ISLAMIC SERVICE
06 Nov 2005, 05:59 AM
السؤال :السلام عليكم
سؤال عاجل
أريد منكم جواب تفصيلي بتبرئة الإمام العلامة محدث العصر شيخنا الألباني رحمه الله من تعهمة الإرجاء لوجود بعض المفترين من طلبة العلم يتهمونه بأنه مرجئ
وهذا من باب الدفاع عن أهل العلم والذب عنهم وتبرئة ساحتهم .
الإجابة :الطعن في أئمة السنة من الجرائم الخطيرة ، ومعول هدم للإسلام ، والفصل بين الشباب والناس وعلمائهم ، ومعين لتسلط النوابت على الهجوم على الثوابت ( وليس منا من لم يعرف لعالمنا حقه )
وقال يحيى بن معين يقول إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد بن سلمة وعكرمة مولى ابن عباس فاتهمه على الإسلام " اعتقاد أهل السنة ج514/ص3
وقال احمد بن حنبل إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام " تذكرة الحفاظ ج1/ص203
وقال أسود بن سالم كان ابن المبارك إماما يقتدى به كان من أثبت الناس في السنة إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام " سير أعلام النبلاء ج8/ص395
وقال نعيم بن حماد اذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه" سير أعلام النبلاء ج11/ص370
وروى محمد بن يزيد المستملي عن نعيم بن حماد قال إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد فاتهمه في دينه وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق فاتهمه وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه" سير أعلام النبلاء ج11/ص381
وقال الشيخ ربيع حفظه الله: "الذي يشكك في سلفية هذا الرجل ـ أي الشيخ الألباني ـ ما عرف السلفية ولا يحبها.. لا يحب السلفية ولا يعرفها، بل هو من خصومها وما يريد إلا الفتن. الألباني كغيره له أخطاء ونحن ـ واللهِ ـ نرفضها أكثر منه، ونعرف ذلك ونرفضها دائماً، ولكن شأنه شأن العلماء الذين آتاهم الله علما ولم يؤتهم العصمة، هو عالم من علماء المسلمين، يدعو إلى التوحيد ويدعو إلى السنة، ويخدم التوحيد، ويخدم السنة، ويحاربه الخوارج والروافض والصوفية كله على أساس أنه على كتاب الله وسنة رسول الله صلي عليه وسلم، فأنت تدعي السنة وتحاربه أشد من الخوارج والروافض ونقول: إنك من أهل السنة، أنت تصد عن سبيل الله، وعن منهج الله الحق ـ بارك الله فيكم ـ فهذا رجل من أهل السنة وشهد له أئمة الإسلام في هذا العصر بأنه على السنة وعلى التوحيد وأنه يصارع عن منهج الله.. حرب على البدع وعلى أهلها، كيف يقول: إنه مبتدع؟
ما أحد في هذا العصر ـ أقولها ـ حارب البدع مثله، ودعا إلى السنة، وحارب التحزبات، وحارب الفتن، وأشرطته وكتاباته مليئة بهذا".
ثم قال: " الألباني درس السنة من المخطوطات لا فهارس ولا شيء، وأنتج إنتاجاً عظيما وقد أنشئت مراكز لتخدم مثل خدمته عجزت كيف يحارب هذا لا يحاربه إلا عدو لله ولكتاب الله [وصاد عن سبيل الله] ". (شريط فيه أسئلة عامة بكليةالحديث بالجامعة الاسلامية 1419هـ).
وإنا نقول إذا رأيت الرجل يطعن في أئمة الهدي كالألباني وابن باز وابن عثيمين فاتهمه في دينه ، واغسل يديك منه ، ومن وصف الإمام الألباني بالإرجاء إما أنه كما قال الإمام ابن عثيمين لايعرف الامام الألباني أو لايعرف الإرجاء " أو كما قال الشيخ علي الحلبي أولا يعرف كلاهما
وقول السلف هو أن الايمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالاركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ، و مسألة جنس العمل طنطنة لافائدة منها كما قال الامام العثيمين و أساليب المنحرفين في طعنهم في أهل المنهج السلفي متلونة ومتنوعة ، ولكن أخطرها هو طعنهم في إعتقادأئمة السلفية ورميهم بالإرجاء ؛ حتى يتسنى لهم اختصار الطريق لمن يسألهم عن هؤلاء الأئمة فيجيبونه بأنهم مرجئة أجارك الله منهم. وصدق العلامة المقبلي رحمه الله حيث قال:
"وما أحسن ما قال:
يعيب القول بالإرجاء حتى
وأعجب من أخي الإرجاء عيباً
يرى بعض الرجاء من الجرائر
وعيدي يصر على الكبائر
ثم قال: "وهم – المعتزلة – يسمون من يقول بهذه المسألة – وهي غفران ما دون الشرك – بالمرجئة ليتوصلوا بذلك إلى الاعتضاد بالأحاديث الواردة في ذم المرجئة" (العلم الشامخ ص78 ط1 1328هـ) ـ ومهما فتشت في كتب الفرق والملل فلن تجد المرجئة إلا أنهم يخرجون العمل من مسمى الإيمان ويقولون بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ولا يستثنون في الإيمان على اختلاف فرقهم الكرامية، والجهمية، ومرجئة الفقهاء ولذلك قال الإمام أحمد لما سئل عمن يقول "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص" قال: هذا برئ من الإرجاء. وكذلك قال البربهاري في شرح السنة.
ولا نعلم اليوم سلفياً يقول بقول المرجئة فضلا عن الامام الألباني، من أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص أو أن العمل خارج عن مسمى الإيمان لكنهم يرون أن من ثبت إسلامه بالشهادتين فهو مسلم ومهما ارتكب من المعاصي والذنوب فهو كذلك ولكنه ناقص الإيمان ، وأما ترك المباني الأربعة كالصلاة والزكاة والحج فالخلاف وا قع بين السلف في ترك هذه المباني مع أنهم مجمعون على أنه ناقص الايمان فاسق فمن لم يصل أو لم يصم أو لم يؤد شيئاً من الطاعات وارتكب المعاصي فالمرجئة تجعله مؤمناً كامل الإيمان .
وقدذكر شيخ الإسلام خمسة أقوال عن السلف في التكفير بترك الأركان الأربعة ، أحدها "انه لايكفر بترك شئ من ذلك مع الإقرار بالوجوب " الفتاوي (7/610).
وأقوي دليل لهذا القول حديث أبي سعيد الطويل في الشفاعة وفيه (ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في إستيفاء الحق من المؤمنين يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار فيقولون : ربنا كان يصومون معنا ،ويصلون ويحجون ،فيقال لهم أخرجوا من عرفتم ، فتحرم صورهم علي النار،فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار الي نصف ساقه ،وإلي ركبته ،ثم يقولون : ربنا مابقي فيها أحد ممن أمرتنا به ،فيقول : ارجعوا من وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه ،فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحد ممن أمرتنا، ثم يقول ارجعوا ،فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خيرفأخرجوه ، فيخرجون خلقا كثيرا ،ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحد، ثم يقول ارجعوا ، فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه ، فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا – وكان أبو سعيد يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث ، فاقرؤوا إن شئتم ( إنّ الله لايظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً) فيقول الله عزوجل : شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، { وشفع المؤمنون } ولم يبق إلا أرحم الراحمين ، فيقبض قبضة من النار ،فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط ، قد عادوا حمما ، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة ) فيقول عنهم أهل الجنة ( هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولاخير قدّموه ) البخاري في التوحيد باب ( وجوه يومئذ ناضرة إلي ربها ناظرة ) (13/358- 360 ) وفي تفسير سورة النساء باب (إنّ الله لايظلم مثقال ذرّة ) وفي تفسير سورة ( ن والقلم ) ومسلم في الإيمان باب معرفة طريق الرؤية رقم( 183) والنسائي في الإيمان ، باب زيادة الإيمان( 8/112،113).
وفي البخاري أيضا في حديث أنس : " يخرج من النارمن قال : لاإله إلا الله وكان في قلبه من الخيرمايزن شعيرة، ثم يخرج من النارمن قال :لاإله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن بُرّة ،ثم يخرج من النار من قال : لاإله إلا الله وكان في قلبه من الخير مايزن ذرّة " .
