المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس كل من رأى هَذَى وهاك من وعى فحكى(ازمة لبنان)



المستفيد
05 Aug 2006, 05:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ايها الاحبة في هذه الازمة والمحنة التي تعيشها المنطقة

وهي ازمة حكى عنها رسوول الله صلى الله عليه وسلم

فقال

يوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها، قالوا: اومن قلة يارسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم): بل انتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : حب الدنيا وكراهية الموت).

احبتي في هذه الفتنة والمحنة كثير من القنوات الفضائية تهذي بما لا تدري وتحكي ما يحكى لها

فضلت وأضلت عامة الامة

وحسبنا الله ونعم الوكيل

ولا حول لنا ولا قوة الا بالله

احبتي

هي مقالات قرأتها

فوجدت فيها الحكمة والحنكة والدراية بحال الازمة والأمة

واحببت ان اضع بين ايديكم بعضا من تلك المقالات

ساعيا لجمع ما يستحق ان يعطى للجميع فيستفيد ويتبصر بحال الامة وما يحاك ضدها

بسم الله نبدأ

================

المستفيد
05 Aug 2006, 05:49 AM
حين عصى الرماة أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم أحد عوقب الجيش كله بالهزيمة وظهور الكفار على أهل الإسلام. وأنزل الله في ذلك قوله ـ تعالى ـ : ( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا ، قل هو من عند أنفسكم ).
لذا كان من أهم واجبات العلماء الراسخين والدعاة الصادقين عند نزول البلاء : تذكير المسلمين بطاعة الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتفقد أنفسهم والعودة إلى ربهم ، إن كانوا يريدون الظهور على عدوهم.

لكن لما طال الأمد وتغير الزمان ، سمعنا من ينادي عند مواجهة العدو بتأجيل الدعوة للتوبة والإنابة من أسباب سخط الله و غضبه !!

حزب ( حسن نصرالله ) حزب رافضي المشرب والمنبت، و قادته وجلُّ أفراده يحملون أفكاراً وعقائد مناقضة لأصول الإسلام وبدهيات الشرع. و المؤمن الموفق الذي يطلب النصر من الله، لا يمكن أن يسكت عن تلك الانحرافات أو يطالب بتأجيل الكلام عنها لحين الفراغ من المعركة، لأن المعركة لن تحسم إلا بالتخلص من موجبات غضب الباري ـ سبحانه ـ .

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

حين تناقلت وسائل الإعلام فتوى الشيخ العلامة عبدالله بن حبرين ـ حفظه الله ـ في بيان حال حزب ( حسن نصرالله ) بادر بعض المنتسبين للعلم والدعوة في المعارضة والاستنكار :
الشيخ يوسف القرضاوي تكلم مستنكراً : "الدعاوى التي تثير النعرات الطائفية في مثل هذه الظروف".
مرشد الإخوان المسلمين في مصر مهدي عاكف انتقد الجهات "التي تحاول إحياء الانقسامات الطائفية القديمة".
نائب المراقب العام للإخوان المسلمين قال : "إن الوقت ليس وقت إصدار مثل هذه الفتاوى".

ومحسن العواجي أعلن أن: "من الحكمة تأجيل كل خلاف طائفي قد يستفيد منه العدو إلى أن تضع الحرب أوزارها".

وجاء الشيخ سلمان العودة ليلحق بالركب ويقول : "إن الأزمة التي تعيشها الأمة العربية والمسلمة تحتم على الجميع تأجيل خلافاتهم الداخلية لوقت آخر".وأن "الخلاف التاريخي مع الشيعة يجب أن ينحَّى في الوقت الراهن".

كنت أتمنى لو أن واحداً من هؤلاء نطق بكلمة موجهه لحسن نصرالله ومن معه يطالبونهم فيها بالعودة لصراط الله المستقيم ، والإقلاع عن أسباب سخط الله وغضبه إن كانوا يريدون تأييد الله وعونه. لكن أحداً منهم لم يفعل ، بل زادوا على ذلك ، ورفعوا أصواتهم مطالبين بتأجيل الدعوة لمثل هذا. لأن الدعوة للتوبة من الضلال صارت في نظرهم : ( خلافات تاريخية ) ، و( نعرات طائفية )!!

قد نلتمس بعض العذر لهؤلاء الأفاضل لو علمنا لهم قبل هذه الأحداث عناية واهتماماً بالحديث عن انحرافات الروافض وأضرابهم من أصحاب البدع المغلظة ، غير أنا نعلم ألا عناية لهم بمثل هذا ، لا قبل هذا الأزمة ولا أثناءها . فما معنى المطالبة بالتأجيل الآن؟!

و أزمة لبنان الحالية سوف تنتهي اليوم أو غداً ، فهل سينتهي هذا التأجيل الذي يطالب به هؤلاء الشيوخ والدعاة ، أم سيستمر التأجيل إلى أبد الآبدين؟!

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

د. محسن العواجي ـ وكعادته في الاندفاع و ارتجال الكلام ـ ذكر أن الشيخ ابن جبرين حين أصدر تلك الفتوى كان ينقصه فقه الواقع!

لست أدري عن أي فهمٍ وفقهٍ للواقع يتحدث العواجي ، فقد اعتدنا منه أن يتكلم أكثر مما يفكر ويقرأ. ولو أنه قرأ وفكر وترفَّق لربما فهم تركيبة العصابات الشيعية ، واستوعب نظام ( المرجعيات ) الذي يلتزم به الروافض أجمع . والذي لا يفهم نظام ( المرجعية ) في الواقع الشيعي فلا يمكن بحال أن يكون لديه تصور صحيح لأي صراعٍ يدخل الروافض طرفاً فيه.

نظام المرجعية ـ باختصار ـ يعني أن اليد التي تحرك منظمات القتل والإبادة في العراق ، هي نفسها اليد التي تحرك ( نصر الله )، وتحرك من يتحدثون عن الوحدة ونبذ الطائفية.

( فيلق بدر ) الذي يذبح أهل السنة بالعراق ، يعتمد مرجعية ( علي خامنئي ).
و حزب ( حسن نصرالله )، الذي يريد العواجي مناصرته ، يعتمد المرجعية نفسها.

وفي ظل إيمان الفريقين والتزامهم بمبدأ ( ولاية الفقيه ) الذي يحتم على الأتباع طاعة المرجع، فإن ( خامنئي ) يستطيع إيقاف فيلق بدر عن جرائمه ، ويستطيع ـ أيضاً ـ أن يسلط (نصر الله ) على سنة لبنان إذا أراد.

أوليس نصر الله هو الذي يقول : «إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام والدولة التي تناصر المسلمين والعرب .كما إن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا».

فالحزبان تحركهما مرجعية واحدة ، لكن فقه العواجي للواقع يحول بينه وبين إدراك ذلك.

