المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اولاً ؟؟!! الحلقة الأولى والثانية والثالث



عبدالله المعيدي
22 Apr 2006, 09:32 PM
نعم أولاً .. العقيدة والتوحيد أولاً .. ويجب أن يكونا أولاً ..
ولا شك أن الكلام عن العقيدة الصحيحة وبيان أصولها من أهم الأمور وأكثرها لأنها رأس الأمر وبصلاحها يصلح أمر العبد وبفسادها يفسد أمره أو كمال أمره على حسب ما أحدث من خلل وإن المتأمل لأحوال الناس اليوم يجد أن كثيرا منهم صار عندهم أخطاء في العقيدة مابين قول أو فعل وهذا ناتج من التساهل الواضح عندهم في تعلم العقيدة وما يضادها حتى أنك ترى من تظن به الخير والصلاح لكنه متساهل في هذا الجانب وأمـر آخر أيضاً ألا وهو أن كثيرا من هؤلاء يظن أنه لا يحتاج إلى معرفة العقيدة وما يضادها لأنه بزعمه على علم من ذلك ولو سألته عن أركان لا إله إلا الله أو شروطها لم يجد جواباً ؟!!
ولهذا فيتعين على المسلم الذي يخشى الله واليوم والآخر أن يتعلم التوحيد وان يحذر الوقوع في كل ما يخالف التوحيد سواءً كان قولاً أم فعلاً
وإن المتأمل لحال كثير من الناس يجد أن عندهم خللاً كبيراً في هذا الجانب يظهر ذلك في تلك الأخطاء العقدية والألفاظ الشركية والأفعال المخالفة للتوحيد بل أن عند الكثير خللاً في فهم حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك وهذا هو السبب الأهم الذي دعاني لكتابة هذه الرسالة ومع ظهور هذه الأخطاء غالباً وكثرة تنبيه أهل العلم عليها ووجوب الحذر منها إلا أن الناظر إلى واقع المسلمين اليوم يرى أن هذه الأخطاء قد عمت وطمّت حتى وقع فيها كثير من المسلمين ..
ولهذا فقد رأيت أن أجمع بعض الكلمات في العقيدة على أن تكون هذا على حلقات متفرقة وحتى لايمل القارئ لها النظر فيها!! ..
سائلاً ربي أن ينفع بها قارئها وكاتبها وأن يجعلها ذخراً لنا يوم نلقاه ..

