عبيد المبين
12 Dec 2005, 08:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أنقل لكم هذا الخبر من غير تعليق ! سوى : ألا قاتل الله الخونة ومن يصنعهم ..
الخبر :
نيويورك تايمز : خريجو كلية بغداد اليسوعية يتنافسون على حكم العراق
http://www.alwifaq.net/news/akhthpic/5468.jpg
نيويورك :
لقد حزم القساوسة أمتعتهم ورحلوا منذ زمن بعيد، بيد أن النخبة التي تخرجت من المدرسة اليسوعية العليا التي اشتهرت باسم (كلية بغداد) ما تزال تدور حول محور عالم السياسية العراقية المضطربة اليوم. فالمرشحون الثلاثة لمنصب رئيس الوزراء في العراق أياد علاوي و أحمد الجلبي و عادل عبد المهدي كانوا ثلاثتهم زملاء دراسة في (كلية بغداد اليسوعية) في نهاية خمسينيات القرن الماضي لكونهم من أبناء النخبة ذات الحظوة التي حكمت العراق لفترة طويلة إلى أن عصفت بها موجات متتالية من الثورات التي غيرت أوضاع ذلك البلد.
والآن بعد أن لجمت السجون والمعتقلات وراء قضبانها الزمرة التي (اغتصبت) ذلك الحق التاريخي و في الوقت الذي يستعد فيه العراقيون لانتخاب برلمان ذي ولاية كاملة، هاهم أولاد (كلية بغداد اليسوعية) – وقد أصبحوا رجالا في الستينات من أعمارهم- يعودون من منافيهم متأهبين لاستعادة (مواقعهم) في قمة الهرم الاجتماعي، تلك المواقع التي افترضوا هم وعائلاتهم أنها ستظل حكراً لهم إلى أبد الآبدين.
وتكمن المفارقة في أن الرجال الثلاثة المنحدرين من الخلفية الاجتماعية والتعليمية نفسها يرفعون الآن رايات ثلاث رؤىً جد متباينة لمستقبل العراق.إذ يدعو السيد علاوي إلى دولة علمانية ويبشر السيد مهدي بديمقراطية إسلامية الطابع في حين يدعو السيد جلبي إلى برنامج (سيطهر) المجتمع العراقي من كل من لهم صلة بفترة حكم صدام حسين.
ورغم أن ظهور بعض الضغينة من حين إلى آخر كتلك التي نشبت بين علاوي و الجلبي عندما تنازعا في حقبة الستينيات حول زعامة المعارضة العراقية في الخارج، إلا أنه من الواضح أن ما يوحد شلة (كلية بغداد اليسوعية) يبدو أكثر أهمية أكثر مما يفرقها. وإذا تغاضينا عن حرب الشعارات وجنبنا الطموحات الشخصية،فإن الرجال الثلاثة يقولون إنهم مستعدون لعقد صفقات سياسية ربما تنطوي على قيامهم بطرح بعض الخلافات الأيديولوجية جانبا. ويقول كل من عادل المهدي و أحمد الجلبي إنهما يسعيان إلى تشكيل حكومة (وحدة وطنية) تضم القادة السياسيين الرئيسيين بما في ذلك السيد علاوي الذي يرى في ذلك أمرا بعيد الاحتمال.
ومع ذلك فإن الروابط التي تعود إلى أيام الطفولة وأروقة (كلية بغداد اليسوعية) العتيقة تومئ إلى أن تلك الصراعات الحادة التي أفرزها ذلك الواقع الاستقطابيي ربما يمكن التخفيف من حدتها على خلفية النشأة المشتركة للرجال الثلاثة.
" كان أحمد يسبقني بعام في الكلية،وقد اعتدنا أن نذهب للسباحة معاً" يقول السيد علاوي ثم يسترسل"أما عادل الذي كان لاعب كرة سلة جيدا فقد كنا - أنا وهو- صديقين وعائلتانا تعرفان بعضهما البعض" ويضيف علاوي " لقد كانت أياماً جميلة.. ولكننا نختلف تماما على المستوى السياسي الآن".
