جبل أحد
03 May 2006, 10:33 PM
هناك علاقة بين النوم والموت من حيث أن في كليهما ينتقل الإنسان من حالة اليقظة إلى حالة أخرى يفقد فيها يقظته وإرادته وحركته ، ولكن هذه التغيرات تكون مؤقتة في حالة النوم ودائمة في حالة الموت . والنفس يتوفاها الله ولكنها تعود للبدن إذا كان في عمر الإنسان بقية ، قال تعالى (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)الزمر:42
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزارة فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم لقل : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)رواه البخاري ومسلم
نوم الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول بن القيم عن ذلك :
من تدبر نومه ويقضته صلى الله عليه وسلم ، وجده أعدل نوم ، وأنفعه للبدن والأعضاء والقوى ، فإنه كان ينام أول الليل ، ويستيقظ في أول النصف الثاني ، فيقوم ويستاك ، ويتوضأ ويصلي ما كتب الله له ، فيأخذ البدن والأعضاء والقوى حظها من النوم والراحة وحظها من الرياضة مع وفور الأجر ، وهذا غاية صلاح القلب والبدن والدنيا والآخرة"
ولم يكن يأخذ من النوم فوق القدر المحتاج إليه ولا يمنع نفسه من القدر المحتاج إليه منه ، وكان يفعله على أكمل الوجوه فينام إذا دعته الحاجة إليه على شقه الأيمن ، ذاكرا الله تعالى حتى تغلبه عيناه ، غير ممتلئ البدن من الطعام والشراب ، ولا مباشر بجنبه الأرض ، ولا متخذ للفرش المرتفعة بل له ضجاع من أدم حشوه ليف وكان يضطجع على الوسادة ويضع يده تحت خده أحيانا"
وإذا تأملنا أدعية النوم السابقة نجدها تدور كلها حول المعاني التاليه :
1- إخلاص التوحيد لله
2- تسليم الأمر له وحده وتفويض كل شئ إليه
3- الاحتماء به من كل قوى الكون سواء من الجن أو الإنس
4- الالتجاء إليه كمصدر للأمن والطمأنينة
5- قطع العلائق الدنيوية
6- التصالح مع الله ومع الناس
7- توجيه النفس وجهة ربانية حتى تكون في مأمن عند خروجها أثناء النوم
وكل هذه المعاني إذا استوعبها الشخص قبل نومه فإنه سيكون في حالة رضا واطمئنان واسترخاء وهذا هو المطلوب للدخول والاستمرار في نوم هادئ ، وليس فقط من ناحية النوم بل سيؤثر ذلك في أحلامه حيث أنه إذا ذكر هذه الأدعية أو بعضها مستحضرا معانيها في قلبه فإنه بذلك يوجه مستقبلاته النفسية وجهة ربانية فتستقبل اثناء النوم إيحاءات ربانية – رؤى- تزيدها اطمئنانا واستبشارا
اختيار المواعيد المناسبة للنوم:
المواعيد المناسبة للنوم هي تلك المتفقة مع الدورة الكونية اليومية مرتبطة بالليل والنهار ومتوافقة مع ضبط الساعة البيولوجية للإنسان.
وقد وجد أن أنسب ساعات النوم أن ينام الإنسان في أول الليل –بعد العشاء- ويستيقظ قبيل الفجر-في الثلث الأخير من الليل- فيتوضأ ويصلي صلاة الليل حتى يطلع الفجر ثم يبدأ نومه نشيطا مطمئنا
ووجد أن الاستيقاظ في ذلك الوقت يحمي الإنسان من التعرض للفترة الأخيرة من النوم التي تكثر فيها دورات النوم الحالم (REM) والتي وجد أن التعرض لها بكثرة له علاقة بحالات الاكتئاب النفسي والاحساس بالإجهاد والتعب عند القيام من النوم
ثم إنه من المستحب أن ينام الشخص بعض الوقت في الظهيرة حيث يكون قد أصابه التعب من العمل وتراكمت في الجسم نواتج هضم الغذاء وامتصاصه
ومن الأوقات السيئة للنوم نومة الصباح ونومة العصر
يقول ابن القيم:
ونوم النهار ردئ يورث الأمراض الرطوبية والنوازل ويفسد اللون ويورث الطحال ويرخي العصب ويكسل ويضعف الشهوة إلا في الصيف وقت الهاجرة وأردؤه نوم أول النهار وأردأ منه النوم بعد العصر ورأى عبدالله بن عباس ابنا له نائما نومة الصبحة فقال له:قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟
وقيل: نوم النهار ثلاثة : خلق،وحرق,وحمق.. فالخلق نومة الظهيرة وهي خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم والحرق نومة الضحى تشغل عن أمر الدنيا والآخرة والحمق نومة العصر
وقال الشاعر:
ألا إن نومات الضحى تورث الفتى خبالا ونومات العصر جنون "
اختيار الهيئة الصحيحة للنوم:
لقد كان من عادة الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينام على الجانب الأيمن ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها :"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر –يعني سنتها-اضطجع على شقه الأيمن"
ويقول ابن القيم:
" وأنفع النوم أن ينام على شقه الأيمن ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقرارا حسنا فإن المعدة أميل إلى الجانب الأيمن قليلا ... وقد قيل: إن الحكمة في النوم على الجانب الأيمن أن لا يستغرق النائم في نومهلأن القلب فيه ميل إلى جهة اليسار فإذا نام على جنبه الأيمن طلب القلب مستقره من الجانب الأيسر وذلك يمنع من استقرار النائم واستثقاله في نومه بخلاف قراره في النوم على اليسار فإنه مستقره فيحصل بذلك الدعة التامة فيستغرق الإنسان في النوم فيفوته مصالح دينه ودنياه
وأردأ النوم على الظهر ولا يضر الاستلقاء عليه للراحة من غير نوم وأردأ منه أن ينام منبطحا على وجهه وفي المسند : أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه فضربه برجله وقال : "قم واقعد فإنها نومة جهنمية"
والشواهد العلمية الحديثة تؤكد هذه الآراء فإن النوم على الشق الأيمن يؤدي إلى :
1- جعل القلب في وضع صحي فلا تضغط عليه أعضاء أخرى
2- جعل المعدة في وضع مناسب لتفريغ محتوياتها فلا يركد فيها الطعام ولا العصارات
3- يكون الكبد مستقرا في موضعه في الجانب الأيمن
4- ينتقل ثقل المعدة والأمعاء بعيدا عن الحجاب الحاجز فلا تؤثر على التنفس أثناء النوم
5- سهولة التنفس حيث يكون اللسان في وضع لا يعيق حركة التنفس
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزارة فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم لقل : باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)رواه البخاري ومسلم
نوم الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول بن القيم عن ذلك :
من تدبر نومه ويقضته صلى الله عليه وسلم ، وجده أعدل نوم ، وأنفعه للبدن والأعضاء والقوى ، فإنه كان ينام أول الليل ، ويستيقظ في أول النصف الثاني ، فيقوم ويستاك ، ويتوضأ ويصلي ما كتب الله له ، فيأخذ البدن والأعضاء والقوى حظها من النوم والراحة وحظها من الرياضة مع وفور الأجر ، وهذا غاية صلاح القلب والبدن والدنيا والآخرة"
ولم يكن يأخذ من النوم فوق القدر المحتاج إليه ولا يمنع نفسه من القدر المحتاج إليه منه ، وكان يفعله على أكمل الوجوه فينام إذا دعته الحاجة إليه على شقه الأيمن ، ذاكرا الله تعالى حتى تغلبه عيناه ، غير ممتلئ البدن من الطعام والشراب ، ولا مباشر بجنبه الأرض ، ولا متخذ للفرش المرتفعة بل له ضجاع من أدم حشوه ليف وكان يضطجع على الوسادة ويضع يده تحت خده أحيانا"
وإذا تأملنا أدعية النوم السابقة نجدها تدور كلها حول المعاني التاليه :
1- إخلاص التوحيد لله
2- تسليم الأمر له وحده وتفويض كل شئ إليه
3- الاحتماء به من كل قوى الكون سواء من الجن أو الإنس
4- الالتجاء إليه كمصدر للأمن والطمأنينة
5- قطع العلائق الدنيوية
6- التصالح مع الله ومع الناس
7- توجيه النفس وجهة ربانية حتى تكون في مأمن عند خروجها أثناء النوم
وكل هذه المعاني إذا استوعبها الشخص قبل نومه فإنه سيكون في حالة رضا واطمئنان واسترخاء وهذا هو المطلوب للدخول والاستمرار في نوم هادئ ، وليس فقط من ناحية النوم بل سيؤثر ذلك في أحلامه حيث أنه إذا ذكر هذه الأدعية أو بعضها مستحضرا معانيها في قلبه فإنه بذلك يوجه مستقبلاته النفسية وجهة ربانية فتستقبل اثناء النوم إيحاءات ربانية – رؤى- تزيدها اطمئنانا واستبشارا
اختيار المواعيد المناسبة للنوم:
المواعيد المناسبة للنوم هي تلك المتفقة مع الدورة الكونية اليومية مرتبطة بالليل والنهار ومتوافقة مع ضبط الساعة البيولوجية للإنسان.