وقال ابن رجب في رسالته التخويف من النار (1/187) في شرح الحديث: "والمراد بقوله ( لم يعملوا خيرا قط) من أعمال الجوارح ؛ وإن كان أصل التوحيد معهم ؛ ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار ،أنه ( لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد) خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا ومن حديث ابن مسعود موقوفا ،ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن النبي صلي الله عليه وسلم في حديث الشفاعة ،قال (فأقول يارب ائذن لي فيمن يقول لاإله إلا الله ،فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي ،لأخرجن من النار من قال لاإله إلا الله ) خرجاه في الصحيحين ، وعند مسلم "فيقول : "ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك ) وهذا يدل علي أن الذين يخرجهم الله برحمته { دون} شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيرا قط بجوارحهم ، والله أعلم ".
وقال شيخ الإسلام : "فالإسلام يتناول من أظهر الإسلام وليس معه شئ من الإيمان ، وهو المنافق المحض ،ويتناول من أظهر الإسلام مع التصديق المجمل في الباطن ،ولكن لم يفعل الواجب كله لا من هذا ولاهذا ،وهم الفسّاق يكون في أحدهم شعبة نفاق ، ويتناول من أتي بالإسلام الواجب ومايلزمه من الإيمان ؛ ولم يأت بتمام الإيمان الواجب وهؤلاء ليسوا فسّاقا تاركون فريضة ظاهرة ولا مرتكبون محرما ظاهرا، لكن تركوا من حقائق الإيمان الواجبة علما وعملا بالقلب يتبعه بعض الجوارح ما كانوا به مذمومين " الفتاوي(7/427) .
وهاك نص فتوى بقية السلف وقدوة الخلف إمام أهل السنة في عصره الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – فقد سئل السؤال التالي:
"س 2: هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين ووجود أصل الإيمان القلبي هل هم من المرجئة ؟
فأجاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – : -
لا. هذا من أهل السنة والجماعة من قال بعدم كفر من ترك الصيام أو الزكاة أو الحج هذا ليس بكافر لكن أتى كبيرة عظيمة وهو كافر عند بعض العلماء لكن الصواب لا يكفر كفراً أكبر" ص16- حوار حول مسائل التكفير مع العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – إعداد خالد الخراز – مكتبة الإمام الذهبي الكويت" مصورتي عام1418هـ
وليزداد الأمر إيضاحاً ونوراً على نور فانظر الفتوي التالية له – رحمه الله - : "س 3 : شيخنا بالنسبة للإجابة على السؤال الأول البعض فهم من كلامك أن الإنسان إذا نطق بالشهادتين ولم يعمل فإنه ناقص الإيمان، هل هذا الفهم صحيح ؟
فأجاب سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله:
نعم. فمن وحد الله وأخلص له العبادة وصدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن ما أدى الزكاة أو صام رمضان أو ما حج مع الاستطاعة يكون عاصياً أتى كبيرة عظيمة ويتوعد بالنار . لكن لا يكفر على الصحيح أما من ترك الصلاة عمداً فإنه يكفر على الصحيح" ص17 المصدر السابق.
وانظر إلى قوله – رحمه الله – في من يصف من يقول بهذا أنه من المرجئة:
"س12: يا شيخ الذي يقول: إن هذا من قول المرجئة ماذا نقول فيه ؟
سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – :
قلنا جاهل مركب لا يعرف قول أهل السنة. يراجع كلام أهل السنة. يراجع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكلام الأشعري في المقالات وغيرهم من أهل السنة وفتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن وغيرهم ويراجع شرح الطحاوية لابن أبي العز ويراجع كتاب التوحيد لابن خزيمة وأشباهه ؛ حتى يعرف كلام أهل السنة فإذا كان جاهلاً مركباً لا يحكم على الناس بجهله نسأل الله لنا وله الهداية" السابق ص25.
وننصحك بالرجوع في هذا الموضوع الى الدراري المتلألئة للشيخ العلامة علي الحلبي وغيرها من رسائله ففيها تفصيلات نافعة حول مسالة جنس العمل والدفاع عن الشيخ الألباني وكذا رسالة العلامة الشيخ ربيع بن هادي في جنس العمل .
أجاب عليه : أبو محمد المديني
سؤال عاجل
أريد منكم جواب تفصيلي بتبرئة الإمام العلامة محدث العصر شيخنا الألباني رحمه الله من تعهمة الإرجاء لوجود بعض المفترين من طلبة العلم يتهمونه بأنه مرجئ
وهذا من باب الدفاع عن أهل العلم والذب عنهم وتبرئة ساحتهم .
