محبة ربها
17 Feb 2006, 01:55 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
رزقكم ربي حبه وعطفه وعفوه
خواتي وخواني اني رأيت المحبه التي تتبادلونها فيما بينكم تحت ظل طاعه الله ورضاه فشدني ذلك الى ان اكون معكم في هذا المنتدى الشريف فأقبلوني اخت معكم فهذا مااتمناه
اتمنى من الله ان تقرؤا الموضوع فهو اقسم لكم انه اكثر من رائع ولاتقولون طويل لأ فإن كل سطر حلاوته اكثر من الذي قبله واسأل الله ان ينفعنا به0000
آية عجيبة تبين مدى رحمة الرحمن جل في علاه يقول الله فيها عن عباده المؤمنين أنه " يحبهم ويحبونه "
قال ابن القيم رحمه الله " ليس المستغرب أننا نحب الله تبارك وتعالى ، ليس بمستغرب أن الفقير يحب الغني وأن الذليل يحب العزيز ، فالنفس مجبولة على حب من أنعم عليها وتفضل عليها بالنعم ، لكن العجيب من ملك يحب رعيته ويحب عباده ويتفضل عليهم بسائر النعم "
أعلم بارك الله فيك أن حب الله لعبد من عبيده أمر هائل عظيم وفضل غامر جزيل لا يقدر على إدراك قيمته إلا من يعرف الله سبحانه بصفاته كما وصف نفسه .
فمن علامات محبة الله تعالى للعبد أن يحفظه من متاع الدنيا ويحول بينه وبين نعيمها وشهواتها ويقيه أن يتلوث بزفرتها لألا يمرض قلبه بها وبمحبتها .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه "
قال الله " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى "
لو كانت الدنيا عند الله تساوي جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة مـــاء .
ومن علامات حب الله للعبد حسن التدبير له فيربيه من الطفولة على أحسن نظام ويكتب الإيمان في قلبه وينور له عقله ويجتبه لمحبته ويستخلصه لعبادته ويشغل لسانه بذكره وجوارحه لخدمته.
فيتولاه بتيسير أموره من غير ذل للمخلوق ويسدد ظاهره وباطنه ويجعل همه هماً واحداً فإذا زاد في المحبة شغله به عن كل شيء ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب ولن تؤمن والله حتى يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما .
ومن علامات حب الله للعبد أن يجعل في قلبه الرفق واللين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق " إذا أحب الله عبداً جعله شفيقاً رحيماً على جميع عباده رفيقاً بهم شديداً على أعدائهم كما قال الله " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم " وقال عنهم " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .
ومن علامات حب الله للعبد القبول في الأرض .
والمراد به قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه والثناء عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله إذا أحب عبدا ًدعا جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض "
وعنه رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد إلا وله صيت في السماء فإذا كان صيته في السماء حسناً وضع في الأرض وإن كان صيته في السماء سيئاً وضع في الأرض "
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم " أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس ( وفي رواية ويحبه الناس عليه ) قال تلك عاجل بشرى المؤمن "
ومن علامات حب الله للعبد أيضاً أن يبتليه بأنواع البلاء حتى يمحصه من الذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة "
نعم أحبتي إذا أحب الله قوماً ابتلاهم وفرغ قلوبهم من الاشتغال بالدنيا غيرةً عليهم أن يقعوا فيما يضرهم في الآخرة وجميع ما يبتليهم به من ضنك المعيشة وكدر الدنيا وتسليط أهلها ليشهد صدقهم معه في المجاهدة قال سبحانه " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط "
وعلى قدر الإيمان يكون البلاء .
ومن علامات حب الله أن يتوفاه على عمل صالح .
فالإنسان عباد الله لا يدري بما يختم له عند الموت فعليه أن يسأل الله دائماً حسن الختام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أحب الله عبداً عسله ... فقيل وما عسله يا رسول الله؟؟؟ قال : يوفق له عملاً صالحاً بين يدي أجله حتى يرضي عنه جيرانه أو قال من حوله "
اعلم رعاك الله أن الإنسان يموت على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه ولا يظلم ربك أحدا .
أمـــا حب العبد لله فإدعاء يدعيه كثير من خلق الله ولما كثر المدعون طلب الله منهم الدليل والبينة ، اعلم رعاك الله أن محبة الله دعوة يدعيها كل أحد فما أسهل الدعوة وما أعز المعنى ، فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان وخداع النفس إذا ادعت محبة الله تعالى ، ما لم يمتحنها بالعلامات ويطالبها بالبراهين .
فالمحبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وثمارها تظهر في القلب واللسان والجوارح .
فمن علامات حب العبد لله أن يحب الخلوة ويأنس بمناجاة الله وتلاوة كتابه .
لله قوم أخلصوا في حبه فرضي بهم واختصهم خداما
قومٌ إذا جن الظلام عليهم باتوا هناك سجداً وقياما
خمصُ البطون من التعفف ضمرا .. لا يعرفون سوى الحلال طعاما
أوحى الله إلى بعض عباده إن لي عباداً من عبادي يحبوني وأحبهم وأشتاق إليهم ويشتاقون إلي ويذكروني وأذكرهم فإذا حذوت طريقهم أحببتك وإن عدلت عنهم مقتك
قال : ياربي وما علاماتهم ؟؟؟
قال : " يرعون الضلال بالنهار كما يرعى الراعي الشفيق غنمه ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها عند الغروب ، فإذا جن الليل واخطلط الظلام وفرشت الفرش وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا أقدامهم وافترشوا وجوههم وناجوني بكلامي وتملقوني بإنعامي فبين صارخ وباك وبين متأوهٍ وشاكي وبين قائم وقاعد وبين راكع وساجد بعيني ما يتحملون من أجلي وبسمعي ما يشكون من حبي "
فهنيئاً لهم أن الله يحبهم و هم يحبونه قال الله عنهم واصفاً ليلهم ونهارهم " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما"
فمن كان النوم والإشتغال بالحديث ألذ عنده وأطيب من مناجاة الله كيف تصح محبته فلا شيء ألذ للمحب من الخلوة بمحبوبه فلما أحبوه خلوا به وتضرعوا إليه بدعائهم ،
حدث حديثهم لله درهم ففي حديثهم شرب واسكار
أكرم من رجال لو رأيتهم وللظلام على الأجفان ستار
تحسبهم موتاً لا حراك بهم وهم مع الله إقبال وإدبار
إن ينطقوا فتلاوات وأذكار أو يسكتوا فاعتبارات وأفكار
فلما أحبوه فرحوا بظلام الليل لأنه أحلى ساعات المناجاة والدعاء والخلوة برب الأرض والسماء
يقول أحدهم " أحب الليل للقاء ربي وأكره النهار لملاقاة الناس "
اشترى أبو عبد الله النباجي جارية سوداء للخدمة فقال لها : قد اشتريتك ، فضحكت فحسبها مجنونة
فقال : أمجنونة أنتِ؟؟
فقالت : سبحان من يعلم خفيات القلوب ،، ما بمجنونة أنا .
ثم قالت : هل تقرأ شيئاً من القرآن ؟؟
قال : نعم .
فقالت : اقرأ علي
فقرأ عليها : بسم الله الرحمن الرحيم
فشهقت شهقة وقالت : يا الله هذه لذة الخبر فكيف لذة النظر ؟
فلما جن الليل وطأ فراشاً للنوم فقالت له : أما تستحي من مولاك أنه لا ينام وأنت تنام ؟!
ثم أنشدت :
عجباً للمحب كيف ينام جوف الليل وقلبه مستهام
إن قلبي وقلب من كان مثلي طائران إلى مليك الأنام
فأرضي مولاك إن أردت نجاة وتجافى عن إتباع الحرام
قال النباجي فقامت ليلتها تصلي فقمت من نومي أبحث عنها فإذا هي تناجي ربها ساجدة وتقول " بحبك إياي لا تعذبني " فلما انتهت قلت لها : كيف عرفت أنه يحبك ؟؟!
قالت : أما أقامني بين يديه وأنامك ،، ولولا سابق محبته لي لم أحبه أما قال " يحبهم ويحبونه " .
يابن ءادم اهجر فراشك فإن الفراش غداً أمامك
ياحبيب القلوب أنت حبيبي أنت أنيسي وأنت مني قريب ... يا طبيباً بذكره يتداوى كل ذي علة فنعم الطبيب
طلعت شمس من أحبك ليلاً .. واستنارت فيما تلاها غروب
إن شمس النهار تغرب بالليل .. وشمس القلوب ليس تغيب
فإذا الظلام أسدل ستراً .. فإلى ربها تحن القلوب
ومن علامات حب العبد لله أن يكون صابراً على المكاره .
والصبر عباد الله من آكد المنازل في طريق المحبة وألزمها للمحبين فإن بقوة الصبر على المكاره في مراد المحبوب يعلم صحة محبته ، ولهذا عباد الله كانت محبة أكثر الناس كاذبة لأنهم كلهم ادعوا محبة الله تعالى فلما امتحنهم بالمكاره ظهروا على حقيقتهم ولم يثبت إلا الصابرون ، فلولا تحمل المشاق وتجشم المكاره بالصبر لما ثبتت صحة محبتهم .
انظر رعاك الله كيف وصف الله تعالى بالصبر خاصة أولياءه وأحبابه فقال عن حبيبه أيوب " إنا وجدناه صابرا" ثم أثنى عليه قائلاً " واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب " ، وأمر الله أحب الخلق إليه بالصبر لحكمه وأخبر أن صبره به وبذلك تهون جميع المصائب فقال " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم "
قال سيد الصابرين صلى الله عليه وسلم " ما أعطي أحد عطاء خير وأنفع من الصبر "
وقال علي رضي الله عنه : من إجلال الله ومعرفة حقه أن لا تشكو وجعك ولا تذكر مصيبتك .
قال الأحنف : لقد ذهبت عيني منذ 40 سنة وما شكوت ذلك لأحد .
قال سبحانه " وبشر الصابرين " فهنيئاً لهم بشارة ربهم وهنيئاً لهم يحبهم ويحبونه .
ومن علامات حب العبد لله أن يكثر من ذكره فلا يفتر عنه لسانه ولا يخلو عنه قلبه .
فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره فذكر الله قوت القلوب وبه يزول الهم والغم والقلق أما سمعت قوله " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، أمرنا بذكره ذكراً كثيراً قياماً وقعوداً وعلى الجنوب وفي السلم والحرب وأنفع الذكر إذا تواطأ القلب مع اللسان ،
قال الحسن البصري رحمه الله " تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن فإن وجدتموها وإلا فاعلموا أن الباب مغلق " فإن وجدتم الحلاوة في الذكر والصلاة وقراءة القرآن وإلا فاعلموا أن الباب مغلق .
قال ذا النون " ما طابت الدنيا إلا بذكره ولا طابت الآخرة إلا بعفوه ولا طابت الجنة إلا برؤيته "
أبداً نفوس الطالبين إلى رياضكم تحن
فكذا القلوب بذكركم بعد المخافة تطمئن
حنت بذكركم ومن يهوى الحبيب ولا يحن
قالت عائشة رضي الله عنها " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجاتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ،
قال فيسألهم ربهم وهو أعلم : ما يقول عبادي ؟
قال يقولون : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ،
فيقول : هل رأوني ؟
قال فيقولون :لا والله ما رأوك ،
قال فيقول : كيف لو رأوني ؟
قال فيقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وتحميداً وأكثر تسبيحاً ،
إلى أن يقول في آخر الحديث : أشهدكم أني قد غفرت لهم .
" يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما"
قال أحد الصادقين : ما عرف قدر جلاله من فتر لحظه عن ذكره .
واعلم رعاك الله أن المحب الصادق إذا ذكر الله خالياً وجل قلبه وفاضت عيناه من خشية مولاه قال الله " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءايته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون "
فهل نحن منهم ؟؟ فهل نحن ممن إذا ذكر الله وجلت قلوبنا ؟؟ وهل نحن ممن إذا تليت علينا الآيات زادتنا إيمانا ؟؟ ..
اللهم اجعلنا منهم ومعهم .
ومن علا مات حب العبد لله فعل طاعاته وترك معصيته .
أن يكون العبد مؤثراً ما أحبه الله تعالى على ما يحبه في ظاهره وباطنه فيترك معصية الله محبة لله فإن المحب للمحب مطيع ، وأفضل الترك الترك لله كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين ، فالطاعة للمحب عنوان محبته كما قيل ..
تدعي حب الإلآه وأنت تعصاه إن هذا لعمري في القياس بديع
لو كنت صادقاً في حبك لأطعته إن المحب للمحب مطيع
أسألك بالله إن كنت صادقاً محباً فأين صليت الفجر اليوم ؟؟ في جماعة المسلمين أم كنت في ركب المتخلفين ؟؟
اسمع المحب الصادق وهو يقول 40 سنة ما فاتتني تكبيرة الإحرام .
والآخر يقول 50 سنة ما فاتتني صلاة الجماعة .
أما ترون أننا بحاجة لمراجعة حساباتنا في محبتنا ؟؟ أما ترون أننا بحاجة أن نعرف حقيقة معنى يحبهم ويحبونه .
ومن أعظم علامات حب العبد لله أن يغار لله ويغضب لمحارمه إذا انتهكها المنتهكون ولحقوقه إذا تهاون بها المتهاونون فهذه غيرة المحب حقاً ، والدين كله تحت هذه الغيرة فأقوى الناس ديناً أعظمهم غيرة على محارم الله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه "
عباد الله إذا خلا القلب من الغيرة لله ولرسوله فهو من المحبة أخلا وإن زعم أنه من المحبين .
كذب والله من ادعى محبة الله ولم يتمعر وجهه وهو يرى محارم الله تنتهك وأوامره يستهان بها وتضيع ، قل لي بالله كيف يصح لعبد أن يدعي محبة الله وهو لا يغار لمحارمه إذا انتهكت ولا لحقوقه إذا ضيعت وإذا ترحلت هذه الغيرة من القلب ترحلت منه المحبة بل ترحل منه الدين وإن بقيت فيه آثاره ،
وهذه الغيرة هي أصل الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي الحاملة والدافعة على ذلك فإذا خلت من القلب لم يجاهد ولم يأمر بمعروف ولم ينهى عن منكر ، فالمحب الصادق لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يصرفه عن الغضب لله صارف لذلك جعل الله علامات محبته ومحبوبيته الجهاد في سبيله فقال سبحانه " يا أيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم "
كيف يخافون وهو يحبهم وهم يحبونه " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون "
إن من أعظم وأجل صفات المحبين حبهم وشوقهم للقاء من يحبونه فإنه لا يتصور أن يحب القلب محبوباً إلا ويحب لقاءه ومشاهدته ،، واعلم أنك لن تلقى الله حتى تموت فينبغي للمحب الصادق أن يكون محباً للموت غير فار منه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحب لقاء الله أحب الله لقائه ومن كره لقاء الله كره الله لقائه "
ولا يكره لقاء الله عباد الله إلا من فسدت أحواله وساءت أعماله ،، فالمحب الصادق عباد الله يذكر الموت دائماً لأنه موعد لقاء الحبيب وهو لا ينسى موعد لقاء حبيبه .....
روي أن ملك الموت جاء إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه
فقال له إبراهيم عليه السلام : هل رأيت خليلاً يميت خليله ؟؟!
فأوحى الله إليه يا إبراهيم : هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه ؟!
فقال إبراهيم عليه السلام : ياملك الموت اقبضني الآن .
ولما خُير نبينا صلى الله عليه وسلم بين الحياة الدنيا ولقاء الله عز وجل قال : بل الرفيق الأعلى .
يقول ابن الربيع ابن خثيم لما احتضر أبي بكت أختي فقال لها : يا بنية لا تبكي ولكن قولي يا بشرى فاليوم ألقى ربي ..
وكانت امرأة متعبدة تقول : والله لقد سئمت الحياة ولو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقاً إلى الله تعالى وحباً للقائه
فقيل لها : أفعلى ثقة أنت من عملك ؟؟
فقالت : لا ولكن لحبي إياه وحسن ظني به اشتقت إلى لقياه أفتراه يعذبني وأنا أحبه ...
قلت أنا ... لا والله ... فإنه يحبهم ويحبونه .
وما أحسن حسن الظن بالله والرجاء بالله فمن أحب شيئاً أحسن ظنه به ورجاه .
مرض أعرابي فقيل له : إنك تموت .. قال : وأين يذهب بي ؟؟
قالوا : إلى الله عز وجل ..
قال : فما أجمل الموت وما أجمل لقاء الله .
إنه حسن الظن بالله ومن أحب شيئاً أحسن الظن به ...
قال أحمد ابن الحواري سمعت أبا سليمان الداراني ووقفت عليه وهو لا يراني فسمعته يقول مناجياً ربه
" لأن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك ،، ولأن طالبتني بتوبتي لأطالبنك بسخائك ،، ولأن أدخلتني النار لأخبرن أهل النار أني أحبك "
واسمع كلام العارفين بالله الراجين رحمته قال أيوب السختياني " إن رحمة قسمها في دار الدنيا وأصابني منها الإسلام إني لأرجوا من 99 رحمة ما هو أكثر من ذلك "
وقال بعض العباد " لما علمت أن ربي عز وجل هو الذي سيحاسبني زال عني حزني لأنه الكريم الذي إذا حاسب عبده تفضل " يا الله ... يا الله لو يعلم المدبرون عنه كيف انتظاره لهم ورحمته إياهم وشوقه إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم شوقاً إليه .. هذه إرادته في المدبرين عنه فكيف بالمقبلين عليه ؟؟...
وإني لأرجوا الله حتى كأنني .. أرى بجميل الظن ما الله صانع ..
قال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان
فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟؟
قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم ..
أليس هو الذي قال " ورحمتي وسعت كل شيء "
يا الله من الذي يحصي نعمك ويقوم بأداء شكرك ؟؟ إلا بتوفيقك وإنعامك وفضلك ...
وإني لأدعوا الله أطلب عفوه ... واعلم أن الله يعفو ويغفر
لأن أعظم الناس الذنوب فإنها ... وإن عظمت ففي رحمة الله تصغر
قال الربيع ابن أنس " علامة حب الله كثرة ذكره والشوق إلى لقائه فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه " ..
مت بداء الهوى وإلا فخاطر ... وأطرق الحي والعيون نواظر
لا تخف وحشة الطريق إذا جئت ... و كن في خفارة الحب سائر
واصبر النفس عن سواهم ... فإن لم تجب بصبر فصابر
وصم اليوم واجعل الفطر يوماً... فيه تلقى الحبيب بالبشر شاكر
وافطم النفس عن سواه ... فكل عيش بعد الفطام عنك صائر
يا أخا اللب إنما السير عزم ... ثم صبر مؤيد بالبصائر
يا لها من فلاتةٍ من ينلها ... يرقى يوم المزيد فوق المنابر
كان يحي بن معاذ الرازي يردد دائماً ويقول " الهي إن كان صغر في جنب عطائك عملي فقد كبر في حسن رجائك عملي ،، اللهم إن كنت غير مستاهل لما أرجوا من رحمتك فأنت أهل أن تجود على المذنبين بفضل سعتك ،، الهي لو ما عرفت من عدلك ما خفت من عذابك ،، ولولا ما عرفت من فضلك ما رجوت ثوابك ،، الهي إن كنت لا تعفوا إلا لأهل طاعاتك فإلى من يفزع المذنبون ،، وإن كنت لا ترحم إلا أهل تقواك فبمن يستغيث المسيئون ،، الهي أين يذهب الفقير إلا إلى الغني ،، وأين يذهب الذليل إلا إلى العزيز وأنت أغنى الأغنياء وأعز الأعزاء يا أرحم الراحمين "
قال الجنيد " من كان الله همه طال حزنه " فقال الشبلي " لا يا أبا القاسم بل من كان الله همه زال حزنه "
وكان لعمبسة الخواص غلام كثير الصلاة كثير البكاء فسأله يوماً عن سبب كثرة بكائه فقال : قطع ذكر العرض على الله أوصال المحبين ،، قال ثم جعل يحشرج حشرجة الموت ويقول : أتراك تعذب من يحبك ... وأنت الحي الكريم ... قال : فلم يزل يرددها حتى والله أبكاني .
و كان يحي بن معاذ الرازي يقول " يا من ذكره أعز علي من كل شيء لا تجعلني بين أعدائك غداً أذل من كل شيء " .
قال ابن القيم " من عرف قدر مطلوبه هان عليه ما يبذل فيه "
وقال الإمام القروي " وأعظم الرجاء رجاء أرباب القلوب وهو رجاء لقاء الخالق الباعث على الإشتياق وهذا الرجاء هو محض الإيمان وزبدته وإليه شخصت أبصار المشتاقين ... وهل للمحب راحة إلا عند لقاء حبيبه
فاتخذ الله صاحبا .... ودع الناس كلهم جانبا
اسمع من خبر يوم يلقونه ويلقاهم ويرونه ويراهم ،، من رواية جرير وصهيب وأنس وأبي هريرة وأبي موسى وأبي سعيد فاستمع يوم ينادي المنادي " يا أهل الجنة إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيا على زيارته "
فيقولون : سمعاً وطاعة ..
وينهضون إلى الزيارة مبادرين فإذا بالنجائب قد أعدت لهم فيستوون على ظهورها مسرعين حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعدا وجمعوا هناك فلم يغادروا الداعي منهم أحد
أمــــر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فنصب هناك ثم نصبت لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة وجلس أدناهم ( وحاشاهم أن يكون فيهم دنيء) على كثبان المسك ما يرون أن أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا حتى إذا استقرت بهم مجالسهم واطمأنت بهم أماكنهم ...
نادى المنادي : يــــــــا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه ..
فيقولون : ما هو؟؟؟ ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار ...
فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نورٌ أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبارُ جل جلاله وتقدست أسمائه قد أشرف عليهم من فوقهم ...
وقـــال : يا أهل الجنة سلام عليكم ..
فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام
فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ... فيكون أول ما يسمعون منه تعالى : أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني هــــــذا يوم المزيد سلوني فهذا يوم المزيد ...
فيجتمعون على كلمة واحدة : أن قد رضينا فارضا عنا ..
فيقول : لو لم أرضا عنكم لم أسكنكم جنتي سلوني هـــذا يوم المزيد .
فيجتمعون على كلمة واحدة : أن ربنا أرنا وجهك ننظر إليه ...
فيكشف لهم الرب جل جلاله الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لو أن الله تعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا
فلا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة وناظره ربه مناظرة حتى أنه
يقول : يا فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا ...... يذكره ببعض غدراته في الدنيا
فيقول : يا ربي ألم تغفر لي ؟؟
فيقول : لو لم أغفر لك لما بلغت منزلتك هذه ...
فيــــــــا لذة الأسماع بتلك المحاضرة ،، ويــــا لذة الأنظار بتلك المناظرة ويا قرة عيون المحبين في الدار الآخرة
ويـــا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة ..." وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة "
قال إبراهيم ابن أدهم لأخ له في الله : إنه بلغني أن الله تعالى أوحى إلى يحي بن زكريا عليهما السلام : يا يحي إني قضيت على نفسي أنه لا يحبني عبد من عبادي أعلم ذلك منه إلا كنت سمعه الذي يسمع به ،، وبصره الذي يبصر به ،، ولسانه الذي يتكلم به ،، وقلبه الذي يفهم به ، فإذا كان كذلك بغضت إليه الاشتغال بغيري وأدمت فكرته وأسهرت ليله وأظمئت نهاره .. يا يحي أنا جليس قلبه وغاية أمنيته وأمله ... أغط له كل يوم وساعة فيتقرب مني وأتقرب منه ... أسمع كلامه وأجيب تضرعه ودعائه .... فوا عزتي وجلالي لأبعثنه مبعثاً يغبطه به النبيون والمرسلون ثم آمر منادياً ينادي هذا فلان ابن فلان ولـــي الله وصفيه وخيرته من خلقه دعاه إلى زيارته ليشفي صدره من النظر إلــــى وجهه الكريم فإذا جاءني رفعت الحجاب فيما بيني وبينه فنظر إلي كيف شاء
وأقول له : أبشر فعزتي وجلالي لأشفين صدرك من النظر إلي ،، ولأجددن كرامتك في كل ليلة وساعة ..
سبحانك .. سبحانك يا علي يا عظيم يا رحيم يا عزيز يا جبار يا حي يا حليم
سبحان من سبحت له السموات بأكنافها سبحان من سبحت له الجبال بأصواتها سبحان من سبحت له البحار بأمواجها سبحان من سبحت له الحيتان بلغاتها سبحان من سبحت له النجوم.. سبحان من سبحت له الأشجار بأصولها ... سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ..
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك ،، اللهم اجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ 00000
والسلام خير ختام00000000000
محبه ربها
منقووووووووول لشريط للشيخ خالد الراشد
رزقكم ربي حبه وعطفه وعفوه
خواتي وخواني اني رأيت المحبه التي تتبادلونها فيما بينكم تحت ظل طاعه الله ورضاه فشدني ذلك الى ان اكون معكم في هذا المنتدى الشريف فأقبلوني اخت معكم فهذا مااتمناه
اتمنى من الله ان تقرؤا الموضوع فهو اقسم لكم انه اكثر من رائع ولاتقولون طويل لأ فإن كل سطر حلاوته اكثر من الذي قبله واسأل الله ان ينفعنا به0000
آية عجيبة تبين مدى رحمة الرحمن جل في علاه يقول الله فيها عن عباده المؤمنين أنه " يحبهم ويحبونه "
قال ابن القيم رحمه الله " ليس المستغرب أننا نحب الله تبارك وتعالى ، ليس بمستغرب أن الفقير يحب الغني وأن الذليل يحب العزيز ، فالنفس مجبولة على حب من أنعم عليها وتفضل عليها بالنعم ، لكن العجيب من ملك يحب رعيته ويحب عباده ويتفضل عليهم بسائر النعم "
أعلم بارك الله فيك أن حب الله لعبد من عبيده أمر هائل عظيم وفضل غامر جزيل لا يقدر على إدراك قيمته إلا من يعرف الله سبحانه بصفاته كما وصف نفسه .
فمن علامات محبة الله تعالى للعبد أن يحفظه من متاع الدنيا ويحول بينه وبين نعيمها وشهواتها ويقيه أن يتلوث بزفرتها لألا يمرض قلبه بها وبمحبتها .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم " إن الله تعالى ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافون عليه "
قال الله " ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى "
لو كانت الدنيا عند الله تساوي جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة مـــاء .
ومن علامات حب الله للعبد حسن التدبير له فيربيه من الطفولة على أحسن نظام ويكتب الإيمان في قلبه وينور له عقله ويجتبه لمحبته ويستخلصه لعبادته ويشغل لسانه بذكره وجوارحه لخدمته.
فيتولاه بتيسير أموره من غير ذل للمخلوق ويسدد ظاهره وباطنه ويجعل همه هماً واحداً فإذا زاد في المحبة شغله به عن كل شيء ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الإيمان إلا من يحب ولن تؤمن والله حتى يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما .
ومن علامات حب الله للعبد أن يجعل في قلبه الرفق واللين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق " إذا أحب الله عبداً جعله شفيقاً رحيماً على جميع عباده رفيقاً بهم شديداً على أعدائهم كما قال الله " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم " وقال عنهم " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " وإنما يرحم الله من عباده الرحماء .
ومن علامات حب الله للعبد القبول في الأرض .
والمراد به قبول القلوب له بالمحبة والميل إليه والرضا عنه والثناء عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله إذا أحب عبدا ًدعا جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض "
وعنه رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد إلا وله صيت في السماء فإذا كان صيته في السماء حسناً وضع في الأرض وإن كان صيته في السماء سيئاً وضع في الأرض "
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم " أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس ( وفي رواية ويحبه الناس عليه ) قال تلك عاجل بشرى المؤمن "
ومن علامات حب الله للعبد أيضاً أن يبتليه بأنواع البلاء حتى يمحصه من الذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة "
نعم أحبتي إذا أحب الله قوماً ابتلاهم وفرغ قلوبهم من الاشتغال بالدنيا غيرةً عليهم أن يقعوا فيما يضرهم في الآخرة وجميع ما يبتليهم به من ضنك المعيشة وكدر الدنيا وتسليط أهلها ليشهد صدقهم معه في المجاهدة قال سبحانه " ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط "
وعلى قدر الإيمان يكون البلاء .
ومن علامات حب الله أن يتوفاه على عمل صالح .
فالإنسان عباد الله لا يدري بما يختم له عند الموت فعليه أن يسأل الله دائماً حسن الختام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أحب الله عبداً عسله ... فقيل وما عسله يا رسول الله؟؟؟ قال : يوفق له عملاً صالحاً بين يدي أجله حتى يرضي عنه جيرانه أو قال من حوله "
اعلم رعاك الله أن الإنسان يموت على ما عاش عليه ويحشر على ما مات عليه ولا يظلم ربك أحدا .
أمـــا حب العبد لله فإدعاء يدعيه كثير من خلق الله ولما كثر المدعون طلب الله منهم الدليل والبينة ، اعلم رعاك الله أن محبة الله دعوة يدعيها كل أحد فما أسهل الدعوة وما أعز المعنى ، فلا ينبغي أن يغتر الإنسان بتلبيس الشيطان وخداع النفس إذا ادعت محبة الله تعالى ، ما لم يمتحنها بالعلامات ويطالبها بالبراهين .
فالمحبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وثمارها تظهر في القلب واللسان والجوارح .
فمن علامات حب العبد لله أن يحب الخلوة ويأنس بمناجاة الله وتلاوة كتابه .
لله قوم أخلصوا في حبه فرضي بهم واختصهم خداما
قومٌ إذا جن الظلام عليهم باتوا هناك سجداً وقياما
خمصُ البطون من التعفف ضمرا .. لا يعرفون سوى الحلال طعاما
أوحى الله إلى بعض عباده إن لي عباداً من عبادي يحبوني وأحبهم وأشتاق إليهم ويشتاقون إلي ويذكروني وأذكرهم فإذا حذوت طريقهم أحببتك وإن عدلت عنهم مقتك
قال : ياربي وما علاماتهم ؟؟؟
قال : " يرعون الضلال بالنهار كما يرعى الراعي الشفيق غنمه ويحنون إلى غروب الشمس كما تحن الطير إلى أوكارها عند الغروب ، فإذا جن الليل واخطلط الظلام وفرشت الفرش وخلا كل حبيب بحبيبه نصبوا أقدامهم وافترشوا وجوههم وناجوني بكلامي وتملقوني بإنعامي فبين صارخ وباك وبين متأوهٍ وشاكي وبين قائم وقاعد وبين راكع وساجد بعيني ما يتحملون من أجلي وبسمعي ما يشكون من حبي "
فهنيئاً لهم أن الله يحبهم و هم يحبونه قال الله عنهم واصفاً ليلهم ونهارهم " وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما"
فمن كان النوم والإشتغال بالحديث ألذ عنده وأطيب من مناجاة الله كيف تصح محبته فلا شيء ألذ للمحب من الخلوة بمحبوبه فلما أحبوه خلوا به وتضرعوا إليه بدعائهم ،
حدث حديثهم لله درهم ففي حديثهم شرب واسكار
أكرم من رجال لو رأيتهم وللظلام على الأجفان ستار
تحسبهم موتاً لا حراك بهم وهم مع الله إقبال وإدبار
إن ينطقوا فتلاوات وأذكار أو يسكتوا فاعتبارات وأفكار
فلما أحبوه فرحوا بظلام الليل لأنه أحلى ساعات المناجاة والدعاء والخلوة برب الأرض والسماء
يقول أحدهم " أحب الليل للقاء ربي وأكره النهار لملاقاة الناس "
اشترى أبو عبد الله النباجي جارية سوداء للخدمة فقال لها : قد اشتريتك ، فضحكت فحسبها مجنونة
فقال : أمجنونة أنتِ؟؟
فقالت : سبحان من يعلم خفيات القلوب ،، ما بمجنونة أنا .
