تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يدا بيد نحو .....الجنة



وهج امين
03 May 2006, 06:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي فتح أبواب الجنان وزينها لأهل الهدى والإيمان وملئها بالحبور والسرور واعدها بالأنهار والقصور احمده سبحانه على جميع الإحسان واشكره على جليل الفضل والامتنان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين

أما بعد أيها الإخوة والأخوات أن الحديث عن الجنات مشوق للمؤمنين والمؤمنات ودافع إلى الأعمال الصالحات .
الجنة تلك الأمنية الغالية التي يسعى إليها الساعون ويتسابق إليها المؤمنون
الجنة دار المتقين والشهداء والصالحين . فيها العباد المنعمون الذين يأكلون ولا يتغوطون ويشربون ولا يبولون ويتطيبون ولا يمتخطون . يضحكون ولا يبكون ويقيمون ولا يرتحلون ويحيون ولا يموتون. فيها الوجوه مسفرة ضاحكة مستبشرة . فيها الحور العين والجمال المبين فيها النعيم الدائم والعاشق الهائم
فيا راغباً في الجنان *** وطالباً رضى الرحمـن
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ *** ـت بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلـ *** ـت السعي منك لها على الأجفان
ولقد وصفت طريق مسكنها *** فانرمت الوصال فلا تكن بالواني
أسرع وحث السير جهدك *** انما مسراك هذا ساعة لزمان


هي دار السلام سلمت من كل بلية وفة. هي دار الخلد لا يموتون فيها ولا يشيخون وهي دار المقامةلا ينتقلون منها ولا يملون. وهي جنة المأوى آوى إليها المؤمنون بعد دار النكد والبلاء . وهي جنات عدن وهي دار الحيوان وهي الفردوس وهي جنات النعيم والمقام الأمين ومقعد صدق عند مليك مقتدر

فيها الذي والله لا عين رأت *** كلا ولا سمعت به الأذنان
كلا ولا قلب به خطر المثال *** له تعالى الله ذو السلطان

هي جنة طابت وطاب نعيمها *** فنعيمها باق وليس بفان
دار السلام وجنة المأوى ومنـ *** ـزل عسكر الايمان والقرآن

وأدنى أهل الجنة منزلة :
روى مسلم انه صلى الله عليه وسلم قال ((آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفقه النار مرة فإذا جاوزها التفت إليها فقال : تبارك الذي أنجاني منك لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين فترفع له شجرة فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها فأشرب من مائها فيقول له الله : يا ابن آدم فلعلي إذا أعطيتكها سألتني غيرها فيقول : لا يا رب ويعاهده أن لا يسأله غيرها قال : وربه عز وجل يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى فيقول : أي رب هذه فلأشرب من مائها وأستظل بظلها لا أسألك غيرها فيقول : ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها فيقول : لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه عز وجل يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين فيقول : أي رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها لا أسألك غيرها فيقول : يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها قال : بلى أي رب هذه لا أسألك غيرها فيقول : لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة فيقول : أي رب أدخلنيها فيقول : يا ابن آدم ما يصريني منك أيرضيك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها فيقول : أي رب أتستهزئ بي وأنت رب العالمين فضحك ابن مسعود فقال : ألا تسألوني مما أضحك ؟ فقالوا : مما تضحك ؟ فقال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا تسألوني مما أضحك ؟ فقالوا : مما تضحك يا رسول الله ؟ قال : من ضحك ربي حين قال : أتستهزئ مني وأنت رب العالمين فيقول : إني لا أستهزئ منك ولكني على ما أشاء قدير )) حين قال العبد اتهزء بي وانت رب العالمين فيقول رب العالمين فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول : رضيت، رب! فيقول : لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله. فقال في الخامسة : رضيت، رب! فيقول : هذا لك وعشرة أمثاله. ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك. فيقول : رضيت، رب!
اما اعلاهم منزلة فهم الذي غرس الله كرامتهم بيده وختم عليها فلم ترى عين ولم تسمع اذن ولم يخطر على قلب بشر هذا
لكن أدناهم وما فيهم دني *** إذ ليس في الجنات من نقصان
فهو الذي تلقى مسافة ملكه *** بسنيننا ألفان كاملتان
فيرى بها أقصاه حقا مثل رؤ *** يته لأدناه القريب الداني
أو ماسمعت بأن آخر أهلها *** يعطيه رب لعرش ذو الغفران
أضعاف دنيانا جميعا عشر أمـ *** ـثال لها سبحان ذي الإحسان


فاذا دخلوها فاذا الاشجار تفوح بالاطياب والملائكة ترحب عند الابواب وقد رضي عنهم الملك الوهاب. رقت منهم القلوب ورضي علام الغيوب (( وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى اذا جاءوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين * وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده واورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين * وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين *)) « الزمر»
فاذا دخلوها ترتعوا في ارجائها فوجدوا السرر المرفوعة المجهزة للاحباب والاكواب الموضوعة المهيئة للشراب والوسائد المصفوفة تاخذ بالالباب . راوا الوجه الناعم والظل الدائم . الروائح الزكية والقصور العلية والثياب الندية .
هذا وأول زمرة فوجوههم *** كالبدر ليل الست بعد ثمان
السابقون هم وقد كانوا هنا *** أيضا أولي سبق إلى الإحسان
والزمرة الأخرلا كأضواء كوكب *** في الأفق تنظره به العينان
أمشاطهم ذهب ورشحهم فمسـ *** ـك خالص يا ذلة الحرمان
هذا وسنهم ثلاث مع ثلا *** ثين التي هي قوة الشبان
والطول طول أبيهم ستون لـ *** ـكن عرضهم سبع بلا نقصان
هذا كمال الحسن في أبشارهم *** وشعورهم وكذلك العينان
ولقد أتى أثر بأن لسانهم *** بالمنطق العربي خير لسان
والريح يوجد من مسيرة أربعيـ *** ـن وإن تشأ مائة فمرويان

فينزلون في الجنة حيث شاءوا . أن شاءوا على انهارها وان شاءوا في ظلالها وان شاءوا على ارائكها . اما أن نزلوا في خيامها فهي عجب قال عليه الصلاة والسلام (( أن للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها في السماء ستون ميلا للمؤمن فيها اهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا )) . واما قصورها فهي اعجب ارايت قصرا يبنى بالذهب والفضة والياقوت والمرجان والجوهر والزمرد . في المسند قال عليه الصلاة والسلام (( أن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها اعدها الله تعالى لمن اطعم الطعام والان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام ))
وقد جهزت غرف وقصور في الجنان للصالحين والصالحات احسنوا الأعمال وتعبدوا للكريم المتعان فبنيت قصورهم وهم في الدنيا قال صلى الله عليه وسلم وهو يذكر انه دخل الجنة قال (( فسمعت خشفة في الجنة –اي صوت مشي- قلت من هذا فقيل هذا بلال )) فما شان بلال يسبق إلى هناك . سئل بلال رضي الله عنه عن ذلك وقيل قد ساله النبي صلى الله عليه وسلم بما سبقت إلى الجنة فقال رضي الله تعالى عنه ما اعلم من عمل صالح غير اني يا رسول الله ما توضئت وضوءا الا صليت به ركعتين. قال عليه الصلاة والسلام (( ورايت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن هذا فقالوا لعمر بن الخطاب )) فمن كان يريد بناء قصره وهو في الدنيا فليستمع . في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام (( من بنى مسجدا يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة )) وعند مسلم قال عليه الصلاة والسلام ((من صلى في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعا بنى الله له بيتا في الجنة)) وهذه الركعات فصلت في حديث اخر فبين عليه الصلاة والسلام انها ركعتان قبل الفجر واربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء .فمن صلاها في كل يوم بنى الله له كل يوم بيتا في الجنة .فالبيوت
وبناؤها اللبنات من ذهب *** وأخرى فضة نوعان محتلفان
وقصورها من لؤلؤ وزبرجد *** أو فضة أو خالص العيقان
وكذاك من در وياقوت به *** نظم الناء بغاية الاتقان
والطين مسك خالص أو زعفرا *** ن جابذا أثران مقبولان
والأرض مرمرة مخالص فضة *** مثل المرات تناله العينان
حصباؤها در وياقوت كذا *** ك لآلىء نثرت كنثر جمان
وترابها من زعفران أو من المـ *** ـسك الذي ما استلّ من غزلان
غرفاتها في الجو ينظر بطنها *** من ظهرها والظهر من بطنان
سكانها أهل القيام مع الصيا *** م وطيب الكلمات والاحسان
للعبد فيها خيمة من لؤلؤ *** قد جوفت هي صنعة الرحمن
فيها مقاصير بها الأبواب من *** ذهب ودر زين بالمرجان
وخيامها منصوبة برياضها *** وشواطئ الأنهار ذي الجريان
لله هاتيك الخيام فكم بها *** للقلب من علق ومن أشجان
فيها الأرائك وهي من سرر عليـ *** ـهن الحجال كثيرة الألوان
فتخيل نفسك بالجنة وتخيليها وقد اعدت لكم الارائك في حدائقها والسرر في بساتينها بالوان فاخرة وسرر ناضرة ((مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ 54 )) « الرحمن » النمارق مصفوفة والزرابي مبثوثة والسرر مرفوعة طول السرير في السماء مئة ذراع فاذا اراد الرجل أن يجلس عليه تواضع له نزل له حتى يجلس عليه فاذا جلس عليه ارتفع إلى مكانه واينما تلفت في الجنة رايت العجائب. الانهار تجري من تحت قصورها وينغمس فيها اهلها قال الله وهو يصف انهارها ((فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ)) « محمد»
انهار حوافها من ذهب وترابها الدر والياقوت وريحها اطيب من المسك وماءها احلى من العسل ولونها ابيض من الثلج. فتتقلب كما شئت في انهارها. وان شئت فات الفردوس فهو اوسط الجنة واعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر انهار الجنة .
أنهارها في غير أخدود جرت *** سبحان ممسكها عن الفيضان
من تحتهم تجري كما شاءوا مفجـ *** ـرة وما للنهر من نقصان
عسل مصفى ثم ماء ثم خمـ *** ـر ثم أنهار من الألبان
مع خمرة لذت لشاربها بلا *** غول ولا داء ولا نقصان
والخمر في الدنيا فهذا وصفها *** تغتال عقل الشارب السكران
وبها من الأدواء ما هي أهله *** ويخاف من عدم لذي الوجدان
فنفى لنا الرحمن أجمعها عن الـ *** ـخمر التي في جنة الحيوان

نعم خمر الجنة منزه عن خمر الدنيا فلا صداع ولا لهو ولا نزف مال ولا تضيع عيال ولا توهم دار اما خمر الدنيا فهو رجس من عمل الشيطان توقع العداوة والبغضاء وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة وتدعو إلى الزنا والفساد وربما اوقعت الرجل على بنته واخته وتذهب الغيرة وتورث الخزي والندامة والفضيحة وترهق شاربها بالمجانين فمن هجروا خمر الدنيا شربوا من خمر الاخرة . وان شاءوا شربوا من عين الكافور قال الله ((إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا * )) « الانسان» وان شاءوا سقوا من تسنيم ((إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ *تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ * يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ * خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ * وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ * )) « المططففين » وان شاءوا سقوا من السلسبيل ((وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا 17 عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا 18)) « الانسان» يتمتعون بهذه الانهار وهم في ظلال الاشجار ((وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ 27 فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ 28 وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ 29 وَظِلٍّ مَمْدُودٍ 30 وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ 31 وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ 32)) « الواقعة »
اشجار الجنة أيها الإخوة والأخوات دائمة العطاء (( اكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا)) ومن طيب الثمار انها تتشابه في اشكالها وتختلف في طعومها يعني تاكل الرمانة اليوم فيكون لها طعم فاذا اكلت اختها من الغد من الشجرة نفسها وجدت لها طعما اخر فاذا تناولتها في اليوم الثالث فاذا الشكل نفسه لكن الطعم جديد فلا تزال تكون مشتاقا في كل يوم كيف سيكون طعمها قال الله ((وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) « البقرة » وبها شجرة يسير الراكب الجواد المطمر السريع في ظلها مئة عام لا يقطعها قال الله (( وظل ممدود )) نعم وظل ممدود فتخيل نفسك متكئا تحتها تنعم بجمال ظلها ((مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا)) « الانسان »
في الجنة سيقان الاشجار من ذهب واوراقها في اعلى الرتب وثمارها قريبة ممن رغب ومن قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة ومن قال سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر غرست له اشجار. وعند باب الجنة شجرة عظيمة ينبعمن اصلها عينان الاولى يشرب منها الداخلون والثانية منها يتطهرون .
أشجارها نوعان منها ما له *** في هذه الدنيا مثال ذان
وكذلك الرمان والأعناب *** التي منها القطوف دوان
فيلذها في الأكل عند منالها *** وتلذها من قبله العينان
يا طيب هاتيك الثمار وغرسها *** في المسك ذاب الترب للبستان
وكذلك الماء الذي يسقى ب *** ياطيب ذاك الورد للظوآن
وإذا تناولت الثمار أتت نظيـ *** ـرتها فحلت دونها بمكان
بل ذللت القطوف فكيف ما *** شئت انتزعت بأسهل الامكان