ومما لاشك فيه أن معظم القادة السياسيين في العراق الذين شتتتهم ثورة 1958 و صعود صدام لسدة الحكم، كانت و لا تزال تربطهم شبكة وشائج اجتماعية وعائلية تعود إلى أجيال خلت. وعلى سبيل المثال فإن عم علاوي هو زوج أخت الجلبي،ووالد الجلبي (رئيس مجلس الشيوخ في العهد الهاشمي) كان زميلا لوالد عادل عبد المهدي الذي كان وزيرا للمعارف بدوره أما عدنان باجه جي الذي كان وزيرا للخارجية وهو الآن مرشح لعضوية البرلمان على قائمة حزب السيد علاوي فقد كان والده أحد الموقعين على أول دستور للعراق مع جد الجلبي.
المدرسة اليسوعية العليا أو (كلية بغداد) كما أُطلق عليها التي تخرج منها مرشحو رئاسة الوزارة الثلاثة تأسست سنة 1931م ثم أصبحت المكان المميز حيث يرسل أبرز النخب البغدادية أبناءهم للدراسة في ذلك الوقت، بعد أن كانت تلك النخب ترسل أبناءها إلى مصر للدراسة في كلية فيكتوريا بالإسكندرية حيث تخرج السيد عدنان باجه جي الذي يبلغ 82 عاما من العمر ويكبر المرشحين الثلاثة سناً.
لذا فإن السجل الدراسي لكلية بغداد خلال سنوات الخمسينيات وأوائل الستينيات ربما يكون مرشداً مفيدا في معرفة المداخل إلى الحياة السياسية الجديدة في العراق الآن، ذلك السجل الذي يظهر صورا قديمة لأولاد أنيقي الملبس تنعكس على وجوههم التماعات النجاح المتوقع حيث تجد من بينهم مثلاً ليث كبة أحد كبار معاوني رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري وكنعان مكية الذي ألف كتابا مميزا عن (إرهاب فترة حكم صدام) وهو مؤسس (جمعية ذاكرة العراق) التي تعنى بإحياء ذكرى ضحايا مرحلة حكم صدام.
وقد كان من الجلي في فترة الخمسينيات حين كان العراق تحت حكم أقلية نخبوية أن كل الذين ارتادوا (كلية بغداد اليسوعية) يعرفون بعضهم البعض وإن لم يلتقوا كما يقول حارث العجيل أحد الذين درسوا في الكلية في الخمسينيات وأحد المرشحين للبرلمان الآن.
ديكستر فيلكنز
نيويورك تايمز عدد 12ديسمبر2005م
أنقل لكم هذا الخبر من غير تعليق ! سوى : ألا قاتل الله الخونة ومن يصنعهم ..
الخبر :
نيويورك تايمز : خريجو كلية بغداد اليسوعية يتنافسون على حكم العراق
http://www.alwifaq.net/news/akhthpic/5468.jpg
نيويورك :
لقد حزم القساوسة أمتعتهم ورحلوا منذ زمن بعيد، بيد أن النخبة التي تخرجت من المدرسة اليسوعية العليا التي اشتهرت باسم (كلية بغداد) ما تزال تدور حول محور عالم السياسية العراقية المضطربة اليوم. فالمرشحون الثلاثة لمنصب رئيس الوزراء في العراق أياد علاوي و أحمد الجلبي و عادل عبد المهدي كانوا ثلاثتهم زملاء دراسة في (كلية بغداد اليسوعية) في نهاية خمسينيات القرن الماضي لكونهم من أبناء النخبة ذات الحظوة التي حكمت العراق لفترة طويلة إلى أن عصفت بها موجات متتالية من الثورات التي غيرت أوضاع ذلك البلد.
والآن بعد أن لجمت السجون والمعتقلات وراء قضبانها الزمرة التي (اغتصبت) ذلك الحق التاريخي و في الوقت الذي يستعد فيه العراقيون لانتخاب برلمان ذي ولاية كاملة، هاهم أولاد (كلية بغداد اليسوعية) – وقد أصبحوا رجالا في الستينات من أعمارهم- يعودون من منافيهم متأهبين لاستعادة (مواقعهم) في قمة الهرم الاجتماعي، تلك المواقع التي افترضوا هم وعائلاتهم أنها ستظل حكراً لهم إلى أبد الآبدين.
وتكمن المفارقة في أن الرجال الثلاثة المنحدرين من الخلفية الاجتماعية والتعليمية نفسها يرفعون الآن رايات ثلاث رؤىً جد متباينة لمستقبل العراق.إذ يدعو السيد علاوي إلى دولة علمانية ويبشر السيد مهدي بديمقراطية إسلامية الطابع في حين يدعو السيد جلبي إلى برنامج (سيطهر) المجتمع العراقي من كل من لهم صلة بفترة حكم صدام حسين.
