المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تعالوا نؤمن ساعة ...



وهج امين
15 Aug 2006, 12:32 AM
محاضرة القيت في هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة بعنوان (تعالوا نؤمن ساعة ) وقد قمت بتلخيصها بأسلوبي ونشرها راجية من المولى عز وجل ان يجزي من القتها كل خير وأن يجعلها في ميزان حسناتها
( تعالوا نؤمن ساعة )
تناولت فيه العناصر الاتية:
1 – تفسير الاية (لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة )
من خلال الغزو المغولي الغاشم على بغداد في الزمن السابق وواقع المسلمين الحالي
2- تراكم الأحقاد وما قابلها من ضعف الهمة ... وصور من ضعف الهمة والعزيمة
3- دور الإعلام في تعميق الهزيمة وتهميش القضايا الإسلامية وتمييع العقيدة
4- ليكن هم الإسلام والدعوة اليه همنا الأكبر...وقفة مصارحة
5- الدعوة الى الله والأساليب المتبعة لتحقيق ذلك من خلال قصة نبي الله نوح عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
1-قال الله تعالى ( لا يرقبون في مؤمن الا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون ) هذه الاية لو تأملنا فيها بعمق وقلبنا صفحات التاريخ بل اذا وقفنا على واقعنا الاليم الذي سطرت حروفه بمداد من دم ...لوجدنا تفسيرا للأسئلة التي تدور في دهاليز العقل
ان المراقبة هي المراعاة لما تقدم من العهد الذي يلزم الديانة ، لئلا يقع اخلال بشئ منه . والئل العهد . والذمة عقد الجوار ، وهما متقاربان . وفصل بينهما بأن الذمة عقد قوم يذم نقضه . والئل الذي هو العهد عقد يدعو إلى الوفاء والبيان الذي فيه ، لانه يلوح المعنى الذي يدعوا إلى الوفاء إذا ضل كل واحد
اخبر الله تعالى عن هؤلاء المشركين انهم لا يراعون في المؤمن عقد العهد ولا ذمة الجواز ، وانهم مع ذلك معتدون . والاعتداء الخروج من الحق واصله المجاوزة ، ومنه التعدي وهو تجاوز الحد ومعاداة القوم مجاوزة الحد في البغضة وكذلك العداوة . والاستعداء طلب معاملة العدو في الإيقاع به ، والعدو مجاوزة
حد السعي . والغرض بالاية حث المسلمين على قتالهم ، وأن لا يبقوا عليهم كما أنهم لو ظهروا على المسلمين لم يبقوا عليهم .والتاريخ شاهد على هذه الحقيقة المرة
فقد سرد ابن الأثير صور مريرة للغزو الهمجي المغولي الذي طرق ابواب العالم الإسلامي فكانت حملات غاشمة كمد البحر او الطوفان فقال ( كان يوما عظيما من كثرة البكاء من الرجال والنساء والولدان ....فلما كان اليوم الرابع نادوا في البلد ان يخرج جميعهم ومن تاخر قتلوه فخرج جميع الرجال والنساء والصبيان ففعلوا مع اهل سمرقند مثل فعلهم مع اهل بخارى من القتل والنهب والسي والفساد ودخلوا البلد فنهبوا فيه واحرقوا الجامع وافتضوا الأبكار وقتلوا من لم يصلح للسبي )فأبيد الملايين من السكان وتهدمت الوف المساجد ... ووصلوا الى العاصمة الإسلامية ( بغداد) بتشجيع من النصارى والشيعة فخربوا المساجد واتلفوا المكتبات بإحراق الكتب والقائها الى نهر دجلة وقتلوا سكان بغداد وقد قدر عدد القتلى في يوم واحد بألف الف قتيل أي بمليون قتيل
... وعلى امتداد التاريخ استمر مسلسل الدم يعصف بالعالم الإسلامي ...وتنوعت صوره ومسمياته وشعاراته
وسيظل كذلك كلما ضعفت الأمة وأصبح أهون ما لديها هو دينها
2-لقد شغل المسلمون في امور شتى فالشباب والفتيات هم في سباق مع صرعات الموضة والغناء
والتجار والعااملون يستبقون في رفع ارصدتهم في البنوك بالاقتتال على الاسهم والاكتتابات دون خوف من الله من تصاعد اسهم الربا والفوائد في ارصدتهم ووو...
اصبح لكل فرد هم .. فأصبح الاسلام غريبا في ارضه وفي عقر داره ..حتى الأحداث الدموية تم تفسيرها تفسيرا سياسيا واقتصاديا بعيد عن الاسلام رغم ان الجميع يعلم انها حروب عقدية ضحيتها كل من يحمل الهوية الاسلامية
3-للإعلام دور كبير في غربة الدين فبالإضافة الى الكم الغث من البرامج الماجنة التي يروج لها فحتى الأخبار والمواد الاعلامية التي يقدمها تحمل في طياتها من السموم الكثير
لقد درس الأعداء نفسياتنا ...فعلموا انهم بمقدورهم ان يثيرونا وبمقدورهم ان يخدرونا
لقد ثارت الامة عندما اقتحم شارون القذر باحة الأقصى الشريف ونددت وتظاهرت ورفعت شعار المقاطعه للمنتجات الأمريكية ومع الأيام خبت الأصوات وعادت المنتجات
وانطلق عبر الأثير أصداء لدعوات تنادي بحقوق الأسرى في ابو غريب وغوانتاناموا ...ثم تلاشت
وقامت الدنيا لتدنيس المصحف ثم قعدت
ونادى الجميع لمقاطعة المنتجات الدنماركية في حادث سب الرسول الأعظم - اغلى نفس على وجه الأرض منذ خلق الله الخلق - ثم هاهي ذي المنتجات تعود الى مكانها السابق وكأن شيئا لم يكن
واليوم نرى احداث لبنا ن وفلسطين ولا يقلب المرء قناة الا وجد فيها صورا للمذابح والانتهاكات التي تثير في نفسه الكثير من المشاعر والانفعالات ولكن مع كثرتها واستمرارها يصاب المشاهد بالملل فيقلب تلك القنوات ويتحول الى قنوا ت الغناء والفن وسباقات النجوم لينفس عن نفسه قليلا ويوسع صدره للأسف ويسترخي قليلا بحقنة فنية مخدرة ليبتعد عن الواقع المرير الى عالم الأحلام والأهواء وهذا ما يريده اعداء الإسلام ان ننظر بعين الى الأحداث وبالأخرى الى المغريات
فتضيع الهوية ...ويحس المسلم بغربة وضياع وتمزق بين عقيدة يعتنقها ويؤمن بها وبين واقع مغاير لهذه العقيدة ...فتتجاذبه العقيدة والواقع فيقف على مفترق طرق اما ان ينحرف مع الواقع ويتخلى عن العقيدة فيتيه مع التائهين او يختار العزلة والغربة عن واقعه فيصبح خطرا على نفسه ومجتمعه في بعض الأحوال او ان يدع الأمور تجري على اعنتها متخذا موقفا سلبيا تجاه قضايا الأمة
4-وهذا مالا نريده للداعية الإسلامي والذي جعل همه الأول نشر السعادة الحقيقية ... الداعية الذي اتخذ مهنة الأنبياء هدفا له
وهنا نقف قليلا نصارح انفسنا ....مذا صنعت لهذا الدين ...ماذا سطرت على جبين المجد الإسلامي ...هل كان لك دور في صنع معروف او خير ...هل انت ممن اصطفاك الله لنصرة دينه ...ام هل كنت سببا في كبوته
نعم ....الغلبة لهذا الدين بي او بك او بغيرنا ...لكن الا تتمنين ان تكوني من اهل الله المحبوبين (وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) وقال تعالى(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)
هل انت ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بطريقة صحيحة ...هل صبرت على اختك عندما رأيتها ترتدي القصير وطالبتك النامصة ...وقريبتك التي اصيبت بداء النميمة
هل صبرت على اذاهم وداومت في دعوتهم بطرق لينه ...تقربهم الى الرحمن الرحيبم
اذا اردت ذلك فعليك بسورة نوح ... اقرئيها بتأني وستجديها مشعلا لك ينير لك الطريق
فالقاري للآيات يجد ان كلمات القران حملت في ثناياها الهم الذي حمله نوح عليه السلام في نيل رضا الله وهمه العظيم في اخراج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد(قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا *ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا *ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا )
فقفي امام جهاد نوحٍ، وصبره، وتضحيته في سبيل تبليغ الدعوة، فقد دعا قومه ليلاً ونهاراً، وسراً وجهاراً، افرادا وجماعات ...حتى ان كتب التفاسير ذكرت انه كان يتعرض لايذائهم فيقعد على سرير المرض اياما وشهورا ...وما ان يتماثل الشفاء حتى يعود الى دعوتهم بلا ملل اوكلل بل والأمل يحدوه في ايمانهم فلم يزدهم ذلك إلا إِمعاناً في الضلال والعصيان ( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا )
ونجد نوح عليه السلام في الايات يخاطب الله عز وجل وكأنه بقدم تقريرا عن المهمة التي امر يأدائها .... بكل الطرق لينال رضا الرحمن...
فانظري اخيتي : الى صبر نوح عليه السلام في الدعوة التي ذكر القران مدتها وكانت تسعمائة وخمسون عاما ..لم يؤمن فيها الا قليل وقد ذكر المفسرون انهم اربعون وقيل آمن به تسعون .. واذا اخذنا بالاحتمال الثاني فذلك يعني ان كل اثني عشر سنه يؤمن بنوح رجل ...واعجبا لذلك القلب الذي حمل هم هداية العالمين وصبركل هذا الصبر!!
5-وليس هذا فقط بل انظروا الى الأسلوب الدعوي الذي اتخذه نبي الله نوح عليه السلام (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ) لقد بدأ باستمالة قلوبهم نحو هذا الرب الذي اتصف بالمغفرة فمهما بلغت الذنوب فالاستغفار يمحوها والغفار يبدلها حسنات وهذه الخطوة الأولى وهي تذليل الطرق للعاصية بذكر الأمل الكبير في رحمة الله وقربه من عبيده ولا سيما العائدون اليه فباب التوبة مفتوح
ثانيا: التذكير بنعم الله عليه قال تعالى (يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ) ذكريها بنعمة الجمال والصحة والأمن واقرني ذلك بحالها في السابق او حال غيرها
ثالثا: عندما تجد ان القلب بدأ يلين فهنا بادريها بسؤال لماذا اذن كل هذا النكران والبعد عن الرحمن الرحيم …. لماذا تقابلين كل هذا العطاء بالنكران والبخل والشح والخذلان ..اسأليها ولا تنتظري منها اجابة
رابعا: ذكريها بعظمة الله عز وجل في خلقها وقد كانت في الأصل مجرد ماء مهين ...ذكريها بقدرة الله في خلق السموات والأرض والكون وقدرته على الأحياء والإماتة والبعث وادعيها الى وقفة تأمل لهذا الكون
مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا *وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا*
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا *وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجا * وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا
وصدقيني اخيتي ستجدين ان لهذا الأسلوب من الدعوة صدى كبير لكن ما عليك الا ان تتسلحي بالصبر فكما قال الرسول ( لئن يهدي بك رجل خير لك من حمر النعم ) وان تتبعي هذه الخطوات بطرق صحيحة ومؤثرة ولا تنسي ان سهام الليل تصيب فادعي بصدق وحرارة ان يهديك الله ويهدي بك ويجعلك ممن ينصر هذا الدين ويحمل همه

وصلى الله وسلم على خير المرسلين والحمد لله رب العالمين

لماذا الحزن
15 Aug 2006, 03:55 AM
سبحان الله كلمات في الصميم ، فمن ابتغى غير دين الله منهاجا ومن أعرض عن آيات الله حتما ستتخبطه الشهوات


والفتن وسينسى هويته الاسلامية فلن تنهض هذه الأمة إلا بعودتنا لديننا


أختي وهج بوركتي وسلمت يمينك جزاء بما لخصتي لنا هذه الكلمات المضيئة ....

وهج امين
16 Aug 2006, 02:03 AM
وجوزيت خيرا على المرور والتعقيب العطر
نسأل الله ان يصلح احوالنا فكما قال عمر ابن الخطاب فاروق الأمة نحن قوم اعزنا الله بالإسلام فمهما ابتتغينا العزة في غيره اذلنا الله )

أم ريوف
17 Aug 2006, 03:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرًا أخيتنا الفاضلة
وهج أمين
نسأل الله أن يرينا الحق حقًا ويرزقنا اتباعه
بارك الله فيك

وهج امين
17 Aug 2006, 04:52 PM
وجزاك الله خيرا ام ريوف
وشكر الله لك مرورك العطر

nooory3
18 Aug 2006, 05:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


نسأل الله أن يهدي قلوبنا ويصلحها إنه ولي ذلك والقادر عليه


بارك الله فيك أختي الغالية نفع بك وأسأل الله ألا يحرمك أجر هذا التخليص وهذه الفوائد العظيمة التي أنرتي بها


عقولنا نورك بنور الإيمان الحق .. اللهم آمين

وهج امين
19 Aug 2006, 03:21 PM
وبارك فيك اختي نوري على المرور والتعليق الجميل
وجعلنا دعاة الى الله
اللهم اهدنا واهد بنا