المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : *** لــنــبــحــر معاً فــي ســيــر الأعلام ***



راجية الجنة
19 Apr 2006, 05:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أحبائي كثير منا لو سأله أحد الناس عن سيرة لاعب الكرة الفلاني لأجابه
ماذا يحب ؟ماذا يأكل؟ ماذا يشرب؟ لأجابه
بل أن بعضنا يعرف كل شي عن الفنانين والفنانات ولاعبي الكرة و....و....و....
ولكن لو سألك أحد الناس عن واحد من الصحابة الكرام او العلما أو واحد من أبرز المشايخ؟
بالله عليك هل ستجيبه؟
أم ستتلعثم بالكلام وتحاول تغيير الموضوع تفادياً للإحراج:(
هناك أشخاص غير مسلمين في دول الغرب يدرسون سيرة علمائنا ومشايخنا
لأنهم على يقين أن هذا هو الحق
وما توصلوا للذي هم فيه إلا عن طريقنا وطريق علمائنا وبعد ان ضعفت همتنا وعزيمتنا
وأصبحنا حتى لا نعرف أبسط امور ديننا
وهنا حتّم علي ضميري أن أضع هذا الموضوع لعلنا نعرف الشيء البسيط عن أبرز علمائنا ومشايخنا والصحابة الكرام ومن عملوا بجد لنصرة هذا الدين
وفي الحقيقة الفكرة ليست فكرتي بل فكرة أخت حبيبة لي أسأل الله جل وعلا أن يجازيها عنا خيراً:-

في كل يوم أربعاء سوف أضع هنا نبذة ومقتطفات عن حياة شخصية من أبرز الشخصيات
قد نعرف أسماء بعضهم وقد نكون لم نسمع أبداً عن الآخرين
وأسأل الله عز وجل أن يوفقني في طرح سيرة هؤلاء الأعلام على أكمل وجه
وأيضاً إخواني واخواتي من أراد منكم أن يفيدنا بسيرة شخصية معينه
فليرسلها لي برسالة خاصة كي أراها وأضع فيها أي إضافات ممكنة
وبعد التدقيق سأدرجها هنا مع اسم العضو أو العضوة الذي أرسلها
حتى لا يضيع تعب وجهد أي عضو أو عضوة
وحتى يُنسب تعبكم وجهدكم إليكم
__________________

ودمتم في تقى

*راجية الجنة*

راجية الجنة
19 Apr 2006, 05:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والآن مع أول شخصية لهذا الإسبوع
الكثير منا لا يعلم عنها شيئاً

وهو الشيخ المناظر *أحمد ديدات*

http://www.islamonline.net/arabic/famous/2002/11/images/pic05.jpg

ومضات من حياة الشيخ

ولد الشيخ سنة 1918م في بلدة (تاكيشنار) بولاية (سوارات) الهندية ونظراً لقلة ذات يد عائلته وعدم توفر فرصة دراسية مناسبة أمامه في الهند هاجر عام 1927م وعمره تسع سنوات إلى جنوب أفريقيا ليلتحق بوالده الذي يعمل خياطاً هناك وقد كانت تلك السفرة آخر عهده بوالدته لأنها مالبثت أن توفيت بعد هجرته بشهور قليلة.
التحق بالمدرسة فور وصوله واستمر متفوقاً بها حتى نهاية الصف الثاني الإعدادي ونتيجة للظروف المادية الصعبة التي شكلت حجر عثرة أمام مواصلته تعليمه توقف عن مواصلة الدراسة النظامية وله من العمر إذ ذاك 16سنة.
ومن أجل توفير لقمة العيش الشريفة تنقل في أعمال ووظائف مختلفة فكان في عام 1936م بائعاً في حانوت لبيع المواد الغذائية ثم عمل سائقاً في مصنع أثاث ثم شغل وظيفة (كاتب) في المصنع نفسه وتدرج في المناصب حتى أصبح مديراً للمصنع بعد ذلك.
وفي أواخر الأربعينيات من القرن الميلادي الفائت التحق الشيخ بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديو وأسس الهندسة الكهربائية ومواضيع فنية أخرى ولما تمكن من توفير قدر مناسب من المال رحل إلى باكستان عام1949م ومكث هناك منكباً على إنشاء معمل للنسيج لكن الشيخ لم يستطع المواصلة في باكستان إذ اضطر إلى العودة مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا بعد ثلاث سنوات للحيلولة دون فقدانه جنسيتها إذ إنه ليس من مواليد جنوب افريقيا فعرض عليه فور وصوله استلام منصب مدير مصنع الثاث الذي كان يعمل فيه سابقاً .
تزوج الشيخ أثناء سفره إلى باكستان ورزقه الله من الأولاد اثنين: إبراهيم ويوسف مازالا على قد الحياة وبنتاً اسمها رقية توفيت منذ سنوات.