الحلقة الأولى :
*تعريف التوحيد وذكر أنواعه :
التوحيد هو أفراد الله سبحانه بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات ..
وهو ثلاثة أقسام :
الربوبية وهو : إفراد الله تعالى بالخلق والملك والتدبير .
الألوهية وهو : أفراد الله تعالى بالعبادة .
الأسماء والصفات وهو : إفراد الله تعالى بما له من الأسماء والصفات أو تقول هو الإيمان بما وصف الله به نفسَه في كتابه، أو وَصَفَه به رسوله"من الأسماء الحسنى والصفات العلى وإمرارها كما جاءت على الوجه اللائق به_سبحانه وتعالى_
ومن هنا لأبد للعبد أن يعرف الشرك المضاد للتوحيد فبضدها تتبين الأشياء
والشرك نوعان أكبر وأصغر‏ :
والأكبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام بالنسبة إلى أنواع التوحيد:
القسم الأول:
الشرك في ‏الربوبية :
وهو نوعان: ‏ أحدهما: شرك التعطيل وهو أقبح أنواع الشرك، كشرك فرعون إذ قال: ( وما رب ‏العالمين). ومن هذا شرك الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأبديته وأنه لم يكن معدوماً أصلاً، ‏بل لم يزل ولا يزال. ومن هذا شرك طائفة أهل وحدة الوجود الذين كسوا الإلحاد حلية ‏الإسلام، ومزجوه بشيء من الحق. ‏ ومن هذا شرك من عطل أسماء الرب وأوصافه من غلاة الجهمية والقرامطة.‏
النوع الثاني : وهو شرك من جعل معه رباً آخر ولم يعطل أسماءه وصفاته وربوبيته، كشرك ‏النصارى الذين جعلوه ثالث ثلاثة، وشرك المجوس القائلين بإسناد حوادث الخير إلى النور، ‏وحوادث الشر إلى الظلمة.‏ ومن هذا شرك كثير ممن يؤمن بالكواكب العلوية ويجعلها مدبرة لأمر هذا العالم، كما ‏هو مذهب مشركي الصابئة وغيرهم.‏ ويلحق بهذا شرك من يزعم أن أرواح الأولياء تتصرف بعد الموت فيقضون الحاجات ‏ويفرجون الكربات إلى غير ذلك.
القسم الثاني:
الشرك في توحيد الإلهية والعبادة : ومنه: تقديم الدعاء والنذر والذبح والاستغاثة لغير الله عز وجل والطواف على القبور وسؤال الميت الحاجات وتفريج الكربات والنذر لهم والذبح لهم أو للجن وهذا شرك أكبر مخرج من الملة لأنه عبادة وصرف العبادة لغير الله شرك قال تعالى : "إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ". وقد أجمع العلماء على أن من جعل ‏بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة .
وهذا الشرك لهو أنواع كثيرة يطول المقام بذكرها ولكنه يدور على أربعة أنواع هي ولهذا فأني اذكر لك هنا الأنواع الأربعة التي عليها مدار هذا الشرك وهي:
الأول : شرك الدعـــوة : ودليله قوله تعالى : " فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلمّا نجاهم إلى البر إذا هم يشركون " (3) .وهذا النوع أكثر شرك وقع فيه أهل الأرض ثانياً : شرك النيّة والإرادة والقصد : ودليله قوله تعالى : " من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون " .
ثالثاً : شرك الطــــاعة : ودليله قوله تعالى : " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إلــه إلا هو سبحانه عما يشركون "
رابعاً : شرك المحبة: ودليله قوله تعالى : " ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله " الآية . ))
قال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ " وهاهنا أربعة أنواع من المحبة يجب التفريق بينها وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينهما :
احدهما : محبة الله ولا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله .
الثاني : محبة ما يحب الله وهذه هي التي تدخله في الإسلام وتخرجه من الكفر وأحب الناس الى الله أقواهم بهذه المحبة وأشدهم فيها .
الثالث : الحب لله وفيه وهي من لوازم محبة ما يحب ولا تستقيم محبة ما يحب الا فيه وله .الرابعة : المحبة مع الله وهي المحبة الشركية وكل من أحب شيئا مع الله لا الله ولا من اجله ولا فيه فقد اتخذه ندا من دون الله وهذه محبة المشركين " أ هـ المقصود
فهذا الأنواع الأربعة للشرك الأكبر كلها مخرجة من الإسلام لأنها عبادات وصرف العبادات لغير الله شرك كما ـ قال تعالى ـ " ومن يدع مع الله إلها آخر لابرهان له به فإنما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون " فسمّاهم الله الكافرين لدعائهم معه غيره .
ومن صور المحبة الشركية محبة عُبّاد القبور لأصحابها فلولا ما استقر في قلوبهم من محبة لهؤلاء الأموات ما طافوا بها ونذروا وذبحوا لها ومن الصور الخطيرة في هذا الباب والتي تساهل فيها كثير من الناس خصوصاً الشباب تلك الكلمات الشركية التي يتفوه بها المغنين والمغنيات ومن ورائهم الشعراء والشاعرات .
ومن هنا نعرف عظم هذه المنزلة _ وهي منزلة المحبة _ في الدين والتوحيد !!
يقول السعدي رحمه الله تعالى في القول السديد 95 – 97 :" أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله وحده وهـي أصل التأله والتعــبد له بــل هـي حقيقـة العبادة ولا يتم التوحيد حتى تكمل محبة العبد إلى ربه أ . هـ "
القسم الثالث:
الشرك في توحيد الأسماء والصفات، وهو نوعان: أحدهما: تشبيه الخالق ‏بالمخلوق، كمن يقول يد كيدي، وسمع كسمعي، واستواء كاستوائي ، وهو شرك المشبهة.‏ والثاني: اشتقاق الأسماء للآلهة الباطلة من أسماء الإله الحق.‏ قال الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ‏ما كانوا يعملون ). قال ابن عباس: يلحدون في أسمائه يشركون. وعنه ‏: سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز.
وأما الشرك الأصغر :
فهو كل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة ‏للوقوع فيه، وجاء في النصوص تسميته شركاً، كالحلف بغير الله، فإنه مظنة للانحدار إلى ‏الشرك الأكبر، ولهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وسماه شركاً بقوله: " من حلف ‏بغير الله فقد أشرك" رواه الترمذي، وأبو داود، والحاكم بإسناد جيد. قال الإمام ابن القيم: ‏‏( وأما الشرك الأصغر: فكيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير الله… وقول الرجل ‏للرجل: ما شاء الله وشئت) ومعنى (يسير الرياء) كإطالة ‏الصلاة أحياناً ليراه الناس، أو يرفع صوته بالقراءة أو الذكر أحياناً ليسمعه الناس فيحمدونه، ‏روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن محمود بن لبيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم " إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر: الرياء" . أما إذا كان لا ‏يأتي بأصل العبادة إلا رياء، ولولا ذلك ما وحد ولا صلى، ولا صام، ولا ذكر الله، ولا قرأ ‏القرآن، فهو مشرك شركاً أكبر. والشرك الأصغر لا يخرج صاحبه من ملة الإسلام ولكنه ‏أعظم إثماً من الزنا وشرب الخمر، وإن كان لا يبلغ مرتبة الشرك الأكبر. والله أعلم.‏