ورغم أن ظهور بعض الضغينة من حين إلى آخر كتلك التي نشبت بين علاوي و الجلبي عندما تنازعا في حقبة الستينيات حول زعامة المعارضة العراقية في الخارج، إلا أنه من الواضح أن ما يوحد شلة (كلية بغداد اليسوعية) يبدو أكثر أهمية أكثر مما يفرقها. وإذا تغاضينا عن حرب الشعارات وجنبنا الطموحات الشخصية،فإن الرجال الثلاثة يقولون إنهم مستعدون لعقد صفقات سياسية ربما تنطوي على قيامهم بطرح بعض الخلافات الأيديولوجية جانبا. ويقول كل من عادل المهدي و أحمد الجلبي إنهما يسعيان إلى تشكيل حكومة (وحدة وطنية) تضم القادة السياسيين الرئيسيين بما في ذلك السيد علاوي الذي يرى في ذلك أمرا بعيد الاحتمال.
ومع ذلك فإن الروابط التي تعود إلى أيام الطفولة وأروقة (كلية بغداد اليسوعية) العتيقة تومئ إلى أن تلك الصراعات الحادة التي أفرزها ذلك الواقع الاستقطابيي ربما يمكن التخفيف من حدتها على خلفية النشأة المشتركة للرجال الثلاثة.
" كان أحمد يسبقني بعام في الكلية،وقد اعتدنا أن نذهب للسباحة معاً" يقول السيد علاوي ثم يسترسل"أما عادل الذي كان لاعب كرة سلة جيدا فقد كنا - أنا وهو- صديقين وعائلتانا تعرفان بعضهما البعض" ويضيف علاوي " لقد كانت أياماً جميلة.. ولكننا نختلف تماما على المستوى السياسي الآن".
ومما لاشك فيه أن معظم القادة السياسيين في العراق الذين شتتتهم ثورة 1958 و صعود صدام لسدة الحكم، كانت و لا تزال تربطهم شبكة وشائج اجتماعية وعائلية تعود إلى أجيال خلت. وعلى سبيل المثال فإن عم علاوي هو زوج أخت الجلبي،ووالد الجلبي (رئيس مجلس الشيوخ في العهد الهاشمي) كان زميلا لوالد عادل عبد المهدي الذي كان وزيرا للمعارف بدوره أما عدنان باجه جي الذي كان وزيرا للخارجية وهو الآن مرشح لعضوية البرلمان على قائمة حزب السيد علاوي فقد كان والده أحد الموقعين على أول دستور للعراق مع جد الجلبي.
المدرسة اليسوعية العليا أو (كلية بغداد) كما أُطلق عليها التي تخرج منها مرشحو رئاسة الوزارة الثلاثة تأسست سنة 1931م ثم أصبحت المكان المميز حيث يرسل أبرز النخب البغدادية أبناءهم للدراسة في ذلك الوقت، بعد أن كانت تلك النخب ترسل أبناءها إلى مصر للدراسة في كلية فيكتوريا بالإسكندرية حيث تخرج السيد عدنان باجه جي الذي يبلغ 82 عاما من العمر ويكبر المرشحين الثلاثة سناً.
لذا فإن السجل الدراسي لكلية بغداد خلال سنوات الخمسينيات وأوائل الستينيات ربما يكون مرشداً مفيدا في معرفة المداخل إلى الحياة السياسية الجديدة في العراق الآن، ذلك السجل الذي يظهر صورا قديمة لأولاد أنيقي الملبس تنعكس على وجوههم التماعات النجاح المتوقع حيث تجد من بينهم مثلاً ليث كبة أحد كبار معاوني رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري وكنعان مكية الذي ألف كتابا مميزا عن (إرهاب فترة حكم صدام) وهو مؤسس (جمعية ذاكرة العراق) التي تعنى بإحياء ذكرى ضحايا مرحلة حكم صدام.
وقد كان من الجلي في فترة الخمسينيات حين كان العراق تحت حكم أقلية نخبوية أن كل الذين ارتادوا (كلية بغداد اليسوعية) يعرفون بعضهم البعض وإن لم يلتقوا كما يقول حارث العجيل أحد الذين درسوا في الكلية في الخمسينيات وأحد المرشحين للبرلمان الآن.
ديكستر فيلكنز
نيويورك تايمز عدد 12ديسمبر2005م