المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسم المنافسة في الخيرات والتجارة التي لن تبور



بيرق السعدي
03 Oct 2005, 11:11 PM
شهر رمضان

سيد الشهور تضاعف فيه الحسنات والأجور



إعداد: عبدالله علي الزهراني

http://pr.sv.net/svw/2004/october/images/106.jpg

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم, ها هو سيد الشهور, شهر رمضان, شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار قد أقبل, فمرحباً بشهر الرضوان الذي أمر الله سبحانه وتعالى عباده بصيامه فقال سبحانه وتعالى:

}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ (183) سورة البقرة, وقال صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس, شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, وإقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً) "رواه البخاري ومسلم".



فضائل الصيام

للصيام فضائل عديدة, وهذه الفضائل لا تكون إلا لمن صامت بطونهم عن الطعام والشراب, ونفوسهم عن الشهوات, وجوارحهم عن الآثام والسيئات, وكان صيامهم خالصاً لله سبحانه وتعالى, ومن فضائله أن الله تعالى نسبه إلى نفسه وذلك لعظم أجر الصائم فقال جل شأنه في الحديث القدسي: "كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به", متفق عليه.

والصيام جُنة من النار وجنة من الشهوات يحفظ صاحبه بإذن الله من الآثام والوقوع في الحرام, كما أنه سبيل إلى الجنة وسبب من أسباب تكفير الذنوب, جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبن الكبائر", كما أن الصيام سبب من أسباب إجابة الدعاء, فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد", رواه ابن ماجه والحاكم.

والصائم يوفى أجره بغير حساب حيث قال صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان يفرحهما, إذا أفطر فرح بفطره, وإذا لقي ربه فرح بصومه" متفق عليه.



آداب الصيام

من آداب الصيام أن يصوم المسلم في الوقت المحدد شرعاً فلا يتقدم ولا يتأخر عنه, قال صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا" متفق عليه, وأيضاَ تأخير السحور إن لم يخش طلوع الفجر الثاني, وتعجيل الفطور إذا تحقق غروب الشمس, ويستحب أن يفطر الصائم كما كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يفطر وذلك على رطبات فإن لم تكون رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء.



فوائد الصيام

للصيام فوائد اجتماعية منها شعور الناس بأنهم أمة واحدة يأكلون في وقت واحد ويصومون في وقت واحد, ويشعر الغني بنعمة الله ويعطف على الفقير, كما أن الصيام يقلل من مزالق الشيطان لابن آدم, وفيه تقوى الله, وتقوية الأواصر بين أفراد المجتمع.

وينبغي على الصائم أن يكثر من الطاعات, ويجتنب جميع المنهيات, كما يجب عليه المحافظة على الواجبات والبعد عن المحرمات, فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة, ويترك الكذب والغيبة والغش والمعاملات الربوية وكل قول أو فعل محرم, قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" البخاري في الأدب (6057).



متى يجوز الفطر

يجوز للمسافر سفراً تقصر فيه الصلاة "ما زاد على 85 كلم" أن يفطر سواء كان مسافراً على الأقدام أو على الدواب أو السيارات أو الطائرات أو السفن, فمتى وجد السفر جاز الفطر سواء وجد مشقة أو لم يجد لأن الله سبحانه علق الفطر على مطلق السفر, قال سبحانه وتعالى: }وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ{ (185) سورة البقرة, وصيام المسافر أفضل, وإن أفطر فلا بأس, ويقضي عدد الأيام التي أفطرها, إلا أن يكون الفطر أسهل له فالفطر أفضل لأن الله يحب أن تؤتى رخصه.



أبواب الخير في رمضان

من أبواب الخيرات في رمضان الدعاء عند رؤية الهلال: "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان, والسلامة والإسلام, ربي وربك الله" رواه أحمد والترمذي, وصيام رمضان إيماناً واحتساباً, قال صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري ومسلم, وقيام رمضان إيماناً واحتساباً قال صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري ومسلم.