فاهل الجنة بفاكهةمما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون فيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين ((كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ 24 )) « الحاقة » وليس اكلهم عن جوع ولا شربهم عن ظما ولا تطيبهم عن نتن وانما هي لذات متوالية ونعم متتابعة . الا ترى أن الله تعالى قال لادم ((إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى *)) « طه»
فهو ياكل من غير جوع ويستظل من غير شمس مؤذية
وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم *** ولحوم طير ناعم وسمان
وفواكه شتى بحسب مناهم *** يا شبعة كملت لذي الايمان
لحم وخمر والنسا وفواكه *** والطيب مع روح ومع ريحان
وصحافهم ذهب تطوف عليهم *** بأكف خدام من الولدان

قال ابن مسعود رضي الله عنه انك لتنظر للطير في الجنة فتشتهيه فيقع بين يديك مشويا .
وشرابهم من سلسبيل مزجه الـ *** ـكافور ذاك شراب ذي الإحسان
هذا شرب أولي اليمين ولكن الـ *** أبرار شربهم المقرب خيرة الرحمن
هذا وتصريف المآكل منهم *** عرق يفيض لهم من الأبدان
كروائح المسك الذي ما فيه خلـ *** ـط غيره من سائر الألوان
فتعود هانيك البطون ضوامرا *** تبغي الطعام على مدى الأزمان
لا غائط فيها ولا بول ولا *** مخط ولا بصق من الانسان
ولهم جشاء ريحه مسك يكو *** ن به تمام الهم بالاحسان
ولباسهم من سندس خضر ومن *** استبرق نوعان معروفان
وهم الملوك على الأسرة فوق ها ** تيك الرؤوس مرصع التيجان

هذا شيء من نعيم الجنة ووالله انما خفي كان اعظم . عند البخاري قال عليه الصلاة والسلام (( قال الله عز وجل اعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . ثم قال اقراوا أن شئتم فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاءا بما كانوا يعملون ))
فيا أيها الناس سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين امنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
ومن اعظم ما وصف الله من نعيم الجنة ما فيها من الزوجات والحوريات واول من يتمتع بذلك النساء المؤمنات . نعم فما اطيب عيش المؤمنة بالجنة عندما تتقلب في انهارها وتشرب من عسلها بل وتنظر إلى وجه ربها ويكمل الجمال ويزين للمؤمنات في الجنات فاذا كان الله تعالى قد وصف الحور العين بما وصف وهن لم يقمن الليل ولم يصمن النهار ولم يصبرن عن الشهوات فما بالك بجمال المؤمنات وهن طالما خلون برهن في ظلمة الليل يسمع نجواهن ويجيب دعائهن. طالما تركن لاجل رضاه اللذات وفارقن الشهوات فيا بشرى المؤمنات في الجنات وقد تلقتهن الملائكة عند الابواب تبشرهن بالنعيم وحسن الثواب وقد ازددن جمالا فوق جمالهن قال الله (( وعد الله المؤمنين والمؤمنات )) نعم والمؤمنات ماذا وعد ((وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ 72 )) « التوبة»
نعم هذا نعيم من فاز بالجنات . فالجنة للرجال والنساء
عجبا اذا كانت الصورة الادمية لفتاة اليوم في حسنها وتماسكها وهي مخلوقة من تراب فكيف يكون حال الحور العين وقد خلقن من الزعفران وهن عفيفات قال الله تعالى ((وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ 48)) « الصافات»
اي قصرن اطرافهن على ازواجهن متحببات إلى ازواجهن لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ لونهم ضوء الشمس ما عبثت به يد وهن كالياقوت والمرجان وهن خيرات حسان مقصورات في الخيام

فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ ** ـتر لنفسك يا أخا العرفان
حور حسان قد كملن خلائقا *** ومحاسنا من أجمل النسوان
فيرى محاسن وجهه في وجها *** وترى محاسنها به بعيان
حمر الخدود ثغورهن لآلئ *** سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القفصر بالجدران
ولقد روينا أن برقا ساطعا *** يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك *** في الجنة العليا كما تريان
لله لاثم ذلك الثغر الذي *** في لثمه إدراك كل أمان


فيا أيها العشاق بل يا أيها الشباب الذين تعلقت ابصارهم براقصات في بارات او مغنيات فاجرات او بكاسيات عاريات مائلات مميلات دعوا عنكم النتن علقوا انفسكم بالجنات

اما اهل الجنة هم يتقلبون في نعيمها وحالهم كما قال الله (( يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون * الذين امنوا باياتنا وكانوا مسلمين * ادخلوا الجنة انتم وازواجكم تحبرون * يطاف عليكم بصحاف من ذهب واكواب وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذ الاعين وانتم فيها خالدون * وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون * لكم فيها فاكهة كثيرة منها تاكلون 73 )) « الزخرف ».
اعلى نعيم يمر على اهل الجنة واجله واكرمه وابركه انهم يرون ربهم نعم نعم يرون ربهم الذي طالما عاهدوه بالاسحار وبكوا من خشيته في النهار الذي فروا اليه عند الكربات وخافوا من مراقبته في الخلوات . الذي صدقوا رسله واطاعوا امره لم ينشغلوا عنه بلذة في ليل ولا معصية في نهار فهم اليوم يقبلون بابصارهم عليه وينظرون اليه ويقفون بين يديه .
والله لولا رؤية الرحمن في الـ *** ـجنات ما طابت لذي العرفان
أعلى نعيم رؤية وجهه *** وخطابه في جنة الحيوان