ثم قالت : هل تقرأ شيئاً من القرآن ؟؟
قال : نعم .
فقالت : اقرأ علي
فقرأ عليها : بسم الله الرحمن الرحيم
فشهقت شهقة وقالت : يا الله هذه لذة الخبر فكيف لذة النظر ؟
فلما جن الليل وطأ فراشاً للنوم فقالت له : أما تستحي من مولاك أنه لا ينام وأنت تنام ؟!
ثم أنشدت :
عجباً للمحب كيف ينام جوف الليل وقلبه مستهام
إن قلبي وقلب من كان مثلي طائران إلى مليك الأنام
فأرضي مولاك إن أردت نجاة وتجافى عن إتباع الحرام
قال النباجي فقامت ليلتها تصلي فقمت من نومي أبحث عنها فإذا هي تناجي ربها ساجدة وتقول " بحبك إياي لا تعذبني " فلما انتهت قلت لها : كيف عرفت أنه يحبك ؟؟!
قالت : أما أقامني بين يديه وأنامك ،، ولولا سابق محبته لي لم أحبه أما قال " يحبهم ويحبونه " .
يابن ءادم اهجر فراشك فإن الفراش غداً أمامك
ياحبيب القلوب أنت حبيبي أنت أنيسي وأنت مني قريب ... يا طبيباً بذكره يتداوى كل ذي علة فنعم الطبيب
طلعت شمس من أحبك ليلاً .. واستنارت فيما تلاها غروب
إن شمس النهار تغرب بالليل .. وشمس القلوب ليس تغيب
فإذا الظلام أسدل ستراً .. فإلى ربها تحن القلوب
ومن علامات حب العبد لله أن يكون صابراً على المكاره .
والصبر عباد الله من آكد المنازل في طريق المحبة وألزمها للمحبين فإن بقوة الصبر على المكاره في مراد المحبوب يعلم صحة محبته ، ولهذا عباد الله كانت محبة أكثر الناس كاذبة لأنهم كلهم ادعوا محبة الله تعالى فلما امتحنهم بالمكاره ظهروا على حقيقتهم ولم يثبت إلا الصابرون ، فلولا تحمل المشاق وتجشم المكاره بالصبر لما ثبتت صحة محبتهم .
انظر رعاك الله كيف وصف الله تعالى بالصبر خاصة أولياءه وأحبابه فقال عن حبيبه أيوب " إنا وجدناه صابرا" ثم أثنى عليه قائلاً " واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب " ، وأمر الله أحب الخلق إليه بالصبر لحكمه وأخبر أن صبره به وبذلك تهون جميع المصائب فقال " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم "
قال سيد الصابرين صلى الله عليه وسلم " ما أعطي أحد عطاء خير وأنفع من الصبر "
وقال علي رضي الله عنه : من إجلال الله ومعرفة حقه أن لا تشكو وجعك ولا تذكر مصيبتك .
قال الأحنف : لقد ذهبت عيني منذ 40 سنة وما شكوت ذلك لأحد .
قال سبحانه " وبشر الصابرين " فهنيئاً لهم بشارة ربهم وهنيئاً لهم يحبهم ويحبونه .
ومن علامات حب العبد لله أن يكثر من ذكره فلا يفتر عنه لسانه ولا يخلو عنه قلبه .
فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره فذكر الله قوت القلوب وبه يزول الهم والغم والقلق أما سمعت قوله " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، أمرنا بذكره ذكراً كثيراً قياماً وقعوداً وعلى الجنوب وفي السلم والحرب وأنفع الذكر إذا تواطأ القلب مع اللسان ،
قال الحسن البصري رحمه الله " تفقدوا الحلاوة في ثلاثة أشياء في الصلاة وفي الذكر وقراءة القرآن فإن وجدتموها وإلا فاعلموا أن الباب مغلق " فإن وجدتم الحلاوة في الذكر والصلاة وقراءة القرآن وإلا فاعلموا أن الباب مغلق .
قال ذا النون " ما طابت الدنيا إلا بذكره ولا طابت الآخرة إلا بعفوه ولا طابت الجنة إلا برؤيته "
أبداً نفوس الطالبين إلى رياضكم تحن
فكذا القلوب بذكركم بعد المخافة تطمئن
حنت بذكركم ومن يهوى الحبيب ولا يحن
قالت عائشة رضي الله عنها " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله ملائكة يطوفون في الطريق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجاتكم قال فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ،
قال فيسألهم ربهم وهو أعلم : ما يقول عبادي ؟
قال يقولون : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ،
فيقول : هل رأوني ؟
قال فيقولون :لا والله ما رأوك ،
قال فيقول : كيف لو رأوني ؟
قال فيقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة وأشد لك تمجيداً وتحميداً وأكثر تسبيحاً ،
إلى أن يقول في آخر الحديث : أشهدكم أني قد غفرت لهم .
" يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما"
قال أحد الصادقين : ما عرف قدر جلاله من فتر لحظه عن ذكره .
واعلم رعاك الله أن المحب الصادق إذا ذكر الله خالياً وجل قلبه وفاضت عيناه من خشية مولاه قال الله " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءايته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون "
فهل نحن منهم ؟؟ فهل نحن ممن إذا ذكر الله وجلت قلوبنا ؟؟ وهل نحن ممن إذا تليت علينا الآيات زادتنا إيمانا ؟؟ ..
اللهم اجعلنا منهم ومعهم .
ومن علا مات حب العبد لله فعل طاعاته وترك معصيته .
أن يكون العبد مؤثراً ما أحبه الله تعالى على ما يحبه في ظاهره وباطنه فيترك معصية الله محبة لله فإن المحب للمحب مطيع ، وأفضل الترك الترك لله كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين ، فالطاعة للمحب عنوان محبته كما قيل ..
تدعي حب الإلآه وأنت تعصاه إن هذا لعمري في القياس بديع
لو كنت صادقاً في حبك لأطعته إن المحب للمحب مطيع
أسألك بالله إن كنت صادقاً محباً فأين صليت الفجر اليوم ؟؟ في جماعة المسلمين أم كنت في ركب المتخلفين ؟؟
اسمع المحب الصادق وهو يقول 40 سنة ما فاتتني تكبيرة الإحرام .
والآخر يقول 50 سنة ما فاتتني صلاة الجماعة .
أما ترون أننا بحاجة لمراجعة حساباتنا في محبتنا ؟؟ أما ترون أننا بحاجة أن نعرف حقيقة معنى يحبهم ويحبونه .
ومن أعظم علامات حب العبد لله أن يغار لله ويغضب لمحارمه إذا انتهكها المنتهكون ولحقوقه إذا تهاون بها المتهاونون فهذه غيرة المحب حقاً ، والدين كله تحت هذه الغيرة فأقوى الناس ديناً أعظمهم غيرة على محارم الله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه "
عباد الله إذا خلا القلب من الغيرة لله ولرسوله فهو من المحبة أخلا وإن زعم أنه من المحبين .
كذب والله من ادعى محبة الله ولم يتمعر وجهه وهو يرى محارم الله تنتهك وأوامره يستهان بها وتضيع ، قل لي بالله كيف يصح لعبد أن يدعي محبة الله وهو لا يغار لمحارمه إذا انتهكت ولا لحقوقه إذا ضيعت وإذا ترحلت هذه الغيرة من القلب ترحلت منه المحبة بل ترحل منه الدين وإن بقيت فيه آثاره ،
وهذه الغيرة هي أصل الجهاد في سبيل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي الحاملة والدافعة على ذلك فإذا خلت من القلب لم يجاهد ولم يأمر بمعروف ولم ينهى عن منكر ، فالمحب الصادق لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يصرفه عن الغضب لله صارف لذلك جعل الله علامات محبته ومحبوبيته الجهاد في سبيله فقال سبحانه " يا أيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم "
كيف يخافون وهو يحبهم وهم يحبونه " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون "
إن من أعظم وأجل صفات المحبين حبهم وشوقهم للقاء من يحبونه فإنه لا يتصور أن يحب القلب محبوباً إلا ويحب لقاءه ومشاهدته ،، واعلم أنك لن تلقى الله حتى تموت فينبغي للمحب الصادق أن يكون محباً للموت غير فار منه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من أحب لقاء الله أحب الله لقائه ومن كره لقاء الله كره الله لقائه "
ولا يكره لقاء الله عباد الله إلا من فسدت أحواله وساءت أعماله ،، فالمحب الصادق عباد الله يذكر الموت دائماً لأنه موعد لقاء الحبيب وهو لا ينسى موعد لقاء حبيبه .....
روي أن ملك الموت جاء إلى إبراهيم عليه السلام ليقبض روحه
فقال له إبراهيم عليه السلام : هل رأيت خليلاً يميت خليله ؟؟!
فأوحى الله إليه يا إبراهيم : هل رأيت حبيباً يكره لقاء حبيبه ؟!
فقال إبراهيم عليه السلام : ياملك الموت اقبضني الآن .
ولما خُير نبينا صلى الله عليه وسلم بين الحياة الدنيا ولقاء الله عز وجل قال : بل الرفيق الأعلى .
يقول ابن الربيع ابن خثيم لما احتضر أبي بكت أختي فقال لها : يا بنية لا تبكي ولكن قولي يا بشرى فاليوم ألقى ربي ..
وكانت امرأة متعبدة تقول : والله لقد سئمت الحياة ولو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقاً إلى الله تعالى وحباً للقائه
فقيل لها : أفعلى ثقة أنت من عملك ؟؟
فقالت : لا ولكن لحبي إياه وحسن ظني به اشتقت إلى لقياه أفتراه يعذبني وأنا أحبه ...
قلت أنا ... لا والله ... فإنه يحبهم ويحبونه .
وما أحسن حسن الظن بالله والرجاء بالله فمن أحب شيئاً أحسن ظنه به ورجاه .
مرض أعرابي فقيل له : إنك تموت .. قال : وأين يذهب بي ؟؟
قالوا : إلى الله عز وجل ..
قال : فما أجمل الموت وما أجمل لقاء الله .
إنه حسن الظن بالله ومن أحب شيئاً أحسن الظن به ...
قال أحمد ابن الحواري سمعت أبا سليمان الداراني ووقفت عليه وهو لا يراني فسمعته يقول مناجياً ربه
" لأن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك ،، ولأن طالبتني بتوبتي لأطالبنك بسخائك ،، ولأن أدخلتني النار لأخبرن أهل النار أني أحبك "
واسمع كلام العارفين بالله الراجين رحمته قال أيوب السختياني " إن رحمة قسمها في دار الدنيا وأصابني منها الإسلام إني لأرجوا من 99 رحمة ما هو أكثر من ذلك "
وقال بعض العباد " لما علمت أن ربي عز وجل هو الذي سيحاسبني زال عني حزني لأنه الكريم الذي إذا حاسب عبده تفضل " يا الله ... يا الله لو يعلم المدبرون عنه كيف انتظاره لهم ورحمته إياهم وشوقه إلى ترك معاصيهم لتقطعت أوصالهم شوقاً إليه .. هذه إرادته في المدبرين عنه فكيف بالمقبلين عليه ؟؟...
وإني لأرجوا الله حتى كأنني .. أرى بجميل الظن ما الله صانع ..
قال ابن المبارك جئت إلى سفيان الثوري عشية عرفة وهو جاثٍ على ركبتيه وعيناه تهملان
فقلت له : من أسوأ هذا الجمع حالاً ؟؟
قال : الذي يظن أن الله لا يغفر لهم ..
أليس هو الذي قال " ورحمتي وسعت كل شيء "
يا الله من الذي يحصي نعمك ويقوم بأداء شكرك ؟؟ إلا بتوفيقك وإنعامك وفضلك ...
وإني لأدعوا الله أطلب عفوه ... واعلم أن الله يعفو ويغفر
لأن أعظم الناس الذنوب فإنها ... وإن عظمت ففي رحمة الله تصغر
قال الربيع ابن أنس " علامة حب الله كثرة ذكره والشوق إلى لقائه فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره وأحب لقائه " ..
