المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جزء من النص مفقــــــــــــــــــود....!!!!



Dr-Waleed
18 Jun 2006, 05:32 AM
جـزء مـن النـص مفـقـود *



جـزء مـن النّـص مـفـقـود ...



جـمـلة قـد نـقـرأهـا فـي بـعـض الـرسـائـل الـتي تـأتـيـنـا عـلى الـجـوّال ،



وهـي تـعـنـي أن هـنـاك جُـزءاً مـن الـرسـالـة مـفـقـود ، ومـن خـلال ذلكنـعـلم أن الـرسـالـة غـير مُـكـتـمـلـة ....



وأحـيـانـاً تـكـتـمـل بـعـض الـرسـائـل بـالـتـحـديـث الـتـلـقـائـي !!



وهـنـاك كـثـيـرُ مـن الـنـّـاس يـوجـد لـديـهـم ( * جـزء من النـص مـفـقـود * ) في حياتهم !!



ومـن يُـشـاهـد مـاعـلـيه كـثـيـر مـنهم وأحـوالهم في هـذه الأيـام ، يـرى بالـفـعـل أن هـنـاك
جُـزءاً مـن النـص مـفـقـوداً لـديـهـم !!

وأقـصـد بـذلك الجــزء المفـقـود ( الاسـتــقــامــة )



نـعـم ... إن هـذا الجــزء هـو مـن أهـم الأمـور الـتي يـنـبـغـي عـلى كل أحد مـنّـا العـنـاية بـهـا ،



بـل هـو أصـل ، لأن الأصـل فـي المـسـلم الاسـتـقـامـة عـلـى ديـن الله ،



الاستقامة تعني الثبات على الحق والوقوف عند حدود الله والإبتعاد عن ما حرّم الله

والسير في الطريق إلى الأمام،

وعدم التوقف فإن المتوقف لا يسمى مستقيماً، ولا تنحرف يميناً ولا يسارا،
فالاستقامة ضد الانحراف.

قال تعـالى في مـحكـم التـّـنزيـل:
( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير ٌ) سورة هود
وإليكم ماذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية :
يَأْمُر تَعَالَى رَسُوله وَعِبَاده الْمُؤْمِنِينَ بِالثَّبَاتِ وَالدَّوَام عَلَى الِاسْتِقَامَة وَذَلِكَ مِنْ أَكْبَر الْعَوْن عَلَى النَّصْر عَلَى
الْأَعْدَاء وَمُخَالَفَة الْأَضْدَاد وَنَهَى عَنْ الطُّغْيَان , وَهُوَ الْبَغْي إِنَّهُ مَصْرَعَةٌ حَتَّى وَلَوْ كَانَ عَلَى مُشْرِك وَأَعْلَمَ تَعَالَى
أَنَّهُ بَصِير بِأَعْمَالِ الْعِبَاد فَلَا يَغْفُل عَنْ شَيْء وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء .

وأيضاً قال تعالى :
( فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ )
الآية...في سورة الشورى.

وذكر ابن كثير تفسير ذلك وَقَوْله " فَلِذَلِكَ فَادْعُ " أَيْ فَلِلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْك مِنْ الدِّين الَّذِي وَصَّيْنَا
بِهِ جَمِيع الْمُرْسَلِينَ قَبْلك أَصْحَاب الشَّرَائِع الْكِبَار الْمُتَّبَعَة كَأُولِي الْعَزْم وَغَيْرهمْ فَادْعُ النَّاس إِلَيْهِ . وَقَوْله عَزَّ وَجَلَّ
" وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْت " أَيْ وَاسْتَقِمْ أَنْتَ وَمَنْ اِتَّبَعَك عَلَى عِبَادَة اللَّه تَعَالَى كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ.

وفي صحيح مسلم
‏عَنْ ‏ ‏سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ ‏ ‏قَالَ: ‏قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْ لِي فِي
الْإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ ‏ ‏وَفِي حَدِيثِ ‏ ‏أَبِي أُسَامَةَ ‏ ‏غَيْرَكَ
‏ ‏قَالَ ‏ ‏قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اِسْتَقِمْ .
‏قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه : هَذَا مِنْ جَوَامِع كَلِمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُطَابِق لِقَوْلِهِ تَعَالَى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اِسْتَقَامُوا } أَيْ وَحَّدُوا اللَّه , وَآمَنُوا بِهِ , ثُمَّ اِسْتَقَامُوا فَلَمْ يَحِيدُوا عَنْ التَّوْحِيد , وَالْتَزَمُوا
طَاعَته سُبْحَانه وَتَعَالَى إِلَى أَنْ تُوُفُّوا عَلَى ذَلِكَ . وَعَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ أَكْثَر الْمُفَسِّرِينَ مِنْ الصَّحَابَة فَمَنْ بَعْدهمْ وَهُوَ
مَعْنَى الْحَدِيث إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . هَذَا آخَر كَلَام الْقَاضِي رَحِمَهُ اللَّه . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا فِي
قَوْل اللَّه تَعَالَى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } مَا نَزَلَتْ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَمِيع الْقُرْآن آيَة
أَشَدّ وَلَا أَشَقُّ عَلَيْهِ مِنْ هَذِهِ الْآيَة .
قَالَ : وَقِيلَ : الِاسْتِقَامَة لَا يُطِيقهَا إِلَّا الْأَكَابِر لِأَنَّهَا الْخُرُوج عَنْ الْمَعْهُودَات
وَمُفَارَقَة الرُّسُوم وَالْعَادَات , وَالْقِيَام بَيْن يَدِي اللَّه تَعَالَى عَلَى حَقِيقَة الصِّدْق .
بتصرف من صحيح مسلم بشرح النووي.

الـنّـاس ولله الـحـمـد والمِـنّـة فـيـهـم الخـير الكـثـيـر ولـكـن يـنـقـص الكـثـيـريـن منـهـم هـذا الجـزء!!

ولابُـد على كل أحـد مـنّـا الـقـيـام بـعـمـل ( تحـديـث ) لهـذا الجـزء المـفـقـود ، وذلك بـ ( الاسـتـقـامـة )
عـلى ديـن الله ..



فلـنـبـادر أيـهـا الإخـوة ، ولـتُـبـادرن أيتـهـا الأخـوات ، مـن هذه اللحـظــات بالاستـقـامـة ،
فإنهـا خـير طـريق سـار علـيـه من قبلـنـا من الأنبيـاء والصـالحين ..

وفـقـنـا الله وإيــاكــم لـكـل خـــــير وللاستـقـامـة عـلى ديـنـه وثبـّـتـنـا وإيـاكم على الحـق..

والسـلام عليكم ورحمــة الله وبركــاته ..







ولا تنسونا من صالح دعـــــــــــــــــــــــــــــائكم



اخوكــــــــــــــــــــــــــــــــــم



وليـــــــــــــــــد

البركات
18 Jun 2006, 08:28 PM
شكر الله لك
اخي الكريم :
الوليد
على هذه الكلمات
التي تسطر
بماء الذهب
اينما ذهب
والى المزيد

نزوف
18 Jun 2006, 08:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاستقامة هي السير على الطريق المعتدل وهو ما شرعه الله تعالى وشرعه رسوله صلى الله عليه وسلم والتزام ذلك من غير افراط ولاتفريط .

وقد ذكر الله في هذه الايات التي سمعتم وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث التي

سمعتم الحث على الاستقامة والامر بها وذكر جزاء اهل الاستقامة .

قال سبحانه : ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا

فللأســف نرى مفهموم الإستقامه قد تبدلّ , فأصبحت الإستقامه عند البعض مظهر خارجي ,

عباءه وقفازات وغطاء وجه , للرجل ثوب قصير وإعفاء اللحيه ,, وللأســف ليس من أعفى

اللحيه وليست كل من غطت وجهها , مستقيمه , البعض أخذهـــا عادة وليست عــبــاده ,, نسأل الله السلامه والعافيه ,

جزيت خيراً الأخ الفاضل وليد .. وبارك الله فيكم على هذا الموضوع .

Dr-Waleed
18 Jun 2006, 11:53 PM
جزاك الله خيرا اخانا الفاضل البركــــــــــــــــــــــات على مرورك الكريم وشكر الله لك هذه الكلمات واسال الله تعالى الا يحرمنا واياك الاجر انه ولي ذلك والقادر عليه

Dr-Waleed
19 Jun 2006, 12:39 AM
جزاك الله خيرا اختنا الفاضلة نـــزوف على مرورك وشكر الله لك هذه المشاركة المتميزة التي اثرت الموضوع حقيقة....فقد اشرت الى عدة نقاط هي في غاية الاهمية للسائر على طريق الاستقامة

وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه كان جالسا مع اصحابه ذات يوم وفي يده عود، فخط النبي -صلى الله عليه وسلم- خطا مستقيما على الارض ، وخط عن يمينه وشماله خطوطا متعرجة ثم قال وهو يشير الى الخط المستقيم:هذا صراط الله المستقيم،وهذه سبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو اليه، ثم تلا قوله تعالى :(وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)

فالسائر الى الله -تعالى- تعترضه اعداء لصرفه عن طريق الاستقامة،كل منهم يحاول جاهدا ان يثنيه عن هذا الطريق المبارك،وكما يقول الشافعي الامام-رحمه الله تعالى-

اني ابتليت باربع ما سلطوا علي الا لشقوتي وعنائي
ابليس والدنيا ونفسي والهوى كيف الخلاص وكلهم اعدائي

فالسائر على هذا الطريق لابد ان يكون على علم بحقيقة الاستقامة حتى لا يحيد عنها بكثرة الاعداء المتربصين له

وقد بين الله تعالى حقيقة الاستقامة كما اشرت في اية جامعة فذة من كتاب الله-تعالى- وهي قوله سبحانه:(فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا)
وقوله تعالى(ومن تاب معك)فيه ملمح عظيم،فالتوبة لا تكون الا من ذنب،وهو ما يكون من العبد في حال التفريط في الامر او النهي
وقوله تعالى(ولا تطغوا) اشارة الى مجاوزة الحد في العبادة بالافراط وهو مذموم ايضا
فالمسلم مامور ان يسير على طريق الاستقامة من غير افراط او تفريط،فديننا هو دين القصد والاعتدال في كل شئ حتى في العبادة،فخير الهدي هدي محمد-صلى الله عليه وسلم-
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-في وصف الخوارج :يحقر احدكم صلاته الى صلاتهم وصيامه الى صيامهم يقرؤون القران لا يجاوز حناجرهم،يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية
...قال هذا الكلام لامثال ابي بكر وعمر وابي عبيدة واكابر الصحابة...فالشاهد انه لم تنفعهم عبادتهم مع كثرتها لانهم حادوا عن السبيل المستقيم....هذا من ناحية...

ومن ناحية اخرى...ينبغي للسائر على طريق الاستقامة ان يعلم جيدا ان الثبات على هذا الطريق يحتاج الى صبر ومصابرة ومجاهدة نفس-لا سيما في هذا الزمان- الذي اقبلت فيه الفتن كقطع الليل المظلم كما اخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-،فالواجب على المسلم ان يكون في منأى عن الفتن،وان يبعدها ما استطاع عن ملك البدن ان صح التعبير (الا وهو القلب)،فالقلب هو الملك والاعضاء هي الجنود والرعايا،فان صلح الملك صلحت الجنود والرعايا،وان فسد الملك فسدت الجنود والرعايا...

والنبي-صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الصحيح:(تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودا عودا،فاي قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء،واي قلب انكرها نكتت فيه نكتة بيضاء،حتى تصير القلوب على قلبين...قلب اسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما اشرب من هواه،وقلب ابيض لا تضره فتنة ما دامت السماوت والارض)

اسال الله تعالى ان يجعلني واياكم من اصحاب هذه القلوب التقية النقية وان يجنبني واياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن انه ولي ذلك والقادر عليه.