المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع طويــــــــــــــل(الدخول لاصحاب طول البال)100فائده تربويه



بيرق السعدي
25 May 2006, 09:50 PM
مائة فكرة لتربية الاسرة ..
بقلم : عبداللطيف هاجس :: التاريخ: الاثنين 15 جمادى الأولى 1424 هـ

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :
تنبيه مهم :
هذه مائة فكرة استقيتها من أرض الواقع ، وأخذتها ممن جرَّبها وأرسلت بها إليك ، فخذ منها ما تقدر عليه ، وما يغلب على ظنك نفعه ، وما يوافق إمكاناتك ، وما ينسجم مع ميول أهل بيتك ، وما يوافق طابع حياتهم وقدراتهم .

فاستعن بالله ، ولا تعجز !

أولاً : علمهم
قال تعالى : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات }

1 ـ عقد درس يومي أو أسبوعي ـ على الأقل ـ مع أهل البيت ، ويستحب التنويع فيه ، فمرَّة في السيرة ، وأخرى في الفقه ، وثالثة في العقيدة ، ورابعة في الآداب والسلوك ، وخامسة في المناقب والفضائل .
ومنه يتعلم الأهل الانضباط في الزمان والمكان ، ويزيد علمهم ، ويزكو عملهم ، وتقوى صلتهم ببعضهم ، وتزيد ثقتهم بولي أمرهم .
* وقت مقترح : بعد فجر الخميس لأنه يوم إجازة ، أو بعد عصر الجمعة .

2 ـ حفظ القرآن الكريم ، وذلك بتحديد آية أو جملة آيات ، تُعطى كواجبٍ صباحي لهم ، ويتم تسميع المقطع فيما بينهم في وقتٍ محدَّد متفق عليه بينهم .
ومن يتخلَّف عن التسميع لعارض ، فإنه يلزمه حفظه مع ما بعده .
عن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من قرأ القرآن وتعلَّمه وعمل به أُلبس يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ، ويُكسى والديه حلتان لا يقوم بهما الدنيا ، فيقولان بما كسينا هذا ؟ فيُقال : بأخذ ولدكما القرآن "
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما :" توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأنا ابن عشر سنين وقد قرأت المُحكم " * يمكن استغلال الركوب الجماعي للسيارة للتسميع والمراجعة وتصحيح التلاوة ، وسماع الآيات من القراء والمشايخ .

3 ـ حفظ أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وينتقى لهم ما يناسبهم ، وما تدعو إليه الحاجة
وطريقته ؛ بأن يكتب الحديث في ورقة صغيرة ، وتصوَّر بعدد من له القدرة على الحفظ ، وتوزع في الصباح عليهم ، ويتم التسميع في وقتٍ محدد منضبط .
* يمكن الاستفادة من كتب الحديث كالصحيحين والأربعين النووية ورياض الصالحين وصحيح الكلم الطيب و صحيح الترغيب والترهيب وصحيح الجامع .
* يستحب ـ لربط النشاط ببعضه ـ تفسير الآيات المحفوظة وشرح الأحاديث في الدرس الأسبوعي .

4 ـ إنشاء مكتبة مقروءة في البيت تناسب جميع المستويات ، وتتوافق مع كلِّ الأذواق المشروعة ، لتصبح حديقة غنَّاء ، يدخل إليها من يريدها فيجد فيها بغيته ، ففيها ما يناسب طالب العلم ، والرجال والنساء والأطفال ، والمتخصص ، والمطلع .

5 ـ إعداد مكتبة سمعية : تحتوي على أشرطة متنوعة تناسب جميع الأعمار والمستويات ، وتتناول أكثر القضايا والموضوعات ، وتتوافق مع الأذواق والرغبات المشروعة ، للعلماء والمشايخ والدعاة ، ويتم تحريك المكتبة بعدة طرق منها : ـ السماع للأشرطة .
ـ تفريغها على الورق .
ـ تلخيص ما ورد فيها .
ـ فهرسة مواضيعها .
* يمكن تجهيز ركن في المكتبة للإهداء والدعوة .

6 ـ القصص : وهي من جند الله تعالى ، يحرك الله بها العقول ، ويثبت بها القلوب ، وتستنبط منها الدروس والعبر ، ويمكن استخدامها كوسيلة دعوية من خلال سرد بعض القصص النبوية وما ورد في كتب التاريخ على الأهل وخصوصًا في حال التعب البدني والنفسي .
فما أجمل أن يسمع الشباب في المنزل قصة أصحاب الأخدود !
وما أفضل أن تسمع الزوجات قصة حديث أم زرع !
وما أعظم أن يسمع الكبار بعض قصص الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليهم أجمعين !

7 ـ الاشتراك في مجلات دورية ذات طابع ومنهج إسلامي منضبط سواءً كانت أسبوعية أو شهرية أو فصلية أو سنوية ، وفي ذلك دعمٌ للمجلة لتستمر في العطاء ، والأهم أن يوجد للأهل بديل إسلامي مبارك وسط هذا الزيف الإعلامي الذي ملئت به البيوت .
* يمكن أن تكون قسيمة الاشتراك في المجلة هدية ومكافأة جميلة لواحد من أهل البيت أجاد أو أفاد في عمل أو مناسبة .

8 ـ التسجيل في دور وحلقات تحفيظ القرآن الكريم ، سواء للكبار في المساجد أو في دور الحافظات للنساء ، وخصوصًا التحافيظ التي بها نشاط دعوي مميَّز .
وهذه الفكرة من أعظم ما ينبغي أن يحرص عليه المسلم في تربيته لأهله ، فالمرأة ستجد من الصالحات في هذه الدور ما يغنيها عن كثير من مريضات القلوب فارغات العقول .
* يوجد بكثير من دور التحافيظ روضة للأطفال يتعلمون فيها مبادئ القراءة والكتابة وبعض الآداب الإسلامية المناسبة لأعمارهم .

9 ـ حضور المحاضرات العامة في المساجد والمناشط الدعوية كالدورات العلمية ، وفي ذلك من الفائدة ما فيه من الأجور المترتبة عليه ، وتكثير سواد الصالحين ، والاستفادة مما يُطرح من العلماء والدعاة وطلاب العلم .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا تمنَعُوا النِّساءَ حُظُوظهُنَّ من المساجدِ إذا استأذنوكُم "
* للمحافظة على المعلومات المستقاة من المحاضرة أو الدرس يستحب طرح بعض الأسئلة عنها أو تلخيص ما ورد فيها .

10 ـ طلب الزيارة للبيت من الدعاة وطلاب العلم وطرح القضايا التي يحتاجها البيت بالتلميح والتصريح حسبما يقتضيه الحال .
وخصوصًا الداعيات ، ومن عُرفن ببذل الخير للغير ، فيا له من أثرٍ ما أبلغه ! فالمرأة تتأثر بما ترى أكثر مما تسمع .

11 ـ السبُّورة : ويتم ذلك بتعليق سبُّورة في أحد الجدر البارزة في البيت مما يقع عليه النظر كثيرًا ، يُكتب فيها ما يستفيد منه الأهل كحكمة اليوم ، وبعض الآيات والسور ، وخصوصًا الأذكار ، فمع كثرة النظر إليها يَعلَقُ شيءٌ منها بالعقل ، وبشيءٍ من التركيز عليها تُحفظ عن آخرها .

