القرني
25 Jun 2006, 05:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العزيز الغفار ، الحمد لله ذي الخير المدرار ، الحمد لله القائل (( وما عند الله خير للأبرار )) والصلاة والسلام على المصطفى المختار ما تعاقب الليل والنهار ، وعلى آله وصحبه الأخيار ومن اقتفى أثارهم وعلى نهجهم سار . أما بعد :
أحبتي :
ليست هذه الدار مطلوبنا ... وليست هنا آمالنا .. هي دار فانية وما عليها فان.. الأموال .. الأولاد .. النعيم .. كل ذلك يزول ويفنى ، ولا يبقى إلا وجه الكريم سبحانه ، تفنى الدنيا .. وتفنى معها أمانيها .
فيا صاحبة الهم ..
ويا كل مغموم ..
ويا كل مبتلى من المؤمنين ..
أأضناكم التعب ... أكللتم من المسير .
صبراً فإن الجزاء الجنة ...
فإن ضاقت بك الدنيا بأسرها ولم يكن فيها منزل لك يعلم
فحي على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم
فحي على جنات عدن ..
وما أدراك ما جنات عدن ..؟
قال تعالى :
(( إن المتقين في مقام أمين ( ) في جنات وعيون ( ) يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ( ) كذلك وزوجناهم بحور عين ( ) يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ( ) لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ( ) ووقاهم عذاب الجحيم ( ) فضلاً من ربك ذلك هو الفوز العظيم ) الدخان .
فهيا معي نتعرف على شيء مما في تلك الدار . . دار السعادة التي لا يسمع بها لبيب عاقل إلا وجَدَّ في المسير ، طلباً لها لا يرضى بغيرها مستقراً له ومنزلاً .
ما بناؤها ؟ من أي شيء ترابها وحصباؤها ؟ الجواب في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها ، قال : لبنة ذهب ولبنة فضه ، وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم فلا يبأس ويخلد ولا يموت ، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ..) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
ذاك الجمال في التراب والطين والحصباء ، فكيف بالمساكن والغرف والقصور والخيام
قال تعالى ( لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد ) الزمر 20.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها . فقام إليه أعرابي فقال : لمن هي يا رسول الله ؟ قال ( هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام ) رواه الترمذي وحسنه الألباني .
هناك في دار السعادة ... سيمحى الهم ..
هناك ... نعيم وتنعيم مقيم ، حيث ينادي منادي يا أهل الجنة أن لكم أن تحيوا فلا تموتواأبداً وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً وأن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبداً وأن لكم أن تسعدوا فلا تبأسوا أبداً .
هناك .. تجري الأنهار بغير انقطاع .
قال تعالى (( سندخلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار )) النساء 122.
هناك نلتقي بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على نهر الكوثر .
ففي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت ما هذا يا جبريل ؟ قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طيبه أو طينه مسك أذفرٍ ).
يا من غايته الجنة .
أولست تتكئ تحت الأشجار تستمتع بنسائم عليلة .
تأتيك في ظلالها ... فكيف بك وأنت في دار السعادة تحت أشجار ظلها ممدود وساقها من ذهب لا من الخشب والحطب .
قال تعالى (( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ، هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ) . يس (55)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب ) رواه الترمذي وصححه الألباني .
الله أكبر ذاك النعيم لعباد الله المؤمنين .
فكيف بك وأنت بين الأنهار تحت ظل الأشجار يطوف عليك الولدان والغلمان وأنت مع من قال الله تعالى فيهم :
(( يطاف عليهم بصحاف من ذهبٍ وأكوابٍ وفيها ما تشتهيه الأنفسُ وتلذٌُ الأعينُ وأنتم فيها خالدون )) . الزخرف 71 .
وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم ولحوم طير ناعم وسمان
وفواكةً شتى بحسب مناهم يا شبعة كملت لذي الأيمان
وشرابهم من سلسبيل مزجه الكافور ، ذاك شراب ذي الإحسان
هذا وتصريف المآكل منهم عرق يفيض لهم من الأبدان
كروائح المسك الذي ما فيه خلط غيره من سائر الألوان
يا عشاق الجنة . .
الإنسان يستمتع بلمحة من جمال الإبداع الإلهي في الكون بنظرة إلى الفجر الوليد أو الظل المديد ، أو الروض البهيج .
فكيف بالعين وهي تنظر إلى مبدع وخالق هذا الجمال ربنا جلَّ في علاه .
قال تعالى : (( وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة ) القيامة .
فعن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دخل أهل الجنة الجنة قال : يقول الله تبارك وتعالى ! تريدون شيئاً أزيدكم : فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ) رواه مسلم .
اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الحمد لله العزيز الغفار ، الحمد لله ذي الخير المدرار ، الحمد لله القائل (( وما عند الله خير للأبرار )) والصلاة والسلام على المصطفى المختار ما تعاقب الليل والنهار ، وعلى آله وصحبه الأخيار ومن اقتفى أثارهم وعلى نهجهم سار . أما بعد :
أحبتي :
ليست هذه الدار مطلوبنا ... وليست هنا آمالنا .. هي دار فانية وما عليها فان.. الأموال .. الأولاد .. النعيم .. كل ذلك يزول ويفنى ، ولا يبقى إلا وجه الكريم سبحانه ، تفنى الدنيا .. وتفنى معها أمانيها .
فيا صاحبة الهم ..
ويا كل مغموم ..
ويا كل مبتلى من المؤمنين ..
أأضناكم التعب ... أكللتم من المسير .
صبراً فإن الجزاء الجنة ...
فإن ضاقت بك الدنيا بأسرها ولم يكن فيها منزل لك يعلم
فحي على جنات عدن فإنها منازلنا الأولى وفيها المخيم
فحي على جنات عدن ..
وما أدراك ما جنات عدن ..؟
قال تعالى :
(( إن المتقين في مقام أمين ( ) في جنات وعيون ( ) يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ( ) كذلك وزوجناهم بحور عين ( ) يدعون فيها بكل فاكهة آمنين ( ) لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ( ) ووقاهم عذاب الجحيم ( ) فضلاً من ربك ذلك هو الفوز العظيم ) الدخان .
فهيا معي نتعرف على شيء مما في تلك الدار . . دار السعادة التي لا يسمع بها لبيب عاقل إلا وجَدَّ في المسير ، طلباً لها لا يرضى بغيرها مستقراً له ومنزلاً .
ما بناؤها ؟ من أي شيء ترابها وحصباؤها ؟ الجواب في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها ، قال : لبنة ذهب ولبنة فضه ، وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت ، وترابها الزعفران ، من يدخلها ينعم فلا يبأس ويخلد ولا يموت ، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه ..) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني .
ذاك الجمال في التراب والطين والحصباء ، فكيف بالمساكن والغرف والقصور والخيام
قال تعالى ( لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد ) الزمر 20.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة لغرفاً يرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها . فقام إليه أعرابي فقال : لمن هي يا رسول الله ؟ قال ( هي لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله بالليل والناس نيام ) رواه الترمذي وحسنه الألباني .
هناك في دار السعادة ... سيمحى الهم ..
هناك ... نعيم وتنعيم مقيم ، حيث ينادي منادي يا أهل الجنة أن لكم أن تحيوا فلا تموتواأبداً وأن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبداً وأن لكم أن تصحوا فلا تمرضوا أبداً وأن لكم أن تسعدوا فلا تبأسوا أبداً .
هناك .. تجري الأنهار بغير انقطاع .
قال تعالى (( سندخلهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار )) النساء 122.
هناك نلتقي بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على نهر الكوثر .
ففي صحيح البخاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( بينما أنا أسير في الجنة إذا أنا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قلت ما هذا يا جبريل ؟ قال هذا الكوثر الذي أعطاك ربك فإذا طيبه أو طينه مسك أذفرٍ ).
يا من غايته الجنة .
أولست تتكئ تحت الأشجار تستمتع بنسائم عليلة .
تأتيك في ظلالها ... فكيف بك وأنت في دار السعادة تحت أشجار ظلها ممدود وساقها من ذهب لا من الخشب والحطب .
قال تعالى (( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ، هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون ) . يس (55)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب ) رواه الترمذي وصححه الألباني .
الله أكبر ذاك النعيم لعباد الله المؤمنين .
فكيف بك وأنت بين الأنهار تحت ظل الأشجار يطوف عليك الولدان والغلمان وأنت مع من قال الله تعالى فيهم :
(( يطاف عليهم بصحاف من ذهبٍ وأكوابٍ وفيها ما تشتهيه الأنفسُ وتلذٌُ الأعينُ وأنتم فيها خالدون )) . الزخرف 71 .
وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم ولحوم طير ناعم وسمان
وفواكةً شتى بحسب مناهم يا شبعة كملت لذي الأيمان
وشرابهم من سلسبيل مزجه الكافور ، ذاك شراب ذي الإحسان
هذا وتصريف المآكل منهم عرق يفيض لهم من الأبدان
كروائح المسك الذي ما فيه خلط غيره من سائر الألوان
يا عشاق الجنة . .
الإنسان يستمتع بلمحة من جمال الإبداع الإلهي في الكون بنظرة إلى الفجر الوليد أو الظل المديد ، أو الروض البهيج .
فكيف بالعين وهي تنظر إلى مبدع وخالق هذا الجمال ربنا جلَّ في علاه .
قال تعالى : (( وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة ) القيامة .
فعن صهيب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا دخل أهل الجنة الجنة قال : يقول الله تبارك وتعالى ! تريدون شيئاً أزيدكم : فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟ قال فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل ) رواه مسلم .
اللهم ارزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم
وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .