anamel
16 Mar 2004, 03:33 AM
الإعجاب.. إلى أين ؟
عبد الملك القاسم
فتاة شابة ممتلئة حيوية ونشاطاً.. الابتسامة لا تفارق محياها، والبشاشة تطل من ثنايا وجهها! وفجأة بدت شاردة ساهية.. مصوبة عينها نحو (امرأة) من بني جلدتها.. تسير لتراها وتتعب لتسمع كلمة منها! إذا لبست المرأة لبست الفتاة مثلها وإذا قامت قامت مثلها.. تقلد حركاتها وتستملح فعالها.. مُعجبة بجمالها وأناقتها! ملكت قلبها وأسرت فؤادها.. لقد سقطت الفتاة فيما يُسمّى بالإعجاب! ورغم أن الفتاة المسلمة واعية مدركة تقدر الأمور بقدرها تجعل الحلال أمام عينيها فتدركه، والحرام خلفها وتبتعد عنه! خاصة إذا كانت فتاة مقبلة على الحياة والأمر يتعلق بقلبها وقد يُمرضه! ولكن لفشو هذه الظاهرة وما قد تؤدي إليه من أمور خطيرة خاصة أنه اشتبه على الكثيرات الفرق بين المحبة في الله ومرض الإعجاب! نقدم للأخت المسلمة ولكل فتاة زلّت قدمها في هذا الأمر فتوى فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين، فقد سُئل فضيلته السؤال التالي:
كثُر في المدراس ظاهرة "الإعجاب" وذلك أن تتعلق الطالبة بحب معلمة من أجل أناقتها أو جاهها أو جمالها (محبة دنيوية)، أو تتعلق طالبة بطالبة أخرى فتكثر من الحديث عنها أو كتابة اسمها على دفترها، وقد ترسل لها رسائل إعجاب بشخصها، وبالجملة تكون (محبوبتها) وهي شغلها الشاغل. فما حكم هذه المحبة الدنيوية؟ وما الفرق بينها وبين الحب في الله، علماً بأن بعض صاحبات الإعجاب قد وقعن في الشذوذ الجنسي- والعياذ بالله-؟!
فأجاب فضيلته:
ورد في الحديث الصحيح "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله إلخ، فالمحبة الجائزة أو الواجبة هي محبة لله وفي الله، ومن آثارها: أن يقتدي بالمحبوب في أعماله الصالحة، ويطيعه في نصائحه، وأن ينصحه عند وقوعه في خطأ أو زلل. فأما مثل هذه المحبة التي هي من آثار الإعجاب بالجمال والأناقة واللياقة، والتي يكون من آثارها: التعلُّق بالمحبوب، ومحاكاة أفعاله، وتقليده في سيره ومنطقه وسائر أحواله، مما يدل على تعلق القلب به، فإنها محبة شهوة وعشق وميل إلى فعل الفاحشة، وسواء كانت محبة رجل بامرأة وشغفه بها، بحيث يكثر من ذكرها ويضمن ذلك في شعره كما حصل من (مجنون ليلى) و(كثير عزة)، أو محبة رجل لرجل كالذين يعشقون المردان من الشباب ويحاولون أن يلتصقوا بهم مهما استطاعوا، أو من امرأة لرجل كما حكى الله عن امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام قال تعالى: { وقال نسوةٌ في المدينة امرأتُ العزيز تُراود فتاها عن نفسه قد شغفها حُبّاً } وهكذا قد يكون من امرأة لأخرى وذلك قليل في التاريخ، لكن لا يستغرب حدوثه في هذه الأزمنة التي حصل فيها ما يثير الغرائز ويدفع الكوامن ولو من المرأة مع أخرى وهو ما يعرف (بالسحاق ويعرف الآن بالشذوذ الجنسي) وإن كان أخف من فعل فاحشة اللواط لخلوِّه من الإيلاج ولكنه محرم، وكذلك وسائله من المبالغة في الحب لمجرد الجمال والحسن وهكذا ما يؤدي إلى ذلك، فالواجب التوبة عن جميع ما ذكر، وتعلق القلب بالرب تعالى والله أعلم.
كما سُئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان السؤال التالي:
هل يجوز الحب لغير الله، حيث إنني تأثرت بمعلمتي ومربيتي في المدرسة أرجو الإفادة؟
فأجاب فضيلته:
إذا كانت معلمتك مؤمنة فأحبيها في الله، وإذا كانت غير مؤمنة فلا تحبيها فإنه لا يجوز حب أعداء الله عزّ وجلّ من الكفار والمنافقين. وإنما يكون الحب والمودة لأهل الإيمان كما قال سبحانه وتعالى: { إنَّما المؤمنون إخوة } وقال سبحانه وتعالى: { يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء } - يعني تحبونهم وتوالونهم وتناصرونهم وتدافعون عنهم وتمدحونهم، { بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنّه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } إلى قوله تعالى: { إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هُمُ الغالبون } .