يتبع ،،،_
_____________
وانظر لمعرفة أنواع التوحيد والشرك والاستزادة في هذا العلم: تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد ص 37، مدارج ‏السالكين1/339 ، تفسير أَضواء البيان عند آية سورة الأنعام، وكتب الفقه: باب الردة ،أنظر القول السديد ، القول المفيد لإبن عثيمين ، كتاب دمعة على التوحيد ، ومن اجل معرفة خطورة هذا الشرك ومعرفة أنواعه وبيان حال الأمة تجاه التوحيد ومعرفة واقع الأضرحة وانظر شروح كتاب التوحيد مجموع مقالات وفتاوى متنوعه لأبن باز من 1ـ9 وهذا يدل على عناية الشيخ رحمه الله وأنظر الخطب المنبرية للشيخ عبد العزيز السدحان ، كتب محمد الحمد في التوحيد وراجع كتاب تحقيق التوحيد للكاتب الشبكة الإسلامية

أبوالزبير
23 Apr 2006, 05:25 PM
حياكَ الله وبياكَ
شيخنا الفاضل عبدالله المعيدي الشمري
وعوداً حميداً وحمداً لله على سلامتك
وجزاكَ ربي خيراً على ما تفضلت به
جعله الله في موازين حسناتك
وننتظر التكملة رعاك الله
وسدد خطاك
يثبت لإهميته
ووفق الله الجميع

أم ريوف
24 Apr 2006, 10:57 PM
جزاكم الله خيرًا
وبارك في علمكم
ونفع بكم

محب الدعوة
26 Apr 2006, 07:34 AM
حياك الله وبياك شيخنا الغالي وحمدا لله على السلامة


