المناضل..
10 Dec 2005, 09:43 AM
1- ينشغل الناس أيام الحج في السؤال عن دقيق المسائل المتعلقة بالحج، فأحدهم يسأل عن شعرات سقطت من رأسه عندما حكه، وآخر يسأل حصاته التي ضربت في شاخص الجمرات ثم خرجت من الحوض، وهكذا. وهذا يدل على حرص محمود على أداء الشعائر على أكمل وجه.
2- ثمة أمر آخر أهم يغفل عنه الناس هو الحِكم التي من أجلها شرع الله هذه العبادة، وهل يحققها كل من الحجيج أم لا يدركها أصلاً.
3- كل ما أمر به الله من شرائع فإنه تندرج تحته حكم من حكم الله البالغة التي تعود علينا بالنفع في دنيانا وأخرانا، وقد يغيب عن ناظرينا بعض هذه الحكم، فيما ندرك كثيراً منها، لكن المقصود الأول من تشريع العبادات هو إصلاح الإنسان وتهذيبه وتربيته. قال ابن القيم: فإن الشريعة مبناها وأساسها الحِكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها.[أعلام الموقعين 3/3].
قال تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذي القوة المتين [الذاريات:56-57].
قال تعالى: لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم [الحج:37]. قال ابن كثير: إنما شرع لكم نحر هذه الهدايا والضحايا لتذكروه عند ذبحها، فإنه الخالق الرزاق، لا أنه يناله شيء من لحومها ولا دمائها، فإنه تعلى هو الغني عما سواه. (تفسير القرآن العظيم 5/428).
وعن الصيام قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون [البقرة:183]. فثمرة هذه العبادة أن يحقق العبد التقوى.
قال تعالى: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [العنكبوت:45]. وفي الحديث: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً)) [رواه ابن أبي حاتم في تفسيره].
وقال تعالى: والبُدْن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير [الحج:36]. قال مجاهد: أجر ومنافع.
4- الحج كسائر العبادات شرعها الله عز وجل لحكم، وواجب على الحاج أن يسعى في تحقيق هذه الحِكم.
5- وحِكم الحج كثيرة، ومن هذه الدروس والحِكم :
أ. ذكر الله، هو أول المقاصد التي أرادها الله من هذه العبادة، حيث أراد أن ترتبط القلوب به خلال أيام الحج، فكان كثير من العبادات يهدي إلى ذكر الله، وهو ما نقرأه من خلال هذه النصوص.
- وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات [الحج:27-28].
- ويصعد الحاج إلى عرفات ليدعو الله ويذكره قال : ((خير الدعاء دعاء عرفة..)) [رواه الترمذي 3585].
- ويغادر الحاج عرفات إلى مزدلفة، إلى المشعر الحرام ليذكر الله. فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم [البقرة:198-199]. وهذا ما صنعه كما في صحيح مسلم: ((ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً)) [مسلم ح 1218].
وهو ما صنعه أصحابه من بعده قال سالم: كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقدم ضعفة أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل فيذكرون الله ما بدا لهم ثم يرجعون. [رواه البخاري ح 1676].
- وتبدأ أيام منى وهي أيام ذكر لله قال الله: واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى [البقرة:203].
- وإذا ذبح الحاج هديه ذكر الله ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام [الحج:34]. وقال: والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف [الحج:36].
- ثم خلال مناسك الحج يتكرر ذكر الله في مواطن عدة منها التلبية وقد ثبت عنه التلبية بعد إحرامه من ذي الحليفة. [البخاري 1714]. وفي صحيح مسلم أنهم لبوا وهم خارجون إلى عرفات [مسلم 1285].ثم في مزدلفة [أحمد ح 3966]. وحين أفاض من مزدلفة [مسلم 1283].واستمر في التلبية حتى رمى جمرة العقبة. [النسائي 3056، وأبو داود ح 1815].
وإذا انتهى الحاج من حجه فعليه أن يلزم ذكر الله ولا يدعه. فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً [البقرة:200].
ب. ومن دروس الحج وحِكمه الاستسلام والامتثال لأمر الله، وهو ما نتربى عليه في عدد من شعائر الحج، وذلك نراه في امتثال الحاج وقيامه بالكثير من العبادات التي قد لا يرى وجه الحكمة فيها كالطواف والسعي وكونها سبعاً والابتداء بالطواف من الحجر الأسود، وللسعي من الصفا، ورمي الجمرات بسبع حصيات. وكل ذلك يصنعه الحاج امتثالاً لأمر الله واستسلاماً لشرعه.
