المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من خصال المسلم فى رمضان ..........@@@@@@@@



نبض باقى
03 Oct 2005, 07:35 PM
الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو أيضًا امتناع عن معصية الله .

قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن

يدع طعامه وشرابه"، أي من لم يترك قول الكذب والعمل به فلا فائدة من صيامه.

ويقول كذلك: "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، فالصيام ينقّي

القلب وعلى المسلم أن يلتزم بالأخلاق الطيبة والسلوك القويم في رمضان.

ومن المهم أن نتذكر أنه على المسلم أن يتصف بالأخلاق الحميدة دائمًا وأن يستغل

شهر رمضان لتدريب النفس على هذه الأخلاق.


1- الأخلاص

المقصود بالإخلاص: إرادة وجه الله تعالى بالعمل، وتصفيته من كل شوب ذاتي أو دنيوي، فلا ينبعث العمل إلا لله تعالى، غير مشوب برغبة للنفس، ظاهرة أو خفية.

وأساس إخلاص العمل تجريد النية فيه لله تعالى.

وقد أمر الله عباده بالإخلاص له، قال تعالى:"وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة" "البينة : 5"

ويأمر نبيه بأن يوضح:"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له"."الأنعام :162-163"

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم" "رواه مسلم"

ويبعث على الإخلاص: العلم بأهميته وضرورته وثمراته في الدنيا والآخرة، وأن الله تعالى لا يقبل عملا إلا بإخلاص مهما تكن صورته.

كما يعين على الإخلاص صحبة أهل الإخلاص ومعايشتهم، وقراءة سير المخلصين، ومجاهدة النفس الأمارة بالسوء، والدعاء والاستعانة بالله تعالى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله فيقول: "اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه"رواه الإمام أحمد

ومن دلائل الإخلاص:

ألا يطلب المدح ولا يغتر به, الخوف من الشهرة، واتهام النفس بالتقصير، وجعل الرضا والسخط لله لا للنفس، والصبر على طول الطريق والحرص على العمل الأنفع، والسلامة من آفة العجب والحذر من تزكية النفس.

ومن ثمرات الإخلاص:

- السكينة النفسية وانشراح الصدر وذلك لانحصار الهموم في هم واحد، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة""رواه ابن ماجة"

- الاستمرار في العمل، وذلك لأن الذي يعمل للناس يكف عن العمل إذا لم يجد ما يبغي وفي هذا يقول أحد الصالحين: ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.

- تحويل العادات إلى عبادات وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"إنك ما تنفق نفقة تبغي بها وجه الله تعالى إلا أثبت عليها، حتى اللقمة تضعها في في (أي فم) امرأتك""متفق عليه"

- إحراز ثواب العمل وإن لم يتمه أو لم يعمله، وفي ذلك يقول الله تعالى:

"ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله، وكان الله غفورا رحيما"(النساء: 10)

لذلك ينبغي على المؤمن أن يبتغي وجه الله دائما وأن يكون الإخلاص شعاره، والنية الصالحة مسلكه.



2- الصبر

في رمضان – شهر الصبر- يتذكر الصائمون فضيلة الصبر، ومنزلة الصبر عند ربهم، فما من قربة إلا وأجرها بتقدير وحساب، إلا الصبر

ولأجل كون الصوم من الصبر قال تعالى في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به"رواه البخاري.

و يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر"رواه البخاري ومسلم.

وقد وردت آيات كثيرة تحث على الصبر وتأمر به، ومن ذلك قوله تعالى:

"واستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين""البقرة :153"

وقوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"

"آل عمران :200"

ولم ينل الصبر والصابرون هذه المكانة العظيمة إلا لأهمية الصبر في استقرار الحياة، وحماية النفس من الانزلاق في أعمال غير مأمونة العواقب، ولصعوبة الصبر على المكاره وعلى سوء القضاء، ولذلك كان الصبر خيرا دائما للمؤمن، وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجبت لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، "رواه مسلم.

وللصبر آداب ، منها:

- استعماله في أول صدمة لقوله صلى الله عليه وسلم :"إنما الصبر عند الصدمة الأولى"رواه مسلم.

- سكون الجوارح واللسان، فمن حسن الصبر ألا يظهر أثر المصيبة على المصاب.