*رحلته مع العلم والعمل

يروي الشيخ سبب توجهه إلى الإهتمام بدراسة المقدس للنصارى بعهديه القديم والجديد والرد على ترهاتهم فيها وأباطيلهم حول الإسلام فيذكر أنه كانت توجد كلية تنصيرية تابعة لإرسالية تدعى( آدمز مشين)أمام الحانوت الذي كان يعمل فيه لبيع المواد الغذائية وكانت تقوم بتدريس طلبتها وتدريبهم على الطعن في الإسلام وتشكيك المسلمين في عقائدهم وكان الطلاب المتدربون يمرون على العاملين في الحانوت ويلقون عليهم أسئلة يهاجمون بها الإسلام.
يقول الشيخ( كانوا يأتون إلينا ليقولوا :هل تعلمون شيئاً عن عدد زوجات محمد ؟ألاتدرون أنه نسخ القرآن وأخذه من كتب اليهود والنصارى ؟هلتعلمون أنه ليس نبياً؟ هل تعلمون انه نشر الإسلام بحد السيف وأكره الناس على ذلك؟) ويستمر الشيخ قائلاً (لم أكن أعلم شيئاً عما يقولونه كل ما اعلمه أنني مسلم ..اسمي أحمد ..أصلي كما رأيت أبي يصلي ..وأصوم كما كان يفعل ..ولا آكل لحم الخنزير أو أشرب الخمور وأشهد أن لاإله إلا الله وأن محمد رسول الله)
حرك هذا الهجوم على ثوابت الإسلام الغيرة في نفس الشيخ على دينه و زرع فيه باعثاً داخلياً قوياً للدفاع عنه وأثناء بحثه عن سبيل للخروج مماهو وزملاؤه فيه يسر الله له نسخة من كتاب( إظهار الحق) لـ رحمة الله الهندي باللغة الإنجليزية فقرأه ووجد في المعلومات والمناظرات التي يحتويها بغيته مما كان له أكبر الأثر في حياته حتى قال (شعرت بعد قراءتي هذا الكتاب أنني أستطيع الآن أن أدافع عن نفسي وعن الإسلام وبدأت أتصدى للمسيحين بالمعلومات التي تعلمتها من الكتاب وأزورهم في بيوتهم كل يوم أحد وأناقشهم وكنت أقابلهم بعد خروجهم من الكلية لأحاورهم ومن خلال تلك المناقشة تعلمت كيف أجادل وأاناقش).

