المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيننا وبينكم الجنائز



أبو طالب الأنصاري
28 Jan 2006, 01:17 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صراحةً أبيت إلا أن أكتب في هذا الموقف حتى لا أنسى شيئاً مما شهدته اليوم وأحسب أني لن أنسى منه شيئاً

وقبل أن أسرد ما حدث اليوم أحدثكم بكلمةٍ قالها شيخنا الحبيب سيد حسين عفاني حفظه الله وأطال في عمره على الصالحات

والكلمة أنه قال للعلمانيين و لمن يهاجمون الدين في شخص المشائخ والعُلماء وطلبة العلم قال لهم :

( بيننا وبينكم الجنائز )

والحدث أنه وبين صلاتي الجمعة والعصر إتصل علي أحد إخواني في الله وقال لي أحد إخواننا قد حدث له حادثة ومات وسيُصلى عليه بإذن الله بعد صلاة العصر في مسجد كذا

فقلت له أبشر إن شاء الله أذهب معك

تأخرنا قليلاً لظروف الطريق وبعد أن وصلنا وجدنا والله عجب بالنسبة لما هو متوقع أن نجده

الطبيعي أن الجمعة يوم عطلة وأن الجميع بعد صلاة الجمعة يعودون لبيوتهم ويخلدون للنوم أو يجلسون مع زوجاتهم وأبنائهم

لكن سبحان الملك كان عدد المصلين في المسجد أضعاف عدد من صلوا الجمعة في هذا المسجد ( هذه علامة )

تبين بعد أن ذهبنا للصلاة أن الأخ الذي إتصل علي وأخبرني بالخبر إكتشف أن الذي مات أخاً غير الأخ الذي تخيل أنه يعرفه وأنه هو من مات ( هذه ثانية )

وجدنا عدداً من المشائخ الذين لا نراهم إلا في جنازات طلبة العلم والصالحين بل وكان كل المسجد إخوة ملتحين وسمتهم سمت ملتزمين وصراحةً لم أجد مثل هذا العدد من الملتزمين في صلاة جنازة من قبل ( هذه ثالثة )

كل الإخوة كانوا متأثرين جداً بوفاة هذا الأخ الذي أثنى عليه من يعرفه منهم خيراً ولله الحمد ( هذه رابعة )

بعد أن صلينا على الأخ وذهبنا إلى المقبرة قابلنا إخوةٌ لنا كلهم لا يعرف من الأخ الذي مات وأغلبنا حدثه أخ في الهاتف أو وجد جنازة فصلى عليها وراح يحضر دفن صاحبها ( هذه خامسة )

تبِع الجنازة حتى دفنت عدداً كبيراً من الإخوة أيضاً لم أشهد من قبل مثل هذا العدد يتبع جنازة ولم أشهد مثل هذا الإلتزام بالسنة أثناء دفن الجنازة وهذا محض فضلٍ من الله تبارك وتعالى ( هذه سادسة )

حتى لحظتنا هذه لم أعلم عن حال الأخ الخبر الذي يجعلني أوقن بخيريته أو بغير ذلك إلا أن ما علمته كان قليلاً وخيراً ألا وهو أن الأخ رحمه الله تعالى كان يقوم بجهود كبيرة في ( عزبة الهجانة ) وتلك العزبة منطقة كلها مسلمون يعيشون في حالةٍ من الفقر الشديد تتعرض لحملة شرسة من التنصير بالمال والتشكيك وبالفعل بها أسر بالكامل تنصرت ولا حول ولا قوة إلا بالله وقد كان للأخ رحمه الله مجهودات مباركة مع جمعيات إسلامية للتصدي لهذا التنصير ( هذه سابعة )

وبعد كل تلك العلامات التي تشهد بخيرية الأخ أثناء حياته أريد أن أطرح سؤالاً على أحبتي في الله

من الذي أتى بكل هذا العدد من الإخوة وأتى بنا من بيوتنا حتى نصلي على أخٍ لا نعرفه ثم جعلنا نتبع الجنازة حتى دُفنت ؟

أخر شئ أني والله تمنيت أن أكون مكان هذا الأخ الذي مات أو على الأقل أن تكون جنازتي مثل جنازة هذا الأخ الذي أحدثكم عنه وأكتب عن حادثة موته ودفنه ولا أعرفه حتى الأن

رزقني الله وإياكم حُسن الخاتمة

وأخيراً لا يحضرني في مثل هذا الموقف إلا كلمة الشيخ سيد حسين عفاني

بيننا وبينكم الجنائز

أبو فراس
28 Jan 2006, 01:33 AM
أحسن الله إليك اخي الحبيب أبوطالب على هذا الموقف المؤثر

سبحان الله هذا بإذن الله من علامات قبوله نحسبه كذلك والله حسيبه

نسأل الله ان يحسن خاتمتنا في الأمور كلها ويجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة

حفظك الله اخي و لاحرمك الله الأجر والثواب

أبو طالب الأنصاري
28 Jan 2006, 12:34 PM
بارك الله فيك أخي أبو فراس على المرور والتعقيب المبارك

وأسأل الله أن يستجب دعائك وأن يحسن خاتمتنا إنه على كل شئٍ قدير

كتب الله أجرك أخي الحبيب

خطاب الحوينى
28 Jan 2006, 07:08 PM
بارك الله قيك أخى أبو طالب و فى نظرتك و تحليلك الطيب و هكذا دائماً
أجرى الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شىء
مات عليه ومن مات على شىء بعث عليه. ... كما قال بن كثير رحمه الله تعالى

اسأل الله تعالى ان يُحسن ختامك أخى و أن يتوفاك و هو راض عنك و أن يصلى على و عليك جمع كالأخ المذكور و زيادة يا رب و أن تنفعنا صلاتهم و أن يرضى عنك فى الدنيا و الآخرة يا رب .

أبو طالب الأنصاري
29 Jan 2006, 02:43 AM
وفيك بارك الله أخي الحبيب خطاب

أدعو الله تبارك وتعالى أن يستجب دعائك وأن يختم بالباقيات الصالحات أعمالنا وأعمال أحبتنا في هذا الملتقى المبارك

شكر الله لك أخي و وفقك وجمعنا دوماً على الخير