وقف عمر أمام الركن فقال: (أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي استلمك ما استلمتك، فاستلمه ثم قال: فما لنا وللرمل (السعي الشديد بين الميلين الأخضرين في المسعى) إنما كنا راءينا به المشركين وقد أهلككم الله ثم قال: شيء صنعه النبي فلا نحب أن نتركه) [رواه البخاري ح 1605].
قال يعلى بن أمية: طفت مع عمر بن الخطاب فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم فقال: (أما طفت مع رسول الله ؟ قلت: بلى، قال: فهل رأيته يستلمه؟ قلت: لا، قال: فأنفذ عنك فإن لك في رسول الله أسوة حسنة). [رواه أحمد 255].
وهذا الدرس نتعلمه من هاجر حين تركها إبراهيم في بطحاء مكة حيث لا ماء ولا زرع فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بها الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها فقالت له: ((آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا ثم رجعت)). [البخاري ح 3364].
قال عمر بن الخطاب( فيم الرملان اليوم والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام ونفى الكفر وأهله مع ذلك لا ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم)[رواه ابن خزيمة ح1669، وأبو داود ح1887 ، وابن ماجه ح2952]
ج- ومن دروس الحج حسن الخلق والصبر على مشاقه حسبة لله وابتغاءً لأجره جل وعلا، وقد أشار رسول الله إلى هذه المشاق بما روي عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله على النساء جهاد؟ قال: ((نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة)) [ابن ماجه ح2901].
وأثناء هذا الجهاد ينبغي أن يتحلى بحسن العشرة وكريم الأخلاق والصبر على ما يصدر من الناس بسبب الزحام والتعب وغيره،قال تعالى: فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج [البقرة:197]. قال : ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) [البخاري1521].
وعن جابر أنه سمع النبي يقول: ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. قيل: وما بره؟ قال: إطعام الطعام وطيب الكلام)) [رواه أحمد ح 14073،و ابن خزيمة ح 2514].
2- ثمة أمر آخر أهم يغفل عنه الناس هو الحِكم التي من أجلها شرع الله هذه العبادة، وهل يحققها كل من الحجيج أم لا يدركها أصلاً.
3- كل ما أمر به الله من شرائع فإنه تندرج تحته حكم من حكم الله البالغة التي تعود علينا بالنفع في دنيانا وأخرانا، وقد يغيب عن ناظرينا بعض هذه الحكم، فيما ندرك كثيراً منها، لكن المقصود الأول من تشريع العبادات هو إصلاح الإنسان وتهذيبه وتربيته. قال ابن القيم: فإن الشريعة مبناها وأساسها الحِكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها.[أعلام الموقعين 3/3].
قال تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذي القوة المتين [الذاريات:56-57].
قال تعالى: لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم [الحج:37]. قال ابن كثير: إنما شرع لكم نحر هذه الهدايا والضحايا لتذكروه عند ذبحها، فإنه الخالق الرزاق، لا أنه يناله شيء من لحومها ولا دمائها، فإنه تعلى هو الغني عما سواه. (تفسير القرآن العظيم 5/428).
وعن الصيام قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون [البقرة:183]. فثمرة هذه العبادة أن يحقق العبد التقوى.
قال تعالى: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون [العنكبوت:45]. وفي الحديث: ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً)) [رواه ابن أبي حاتم في تفسيره].
وقال تعالى: والبُدْن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير [الحج:36]. قال مجاهد: أجر ومنافع.
4- الحج كسائر العبادات شرعها الله عز وجل لحكم، وواجب على الحاج أن يسعى في تحقيق هذه الحِكم.
5- وحِكم الحج كثيرة، ومن هذه الدروس والحِكم :
أ. ذكر الله، هو أول المقاصد التي أرادها الله من هذه العبادة، حيث أراد أن ترتبط القلوب به خلال أيام الحج، فكان كثير من العبادات يهدي إلى ذكر الله، وهو ما نقرأه من خلال هذه النصوص.
- وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات [الحج:27-28].