وقد عكف في غضون ذلك كله على حفظ القرآن الكريم،ودراسة الإسلام ومبادىء الشريعة وأولى عناية خاصة بدراسة سيرة الرسول العظيم. واستمر الشيخ في تحسين أدائه في الإلقاء والحوار وأخذ يتعلم ذلك ممن هو أفضل منه في هذا الباب ثم حضر دروساً في كيفية استثمار تناقضات الكتاب المقدس في الدعوة إلى الإسلام وعقب ذلك انتقل من التعلم إلى التعليم واستمر على هذه الحال لمدة ثلاث سنوات ،قرأ خلالها العديد من نسخ الأناجيل المتنوعة وانهمك في المقارنة بينها واكتشاف التحريفات والأباطيل التي تحتويهاتلك النسخ، كما قرأ جملة من الكتب التي عنيت بالرد
على شبهات المستشرقين حول القرآن الكريم ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن اعتقد عقبها بأن من واجبه نقل معارفه وتجربته في دعوة النصارى إلى الأخرين فأصدر في بداية الخمسينيات كتيبه الأول ( ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم) ثم نشر بعد ذلك أحد أبرز كتيباته (هل الكتاب المقدس كلام الله)
وفي عام 1956 م اتفق مع رفيق دربه(غلام حسن فنكا) الذي كان شريكه في رحلة البحث والدراسة والقراءة المتعمقة في مقارنات الأديان على تأسيس (مكتب الدعوة) في شقة متواضعة بمدينة ديربان ومن ذلك المكتب جاب هو ورفيقه البلاد طولاً وعرضاً حيث قام الشيخ بالعديد من المناظرات المبهرة والمفحمة والتي هزت مفاهيم ومعتقدات راسخة لدى كثير من النصارى وأحدثت اضطراباً في الوسط الكنسي ومن ثم في مجتمع جنوب أفريقيا كله.
وعقب ذلك تعرف الشيخ على ( صالح محمد) أحد كبار رجال الأعمال المسلمين في مدينة كيب تاون ذات الموقع السياسي والإقتصادي الهام والتي تتميز بكثافة سكانية إسلامية عالية وغير منظمة في مقابل أغلبية نصرانيه قوية ومنظمة جداً فدعاه لزيارة المدينة ورتب له أكثر من مناظرة مع القساوسة في المدينة ولكثرة عددهم ورغبتهم في مناظرة الشيخ فقد أصبحت إقامته في كيب تاون شبه دائمة ، وتمكن ألشيخ أحمد من خلال تلك المناظرات أن يحظى بمكانة مرموقة بين سكان المدينة

راجية الجنة
19 Apr 2006, 05:27 PM
وفي عام 1977م كان موعد الشيخ الأول مع العالمية إذ خرج إلى لندن للمناظرة في قاعة (ألبرت هول) الكبرى وزار عقب ذلك العديد من دول العالم للغرض نفسه واستمرت مكانته تسمو ونجاحاته تذيع وبخاصه بعد مناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين النصراني أمثال (كلارك / جيمي سواجارت/ أنيس شروش /ستانلي سجوبرج) والتي أحرجت المنصرين أيما إحراج ، وأظهرت عمق تمكن الشيخ في هذا الفن وسعةعلمه في هذا الباب حتى إنه من شدة حرج المنصرين أتهم بعضهم المنصر العربي الأصل (أنيس شروش) بأنه متواطىء مع الشيخ لهزيمةالنصرانية.
أسس الشيخ معهد السلام لتخريج الدعاة والمركز العالمي للدعوة الإسلامية بمدينة( ديربان) بجنوب افريقيا كما ألف مايزيد عن عشرين كتاباً من أبرزها 1(الاختيار بين الاسلام والمسيحية) وهو مجلد متعدد الأجزاء 2( القرآن معجزة المعجزات) 3( المسيح في الاسلام) 4( العرب واسرائيل صراع أم وفاق) 5( مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء) وقد طبع منها ملايين النسخ لتوزع بالمجان حول العالم بخلاف المناظرات التي طبع بعضها إضافة إلى نسخ آلاف المحاضرات التي ألقاها ولهذه المجهودات الضخمة من حالشيخ أحمد ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام عام 1986م.
اتهم الشيخ من قبل بعض المنصرين بالقاديانية وهو ما يتعارض مع الجهود العلمية والدعوية التي قام بها وهو أيضاً الأمر الذي نفاه الشيخ مراراً مؤكداً التزامه بمنهج أهل السنة والجماعة .
واستمر الشيخ صادعاً بالحق داعياً إلى الخير دون كلل أو ملل حتى أصيب في عام 1996م بشلل تام في كافة جسده عدا رأسه بعد رجوعه من رحلة دعوية شهيرة إلى استراليا عولج عقبها لفترة طويلة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ثم انتقل إلى بلاده جنوب أفريقيا بعد أن استقرت حالته نوعاً ما ومنذ ذلك الوقت بقي صابراً محتسباً طريح الفراش يرد على الرسائل البريدية والإليكترونية وأسئلة الهاتف التي ترد إليه عبر ولده يـوسف من خلال لغة إشارة خاصة به.
ومع مرض الشيخ إلا أن تطلعاته الدعوية كانت تكبر فانظر إلى قوله (لئن سمحت لي الموارد فسأملأ العالم بالكتيبات الإسلامية وخاصة كتب معاني القرآن الكريم باللغة الإنجليزية) وإلى توصيته إلى أعضاء مجلس أمناء المركز العالمي للدعوة الإسلامية في زيارتهم الأخيرة له بضرورة العمل على طباعة ترجمة معاني القرآن الكريم ونشرها في العالم والتي قال فيها (ابذلوا قصارى جهودكم في نشر كلمة الله إلى البشرية ..إنها المهمة التي لازمتها في حياتي).
واستمر الشيخ بتلك الروح على تلك الحالة المرضية حتى وافاه الأجل ،وقد حاول أكثر من منصر تنصير الشيخ وهو على فراش المرض ولعل من أشهر من حاول ذلك القس كلارك عام 1997م وفي أثناء زيارة بعض القساوسة له أثناء مرضه كان بعضهم يشير إلى أن سبب ما أصابه مهاجمته لكتابهم المقدس ، وعقب وفاته اتصل أحد المنصرين قائلاً ( إن غضب ربه
عيسى هو السبب في موته وهو من قتلة انتقاماً منه ).
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته وبارك في عقبه وتلامذته وأخلف الأمة من يقوم بدوره.