ومشاركة جدا رائعة نعم أولا التوحيد

بوركت اخي ابو الزبير على التثبيت

عبدالله المعيدي
26 Apr 2006, 07:02 PM
الحلقة الثانية
( من حلقات أولاً وهي حلقات في العقيدة ) :
لا اله الا الله .. معناها .. أركانها .. شروطها ..
أما معناها الحق الذي لا ينبغي العدول عنه فهو : لا معبود حق إلا الله ..
ولا يجوز لنا أن نقول : إن معناها لا خالق إلا الله، أو لا قادر على الاختراع إلا الله، أو لا موجود إلا الله، وذلك لأمور منها :
1- أن كلمة " إله " عند العرب فِعالٌ بمعنى مفعول، كغِراس بمعنى مغروس، وفِراش بمعنى مفروش، وكتاب بمعنى مكتوب؛ فإله : فِعال بمعنى مفعول : أي مألوه، والتأله في لغة العرب معناه التنسك والتعبد، فمعنى مألوه : معبود ومنه قول رؤبة بن العجاج :
وقد سمَّت العرب الشمس لما عبدوها إلهةً، وقالت مية بنت أم عتبة ابن الحرث :
2- أن كفار قريش والمشركين في الجاهلية لا ينكرون أنه لا خالق إلا الله، أو لا قادر على الاختراع إلا الله، قال - تعالى - في شأنهم : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) [لقمان : 25] .
3- أن كفار قريش لما قال لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " قولوا : لا إله إلا الله " قالـوا كما أخـبر الله - تعالى - عنهم : ( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ) [ص : 5] .
فما الذي فهمه كفار قريش عندما أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقولوا لا إله إلا الله ؟ هل فهموا من لا إله إلا الله أن معناها لا خالق أو لا قادر على الاختراع إلا الله ؟ .
الجواب لا؛ لأنهم لا ينكرون ذلك، إنما أنكروا أن تكون العبادة كلها لله وحده لا شريك له، إذاً فمعنى لا إله إلا الله : لا معبود حق إلا الله، وتُقَدَّر كلمة " حق " لأن المعبودات كثيرة، ولكن المعبود الحق هو الله وحده لا شريك له .
قال - تعالى - : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ ) [الحج : 62] .
مسألة : ماهو التوحيد الذي أرسلت به الأنبياء ؟!
مما سبق نتيقن أن التوحيد الذي بعثة به الأنبياء هو توحيد الالوهية لا توحيد الربوبية .. وقد سبق ذكر الأدلة على ذلك .
وبسبب الجهل بهذا وقع كثير من المسلمين في الشرك وماذاك الا بسبب مادلّس به علماء السوء على المسلمين من ان التوحيد المطلوب هو توحيد الربوبية وبالتالي يوهمون ان فعلهم هذا ليس شركاً ماداموا يقرؤون بالربوبية ؟!
أركان لا إله إلا الله :
1- نفي في قوله ( لا إله ) . 2- إثبات في قوله ( إلا الله ) .
ف- : ( لا إله ) نفت الألوهية عن كل ما سوى الله و : ( إلا الله ) أثبتت الألوهية لله وحده لا شريك له .
مسألة مهمة : هل يكفي مجرد النطق بـ : لا إله إلا الله :
كما مر بنا أن معنى الشهادة هو لا معبود حق إلا الله، فلا يعبد إلا الله، ولا يجوز أن يُصرف أيُّ نوع من أنواع العبادة لغير الله؛ فمن قال هذه الكلمة عالماً بمعناها، عاملاً بمقتضاها؛ من نفي الشرك، وإثبات الوحدانية، مع الاعتقاد الجازم لما تضمنته والعمل به ؟ فهو المسلم حقاً، ومن عمل بها من غير اعتقاد فهو المنافق، ومن عمل بخلافها من الشرك فهو المشرك الكافر وإن قالها بلسانه .
شروط لا إله إلا الله:
ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطاً سبعة، لا تصح إلا إذا اجتمعت، واستكملها العبد، والتزمها بدون مناقضة لشيء منها .