وقد وجد أن أنسب ساعات النوم أن ينام الإنسان في أول الليل –بعد العشاء- ويستيقظ قبيل الفجر-في الثلث الأخير من الليل- فيتوضأ ويصلي صلاة الليل حتى يطلع الفجر ثم يبدأ نومه نشيطا مطمئنا
ووجد أن الاستيقاظ في ذلك الوقت يحمي الإنسان من التعرض للفترة الأخيرة من النوم التي تكثر فيها دورات النوم الحالم (REM) والتي وجد أن التعرض لها بكثرة له علاقة بحالات الاكتئاب النفسي والاحساس بالإجهاد والتعب عند القيام من النوم
ثم إنه من المستحب أن ينام الشخص بعض الوقت في الظهيرة حيث يكون قد أصابه التعب من العمل وتراكمت في الجسم نواتج هضم الغذاء وامتصاصه
ومن الأوقات السيئة للنوم نومة الصباح ونومة العصر
يقول ابن القيم:
ونوم النهار ردئ يورث الأمراض الرطوبية والنوازل ويفسد اللون ويورث الطحال ويرخي العصب ويكسل ويضعف الشهوة إلا في الصيف وقت الهاجرة وأردؤه نوم أول النهار وأردأ منه النوم بعد العصر ورأى عبدالله بن عباس ابنا له نائما نومة الصبحة فقال له:قم أتنام في الساعة التي تقسم فيها الأرزاق؟
وقيل: نوم النهار ثلاثة : خلق،وحرق,وحمق.. فالخلق نومة الظهيرة وهي خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم والحرق نومة الضحى تشغل عن أمر الدنيا والآخرة والحمق نومة العصر
وقال الشاعر:
ألا إن نومات الضحى تورث الفتى خبالا ونومات العصر جنون "
اختيار الهيئة الصحيحة للنوم:
لقد كان من عادة الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينام على الجانب الأيمن ففي صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها :"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى ركعتي الفجر –يعني سنتها-اضطجع على شقه الأيمن"
ويقول ابن القيم:
" وأنفع النوم أن ينام على شقه الأيمن ليستقر الطعام بهذه الهيئة في المعدة استقرارا حسنا فإن المعدة أميل إلى الجانب الأيمن قليلا ... وقد قيل: إن الحكمة في النوم على الجانب الأيمن أن لا يستغرق النائم في نومهلأن القلب فيه ميل إلى جهة اليسار فإذا نام على جنبه الأيمن طلب القلب مستقره من الجانب الأيسر وذلك يمنع من استقرار النائم واستثقاله في نومه بخلاف قراره في النوم على اليسار فإنه مستقره فيحصل بذلك الدعة التامة فيستغرق الإنسان في النوم فيفوته مصالح دينه ودنياه
وأردأ النوم على الظهر ولا يضر الاستلقاء عليه للراحة من غير نوم وأردأ منه أن ينام منبطحا على وجهه وفي المسند : أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل نائم في المسجد منبطح على وجهه فضربه برجله وقال : "قم واقعد فإنها نومة جهنمية"
والشواهد العلمية الحديثة تؤكد هذه الآراء فإن النوم على الشق الأيمن يؤدي إلى :
1- جعل القلب في وضع صحي فلا تضغط عليه أعضاء أخرى
2- جعل المعدة في وضع مناسب لتفريغ محتوياتها فلا يركد فيها الطعام ولا العصارات
3- يكون الكبد مستقرا في موضعه في الجانب الأيمن
4- ينتقل ثقل المعدة والأمعاء بعيدا عن الحجاب الحاجز فلا تؤثر على التنفس أثناء النوم
5- سهولة التنفس حيث يكون اللسان في وضع لا يعيق حركة التنفس