عـــوامل نجاح الشيخ/

من تابع حياة الشيخ وتأمل في مسيرته يرى أنه رحمه الله وفق في امتلاك صفات وعوامل عدة مكنته من تحقيق هذا النجاح المثير ولعل من أبرزها:

1) الغيـرة على الدين وتعظيم ثوابته:

ومن نظر في سيرة الشيخ اتضح له مدى امتلاكه لهذا الباعث المحرك على الفعل، يقول رحمه الله مصوراً الحالة النفسية التي كان يعيشها من جراء هجوم طلبة كلية(آدمز مشين) التنصيرية على أصول الإسلام ما نصه( وقد أحال هذا الهجوم على الإسلام حياتنا إلى بؤس وعذاب وشقاء وأحدثت عندنا حيرة وقلقاً بسبب عدم معرفتنا شيئاً نرد به عليهم وكنت أرغب في ترك المحل والهرب إلى مكان آخر، ولكن ذلك كان مستحيلاً لصعوبة وجود مكان آخر) يلجأ إليه.

2) الإصرار وقوة العزيمة:

ولعل هذه الصفة من أبرز ما يميز الشيخ إذ على الرغم من أنه ترك الدراسة النظامية وهو في سن السادسة عشرة ، إلا أن ذلك لم يحل بينه وبين استمرار بناء النفس ومداومة القراءة والتعلم الذاتي ، حتى إنه صار آية في فنه يشهد له القاصي والداني قبل شهادة نتاجه العلمي المقروء والمرئي والمسموع مماجعل بعض الجامعات تراه أهلاً لدرجة
الأستاذية في تخصصه وتقوم بمنحه إياها، هذا في الجانب العلمي.
أما في الجانب العملي فالأمر أكثر وضوحاً إذ إنه ما إن قرأ كتاب (إظهار الحق ) حتى بادر إلى تخصيص يوم إجازته لزيارة طلبة كلية (آدمز مشين) وأساتذتها في منازلهم ويقارع أباطيلهم بالبراهين والحجج الداحضة ، ومع ازدياد عود الشيخ صلابة نجد نشاطه يتجاوز مدينته فيخرج إلى جوهانسبرغ وكيب تاون وفي عام 1959م نراه يترك وظيفته ليتفرغ للعمل الدعوي كلياً واستمر في الذهاب والإياب في أرجاء البلاد دون أن تعرف نفسه الملل ليبدأ عقب ذلك الخروج إلى بقية البلدان حتة إنه حاضر أو ناظر في نيويورك وشيكاغو ولندن وكوبنهاجن وسيدني وغيرها من كبريات مدن العالم.

