المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا



سهام الليل
30 Sep 2005, 12:11 AM
الحمدلله وكفى ,. وبعد فهذه اخوة العقيدة

سطور سجلتها لكم من صفحات كتاب الخزندار في الاخلاق ..


ـــــــــــ
لماذا الاخلاق ؟
لقد ملك المسلمون في قرونهم الاولى ـ قرون الخير ـ اعلى مستوى من التربية الاخلاقية , وكان الناس يدخلون في هذا الدين افواجا لما يرون من حسن المعاملة وجميل الاخلاق اكثر مما كانوا يدخلونه بالمناظرات الكلامية والمنطق السديد في العرض .

كانوا يملكون من القدوة اكثر مما يملكون من قوة البيان , وخاصة في دعوة العجم حيث لم يكونوا يملكون مزيد بيان ,

واستطاع ذلك الجيل ان يدخل الناس في دين الله قبل ان يعرف منطق ارسطو والفلسفة اليونانية , وبعد ان دخلت اليه الفلسفة وعلم الكلام بدات تضمر التربية الاخلاقية وبدات تتنامى على حسابها العلوم العقلية .







اذا تحدثنا عن الافكار : تتعدد المواقف بتعدد المشارب , وان تحدثنا في قضية فقهية : تجاذبتا الخلافات المذهبية واختلفنا اكثر في الراجح والمرجوح , والمعتبر وغير المعتبر .. وان حاولنا ان نتحدث في العقيدة : لايخلو الامر من الفرق والملل والنحل , والتفسيق والتبديع والتكفير . .



اما اذا تحدثنا في الاخلاق : فالحسن منها تكاد تجمع على حسنه العقول البشرية كما تجمع على قبح القبيح منها .

وتضيق دائرة الخلاف حولها بين المؤمنين وحتى مع غير المسلمين

وان احب الناس اليك لينفضون عنك حين تكون فظا غليظ القلب ..

وإن ابغض الناس ليحتكمون إليك حين تكون صادقا وامينا ..







================================







فقيرة عفو ربها سهااااامـــ

يتبع

http://www.heartdes.com/heartsA/images/thneh.jpg

سهام الليل
30 Sep 2005, 12:14 AM
من خصائص التربية الاخلاقية في الاسلام



1 ـ ربانية المصدر : الاخلاق الاسلامية ليست رايا بشريا , ولا نظاما وضعيا , وانما هي مستمدة من شرع رب البشر , سواء منها مااثبته الشرع ابتداء

او ا قره مما قد تعارف عليه الناس , وحتى مالم ينص عليه الشرع من محاسن الاخلاق , فربانيته في اندراجه تحت اصل شرعي عام :

( مارآ ه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن )

فهي ربانية المصدر , وربانية الهدف والغاية والقصد , غير ان اصول الاخلاق وامهاتها مستمدة من الشرع , ويبتغي المسلم بها رضى الله .





2ـ عبادية القصد : مهما تخلق انسان بالاخلاق الاسلامية , فانها ستبقى صورة بلا روح , طالما لم يرد بها صاحبها وجه الله ورضاه ,



3 ـ مثالية واقعية : الاخلاق الاسلامية تدعو الناس الى السمو وتراعي نفسية البشر واحتياجاتهم وقدراتهم على الارتقاء , كما تراعي حقهم في الا يعتدي عليهم , وفي ان يقتص لهم فلا تطالبهم بما فوق طاقتهم , عملا بقوله تعالى : ( فاتقوا الله مااستطعتم )

ولايعد الجائع خائنا للامانة ان سرق ليأكل , ولايعتبر الخائف او المكره ناقضا للصدق ان كذب لينجو ـ حين لاينجيه من البطش الا الكذب ـ

ولايعد طيشا وخروجا عن خلق الحلم ان غضب وثار من استُفز او ا ستُغضب ..