- الاسترجاع وهو قول المصاب إنا لله وإنا إليه راجعون، قال تعالى:

"الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون" "البقرة:156"

وللصبر فوائد وبشريات كثيرة للصابرين، منها:

- معية الله تعالى للصابرين، قال تعالى:

"إن الله مع الصابرين" "البقرة: 153"

وهي معية خاصة تتضمن الحفظ والرعاية والتأييد والحماية.

- محبة الله تعالى لهم: قال تعالى: "والله يحب الصابرين" "آل عمران: 146"

- إطلاق البشرى لهم، قال تعالى:

"وبشر الصابرين" "البقرة:155"

- إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم، قال تعالى: "ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" "النحل: 96"

- وتوفيتهم أجرهم بغير حساب، قال تعالى: "إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب" "الزمر: 10"

- وضمان النصرة والمدد لهم، قال تعالى:

"بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين"."آل عمران: 125"

- الحصول على درجة الإمامة في الدين، قال تعالى: "وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون" "السجدة :24"

- والثناء عليهم بأنهم أهل العزائم، قال تعالى: "وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور" "آل عمران: 186"

- وحفظهم من كيد الأعداء، قال تعالى:

"وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط"

"آل عمران: 120"

- واستحقاقهم دخول الجنة، قال تعالى:

"وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا" "الإنسان: 12"

وفي شهر الصبر ينبغي للمؤمن أن يتخذ الصبر شعارا له، فيصبر على طاعة الله عز وجل ويصبر عن معاصي الله عز وجل، ويصبر على أقدار الله عز وجل.



3- البذل والإنفاق

يحث الإسلام على البذل والإنفاق والجود، حتى لا يبقى أحد متمتعاً بمباهج الحياة وحده، ولا أحد يتضور جوعاً يقاسي ويلات الحياة، وقد جاءت آيات القرآن الكريم كثيرة تحض على الإنفاق في سبيل الله، وتوجب الأجر وتضمن الأمن والسلامة للمنفقين في سبيل الله، قال تعال: "الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"[البقرة: 274].

وعنه –صلي الله عليه وسلم ،قال:"السخي قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، والبخيل بعيد عن الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله تعالى من عابد بخيل".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً "رواه البخاري ومسلم.

وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: "يا عبدي أنفق أنفق عليك".رواه البخاري ومسلم.

ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحض على الإنفاق في سبيل الله ويرغب في أن تكون هذه الصدقة في السر لا عن مراءاة ومباهاة ، فعنه صلى الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر"رواه الطبراني.

وفي شهر الخير والبركات تجود النفس بالطيب من الأموال، فاحرص أخي المسلم على الإنفاق في سبيل الله، وتخير لصدقتك المحتاج لها، ولا تنس صدقة الفطر.



4- المحافظة على الوقت

الوقت هو الحياة، ومتى ضاع الوقت لم يعوض، ولا أدل على أهمية الوقت من أن الله عز وجل أقسم في سور عديدة بأجزاء منه، مثل الليل والنهار والفجر والضحى والعصر، والله عز وجل إذا أقسم بشيء من خلقه فذلك ليلفت الأنظار إليه ولينبه على جليل منفعته وآثاره.

كما أكدت السنة النبوية على قيمة الوقت، وقررت مسئولية الإنسان عنه أمام الله يوم القيامة، حتى إن الأسئلة الأساسية التي توجه إلى المكلف يوم الحساب يخص الوقت منها سؤالان رئيسيان عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه.

واجب المسلم نحو الوقت:

1- الحرص على الاستفادة منه فيما ينفع في الدين والدنيا والمحافظة عليه فهو رأس مال العبد.

2- اغتنام الفراغ، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ"رواه البخاري.

3- المسارعة إلى الخيرات في همة ونشاط، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال"رواه البخاري

4- تنظيم الوقت بين الواجبات والأعمال المختلفة، حتى لا يطغى عمل على آخر ولا مهم على أهم، ومما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن صحف إبراهيم: "ينبغي للعاقل ما لم يكن مغلوباً على عقله أن يكون له أربع ساعات، ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يتفكر في صنع الله عز وجل، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب"

رواه ابن حبان والحاكم.

فاحرص أخي المسلم على الوقت، لأن الوقت مهما طال فهو قصير، والواجبات أكثر من الأوقات واحرص على التبكير وبدء اليوم من أوله، ومن كلمات الحسن البصري:

ما من يوم ينشق فجره إلا ينادي منادٍ من قبل الحق : يا ابن آدم، أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود مني بعمل صالح، فإني لا أعود إلى يوم القيامة".



5- القصد والأعتدال

القصد والاعتدال هو دستور الإسلام الذي يحرص على الوسطية، لا إفراط ولا تفريط، وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالى:"وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"(البقرة : 143).

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم -يقول:"اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الإخلاص في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى""رواه النسائي".

وقال صلى الله عليه وسلم: "ما أحسن القصد في الغنى، وما أحسن القصد في الفقر، وأحسن القصد في العبادة"رواه البزار.

والإسلام إذ يحث على السعي إلى ما يضمن للمسلم طريق النجاة في الآخرة فإنه لا يحرمه من التمتع بلذات الدنيا لكن دون إسراف وفساد في الأرض، يقول الله سبحانه وتعالى: "وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين"(القصص: 77)

فينبغي على المسلم ألا يكون عبدا لشهواته أسيرا لها، فلا يسرف في الأكل؛ فإن المعدة بيت الداء كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه فإن لم يكن فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" "رواه الترمذي"

وكذلك يوصي الإسلام بالاعتدال في الملبس ويكره للمسلم أن يباهي بملبسه أو يختال فيه وحتى في الطاعات يحث الإسلام على القصد والاعتدال فيها، فقليل دائم خير من كثير منقطع، وفي هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى"

أي أن الفارس الذي يجد في الجري بفرسه ربما أتعب فرسه فمنعه من أن يكمل المسير، وبذلك يكون قد خسر الاثنين هدفه وفرسه.

وحتى الحقوق لم تخرج عن قاعدة الاعتدال، وفي هذا يقول الله تعالى:

"وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورًأ" (الإسراء: 27)

ومن العجب أن الناس تنسى فضيلة القصد والاعتدال في هذا الشهر الكريم، وكأنه موعد للإسراف والتبذير.

فعليك أخي المؤمن أن تتخذ من القصد والاعتدال شعارا لك في هذا الشهر الكريم المبارك

نبض باقى
03 Oct 2005, 07:37 PM
6- الرجاء
الرجاء: هو ارتياح لانتظار محبوب
والرجاء محمود، والعكس فاليأس مذموم؛ لأنه يبعث على القنوط ويصرف عن العمل، أما الرجاء فيورث طريق المجاهدة بالأعمال، ومن آثاره التلذذ بدوام الإقبال على الله عز وجل والتنعم بمناجاته.
ومن أسباب الرجاء: أن يتأمل العبد نعم الله عز وجل، ولطفه بعباده في الدنيا، وأنه أبدع خلقهم وكرمهم على سائر خلقه، بلطفه وكرمه، وأن من أسمائه اللطيف الغفور الرحمن الرحيم، فمن لطف في الدنيا يلطف في الآخرة، كما دلت الآثار على سعة مغفرة الله عز وجل وأن الملائكة يستغفرون لمن في الأرض، قال تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"
[الزمر: 53].
وقوله تعالى: "والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض"
[الشورى: 5].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن إبليس قال لربه عز وجل: بعزتك وجلالك، لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال الله -عز وجل- لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني"رواه أحمد والحاكم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي …"رواه البخاري ومسلم.
وعنه صلى الله عليه وسلم:"لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله" رواه مسلم.
ولا بد للرجاء أن يقارنه عمل وإلا كان أمنية، فإن حسن الظن بالله تعالى يقتضي حسن العمل لنيل رضوانه عز وجل.
فليس من حسن الظن بالله ترك العمل والاتكال على المغفرة والرحمة دون تقديم أسبابها، يقول الله تعالى: "ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي"
[الأعراف: 156، 157].
فما أجدر الناس أن يعرفوا فضل الله تعالي و أن يرجو رحمته سبحانه وفضله، وأن يقرنوا الرجاء بالعمل.
7-الشكر
أفاء الله على عباده نعما كثيرة، لا تعد ولا تحصى، ولقد قرر الله ذلك في كتابه الكريم، فقال تعالى: "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار" "إبراهيم :34"
والشكر هو أفضل منازل الأبرار، وهو موجب دفع البلاء وازدياد النعماء، وقد ورد به الترغيب الشديد، وجعله الله سببا للمزيد، قال تعالى:"وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد" "إبراهيم :7"
فمن شكر النعمة استحق أن تبقى له النعمة واستحق أن يزيده الله منها، ومن كفر النعمة فهو جدير بأن تزال عنه النعمة أو تصبح النعمة نقمة عليه .
وأول معاني شكر العبد لربه أن يوقن أن الله هو مصدر النعم الأول، قال تعالى:
"وما بكم من نعمة فمن الله" "النحل :53"
وأن يؤدي واجبه نحو الله تعالى، بأن يذكره فلا ينساه وأن يشكره فلا يكفر به وأن يطيعه فلا يعصيه.
وثانيها: شكر اللسان بقول الحمد لله وقد بدأ الله كتابه بالحمد ليعلمنا كيف نشكره، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الخلق شكرا لربه وكان يقول دبر كل صلاة :
"اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك".رواه أحمد وأبو داود
وثالثها: أن يستخدم الإنسان نعم الله فيما خلقها له وأن يستعملها في طاعة الله.
وإذا كان من حق الله علينا أن نشكره دائما فهذا لا يعني أن نترك شكر الناس الذين جعلهم الله وسائل لوصول بعض نعمه إلينا وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يشكر الله من لا يشكر الناس"
رواه أبو داود
"ومن صُنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء"رواه الترمذي
فكن يا أخي شاكرا لله بقلبك وجوارحك وكن حافظا لجميل الناس عليك وكافئهم عليه ولو بكلمة طيبة.