وقال سبحانه وتعالى: { يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم مكن الحق } إلى قوله: { تُسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضلّ سواء السبيل } وقال تعالى: { ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا ءامنّا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } .
وقال تعالى: { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادُّون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } .
فالواجب على المؤمن أن يوالي ويحب أولياء الله ويعادي أعداء الله. هذا هو الحب في الله والبغض في الله وهو أوثق عرى الإيمان. وهذا من أصول الدين وأصول العقيدة، الحب في الله والبغض في الله ومن مقتضى لا إله إلا الله، وهو سنة الخليل عليه السلام: { قد كانت لكم أسوةٌ حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم وممّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده } .
وقال تعالى: { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إياه فلمّا تبيّن له أنه عدوٌ لله تبرّأ منه إنّ إبراهيمَ لأوّاهٌ حليمٌ } .
فكما انه يجب على المسلم أن يتبرأ من الشرك، يجب عليه أن يتبرأ من المشركين والكفار والملحدين، وأن يوالي أهل الإيمان وأهل الطاعة ولو كانوا من أبعد الناس عنه نسباً أو داراً. وأن يعادي أهل الكفر ولو كانوا من أقرب الناس إليه نسباً أو داراً. هكذا الولاء والبراء في الإسلام. أ.هـ
وبعد أن اتضح للأخت المسلمة الداء ومكمن الخطر، نقدم جواباً شافياً لمن أرادت أن تتخلص من هذا الداء وتتلمس الدواء فقد سُئل فضيلة الشيخ محمّد بن صالح العثيمين السؤال التالي:
انتشر عندنا عادة قبيحة بين النساء ويأسف كل غيور على نساء المسلمين لذلك، وهي فتنة الطالبات بعضهم ببعض، وقد تُسمى في بعض المناطق بالصحبة، وخلاصة هذه العادة: أن تُعجب الفتاة بفتاة أخرى لا لدينها بل لجمالها فقط، فتعقد عليها أو تجعلها مِلكاً لها فلا تجالس إلا هذه الفتاة، ولا تتكلم إلا معها، وتقلدها في جميع شؤونها، بل يصل الأمر إلى أن تنام عندها في بعض الليالي، بل تقبِّلها في وجهها وصدرها، وتكتب اسمها أو الحرف الذي يشير إلى اسمها على حقيبتها وثيابها المدرسية، وقد يصِل الأمر يا فضيلة الشيخ إلى أن تعاملها كما تعامل زوجها ولها من الحقوق مثل الزوج إن لم يكن أكثر. فما رأي الشرع في هذا الأمر وهل من نصيحة توصون بها من ابتليت بهذا الداء؟
فأجاب فضيلته:
هذا الداء يسمى بداء العشق، ولا يكون إلا من قلب فارغ من محبة الله عزّ وجلّ، إما فراغاً كلياً أو فراغاً كبيراً، والواجب على من ابتليت بهذا الشيء أن تبتعد عمن فتنت بها، فلا تجالسها، ولا تكلمها، ولا تتودد إليها حتى يذهب ما في قلبها، فإن لم تستطع، فالواجب على ولي المرأة الأخرى أن يفرق بينها وبين تلك المرأة وأن يمنعها من الاتصال بها، ومتى كان الإنسان مقبلاً على الله عزّ وجلّ معلقاً قلبه به فإنه لا يدخل في قلبه مثل هذا الشيء الذي يبتلى به كثير من الناس وربما أهلكه، نسأل الله العافية والسلامة. أ. هـ
وبعد.. أختي المسلمة.. نربأ بفتاة الإسلام أن تكون خاوية الفكر، ضعيفة الشخصية.. تنساق وراء العواطف غير المتزنة.. بل هي كما عهدناها التوابة الأوابة صاحبة التوبة والعودة من ترفع الأمة بها رأساً.. جعلك الله هادية مهدية وأقرَّ عينك بنصرة الإسلام والمسلمين.. وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
دار القاسم: المملكة العربية السعودية_ص ب 6373 الرياض 11442
هاتف: 4092000/ فاكس: 4033150
البريد الالكتروني: sales@dar-alqassem.com
الموقع على الانترنت: www.dar-alqassem.com
المصدر : دار القاسم
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات
عبد الملك القاسم
فتاة شابة ممتلئة حيوية ونشاطاً.. الابتسامة لا تفارق محياها، والبشاشة تطل من ثنايا وجهها! وفجأة بدت شاردة ساهية.. مصوبة عينها نحو (امرأة) من بني جلدتها.. تسير لتراها وتتعب لتسمع كلمة منها! إذا لبست المرأة لبست الفتاة مثلها وإذا قامت قامت مثلها.. تقلد حركاتها وتستملح فعالها.. مُعجبة بجمالها وأناقتها! ملكت قلبها وأسرت فؤادها.. لقد سقطت الفتاة فيما يُسمّى بالإعجاب! ورغم أن الفتاة المسلمة واعية مدركة تقدر الأمور بقدرها تجعل الحلال أمام عينيها فتدركه، والحرام خلفها وتبتعد عنه! خاصة إذا كانت فتاة مقبلة على الحياة والأمر يتعلق بقلبها وقد يُمرضه! ولكن لفشو هذه الظاهرة وما قد تؤدي إليه من أمور خطيرة خاصة أنه اشتبه على الكثيرات الفرق بين المحبة في الله ومرض الإعجاب! نقدم للأخت المسلمة ولكل فتاة زلّت قدمها في هذا الأمر فتوى فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين، فقد سُئل فضيلته السؤال التالي:
كثُر في المدراس ظاهرة "الإعجاب" وذلك أن تتعلق الطالبة بحب معلمة من أجل أناقتها أو جاهها أو جمالها (محبة دنيوية)، أو تتعلق طالبة بطالبة أخرى فتكثر من الحديث عنها أو كتابة اسمها على دفترها، وقد ترسل لها رسائل إعجاب بشخصها، وبالجملة تكون (محبوبتها) وهي شغلها الشاغل. فما حكم هذه المحبة الدنيوية؟ وما الفرق بينها وبين الحب في الله، علماً بأن بعض صاحبات الإعجاب قد وقعن في الشذوذ الجنسي- والعياذ بالله-؟!
فأجاب فضيلته:
ورد في الحديث الصحيح "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله إلخ، فالمحبة الجائزة أو الواجبة هي محبة لله وفي الله، ومن آثارها: أن يقتدي بالمحبوب في أعماله الصالحة، ويطيعه في نصائحه، وأن ينصحه عند وقوعه في خطأ أو زلل. فأما مثل هذه المحبة التي هي من آثار الإعجاب بالجمال والأناقة واللياقة، والتي يكون من آثارها: التعلُّق بالمحبوب، ومحاكاة أفعاله، وتقليده في سيره ومنطقه وسائر أحواله، مما يدل على تعلق القلب به، فإنها محبة شهوة وعشق وميل إلى فعل الفاحشة، وسواء كانت محبة رجل بامرأة وشغفه بها، بحيث يكثر من ذكرها ويضمن ذلك في شعره كما حصل من (مجنون ليلى) و(كثير عزة)، أو محبة رجل لرجل كالذين يعشقون المردان من الشباب ويحاولون أن يلتصقوا بهم مهما استطاعوا، أو من امرأة لرجل كما حكى الله عن امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام قال تعالى: { وقال نسوةٌ في المدينة امرأتُ العزيز تُراود فتاها عن نفسه قد شغفها حُبّاً } وهكذا قد يكون من امرأة لأخرى وذلك قليل في التاريخ، لكن لا يستغرب حدوثه في هذه الأزمنة التي حصل فيها ما يثير الغرائز ويدفع الكوامن ولو من المرأة مع أخرى وهو ما يعرف (بالسحاق ويعرف الآن بالشذوذ الجنسي) وإن كان أخف من فعل فاحشة اللواط لخلوِّه من الإيلاج ولكنه محرم، وكذلك وسائله من المبالغة في الحب لمجرد الجمال والحسن وهكذا ما يؤدي إلى ذلك، فالواجب التوبة عن جميع ما ذكر، وتعلق القلب بالرب تعالى والله أعلم.
كما سُئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان السؤال التالي:
هل يجوز الحب لغير الله، حيث إنني تأثرت بمعلمتي ومربيتي في المدرسة أرجو الإفادة؟
فأجاب فضيلته:
إذا كانت معلمتك مؤمنة فأحبيها في الله، وإذا كانت غير مؤمنة فلا تحبيها فإنه لا يجوز حب أعداء الله عزّ وجلّ من الكفار والمنافقين. وإنما يكون الحب والمودة لأهل الإيمان كما قال سبحانه وتعالى: { إنَّما المؤمنون إخوة } وقال سبحانه وتعالى: { يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء } - يعني تحبونهم وتوالونهم وتناصرونهم وتدافعون عنهم وتمدحونهم، { بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنّه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } إلى قوله تعالى: { إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . ومن يتول الله ورسوله والذين ءامنوا فإن حزب الله هُمُ الغالبون } .