4ـ شمولية متكاملة :

الاخلاق الاسلامية تشمل جميع جوانب حياة الانسان : مع ربه , ومع الناس , في بيته , وفي عمله , وفي خلوته , في البيع والشراء , في السلم والحرب , في الوجدان , وفي المجتمع , وفي الظاهر والباطن



5ـ ثابتة

الاخلاق الاسلامية تكون اصيلة في نفس صاحبها , بحيث يصدر منه الخلق نفسه كلما تكرر الموقف نفسه الذي يقتضي ذلك الخلق , فلا يتغير خلقه مع الضعفاء ولا الاقوياء , ولافي حال فقره او غناه , ولافي اقامته او سفره , ولافي خلوته او جلوته , ولا في حال رضاه او غضبه ... ومصدر ثبات هذه الاخلاق انها تعبدية , يدور صاحبها مع الحق حيث يدور .

6 ـ متوازنة : لا تغلب جانبا على جانب فكلها مطلوبة

كما تدعو للعزة تدعو للتواضع , فيها الصراحة والاحترام وفيها الكرم والاقتصاد , شجاعة من غيرتهور , ولين من غير ضعف

7ـ تنال بالمجاهدة :

هنالك اخلاق يتفضل الله عزوجل على بعض خلقه فيجبلهم عليها من غير كسب ولاجهد

فمثل هذه فضل ومنة على من اوتيها , ومن لم يؤتها مكلف بمجاهدة نفسه لكي يأطرها على الحق أطرا , ويجرها الى الجنة بالسلاسل , ويلزمها بكسر هواها , وتغليب رضا الرب على ماسواه الى ان تصبح هذه الصفات الفاضلة خلقا مكتسبا بعد الترويض والمجاهدة



في الحديث : ( ومن يستعفف يعفه الله .. ومن يتصبر يصبره الله )

وهكذا كل الاخلاق . بالتشجع يصبح شجاعا , وبالتسامح يصبح سمحا ..

نكمل ان اذن الله

أبو طالب الأنصاري
30 Sep 2005, 01:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



سهام الليل



جزاك الله خيرا على الموضوع الهام



وفي إنتظار البقية بإذن الله تبارك وتعالى





كتب الله أجرك ورفع قدرك



مثبت للفائدة

سهام الليل
30 Sep 2005, 01:41 PM
بارك الله فيكم الاخ الفاضل الانصاري على التثبيت ...



اكمل ..
الربانية ..

ـ .. كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب .. ـ

كم ينشرح صدرك حين تلقى قوة المؤمن وصلابته وعزيمته وجديته .. مشفوعة بسكينة وإخبات ورقة وصفاء !!
وهو مايتمثل في شخصية المسلم بخلق الربانية .

وصف الربانيون في القران باوصاف عديدة تتكامل بها صفاتهم .
فقد وصفوا بالثبات في الجهاد والصبر على البلاء
( وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين ـ
والربيون بمعنى الجماعات الكثيرة من العباد والعلماء والربانيين ـ جمعا بين التفاسير ـ

ومن علامات الربانيين انهم يحرصون على تحكيم الشريعة وإقامة الدين
ـ إنا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين ا سلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار .. ـ
وفي موضع آخر وصفهم الله بانهم المرشحون للامر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ لولاينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت .. ـ

وجعل الله الامر بالاتصاف بالربانية على لسان من يؤتيهم الله الحكم والنبوة وجعل الله ميزة الربانيين في قيامهم بتعليم كتاب ربهم وحرصهم على الاستمرار في التعلم ـ ماكان لبشران يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ـ
فالرباني يبني نفسه ويبني غيره , يعمل بما علم ويعلم ما تعلم .
وقد حوت كتب ا لتفسير والسنة كثيرا من الصفات المميزة للرجل الرباني , ففي صحيح البخاري وعند ترجمة ـ باب العلم قبل القول والعمل ـ
قال ابن عباس : كونوا ربانيين : حلماء فقهاء , ويقال : الرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره ـ
يقول ابن حجر : والمراد بصغار العلم ماوضح من مسائله , وبكباره مادق منها , وقيل : يعلمهم جزئياته قبل كلياته , او فروعه قبل اصوله , او مقدماته قبل مقاصده ..