الإجابة :الطعن في أئمة السنة من الجرائم الخطيرة ، ومعول هدم للإسلام ، والفصل بين الشباب والناس وعلمائهم ، ومعين لتسلط النوابت على الهجوم على الثوابت ( وليس منا من لم يعرف لعالمنا حقه )
وقال يحيى بن معين يقول إذا رأيت الرجل يتكلم في حماد بن سلمة وعكرمة مولى ابن عباس فاتهمه على الإسلام " اعتقاد أهل السنة ج514/ص3
وقال احمد بن حنبل إذا رأيت الرجل ينال من حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام " تذكرة الحفاظ ج1/ص203
وقال أسود بن سالم كان ابن المبارك إماما يقتدى به كان من أثبت الناس في السنة إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك فاتهمه على الإسلام " سير أعلام النبلاء ج8/ص395
وقال نعيم بن حماد اذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه" سير أعلام النبلاء ج11/ص370
وروى محمد بن يزيد المستملي عن نعيم بن حماد قال إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد فاتهمه في دينه وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق فاتهمه وإذا رأيت البصري يتكلم في وهب بن جرير فاتهمه في دينه" سير أعلام النبلاء ج11/ص381
وقال الشيخ ربيع حفظه الله: "الذي يشكك في سلفية هذا الرجل ـ أي الشيخ الألباني ـ ما عرف السلفية ولا يحبها.. لا يحب السلفية ولا يعرفها، بل هو من خصومها وما يريد إلا الفتن. الألباني كغيره له أخطاء ونحن ـ واللهِ ـ نرفضها أكثر منه، ونعرف ذلك ونرفضها دائماً، ولكن شأنه شأن العلماء الذين آتاهم الله علما ولم يؤتهم العصمة، هو عالم من علماء المسلمين، يدعو إلى التوحيد ويدعو إلى السنة، ويخدم التوحيد، ويخدم السنة، ويحاربه الخوارج والروافض والصوفية كله على أساس أنه على كتاب الله وسنة رسول الله صلي عليه وسلم، فأنت تدعي السنة وتحاربه أشد من الخوارج والروافض ونقول: إنك من أهل السنة، أنت تصد عن سبيل الله، وعن منهج الله الحق ـ بارك الله فيكم ـ فهذا رجل من أهل السنة وشهد له أئمة الإسلام في هذا العصر بأنه على السنة وعلى التوحيد وأنه يصارع عن منهج الله.. حرب على البدع وعلى أهلها، كيف يقول: إنه مبتدع؟
ما أحد في هذا العصر ـ أقولها ـ حارب البدع مثله، ودعا إلى السنة، وحارب التحزبات، وحارب الفتن، وأشرطته وكتاباته مليئة بهذا".
ثم قال: " الألباني درس السنة من المخطوطات لا فهارس ولا شيء، وأنتج إنتاجاً عظيما وقد أنشئت مراكز لتخدم مثل خدمته عجزت كيف يحارب هذا لا يحاربه إلا عدو لله ولكتاب الله [وصاد عن سبيل الله] ". (شريط فيه أسئلة عامة بكليةالحديث بالجامعة الاسلامية 1419هـ).
وإنا نقول إذا رأيت الرجل يطعن في أئمة الهدي كالألباني وابن باز وابن عثيمين فاتهمه في دينه ، واغسل يديك منه ، ومن وصف الإمام الألباني بالإرجاء إما أنه كما قال الإمام ابن عثيمين لايعرف الامام الألباني أو لايعرف الإرجاء " أو كما قال الشيخ علي الحلبي أولا يعرف كلاهما
وقول السلف هو أن الايمان اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالاركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان ، و مسألة جنس العمل طنطنة لافائدة منها كما قال الامام العثيمين و أساليب المنحرفين في طعنهم في أهل المنهج السلفي متلونة ومتنوعة ، ولكن أخطرها هو طعنهم في إعتقادأئمة السلفية ورميهم بالإرجاء ؛ حتى يتسنى لهم اختصار الطريق لمن يسألهم عن هؤلاء الأئمة فيجيبونه بأنهم مرجئة أجارك الله منهم. وصدق العلامة المقبلي رحمه الله حيث قال:
"وما أحسن ما قال:
يعيب القول بالإرجاء حتى
وأعجب من أخي الإرجاء عيباً
يرى بعض الرجاء من الجرائر
وعيدي يصر على الكبائر
ثم قال: "وهم – المعتزلة – يسمون من يقول بهذه المسألة – وهي غفران ما دون الشرك – بالمرجئة ليتوصلوا بذلك إلى الاعتضاد بالأحاديث الواردة في ذم المرجئة" (العلم الشامخ ص78 ط1 1328هـ) ـ ومهما فتشت في كتب الفرق والملل فلن تجد المرجئة إلا أنهم يخرجون العمل من مسمى الإيمان ويقولون بأن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ولا يستثنون في الإيمان على اختلاف فرقهم الكرامية، والجهمية، ومرجئة الفقهاء ولذلك قال الإمام أحمد لما سئل عمن يقول "الإيمان قول وعمل يزيد وينقص" قال: هذا برئ من الإرجاء. وكذلك قال البربهاري في شرح السنة.