8- الزهد
الزهد هو انصراف الرغبة عن الشيء إلى ما هو خير منه، وشرط المرغوب عنه أن يكون مرغوبا فيه بوجه من الوجوه.
والزهد في الدنيا مقام شريف من مقامات السالكين، والزاهد الكامل هو من زهد في كل شيء سوى الله تبارك وتعالى.
وقد وردت آيات قرآنية توضح حقيقة الدنيا، وتنبه على ضرورة الاحتراز منها، والرغبة في الآخرة، يقول تبارك وتعالى: "اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور"(الحديد: 20)
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس"رواه ابن ماجه
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان يمر به الهلال والهلالان والثلاثة وما يوقد في بيته الشريف نار يطهى عليها الطعام ،وكان يعيش على الأسودين التمر والماء، كما روت ذلك السيدة عائشة رضي الله عنها.
وعلامات الزهد:
- أن لا يفرح بموجود، ولا يحزن على مفقود، وهذا علامة الزهد في المال.
- وأن يستوي عنده ذامه ومادحه، وهذا علامة الزهد في الحياة.
- وأن يكون أنسه بالله والغالب على قلبه حلاوة الطاعة.
فاحرص أخي المؤمن على الزهد في الدنيا، واكتفِ بالضروريات من الطعام والشراب والملبس والمسكن والأثاث وغيرها.

9- التفكر
أمر الله سبحانه وتعالى بالتفكر والتدبر، وأثنى على المتفكرين، قال تعالى:
"ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك".
(آل عمران:191)
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله"
رواه الطبراني والبيهقي.
وقال أبو الدرداء: "تفكر ساعة خير من قيام ليلة".
وقال وهب بن منبه: "ما طالت فكرة امرئ قط إلا فهم، وما فهم إلا علم، وما علم إلا عمل.
وقال بشر الحافي: "لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى ما عصوه".
فعلى المرء أن يتفكر في عظمة الخالق وفي عجائب خلقه وفي نفسه هو، وقد أمر الله تعالى بالتدبر في النفس، قال تعال:
"وفي أنفسكم أفلا تبصرون"
[الذاريات : 21].
فتفكر أخي المسلم في آلاء الله سبحانه، حتى تعبده حق عبادته، وتشكره حق شكره، ولتعرف لله قدره وحقه.

