المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف العلاج



آمال
29 Mar 2006, 09:05 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في الحديث " أذنب عبدي ذنبا ، فقال : اللهم اغفر لي ذنبي فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا ، فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء " متفق عليه
هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن اخوتي : إن أحدا لا يستطيع أن ينكر ألمه _ إذا ما عاد للذنب الذي تاب عنه _ وأحيانا يأسه ليس من رحمة الله وإنما من نفسه التي لا تنتهي وكلما تابت وأنابت ارتدت وعادت
فما السبيل لتهذيب هذه النفس وردها إلى الصراط المستقيم ؟
فقد سمعت أن الإنسان يسير على الصراط الذي فوق النار كما كان يسير في الدنيا فما أكثر الكبوات ونكث العهود مع الله والعصيان والعودة عن التوبة فإن كان بكل واحدة من هذه الأخطاء زلة في النار فتلك والله مصيبة كما أن هناك قلة ثبات واستقامة فالثبات والاستقامة بحاجة لهمة عالية
ما هي الخطوات العملية لينتصر الإنسان على نفسه ولا يعود إلى ذنبه؟
أرجو الإفادة
جزاكم الله خيرا

خطاب الحوينى
03 Apr 2006, 12:57 PM
ولكن اخوتي : إن أحدا لا يستطيع أن ينكر ألمه _ إذا ما عاد للذنب الذي تاب عنه _ وأحيانا يأسه ليس من رحمة الله وإنما من نفسه التي لا تنتهي وكلما تابت وأنابت ارتدت وعادت
فما السبيل لتهذيب هذه النفس وردها إلى الصراط المستقيم ؟
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ,
هذا الحديث الصحيح الذى ذكرتِ من أرجى الأحاديث كما قال عنه بعض أهل العلم و ذلك لما فيه من عفو الله تبارك و تعالى و قبوله لعباده إن تابوا و عادوا و المعنى من اعتياد الإستغفار , أي ما دمت على هذ الحال كلما أذنبت استغفرت من ذنبك قبلكِ الله و غفر لكِ، قال بعض الصالحين: "من لم يكن ثمرة استغفاره تصحيح توبته فهو كاذب في استغفاره"، وكان بعضهم يقول: "استغفارنا هذا يحتاج إلى استغفار كثير".
وأفضل أنواع الاستغفار أن يبدأ العبد بالثناء على ربه، ثم يثني بالاعتراف بذنبه، ثم يسأل الله المغفرة، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيح: (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة)
و غيره فى الصحاح من الصيغ الكثير .
و أما قولكِ :: وأحيانا يأسه ليس من رحمة الله وإنما من نفسه التي لا تنتهي وكلما تابت وأنابت ارتدت وعادت ......
.. فنقول لكِ ولو عدت إلى الذنب مراتٍ ومرات فأكثرى من التوبة وأرغمى شيطانكِ الذي يتربص بك الدوائر ليلاً و نهاراً ولا يفتر عنا طرفة عين , واعلمى أختى الكريمة بأن الله " يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " رواه مسلم (2759) .
و هذه حال القلب دوماً و هذا أصل الإنسان أنه ظلوم كفور , فإن رأيتى أحد استقام على غير ذلك فاعلمى أنه لعلة
إما خوف من الله عز و جل , أو علمه بنص يُردعه أو خوف من الناس ...
ويضرب عليه الصلاة والسلام للقلب مثلاً , فيقول: [إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ] رواه أحمد وهو في صحيح الجامع 2364.
فسبق الحديثُ قولَ الشاعر:

وما سمي الإنسان إلا لنسيانه ولا القـلب إلا أنـه يتقلب
فتثبيت هذا المتقلب برياح الشهوات والشبهات أمر خطير يحتاج لوسائل جبارة تكافئ ضخامة المهمة وصعوبتها .
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي :
… وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي قال : "خياركم كل مفتن تواب . [ يعني كلما فُتِن بالدنيا تاب ] . قيل فإذا عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : فإن عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : فإن عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : حتى متى ؟ قال : حتى يكون الشيطان هو المحسور " .
وخرج ابن ماجه من حديث ابن مسعود مرفوعا : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) . حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (3427) .
وقيل للحسن : ألا يستحيي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود ، فقال : ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملوا من الاستغفار .
وروي عنه أنه قال : ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين يعني أن المؤمن كلما أذنب تاب , فأبشرى .
… وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته : أيها الناس من ألمَّ بذنب فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر وليتب ، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال وإن الهلاك في الإصرار عليها .
ومعنى هذا أن العبد لا بد أن يفعل ما قدر عليه من الذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كُتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة " رواه مسلم (2657) .
ولكن الله جعل للعبد مخرجا مما وقع فيه من الذنوب ومحاه بالتوبة والاستغفار فإن فعل فقد تخلص من شر الذنوب وإن أصر على الذنب هلك اهـ جامع العلوم والحكم ( 1 / 164 – 165 ) بتصرف
فالواجب على الإنسان أن يتوب توبة نصوحاً تكتمل فيها الشروط الخمسة المعروفة ، وهي الندم والإقلاع والعزم على ألا يعود في المستقبل ، والإخلاص وهو الأصل ، وأن تكون التوبة قبل فوات الأوان ، فإذا استكملت هذه الشروط الخمسة في حقه فهي توبة نصوح رزقنا الله و إياكم بها ، و يمحو الله بها كل ما سلف من ذنوبه
ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته ، وتوقُّد ذكائه ، وكمال فهمه ، فقال : إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً ، فلا تُطفئه بظلمة المعصية ....
ولكن لما كان الإنسان ضعيفاً ، محاطاً بالأعداء من كل جانب كما ذكر ابتداء.. فبين جنبيه نفسٌ أمارة بالسوء .. والشيطان يجري منه مجرى الدم .. ويعيش في دنياً تتزين له ، فكيف يسلم من هؤلاء الأعداء إن لم يرحمه الله .
ومع هذا وذاك فقد حُفت النار بالشهوات وحفت الجنة بالمكاره ، فوجب على الإنسان أن يلجأ إلى الله ليعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته ، فهذا أبو بكر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتِي ، قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " رواه البخاري (834) ومسلم (2705) .
فى هذا الحديث كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد أبا بكر الصديق الذي هو خير الأمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يقول : " اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيرا " فإذا كان أبو بكر يقول هذا القول – وهو خير الناس – فماذا نقول نحن ؟!! اللهم ارحمنا برحمتك و اعنا لأن الإنسان إن حرم العون من الله فإنه محروم :

(( إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول ما يجني عليه اجتهاده ))
فعلينا أن نلتجئ إلى الله ، وأن نطلب منه العون على ما أمرنا به .
و من الأسباب المعينة على ترك المعاصى ايضاً و تجنب مساخط الله سبحانه , معرفة عاقبة أمر ذلك و أن مآله الى خسران و العياذ بالله فى الدنيا قبل الآخرة , فمنها حرمان الرزق , ووحشة تحصل للعاصي بينه وبين ربه ، وبينه وبين الناس .
قال بعض السلف : إني لأعصي الله ، فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي .
و منها تعسير أموره عليه ، فلا يتوجه لأمرٍ إلا ويجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه ، وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا .
و الأدهى هو حرمان الطاعة ، فلو لم يكن للذنب عقوبةٌ إلا أن يُصدَّ عن طاعةٍ تكون بدله ، وتقطع طريق طاعة أخرى ، فينقطع عليه بالذنب طريقٌ ثالثة ثم رابعة وهلم جرا ، فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة ، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها ، وهذا كرجل أكل أكلةً أوجبت له مرضاً طويلا منعه من عدة أكلات أطيب منها والله المستعان .
فإن المعاصي تزرع أمثالها ، ويُولِّد بعضها بعضاً ، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها .أن الذنوب إذا تكاثرت طُبِعَ على قلب صاحبها ، فكان من الغافلين . كما قال بعض السلف في قوله تعالى : { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } قال : هو الذنب بعد الذنب .
و أنا اختى الكريمة لطالما سمعت و نادى بها شيوخنا الأفاضل من وسيلة عالية المقام للثبات على دين الله هى معرفة الله عز و جل , و للأسف قد قصر فيها جمع من المسلمين إلا من رحم الله , فمعرفة الله تعالى و اسماءه الحسنى و صفاته العلى من أنفع السبل للسائرين الى الله عز وجل , و للدوام و لتعلم صدق الإنتماء الى الله , فصفة كالودود ما أجملها و أرقها و احنها , و هى لم تتكرر فى القرءان إلا فى موضعين اثنين " فقلت استغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربى رحيم ودود " و فى الآية الأخرى فى سورة البروج " و هو الغفور الودود " فالود لم يقترن إلا بالرحمة و المغفرة , و هى على وزن فعول , أى كثيرالود و هو الغنى سبحانه , فرب كهذا يُغفل عنه ؟!! فكيف نفر منه و يهون علينا مشهد العصيان له فلو علمنا ذلك لعلمنا أن ما هذا بالنصب و ما هذا بالإنصاف , فالله المتفضل علينا و نعمه علينا من شعر رأسنا إلى أخمص اقدامنا , و صاحب الخلق السوى و طيّب النفس و كريمها يركن دائماً الى الإحسان الى ما احسن إليه و رد الجميل و العاقبة بالمثل و زيادة .
و كذلك توحيد الله عز وجل والتوحيد في الحقيقة ليس مجرد كلمة تنطق باللسان من غير فقه لمعناها، أو عمل بمقتضاها، إذاً لكان المنافقون أسعد الناس بها، فقد كانوا يرددونها بألسنتهم صباح مساء ويشهدون الجمع والجماعات، ولكنه في الحقيقة استسلام وانقياد، وطاعة لله ولرسوله، وتعلق القلب بالله سبحانه محبة وتعظيما، وإجلالا ومهابة، وخشية ورجاء وتوكلا، كل ذلك من مقتضيات التوحيد ولوازمه، وهو الذي ينفع صاحبه يوم الدين و يبعده عن معاصى الله فى الدنيا .
نسأل الله لنا ولكِ الثبات على دينه ، والمزيد من فضله ، إنه سميع مجيب و لعلنا إن شاء الله نعاود التعقيب بعد ذلك , بارك الله فيكِ اختنا و زادك خشية فى السر و العلن و توبة و إنابة و صلى اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين

آمال
06 Apr 2006, 06:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله
الودود ما أجملها و أرقها و احنها , و هى لم تتكرر فى القرءان إلا فى موضعين اثنين " فقلت استغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربى رحيم ودود " و فى الآية الأخرى فى سورة البروج " و هو الغفور الودود " فالود لم يقترن إلا بالرحمة و المغفرة , و هى على وزن فعول , أى كثيرالود و هو الغنى سبحانه , فرب كهذا يُغفل عنه ؟!!
لا والله لا يغفل عنه الصادق في إيمانه
لعله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا منهم
ولعل معرفة الله حق المعرفة هي أنفع علاج كما قلت أخي الكريم
قد تكون العودة إلى الذنب أحيانا تشعر الإنسان بعدم جدوى استغفاره فينصرف عنه أو يستغفر وهو على يقين أن الله لا يمكن أن يغفر له وحاله هكذا وهذا هو غاية الشيطان وهو ما ظفر به الشيطان مني لفترة من الزمن
ولكن بإذن الله سأجدد التوبة والاستغفار
*****
أحيانا أخي الكريم يؤلم الإنسان أن يجد نفسه قد أفنى حياته في صراعه مع هواه كلما تقدم خطوة تراجع مثلها مع أن آماله أعلى من أن يبقى في هذه المرحلة
وأحيانا أجد أن ذنبا معينا أو تقصيرا في طاعة يمنعني مثلا عن تنبيه إنسان على خطئه أو تصحيحه له _ وأنا أحب أن أدعو إلى الله ولو بتوجيه أو بكلمة - وحتى إذا نصحته قد يحسن هو الظن بي لدرجة تشعرني أن ذنبي قد عظم وأني قد أكون ممن قال فيهم الله " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم "
أو كهذا الرجل الذي يجتمع عليه أهل النار فيقولون : ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر قال : كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه
******
جزاك الله خيرا أخي الكريم ورفع قدرك في الدنيا والآخرة
وأرجو أخي أن تعذرني لكني - ويشهد الله - أن هذا الهم قد عظم علي وأسأله تعالى عن يعفو عنا وأن لا يمتنا إلا وهو راض عنا