12 ـ المسابقات الثقافية : وتكون بإعداد جملةٍ من الأسئلة المناسبة لقدرات ومهارات الموجودين ، وعليها بعض الجوائز المناسبة ، وأفضل أوقاتها الرحلات والنزهات خارج المنزل لشغل الوقت بما ينفع ، ولزرع روح التنافس ـ في الخير ـ فيما بينهم ، وتوصيل بعض المعلومات إليهم من طرفٍ خفي !
عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أخبروني بشجرةٍ مَثَلُها مثلُ المسلم تُؤتي أُكُلُها كلَّ حينٍ بإذنِ ربِّها ولا تحُتُّ ورقها ؟ " فوقع في نفسي النَّخلةُ ، فكرهتُ أن أتكلَّم وثمَّ أبو بكرٍ وعمر ، فلما لم يتكلما ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" هي النَّخلةُ " . فلما خرجتُ مع أبي ، قلتُ : يا أبتاهُ وقع في نفسي النَّخلةُ . قال : ما منعك أن تقولها لو كنتَ قلتها كان أحبَّ إليَّ من كذا وكذا "
* ليس المقصود من الأسئلة التعجيز ، وإنما الهدف توصيل رسالة معينة عن طريق السؤال والجواب

13 ـ يسمع الرجال خطبَ الجمعة والمواعظ والدروس في المساجد وغيرها ، فما نصيبُ أهل البيت منها ؟!
إنَّ من أعظم النفع لهم أن يلخِّص الرجل ما سمع منها في ذهنه أو في ورقة ، لينقله إليهم حال رجوعه لهم ، فيثبت ما سمع في ذهنه ، ويستفيد منه من لم يسمعها .

14 ـ إشراكهم في الشعائر التعبدية التي تحصل في المواسم الشرعية كالمشاركة في عيد النحر بذبح الأضاحي ، وتوزيع زكاة الفطر في رمضان على مستحقيها .

15 ـ ينتقي بعض الكتب المفيدة ، ويكلِّف أهل البيت كلَّهم أو بعضهم بتلخيص ما فيها من معلومات ، وإعداد تقرير موجز عن الكتاب ، ولا بأس من تكريمهم بجوائز كحوافز .

16 ـ ربطهم بكبار العلماء وأهل العلم الأمناء ، وذلك بإعداد قائمة بأسماء العلماء والمفتين وأرقام هواتفهم وأرقام مكاتب الدعوة والإفتاء ، وتعليقها في مكان مناسب في البيت ، ليتصل الأهل بالعلماء في كلِّ قضية تعِنُّ لهم أو تقع عليهم ، وليستقوا بدلوهم من مورد العلماء الرقراق بصفاء المعتقد ونقاء المنهج ، والمتدفق بصلاح المسلك وصدق الديانة .

17 ـ الحرص على السكن بجوار المساجد ، ليسمع أهل البيت الأذان والخطب والمواعظ والدروس ، وليشاركوا في الأنشطة الدعوية والإغاثية التي تقام فيه .

18 ـ استغلال الفسح والنزهات في إثراء معلوماتهم وزيادة تحصيلهم العلمي والمعرفي .
* رأيت في حديقة الحيوان من ألزم أبناءه بورقةٍ وقلم يكتبون المعلومات العلمية عن كلِّ حيوان أو طائر يرونه .. ماذا يأكل ويشرب ؟ وأين يعيش ؟ وأين ورد ذكره في القرآن الكريم أو السنة النبوية ؟ وهل هو مأكول اللحم أو أنه محرَّم والعلة في ذلك ؟ وهل هو مستأنس أو أنَّه وحشي ؟
وهم ـ في حرصٍ شديد ! ـ يتمتعون بما يرون ، ويكتبون ما يسمعون ، ويتعلمون وهم يلعبون .
فتحسرت على من يضيع وقته في الملاهي والمأكولات دون تزكية للنفس أو إثراءٍ للمعلومات !

19 ـ اقتناء الحاسب الآلي كبديل مناسب لقنوات التخريب ، مع وجوب السيطرة عليه ، وضبط ما يُعرض فيه .
* توجد برامج إسلامية رائعة كبرنامج القرآن الكريم والحديث الشريف و بعض الكتب المستنسخة فيه ، وأحسب أننا في زمنٍ نحتاج فيه هذه الثورة العلمية فيما يعود على ديننا ودعوتنا وعلينا بصلاح وخير .
* ويمكن استخدام شبكة الإنترنت في الدعوة إلى الله تعالى ، والذود عن حياض الدين ضدَّ انتحال المبطلين وتحريف الغالين ، مع وجوب الحذر منها والمراقبة لها .

20 ـ استخدام الفيديو ـ لمن يدين لـلـه تعالى بجوازه ـ كوسيلة تعليمية وتربوية وتثقيفية وترفيهية ، وعرض البرامج الإسلامية المناسبة الخالية من المخالفات الشرعية .
* ينبغي تحديد وقت المطالعة فيه ، ومراعاة الضوابط الطبية لاستخدامه .

21 ـ الألعاب الترفيهية التي تنمي الذكاء وتقوي الذاكرة وتزيد في المعلومات ، وتكسب بعض المهارات الفكرية والعقلية كالمكعبات وبعض الألعاب الخالية من المحرمات ( الصور ـ القمار ـ التجسيم المحرم ـ المعازف ـ المعتقدات الفاسدة ـ الصلبان ـ الجرس ـ وبعض شعائر الديانات الباطلة .. )

22 ـ الاستماع لإذاعة القرآن الكريم ، ومحاولة تمديد شبكة من المكبرات والسمَّاعات داخل المنزل لسماع هذه الإذاعة المباركة ، وخصوصاً مكان تواجد الأسرة بكثرة مثل المطبخ وغرفة الجلوس .

23 ـ تسجيل الأبناء والبنات في مدارس تحفيظ القرآن الكريم الحكومية أو الأهلية أو المعاهد العلمية الشرعية والكليات الشرعية التخصصية في الجامعات ، وتشجيع البارزين منهم في ذلك بمواصلة الدراسة .للمستويات العليا .

24 ـ استغلال وقت ركوب السيارة مع الأسرة لتنفيذ برنامج إلقائي منوع كهيئة الإذاعة ، فهذا للتقديم وهذا للتقييم ، وآخر يشارك بآية ، وغيره بتفسيرها والتعليق عليها ، وآخر بحديث شريف ، أو حكمة مفيدة أو قصة معبرة أو موقف مؤثر أو حداء جميل أو طرفة مباحة فهو برنامج متكامل منهم وإليهم .
* يمكن تكريم أفضل مشاركة في البرنامج ـ ولو بالثناء والإطراء .
ثانيًا : عملهم
قال تعالى : { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى }

25 ـ الأمر بالعبادة والإلزام بها ، والتعويد عليها ، مثل الأمر بالصلاة ، والسؤال عنها ، وتفقد من يقصر فيها ، ومحاسبة ومعاقبة من يتهرَّب منها .
قال تعالى : { وأمر أهلك بالصلاة }
عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" مُرُوا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع "
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" رحم الله رجلاً قامَ من الليل فصلَّى ، وأيقظ امرأته ، فإن أبت نضح في وجهها الماءَ ، رحمَ الله امرأةً قامت من الليل فصلَّت ، وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء ." * يستحب ترغيبهم في النوافل كالوتر والضحى والسنن الرواتب وإعطائهم جوائز وحوافز عليها .

26 ـ الصيام المشترك من أهل الدار جميعًا ، ليس في الفريضة فقط ، بل حتَّى في النوافل ، كصيام يومي الاثنين والخميس ، وثلاثة أيام من كلِّ شهر ، وست من شوال ، ويوم عاشوراء وتاسوعاء ، ويوم عرفة لغير حاج ، وصيام داود ـ عليه السلام .
عن الرُّبَيِّع بنت معوذ ـ رضي الله عنها ـ قالت : أرسل رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ غداةَ عاشوراءَ إلى قرى الأنصار ، التي حولَ المدينة :" من كان أصبح صائماً ، فليُتمَّ صومهُ . ومن كان أصبحَ مُفطراً ، فليُتِمَّ بقيَّة يومه " . فكُنَّا ، بعد ذلك نصُومُه ، ونُصوِّمُ صبياننا الصِّغارَ مِنهُم إن شاء اللهُ ، ونذهبُ إلى المسجد . فنجعلُ لهُمُ اللُعبةَ مِن العهنِ ، فإذا بكى أحدُهُم على الطعام أعطيناها إياهُ عندَ الإفطارِ " وفي رواية :" ونصنعُ لهم اللعبة من العهن ، فنذهب به معنا ، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تُلهيهم ، حتى يُتمُّوا صومهم "
* يمكن تكريمهم على هذا الصيام بجلب الطعام الذي يحبونه على مائدة الإفطار أو الخروج بهم في نزهة .

27 ـ تفطير الصائمين في البيت والمسجد والحارات الشعبية للأسر الفقيرة ، ويتم ذلك بمشاركة جميع الأهل ، فالنساء للإعداد والطبخ والرجال للتوزيع والتقديم .

28 ـ السفر التعبدي للمسجد الحرام بمكة ، والمسجد النبوي بالمدينة ، والمسجد الأقصى بالشام ـ قريبًا ـ إن شاء الله ـ والمكث بجوارها لعدَّة أيَّام ، وخصوصًا في شهر رمضان المبارك .
* يستحب تذكيرهم بسيرة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومواقفه الشريفة ، ومآثر صحابته الكرام وبذلهم وتضحياتهم من أجل دينهم في كلِّ موقف وعند أيَّة مناسبة ، واستغلال البقاع للتذكير بالوقائع من غير تكلُّف أو إحداث .

29 ـ بث روح التنافس بين الأبناء الذكور على المسابقة إلى المسجد والحرص على الصف الأول ، وإعداد جدول لهم بذلك ، لتكريم المثابر الفائز ، ومحاسبة المقصر العاجز .
* يمكن التنسيق مع إمام المسجد للثناء على الفائز وتكريمه والدعاء له .

30 ـ خروج الأهل للعبادات التي يشرع للجميع الخروج إليها كصلاة العيدين والاستسقاء ، حتَّى وإن كانت النساء قد أصبن بالأعذار الشرعية كالحيض والنفاس ليدركن الخير مع النَّاس .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال :" كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأمُرُ بناته ونِساءَهُ أن يَخرُجنَ في العيدينِ " .

31 ـ تدريبهم على الصدقة والبذل في سبيل الله تعالى وإعطاء الفقراء والمساكين من مال الله الذي آتاهم . فعندما يرى الوالد مسكينًا أو فقيرًا فإنَّه يعطي أحدًا من أهل البيت مبلغًا من المال ، ويأمره أن يعطيه للفقير ، ويحتسب الأجر فيه .
وهكذا يربي فيهم حبَّ البذل والعطاء والإنفاق في سبيل الله تعالى .
* الذكور مع الذكور والإناث مع الإناث .

32 ـ تجهيز صندوق خيري جميل المنظر لجمع المال للمشاركة في أفعال الخير ، ويأمرهم بوضع المال فيه ، ويوضع في مكان بارز ومناسب في البيت .
ويحتوي هذا الصندوق على عِدَّة خانات ، فمنها جزءٌ للمشاركة في بناء المساجد ، وآخر للدعوة إلى الله تعالى ، وآخر لطباعة الكتب ، وآخر لكفالة الأيتام ورعايتهم ، وآخر لمجالات خيرية ودعوية مختلفة .
* يمكن للضيوف المشاركة والمساهمة فيه .
* يفتح الصندوق ـ بعد حين ـ بمحضر الجميع ، ويشاركون جميعًا في عدِّ المال ، وتوزيعه ، ليتولَّد فيهم حبّ العمل الجماعي .

33 ـ القيام بعمرة جماعية مع الأهل ، وتعليمهم شعائر و مشاعر هذا النُّسك المبارك .
" كانت أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ إذا مرَّت بالحجُونِ ، تقول : صلَّى الله على رسوله وسلم ، لقد نزلنا هاهنا ونحنُ يومئذٍ خِفافُ الحقائبِ ، قليلٌ ظهرُنا ، قليلةٌ أزوادُنا ، فاعتمرتُ أنا وأختي عائشةُ والزٌّبيرُ وفلانٌ وفلانٌ ..."

34 ـ الحج مع حملة مناسبة أو مع مجموعة مباركة تتميز بحسن الاستقامة ، وجدية الالتزام ، مع أهمية التركيز على النشاط الدعوي في هذه الرحلة المباركة .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقي ركباً بالرَّوحاءِ ، فقال :" منِ القومُ ؟ " قالوا : المسلمون . فقالوا : من أنتَ ؟ قال :" رسولُ الله " فرفعت إليه امرأةٌ صبيَّا فقالت : ألهذا حجٌّ ؟ قال :" نعم ، ولكِ أجرٌ "

35 ـ متابعتهم على الأذكار اليومية ( الذكر المطلق ـ والذكر المقيد بزمان أو مكان أو عدد أو صفة ) كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات والأحوال والمناسبات ، وإشعارهم بأهميتها ، وما يترتب عليها من حفظ وصيانة في الحياة الدنيا ، وأجور عظيمة وحسنات كريمة في الدار الآخرة .
ويكون ذلك بالسؤال عنها ، والتذكير بها ، وبإيقاعها أمامهم ، وبالمدح لمن فعلها ، والثناء على من قام بها .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن جُويريةَ ـ رضي الله عنها ؛ أنَّ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج من عندها بُكرةً حين صلَّى الصُّبحَ ، وهي في مسجدها ، ثمَّ رجع بعد أن أضحى ، وهي جالسةٌ ، فقال :" ما زلتِ على الحالِ التي فارقتُكِ عليها ؟ " قالت : نعم . قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" لقد قُلتُ بعدَكِ أربعَ كلماتٍ ، ثلاثَ مرَّاتٍ لو وزنت بما قُلتِ منذُ اليومِ لوزنتهنَّ : سبحانَ اللهِ وبحمده ، عددَ خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته "
وعن عليٍّ ـ رضي الله عنه ـ أنَّ فاطمة ـ رضي الله عنها ـ اشتكت ما تلقى من الرَّحى في يدها ... فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهما :" ألا أُعلمكُما خيراً ممَّا سألتُما ؟ إذا أخذتُما مضَاجِعكُما ، أن تُكبِّرا اللهَ أربعاً وثلاثين، وتُسبِّحاهُ ثلاثاً وثلاثينَ ، وتحمداه ثلاثاً وثلاثين ، فهو خيرٌ لكما من خادِم "

36 ـ مشاركة الجيران في أفراحهم وأتراحهم ، بل حتَّى في الطعام والشراب ، وطبعهم على هذا الخلق الجم ، وهذه المشاركة الفعَّالة .
عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إذا صنعتَ مَرقةً فأكثر ماءَها ثم انظر أهلَ بيتٍ من جيرانك فأصبهم منه بمعروف ".

37 ـ تحذيرهم من الحرام ، والأخذ على يد مرتكبه ، وتذكيرهم بالمراقبة الإلهية لهم ، والمعاقبة الربانية على قبح فعلهم ، ليستقرَّ في نفوسهم شناعة الحرام ، وقبح الإجرام ، وسوء السيئات والآثام .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : أخذ الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ تمرةً من تمر الصدقة فجعلها في فِيهِ ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" كِخ ..كِخ ، ارم بها أما علمت أنَّا لا نأكل الصدقة "
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : قلتُ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم : حَسبكَ من صفيَّة كذا وكذا ـ تعني : قصيرة ـ فقال :" لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته "

38 ـ ترغيبهم في التصدق بما هو قديم ونافع كالملابس القديمة ، والأواني المستخدمة ، والأثاث المستعمل على المحتاجين لها والراغبين فيها ، بدلاً من إلقائها ، والتخلص منها .

39 ـ تحذيرهم من التبذير والإسراف في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومركبهم ومسكنهم وجميع شؤونهم .
* مثاله ؛ أن يأكل كلُّ واحدٍ منهم ما يسقط منه من طعام طيب على سفرة الطعام حتَّى لا يرمى في القمامات .
عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" إذا وقعت لُقمةُ أحدكُم فليأخذها ، فليمط ما كان بها من أذى ، وليأكلها ، ولا يدعها للشيطان "
* أو جمع ما يبقى من طعام لتأكله الحيوانات الأليفة المستأنسة أو الطيور كالحمام والدجاج ، فـ " في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجر " .

40 ـ متابعتهم على الأعمال الحميدة والأقوال المفيدة في مسلكهم اليومي ، والحرص على تحليهم بالآداب الشرعية كآداب الطعام والشراب واللباس والنوم والاستئذان والدخول والركوب .
ويشمل ذلك تعليمهم إيَّاها ، وتعويدهم عليها ، وتذكيرهم بها ، وترغيبهم فيها .
عن عمر بن ابي سلمة ـ رضي الله عنه ـ قال : كنت غلاماً في حجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت يدي تطيش في الصحفة ، فقال لي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" يا غلام سمِّ الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك "

41ـ الاستفادة من كلِّ شيء يمكن أن يستغل قبل طرحه ونبذه ، ليتعلم الأهل المحافظة على ما لديهم من ممتلكات ، ويسلموا من التبذير والإسراف .
عن أبي حازم ، قال : سألت سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ فقلتُ : هل أكلَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ النَّقيَّ ؟ فقال سهل : ما رأى رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ النَّقيَّ من حين ابتعثه الله حتى قبضه . قال : فقلت : هل كانت لكم في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مناخِلُ ؟ قال : ما رأى رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مُنخُلاً من حين ابتعثه الله حتى قبضه ، قال : قلت : كيف كنتم تأكلونَ الشَّعيرَ غير منخُولٍ ؟ قال : كنَّا نطحنُهُ وننفُخُه ، فيطيرُ ما طارَ ، وما بقي ثرَّيناهُ فأكلناهُ "
وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : أُتي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بتمرٍ عتيقٍ ، فجعل يفتشه ، يخرج السوس منه "
وفي رواية :" كان يُؤتى بالتمر فيه دودٌ ، فيُفَتِّشُهُ ، يُخرجُ السوسَ منه "

42 ـ حثهم على اقتطاع يومي أو أسبوعي ـ ولو كان قليلاً ـ من مصروفهم للمشاركة في أفعال الخير والإحسان ، ويمكن تسميته بالتوفير الخيري مثلاً

43 ـ تعويدهم على النظافة العامة الداخلية والخارجية مع النفس ومع الآخرين في البيت وخارجه .
وليرفع شعار : ( دع المكان أحسن مما كان ، قدر الإمكان ، فإن لم يكن بالإمكان ، فكما كان ) .
* ما أجمل أن ترى ربَّ أسرة مع أسرته يقومون بتنظيف حديقة عامَّة مما فيها من القاذورات بعد أن جلسوا فيها وتمتَّعوا بها !

44 ـ أن يجعل لكلِّ فردٍ في الأسرة دفتر كشكول للفوائد ( كناشة معلومات متنوعة ) يسجَّل فيه التجارب والمواقف والانطباعات والملاحظات ، وما يقف عليه من حكم وأحكام ، ومشاعر وأشعار ، وسير وآثار ، وقصص وأخبار ، فالمعلومة صيد ، والكتابة قيد ، فقيد صيودك بالحبال الواثقة .

45 ـ تنمية مهاراتهم وهواياتهم المفيدة وربطها بالشرع كالسباحة لتقوية الجسم على طاعة الله تعالى ، وكالرمي لأنَّه من إعداد القوَّة على أعداء الله ، وكالسباق للاستعانة به على طرد الخمول والكسل لتنشيط النفس إلى ما يقرِّب من الله تعالى . عن سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ قال : مرَّ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ على نفرٍ من أسلم ينتضلون ، فقال : النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" ارموا بني اسماعيلَ ، فإنَّ أباكم كان رامياً ، ارموا وأنا معَ بني فلان " . قال : فأَمسكَ أحدُ الفريقينِ بأيديهم ، فقال رسولُ ـ الله صلى الله عليه وسلم :" ما لكم لا ترمون ؟ " قالوا : كيفَ نرمي وأنتَ معهم ؟ قال النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم :" ارموا فأنا معكم كلَّكم "

46 ـ تنبيه الأهل على المحافظة على الحيوانات التي لا ضرر منها ، ونهيهم عن التعدي عليها والإضرار بها
فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نزل منزلاً فأخذ رجل بيض حُمَّرة ، فجاءت ترِفُّ على رأس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : " أيُّكم فَجَعَ هذه بيضتها ؟ "فقال رجل : يا رسول الله ! أنا ، أخذت بيضتها ، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" اردده ، رحمةً لها "

47 ـ تنبيههم إلى إتلاف المحرمات التي يرونها ويقعون فيها كطمس الصور المحرمة التي تأتي على المستهلكات اليومية ، وكنقض الصلبان التي يرونها ويطلعون عليها .
عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" أن لا تدع تمثالاً إلاَّ طمسته ، ولا قبراً مشرفاً إلاَّ سويته ، ولا صورةً إلاَّ طمستها "

48 ـ غرس عظمة كتاب الله في قلوبهم وزرع محبته ورهبته في صدورهم ، وتحذيرهم من امتهانه أو إهانته أو الاستهانة به ، وتذكيرهم بآداب تلاوته وأحكام قراءته وطرق صيانته والمحافظة عليه وعدم العبث به .

49 ـ تعويدهم على الكرم والبذل عند حضور الأضياف ، بالحرص على مشاركتهم في الترحيب بالضيوف وخدمتهم ومدِّ يدِ العون لهم والمشاركة في إعداد قِراهم وإكرامهم ، والجلوس معهم للاستفادة منهم .

50 ـ طبعهم على الشجاعة والبسالة والإقدام ، وتحذيرهم من الخوف والجبن والخور والانهزام ، والاعتراف بالحقِّ ولو كان مُرَّاً ومُضرَّا .
* يمكن إسقاط بعض العقوبات عن المخطئ ـ في بعض المرَّات ـ جزاء اعترافه بالحق وإقراره بالذنب .

51 ـ تنبيههم إلى احترام ممتلكات الآخرين والحرص على المحافظة عليها ، وعدم التعدي عليهم فيها ، سواءً في الأمور والأشياء المشاعة للجميع أو الخاصَّة بالأفراد .
عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال : كان النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ عند بعضِ نسائهِ ، فأرسلت إحدى أُمَّهاتِ المُؤمنينَ بصحفةٍ فيها طعامٌ ، فضربت التي عنده النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بيتها يَدَ الخادِم ، فسقطت الصَّحفَةُ ، فانفلقت ، فجمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فِلَقَ الصحفة ثمَّ جعلَ يجمعُ فيها الطعامَ الذي كان في الصحفةِ ، ويقولُ :" غارت أُمُّكُم " ثم حبسَ الخادمَ حتى أُتيَ بصحفةٍ مِن عندِ التي هُو في بيتها ، فدفعَ الصحفةَ الصَّحيحةَ إلى التي كُسرت صَحفتُها ، وأمسكَ المكسورةَ في بيتِ التي كُسِرت فيه "

52 ـ ترغيبهم في الدعاء لأنفسهم والدعاء لغيرهم مبتدئين بالوالدين والأقربين ، وخصوصًا حال الملمات والنكبات ، وتذكيرهم بأهميَّة الدعاء للإسلام والمسلمين في المشارق والمغارب ، ليكون ذلك ديدنا لهم وطبعًا فيهم .

53 ـ تقسيم أعمال البيت بينهم ، وتحديد المسؤوليات فيه ، وتعويدهم على المشاركة في أعماله ، والمساهمة في القيام بشؤونه ، ومن عجز عن تقديم العون لغيره ، فلا أقلَّ من أن يقوم بشأن نفسه من ترتيب وتنظيف حتَّى لا يكون كلاً على غيره معتمدًا على سواه .
عن الأسود ، قال : سألت عائشة ـ رضي الله عنها : ما كان يصنع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أهله ؟ فقالت : كان يكون في مهنة أهله ، فإذا حضرت الصلاة خرج .
وقالت :" يخصف نعله ، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته " وفي رواية :" قالت :" ما يصنع أحدكم في بيته : يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويخيط " وفي رواية :" كان بشراً من البشر ؛ يفلي ثوبه ، ويحلب شاته "

54 ـ تعليم الأبناء فنون البيع والشراء وضوابطه وطرائقه ، وإكسابهم الثقة في أنفسهم منذ الصغر عليه .

55 ـ تعويدهم على النوم مبكرًا ، وتحذيرهم من السهر طويلاً ، وطبعهم على الاستيقاظ المبكر قبل صلاة الفجر لصلاة الوتر والاستغفار . فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعده .

56 ـ إشغالهم ببعض الأعمال الحرفية النافعة كالنجارة والسباكة والزراعة بالنسبة للذكور ، وكالخياطة والحياكة والتطريز بالنسبة للإناث ، وملء أوقات فراغهم بها .

57 ـ تعليمهم الرقية الشرعية وضوابطها ، فيتعلمون كيف يرقو المريض نفسه أو كيف يقرأ بالتعاويذ الشرعية من الكتاب والسنة على غيره .
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان ينفثُ على نفسه في المرضِ الذي ماتَ فيه بالمعوِّذاتِ ، فلما ثقُلَ كُنتُ أنفثُ عليهِ بهنَّ ، وأمسحُ بيدِ نفسِهِ لبركتِها " وفي رواية :" فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به "
وعنهاـ رضي الله عنها ـ أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يُعوِّذُ بعضَ أهلِهِ ، يمسحُ بيده اليمنى ، ويقول :" اللهم ربَّ الناسِ أذهبِ البأس ...."

58 ـ جمع الأوراق والدفاتر والكتب والجرائد التي يوجد بها آيات كريمة أو أحاديث نبوية لم تعد تصلح للاستعمال تمهيداً للتخلص منها بطريقة صحيحة كالحرق والدفن ، وهذا العمل ـ على صغره ـ يربي الأهل على احترام كلام الله وتقديسه ، وعدم إهانته وتدنيسه .
* يمكن استخدام قصَّاصة ـ فرَّامة ـ الورق لهذه المهمة .

59 ـ أن يعوِّد أهل بيته على التواضع ولين الجانب كالأكل مع الخادم ، والجلوس معه ، والحديث إليه ، وإدخال السرور عليه ، والمشاركة له في أفراحه وأتراحه، وخصوصاً حال مرضه وسقمه أو حنينه وحزنه .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :" إذا أتى أحدكُم خادِمُهُ بطعامِهِ ، فإن لم يجلسهُ معَهُ ، فليناولهُ أكلةً أو أكلتينِ ، أو لقمةً أو لقمتينِ ، فإنه وليَ حرَّهُ وعلاجَهُ "
ثالثًا : مشاركتهم في الدعوة إلى الله تعالى
قال تعالى :{ ولتكن منكم أمَّة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المهتدون }

60 ـ تشجيع الأهل على الدعوة إلى الله تعالى في أوساطهم التي يخالطون فيها غيرهم كالمدارس والقرابة والجيران والأصحاب ، وينبغي مساعدتهم على ذلك بمدِّهم بالأشرطة والكتيبات والمطويات وإعلانات المحاضرات ، وغيرها من السبل المشروعة للدعوة إلى الله تعالى .
عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعليٍّ ـ رضي الله عنه ـ يوم خيبر :" انفُذ على رسلِك حتَّى تنزل بساحتهم ، ثمَّ ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجبُ عليهم مِن حقِّ الله فيه ، فو الله لأن يهديَ اللهُ بكَ رجلاً واحداً خيرٌ لك من أن يكونَ لك حُمرُ النَّعَم "

61 ـ حثهم على المشاركة في المجلاَّت الإسلامية بالكتابة فيها ، والنقد الهادف لها ، وبالنصيحة المخلصة للقائمين عليها ، وبالدعاية إليها ، وغير ذلك من وجوه المشاركة فيها .

62 ـ إشراكهم في البرامج الدعوية التي يقوم عليها ربُّ الأسرة ، ويمكن استغلال طاقاتهم في ذلك ، وتربيتهم على المشاركة الفعَّالة في وجوه الأنشطة الدعوية ، مثل إعداد الرسائل وترتيب الأشرطة وفهرستها وتصنيف الكتب وترتيبها وتنظيم المكتبات والعناية بها .

63 ـ تدريبهم على كتابة الردود الصحيحة على الأقلام القبيحة المفسدة التي تشذُّ عن الحق وتوغل في الباطل ، وإرسال مقالاتهم ـ بعد تنقيحها ـ إلى الجرائد والمجلاّت التي تنشر ذلك الزيف أو غيرها ليعلو صوت الحقِّ ، ولتستبين سبيل المجرمين .

64 ـ إرسال الرسائل الدعوية لهواة المراسلة الذين يظهرون في الجرائد والمجلات مع بعض الكتيبات والمطويات ، وإعداد برنامج دعوي متكامل لهذه الوسيلة الدعوية الناجحة ، كلٌّ بحسبه ؛ الرجال مع الرجال ، والنساء مع النساء .

65 ـ كتابة رسائل النصح والوعظ والتذكير لمن عُرف عنه إشاعة المنكر بين الناس كالممثلين والممثلات والمطربين والمطربات وكُتَّاب الشعر الرخيص المبتذل ، فلعلَّه ينجو بها ناج ، ومعذرة إلى الله ، ولعلَّهم يهتدون أو يرتدعون .

66 ـ تشجيعهم على كتابة المقالات المفيدة المختصرة للمشاركة بها في مدارسهم كطابور الصباح والحفلات والأنشطة المدرسية .

67 ـ غرس شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قلوبهم ، وذلك بممارسته أمامهم ، وترغيبهم فيه ، وحثهم عليه عند حدوث ما يستدعيه .
قال تعالى : { يا بنيَّ أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور }
* كم هو الأثر بالغ في قلب رجلٍ مدخنٍ عندما يأتي إليه طفل صغير يحذره منه وينهاه عنه !
* وكم هي الاستجابة من شابة غافلة تستمع للمعازف والأغاني عندما تأتيها طفلة صغيرة تذكرُ لها حُرمته وتنذرها من خطورته !

68 ـ إشغالهم بأحوال العالم الإسلامي وقضاياه ومشاكله حتَّى ينشغلوا بالعظائم والمهمَّات ، ولا يلتفتوا إلى التوافه والمحقرات ، وتتولَّد لديهم عاطفةٌ إيمانية للمؤمنين وولاءٌ قلبي للمسلمين .
فعلى قدر الهمم تكون الهموم ، ومن حلَّق فوق النجوم فلن يقنع بما دونها .
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعائشة ـ رضي الله عنها :" يا عائشةُ ! لولا حِدثَانُ قومِكِ بالكفرِ لنقضتُ البيتَ حتَّى أزيدَ فيهِ من الحِجرِ ، فإنَّ قومكِ قصَّروا في البناء "

69 ـ رصد سلبيات وإيجابيات المجتمع ، وما يحدث في الواقع من أحداث ووقائع ، وبعث نتائجها إلى العلماء والمشايخ ليكونوا على علم جامع بحقيقة الواقع ، وحتَّى يكون حلُّهم أنفع وعلاجهم أنجع .

70 ـ إعداد درس نسائي أسبوعي أو على الأقل شهري في البيت ، فتدعى له الجارات والقريبات والمعارف ، وتلقي فيهن إحدى الداعيات درسًا فيما يخص النساء . ومهمَّة أهل البيت الإعداد له والاستفادة منه ، فينمو لديهم الحس الدعوي ، والحرص على بذل الخير للغير .

71 ـ تعويدهم على الخطابة وإلقاء المواعظ ، وتنبيههم إلى آداب ووسائل مواجهة الناس والتأثير فيهم ، من خلال تكليف أحدهم بإعداد موعظة قصيرة تلقى على الأهل ، ويتم تقويم الموعظة وأسلوبها وإبداء السلبيات والإيجابيات عليها من الجميع .
*ينبغي التنبيه على أهمية رفع الروح المعنوية للملقي ، وغرس الثقة في النفس ، دون الوصول به إلى الغرور والإعجاب بالنفس .

72 ـ توزيع الكتيبات والمطويات والأشرطة النافعة على النَّاس عند إشارات المرور ، فحالما يقف الوالد بمركبته بجوار غيره ، فإنَّ أحد الأبناء يعطيه كتاباً أو شريطاً مع ابتسامة صادقة ولمسة حانية ، ثم إذا تحركت المركبة فإنَّ الوالد يدعو بالهداية لمن أخذ الهدية والأهل يؤمنون ليتعلم الأهل الدعاء مع الدعوة .

73 ـ اعتاد القرابة والجيران والأصدقاء في زياراتهم لبعضهم في المناسبات وغيرها أخذ شيء من الهدايا كالمأكولات والمشروبات والملبوسات ، وهذا حسن ، والأحسن منه أن يربي الوالد أهل بيته في هذه الزيارات على أخذ جملة من الأشرطة والكتب كهدية مختلفة عما ألفه النَّاس ، ليربي أهله على الدعوة إلى الله تعالى ونشر الخير بين أولى النَّاس بهم .
* يوجد بالتسجيلات والمكتبات الإسلامية الكثير من السلاسل العلمية التي أعدَّت بشكل جميل ومناسب للإهداء .
رابعًا : تهذيب نفوسهم وتقويمهم سلوكهم
قال تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون }

74ـ زيارة الأسر الفقيرة ، وتفقد أحوالهم ، ومدِّ يدِ المساعدة لهم .
وبهذه الزيارات تتعمَّق الصلات ، وتقوى الروابط ، وتنشأ المشاعر الوجدانية الإيمانية بين المجتمع الواحد ، وينتج عنها أثر كبير في قلوب الأهل ، فيعرفون نعم الله عليهم ، ويقومون بشكرها ، ويرضون بما قسم الله لهم منها ، ويمدون يدّ العون لإخوانهم في الدين .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم "

75 ـ زيارة المرضى في المستشفيات ـ إن أُمنت الفتنة ! ـ ودور النقاهة ومراكز الإعاقة ، ليتعرَّف الأهل على فضل الله عليهم بما يشاهدون من مشاهد الحزن والألم التي يرونها بادية على وجوه أهل البلايا .
* يستحب أخذ بعض الهدايا للمرضى ، وخصوصًا من هم في مراكز الإعاقة ودور النقاهة لطول مكثهم فيها .
ولا أعني بالهدايا علب الحلوى وباقات الزهور ، فالنفع منها قليل ، ولكن أقصد الهدايا التي تحيي القلوب وتشرح الصدور مثل الكتيبات والمطويات .

76 ـ زيارة القبور ـ للذكور ـ وتشييع الجنائز ، والسير معها إلى حيث توارى الثرى .
فإذا رأى الوالد من أبنائه تقصيرًا في طاعة الله أو تجرؤا على معصيته ، فليأخذ بأيديهم إلى هناك ، ويذكِّرهم بمآلهم بعد مفارقة الدنيا .
فيا لهذه الزيارة .. ما أعظم أثرها ! وما أكبر عِبرها !

77 ـ زيارة المدارس التي ينتسب لها الأبناء والبنات للوقوف على سلوكيَّاتهم وسلوكياتهن ، وأبرز مميزات شخصيَّاتهم ، والتعرُّف على مواطن الخلل والزلل في أفعالهم وأقوالهم عندما يشعرون بتغيُّب رقابة الوالدين عنهم .

78 ـ عندما يخطئ أحدهم خطأً عظيمًا لا يُغتفر .. فإن هناك أسلوبًا نبويًا للتربية قد غاب عن كثير من المربين ، وهو هجر المخطئ لمدَّة معينة من الزمن .
فبدلاً من القسوة في القول ، والغلظة في الحديث ، فلنتعلَّم أن نقسوَ عليهم بالكف عن الحديث ، والامتناع عن المعاملة . * راجع قصَّة الثلاثة الذين خلِّفوا في غزوة تبوك .

79 ـ هل جرَّبت أيُّها الوالد أن تكتب لابنك أو زوجتك أو لأحدٍ من أهل بيتك رسالة ؟!
قد تقول لي : وما الداعي لذلك وهم معي لا يفارقونني ؟!
أقول : جرِّب هذا .. ولا تنس أن تدعو لي عندما ترى النتيجة الباهرة !
فعندما ترى من أحدهم سلوكًا خاطئًا لا ترتضيه منه ، ونصحته فلم يأتمر ووعظته فلم ينزجر .. فاكتب له بيراع النصيحة رسالة مدبجة بعبارات المحبَّة والإشفاق ، ثمَّ اذكر بين ثناياها ما يأتي أو يذر من أمر ، وستجني ـ بإذن الله ـ ثمرة الرضا بعد غرس بذرة النصيحة بالطريقة الصحيحة .

80 ـ الرحلات المشتركة مع مجموعة من الأسر المحافظة على دينها ، والمتوافقة في التزامها ، والمتجانسة في استقامتها ، ليشعر المسلم الملتزم بعدم الغربة في طريقه ، ويجد من يعينه عليه ، ومن يمضي معه فيه .
* يحسن إعداد برنامج دعوي متكامل خلال الرحلة ، متزامنًا ومتلازمًا مع جانب الترفيه والتسلية بالمباح .

81 ـ استغلال الرحلات الترفيهية والنزهات البرية أو البحرية أو الجوية في تقوية الإيمان في قلوبهم ، وذلك بربطهم بخالقهم في كلِّ ما يرون ويسمعون ويعيشون ، فيريهم الدنيا بمنظار الآخرة ، فالجمال يذكِّر بالجنة وما فيها من نعيم وخيرات ، والقبح والسوء يذكِّر بنار السموم وما فيها من آفات ومهلكات .
فالجبال تذكِّر بقوة الله ـ سبحانه ـ والسموات تخبر عن قدرته ، والبحار تنبئ عن عظمته ، والسحاب يومئ إلى رحمته ، وهكذا يعيش المسلم مع أهله بقلب الحي المتيقظ ..
يردد معهم دائمًا في تأمل وتدبر ، وتفكر وتذكر قوله تعالى : { هذا خلق الله . فأروني ماذا خلق الذين من دونه ..}
والمعرض عن الله يعيش سبهللا بحياة الغافل الجاهل البليد .

82 ـ النصيحة الجماعية للأهل ، ويتم ذلك بجمعهم ووعظهم وإسداء النصح لهم دون تخصيص لأحدٍ منهم .
وخصوصًا للأمور التي يشتركون فيها جميعًا ، كالترغيب في الصدقة ، والإحسان للآخرين ، وبذل المعروف لهم ، وكفِّ الأذى عنهم والتحذير من سوء المعتقدات والأقوال والأفعال .

83 ـ النصيحة الفردية لأحد أفراد الأسرة ، فعندما يرى ربُّ الأسرة من أحدهم تقصيرًا في حقِّ ربِّه ، أو خللاً في أخلاقه أو سوءًا في معاملته ، فإنَّه ينفرد به عن غيره ، ويسدي له النصيحة مدبجةً بأعذب الألفاظ وأرقِّ العبارات وأخلص الكلمات .
تعمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة

84 ـ التربية من خلال الأحداث والوقائع السَّارة والضَّارة التي تحدث للأسرة .
فعندما يحصل للأسرة كلِّها أو لأحدٍ من أفرادها ما يكره فإنه يرجع ذلك للذنوب والسيئات والتقصير في حقِّ الله تعالى .
وعندما يحدث لهم ما يفرحهم ، ويجلب السرور لهم ، فإنه يحيل ذلك لكرم الله معهم وفضله عليهم ، ولعلَّ أحدهم أحدث طاعةً لله تعالى كان من نتائجها توفيق الله لهم فيما يحبون وصرفه عنهم ما يكرهون .
وبذلك تتعلَّق القلوب بعلاَّم الغيوب في نزول المكروه وحصول المحبوب .

85 ـ تربية الأهل بالمواقف في الأزمات ..
كالصبر على المقدور ، والرضا بالقضا ، والثبات حتَّى الممات حال الملمات .
فربُّ الأسرة قلبُها ورأسها ، فإن استقام القلب تبعه القالب ، وإذا جزع وفزع في البلاء بالضرَّاء ، وطغى وبغى في البلاء بالسرَّاء ، فأهل البيت تبعٌ له في أكثر الأحوال في الأقوال والأفعال ، فهم يرونه بعين المقتدي ، ويلمحونه ببصر المهتدي .
فليتق الله كلُّ مسؤول عن أسرته ، فإنَّهم يقومون به ، ويتأثرون بأقواله وأفعاله ، ويقتفون بما يصدر منه ويؤثر عنه .

86 ـ الهدايا مطايا المحبَّة ، وبريد المودَّة ، وسبيل التأثر ، فكم هدية أرسلت من ربِّ الأسرة لأحد أفرادها مشفوعة بنصيحة لطيفة في كتاب أو شريط أو رسالة أو كلام ، فتح لها باب القبول ، فالقلوب مجبولة على محبَّة من أكرمها بالعطاء وتفضَّل عليها بالبذل والإهداء .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" تهادوا تحابُّوا "

87 ـ فرض رسومات مالية كعقوبة على كلِّ من يتكلَّم بباطل أو يتفوَّه بلغوٍ حرامٍ كسب وشتم ولعن وكذب وسخرية ، وتوضع تلك الرسوم في صندوق معيَّن ، ويجمع ما فيه ، ويتصدَّق بما فيه على الفقراء ، بعد رضى الجميع ، وقبولهم بالفكرة واقتناعهم بالطريقة .

88 ـ قد ينشغل ربُّ الأسرة عنهم في بعض الأحوال لمدَّة طويلة من الزمان ، ويبتعد عنهم في المكان ، وهنا يلزمه استغلال الهاتف للاتصال بهم والسؤال عنهم ومتابعة شؤونهم ، وليشعرهم أنَّه ما زال مهتمَّاً بهم وحريصًا عليهم ومتابعا لأقوالهم وأفعالهم .

89 ـ تسجيل الأهل في المراكز الصيفية التي تقام في الإجازات لِما فيها من تنمية للقدرات وتدريب على المهارات وإشغال للوقت بما يعود عليهم بالخير في دنياهم وأخراهم ، مع وجوب حسن اختيار القائمين عليها ومتابعتهم فيها .

90 ـ الزيارة الجماعية للأقارب وذوي الأرحام والجيران ، وتذكير الجميع بوجوب ذلك ، وبيان الأجور المترتبة عليها لمن أخلص لله تعالى فيها .

91 ـ اصطحاب الأب لأبنائه الذكور معه في الذهاب والإياب والمجالس المباركة والزيارات النافعة ، ليتعلم الأبناء كيف يعاملون الناس ويجالسونهم ويستفيدون منهم ويتأثرون بهم ويؤثرون فيهم .

92 ـ عندما يهم أحد أفراد الأسرة بالسفر ، فإنه يعطي بطاقة وصايا مغلفة ، يكتب فيها بعض الوصايا والتنبيهات ، وبعض المحاذير والمخالفات ، مع عبارات رقيقة ، لتكون له زادًا مباركًا في سفره ، ليستعين بها على أمر دينه ودنياه .
مثل : احفظ الله يحفظك ـ اتق الله حيثما كنت ـ احفظ بصرك من المحرمات ـ احذر جليس السوء ـ ... ونحوها ، وحبذا لو عطفت بهدية مفيدة كمصحف صغير وكتاب أذكار وبعض الأشرطة المناسبة ..

93 ـ مداعبة الأهل بالمباح وإدخال السرور عليهم بالحلال ، ليعلموا أن في ديننا فسحة وفي شريعتنا سعادة وراحة .
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :" كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليُدلع لسانه للحسن بن علي ، فيرى الصبي حمرة لسانه ، فيَبهَش إليه " .
وكسباق النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعائشة ـ رضي الله عنها ـ في غزوتين من غزواته ، وقوله لها " هذه بتلك السبقة " . وكإرساله البنات الجواري ليلعبن معها في بيته ـ صلى الله عليه وسلم .

94 ـ زيارة العلماء والدعاة وطلاب العلم وأهل الخير والصلاح في منازلهم وأماكن أنشطتهم الخيرية والدعوية ، للتعلم منهم ، والاقتداء بهم ، والتعاون معهم .

95 ـ القدوة العملية ببر الوالدين والإحسان إليهم والبذل لهم والرفق بهم والسماحة معهم ـ إن كانوا أحياء ـ لما لذلك من أثر إيجابي في تربيتهم .

96 ـ تعليق السوط في مكان بارز في البيت ، ليستشعر المخطئ والمفرط والمتعدي أن العقوبة له بالمرصاد إذا زلَّ أو ضلَّ .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" علِّقوا السوط حيثُ يراه أهل البيت ؛ فإنه أدبٌ لهم "

97 ـ ترغيب الأهل في الجلوس مع كبار السِّن للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم في الحياة ، والوقوف على طبيعة حياتهم وشديد معاناتهم وتحملهم لشظف العيش .، وخصوصاً من عُرف منهم بالحكمة والعقل والاتزان والدين والعلم .
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" البركةُ معَ أكابركم "
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم :" من لم يرحم صغيرنا ، و يعرف حقَّ كبيرنا ، فليس منا "

98 ـ عندما يشتري الوالد سلعة مغشوشة كالفاكهة ، فإنه يجمع أهله ليريهم سوء هذا الصنيع ويقبحه في أنظارهم ، ثمَّ يدعو بالصفح والمغفرة لمن غشَّه من المسلمين ، ويدعو له بالصلاح والهداية ، وأهله يؤمِّنون على دعائه ، فيتعلم الأهل منه الصفح والعفو لمن أساء إليهم أو أخطأ عليهم ، ويستشعرون شناعة الغشِّ وقباحة التدليس والتلبيس ..

99ـ الخروج مع الأهل في ليلة مقمرة إلى فلاةٍ مأمونةٍ خارج نطاق العمران ، ليريهم بديع صنع الله في خلق السموات ونجومها وأفلاكها ، ويذكرهم بظلمة القبور ووحشتها ، وغير ذلك من المسائل التربوية التي ينبغي أن يوقفهم عليها ويربيهم بها .

100 ـ تفريغ أحد المربين الصالحين لملازمة الأبناء وتربيتهم وتعليمهم القرآن وآدابه ، والعلم الشرعي وأحكامه ، وطبعهم على العادات الحميدة والأخلاق الكريمة ، ويمكن إعداد برنامج مشترك لمجموعةٍ من الأسر المتجانسة لكفالة هذا المربي للعناية بأبنائهم .
وأعتقد جازماً أن توفير هذا المربي أولى وأنفع من جلب الخادمات في البيوت ، فمتى ندرك أن قلوب وعقول أبنائنا أهم وأعظم من أجسادهم وقوالبهم ؟!

الخاتمة
.. وبعد :
أيُّها القارئ الكريم :
هذه عصارة الفكر ، وخلاصة التجربة ، ونتيجة البحث والتلقي ، تراها بين يديك بعد أن أرسلت إليك .
فما وجدت فيها من خيرٍ وصوابٍ ، فهو من توفيق الكريم الوهاب { وما توفيقي إلاَّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب } .
فعضَّ عليها بالنواجذ ، واقبض عليها بكفِّ الحرص ، وكن بها عالمًا ، وبما فيها عاملاً ، وإليها داعيًا ، وعليها صابرًا ، وادع لأخيك بالقبول والثواب .
وما وجدت فيها من خطأ وخطيئة ، فاطرحه جانبا ، وانبذه قصيَّا ، فالحقُّ أحقُّ أن يُتَّبع ، والحكمة ضالة المؤمن أنَّى وجدها فهو أحقُّ بها ، وادع لأخيك بالمغفرة لزلـلـه ، والصفح عن خلله ، واعلم أنَّها ذنوبه التي أركسته ، ومعاصيه التي كبلته ، وخطاياه حالت بينه وبين الحقِّ ، فكن له ناصحًا ، ومن المخالفة مُخلِّصًا ، ولن تجد منه إلاَّ آذانًا صاغية ، وأكفَّاً داعية ..
وسلامٌ من الله عليك ، ورحمة منه إليك ـ بفضله وكرمه ـ وهو ذو الفضل العظيم ، وصلى الله على رسولنا الكريم وعلى آله الطيبين الطاهرين .

منقووووووووووووووووووووول للفائده ودمتم

البركات
27 May 2006, 09:33 PM
جزاك الله خيرا
واكلت لحم طيرا
وزوجت بكرا
على هذا النقل المميز
واللي يستحق
الشكر والتقدير
وبارك الله فيك
وعلى جهودك الطيبة
والى الامام
والتقدم
الى الخير
وكن مثل الطير
وغفر الله لنا ولكم
ولجميع المسلمين
واسعدنا جميعا
في الدنيا والاخرة

أبو مشاري
28 May 2006, 11:22 PM
بارك الله فيك أخي الحبيب بيرق السعدي على هذه الفوائد جزآك ربي الجنة على ما تقدمه من فائدة وجعلها في موازين حسناتك، وأَسأل الله أن تَعِمَّ مُشَاركَتك بِالنفعَ والفَائدة للِجِميعَ

بيرق السعدي
30 May 2006, 07:03 PM
اخي في الله
البركات
جزاك الله خير
ونفعنا بك كل منفع

بيرق السعدي
30 May 2006, 07:05 PM
ابو مشاري
اخي في الله
جزاك الله كل الخير
وحفظك واهلك من كل سوء

راعـي الجمس
06 Jun 2006, 09:09 PM
استغفر الله واتوب اليه

بيرق السعدي
11 Jun 2006, 02:52 PM
راعي الجمس
اخي في الله
بارك الله فيك وشكراً على مرورك