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

و إن كان العواجي قد نسي ، فإن حزب ( نصر الله ) في الثمانينات الميلادية كان يعلن مسؤوليته عن الهجمات والتفجيرات التي كانت تنفذ ضد المصالح السعودية في لبنان، رداً على تأييد السعودية للعراق في حربه مع إيران.

وكانت هذه الهجمات تنفذ بأمر الخميني ( الولي الفقيه ) و مرجع الحزب في ذلك الوقت.

والآن ذهب ( الخميني ) و خلفه ( خامنئي )، ولو تحرك الأمريكان غداً ضد إيران ، فإن عنتر الروافض ( أحمدي نجاد ) لن يستطيع ضرب نيويورك ولا واشنطن، وإنما سيوجه صواريخه مباشرة لدول الخليج. وعندئذٍ فإن ( حسن نصرالله ) لن يتحدث عن الوحدة ونبذ الطائفية، بل سيبادر لتنفيذ توجيهات مرجعه و ولي أمره ( على خامنئي ) النائب عن الإمام المعصوم!

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

http://www.iraqirabita.org/upload/2892.jpg








هذه صورة ضخمة لـ ( محمد باقر الحكيم ) ، أهداها ( نصر الله ) لشيعة جنوب العراق ، تعبيراً عن تضامنه وتأييده لجهودهم في نشر الرفض بأرض العراق فيما يظهر. و ( محمد باقر الحكيم ) هو زعيم ما يسمى بـ ( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ) ، وهو المجلس الذي تتبعه ميليشيا ( فيلق بدر ) اللاعب الرئيس في مشروع تصفية الوجود السني بجنوب العراق.

والذي يريد أن يعرف مكر الروافض ، فليتذكر أن ( الحكيم ) حين كان مقيماً بإيران قبل سقوط نظام صدام ، كان يرأس ما يسمى بـ ( المجلس الأعلى لمجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية ) . وفي الوقت نفسه كان يتولى تأسيس و رعاية ميليشيا ( فيلق بدر )!

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

هلك ( محمد باقر الحكيم ) ، وجاء بعده أخوه ( عبدالعزيز الحكيم ) وتولى رئاسية ( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ). والذي يرجع لميثاق تأسيس هذا المجلس عام (1402هـ) يجد في البند السادس من أهداف المجلس النص التالي :
" الإيمان والالتزام برباط الأخوّة ين جميع المسلمين في العراق، شيعة وسنة، عربا وأكرادا وتركمانا، وغيرهم. واحترام الأقليات الدينية الأخرى، وتجنب كل ألوان التعصب الطائفي البغيض أو النزعة الجاهلية أو العنصرية أو أي عمل يضر برباط الأخوة الإسلامية أو يضعف الوحدة الوطنية بين جميع العراقيين ضمن العراق الموحد".

تأملوا كلمة : ( عراق موحد )، وعبارة : ( تجنب ألوان التعصب الطائفي البغيض ).
ثم قارنوا ذلك بالمطالبات العلنية لعبدالعزيز الحكيم الذي يطالب اليوم بأعلى صوته بدولة خاصة بالشيعة في جنوب العراق!!!

لا جديد في مثل هذا التناقض والتلون، فهو سمة بارزة لأساطين النفاق السياسي.
و الجميع يعلم أن ألاعيب السياسية اليوم مبناها على الكذب و الدجل والنفاق. فلا عجب أن يكون أمهر الناس بها أصحاب مبدأ ( التقية )، الذين احترفوا مخادعة السذج والمغفلين من أبناء المسلمين ، بل وبعض شيوخهم للأسف .

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


ولعل من فقه الواقع الذي نسيه د. محسن أنه موسى الصدر ( الرافضي الإيراني ) ، حين قدم إلى لبنان في مطلع السبعينات الميلادية بادر بتأسيس منظمة ( أمل ) الشيعية ، وجعل في ميثاق المنظمة النص التالي :
"فلسطين الأرض المقدسة التي تعرضت ولما تزل لكل أنواع الظلم ، هي في قلب حركتنا وعقلها ، وأن السعي لتحريرها أول واجباتنا ، وأن الوقوف إلى جانب شعبها وصون مقاومته والتلاحم معها شرف الحركة وإيمانها".
عندئذٍ بادر ( عرفات ) إلى إغداق الأموال والأسلحة على هذه المنظمة ( وهي الأموال التي كانت تجمع من عرق أهل السنة من الفلسطينيين وغيرهم ).

ولم يمض على ذلك بضع سنين حتى كان الفلسطينيون بمخيمي صبرا وشاتيلا يستقبلون قذائف وصواريخ منظمة ( أمل ) التي أسقطت منهم المئات دون تفريق بين كبير أو صغير ، أو رجل وامرأة. كانت البيوت تدك ،،، والمساجد تدمر ،،، وكان شياطين ( أمل ) يتتبعون الجرحى في المستشفيات ليجهزوا عليهم ، وينحرونهم نحراً ، ويقتلون معهم الأطباء والممرضات ،،، ويمنعون الصحافيين ووسائل الإعلام من دخول المخيم ،،، وفرضت مجرمو المنظمة على المخيمين حصاراً دام طيلة شهر رمضان المبارك عام (1405هـ) ، حتى اضطر الفلسطينيون لأكل الجيف والكلاب، في مشهد تحدثت عنه وسائل الإعلام العالمية، و اهتزَّ له العالم كله، عدا عالم قم وطهران.

وبالمناسبة فإن (حسن نصرالله) كان إلى عام (1402) من القياديين في حركة (أمل) قبل أن يخرج علينا الروافض بوجه آخر اسمه : (حزب الله).

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

ولأن الكثير من الفلسطينيين كانوا يفقهون الواقع كفقه محسن العواجي، فإنهم لم يتعظوا مما حصل لهم، فقد اشتعلت سماء مخيماتهم في لبنان بالطلقات النارية يوم 11/2/1979م ابتهاجاً بنجاح ثورة (الإمام) الخميني (الإسلامية). واستبشروا بالنصر القادم إليهم من الإمام المجاهد آية الله العظمى!!

ثم تدور الأيام ، ويعود الإيرانيون ليتحالفوا مع نظام الأسد النصيري ، من أجل تصفية وإنهاء نشاط الفصائل الفلسطينية في لبنان بصورة نهائية، لتصبح المقاومة بعد ذلك حكراً على (حزب نصر الله ) فقط لا غير. وهي المقاومة التي تدور حولها استفهامات كثيرة وكبيرة.

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

إذا كان البريطانيون في الحرب العالمية الثانية قالوا : سنقاتل حتى آخر جندي فرنسي.
فإن لسان حال الإيرانيين وحزبهم يقول : سنقاتل حتى آخر طفل لبناني.

أحمدي نجاد يهدد إسرائيل من بعد ألفي كيلو متر.
ونصر الله يفخر بأن اليهود لم يقتلوا من حزبه إلا ثلاثين أو أربعين.
في حين سقط من اللبنانيين المستضعفين قرابة الألف ، وهجر منهم عشرات الألوف!