وقال سبحانه وتعالى: { يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم مكن الحق } إلى قوله: { تُسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضلّ سواء السبيل } وقال تعالى: { ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا ءامنّا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } .
وقال تعالى: { لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادُّون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم } .
فالواجب على المؤمن أن يوالي ويحب أولياء الله ويعادي أعداء الله. هذا هو الحب في الله والبغض في الله وهو أوثق عرى الإيمان. وهذا من أصول الدين وأصول العقيدة، الحب في الله والبغض في الله ومن مقتضى لا إله إلا الله، وهو سنة الخليل عليه السلام: { قد كانت لكم أسوةٌ حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم وممّا تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده } .
وقال تعالى: { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إياه فلمّا تبيّن له أنه عدوٌ لله تبرّأ منه إنّ إبراهيمَ لأوّاهٌ حليمٌ } .
فكما انه يجب على المسلم أن يتبرأ من الشرك، يجب عليه أن يتبرأ من المشركين والكفار والملحدين، وأن يوالي أهل الإيمان وأهل الطاعة ولو كانوا من أبعد الناس عنه نسباً أو داراً. وأن يعادي أهل الكفر ولو كانوا من أقرب الناس إليه نسباً أو داراً. هكذا الولاء والبراء في الإسلام. أ.هـ
وبعد أن اتضح للأخت المسلمة الداء ومكمن الخطر، نقدم جواباً شافياً لمن أرادت أن تتخلص من هذا الداء وتتلمس الدواء فقد سُئل فضيلة الشيخ محمّد بن صالح العثيمين السؤال التالي:
انتشر عندنا عادة قبيحة بين النساء ويأسف كل غيور على نساء المسلمين لذلك، وهي فتنة الطالبات بعضهم ببعض، وقد تُسمى في بعض المناطق بالصحبة، وخلاصة هذه العادة: أن تُعجب الفتاة بفتاة أخرى لا لدينها بل لجمالها فقط، فتعقد عليها أو تجعلها مِلكاً لها فلا تجالس إلا هذه الفتاة، ولا تتكلم إلا معها، وتقلدها في جميع شؤونها، بل يصل الأمر إلى أن تنام عندها في بعض الليالي، بل تقبِّلها في وجهها وصدرها، وتكتب اسمها أو الحرف الذي يشير إلى اسمها على حقيبتها وثيابها المدرسية، وقد يصِل الأمر يا فضيلة الشيخ إلى أن تعاملها كما تعامل زوجها ولها من الحقوق مثل الزوج إن لم يكن أكثر. فما رأي الشرع في هذا الأمر وهل من نصيحة توصون بها من ابتليت بهذا الداء؟
فأجاب فضيلته:
هذا الداء يسمى بداء العشق، ولا يكون إلا من قلب فارغ من محبة الله عزّ وجلّ، إما فراغاً كلياً أو فراغاً كبيراً، والواجب على من ابتليت بهذا الشيء أن تبتعد عمن فتنت بها، فلا تجالسها، ولا تكلمها، ولا تتودد إليها حتى يذهب ما في قلبها، فإن لم تستطع، فالواجب على ولي المرأة الأخرى أن يفرق بينها وبين تلك المرأة وأن يمنعها من الاتصال بها، ومتى كان الإنسان مقبلاً على الله عزّ وجلّ معلقاً قلبه به فإنه لا يدخل في قلبه مثل هذا الشيء الذي يبتلى به كثير من الناس وربما أهلكه، نسأل الله العافية والسلامة. أ. هـ
وبعد.. أختي المسلمة.. نربأ بفتاة الإسلام أن تكون خاوية الفكر، ضعيفة الشخصية.. تنساق وراء العواطف غير المتزنة.. بل هي كما عهدناها التوابة الأوابة صاحبة التوبة والعودة من ترفع الأمة بها رأساً.. جعلك الله هادية مهدية وأقرَّ عينك بنصرة الإسلام والمسلمين.. وصلى الله وسلم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلم.
دار القاسم: المملكة العربية السعودية_ص ب 6373 الرياض 11442
هاتف: 4092000/ فاكس: 4033150
البريد الالكتروني: sales@dar-alqassem.com
الموقع على الانترنت: www.dar-alqassem.com
المصدر : دار القاسم
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات