المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عام ذهب .. فهل أعمالنا من ذهب ؟؟



أبوالزبير
23 Jan 2006, 04:15 PM
هذه الكلمات أوجهها إلى أخي الكريم .. وإلى أخيتي الكريمة ..

إلى كل من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا .. وبمحمد صلى الله عليه وسلم .. نبيا ورسولا ..

إليك أكتب هذه الكلمات .. أخاطب فيك ذلك القلب الذي يحمل الإيمان بين جوانحه ..

أخي .. اعلم أن هذه الدنيا فانية .. وأن الآخرة هي الباقية قال تعالى :
(( يا قومِ إنما هذه الحياة الدنيا متاع ، وإن الآخرة هي دار القرار ))

وأخبر عنها المصطفى عليه الصلاة والسلام حيث قال :
(( مالي وللدنيا ! ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح عنها وتركها )) ..

ونحن نعيش في وداع العام الذي ذهبت أيامه .. فـبالأمس القريب كنا نستقبله .. وفي هذه اللحظة وبهذه السرعة نودعه ..

عام مضى وانقضى من أعمارنا .. ولن يعود إلى يوم القيامة .. وهو شاهد لنا أو علينا بما أودعنا فيه من الأعمال .. فالإنسان بين مخافتين .. بين عاجل قد مضى .. لا يدري مالله صانع فيه .. وبين آجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه ..

فأول ما يحاسب العبد نفسه عليه : هو حقوق الله ، وأعظمها حق التوحيد .. فيسأل نفسه : هل أخلص لله وجهته ؟؟ وهل غذى قلبه محبة لله وإجلالا ؟ هل قلبه متعلق بالله وحده ؟ أم للخلق نصيب من حركاته وسكناته ؟؟ ..

أسأل نفسك أخي واسألي نفسك أخيتي : كم من الساعات التي عانيت فيها .. وكم من البلايا والنقم مرت عليك هذا العام المنصرم ؟ .. فمن ناجيت ؟ .. ومن دعوت ؟ .. وأي باب قرعت ؟ .. وأي رب رجوت ؟ .. وكيف وجدته ؟ .. فسبحان من فرج الكروب .. ويسر المصاعب .. وثبّت عند النوائب !!

وكم مرة مرت عليك ساعات النعم .. وأنت تتقلب في العافية والغنى ؟ .. فهل كنت لله شاكرا وله ذاكرا ؟؟

فلنحاسب أنفسنا يا أيها الأحبة ..

كيف أمضينا هذا العام ؟؟ .. فإن كان خيرا حمدنا الله عليه وشكرناه .. وإن كان شرا تبنا إلى الله واستغفرناه ..

اعلموا أيها الأحبة .. أن بانقضاء العام انقضاء للأعمار ..

قال أحد السلف "كيف يفرح في هذه الدنيا .. من يومه يهدم شهره .. وشهره يدم سنته .. وسنته تهدم عمره .. كيف يفرح من عمره يقوده إلى أجله .. وحياته تقوده إلى مماته "

فكم ودعنا في هذا العام إخوانا لنا وأقارب .. كم ودعنا من عالم وإمام .. وسرى بهم البلى .. ونحن في الطريق سائرون وعلى الدرب ماضون .. وعلى ما قدموا إليه قادمون ..

فلنختم أخي عامنا هذا بالتوبة النصوح ..

فلا ندري لعلنا نكون من أموات هذا العام ؟؟

***

Oo Omati oO
23 Jan 2006, 04:57 PM
اخانا في الله ابو الزبير
عسى الصراط ممشاي والكوثر مسقاك والفردوس مؤاك ورؤية الرحمن مناك ...
عام ذهب ... ولكن الله أعلم ما إذا كانت اعمالنا من ذهب ...
اسمح لي بأن أزيد على كلماتك الرائعة ... كلمات من عطر النبوة ... وريحان القرآن الكريم ..
دعماً للمقال الرائع الذي سطرته يمناك

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلةً، ولكل واحدةٍ منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ اليوم عمل ولا
حساب، وغداً حساب ولا عمل )[أخرجه البخاري].

قال رسول الله : { خير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله }.

قال رسول الله : { لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند الله حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟ }.

قال رسول الله : { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ }
[أخرجه الإمام البخاري].


إني داعٍ فأمنو ...
اللهم انت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام
اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم استر علينا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك
اللهم اجعل عامنا هذا مليئاً بالسرور والنصر والعفو والهداية والرحمة
اللهم اعز الاسلام والمسلمين
واذل الشركة والمشركين
ودمر اعداء الدين
اللهم اجعل هذا العام عام النصر لهذه الامة ...
وعام يقظة لأمة محمداً عليه الصلاة والسلام
اللهم اجعل عملنا في رضاك ...
اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين يا رب العالمين

بوركت يمناك اخانا في الله على مقالك الأكثر من رائع
فذكر فإذن الذكرى تنفع المؤمنين
اخيك في الله
الأحبة

عبيد المبين
23 Jan 2006, 05:30 PM
أخانا أبا الزبير .. جزاك ربي الخير ..
موضوع مهم يذكرنا بالتقصير والتفريط في جنب الله ، ويشعرنا بمقدار الزمن .. فاللهم رحماك بنا يا رب .. اغفر لنا الزلات ، ووفقنا للمبادرة إلى الخيرات ..
وأود التنبيه إلى أمر قد لا يدركه بعض الإخوة ، وهو أنه : لا علاقة لانتهاء العام الهجري بالعام الذي تكتب فيه الأعمال والمقادير ، فتحديد العام الهجري من سنة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وأما العام الذي تكتب فيه المقادير فإنه من سنة الله الذي كل يوم هو في شأن ، ويوافق ليلة القدر من عام إلى عام ، وليلة القدر في العشر الأخيرة من شهر رمضان ..
لخشية الالتباس على بعضنا رأيت التنبيه هنا ، والله أعلم .
محبكم / عبيد المبين .

أبوالزبير
24 Jan 2006, 02:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ الحبيب في الله : الأحبة : اللهم آمين

ولكَ بمثل ما دعوت وزيادة وجعلك الله مباركاً أينما كنت .. وشكرَ الله لكَ المرور والتعقيب .

أخي الحبيب والمفضال : عبيد المبين :

جزيتَ من الله خيراً كثيراً وأثابك الله على مرورك وعلى إضافتك المباركة التي أضفتها ..

وهكذا عهدتك دائماً بقضل الله تعالى توضح وتشارك في أي موضوع ترى أنه قد يلتبس على

البعض ... فجعلك الله مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر وزادك الله علماً من فضله

وغفر الله لي ولك

خطاب الحوينى
24 Jan 2006, 09:20 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
الأخ الفاضل أبو الزبير بارك الله فيك و زادك علماً و عملاً و حرصا , موضوع لا حُرمت أجره يا رب و و شكر الله للأخ الكريم الأحبه و عبيد المبين و على توضيحه و اسمحوا لى بضافة بسيطه فى فيض كلماتكم
فالوقت هو الحياة وهو العمر الحقيقي للإنسان، وأن حفظه أصل كل خير، وضياعه منشأ كل شر،
إذا عرف الإنسان قيمة شيء ما وأهميته حرص عليه وعزَّ عليه ضياعه وفواته، وهذا شيء بديهي، فالمسلم إذا أدرك قيمة وقته وأهميته، كان أكثر حرصاً على حفظه واغتنامه فيما يقربه من ربه، وها هو الإمام ابن القيم رحمه الله يبين هذه الحقيقة بقوله :
"وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مرَّ السحاب، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته... . فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته" .
الوقتُ أنفسُ ما عنيتَ بحفظه*** وأراهُ أسهلَ ما عليكَ يضيعُ
وإن المرء ليعجب من فرح هؤلاء بمرور الأيام، وسرورهم بانقضائها، ناسين أن كل دقيقة بل كل لحظة تمضي من عمرهم تقربهم من القبر والآخرة، وتباعدهم عن الدنيا .
ويقول ابن الجوزي : "ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم فيه الأفضل فالأفضل من القول والعمل، ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل " .
و قد اقسم الله تعالى بالفجر و ليال العشر ومعروف أن الله إذا أقسم بشيء من خلقه دلَّ ذلك على أهميته وعظمته، وليلفت الأنظار إليه وينبه على جليل منفعته .
وجاءت السنة لتؤكد على أهمية الوقت وقيمة الزمن، وتقرر أن الإنسان مسئول عنه يوم القيامة، فعن معاذ بن جبل أن رسول الله ( قال : "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه" [ رواه الترمذي وحسنه الألباني ] . وأخبر النبي ( أن الوقت نعمة من نعم الله على خلقه ولابد للعبد من شكر النعمة وإلا سُلبت وذهبت . وشكر نعمة الوقت يكون باستعمالها في الطاعات، واستثمارها في الباقيات الصالحات،يقول ( : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ" [ رواه البخاري ] .
فلابد للعاقل أن يشغل وقت فراغه بالخير وإلا انقلبت نعمة الفراغ نقمة على صاحبها، ولهذا قيل : "الفراغ للرجال غفلة، وللنساء غُلْمة" أي محرك للشهوة .
و إن من أعظم ما يعين على ذلك :
- محاسبة النفس .
-تربية النفس على علو الهمة : فمن ربَّى نفسه على التعلق بمعالي الأمور والتباعد عن سفسافها، كان أحرص على اغتنام وقته، ومن علت همته لم يقنع بالدون، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم .
-معرفة حال السلف مع الوقت .
-تذكُّر الموت وساعة الاحتضار .
-الابتعاد عن صحبة مضيعي الأوقات .
-تذكُّر السؤال عن الوقت يوم القيامة .
قال الحسن البصري : "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك". وقال : "يا ابن آدم، نهارك ضيفك فأحسِن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك" . وقال : "الدنيا ثلاثة أيام : أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه" .
وقال ابن مسعود : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي" .
وقال ابن القيم : "إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها" .
وقال السري بن المفلس : "إن اغتممت بما ينقص من مالك فابكِ على ما ينقص من عمرك" .
إن مجالات استثمار الوقت كثيرة، وللمسلم أن يختار منها ما هو أنسب له وأصلح، ومن هذه المجالات :
-حفظ كتاب الله تعالى وتعلُّمه : وهذا خير ما يستغل به المسلم وقته، وقد حثَّ النبي ( على تعلم كتاب الله فقال : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" [ رواه البخاري ] .
-طلب العلم .
-ذكر الله تعالى : فليس في الأعمال شيء يسع الأوقات كلها مثل الذكر، وهو مجال خصب وسهل لا يكلف المسلم مالاً ولا جهداً،
-الإكثار من النوافل : سبب لحصول محبة الله للعبد " ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه" [ رواه البخاري ] و غير ذلك الكثير و الكثير ...
فبادر - أخي المسلم - باغتنام أوقات عمرك في طاعة الله، واحذر من التسويف والكسل، فكم في المقابر من قتيل سوف . والتسويف سيف يقطع المرء عن استغلال أنفاسه في طاعة ربه، فاحذر أن تكون من قتلاه وضحاياه .
وختاماً أسأل الله أن يرزقني ويرزق الأخ أبو الزبير و الأحبة و عبيد المبين و كل من قرأ هذه السطور حسن استغلال الأوقات في الطاعات، وتدارك ما فات، والاجتماع في الجنات. آمين يا رب
ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن طالت أعمارهم وحسنت أعمالهم، وأن يرزقنا حسن الاستفادة من أوقاتنا، إنه خير مسئول .
و صلى اللهم و سلم و بارك على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين .
أخوكم خطاب .

أبوالزبير
25 Jan 2006, 12:11 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أحسن الله إليك يا أخي خطاب ونفع الله بك وبهذه الإضافة المباركة لا حرمك الله أجرها