وليس المرادُ من ذلك عدَّ ألفاظِها وحِفْظَهَا؛ فكم من عامي اجتمعت فيه، والتزمها ولو قيل له عَدِّدْها لم يحسن ذلك .
وكم من حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، وتراه يقع كثيراً فيما يناقضها .
وهذه الشروط مأخوذة بالتتبع والاستقراء، وقد نظمها الشيخ حافظ الحكمي - رحمه الله - بقوله :
الـعـلـمُ والـيقينُ iiوالـقبـــــولُ * والانـقياد فـادر مـا أقول
والصدق والإخلاص والمحبة * وفـقـك الله لـمـا iiأحـبـه
ونظمها بعضهم بقوله :
علم يقين وإخلاص وصدقك مع * مـحبة وانـقياد والـقبول iiلها
وأضاف بعضهم شرطاً ثامناً ونظمه بقوله :
وزيد ثامنُها الكفران منك iiبما * سوى الإله من الأوثان قد أُلِها
وهذا الشرط مأخوذ من قوله - صلى الله عليه وسلم - : " من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه " .
وشروط لا إله إلا الله السبعة مع زيادة الشرط الثامن على وجه الإجمال هي :
1_ العلم 2_ الإخلاص 3_ المحبة 4_ الـيقينُ 5_ والـقبولُ 6_الصدق 7_ الإنقياد .
يتبع ،،،،
الحلقة الثالثة ..
فائدة :
قد يظن البعض ممن قل علمه أن الشرك الأكبر مقتصر على الذبح للأموات اوالطواف على القبور وهذا الفهم نتيجة عدم معرفة حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك وان الشرك منه ما هو ظاهر كالطواف على القبور او السجود لغير الله او سؤال الأموات ومنه ما هو شرك باطن قلبي ؟!! قد يقع فيه العبد من حيث لا يشعر كالشرك في المحبة والتوكل ـ وسيأتي مزيد أمثلة لذلك ـ وهذا النوع يخفى على الكثير فتجده قد يقع في هذا النوع من الشرك وهو لا يشعر او يرى نفسه على التوحيد وما درى المسكين ان عنده من الشرك القلبي مالا يعلمه إلا الله . ولهذا فتأمل فيما ثبت في صحيح البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، إن أعطي رضي وان لم يعط سخط ، تعس وانتكس ، واذا شيك فلا إنتقش ، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، اشعث راسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استاذن لم يؤذن له وان شفع لم يشفع " رواه البخاري (ح2886)
فتأمل كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم سماه عبدا لهذه الأشياء مع انه لم يسجد لها أو يظهر شيئاء من مظاهر الشرك الظاهرة وقد ذكر العلماء أن هذه العبودية المذكورة في الحديث لا تدخل في الشرك مالم يصل بها الى حد الشرك ولكنها نوع آخر مخل بالإخلاص لأنه جعل في قلبه محبة زاحمت محبة الله عز وجل ومحبة الآخرة وإنها ـ وهذا الشاهد ـ قد توقع العبد في الشرك من حيث لا يشعر وان العبد قد يستقر في قلبه شيء من الشرك ولو لم يطف بقبر او يسأل ميتا او يذبح لميت ..
يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو يتحدث عن هذا المعنى :" فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدينار والدرهم وعبد القطيفة وعبد الخميصة وذكر فيه ماهو دعاء بلفظ الخبر وهو قوله " تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش " وهذه حال من إذا أصابه شر لم يخرج منه