3) الشجاعة الأدبية:

وهب الله تعالى الشيخ إقداماً ورباطة جأش وقبولاً للتحدي بصورة جعلته لا يهاب الصعاب ولايرهب مكر الأخرين وكيدهم على صغر سنه وفقره وقلة حيلته في مقابل قوة المنصرين وكثرتهم وكون السلطة بأيديهم وهو وإياهم في بلد عنصري لايرى لغير الجنس الأوروبي كرامة ولاقيمة واستمرت شجاعته الأدبية معه إلى أن توفاه الله تعالى إذ استمر في مناظرة أرباب التنصير من كافة المذاهب في بلدانهم واحداً تلو الآخر دون أن يدخل إلى قلبه خوف أو وجل.

4) الحلم والتواضع:

إن من أهم ماتمتع به الشيخ رحمه الله تعالى صفتي (الحلم والتواضع)
فحلمه مكنه من الهدوء بصورة ملفته أمام خصومه ومن القدرة على تجاوز الإهانات التي لاقى كثيراً منها أثناء الحوار والمناظرة وتواضعه الجم وبساطته الظاهرة وبعده عن مظاهر الترف والتكلف رغم مكانته المرموقة وشهرته الواسعة مما أكسبه القلوب وساعده على تقريب الناس منه وجذبهم إليه.

5) الرفقة المعينة:

كان إلى جانب الشيخ رفقة جردت نفسها للوقوف معه لنصرة الحق وأسهمت بفاعلية في تشجيعه وإعانته وفتح الآفاق والفرص أمامه والحق يقال إن الشيخ رحمه الله تعالى رغم عصاميته الظاهره ماكان ليبلغ ما بلغ لو لم يوفقه الله بصحبة مقتنعة بشخصيته مؤمنة برسالته ملازمة له في حله وترحاله تمهد له دروب النجاح وتثبته أثناء مضيه فيها.

6) وضوح الهدف:

إذ منذ أن بدأ الشيخ رحمه الله عز وجل نشاطه الدعوي وهدفه بين متمثل في الدفاع عن الإسلام ورد شبهات النصارى حول القرآن المجيد والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال بيان عقائد الإسلام كما هي ونشر ترجمة معاني القرآن كما هي والإنطلاق من قاعدة ( خير وسيلة للدفاع الهجوم) ولذا فقد عمل على دراسة كتاب النصارى المقدس بعهديه وإظهار مافيه من تناقض مع مسلمات العقل ومابين نسخه من اختلافات ضخمة ناتجة عن تبديل وتحريف بشري متكرر ومتعمد .
وقد استمر الشيخ رحمه الله منذ أكثر من 70عاماً مرتباً لأولوياته مركزاً على هدفه هذا الجلي متجهاً نحو تحقيقه بكل ما يملك من جهد وإمكانات لم يحد عن ذلك إلى أن توفاه الله.

7) التخصص الدعوي:

لم يتجاوز الشيخ رحمه الله المجال الذي نذر نفسه له من مقارعة أباطيل النصارى ودحض شبهاتهم حول الإسلام وقد مكنه استمرار التركيز على هذا الجانب من تحقيق مزيد من العمق والإبداع فيه حتى إنه بلغ من إتقانه له حداً لا يجارى فماذا يا ترى ستكون النتائج لو أن كل فرقة من الدعاة تخصصت في مجال دعوي محدد؟

خدمة جانب حيوي وبكر:

لعل من أهم العوامل التي ساهمت بفاعلية في نجاح الشيخ وبروزه توفيق الله له بالتركيز على جانب حيوي مهم حاجة الأمة إليه ماسه وبخاصة في زمن غربة الإسلام وضعف إمكانات الداعين إليه في مقابل قوة إمكانات التنصير وهيمنة إراسالياته على كثير من المؤسسات التعليمية والصحية والإعلامية في أصقاع الأرض ولذا فقد كان للمشاركات المتميزة التي أسهم بها الشيخ حضورها الفاعل في الصراع العقدي الدائر بين الإسلام والكنيسة اليوم.
وزاد من فرص الشيخ في النجاح أن هذا المجال ما يزال على المستوى الدعوي الإسلامي شبه بكر الجهد فيه محدود وقليل ولذا فقد كان تقديم أي إسهام متميز من الشيخ ملحوظاً ومؤثراًُ في الساحة الدعوية بصورة بينة جداً.

