_.
نسأل الله _عز وجل_ أن يمتن على المسلمين جميعاً بتوبة نصوح إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المشيقح