نحن الآن لسنا أمام مشروع لبناني لمقاومة إسرائيل.
و إنما أمامنا مشروع رافضي ، لكسب المزيد والمزيد من الدعاية الإعلامية.

ومن كان في شك من ذلك ، فلينتظر نهاية هذه الأزمة ، وسوف يرى أن لبنان لن يكسب شيئاً ، بل سيخسر الكثير والكثير ، وسيكون الرابح الأكبر ( إيران ) و ( حزب نصر الله ) ، حيث سيحققان نصراً إعلامياً يخدع بريقه السذج من المسلمين ، ويزيد من نفوذ الروافض في لبنان وغيرها ، على حساب دماء ضعفاء اللبنانيين.

ومن بقي لديه مزيد من الشكوك ، فليرجع للفترة التي أعقبت تأسيس حزب ( نصر الله ) ، حين كان السفير الإيراني في لبنان ( حجة الإسلام! ) روحاني يصرح للصحافة دون حياء أو وجل بأن : "لبنان خير أمل لتصدير الثورة".
وكان يقول : "لبنان يشبه الآن إيران عام 1977 ، ولو نراقب ونعمل بدقة وصبر ، فإنه إن شاء الله سيجيء إلى أحضاننا ، وبسبب موقع لبنان وهو قلب المنطقة ، وأحد أهم المراكز العالمية ، فإنه عندما يأتي لبنان إلى أحضان الجمهورية الإسلامية ، فسوف يتبعه الباقون ... لقد تمكنا عن طريق سفارتنا في بيروت من توحيد آراء السنة والشيعة حول الجمهورية الإسلامية والإمام الخميني ، والآن غالبية خطباء السنة يمتدحون الإمام الخميني في خطبهم".

هذه كانت تصريحات السفير الإيراني في منتصف الثمانينات قبل أن يتضخم حزب ( نصر الله )، ويصبح الاسم الأول على الساحة اللبنانية ، وتثبت الأيام نجاح الخطط الإيرانية.
ومع ذلك لا زالت الغشاوة تغطي أعين بعض المغفلين.

ابتلع الروافض العراق ،،، وتسللوا لليمن عبر ( حركة الحوثي ) ،،، ولهم الآن نشاط ملحوظ في سوريا ،،، ومنذ أكثر من ثلاثة عقود وهم يعملون في لبنان ، وحققوا الكثير من التقدم ، وبعد أن كانوا أقلية مهملة أصبحوا الطائفة الأقوى عسكرياً وإعلامياً.

و لا زال بعض السذج يدعون أهل السنة للسكوت و نبذ الطائفية!!

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=

في الختام أقول :

كم أكره الخوض في السياسة ، لأن خفاياها أبعد من أن يحاط بها.
لكن حين تختلط المواقف العقدية بأكاذيب وألاعيب الساسة، فلا مناص من الكتابة والتنقيب.

واجبنا مد يد العون لمستضعفي لبنان حسب الاستطاعة.
ومساعدة اللبنانيين ـ بحمد الله ـ غير محصورة في طريق واحد.

وأما معركة حزب ( نصر الله ) و ( اليهود ) ، فلو أخذنا الأمور على ظواهرها ، فهي حرب بين عدوين لنا ليس فيهم من يريد لنا الخير . و نحن لا ندري ما الخير فيه. ولعل من مصلحتنا و مصلحة اللبنانيين تقليم أظافر إيران داخل لبنان ، بعد أن قُلمت أظافر نصيرية سوريا.


وجهاد اليهود في النهاية لن يقوم به إلا أهل السنة ـ بإذن الله ـ .
والعدو يدرك ذلك جيداً.

غير أن بعض الطيبين يريدون نصرة حزب ( نصر الله ) خوفاً من يأتي يوم نقول فيه : ( أكلنا يوم أكل الثور الأسود ).

وأقول : إن الخوف كلَّ ا لخوف من الثور ( أو الجحش ) الأسود نفسه.

وأخشى ما أخشاه أن يأتي يوم نقول فيه :

"أكلنا الجحش الأسود ، ذو العمامة السوداء".

رابط المقال في الساحة السياسية

http://alsaha2.fares.net/sahat?128@120.5vKLeq707au.3@.2cc14332

المستفيد
05 Aug 2006, 06:02 AM
فستذكرون ما أقول لكم .. لبنان وحزب الله


د محمد العبدة

2/7/1427



إن من أعظم النكبات التي تصاب بها الأمم هي نكبة الغفلة والنسيان ، وأخشى أن تكون الأمة العربية والإسلامية قد نزل بها هذا الداء ،فما أسرع أن تصدق الذين يرفعون الشعارات البراقة الذين يقومون ببعض الأعمال التي تبقي عليهم ولاتهزم عدوا. هل نسي الفلسطينيون ما حل بهم في لبنان
ومن الذي نكبهم فيها؟ ومن الذي كان يتفرج على مجزرة صبرا وشاتيلا ولم يقدم أي مساعدة ، كان الجيش السوري في لبنان ولكنه لم يستطع حتى الدفاع عن نفسه وترك الشعب اللبناني يواجه العدوان والتدمير. كان ذلك عام 1982.

نسي الناس من الذي جرّ المنطقة الى هزيمة 1967 ولا يفكرون ويقارنون من الذي يجر لبنان اليوم إلى الدمار، فإذا اجتمع إلى داء الغفلة والنسيان داء آخر وهو البحث عن البطل الذي تتعلق به الآمال الخائبة فقد صار الأمر(ضغثا على إبالة ) كما يقال.

لقد تعلقت هذه العواطف الفائرة بجمال عبد الناصر وشعاراته وخطبه النارية ولكن ماذا فعل ؟ لقد غادر وترك مصر يبابا ، ثم تعلقوا ـ وياللأسف ـ بالخميني الذي رفع شعار تصدير الثورة الى العالم العربي السني وذهب وهو يتجرع السم وظهر بطلانه وحقده وتعصبه . وتعود الكرة اليوم ـ وياللهول ـ فتتعلق العواطف الفائرة بشيخ يتلقى أوامره من ايران ويشكل حزبه رافعة للنظام السوري المستبد الظالم .


وإذا أضيف الى ذلك عدم القراءة عند هذه الشعوب وأعني قراءة الماضي والحاضر، فعندئذ تسود الديماغوجية وتنقلب الأمور رأسا على عقب ، وعندما تقع المصيبة سيندم الناس على غفلتهم وعلى عواطفهم التي ليس لها أساس من دين أوعقل .