فالرباني صاحب حكمة وصاحب فقه ., ومن حكمته انه يتدرج بالمدعوين وييسر عليهم على علم وبصيرة وحسن عمل , ينقل ابن حجر عن ابن الاعرابي قوله : لايقا ل للعالم رباني حتى يكون عالما معلما عاملا .
واساس الربانية الاخلاص في ابتغاء رضى الرب ـ عزوجل ـ قال الاصمعي : الرباني نسبة الى الرب أي الذي يقصد ما امره الرب بقصده من العلم والعمل ـ
وقال ابوعبيدة : سمعت عالما يقول : الرباني العالم بالحلال والحرام والامر والنهي , العارف بانباء الامة وماكان وما يكون ـ

يتبع ..

سهام الليل
30 Sep 2005, 01:59 PM
الاهتمام بالاخرة : ـ




ـ من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ـ



يعيش المؤمن الداعية كثيرا من الهموم , وربما كان الهموم سببا لتشتيت القلب عن الهدف ولصرف الهمة الى مشاغل اهل الدنيا واهتماماتهم فتزول الميزة وينعدم التميز وتختلط الموازين .

ان من هوان امر الدنيا ان جعلها الله لا تدوم لاحد ـ ان حقا على الله تعالى ان لايرفع شيئا من امر الدنيا الا وضعه ـ





وانما هي ايام يداولها الله بين الناس , فيرفع اقواما ويضع اخرين ويعز اقواما ويذل اخرين لتتحقق حكمة الله في ابتلاء العباد .



ان الله يعطي الدنيا للمؤمن والكافر ولايعطي الدين الا لمن يحب

بل غالب الناس كما قال صلى الله عليه وسلم : ( اكثر الناس شبعا في الدنيا اطولهم جوعا في الاخرة )

وذلك لقلة الشاكرين

وكل نعمة ـ عليها حساب

في الحديث (( إن اول مايسال عنه العبد يوم القيامة من النعيم ان يقال له : الم نصح لك جسمك ونرويك من الماء البارد )



لذلك كان من علامة طريق الجنة انه محفوف بالبلاء , ولايهون البلاء الا على من جعل الاخرة همه

( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )





وفي الحديث : (( من اراد ان يعلم ماله عند الله فلينظر ما لله عنده )) صحيح الجامع ـ حسن ـ

و ـ (( ماكرهت ان يراه الناس منك فلا تفعله بنفسك اذا خلوت )

والمهتم بآخرته إذا ذكر بخطئه سريع الفيئة قريب الرجعة ـ إذا ذكرتم بالله فانتهوا ـ



والذي يخاف الله في الدنيا ويحذر معصيته ويحتاط لامر آخرته فذلك هو الآمن يوم القيامة ( قال الله تعالى : وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين ولاخوفين , إن أمنني في الدنيا اخفته يوم اجمع عبادي , وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي )





شعاره ـ قد اقترب الرحيل

( واحبب من شئت فإنك مفارقه , واعمل ماشئت فإنك ملاقيه )

وحاله ـ كن في الدنيا كأنك غريب او عابر سبيل ـ


يتبع ..

أبوالزبير
30 Sep 2005, 02:28 PM
السَلامُ عَليكُم وَرحَمةُ الله وَبَرَكاُته

بارك الله فيكِ أختنا في الله ونسأل الله عز وجل لكِ التوفيق والسداد

وأن يعينك على إكمال موضوعك القيم

محب الدعوة
01 Oct 2005, 02:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سهام الليل
جزاك الله خيرا على الموضوع الهام

سهام الليل
01 Oct 2005, 10:37 PM
بارك الله فيكم جميعا على المرور الكريم

ولعلي اكمل باذن الله ....

آمال
02 Oct 2005, 09:53 AM
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
وجعله في ميزان حسناتك

سهام الليل
02 Oct 2005, 10:28 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الباري اختي امال :wilted_ro

سهام الليل
02 Oct 2005, 10:36 AM
الورع

ـ كن ورعا تكن أعبد الناس ـ



الورع : توق مستقصى على حذر وتحرج على تعظيم



او هو الخروج من كل شبهة ومحاسبة النفس في كل طرفة عين .





بل رحلة الانحدار تبدأ بزلة واحدة , والحريص على آخرته يجعل بينه وبين الانزلاق وقايات تستره وتحميه .,




قال صلى الله عليه وسلم : ( البر ماسكنت إليه النفس واطمأن اليه القلب , والإثم مالم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب ـ وإن افتاك المفتون )



ومن لطيف ماحدث به ابن القيم رحمه الله ـ ( قال لي يوما شيخ الاسلام ابن تيمية ـ قدس الله روحه ـ في شيئ من المباح : هذا ينافي المراتب العالية , وان لم يكن تركه شرطا في النجاة .





وكما يشمل الورع صور الكسب والمعاملات فانه يشمل اللسان

ومن تأمل ابن القيم في احاديث النبي صلى الله عليه وسلم اعلن انه ( جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الورع كله في كلمة واحدة فقال :

(( من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه ))





ومن الثمرات البارزة لخلق الورع انه يعصم صاحبه من الاستدراج لذلك تجد ( من تعاطى مانهي عنه يصير مظلم القلب لفقدان نور الورع فيقع في الحرام ولو لم يختر الوقوع فيه .)

كما قال ابن حجر ,. وفي حديث الافك تقول السيدة عائشة رضي الله عنها عن السيدة زينب بنت جحش حيث حمت سمعها وبصرها من الخوض فيما لايعلم

: ( فعصمها الله عزوجل بالورع )

كما ان صاحب الورع يحمي دينه وعرضه من الطعن

: ( فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه )

يقول ابن حجر : ( وفيه دليل على ان من لم يتوق الشبهات في كسبه ومعاشه فقد عرض نفسه للطعن فيه , وفي هذا إشارة الى المحافظة على امور الدين ومراعاة المروءة ) .

فإذا كانت اعلى منازل العبادة الورع ( كن ورعا تكن اعبد الناس ) وان كان افضل الدين التورع ( خير دينكم الورع )

افلا يرتقي الداعية المؤمن الى تلك الذروة ويربأ بنفسه من الانزلاق من ان يحبط عمله وهو لايشعر.

فان كثيرا من الصحابة كانوا يخافون على انفسهم من النفاق ويعلل ابن حجر ذلك بقوله :

( ولايلزم من خوفهم من ذلك ـ النفاق ـ وقوعه منهم بل ذلك على سبيل المبالغة منهم في الورع والتقوى رضي الله عنهم ـ





هكذا كانوا فلنراجع انفسنا ولنزن اعمالنا .











ــــــــــــــ

سهام الليل
02 Oct 2005, 10:40 AM
إطابة المطعم



{ يَا أَيّهَا الرُّسُل كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالِحًا }



ان تحري الرزق الحلال مسألة يومية تقتضي من كل منا ان يديم استحضارها والتواصي بها , فان لم يكن لدينا كوابح ايمانية توقفنا عن الانسياق وراء شهوة المال وقعنا في الشبهات ثم في الحرام والخطورة تكمن في استمراء النفس للحرام واعتيادها عليه او عدم مبالاتها فيه .



كثيرا مااوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتحليل الرزق و ( إن الله امر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقا ل :

{ يَا أَيّهَا الرُّسُل كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالِحًا }

بل جعل عليه الصلاة والسلام ـ عدم المبالاة بهذا الامر من صفات شرار الخلق فقال : ( يأتي على الناس زمان لايبالي المرء مااخذ منه , امن الحلال ام من الحرام )



ولا فرق بين مهنة وضيعة ومهنة رفيعة . المهم ان يكون الرزق حلالا . وقد كان هذا شأن الانبياء . وعلى ذلك ربى رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته فكان يخاطبهم بكل وضوح : ( لان يحتطب احدكم حزمة على ظهره خير من ان يسأل احدا فيعطيه او يمنعه ) .





والرزق الطيب من اسباب قبول الدعاء ومما يشرع في طلبه في الدعاء .

(( ان الله طيب لايقبل الا طيبا . ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء : يارب يارب , ومطعمه حرام , ومشربه حرام وملبسه حرام , وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك )



يتبع

رزان
03 Oct 2005, 06:08 AM
جهد يستحق الشكر ، بارك الله فيك وفي جهدك ووفقك لكل خير .

