المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أشق الصبر على النفوس



الرافدين
08 Mar 2004, 05:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين .

أيها الأخوة الكرام :-

أن مشقة الصبر بحسب قوة الداعي إلى الفعل وسهولته على العبد فإذا إجتمع

في الفعل هذان الأمران كان الصبر عنه أشق على الصابر ، وإن فقدا معا سهل

الصبر عنه وان وجد أحدهما وفقد الآخر سهل الصبر من وجه وصعب من وجه ،

فمن لا داعي له الى القتلوالسرقه وشرب المسكر وأنواع الفواحش والاهو سهل

عليه فصبره عنه من أيسر شيء وأسهله ، ومن أشتد داعيه الى ذلك وسهل عليه

فعله فصبره عنه أشق شيء عليه ، ولهذا كان صبر السلطان عن الظلم وصبر الشاب

عن الفاحشه وصبر الغني عن تناول اللذات والشهوات وفي المسند وغيره عن النبي

-صلى الله عليه وسلم - عجب ربك من شاب ليست له صبره ( ولذلك إستحق السبعه

المذكورين في الحديث الذين يظلهم الله في ظل العرش لكمال صبرهم ومشقته فإن

صبر الإمام المتسلط على العدل في قسمه وحكمه ورضاه وغضبه وصبر الشاب على

عبادة الله ومخالفة هواه ، وصبر الرجل على ملازمة المسجد ، وصبر المتصدق

على إخفاء الصدقه حتى عن بعضه وصبر المدعو الى الفاحشه مع كمال جمال الداعي

ومنصبه ، وصبر المتحابين في الله على ذلك في حال إجتماعهما وإفتراقهما ،

وصبر الباكي من خشية الله على كتمان ذلك وإظهاره للناس من أشق الصبر ولهذا

كانت عقوبة الشيخ الزاني والملك الكذاب والفقير المحتال أشد العقوبه لسهولة

الصبر عن هذه الأشياء المحرمات عليهم لضعف دواعيها في حقهم ، فكان تركهم

الصبر عنها مع سهولته عليهم دليلا على تمردهم على الله وعتوهم عليه ولهذا كان

الصبر عن معاصي اللسان والفرج من أصعب أنواع الصبر لشدة الداعي اليهما

وسهولتهما ، فإن معاصي اللسان فاكهة الأنسان كالنميمه والغيبه والكذب والمراء

والثناء على النفس تعريضا وتصريحا وحكاية كلام الناس والطعن على من يبغضه

ومدح من يحبه ونحو ذلك فتتفق قوة الداعي وتيسر حركة اللسان فيضعف الصبر

ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ :- أمسك عليك لسانك ( فقال : وأنا

لمؤاخذون بما نتكلم ؟ فقال : وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد

السنتهم ) ولا سيما إذا صارت المعاصي اللسانيه معتاده للعبد فإنه يعز عليه الصبر

ولهذا تجد الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويتورع من استناده الى وسادة حرير

، لحظة واحده ويطلق لسانه في الغيبه والنميمه والتفكه في أعراض الخلق وربما

خص أهل الصلاح والعلم بالله والدين والقول على الله مالا يعلم وكثير ممن تجده

يتورع عن الدقائق من الحرام والقطره من الخمر ومثل رأس الأبره من النجاسه

ولا يبالي بإرتكاب الفرج الحرام كما يحكي أن رجلا خلا بأمرأه أجنبيه فلما أراد

مواقعتها قال : يا هذه غطي وجهك فإن النظر إلى وجه الأجنبيه حرام وقد سأل

رجل عبد الله بن عمر عن دم البعوض فقال أنظروا إلى هؤلاء يسألوني عن دم

البعوض وقد قتلوا إبن بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتفق لي قريب