وللعمرة في رمضان فضل عظيم, قال صلى الله عليه وسلم: "العمرة في رمضان تعدل حجة, أو حجة معي" رواه البخاري ومسلم, ومن أبواب الخير أيضاَ تفطير الصائم, قال صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح, ويتضاعف الاجتهاد في العشر الأواخر حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل, وأيقظ أهله, وشد مئزره, وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان, رواه البخاري.



التوبة في رمضان

التوبة عبادة وقربة قبل أن تكون استعتاباً ورجعة, بل هي من أعظم العبادات وأجلها, إذ بها تنال محبة الله عز وجل كما قال سبحانه وتعالى: }إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{ (222) سورة البقرة, والحمد لله الذي يقبل التوبة في أي وقت من ليل أو نهار ويفرح بها أشد الفرح مع أنه سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين, ومن نعم الله تعالى على عباده أن كرر لهم مواسم الخيرات ونوع فيها الطاعات وهذه المواسم تعود عليهم كل عام حينما يستغرق العبد في اللهو بالولد والمال وينسى ربه ويخل بشعائر دينه ويمارس بعضاَ من المعاصي في غفلته, فرمضان جدير بأن تجدد فيه التوبة إذ تكثر فيه الحسنات وتمحى السيئات وتُقال العثرات وترفع الدرجات.



رمضان والقرآن

شهر رمضان هو شهر القرآن كما قال تعالى: }شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ{ (185) سورة البقرة, وفي رمضان يجتمع للمؤمن جهادان لنفسه, جهاد بالنهار على الصيام وجهاد بالليل على القيام وتلاوة القرآن, فمن جمع بين هذين الجهادين ووفى بحقوقهما وصبر عليهما وُفي أجره بغير حساب, كما أن رمضان فرصة سانحة لإحياء المساجد والبيوت بقراءة القران الكريم وحفظه وتفسيره وتدبر معانيه وما ذاك إلا لأن شهر رمضان المبارك موسم للخيرات وتتنوع فيه الطاعات وينشط فيه العباد بعد أن سلسلت الشياطين وفتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران, وكان جبريل عليه السلام يدارس رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان.

http://pr.sv.net/svw/2004/october/images/108.jpg

الجود في رمضان

شهر رمضان شهر الجود والإحسان وكان جود النبي صلى الله عليه وسلم يتضاعف في شهر رمضان, ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس, وكان أجود ما يكون في رمضان, كما أن جود الله سبحانه وتعالى يتضاعف أيضاً, وكان صلى الله عليه وسلم يلتقي جبريل عليه السلام وهو أفضل الملائكة وأكرمهم ويدارسه الكتاب وهو أشرف الكتب وأفضلها وهو يحث على الإحسان ومكارم الأخلاق, ولهذا كان يتضاعف جوده وأفضاله عليه الصلاة والسلام في هذا الشهر الكريم لقرب عهده بمخالطة جبريل عليه السلام وكثرة مدارسته له هذا الكتاب الكريم الذي يحث على المكارم والجود, وفي تضاعف جوده عليه الصلاة والسلام في رمضان فوائد عديدة منها أن الله سبحانه وتعالى يجود فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار, وأيضاَ شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه, فعن أنس مرفوعاً: "أفضل الصدقة صدقة في رمضان" رواه الترمذي, كما أن الجود في رمضان فيه إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم.



ليلة القدر

من أعظم ليالي العام التي يفيض فيها المولى عز وجل على عباده وتنزل عليهم الرحمات في ليلة هي خير من ألف شهر, قال تعالى: }إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3){ سورة القدر, وهي ليلة الخيرات وليلة النفحات والرحمة وليلة العتق من النار, من فاتته فهو المحروم حقاً, وليلة القدر أنزل الله فيها القرآن, ووصفها عز وجل بأنها ليلة مباركة يكتب فيها الآجال والأرزاق خلال العام قال تعالى }فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ{ (4) سورة الدخان, وفيها فضل عن غيرها من الليالي فهي خير من ألف شهر في العبادة, وتنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة, وهي ليلة خالية من الشر والأذى, وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير, قال الله تعالى: "سلام هي حتى مطلع الفجر", وفيها غفران الذنوب لمن قامها إيماناً واحتساباً.