ولا نعلم اليوم سلفياً يقول بقول المرجئة فضلا عن الامام الألباني، من أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص أو أن العمل خارج عن مسمى الإيمان لكنهم يرون أن من ثبت إسلامه بالشهادتين فهو مسلم ومهما ارتكب من المعاصي والذنوب فهو كذلك ولكنه ناقص الإيمان ، وأما ترك المباني الأربعة كالصلاة والزكاة والحج فالخلاف وا قع بين السلف في ترك هذه المباني مع أنهم مجمعون على أنه ناقص الايمان فاسق فمن لم يصل أو لم يصم أو لم يؤد شيئاً من الطاعات وارتكب المعاصي فالمرجئة تجعله مؤمناً كامل الإيمان .
وقدذكر شيخ الإسلام خمسة أقوال عن السلف في التكفير بترك الأركان الأربعة ، أحدها "انه لايكفر بترك شئ من ذلك مع الإقرار بالوجوب " الفتاوي (7/610).
وأقوي دليل لهذا القول حديث أبي سعيد الطويل في الشفاعة وفيه (ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في إستيفاء الحق من المؤمنين يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار فيقولون : ربنا كان يصومون معنا ،ويصلون ويحجون ،فيقال لهم أخرجوا من عرفتم ، فتحرم صورهم علي النار،فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار الي نصف ساقه ،وإلي ركبته ،ثم يقولون : ربنا مابقي فيها أحد ممن أمرتنا به ،فيقول : ارجعوا من وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه ،فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحد ممن أمرتنا، ثم يقول ارجعوا ،فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خيرفأخرجوه ، فيخرجون خلقا كثيرا ،ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحد، ثم يقول ارجعوا ، فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه ، فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون : ربنا لم نذر فيها خيرا – وكان أبو سعيد يقول : إن لم تصدقوني بهذا الحديث ، فاقرؤوا إن شئتم ( إنّ الله لايظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً) فيقول الله عزوجل : شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، { وشفع المؤمنون } ولم يبق إلا أرحم الراحمين ، فيقبض قبضة من النار ،فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط ، قد عادوا حمما ، فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة ) فيقول عنهم أهل الجنة ( هؤلاء عتقاء الله الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ، ولاخير قدّموه ) البخاري في التوحيد باب ( وجوه يومئذ ناضرة إلي ربها ناظرة ) (13/358- 360 ) وفي تفسير سورة النساء باب (إنّ الله لايظلم مثقال ذرّة ) وفي تفسير سورة ( ن والقلم ) ومسلم في الإيمان باب معرفة طريق الرؤية رقم( 183) والنسائي في الإيمان ، باب زيادة الإيمان( 8/112،113).
وفي البخاري أيضا في حديث أنس : " يخرج من النارمن قال : لاإله إلا الله وكان في قلبه من الخيرمايزن شعيرة، ثم يخرج من النارمن قال :لاإله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن بُرّة ،ثم يخرج من النار من قال : لاإله إلا الله وكان في قلبه من الخير مايزن ذرّة " .