من هذه الحكايه ، كنت في حال الأحرام فأتاني قوم من الأعراب المعروفين بقتل

النفوس والإغارة على الأموال يسألوني عن قتل المحرم القمل فقلت : يا عجبا

لقوم لا يتورعون عن قتل النفس التي حرم الله قتلها ويسألون عن قتل القمله

في الأحرام والمقصود أن أختلاف شدة الصبر في أنواع المعاصي وأحادها

يكون بأختلاف داعيه إلى تلك المعصيه في قوتها وضعفها ويذكر عن علي -رضي

الله عنه - أنه قال : الصبر ثلاثه : فصبر على المصيبه ، وصبر على الطاعه

وصبر على المعصيه ، فمن صبر على المصيبه حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له

ثلاثمائة درجه ، ومن صبر على الطاعه حتى يؤديها كما أمر الله كتب الله له

ستمائة درجه ، ومن صبر عن المعصيه خوفا من الله ورجاء ما عنده كتب الله

له تسعمائة درجه .( وقال ميمون بن مهران ) الصبر صبران فالصبر على المصيبه

حسن وأفضل منه الصبر على المعصيه . ( وقال الفضيل في قوله تعالى ) سلام عليكم

بما صبرتم ) سورة الرعد آيه 24 ثم قال ( صبروا على ما أمروا به وصبروا عما نهوا

عنه ) وكأنه جعل الصبر على المصيبه داخلا في قسم المأمور به والله أعلم .

منقول من كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين
لابن قيم الجوزيه

أخوكم الرافدين

سنا البرق
08 Mar 2004, 10:15 PM
<div align="center">السلام عليكم ..

الصبر وما أدراك مالصبر , فالله مــــــــــــــــــع الصابرين , نسأل الله رحمة من عنده وأن

يقبضنا إليه غير مفتونيين, جزيت خيراً على هذه النقولات الرائعة لاحرمك الله أجرها فهي

أنس للقلوب.</div>

أبو بدر 1
08 Mar 2004, 11:21 PM
<div align="center">أخي الرافدين
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء على ما كتبت من خير
وبارك الله في جهدك
وبالتوفيق
- - - -
تم الكلام وربنا محمود
وله المكارم والعُـلى والجُود</div>

uwLw71
09 Mar 2004, 01:44 PM
<div align="center">كم احب هذا الصبر ولكنه يحتاج الى صبر</div>

الرافدين
09 Mar 2004, 05:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا أخواني الكرام على مروركم ومشاركتكم أسال الله تعالى أن يحفظكم من كل شر .

وأخص بالشكر أخواني سنا البرق ، ابو بدر ، إحساس لتعليقهم على مشاركتي لاحرمكم الله الأجر

أخوكم الرافدين

الزاد
13 Mar 2004, 09:18 PM
بارك الله فيك ابن الرافدين ولك هذهي المشاركه:)

* ولكن أيهما أفضل: الصبر الاضطراري أم الاختياري؟

يقول ابن تيميه: الصبر الاختياري أكمل من الاضطراري، ولهذا كان صبر يوسف الصديق - عليه الصلاة والسلام - عن مطواعة امرأة العزيز أفضل وأكمل من الصبر على ما ناله من الحبس أو ما ناله من إلقاء إخوته له في الجب، وكذلك كان صبر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى - عليهم الصلاة والسلام - على ما أنالهم الله من الأوامر وأعطاهم من الشريعة أكمل من صبر أيو بعلى ما ناله في الله من ابتلاء، وكذلك كان صبر إسماعيل الذبيح وصبر أبيه إبراهيم على تنفيذ أوامر الله عز وجل أكمل من صبر يعقوب على فقد ابنه ؛ لأن صبر إبراهيم وإسماعيل صبر اختياري وصبر إيثار ومحبة لله عز وجل بخلاف صبر يعقوب فإنه صبر اضطراري ؛ لأنه فقد ابنه فماذا يمكنه أن يفعل. . " ثم يقول: " وهكذا إذا أوذي المسلم على إيمانه وطلب منه الكفر أو الفسوق أو العصيان وإن لم يفعل أوذي وعوقب فاختار الأذى والعقوبة على فراق دينهأو الحبس والخروج من بلده، كما جرى للمهاجرين حيث اختاروا فراق الأوطان على فراق الدين وكانوا يعذبون ويؤذون هذا كله من أنواع الصبر الاختياري العظيم الأجر جدا " اهـ.