10- المحبة
لا شك أن أسعد الناس وأحسنهم حالاً في الآخرة أقواهم حبا لله تعالى- إذ هي أساس الأعمال وما من عمل إلا وهو ثمرة من ثمار محبة الله عز وجل.
والأمة مجمعة على أن محبة الله ورسوله فرض، قال تعالى:"يحبهم ويحبونه" [المائدة: 54]
بل إن الله تعالى يقرر تفاوت الناس في ذلك، قال تعالى:"والذين آمنوا أشد حباً لله"
[البقرة: 165].
وفي الصحيح أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال:
ما أعددت لها، قال: يا رسول الله: ما أعددت لها من كثرة صلاة ولا صيام، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت"رواه البخاري ومسلم.
ولا بد أن تكون الأعمال دليلاً على محبة الله عز وجل، أما أن يدعي الإنسان المحبة وفي ذات الوقت يدع طريق ربه إلى سبيل الشيطان، فهذا ليس من المحبة في شيء، كما قال الإمام عبدالله بن المبارك:
تعصى الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في الفعال بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
ولذلك كانت علامة محبة الله ورسوله هي طاعة الله ورسوله والالتزام بمنهج الله عز وجل وبسنته صلى الله عليه وسلم.
فاحرص أخي المؤمن على حب الله تعالى وحب نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يكون هواك تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو:
"اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك واجعل حبك أحب إلي من الماء البارد".

نبض باقى
03 Oct 2005, 07:37 PM
11- التعاون
التعاون هو تبادل المنفعة والتعاضد والتآزر في حصول الخير، وهو دافع فطرى، أودعه الله جميع مخلوقاته، منذ نشأت الحياة على سطح الأرض، فلا يمكن أن تكون هناك حياة دون تعاون.
وقد بين الله نوع التعاون الذي يجب أن يكون بيننا، كما نهى عن نقيضه وضده، وذلك قوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب"(المائدة :2)
فالإسلام يأمر بالتعاون في كل ما ينفع الأمة في دينها ودنياها، ولا شك أن هذا مبدأ اجتماعي خطير،فالأمم وقد تكاثر أفرادها وتعددت مصالحها أصبح لا يؤثر فيها مجرد الفرد مهما كان قوياً، بل لابد من تعاون غيره ومساندته له، فالتعاون ضرورة اجتماعية واقتصادية وإنسانية بصفة عامة.
والتعاون على البر والتقوى يكون من كل حسب قدرته وصنعته، فالعالم بعلمه، والغنى بماله والصانع بحرفته….، وهكذا يكون المسلمون متظاهرين كاليد الواحدة، وفي الحديث:"المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم"
وقد ضرب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مثلا للمتعاونين بالجسد الواحد وكيف تتعاون أعضاؤه: "مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى"
فتعاون أخى المسلم مع أسرتك ومجتمعك فيما فيه النفع للجميع.

12- الصدق
الصدق هو مطابقة الكلام للواقع بحسب اعتقاد المتكلم .
والصدق فضيلة عظيمة يبنى عليها خير البشرية ولا تستقيم الحياة إلا بها ولذلك حث الله عباده على التحلي بفضيلة الصدق وجعل الصديقين في المرتبة التالية للنبيين، قبل الشهداء والصالحين، قال تعالى:
"ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا""
النساء :69"
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا" "متفق عليه"
وقد نفي رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذب عن المؤمن الحق، لما له من آثار وخيمة على البشرية من إشاعة الفساد والريبة والشك بين النفوس، فلما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن بخيلا قال نعم أيكون المؤمن جبانا قال نعم أيكون المؤمن كذابا قال لا.
وما كان من خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما جرب على رجل كذبا قط حتى ظل يضمرها في نفسه ولا تخرج من قلبه حتى يعلم أنه أحدث منها توبة.
وفي هذا الشهر الكريم يجب على المؤمن أن يعوِّد لسانه قول الصدق ويتحراه حتى يكتب يوم القيامة من الصديقين، وفي هذا يقول الشاعر:
عوِّد لسانك قول الصدق تحظ به??إن اللسان لما عودت معتاد.

13- المحاسبة
المحاسبة هي مراجعة النفس وملاحظة تقصيرها أو إحسانها.
ومعلوم أن الله سبحانه وتعالى سيحاسب الناس على أعمالهم، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، ويقول الله تبارك تعالى:
"ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً، وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين"[الأنبياء: 47].
ولذا ينبغي على العبد أن يحاسب نفسه، بل ويجازيها ويعاقبها على تقصيرها، وفي هذا يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم".
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت".
رواه الترمذي
ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير المحاسبة لنفسه، وكذا الصحابة رضوان الله عليهم، ومن بعدهم التابعون، حتى أطلق على الحارث لقب المحاسبي ؛لكثرة محاسبته لنفسه.
وتكون المحاسبة بعد القيام بالأعمال وينبغي أن تكون على فترات متقاربة ومتباعدة، فتكون هناك محاسبة يومية وأسبوعية وشهرية … وهكذا، حتى يعلم المرء مكانه وهل هو في ازدياد أم في نقصان، قال تعالى:
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد" [الحشر: 18].

14- التهجد
التهجد وقيام الليل: من الفضائل العظيمة، جزيلة الثواب، فيها ترق القلوب، وتبيض الوجوه، وبها يرزق العبد الإخلاص، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قام الليل ولو بركعتين رزق الإخلاص وإن لم يتدبر ما قرأ"
ولقد حث الله رسوله- صلى الله عليه وسلم -على القيام بالليل، قال تعالى: "ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً"[الإسراء :79]
وقيام الليل ليس قاصراً على الرسول صلى الله عليه وسلم إنما على كل مسلم أن يتأسى به في هذه الفضيلة، فهي شرف المؤمن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد وصف الله تعالى أهل الجنة بكثرة قيامهم لليل، قال تعالى: "كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون"(الذاريات: 17-18).
وقال أيضاً:"تتجفي قلوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون".(السجدة :16)
وقد وصفت السيدة عائشة قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:"كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه- أي تتشقق- فقالت له: لم تصنع هذا وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً" رواه البخاري ومسلم.
ويعين على قيام الليل التخفف من المأكل والمشرب، وقد قال بعض الصالحين: لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فترقدوا كثيراً فتخسروا عند الموت كثيراً".
كما يعين على ذلك عدم إجهاد النفس بالنهار فلا يستطيع القيام بالليل وأن يستعين على ذلك بالقيلولة كما ورد بالأثر.
ثم على الإنسان بعد ذلك أن يبتعد عن الحرام، وأن يجتنب الذنوب، قال سفيان الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته.
وعلى المرء أن يتذكر الآخرة ويتذكر الموت وما بعده، وكان بعض الناس يقول لنفسه إذا أراد النوم:
يا طويل الرقاد والغفلات كثرة النوم تورث الحسرات
إن في القبر إن نزلت إليه لرقاداً يطول بعد الممات
وعليه أن يتذكر الجنة والنار، وأن يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، يقول صلى الله عليه وسلم"عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم"رواه الترمذي.
وفي رمضان والناس يتقربون إلى الله عز وجل بصيام النهار وقيام الليل عليك أن يكون لك وقتك من آخر الليل تتهجد فيه لربك، خصوصاً وأنت تستقبل، العشر الأواخر من رمضان حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون فيها بالخير.

15- التقوى
بين الله – عز وجل – في كتابه الكريم الغاية من الصيام، فقال تعالى:"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون""البقرة :183"
ويا لها من غاية! فقد أمر الله بها عباده في كتابه الكريم مرات كثيرة، منها قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون""آل عمران:102"
وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وكان دائما يدعو ربه: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"رواه مسلم"
والتقوى في اللغة: الخوف والخشية
وفي اصطلاح العلماء: امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه سرا وعلانية بالتخلي عن كل رذيلة، والتحلي بكل فضيلة.
والتقوى مأمور بها عباد الله كلهم جميعا من لدن آدم حتى قيام الساعة، قال تعالى:
"ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله""النساء: 131"
وسأل عمر بن الخطاب أبي بن كعب عن التقوى، فقال: أما سلكت طريقا ذا شوك قط، قال: بلى: قال: فما فعلت؟ قال: شمرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى.
وقد تمثل هذا القول الشاعر ابن المعتز في أبياته:
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
ويقول الإمام علي بن أبي طالب: التقوى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
وتستلزم التقوى من العبد كي يتحلى بها أن يتصف بأربع صفات، هي: كثرة محاسبته لنفسه، وخوفه مما مضى من ذنبه، وحذره مما قد يقع منه في المستقبل، وخشيته من سوء الخاتمة.
وللتقوى بشريات، منها :
- حب الله، قال تعالى:"إن الله يحب المتقين".