http://pr.sv.net/svw/2004/october/images/109.jpg

المحرومون في رمضان

قوم لم يقدروا لشهر رمضان قدره ولم يعظموا في نفوسهم فضله, صاموه عادة لا عبادة, فما نهاهم صومهم عن الآثام, وغاية همتهم فيه إمساك عن الطعام, يقضون ليلهم ساهرين في لهو ولعب وينسون ما فاتهم من أجر القيام والتعبد لله في ليالي رمضان المبارك, فأولئك هم المحرومون من فضل شهر رمضان والمغبونون في خيره, والذين لم يتحروا ليلة القدر ولم يعظموا أمرها, عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شهر رمضان: "فيه ليلة خير من ألف شهر, من حُرم خيرها فقد حرم".

أخطاء شائعة في رمضان

الإسراف في أنواع المطاعم والمشرب, وهذا أمر لا يليق بالمسلم, وأيضاَ النوم الكثير في نهار رمضان لما يترتب عليه من فوات صلاة الجماعة وربما تأخير الصلاة عن وقتها, وتعجيل السحور وتأخير الفطور, يعجل بالأول أو يؤخر بالثاني زعماً منه أنه يمكث فترة أطول وهو ممتنع عن الطعام أو لأنه يتكاسل عن القيام للسحور قبل طلوع الفجر, أو التأخر عن صلاة المغرب وكلاهما خطأ فيه مخالفة للسنة, كما أن ترك السواك بعد الزوال تحرجاً من الإثم خطأ والصواب أن السواك مشروع قبل الزوال وبعده.

ماذا بعد رمضان

إذا كان شهر رمضان موسماً عظيماً من مواسم الخير والطاعة فإن الزمان كله فرصة للخير والتزود للدار الآخرة, وليست العبادة خاصة بشهر رمضان, بل الحياة كلها عبادة قال الله تعالى: }وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ{ (99) سورة الحجر99, فعلينا أن نواصل أعمال الخير من الصلوات والصيام والصدقة والذكر وقراءة القرآن وسائر القربات, فإن من علامة قبول العمل إتباع الحسنة الحسنة, فلنبادر قبل حلول الأجل ونغتنم حياتنا وشبابنا وفراغنا وصحتنا وغنانا قبل حصول أضدادها, قال صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمساً قبل خمس, شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك".



خاتمة

إن شهراً هذه فضائله وصفاته لحقيق بأن يُذرف الدمع على فراقه, وتتفتت الأكباد عند وداعه.

اللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة وأنت راض عنا, ووفقنا لصيامه وقيامه, واقبلنا فيه, وتقبله منا, اللهم زدنا ولا تنقصنا, وأعطنا ولا تحرمنا, وأكرمنا ولا تهنا, وآثرنا ولا تؤثر علينا. اللهم آمين, آمين, آمين.



أذكار رمضانية

الدعاء عند رؤية الهلال

"اللهم أهلله علينا باليمن والإيمان, والسلامة والإسلام, ربي وربك الله". صحيح الترمذي (157/3)

دعاء الصائم عند فطره

"اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العُروقُ وثبت الأجر إن شاء الله". صحيح سنن أبي داود (449/2)

دعاء الصائم إذا أفطر عند قوم

إذا أفطر الصائم عند قوم دعا لهم بقوله: "أفطر عندكم الصائمون, وأكل طعامكم الأبرار, وتنزلت عليكم الملائكة" رواه أحمد وصححه الألباني

أبوالزبير
11 Oct 2005, 12:13 PM
السَلامُ عَليكُم وَرحَمةُ الله وَبَرَكاُته

بارك الله فيكَ أخي بيرق السعدي

محب الدعوة
11 Oct 2005, 01:47 PM
اخي الحبيب

بيرق السعدي

بارك الله فييك

أبو مشاري
12 Oct 2005, 02:40 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

جزاك الله خير اخي بيرق السعدي

واسأل الله ان ينفعنا وينفعكم