ولذلك قال الله "فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل " وما قال: فاصبر كما صبر أيوب ؛ لأن صبرهم كان قمة صبر الاختيار

تصور خاطئ: في أن الصبر لا يكون إلا في البلاء. &#33; ولكن اعلم أن الصبر على النعماء لا تقل شدة عن الصبر على البلاء، ولهذا يقول بعض السلف: "ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر " فأحياناً يصبر الإنسان ويصمد في مواجهة التحدي والمصائب ولكن إذا فتح عليه من زهرة الدنيا وزينتها لا يصبر &#33;

ويقول بعض السلف أيض: ( البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر، ولا يصبر على العافية إلا الصديقون) فقد تجد كافراً لا يتسخط ولا يشتكي لكن العافية لا يصبر عليها إلا المخلصون والصديقون ولذا كان أجره عظيماً ويدل عليه قوله -صلى الله عليه وسلم- "إن للغني الشاكر ما للصائم الصابر" فإذا جاءك نعمة من الله فيكون صبرك عليها كما يلي:

1 - أن لا تغتر بها وتنسى الذي أعطاكه.

2 - أن لا تنهمك في نيلها وتبالغ في استقصائها كمن يبالغ في الأكل والشرب حتى يؤدي إلى ضد ما يتمناه.

3 - الصبر على أداء حق الله في هذه النعم فلا يصرفها في معصيته

هزيم
13 Mar 2004, 10:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الرافدين الرافدين الرافدين . الزاد الزاد الزاد

حياكم الله وجزاك خير الجزاء فقد نخر الصبر في ضلوعنا الكثير فقد اشتكى الصبر من نفسة لما جرى ويقول لقد طال صبري فوق صبري فاين المجاهدين اين ؟

وما اصبر من صبر المسلم على الكافر وطغيان الكافر حتى ولو كان قريب منك هويته هويتك وربما ديانته ديانتك بل يميل للطرف الاخر فهو تابع الشيطان اينما كان قولا وعملا ويفرض له الولاء والطاعه فحسبي الله على المنافقين في الدرك الاسفل من النار .

اخواني :
لقد طال الصبر ولو تتاح الفرصة واتحد العرب لا تجد اسرائيل وما وراء اسرائيل الا جيوش تمطر غضبا وتقسوا ضربا ويساوي المجاهد منا الف منهم فلا ينجز الامر بإذن الله الا ساعتي نهار ساعتي نهار وتؤكل اسرائيل وما وراء اسرائيل .

اللهم انصرنا على القوم الكافرين , اللهم ارنا يوما فيهم , اللهم زلزل الارض من تحتهم ,
اللهم اتيهم في نحورهم , اللهم شتت جمعهم وفرق شملهم وارنا فيهم ايه .
اللهم امين امين امين يا رب العالمين بحق السماوات والارض .

أخيكم في الله هزيم

AL SHAIMAA
14 Mar 2004, 03:16 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

الرافدين بارك الله فيكم وفي نقلكم الطيب .

إن الله مع الصابرين .

الرافدين
14 Mar 2004, 03:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزيتم خيرا أخواني الزاد والهزيم وأختي الشيماء على مروركم وتعقيبكم

اللهم آمين أخي الهزيم ولكن كيف ننتصر والمسلمين بهذا الحال من التفرقه والفتن .

أسأل الله تعالى أن يجنبنا نار الفتن . جزيت الجنه أخي الزاد على الأضافه المهمه

رعاكم الله جميعا .

أخوكم الرافدين