وقال ابن رجب في رسالته التخويف من النار (1/187) في شرح الحديث: "والمراد بقوله ( لم يعملوا خيرا قط) من أعمال الجوارح ؛ وإن كان أصل التوحيد معهم ؛ ولهذا جاء في حديث الذي أمر أهله أن يحرقوه بعد موته بالنار ،أنه ( لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد) خرجه الإمام أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا ومن حديث ابن مسعود موقوفا ،ويشهد لهذا ما في حديث أنس عن النبي صلي الله عليه وسلم في حديث الشفاعة ،قال (فأقول يارب ائذن لي فيمن يقول لاإله إلا الله ،فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي ،لأخرجن من النار من قال لاإله إلا الله ) خرجاه في الصحيحين ، وعند مسلم "فيقول : "ليس ذلك لك أو ليس ذلك إليك ) وهذا يدل علي أن الذين يخرجهم الله برحمته { دون} شفاعة مخلوق هم أهل كلمة التوحيد الذين لم يعملوا معها خيرا قط بجوارحهم ، والله أعلم ".
وقال شيخ الإسلام : "فالإسلام يتناول من أظهر الإسلام وليس معه شئ من الإيمان ، وهو المنافق المحض ،ويتناول من أظهر الإسلام مع التصديق المجمل في الباطن ،ولكن لم يفعل الواجب كله لا من هذا ولاهذا ،وهم الفسّاق يكون في أحدهم شعبة نفاق ، ويتناول من أتي بالإسلام الواجب ومايلزمه من الإيمان ؛ ولم يأت بتمام الإيمان الواجب وهؤلاء ليسوا فسّاقا تاركون فريضة ظاهرة ولا مرتكبون محرما ظاهرا، لكن تركوا من حقائق الإيمان الواجبة علما وعملا بالقلب يتبعه بعض الجوارح ما كانوا به مذمومين " الفتاوي(7/427) .
وهاك نص فتوى بقية السلف وقدوة الخلف إمام أهل السنة في عصره الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – فقد سئل السؤال التالي:
"س 2: هل العلماء الذين قالوا بعدم كفر من ترك أعمال الجوارح مع تلفظه بالشهادتين ووجود أصل الإيمان القلبي هل هم من المرجئة ؟
فأجاب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – : -
لا. هذا من أهل السنة والجماعة من قال بعدم كفر من ترك الصيام أو الزكاة أو الحج هذا ليس بكافر لكن أتى كبيرة عظيمة وهو كافر عند بعض العلماء لكن الصواب لا يكفر كفراً أكبر" ص16- حوار حول مسائل التكفير مع العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله – إعداد خالد الخراز – مكتبة الإمام الذهبي الكويت" مصورتي عام1418هـ
وليزداد الأمر إيضاحاً ونوراً على نور فانظر الفتوي التالية له – رحمه الله - : "س 3 : شيخنا بالنسبة للإجابة على السؤال الأول البعض فهم من كلامك أن الإنسان إذا نطق بالشهادتين ولم يعمل فإنه ناقص الإيمان، هل هذا الفهم صحيح ؟
فأجاب سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله:
نعم. فمن وحد الله وأخلص له العبادة وصدق الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن ما أدى الزكاة أو صام رمضان أو ما حج مع الاستطاعة يكون عاصياً أتى كبيرة عظيمة ويتوعد بالنار . لكن لا يكفر على الصحيح أما من ترك الصلاة عمداً فإنه يكفر على الصحيح" ص17 المصدر السابق.
وانظر إلى قوله – رحمه الله – في من يصف من يقول بهذا أنه من المرجئة:
"س12: يا شيخ الذي يقول: إن هذا من قول المرجئة ماذا نقول فيه ؟
سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – :
قلنا جاهل مركب لا يعرف قول أهل السنة. يراجع كلام أهل السنة. يراجع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكلام الأشعري في المقالات وغيرهم من أهل السنة وفتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن وغيرهم ويراجع شرح الطحاوية لابن أبي العز ويراجع كتاب التوحيد لابن خزيمة وأشباهه ؛ حتى يعرف كلام أهل السنة فإذا كان جاهلاً مركباً لا يحكم على الناس بجهله نسأل الله لنا وله الهداية" السابق ص25.
وننصحك بالرجوع في هذا الموضوع الى الدراري المتلألئة للشيخ العلامة علي الحلبي وغيرها من رسائله ففيها تفصيلات نافعة حول مسالة جنس العمل والدفاع عن الشيخ الألباني وكذا رسالة العلامة الشيخ ربيع بن هادي في جنس العمل .
أجاب عليه : أبو محمد المديني