المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كان خلقه القرآن صلى الله عليه و سلم..



أحياء السنة
07 Feb 2006, 05:15 AM
كان خلقه القرآن صلى الله عليه وسلم لفضيلة الشيخ سعيد عبد العظيم حفظه الله ..


كان خلقة القرآن – صلوات الله وسلامه عليه وأخلاقه -صلى الله عليه وسلم - من أعظم دلائل نبوته إذا كان القرآن هو أعظم معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن أخلاقه الكريمة صلوات الله وسلامه عليه هي من أعظم دلائل نبوته ، إذ لما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها – عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : كان خلقة القرآن(1) وهذا ما بينه العلماء .

قال الإمام ابن كثير رحمة الله في كتابة " شمائل الرسول صلى الله عليه وسلم ما نصه :
ومن الدلائل المعنوية أخلاقه عليه السلام الطاهرة ، وخلقه الكامل ، وشجاعته وحلمه ، وكرمه وزهده ، وقناعته وإيثاره ، وجميل صحبته ، وصدقة وأمانته ، وتقواه وعبادته ، وكرم أصله ، وطيب مولده ومنشئته ومرباه ، كما قدمناه مبسوطا في مواضعه .


وما أحسن ما ذكره شيخنا العلامة أبو العباس بن تيمية رحمه الله في كتابة الذي رد فيه على فرق النصارى واليهود وما أبههم من أهل الكتاب وغيرهم ، فإنه ذكر فى آخره دلائل النبوة ، وسلك فيها مسالك حسنة صحيحة منتجة ، بكلام بليغ يخضع له كل من تأمله وفهمه .

قال في آخر هذا الكتاب المذكور :

وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه و أقواله وأفعالة من آياته ، أي من دلائل نبوته .
قال : وشريعته من آياته ، وأمته من آياته ، وعلم أمته من آياته ، ودينهم من آياته ، وكرامات صالحى أمته من آياته ، وذلك يظهر بتدبر سيرته من حين ولد إلى بعث ، ومن حين بعث إلى أن مات ، وتدبر نسبه وبلده وأصله وفصله .

فإنه كان من أشرف اهل الأرض نسباً من صميم سلالة إبراهيم الذي جعل اللع فى ذريته النبوة والكتاب ، فلم يأت بعد إبراهيم نبى إلا من ذرته ، وجعل الله له ابنين إسماعيل وإسحاق ، وذكر في التوراة هذا وهذا ، وبشر فى التوراة بما يكون من ولد إسماعيل .

ولم يكن من ولد إسماعيل من ظهر فيه ما بشرت به النبوات غيره ، ودعا إبراهيم لذرية إسماعيل بان يبعث الله فيهم رسولاً منهم .

ثم الرسول صلى الله عليه وسلم من قريش صفوة بنى إبراهيم ، ثم من بنى هاشم صفوة قريش ، ومن مكة أم القرى وبلد البيت الذي بناه إبراهيم ودعا الناس إلى حجه ولم يزل محجوجاً من عهد إبراهيم ، مذكوراً فى كتب الأنبياء بأحسن وصف .

وكان صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس تربية ونشأة ، لم يزل معروفاً بالصدق والبر ومكارم الأخلاق والعدل ، وترك الفواحش والظلم وكل وصف مذموم ، مشهوداً له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة ، ومن آمن به ، ومن كفر بعد النبوة ، ولا يعرف له شئ يعاب به ولا فى اقواله ولا فى أفعالة ولا فى أخلاقه ، ولا جرب عليه كذبة قط ، ولا ظلم ولا فاحشة .

يتبع إن شاء الله تعالى ..

منير 83
07 Feb 2006, 11:56 AM
صلى الله عليه وسلم

وانك لعلى خلقنا عظـــــــــــيم

موضوع موفق الامام دائماً

مهم للغاية
07 Feb 2006, 09:43 PM
صلوات ربي وسلامه عليه
عدد ما ذكره الذاكرون وحمدة الحامدون وسبحه المسبحون وركع الراكعون وسجد الساجدون

جزاك الله خيرا

ودمتم .....

أحياء السنة
08 Feb 2006, 08:53 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاكم الله خيراً يتبع قريباً إن شاء الله تعالى

الأسيف
09 Feb 2006, 03:56 AM
جزاك الله خيرا على ماقدمت....

لمسة الحنان
09 Feb 2006, 09:01 AM
بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم...
موضوع رااائع...
جزاكم الله خيرا...
ودمتم في حفظ الله..

أحياء السنة
10 Feb 2006, 08:48 AM
جزانا و إياكم نتابع إن شاء الله

أحياء السنة
10 Feb 2006, 08:49 AM
وقد كان صلى الله عليه وسلم خلقه وصورته من أحسن الصور وأتمها وأجمعها للمحاسن الدالة على كماله ، وكان أميا من قوم أميين لا يعرف هو ولا هم ما يعرفه أهل الكتاب من التورته والإنجيل ، ولم يقرا شيئاً من علوم الناس ، ولا جالس أهلها ، ولم يدع نبوة إلى أن أكمل الله له أربعين سنة ، فأتى بأمر هو أعجب الأمور وأعظمها ، وبكلام لم يسمع الأولون والآخرون بنظيره ، وأخبر بأمر لم يكن في بلده وقومه من يعرف مثله .




ثم اتبعه أباع الأنبياء وهم ضعفاء الناس ، وكذبه أهل الرياسة وعادوة ، وسعوا في هلاكه وهلاك من اتبعه بكل طريق ، كما كان الكفار يفعلون بالأنبياء وأتباعهم .

والذين اتبعوه لم يتبعوه لرغبة ولا لرهبة ، فإنه لم يكن عنده مال يعطيهم ، ولا جهات يوليهم إياها ، ولا كان له سيف ، بل كان السيف والجاه والمال مع أعدائه ، وقد آذوا أتباعه بأنواع الأذى ، وهم صابرون محتسبون ، لا يرتدون عن دينهم ، لما خالط قلوبهم من حلاوة الايمان والمعرفة .


وكانت يحجها العرب من عهد إبراهيم ، فيجتمع في الموسم قبائل العرب ، فيخرج إليهم يبلغهم الرسالة ويدعوهم إلى الله صابرا على مايلقاه من تكذيب المكذب ، وجفاء الجافي ، وإعراض المعرض ، إلى أن اجتمع بأهل يثرب وكانوا جيران اليهود ، وقد سمعوا أخباره منهم وعرفوه ، فلما دعاهم علموا أنه النبي المنتظر الذي يخبرهم به اليهود ،وكانوا سمعوا من أخباره أيضاً ما عرفوا به مكانته ، فإن امره كان قد انتشر وظهر في بضع عشرة سنو فأمنوا به وبايعوه على هجرته وهجرة أصحابة الى بلدهم ، وعلى الجهاد معه ، فهاجر هو ومن اتبعه الى المدينة ، وبها المهاجرون والأنصار ليس فيهم من آمن برغبة دنيويه ، ولا برهبة إلا قليلاً من الأنصار أسلموا في الظاهر ثم حسن إسلام بعضهم ، ثم أذن له في الجهاد ، ثم أمر به .

ولم يزل قائماً بأمر الله على أكمل طريقة وأتمها ، من الصدق والعدل والوفاء لا يحفظ له كذبه واحدة ، ولا ظلم لأحد ، ولا غدر بأحد ، بل كان أصدق الناس وأعدلهم وأوفاهم بالعهد مع اختلاف الأحوال ، من حرب وسلم ، [ وأمن ] وخوف ، وغنى وفقر ، وقدرة وعجز ، وتمكن وضعف ، وقلة وكثرة ، وظهور على العدو تارة ، وظهور العدو تارة .

وهو على ذلك كله لازم لأكمل الطرق وأتمها ، حتى ظهرت الدعوة في جميع أرض العرب التى كانت مملوءة من عبادة الأوثان ، ومن أخبار الكهان ، وطاعة المخلوق في الكفر بالخالق ،و سفك الدماء المحرمة ، وقطيعة الأرحام ، لا يعرفون آخره ولا معاداً ، فصاروا أعلم أهل الأرض وأدينهم و أعدلهم وأفضلهم ، حتى إن النصارى لما رأوهم حين قدموا الشام قالوا : ما كان الذين صحبوا المسيح أفضل من هؤلاء ! .

وهذه آثار علمهم وعملهم في الأرض وآثار غيرهم ، يعرف العقلاء فرق ما بين الأمرين .

وهوصلى الله عليه وسلم مع ظهور أمره ، وطاعة الخلق له ، وتقديمهم له على الأنفس والأموال ، مات ولم يخلف درهما ولا ديناراً ، ولا شاة ولا بعيراً ، إلا بلغته وسلاحة ودرعه مرهونة عند يهودي على ثلاثين وسقا من شعير ابتاعها لأهلة ، وكان بيده عقار ينفق منه على أهله ، والباقي يصرفه في مصالح المسلمين ، فحكم بأنه لا يورث ولا يأخذ ورثته شيئاً من ذلك .

وهو في كل وقت يظهر من عجائب الآيات وفنون الكرامات ما يطول وصفه ، وخبرهم بما كان وما يكون ، ويامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ، ويشرع الشريعة شيئاً بعد شئ .