الجنة تزداد حسنا وبهاءا قال الله جل وعلا (( وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد 31)) « ق» اي قربت وزينت (( هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ * من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب * ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود * لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد *)) « ق»
نعم في الجنة يعوض الله المحسن عن احسانه والمجاهد عن جهاده والصابر عن صبره والمريض عن مرضه والفقير عن فقره والمبتلى عن بلائه والداعية عن دعوته والعالم عن علمه . فهي امنية العاشقين وعشيقة الصالحين ومهوى افئدة السالكين فما دمعت العيون الا شوقا إليها ولا احترقت القلوب الا عشقا لها
وكل ما اشتهيت في الجنة يتحقق . فهذا رجل يحب الخيل فياتي إلى النبي عليه الصلاة والسلام فيقول يا رسول الله هل في الجنة خيل فانها تعجبني فيول عليه الصلاة والسلام (( أن احببت اوتيت بفرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت ))


يا سلعة الرحمن لست رخيصة *** بل انت غالية على الكسلان
يا سلعة الرحمن ليس ينالها *** في الألف الا واحد لا اثنان
يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها *** الا أولو التقوى مع الايمان
يا سلعة الرحمن أين المشتري *** فلقد عرضت بأيسر الأثمان
يا سلعة الرحمن هل من خاطب *** فالمهر قبل الموت ذو امكان
يا سلعة الرحمن كيف تصبر الـ *** ـخطاب عنك وهم ذوو ايمان
يا سلعة الرحمن لولا أنها *** حجبت بكل مكاره الانسان


فالامر يحتاج إلى تشمير ولقد كان صلى الله عليه وسلم يصرخ في اصحابه قائلا (( الا من مشمر للجنة فانها ورب الكعبة نور يتلاءلاء وريحانة تهتز وزوجة حسناء )) فقال الصحابة نحن المشمرون لها يا رسول الله




وفي مجالس اهل الجنة يتذكرون اهل الشر الذين كانوا في الدنيا ويتذكرون ما كانوا يستهزئون بهم اذا مشوا إلى الفجر في الظلمات يتذكرون ما كانوا يستهزئون بمظاهرهم اذا استقاموا على السنة والطاعات

وختاما يا خاطبا للجنان وطالبا رضا الرحمن

لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ *** ـت بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلـ *** ـت السعي منك لها على الأجفان
ولقد وصفت طريق مسكنها فان *** رمت الوصال فلا تكن بالواني
أسرع وحث السير جهدك انما *** مسراك هذا ساعة لزمان
فاعشق وحدّث بالوصال النفس وابـ *** ـذل مهرها ما دمت ذا امكان
واجعل صيامك قبل لقياها ويو *** م الوصل يوم الفطر من رمضان
واجعل نعوت جمالها الهادي وسر *** تلقي المخاوف وهي ذات أمان


أسال الله تعالى أن يجعلنا جميعا من اهل الجنة وان يرزقنا فيها الاجتماع مع الانبياء الاطهار والشهداء الابرار وان يجعلنا ممن ينظرون إلى وجه العلي الكبير المتعالي الجبار جل جلاله
هذا والله تعالى اجل واكرم اعلم وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول للفائدة

daly_ena
05 May 2006, 11:33 AM
موضوع ممتاز
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل

محب الدعوة
05 May 2006, 03:12 PM
فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخـ ** ـتر لنفسك يا أخا العرفان
حور حسان قد كملن خلائقا *** ومحاسنا من أجمل النسوان
فيرى محاسن وجهه في وجها *** وترى محاسنها به بعيان
حمر الخدود ثغورهن لآلئ *** سود العيون فواتر الأجفان
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها *** فيضيء سقف القفصر بالجدران
ولقد روينا أن برقا ساطعا *** يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك *** في الجنة العليا كما تريان
لله لاثم ذلك الثغر الذي *** في لثمه إدراك كل أمان


بارك الله فيك وكتب لك الاجر

وهج امين
06 May 2006, 05:23 PM
daly-ena
محب الدعوة
اشكر لكما المرور والتعقيب وبارك الله في جميع الأحبة