- ويصعد الحاج إلى عرفات ليدعو الله ويذكره قال : ((خير الدعاء دعاء عرفة..)) [رواه الترمذي 3585].
- ويغادر الحاج عرفات إلى مزدلفة، إلى المشعر الحرام ليذكر الله. فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم [البقرة:198-199]. وهذا ما صنعه كما في صحيح مسلم: ((ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً)) [مسلم ح 1218].
وهو ما صنعه أصحابه من بعده قال سالم: كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقدم ضعفة أهله، فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بليل فيذكرون الله ما بدا لهم ثم يرجعون. [رواه البخاري ح 1676].
- وتبدأ أيام منى وهي أيام ذكر لله قال الله: واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى [البقرة:203].
- وإذا ذبح الحاج هديه ذكر الله ولكل أمة جعلنا منسكاً ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام [الحج:34]. وقال: والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف [الحج:36].
- ثم خلال مناسك الحج يتكرر ذكر الله في مواطن عدة منها التلبية وقد ثبت عنه التلبية بعد إحرامه من ذي الحليفة. [البخاري 1714]. وفي صحيح مسلم أنهم لبوا وهم خارجون إلى عرفات [مسلم 1285].ثم في مزدلفة [أحمد ح 3966]. وحين أفاض من مزدلفة [مسلم 1283].واستمر في التلبية حتى رمى جمرة العقبة. [النسائي 3056، وأبو داود ح 1815].
وإذا انتهى الحاج من حجه فعليه أن يلزم ذكر الله ولا يدعه. فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً [البقرة:200].
ب. ومن دروس الحج وحِكمه الاستسلام والامتثال لأمر الله، وهو ما نتربى عليه في عدد من شعائر الحج، وذلك نراه في امتثال الحاج وقيامه بالكثير من العبادات التي قد لا يرى وجه الحكمة فيها كالطواف والسعي وكونها سبعاً والابتداء بالطواف من الحجر الأسود، وللسعي من الصفا، ورمي الجمرات بسبع حصيات. وكل ذلك يصنعه الحاج امتثالاً لأمر الله واستسلاماً لشرعه.
وقف عمر أمام الركن فقال: (أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي استلمك ما استلمتك، فاستلمه ثم قال: فما لنا وللرمل (السعي الشديد بين الميلين الأخضرين في المسعى) إنما كنا راءينا به المشركين وقد أهلككم الله ثم قال: شيء صنعه النبي فلا نحب أن نتركه) [رواه البخاري ح 1605].
قال يعلى بن أمية: طفت مع عمر بن الخطاب فلما كنت عند الركن الذي يلي الباب مما يلي الحجر أخذت بيده ليستلم فقال: (أما طفت مع رسول الله ؟ قلت: بلى، قال: فهل رأيته يستلمه؟ قلت: لا، قال: فأنفذ عنك فإن لك في رسول الله أسوة حسنة). [رواه أحمد 255].
وهذا الدرس نتعلمه من هاجر حين تركها إبراهيم في بطحاء مكة حيث لا ماء ولا زرع فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بها الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء فقالت له ذلك مراراً وجعل لا يلتفت إليها فقالت له: ((آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا ثم رجعت)). [البخاري ح 3364].
قال عمر بن الخطاب( فيم الرملان اليوم والكشف عن المناكب وقد أطأ الله الإسلام ونفى الكفر وأهله مع ذلك لا ندع شيئا كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم)[رواه ابن خزيمة ح1669، وأبو داود ح1887 ، وابن ماجه ح2952]
ج- ومن دروس الحج حسن الخلق والصبر على مشاقه حسبة لله وابتغاءً لأجره جل وعلا، وقد أشار رسول الله إلى هذه المشاق بما روي عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله على النساء جهاد؟ قال: ((نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة)) [ابن ماجه ح2901].
وأثناء هذا الجهاد ينبغي أن يتحلى بحسن العشرة وكريم الأخلاق والصبر على ما يصدر من الناس بسبب الزحام والتعب وغيره،قال تعالى: فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج [البقرة:197]. قال : ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)) [البخاري1521].
وعن جابر أنه سمع النبي يقول: ((الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة. قيل: وما بره؟ قال: إطعام الطعام وطيب الكلام)) [رواه أحمد ح 14073،و ابن خزيمة ح 2514].