المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاج النفسي لكل مريض



سنا البرق
30 Oct 2005, 04:55 AM
أتعرف سيدنا أيوب ؟ أتعرف قصته ؟ هو من يقتدى به في الصبر على البلاء ، فقد ابتلاه الله بداء ألزمه الفرش سنين عدة ، حتى أن أهله خافوا أن يقتربوا منه خشية أن يصيبهم ما أصابه من كثرة الداء وعظم البلاء ، ولا يعوده إلا من أودع الله في قلبه الشفقة والرحمة ، وكان u كلما أشتد عليه المرض اذداد يقينه بالله وعلم أن الله جلت قدرته ما ابتلاه ليعذبه ، ولكن اختاره لشيء عظيم وأختبره فوجده صابراً ، فطهره سبحانه وجعله من أنبياءه الصالحين ، ودائماً أبداً ما يذكر الصبر في كتاب الله إلا وكان التعقيب عليه بشيء حسن تسر له الأنفس وتقر له الأعيون مثل قول الله سبحانه : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) ( الزمر : 10) ، وقوله جلت قدرته ( إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ ) ( يوسف : 90) وقوله تعالى ( َولَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ (157) ) (من سورة البقرة) ، ولما اشتد بسيدنا أيوب u المرض ، دعا الله على استحياء وكانت دعوته مثال للدعوة الصادقة المؤدبة واثقاً في الله أنه سبحانه لن يخزيه ويخذله ، وما أروع ما دعا به u ربه حيث قال : ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ( الأنبياء : 83) ، أرأيت أدب مثل هذا الأدب ؟! أسمعت دعاء مثل هذا الدعاء؟! لم يقول يارب أشفني ، وهذا جائز بل مستحب ولكن سيدنا أيوب عليه وعلى نبينا السلام استحى أن يطلب من الله الشفاء ، لعل هذا الشفاء يكون سبب في هلاكه، أي يقين هذا الذي أعطاه الله له u حتى يصبر على كل هذا البلاء ؟! ، ففوض أمره لله لحين أن يقضي الرحيم فيه، ولما صبر استجاب له ربه وقال سبحانه: ( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ) ( ص 42) ، بعد طول سنوات المرض يأتيه الفرج ممن ؟ من الله ، بماذا ؟ بالماء ، أيعتقد البعض منَّ أن في الماء شفاء؟!! نشرب منه كل يوم ولكن لا ندرك هذه الحقيقة ، فعلم يا صاحب البلاء أن الله قادر على شفائك كم شفي نبيه أيوب u دون النظر إلى الأسباب ، لأنه سبحنه رب الأسباب وفي هذا قال سبحانه في كتابه الكريم: ( ِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) (يس : 82)

· ولربما يقول قائل ، هذا نبي ، ونحن أبداً لن نكون مثله ؟

أسرى الحروب ليسوا بأنبياء ، ( لو نظرنا إلى أسرى الحروب مثل حرب 67 ، أو الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ، نقرأ ونسمع ونشاهد أنهم ينكل بهم أشد العذاب ، ورغم هذا تجدهم صابرين صامدين على كل هذا البلاء ، حتى بعد سنين عدة ، ولا يزدهم هذا إلا صموداً ؛ ولو حللنا ما يحدث لهم بطرح سؤال: أليس لو أنهم تسرب إليهم اليأس والخوف ، لقضي عليهم من أول وهلة يتعرضون فيها للعذاب رهيب؟! ( يجلدون بالسياط ويكوون بالنار ويصعقون بالكهرباء ويجوعون ويعطشون وإذا أكلوا يأكلوا أخبث ما يمن به عدوهم عليهم ، ويمرضون المرض العظيم فلا يجدون من يداويهم ، فضلاً عن أن يجدوا ما يتداووا به ، وهذه المحن ، برغم عظمها إلا أنها أبسط ما يعانون منه ) ، فما الذي يجعلهم يحتملون كل هذا العناء؟! ما السر الذي يجعل أجسادهم الضعيفة تصمد؟!! ، (الإيمان بالله والرضي بقضاءه وقوة الاحتمال والصبر ) ، بهم ، يحدث سلام داخلي لجميع أعضاء الجسد ، فيقوى وينضبط فيقاوم ( وفقط يصمد من أجل غاية)؛ فأعلم عفا الله عنك أنك مثلهم ، أسير عدوك السرطان وعليك أن تجاهده، وأعلم أن الله قادر على أن يبرأك من سقمك ويعيدك حال أفضل مما كنت عليه ، فثق في الله وتوكل عليه يكن لك خير معين .

وحتى تخرج بإذن الله من هذه المحنة بسلام ، يجب عليك أن تهدأ من روعك وترفع من روحك المعنوية لأن هذا علاجاً مهماً جداً ، ويكون هذا بإتباع الأتي :

أقنع نفسك أنك يجب أن تقاوم هذا المرض اللعين ، وذلك لأن لديك الكثير من الأعمال الطيبة الصالحة تنوي القيام بها في مستقبلك بإذن الله .

هناك من يحتاجون إليك وإذا ما استسلمت للمرض سوف تتسبب لهم في جرحاً حالة ما إذا افتقدوك لا قدر الله .

ذكر نفسك أنك تواجه عدواً ليس له غرض إلا القضاء عليك فانتصر عليه .

ضع في اعتبارك أن الله وهبك وزودك في جسدك بجنوداً من عنده سبحانه ، تحارب المرض تلقائياً، أياً كان نوعه وآياً كان موضعه، وهذا الجهاز هو جهاز المناعة ، حصنك المنيع وجيش الدفاع لجسدك ضد أي هجمات تشن عليه ، سواء من الداخل أو من الخارج .

عليك أن لا تستسلم للمرض إطلاقاً، لأن هذا يجعل من جسدك أرضاً خصبةً للنمو السريع للخلايا السرطانية وبالتالي تسيطر عليك وتكوين أورام في جميع أنحاء جسدك ، كما أن السرطان هذا المخلوق الضعيف ، مخلوق من مخلوقات الله ، فاستعن بالله عليه يخضع لأمر الله .

ينبغي عليك أن تعلم أن الطرق العلاجية ما هي إلا أسباب ، فلا تؤمن بالسباب أن لها القدرة على شفائك وتنسى رب الأسباب ، سواء بهذه العلاجات أو بغيرها .

أقم علاقات طيبة مع الصالحين وزرهم [ أخي عفا الله عنك ، أنت قد جربت المرض ، وتشعر تماماً ما يعنيه غيرك بمثل ما أصابك ، زيارة لأخاً لك في الله ولوجه الله ، تسري بها عنه لها عظيم الأثر له ولك ، فعن رسول الله e قال فيما بلغ عن رب العزة سبحانه [ حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَحَابُّونَ فِي اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ] ( أخرجه مالك) وقال e [ إِذَا عَادَ الرَّجُلُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ مَشَى فِي خِرَافَةِ الْجَنَّةِ (خراف الجنة / طريق بين صفين من نخل) حَتَّى يَجْلِسَ فَإِذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ ] ( أخرجه البخاري ) وأحذر أخي من أن تعامل من تزوره من المرضى بالفضل وهذا لعدة أسباب ، أولها أن الله جالس معه ، ثانيها أن يكون هذا من المن وأخشى أن يحبط الله الأجر ، ثالثها أنه من المفترض أنه يعيش في جواً طاهراًُ أيماني ( يصلي ويقرأ القرآن ويتقرب إلى الله بأفضل الأعمال ) وأنت عندما تخرج من بيتك إلى حيث هو لا بد وأن تصيبك الدنيا بشيء من خبثها فما بالك إذا كنت ممن هو منغمساً فيها ؟ ، فهي مليئة بالنفايات ، وعلى أقل تقدير سيصيب قدميك شيئاً من وحلها ، فأنت تذهب إليه لتتطهر ثم تخرج من عنده وأنت مغتسل برحمة الله ورضاه ، فمن له الفضل على من ؟؟!!


راجع المصدر : http://www.khayma.com/shefaa-alsaratan/index%20%20%20shefaa-alsaratan4%20_.html

بنت الرافدين
01 Nov 2005, 08:52 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ سنا البرق حفظك الله وبارك فيك ورفع شأنك



أختك بنت الرافدين

الغريق
02 Nov 2005, 09:06 PM
مشكور أخي سناالبرق
على هذا الجهد بارك الله فيك
وكل عام وأنت وجميع الأحبة بصحة وعافية