16- الأخوة

يحرص الشرع الحنيف على تقرير رابطة الإخاء بين المسلمين، لا الإخاء في الدم والنسب فقط، وإنما الإخاء في الدين والإيمان، قال تعالى: "إنما المؤمنون إخوة"
[الحجرات: 10 ]
وفي الحديث :"المسلم أخو المسلم"رواه مسلم
وقد ضرب الصحابة رضوان الله عليهم أروع الأمثلة في التآخي عندما أخي الرسول -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار، ورأينا كيف يتنازل الأنصاري لأخيه عن بيته ومال، وكيف قويت أخوة الدين على أخوة النسب، وفي هذا يقول الشاعر:
أخوة الدين أقوى من عرى النسب أخوة الدين فوق المال والذهب
والأخوة في الله توجب محبة الله سبحانه وتعالى، بل إن الأنبياء والشهداء ليغبطون المتحابين في الله على مكانهم من الله يوم القيامة، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يقول الله تبارك وتعالى: حقت محبتي على المتحابين في، وحقت محبتي على المتناصحين فيّ وحقت محبتي على المتباذلين فيّ، هم على منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء والصديقون"
رواه ابن حبان
وعنه صلى الله عليه وسلم:
"أن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون في جلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي"
رواه مسلم.
وللأخوة مراتب أعلاها الإيثار بأن يقدم أخاه على نفسه في كل ما يحب فهو يجوع ليشبع أخوه، ويظمأ ليرتوي هو ويسهر لينام، قال تعالى عن الأنصار:
"والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" [الحشر: 9].
وأدنى مراتب الأخوة: سلامة الصدر من الحسد والبغضاء والأحقاد.

17- الأحسان
الإحسان هو مراقبة الله تعالى وحسن طاعته، فإن من راقب الله تعالى أحسن عمله لقوله ـ صلى الله عليه وسلم:
"الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
ولقد وصف الله تعالى نفسه بالإحسان، فقال جل شأنه:"الذي أحسن كل شيء خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين"(السجدة:7)
ومنح حبه للمحسنين وبين أنه لا يضيع أجرهم وهو معهم بنصره وتأييده، قال تعالى:"والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين" (العنكبوت: 69)
ويتسع خلق الإحسان ليشمل القول والعمل من إحكامه وإتقانه في كل حال ومع كل أحد، ففي مخاطبة الناس بعضهم مع بعض يجعل الكلمة الطيبة من الإحسان، قال تعالى: "وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن"(الإسراء: 53)
وأحسن الكلام ما كان دعوة خالصة لوجهه الكريم وتوصية أو موعظة شديدة بعباده المؤمنين، قال تعالى:"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين"(فصلت:33)
ومن صفات المحسنين كما جاءت في القرآن الكريم أنهم يقومون أكثر الليل ويستغفرون آخره، ويجعلون في أموالهم نصيباً للسائل والمحروم، قال تعالى:
"إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم"(الذاريات :15-19)
والإحسان صفة توجب الحب وتأسر القلوب، كما يقول الشاعر:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم** فطالما استعبد الإنسان إحسان
فاحرص أخى المسلم على أن تكون من المحسنين في الدنيا فتكون معهم في الآخرة في جنات الله تعالى.

18- التوبة
بين الله – عز وجل – في كتابه الكريم الغاية من الصيام، فقال تعالى:"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون""البقرة :183"
ويا لها من غاية! فقد أمر الله بها عباده في كتابه الكريم مرات كثيرة، منها قوله تعالى:"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون""آل عمران:102"
وأوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكرم الخلق عند الله أتقاهم، وكان دائما يدعو ربه: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى"رواه مسلم"
والتقوى في اللغة: الخوف والخشية
وفي اصطلاح العلماء: امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه سرا وعلانية بالتخلي عن كل رذيلة، والتحلي بكل فضيلة.
والتقوى مأمور بها عباد الله كلهم جميعا من لدن آدم حتى قيام الساعة، قال تعالى:
"ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله""النساء: 131"
وسأل عمر بن الخطاب أبي بن كعب عن التقوى، فقال: أما سلكت طريقا ذا شوك قط، قال: بلى: قال: فما فعلت؟ قال: شمرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى.
وقد تمثل هذا القول الشاعر ابن المعتز في أبياته:
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماشٍ فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
ويقول الإمام علي بن أبي طالب: التقوى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.
وتستلزم التقوى من العبد كي يتحلى بها أن يتصف بأربع صفات، هي: كثرة محاسبته لنفسه، وخوفه مما مضى من ذنبه، وحذره مما قد يقع منه في المستقبل، وخشيته من سوء الخاتمة.
وللتقوى بشريات، منها :
- حب الله، قال تعالى:"إن الله يحب المتقين"
"التوبة :4"
- وفوزهم بالجنة، قال تعالى: "إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر""القمر:54"
- ونجاتهم من العذاب، قال تعالى:"وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا""مريم :71"
- وتكفير السيئات والذنوب، قال تعالى:
"ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا" "الطلاق : 5"
-وإنارة البصيرة، قال تعالى:"يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا" "الأنفال :21"
- ونيل رحمة الله، قال تعالى: "ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون"
"الأعراف :156"
- وعون الله ونصرته، قال تعالى: "إن الله مع الذين اتقوا""النحل :128"
- وتيسير الأمر وقرب الفرج وسعة الرزق، قال تعالى: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب"
"الطلاق :3"
وقال "ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا"
"الطلاق:4"
فاحرص أخي المسلم على تقوى الله عز وجل، حتى تتحقق الغاية من صيامك وتفوز بسعادة الدارين ؛الدنيا والآخرة.
19- التواضع
التواضع خلق من الأخلاق الإسلامية وفضيلة من الفضائل الأخلاقية فالمسلم يتواضع في غير مذلة ولا مهانة، فالتواضع من أخلاقه وصفاته كما أن الكبر ليس من شأنه ولا ينبغي له، لأن المسلم يتواضع ليرتفع ولا يتكبر لئلا ينخفض، وهذه منة الله عز وجل يرفع المتواضعين ويخفض المتكبرين، وفي هذا يقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" رواه مسلم
وقد ذم الإسلام الكبر لأنه رذيلة من الرذائل الاجتماعية، تغرس الفرقة والعداوة بين الأفراد فتقضى على التعاون والمحبة بينهم.
ولقد أمر الله عز وجل نبيه بالتواضع وخفض الجناح وعدم التبختر في المشي، فقال تعالى: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين"(الشعراء: 215)
وقال تعالى: "ولا تمش في الأرض مرحا"
(الإسراء: 37)
أي لا تمش متبختراً كمشى الجبارين، وقال تعالى في وصف أوليائه:"أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين" (المائدة: 54)
وقال صلوات الله وسلامه عليه، قال الله عز وجل:"العز إزاري والكبرياء ردائي، فمن ينازعني أحدهما عذبته"رواه مسلم.

20- الخوف
الخوف:هو تألم القلب بسبب وقوع مكروه في المستقبل.
وأخوف الناس أعرفهم بربه، لذا قال رسول صلى الله عليه وسلم: "أنا أعرفكم بالله، وأشدكم له خشية"رواه البخاري.
وقال تعالى: "إنما يخشى الله من عباده العلماءُ"[فاطر: 28]
فإذا اكتملت المعرفة حصل الخوف، وفاض أثره على القلب، ثم ظهر على الجوارح والصفات. وليس البكاء فقط هو علامة الخوف، فكم من باكِ وهو غير خائف!
وينبغي على المسلم أن يخاف الجليل تبارك وتعالى، لأن هذا من مسببات التقوى، ولأن الخوف يقمع الشهوات، ويكدر اللذات، فتصير المعاصي المحبوبة مكروهة، وهذا كله يصرف القلب عن المعصية، ويدعو إلى الاستغفار وإخبات القلب.
والخوف نوعان:
_الخوف من العذاب ، وهو خوف عامة الخلق.
_والخوف من الله تعالى: وهو خوف العارفين العالمين، قال تعالى: "ويحذركم الله نفسه" [آل عمران: 28].
وفي الحديث: "إذا اقشعر جلد العبد من مخافة الله عز وجل تحاتت عنه ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها".رواه الطبراني والبيهقي.
وعنه صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى:
"وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة"رواه ابن حبان.

أبوالزبير
05 Oct 2005, 11:15 AM
السَلامُ عَليكُم وَرحَمةُ الله وَبَرَكاُته

باركَ الله فيكَ أخي الحبيب نبض باقي على نقلك المبارك

فجزاكَ الله خيراً ونفع بك

nooory3
06 Oct 2005, 01:17 AM
بارك الله فيك أخي ونفع بك