ولم يفلح لكونه تعس وانتكس فلا نال المطلوب ولا خلص من المكروه وهذه حال من عبد المال وقد وصف ذلك بأنه : " إن أعطى رضي وإن منع سخط " كما قال تعالى : " ومنهم من يلمزمك في الصدقات فإن اعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون " فرضاؤهم لغير الله وسخطهم لغير الله وهكذا حال من كان متعلقا منها برياسة أو صورة ونحو ذلك من أهواء نفسه إن حصل له رضي وإن لم يحصل له سخط فهذا عبد مايهواه من ذلك وهو رقيق له إذ الرق والعبودية في الحقيقة هو رق القلب وعبوديته فما استرق القلب واستعبده فهو عبده ـ الى أن قال :ـ وهكذا أيضاً طالب المال فإن ذلك يستعبده ويسترقه وهذه الأمور نوعان فمنها ما يحتاج إليه العبد كما يحتاج الى طعامه وشرابه ومنكحه ومسكنه ونحو ذلك فهذا يطلب من الله ويرغب إليه فيه فيكون المال عنده يستعمله في حاجته بمنزلة حماره الذي يركبه وبساطه الذي يجلس عليه من غير أن يستعبده فيكون هلوعا .ومنها : مالا يحتاج إليه العبد فهذا ينبغي أن لا يعلق قلبه بها فإذا تعلق قلبه بها صار مستعبدا لها وربما صار مستعبدا ومعتمدا على غير الله فيها فلا يبقى معه حقيقة العبودية لله ولا حقيقة التوكل عليه ؛ بل فيه شعبة من العبادة لغير الله وشعبة من التوكل على غير الله وهذا من أحق الناس بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة "وهذا هو عبد لهذه الأمور ولو طلبها من الله ، "
وهذا ابن القيم يقرر ماذكره شيخه في بيان حقيقة التوحيد في القلب فيقول :" فإنه لا يستقيم توكل العبد حتى يصح له توحيده . بل حقيقة التوكل : توحيد القلب . فمادامت فيه علائق الشرك فتوكله معلول مدخول .
وعلى قدر تجريد التوحيد : تكون صحة التوكل فإن العبد متى التفت إلى غير الله أخذ ذلك الالتفات شعبة من شعب قلبه فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك الشعبة ومن ههنا ظن من ظن أن التوكل لا يصح إلا برفض الأسباب . وهذا لكن رفضها عن القلب لا عن الجوارح . فالتوكل لا يتم إلا برفض الأسباب عن القلب ، وتعلق الجوارح بها . فيكون منقطعا منها متصلا بها ا.هـ (مدارج السالكين ص 2/110 .)
ومن خلال كلام هذين الإمامين نخلص الي ان الشرك كما يكون في الأعمال الظاهرة يكون ايضاً في الأعمال الباطنة ـ القلبية ـ ويتبين ايضاً لنا حال بعض المسلمين وفهمهم الخاطئ لحقيقة التوحيد وحقيقة الشرك وهذا الفهم الخاطئ جعل الكثير من المسلمين يتساهل في أنواع من الشرك القلبي كالشرك في المحبة والتوكل و الخوف والرجاء دون علم منهم بل إنهم يظنون أن هذا ليس من الشرك في شيء .
فعلى العبد أن يحرص كل الحرص وان يجتهد وأن يجتهد كل الإجتهاد في تجريد التوحيد في هذه العبادات القلبية لأن هذه العبادات من اجل العبادات وأعظمها وعليها يدور رحى الطاعة .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى 1/95 : " واعلم أن محركات القلوب إلى الله عز وجل ثلاثة : المحبة والخوف والرجاء واقواها المحبة وهي مقصودة لذاتها ...."
ولهذا فتأمل في طريقة الإمام محمد عبد الوهاب في كتاب التوحيد حيث عقدا أبواباً عن شرك المحبة والتوكل والخوف تنبيه منه رحمه الله على الشرك الحاصل في هذه العبادات القلبية العظيمة وهذا من تمام فقهه رحمه الله تعالى ؟؟!!
يتبع ،،،،
الحلقة الرابعة والخامسة ،،،

أبوالزبير
27 Apr 2006, 12:14 AM
شيخنا الفاضل
عبد الله المعيدي وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم دمج الحلقات مع بعضها ليستفيد منها الجميع
وحتى لا تتفرق ويصعب على العضو حينئذ الربط بين هذه
الحلقات المباركة
وجزاك الله خيراً شيخنا الفاضل
ونحن في انتظار البقية رعاك الله

الزهراء
28 Apr 2006, 06:16 PM
شيخنا الفاضل جزاك الله خير
نحن نتابع هذه اللآلئ المفيدة في العقيدة
ونسأل الله أن يجزيك عنا خير الجزاء