9) تنمية المهارات والقدرات الذاتية:

عمل الشيخ رحمه الله على صقل مواهبه وتنمية قدراته منذ أن بدأ فيسلوك هذا الطريق فمع أن الشيخ توقف عن الدراسة النظامية في سن مبكرة جداً إلا أنه استمر في تمنية لغته الإنجليزية ومعلوماته من خلال القراءة والبحث وبعد أن اطمأن إلى جودة معلوماته أخذ في تحسين مهارة الإلقاء لديه فحضر دروساً في ذلك عند متميز في هذا الجانب (لايكاد السامع يمل حديثه) ثم انضم إلى دروس تمكن من يحضرها من استثمار تناقضات (الكتاب المقدس) في الدعوة إلى الله تعالى .
وما فتىء الشيخ رحمه الله يوماً بعد آخر يحسن من قدراته على الإلقاء والمناظرة من خلال ممارسته العلمية المتكررة حتى بلغ فيهاالمبلغ الذي يعرفه الجميع.


__________________

راجية الجنة
19 Apr 2006, 05:28 PM
10) التركيز على الإنجاز:
من تأمل في حياة الفقيد تجلى له بعده عن التنظير الواهي وتركيزه على تنفيذ الوسائل المحققة لهدفه الدعوي الذي ارتضاه لنفسه فهو يناقش ويناظر ويحاضر ومازال يتعلم وهو يقيم الدروس ويعقد الدورات ويصنف الرسائل ويتنقل من مدينة إلى آخرى ليدعو الآخرين ويعلمهم ماتعلم وهو يتفق مع رفيق دربه (غلام حسن) على تأسيس مكتب للدعوة لمقارعة الباطل وإقامة الحجة على المعاندين وهو يترك وظيفته ليتفرغ لدعوته وهو يدخل في شراكة دعوية مع بعض أغنياء المسلمين بغرض استثمار وجاهتهم وقدراتهم المالية في خدمة الدعوة إلى الله تعالى وهو ينشيء المؤسسة تلو الأخرى لخدمة دعوته وتحقيق رسالته وهو يتنقل من بلد إلى آخر ليثبت المسلمين ويقيم الحجة على خصومهم وهو يعقد اللقاءات المتكررة مع المنصرين لمناقشتهم في أمور دينهم ولفت نظرهم إلى جوانب القصور والضعف الموجودة في عقائدهم وكتبهم وهو يوزع أكثرمن (20،000،000مليون نسخة من رسائله وأشرطته المسموعة والمرئية), وأكثر من (400،000نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم) عبر المركز العالمي للدعوة الإسلامية الذي شارك مع إخوانه في تأسيسه في ديربان وهو يرد على مايرده من أسئلة من الآخرين مع أنه طريح الفراش مشلول اللسان والأطراف لايتحرك منه غير عينيه وحاجبيه لمدة تزيد على عشرسنين إلى أن وافاه الأجل المحتوم جعله الله في عليين .
ويبقى توفيق الله وعونه وتسديده قبل ذلك وبعده هو العامل الأهم في قبول الناس لجهود الشيخ واستفادتهم منها وسمو النجاحات التي حققها.
لقد كان الشيخ تجربة دعوية ناجحة وأنموذجاً في العلم والعمل يستحق الدراسة والإحتذاء وعسى الله تعالى أن يسخر العاملين في المؤسسات الدعوية لتبني أصحاب التجارب الناجحة من أمثال الشيخ ليزداد النجاح نجاحاً والإشراق إشراقاً وأن يسخر من المؤسسات أو الدعاة من يعمل على تدوين تجربة الشيخ وأمثاله من المبدعين حتى لاتموت بموتهم وتتمكن الأجيال الدعوية القادمة من توارثها
وخـــــتاماً:

فقد كانت جهود الشيخ وإسهاماته المتنوعه إضافة متميزة في التجربة الدعوية المعاصرة يعتقد بأن نجاحها الأكبر كان في بهت الذين كفروا وفي تثبيت المسلمين الذين يعيشون في أجواء نصرانية طاغية وإشعارهم بالعزة والتفوق العقدي والمأمول من تلاميذ الشيخ ومحبيه أن يطوروا هذه التجربة وينطلقوا من حيث انتهى الشيخ لا من حيث بدأ فيركزوا على المعرفة المتعمقة بالشريعة الإسلامية والديانة النصرانية المحرفة على حد سواء ويعملوا على المزج بصورة أظهر بين إرادة تثبيت المسلمين وبين الرغبة في دعوة النصارى فيحسنوا في الأساليب ويطوروا في الوسائل بصورة ملموسة تخفف من الشعور لدى الفئات النصرانية المترددة بأن هدف المسلم من المناظرة هو إفهام خصمه فقط لا العمل على هدايته وتبرز بصورة أكبر يسر الإسلام وسماحته وكون مولانا القدير أنزله رحمة للعالمين.

إعـــلان وفاته:

أعلن في الساعة 7صباحاً يوم الإثنين 3/7/1426هـ في مدينة ديربان في جنوب أفريقيا عن وفاة شيخ المناظرين العلامة المجاهد والداعية الكبير أحمد بن حسين ديدات عن عمر يناهز 87 عاماً .

اللهم بجودك وفضلك تقبل الشيخ وتجاوز عنه وارزقه مرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في جنات الخلد يا إله الأولين والآخرين.والحمد لله رب العالمين
المصدر
مجلة البيان
العدد216شعبان1426هـ


وانتظروني لنبحر في سيرة شخصية أخرى الإسبوع القادم بإذن الله

أختكم:- راجية الجنة

daly_ena
20 Apr 2006, 09:42 AM
جزاك الله كل خير
نحن في إنتظار شخصيات أخرى

راجية الجنة
20 Apr 2006, 10:09 AM
إيانا وإياك اخوي


وترقب بإذن الله شخصية الإسبوع القادم


ولك مني أطيب التحايا

محب الدعوة
20 Apr 2006, 06:14 PM
جزااك الله خير وبارك الله فيك وكتب لك الاجر

راجية الجنة
21 Apr 2006, 01:23 AM
إيانا وإياك اخووي

شكراً لحضورك

لا حرمني الله تواصلك

راجية الجنة
27 Apr 2006, 03:26 PM
جئتكم اليوم بنبذة عن صحابية جليلة وهي

{أسماء بنت عميس}




<>صاحبة الهجرتين<>






ولدت بمكة، وكانت من أوائل من أسلم من المهاجرات، ومن أوائل المبايعات. وهي من أصحاب الهجرتين. هاجرت إلى الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب، وبها ولدت ابنها عبد الله منه. ثم هاجرت بعد ذلك إلى المدينة المنورة بعيد فتح خيبر, حيث استقبلهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: "ما أدري بأيهما أنا أفرح، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر".

قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الأخوات الأربع : ميمونة وأم الفضل وسلمى وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن، مؤمنات )صحيح الجامع الصغير
(وقال لزوجها: "أشبهت خلقي وخلقي").
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: بَلَغَنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن فخرجنا مهاجرين إليه، أنا وإخوان لي، أنا أصغرهم، أحدهما أبو بردة والآخر أبو رهم. . . في ثلاثة وخمسين أو اثنين وخمسين رجلا من قومي، فركبنا سفينة فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة فوافقنا جعفر بن أبي طالب فأقمنا معه حتى قدمنا جميعا فوافقنا النبي صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر. وكان أناس من الناس يقولون لنا [يعني أهل السفينة] سبقناكم بالهجرة. ودخلت أسماء بنت عميس، وهي ممن قدم معنا، على حفصة زوج صلى الله عليه وسلم زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر. فدخل عمر على حفصة وأسماء عندها فقال عمر حين رأى أسماء من هذه؟ قالت أسماء بنت عميس. قال عمر الحبشية هذه؟ البحرية هذه؟قالت أسماء: نعم، قال:سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله منكم. فغضبت وقالت:كلاّ والله! كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم، وكنا في دار البُعداء البغضاء بالحبشة وذلك في الله وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيم الله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتّى أذكر ما قلتَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن كنا نُؤذى ونخاف. وسأذكر ذلك للنبي وأسأله. والله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد عليه.
فلمّا جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله إن عمر قال كذا وكذا. قال:فما قلت له؟ قالت:قلت له كذا وكذا. قال:"ليس بأحق بي منكم. وله ولأصحابه هجرة واحدة ولكم أنتم أهل السّفينة هجرتان". قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتوني أرسالاًُ يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم أفرح به ولا أعظم في أنفسهمً مما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم.
جمعتهم السفينة وجمعتهم الهجرة وجمعهم الإيمان.