مت بداء الهوى وإلا فخاطر ... وأطرق الحي والعيون نواظر
لا تخف وحشة الطريق إذا جئت ... و كن في خفارة الحب سائر
واصبر النفس عن سواهم ... فإن لم تجب بصبر فصابر
وصم اليوم واجعل الفطر يوماً... فيه تلقى الحبيب بالبشر شاكر
وافطم النفس عن سواه ... فكل عيش بعد الفطام عنك صائر
يا أخا اللب إنما السير عزم ... ثم صبر مؤيد بالبصائر
يا لها من فلاتةٍ من ينلها ... يرقى يوم المزيد فوق المنابر
كان يحي بن معاذ الرازي يردد دائماً ويقول " الهي إن كان صغر في جنب عطائك عملي فقد كبر في حسن رجائك عملي ،، اللهم إن كنت غير مستاهل لما أرجوا من رحمتك فأنت أهل أن تجود على المذنبين بفضل سعتك ،، الهي لو ما عرفت من عدلك ما خفت من عذابك ،، ولولا ما عرفت من فضلك ما رجوت ثوابك ،، الهي إن كنت لا تعفوا إلا لأهل طاعاتك فإلى من يفزع المذنبون ،، وإن كنت لا ترحم إلا أهل تقواك فبمن يستغيث المسيئون ،، الهي أين يذهب الفقير إلا إلى الغني ،، وأين يذهب الذليل إلا إلى العزيز وأنت أغنى الأغنياء وأعز الأعزاء يا أرحم الراحمين "
قال الجنيد " من كان الله همه طال حزنه " فقال الشبلي " لا يا أبا القاسم بل من كان الله همه زال حزنه "
وكان لعمبسة الخواص غلام كثير الصلاة كثير البكاء فسأله يوماً عن سبب كثرة بكائه فقال : قطع ذكر العرض على الله أوصال المحبين ،، قال ثم جعل يحشرج حشرجة الموت ويقول : أتراك تعذب من يحبك ... وأنت الحي الكريم ... قال : فلم يزل يرددها حتى والله أبكاني .
و كان يحي بن معاذ الرازي يقول " يا من ذكره أعز علي من كل شيء لا تجعلني بين أعدائك غداً أذل من كل شيء " .
قال ابن القيم " من عرف قدر مطلوبه هان عليه ما يبذل فيه "
وقال الإمام القروي " وأعظم الرجاء رجاء أرباب القلوب وهو رجاء لقاء الخالق الباعث على الإشتياق وهذا الرجاء هو محض الإيمان وزبدته وإليه شخصت أبصار المشتاقين ... وهل للمحب راحة إلا عند لقاء حبيبه
فاتخذ الله صاحبا .... ودع الناس كلهم جانبا
اسمع من خبر يوم يلقونه ويلقاهم ويرونه ويراهم ،، من رواية جرير وصهيب وأنس وأبي هريرة وأبي موسى وأبي سعيد فاستمع يوم ينادي المنادي " يا أهل الجنة إن ربكم تبارك وتعالى يستزيركم فحيا على زيارته "
فيقولون : سمعاً وطاعة ..
وينهضون إلى الزيارة مبادرين فإذا بالنجائب قد أعدت لهم فيستوون على ظهورها مسرعين حتى إذا انتهوا إلى الوادي الأفيح الذي جعل لهم موعدا وجمعوا هناك فلم يغادروا الداعي منهم أحد
أمــــر الرب تبارك وتعالى بكرسيه فنصب هناك ثم نصبت لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة وجلس أدناهم ( وحاشاهم أن يكون فيهم دنيء) على كثبان المسك ما يرون أن أصحاب الكراسي فوقهم في العطايا حتى إذا استقرت بهم مجالسهم واطمأنت بهم أماكنهم ...
نادى المنادي : يــــــــا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه ..
فيقولون : ما هو؟؟؟ ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة ويزحزحنا عن النار ...
فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نورٌ أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبارُ جل جلاله وتقدست أسمائه قد أشرف عليهم من فوقهم ...
وقـــال : يا أهل الجنة سلام عليكم ..
فلا ترد هذه التحية بأحسن من قولهم : اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام
فيتجلى لهم الرب تبارك وتعالى يضحك إليهم ... فيكون أول ما يسمعون منه تعالى : أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني هــــــذا يوم المزيد سلوني فهذا يوم المزيد ...
فيجتمعون على كلمة واحدة : أن قد رضينا فارضا عنا ..
فيقول : لو لم أرضا عنكم لم أسكنكم جنتي سلوني هـــذا يوم المزيد .
فيجتمعون على كلمة واحدة : أن ربنا أرنا وجهك ننظر إليه ...
فيكشف لهم الرب جل جلاله الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لو أن الله تعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا
فلا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه تعالى محاضرة وناظره ربه مناظرة حتى أنه
يقول : يا فلان أتذكر يوم فعلت كذا وكذا ...... يذكره ببعض غدراته في الدنيا
فيقول : يا ربي ألم تغفر لي ؟؟
فيقول : لو لم أغفر لك لما بلغت منزلتك هذه ...
فيــــــــا لذة الأسماع بتلك المحاضرة ،، ويــــا لذة الأنظار بتلك المناظرة ويا قرة عيون المحبين في الدار الآخرة
ويـــا ذلة الراجعين بالصفقة الخاسرة ..." وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة "
قال إبراهيم ابن أدهم لأخ له في الله : إنه بلغني أن الله تعالى أوحى إلى يحي بن زكريا عليهما السلام : يا يحي إني قضيت على نفسي أنه لا يحبني عبد من عبادي أعلم ذلك منه إلا كنت سمعه الذي يسمع به ،، وبصره الذي يبصر به ،، ولسانه الذي يتكلم به ،، وقلبه الذي يفهم به ، فإذا كان كذلك بغضت إليه الاشتغال بغيري وأدمت فكرته وأسهرت ليله وأظمئت نهاره .. يا يحي أنا جليس قلبه وغاية أمنيته وأمله ... أغط له كل يوم وساعة فيتقرب مني وأتقرب منه ... أسمع كلامه وأجيب تضرعه ودعائه .... فوا عزتي وجلالي لأبعثنه مبعثاً يغبطه به النبيون والمرسلون ثم آمر منادياً ينادي هذا فلان ابن فلان ولـــي الله وصفيه وخيرته من خلقه دعاه إلى زيارته ليشفي صدره من النظر إلــــى وجهه الكريم فإذا جاءني رفعت الحجاب فيما بيني وبينه فنظر إلي كيف شاء
وأقول له : أبشر فعزتي وجلالي لأشفين صدرك من النظر إلي ،، ولأجددن كرامتك في كل ليلة وساعة ..
سبحانك .. سبحانك يا علي يا عظيم يا رحيم يا عزيز يا جبار يا حي يا حليم
سبحان من سبحت له السموات بأكنافها سبحان من سبحت له الجبال بأصواتها سبحان من سبحت له البحار بأمواجها سبحان من سبحت له الحيتان بلغاتها سبحان من سبحت له النجوم.. سبحان من سبحت له الأشجار بأصولها ... سبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ..
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك ،، اللهم اجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ 00000
والسلام خير ختام00000000000
محبه ربها
منقووووووووول لشريط للشيخ خالد الراشد