يجب أن نوضح هذا الإلتباس المخيف ونفصل بين مقاومة العدو الصهيوني وبين حزب الله الذي لايقاتل من أجل فلسطين ولكن من أجل أغراض أخرى إنه ليس من المعقول أن تحدث هذه الأحداث فجأة بغير تدبير سابق، وإذاعجز الناس عن التفسير فلا يعني ذلك أن ليس هناك تدبير مبيت لتدميرلبنان ولترجع سورية الى لبنان ولتختلط الأوراق في المنطقة ويكون لايران الدور الإقليمي الواسع

إن مقاومة العدو الصهيوني مستمرة و ستطول، و إن الذي بدأها و سيستمر فيها هم اهل السنة، و هم الذين قاوموا المستعمر واعداء الأمة سابقاً و لاحقاً، في داغستان والمغرب والجزائر وليبيا والسودان وبلاد الشام. وهم الذين يقاومون اليوم في العراق و افغانستان. إنها مخادعة لا ينتبه لها من يعرف القوم ومخططاتهم في (قم) ولكنه داء الغفلة والنسيان هو الذي يجعل الجماهير في القاهرة ترفع أعلام حزب الله وكأنهم نسوا ما فعلته بهم دولة العبيديين (الفاطميين).



لماذا لا يقرأ هؤلاء السذج عن العلاقات الحميمة بين ايران واسرائيل فقد ذكرت جريدة السياسة في عددها الصادر بتاريخ 24/4/2006 :"عاد الى إسرائيل في الأسبوع الماضي ثلاثة مهندسين بعد ان عملوا لمدة (20) يوماً في ترميم بنى تحتية قريبة من المنشاة النووية في مدينة بوشهر الايرانية تضررت من هزات أرضية سابقاً و نقلت صحيفة ) يديعوت أحرنوت) عن أحد المهندسين: لقد أدهشنا حجم الفجوة بين المواجهة العلنية الاسرائيلية الايرانية ،وعمق التعاون التجاري بين الدولتين ...وأضاف :تم استقبالنا بدفء ولم نشعر بعدوانية للحظة واحدة من قبل مرافقينا ، لماذا لا يقرأون ما كتب : "أن الأسد لا يملك جيشا قويا ولكنه ببضعة صواريخ وحربا صغيرة يمكن أن يلفت الانتباه إليه. " وفي هذه اليوم 22/7/ 2006 صرح نائب وزير الخارجية السوري أنه مستعد للحوار مع أمريكا حول لبنان ؟! لماذا لا ينظر المغفلون السذّج إلى الأمر من جميع جوانبه ، فحزب الله لم يدن تحالف الشيعة في العراق مع العدو المحتل .



ولماذا لم يسمع هؤلاء بأن أهل المقاوم العراقي يفرحون إذا أمسكت به القوات الأمريكية ويحزنون إذا أمسكت به ميليشيات الشيعة أو الشرطة الداخلية لأنه عند الأمريكان سيسجن ويخرج بعدئذ وأما عند الميليشيات فسيعذب عذابا عذابا فظيعا ثم يقتل .

كيف يكون حريصا على فلسطين من يقمع شعبا بأكمله كالنظام السوري، وكيف يكون حريصا على فلسطين من يتعاون مع أمريكا لقهر الشعب العراقي والأفغاني كإيران. كيف نفسر هذا المدح الكبير من قبل أمين عام حزب الله للنظام السوي ويقدم هدية لمسؤول المخابرات السوري في لبنان رستم غزالة ، وهذا الأخير هو الذي ولغ في دماء اللبنانيين وكرامتهم .

هل يجب أن تكون أفعالنا وأقوالنا كلها ردّات فعل لمواقف الآخرين ، هل إذا وقفت بعض الدول موقفا يجب أن نكون في الطرف الأخر ولو كان خطأ ، إننا لا ندافع هنا عن الدول ولكننا ندافع عن الحق أن يطمس في هذه الغوغاء وهذه الديماغوجية السياسية . هل إذا قال الغربي سواء كان فردا أو دولة شيئا صحيحا فيجب أن نقول بعكسه حتى لا نحسب عليه، إن هذا خطل في الرأي وضعف في التفكير.



لا يمكن لحزب الله الذي تموله إيران (300 مليون دولار في السنة ) وتمده بالأسلحة عن طريق سورية لا يمكن أن يتخذ قرارا بمفرده ،

وهل يصدق أحد ما قاله حسن نصرالله من أن سورية وإيران لا تعلمان بالأمر؟

وأما قوله : لم نضرب حتى الآن فهذا يشكل علامة استفهام كبيرة ، لماذا لم يضرب ويضرب لبنان كله ولماذا تضرب قيادات حماس وفي كل مكان ، أسئلة لا تخطر ببال السذج من الناس فالنتيجة هي أنه لا بد من بقاء الحزب شوكة في خاصرة لبنان ومساعدا لسورية وعائقا أمام المد السني الذي يعلم الغرب علم اليقين أنه هو المقاوم للإستعمار دائما .

ماذا نقول لأصحاب الأقلام وكتاب الصحف وللذين يخرجون علينا في الفضائيات في كل يوم وكل ساعة وللذين يدعون العلم والثقافة الذين يضللون الناس ويخدعوهم بتمجيد أزلام إيران التي تريد دوراً كبيرا في المنطقة ( وهذا بلاء كبير ) إن الشعوب تتأثر بتهليلكم ونواحكم وكأنكم تريدون أن يعيش هذا الشعب في بلبلة دائمة .



وماذا نقول للدول الغافلة عن الأحلام الإيرانية هل تريدون أن ينماع العرب ويذوبون أمام المد الصفوي كما يذوب الملح في الماء ؟

رابط المقال

http://www.almoslim.net/articles/show_article_main.cfm?id=1631

المستفيد
05 Aug 2006, 06:54 AM
وهذا مقال عجيب مليان
===


يبدو أن قابليتنا نحن العرب على النسيان الجماعي لا تحدها حدود، ولا يساوي هذه القابلية عندنا سوى دور العاطفة في الحكم على الأمور.
إسرائيل لا تحتاج إلى مبررات لاقتراف جرائمها، هذه حقيقة مزمنة، وجريمة شاطئ غزة هي أحدث ما في الذاكرة، وما تفعله اليوم في لبنان، تفعل مثله في فلسطين كل يوم دونما استفزاز. والأنظمة العربية، فاقدة للمصداقية وعاجزة عن الدفاع عن قضايا شعوبها. هذه حقيقة مزمنة أيضاً.
أليست هذه هي الأسباب التي دفعت حزب الله، حسبما يقول، إلى حمل السلاح والقيام بالدور المتروك؟
إلى هذا الحد، لا يبدو الأمر عسيراً على الفهم، في أجواء إهمال الدولة العربية لواجباتها وغطرسة الاحتلال.

لكن الحقيقة المزمنة الأخرى، هي الطبيعة غير المزمنة لفعاليات حزب الله، التي تنطفئ عاماً، وتشتعل يوماً، لتعود وتنطفئ من جديد. ومع ذلك فان انعكاساتها العميقة على المجتمع والدولة والجوار العربي، تعطي الحق للجميع لمناقشتها.
كان لفعاليات الحزب صفة الديمومة كالمقاومة العراقية وشقيقتها الفلسطينية؛ لو كانت فعلاً ينسجم مع العنوان؛ لو عرف لماذا تبدأ حينما تبدأ، ولماذا تنطفئ، لو أنها حق مباح لكامل الطيف اللبناني ـ ولا نقول العربي ـ الذي يتوق إلى المقاومة؛ لو أنها تتحرك بقرار يشترك فيه الآخرون المعنيون، وليست مفاجآت تصلهم من المذياع.
..............................

وقد ألمح حسن نصر الله أكثر من مرة منذ بدء القتال الحالي، إلى أن قواعد اللعبة قد تغيرت، أي أنه هناك بالأساس لعبة وقواعد، لكن التغير الذي تحدث عنه نصر الله ليس على الإطلاق، فمصفاة حيفا وتل أبيب اللتان تقعان ضمن مدى صواريخ الحزب "حيّدتا" (اللفظ لحسن نصر الله) ولم تقصفا حتى هذه اللحظة.
وقد كانت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس قد طلبت من إيران الضغط على حزب الله بعدم قصف الهدفين، وهو الحلقة الأهم في هذا الصراع.

ما قاله الطفيلي وطالبت به رايس وسعت ما أجله طهران، شهدت به إسرائيل لحزب الله، فقد امتدحت جريدة هآرتز في 6/7/2006 الأمين العام للحزب بسبب عقلانيته وتحمله للمسؤولية، وأنه حافظ على الهدوء في الجليل الأعلى بشكل أفضل من جيش لبنان الجنوبي، وهو اليوم يتعقل فلا يضرب المنشات الحيوية لإسرائيل كما صرح بذلك.

مطلب رايس له أكثر من دلالة، منها: فهو مؤشر لا يحتمل الخطأ على المكان الحقيقي لغرفة عمليات حزب الله، وأن قنوات أمريكا مع إيران مفتوحة على الدوام، رغم الملف النووي، ورغم كل ما يقال، وأن هامش التفاهم قائم وفاعل، وفقاً لعقلية البازار الإيرانية، التي تسير مع الزبون إلى آخر خطوة، ما دام في النهاية كسباً يرتجى من الصفقة.

تساؤلات

هل كانت قيادة حزب الله تتوقع حجم الرد الإسرائيلي على عملية خطف الجنديين الإسرائيليين؟ فالقتلى بلغوا المئات، والدمار الذي أحدثته الحرب الأهلية في 15 عاماً عاد في أسبوع، وهجرة اللبنانيين والعرب والأجانب والاستثمارات من لبنان ستكون نهائية هذه المرة. وفي المقابل ليس على قائمة مطالب حزب الله أكثر من وقف إطلاق نار، وتبادل للأسرى. مسؤولو الحزب حرصوا على تجنب الإجابة على هذا السؤال، ولكن أمام هذه المعادلة غير المتوازنة من الخسائر الهائلة (المتحققة) والمطالب (غير المضمونة)، لا يمكن أن يكون الجواب سوى "لا".


السؤال الآخر: هل الحرب المفتوحة مع إسرائيل، كما وصفها حسن نصر الله، هو تماماً ما سعى وخطط له الحزب؟ مسؤولو الحزب أكدوا أن الحرب المفتوحة كانت خياراً إسرائيلياً رد عليه الحزب بالمثل. وما يعضد قول المسؤولين، هو أن الحرب المفتوحة لم تكن يوماً خياراً استراتيجياً أو آيديولوجياً أو عسكرياً لحزب الله، على مر مسيرة الحزب مع إسرائيل.
إذا كان الأمر ليس مفاجأة، ولا حرباً مفتوحة من اختيار الحزب، فماذا يكون؟

والسؤال الطبيعي والتلقائي: أمَا وقد بدأت الحرب المفتوحة، فهل ستتحول إلى حرب تحرير طويلة الأمد مثلاً؟ أم أنها ستنتهي كسابقاتها بوقف إطلاق مفاجئ، تحدد موعده إسرائيل، متبوعاً باتفاقية أمنية جديدة، بتفاهمات إقليمية هذه المرة لا علاقة لها بمصالح الأرض التي يدور عليها القتال، ولا يكون قد تبقى لدينا سوى الخرائب؟

إن أهم رسالة يبعث بها حزب الله إلى العالم الخارجي عبر مقاومة مزاجية، هي رسالة مؤداها أنه دون غيره من يحمل المسؤولية ويرفع السلاح وسط تخاذل الآخرين، وما ذاك إلا من واقع المذهب الذي يعتنقه، الذي ينبغي أن يكون مذهب المرحلة الراهنة، وما سواه مذاهب خائرة.




هذه الرسالة لها رواج كبير في الشارعين العربي والإسلامي، وقليل من يعلم، أو يريد أن يعلم، أن الشاب اللبناني المسلم السني، أو الفلسطيني على أرض لبنان، أو الحركات الإسلامية والوطنية، تُردّ رغبتهم في المقاومة، أفراداً وجماعات، بل إن هذا الشاب لا يأمن على نفسه في مناطق نفوذ الحزب إن هو قرر الذهاب لهذه الغاية.
قليل من يدرك، أو يريد من يدرك، أن الحزب يقف سداً منيعاً أمام مقاومة يشد إليها الرحال من جميع أطراف لبنان، ولا نقول أنحاء الوطن العربي أو العالم، كما الحال في العراق، الذي تطوى الصحاري وتقطع الأنهر والوهاد للوصول إليه.

محور ( إيران – سوريا – حزب الله )

أما الرسالة الثانية، فهي اقتران اسم المقاومة اللبنانية، التي هي حكر على الحزب، بعناوين المقاومة الرئيسية في المنطقة، وتحديداً مقاومة الشعب الفلسطيني، فلا تذكر حماس إلا ذكر، وذكرتا معهما إيران ودمشق، ويترسخ في الأذهان عنوان كبير اسمه "محور المقاومة في المنطقة" طهران – دمشق – حزب الله + غزة.


هذا المحور مرشح لملء فراغ سياسي في المنطقة، أو هكذا تسعى طهران. وهو محور حقيقي، وليس دعائياً، ....................


سقطت الصواريخ على مدن الكيان الصهيوني، نعم. إسرائيل هرعت إلى الجدر والقرى المحصنة، نعم. غبطة في الشارع العربي، نعم.
ولكن ما من أحد من شعوب الأرض أعلم منا نحن العرب، أن هذا جميعه سينتهي، طال الزمن أو قصر، مثلما انتهى في المرات السابقة، وأن العواطف ستخبو، ولن يبقى حولنا سوى الخرائب واليتم والتشرد.




ضرب حزب الله ضمن عملية الرتوش الأخيرة ( الانسحاب عشرة كيلومترات إلى الوراء، مبادلة تل بجبل، إسترداد مزرعة، اقتسام مصدر مياه، تحديد الترسانة العسكرية) للصيغة النهائية لخريطة الشرق الأوسط الجديد، ومنها تحديد نفوذ الشركاء، ليس تناقضاً مع السياق الآنف الذكر. فبين المعسكرين الأمريكي والإيراني ـ الذي يشكل حزب الله نتوءه في بلاد الشام ـ مساحات وفاق تام، ومساحات خلاف، وقد تجلت الأولى في أوضح صورها في المراحل الرئيسية من عملية إعادة تشكيل المنطقة، بدءاً بإسقاط أفغانستان تحت الاحتلال الأمريكي، ثم العراق، ودور إيران المباشر والجراحي فيهما، وهو دور لا تنفيه طهران بل تعلنه، وقبلها "إيران ـ غيت" مع إسرائيل.

جيوب الاختلاف والتنافس الذي يلي الانتصار هو الوجه الأصعب، وهو الذي يحرص كل طرف على الخروج منه بأحسن النتائج، في صورة أقرب ما تكون إلى اختلاف السراق على السرقة بعد اقتحام المنزل. وهذه الجيوب قد تكون نفطاً أو أرضاً أو تقنية نووية أو نفوذاً سياسياً أو منفذاً بحرياً، أو شيئاً آخر لا يقصد لذاته، وإنما ورقة لكسب أمر قد لا يكون منظوراً.



الصراع على الجيوب، هو الذي سيحدد نوع الصواريخ التي يطلقها حزب الله على إسرائيل، وأهدافها ومداها وكثافتها، وشروط قبول وقف إطلاق النار. أما دمار لبنان الذي تحقق منذ اليوم الأول، فهو العربون الذي يفتتح به "البازار" وتنطلق به عملية خذ وهات.

أخذاً بالاعتبار ما قاله الطفيلي وأكدته صحيفة هآرتز، مضافاً إليه الضعف الأمني للدولة اللبناية، فإن الاستئصال الأمني الكامل لحزب الله لن يصب في المصلحة الأمنية لإسرائيل، فزوال الحزام الأمني العازل الذي يشكله الحزب بين إسرائيل وباقي لبنان، الذي حفظ السلام في الجليل الأعلى، يعني عودة التماس الجغرافي مع قطاعات الشعب اللبناني والفلسطينيين، التي تختلف مع مدرسة الحزب السياسية والمذهبية، ومع رؤيته إلى طبيعة الصراع مع إسرائيل، وهو الأمر الذي احتلت من أجله إسرائيل جنوب لبنان في عام 1982، وأوجدت جيش لبنان الجنوبي، ذو الأغلبية الشيعية، الذي لم يثبت فاعلية في حماية مناطقها الشمالية من عمليات المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية التي كانت تنشط قبل وصول حزب الله وتوقفت تماماً بمجيئه.



يمكن القول أن وصول حزب الله كان الحقبة التي انتهت عندها المقاومة الآيديولوجية، العالمية التكوين، التي خاضت صراع وجود وليس حدود، واستقبلت المقاتل الإسلامي والوطني على حد سواء، اللبناني والفلسطيني، العربي وغير العربي، الرجل والمرأة، لتحل محلها مقاومة التراشقات الحدودية، التي تشعلها ردود الأفعال، وتطفئها الصفقات السياسية، ويستأثر بها فصيل واحد.

الحدث الذي يختصر الأمر كله في المنطقة التي يدور على أرضها القتال اليوم، ويضعها حساباتها في إطار أكثر وضوحاً، هو استقبالها للجيش الإسرائيلي الغازي في عام 1982 بأذرع مفتوحة، الذي اعتبرته جيش التحرير، ونثرت الورود على دباباته الذاهبة للقضاء على المقاومة الفلسطينية والوطنية اللبنانية.
النتيجة هي خروج الجبهة اللبنانية من الصراع الآيديولوجي، وخروج الصراع من بُعده العربي والإسلامي، وتوقفه عند خط الحدود الدولي. وهو ما عنته صحيفة هآرتز في معرض تقييمها لدور الحزب في إدامة السلام في الجليل الأعلى.




على المدى البعيد نسبياً، فإن زوال حزب الله بالكامل يعني ـ من المنظور الإسرائيلي ـ تحول لبنان إلى منطقة أمنية رخوة، وقبلة لفصائل المقاومة الإسلامية التي تجوب العالم بحثاً عن نقطة تماس مباشرة مع ما تعتبره العدو الحقيقي، وما تعده أيضاً تجسيداً لخطابها السياسي، الذي ينتقده خصومه على أنه ينشط بعيداً عن جغرافية المواجهة الحقيقية، وهو ما فعلته بعد سقوط العراق، وتواجه دوراً من قبل المليشيات الشيعية المحلية والوافدة شبيه بدور حزب الله الذي تحدثت عنه صحيفة هآرتز، وفي ذلك إضاءة أخرى على خلفيات موقف حسن نصر الله من المقاومة العراقية.

لا أدق في هذا السياق مما ذكره كاتب لبناني مسيحي عن طبيعة المدرستين بالقول: "نضال حزب الله قروي، ونضال الآخرين (السنة) قاري". بعبارة أخرى، ستبقى حاجة إسرائيل قائمة إلى حزام أمني طائفي يعزلها عن محيط الأغلبية ذات المنطلقات والرؤى المختلفة.

ليس من المستبعد وجود تنسيق بين دول عربية وإسرائيل لضرب حزب الله، للتخلص من ظاهرة التمرد على الدولة العربية العاجزة التي يمثلها حزب الله بأجندات خارجية. لكن الخسارة الكبرى والضحية النهائية لهذا التنسيق، إن وجد، هم العزل من النساء والشيوخ والأطفال، وهو لبنان الذي خرج لتوه من دمار الحرب الأهلية، وعادت إلى محياه البسمة، ليدخل مرة أخرى في دمار مماثل. هذه هي الخسارة، وهؤلاء هم الضحية، وليس أحداً آخر.




* * *
نحن سكارى إلى حد الثمالة بمنظر صواريخ حزب الله التي تسقط على مدن الكيان الصهيوني، وعاجزين عن استرداد الوعي ولو للحظات لنواجه فيها أنفسنا بسؤال بسيط:ألسنا في عالم ألف تعاضد قوى التحرر، وإن تباينت المنطلقات والغايات؟ فضلا عن قيم العرب والمسلمين في التعاضد والتآزر. فبما يفسر موقف حسن نصر الله المعلن والمناوئ للمقاومة العراقية، التي يفترض أنها تحارب عدواً مشتركاً هو أمريكا وإسرائيل؟ سوى أنها تحارب في نفس الوقت مشروعاً إيرانياً شعوبياً، يمثل حزبه نتوءه في بلاد الشام؟

الذاكرة الجماعية العربية
واحرّ قلباه، ما أقصر ذاكرتنا الجماعية. لم ينقض عام بعد على تلك التصريحات، التي صنف فيها حسن نصر الله المقاومة العراقية إلى فريقين: فريق الجنرالات الصداميين التكفيريين الذين يريدون العودة بالبلاد الى الحكم السابق، وفريق عملاء الأمريكان، بل إنه أقام علاقة وثيقة بين الاثنين، دون ذكر ولو بكلمة واحدة للمقاومة الحقيقية، التي وضعت العصي في دواليب المشروع الأمريكي، وقلبت النظريات العسكرية، وابتدعت فنوناً جديدة في حروب المقاومة، وهي تواجه أكبر جيوش الأرض، وهي المحاصرة براً وبحراً وجواً.




وبرر نصر الله الانتظار والتروي قبل اتخاذ موقف من الاحتلال، مثلما برر اعتماد المقاومة السلمية، وهاجم بشدة مقاطعة الانتخابات، وتبنى جميع العناوين التي يسوّقها الاحتلال الاميركي، مرسخاً بحرفية خط السيستاني، ولم يأتِ على ذكر دور الموساد، وسوّق بحماس المطلب الاميركي في مشاركة العراقيين في الاستفتاء على دستور الاحتلال، الذي لا يعترف بحق المقاومة ويرسخ تفكيك العراق إلى كانتونات طائفية.

واحرّ قلباه، كيف يُنسى هذا كله في عجالة كهذه؟ أين الذاكرة الجماعية من ساحة المقاومة الحقيقية، التي تواجه جيوش الدنيا، لغاية واضحة، ولا تضع الرصاصة في الجيب الأيمن، ومسودة وقف إطلاق النار في الجيب الأيسر؟ أم أين الذاكرة من صمود عشرين عاماً من مقاومة الشعب الفلسطيني المحاصر، وصواريخ تصنع في المطابخ؟ خط الدفاع الأخير

كيف تنشغل الذاكرة الجماعية بمناوشات حدودية، من غير الواضح لماذا تبدأ، ولماذا تتوقف، بل قد بدأ الحديث عن توقفها. وكيف يتحول إنسان في النظرة الجماعية، بين يوم وليلة، من منظّر لآليات مشروع الاحتلال الصهيو ـ أمريكي، مبرر لها ومجاهر بها، إلى زعيم للأمة يطلق اسمه على المواليد الجدد!




السياق هنا ليس عن العواطف، فلا تشكيك بمشاعر الشعوب العربية والإسلامية، وإنما سياق المصير، فالصين وروسيا واليابان وألمانيا وغيرهم تبدو أكثر عمقاً في نظرتهم إلى المقاومة في العراق، وتعتبرها خط دفاعها الأخير الذي سيحسم مصائرها في القرن الجديد أمام عربدة الامبراطورية الأمريكية، وعلى هذا الأساس تتصرف وتحسب.

لن نقول: إن الصواريخ التي سقطت على إسرائيل لن تترك ندباً نفسية مزمنة عند المستوطن اليهودي، مثلما سببت الصواريخ العراقية في حرب عام 1991، ولا أنها لم تقدم برهاناً على تفاهة الدولة العبرية، وأنها ساقطة بالمفهوم العسكري، وأنها لن يكون لها انعكاسات سلبية على الهجرة اليهودية من وإلى فلسطين. لكنها صواريخ لن تغير واقعاً فكرياً مزمناً قائما على الأرض، لأنها صواريخ موسمية، ولا تنطلق من فكرة، فلن ترتطم بفكرة في الطرف الآخر، بل ينتهي مشوارها بارتطامها بالأرض وهذا ما يحدث.

نحن العرب ـ لاسيما النخب منا ـ بحاجة إلى مراجعة حقيقية لطرائق تفكيرنا، واتخاذ مواقفنا في لحظات المصير وزحمة العواطف، فقد كانت العاطفة والسطحية، والسذاجة أحياناً، سمة الندوات التحليلية والحوارية وبرامج الإثارة السياسية في الفضائيات العربية منذ بدء الأحداث.




شجرة العائلة

ليس هذا مكان الرجوع إلى الوراء والبحث عن أدوار أمين عام حزب الله السابقة، وموقعه في حركة أمل التي نكبت الفلسطينيين أكثر مما تفعل إسرائيل اليوم، والتي كان ضمن صفوفها قبل قيام حزب الله.
ولكن حزب الله يبقى اليوم الحليف الاستراتيجي لأمل. وأمل هي التي أنشأها آية الله موسى الصدر، الإيراني الذي منح الجنسية اللبنانية، الذي شق المؤسسة الدينية الإسلامية في لبنان إلى سنية وشيعية قبل ثلاثة عقود، معلناً بشكل رسمي انطلاق المسلسل الطائفي المأساوي الحالي. وأمل هي التي أفردها السيستاني بزيارة خاصة في طريق رحلته "المرضية" الغامضة إلى لندن، والسيستاني هو المرجع الروحي الأعلى لمليشيات بدر وصولاغ في العراق، وهذه المليشيات هي التي نقلت حرب أمل على مخيمات الفلسطينيين من أطراف بيروت إلى أطرف بغداد، حيث تتداخل خيام فلسطينيي العراق اليوم مع مخيمات إخوتهم السنة العرب في الصحراء، وحزب الله هو الذي خرج من عباءة أمل، وإيران وولاية الفقيه هي مرجعية حزب الله.




شبكة من الخيوط المتداخلة تبدأ وتنتهي عند إيران. الطريق المختصر إلى هذه قلب هذه الشبكة،

هو ما قاله إبراهيم الأمين، أحد مسؤولي حزب الله على إتهام: أنتم جزء من إيران، فأجاب: "نحن لا نقول إننا جزء من إيران، نحن إيران في لبنان، ولبنان في إيران" (جريدة النهار 5/3/1987).
أما الزواج الكاثوليكي بين الحزب وبين النظام السوري الطائفي، الذي هدم المدن فوق رؤوس ساكنيها، وقصف السجون بالطائرات على رؤوس نزلائها، وسحق الفلسطينيين في لبنان، وسلم الجولان، فهو الشق الآخر للحقيقة.

السؤال: كيف يستقيم أن تكون إيران ـ الأب الروحي لحزب الله ـ شريان حياة لأمريكا وإسرائيل في العراق، وسماً مميتاً لهما في لبنان؟ أيهما هو الموقف الحقيقي؟ أم أن كليهما حقيقي؟ لأنه لا تعارض بين الأثنين؟!

وكيف يستقيم أن يحمل حزب الله بندقية المقاومة بيد، وبوقاً بالأخرى، وينعت المقاومة العراقية بأعلى الصوت بالتكفير والعمالة للأمريكان؟ ثم لا يقول كلمة واحدة ـ بنفس البوق ـ عن مظالم المسلمين في سوريا المجاورة، التي يصف نظامها بالشقيق، ويصمت عن حراستها لجبهة الجولان ولصناعة الاصطياف الإسرائيلية فيها؟ أم أن البندقية والبوق وجهان لظاهرة صوتية واحدة؟




هذه هي شجرة عائلة النظام الطائفي الإقليمي، التي تلتف حول المنطقة التفاف السوار حول المعصم، ولا تختلف في طريقة عملها وتواصلها عن "الأواني المستطرقة" (الآلة المختبرية)، التي إن سكب الماء في إحداها ارتفع في الأخريات، وإن سُحب انخفض.
هل انجلى شيء من الضباب؟ هل أصبحت مواقف وتصريحات السيد نصر الله ذات مدلولات أكبر؟

هذه البقع ـ في ذاكرتنا ـ العاجزة عن الإمساك بالمعلومات، هي وراء ظاهرة "السكرة ـ الفكرة"، التي تتسم بها شخصيتنا العربية، (عامتنا وخاصتنا)، وهي سبب الإفاقات القصيرة المتقطعة، والإغماءات الطويلة، والعشى السياسي، وعمى الألوان، الني تكاد تفقدنا القدرة على التمييز.

هذه البقع "غير المأهولة" في ذاكرتنا، هي المساحات الخصبة، سهلة الغرس، التي تتساقط عليها أمطار حزب الله وإيران، وكل من له مطمع ومصلحة في منطقتنا، فيها يزرعون ومنها يحصدون.
ولكن سيظل الدرس، كما قالت كاتبة عربية تعيش الهم العربي ـ وهي مسيحية ـ في سياق الحديث عن مسيرة حزب الله: "العقلية الطائفية لا يمكن ان تفرز خطاً صحيحاً، حتى وان صح فيه جزء، وكل ارتباط بما هو خارج الأمة لا يمكن ان يصب في مصلحتها".



وحزب الله، بشخص أمينه العام، وتحالفاته المحلية، وارتباطاته الخارجية، وأجندته، ترسيخ بأفقع الألوان لهذه العقلية. انتهى.
* * *
بالإضافة إلى ما ذكر آنفاً نقول:

ليس في السياسية صواب مطلق أو خطأ مطلق، ولكن الحقائق المتعاضدة والتسلسل المنطقي الذي اعتمده هذا التحليل يجعله صواباً يحتمل الخطأ.
فإذا كانت الأولى، فإن حزب الله يكون قد جنى على لبنان وقدمه قرباناً لمصالح إيران الإقليمية. وإذا كانت الأخرى، فيكون هو القربان، الذي جنى على نفسه وعلى لبنان في آن واحد، بقبوله بدور الذراع لإيران، وأدوار الوكالة التي لا تخدم المحيط الذي يوجد فيه، لتبيعه إيران ضمن صفقة إقليمية شاملة، وتتركه للدمار مقابل مكافأة أكبر، أقرب إليها وأبعد عن إسرائيل، هي العراق.

بهذا السيناريو تصبح الدولة العبرية على بعد 500 كيلومتر عن أقرب كيان عربي ذو اعتبار عسكري، فمصر التي تفصلها سيناء المنزوعة السلاح غرباً، والعراق المنزوع الأسنان وتحت الضمانات الإيرانية شرقاً، وسوريا وشهادة حسن السيرة والسلوك للاثة عقود ونيف من حفظ السلام في الجولان شمالاً. وإلى حين صدور الخريطة الجديدة للمنطقة بتقسيماتها الجديدة، نبقى مع هذا السيناريو.




بهذه الهندسة، تكون سفينة المقاومة الفلسطينية الوحيدة المبحرة، على بعد مئات الكيلومترات عن أقرب الشواطئ، والتي يؤمّل إغراقها في عرض البحر بعيداً عن أنظار خفر السواحل، وخارج مدى فرق الانقاذ، ليسدل الستار على آخر أشكال المقاومة في المنطقة.
إنه الشرق الأوسط الكبير.
موقف كهذا ليس مستغرباً على إيران من وجهين:

الأول: انتظام مصالحها السياسية بشكل طبيعي وتاريخي في إطار مصالح القوى السياسية الدولية في المنطقة العربية والإسلامية بشكل عام، منذ الانقلاب السياسي الصفوي الذي نقلها إلى المذهب الشيعي.

الثاني: نوازعها القومية والشعوبية، فلن يشفع لشيعة لبنان العرب ـ عندما تحين اللحظة السياسية المناسبة لها ـ حبٌ لآل البيت أو حداد على الحسين (ض)، ولهم في ذلك أسوة في إخوتهم شيعة الأحواز العرب، الذين تعاملهم إيران معاملة إسرائيل ليهود الشرق، وكذلك في العشائر الشيعية العربية في العراق المبعدة عن القرار الديني والسياسي لصالح الفرس المستوطنين في العراق، وفي شيعة أذربيجان، الذين اصطفت إيران ضدهم في نزاعهم مع الأرمن، لا لشيء سوى أنهم أتراك.



--
* معهد المشرق العربي

هذا المقال مختصر(....) من موقع المختصر :0:

وهاك الرابط http://www.almoslim.net/figh_wagi3/show_news_comment_main.cfm?id=526

البركات
05 Aug 2006, 01:33 PM
شكر الله لك جزيل الشكر
وعظيم الامتنان
على هذا الطرح العظيم
وتاريخ:
هؤلاء المجرمين الروافض
لا أسكت الله لسانك
وقلمك ويداك بالحق
ولاحرمك الله الاجر
وبارك الله فيك
ونفع الله بك
وكثر الله من امثالك
والى الامام
والى المزيد بوركت
ودمت بحفظ الله ورعايته

بنت الشام
05 Aug 2006, 05:07 PM
يبدو أنك يا أخي الكريم لم تعش ولم تشهد حربا أهلية بأهوالها و فظاعتها...
الفتنة أشد من القتل
الفتنة أشد من القتل
نرجو التأكد من المعلومات التاريخية قبل نشرها، فنحن في بلاد الشام نعلم علم اليقين أن بعض ما جاء في مقالتكم الكريمة ليس تاريخا حقيقيا، وأهل مكة أدرى بشعابها..
أكثر ما نخشاه أن تبقى الدعوة ضد حزب الله مشرعة حتى نلقى اليهود على أبوابنا..
ليس من واجبنا فقط مقاتلة الرافضة في العراق الخون الذين يقتلون إخواننا من السنة ولكن أيضا علينا أن نطهر بلادنا من الخائنون الذين سيبيعون الأرض والدين والعرض لأمريكا..
والسلام عليكم

المستفيد
06 Aug 2006, 06:19 PM
الفتنة اشد من القتل

هل يعي حسن نصر الله هذا الكلام

اختى الفاضلة

هذه نقولات تاريخية فكيف اصبحت مغالطات

الا يكفي ما تفوه به الخبيث حسن نصر اللات امام العالم