أتراها حين غضبت على عمر، حينما تعزز عليها بالأسبقية والأحقية، كانت تهمس وتضع قطناً في فمها لكيلا يعرف صوتها !! كما يفتي بذلك بُلهاء الوعاظ بأن صوت المرأة عورة ولا دليل معهمُ!


ثم قُتل عنها جعفر بن أبي طالب بمؤتة سنة ثمانٍ من الهجرة. قال ابن هشام في السيرة بسند ابن إسحاق إلى أسماء قالت: لمّا أُصيب جعفر وأصحابه، دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقد دبَغت أربعين منّاً (رطلا)، وعجنت عجيني، وغسلت بَنيَّ ودهنتهم ونظّفتهم. قلت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتيني ببني جعفر. قالت فأتيته بهم، فتشممهم وذرفت عيناه (دمعت). فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما يُبكيك؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء؟ قال. نعم، أصيبوا هذا اليوم. (وهي معجزة أن يطّلع على ذلك يومه، وهم في غزوة مؤتة في الشام). قالت: فقمت أصيح واجتمعت إلي النساء. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فقال لا تُغفلوا آل جعفر من أن تصنعوا لهم طعاماً، فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم.
رحمة نبوية ورفق ومواساة، ومهاجرة مجاهدة مجادلة، تعمل في خدمة بيتها وإسعاد ذويها ونظافة بنيها. ما تحرجت من الصياح أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم تزوجت أبا بكر الصديق الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذاً خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام ومودته".
عن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن نفرا من بني هاشم دخلوا على أسماء بنت عميس، فدخل أبو بكر الصديق وهي تحته يومئذ (زوجته) فرآهم فكرهَ ذلك، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال. لم أر إلاّ خيراً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. إنّ الله قد برأها من ذلك. ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: "لا يدخلنّ رجل بعد يومي هذا على مغيبة (التي غاب عنها زوجها) إلاّ ومعه رجل أو اثنان". وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول: إن دخول الجماعة من الرجال على المرأة مما يُبعد الشبهة، وهذا مما يطمئن قلب أبا بكر حيث كان الداخلون على أسماء جماعة.


و قد روى الطبراني عن قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على أبي بكر رضي الله عنه في مرضه، فرأيت عنده امرأة بيضاء موشومة اليدين (منقوشة بالحناء) تذب عنه (تدفع عنه الذباب) وهي أسماء بنت عميس. وقد أوصى سيدنا أبو بكر بأن تغسله.
تزوجها بعده علي بن أبي طالب الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر: "لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله".


وعن تميع بن أبي سلمة، أن عمرو بن العاص أقبل إلى بيت علي بن أبي طالب في حاجة فلم يجده فرجع ثم عاد فلم يجده مرتين أو ثلاثا. فجاء علي فقال له: أما استطعت إذ كانت حاجتك إليها أن تدخل؟ قال: نُهينا أن ندخل عليهن إلاّ بإذن أزواجهن.


و قد كانت أسماء من صويحبات سيدتنا فاطمة الزهراء، والتي أوصتها أن تغسلها وألا تدخل عليها أحداً بعد موتها عليها السلام.




تلك هي سيدتنا أسماء بنت عميس، الأخت المؤمنة والصحابية المجاهدة، زوجة ثلاثة من المبشرين بالجنة، والتي وصفها أبو نعيم في الحلية بصاحبة الهجرتين ومصلية القبلتين. رضي الله عنها وأرضاها.




__________________