أم ريوف
04 Oct 2005, 05:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة
سهام الليل
موضوع رائع وجامع وشامل للأخلاق
نسأل الله أن نكون ممن تحلون بهذه الأخلاق
بارك الله فيك ووفقك
وأعانك على تكملة هذه المسيرة الطيبة

سهام الليل
04 Oct 2005, 06:34 PM
بورك فيكن اخواتي المؤمنات ربى , ام ريوف , والشهر عليكن مبارك :rose:

سهام الليل
04 Oct 2005, 07:09 PM
فخيرهم بطئ الغضب سريع الفيئة



من يراجع سيرة خير القرون يجد ان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا متميزين بالعصمة من الوقوع في الخطأ مع الخلق او الخالق , وانما كانوا بشرا تميزوا بأنهم

ـ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ . وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا


وانهم اذا مسهم : ( إِنَّ الَّذِينَ اِتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِف مِنْ الشَّيْطَان تَذَّكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ










هذه المبادرة الى التوبة وتلك المسارعة الى الرجوع للحق هي مانعنيه بسرعة الفيئة .


كثيرا ماتكون بعض الطبائع التي لم تهذب سببا من اسباب زلة القدم والوقوع في بعض الخصومات , وقد ورد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر طبائع الناس وأخلاقهم في احدى خطبه فقال :
( .. يكون الرجل سريع الغضب قريب الفيئة فهذه بهذه , ويكون بطئ الغضب بطئ الفيئة فهذه بهذه . فخيرهم بطئ الغضب سريع الفيئة وشرهم سريع الغضب بطئ الفيئة )

وحبل الخيرية بيدك ايها المؤمن , وما عليك الا ان تضبط عواطفك فلا تغضب ولا تسئ , وان لم تتمالك نفسك فلا يطل عليك الامد ويتراكم على قلبك الران وانما تفيئ الى دائرة الحق بسرعة , وترجع الى جادة الصواب على عجل .

ولم يخل بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم من خصومات تقع بين زوجاته , ولكن انظروا الى شهادة عائشة رضي الله عنها في ضرتها زينب رضي الله عنهما وإلى ما ذكرت من خلق زينب : ( .. ولم أر امراة قط خيرا من زينب واتقى لله , واصدق حديثا , واوصل للرحم , واعظم صدقة , واشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب به الى الله تعالى , ماعدا سورة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة )

فلم تنكر عليها سوى حدة في طبعها , ولكنها رضي الله عنها كانت تسارع فتستدرك وتصلح مانتج من حدتها .


ولذلك حين تعرض الاعمال يومي الاثنين والخميس يغفر الله لكل مؤمن الا المتخاصمين فيقال :
( انظروا هذين حتى يصطلحا )

وفي رواية ( اتركوا هذين حتى يفيئا ) ( وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ) .

والمتوقع من المؤمن الصادق انه يسرع الفيئة ويسابق الى الصلح , اما من يلج في الخصومة ويغرق في التمادي فإن ( أبغض الرجال الى الله الالد الخصم )
وفسره ابن حجر بأنه : شديد العوج , كثير الخصومة .


بل ان من صفات المنافق انه ( اذا خاصم فجر )
يقول ابن حجر ( والفجور الميل عن الحق والاحتيال في رده )
وكم يكون عظيما ذلك الذي يذل للمؤمنين , ويؤوب الى الرشد , ويعجل الى ربه ليرضى عنه .


ولقد ضرب ابو بكر الصديق مثلا رفيعا في سرعة الفيئة حين علم ان مسطح الذي يأكل من نفقة ابي بكر كان قد شارك في حديث الافك , فأقسم ابو بكر الا ينفق عليه

حتى نزل : وَلَا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْل مِنْكُمْ وَالسَّعَة أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِين وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيل اللَّه
وَلْيَعْفُواوَلْيَصْفَحُواأَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ




فما سمع ابو بكر خاتمة الاية حتى صاح :
( بلى والله اني لاحب ان يغفر الله لي )
فرجع الى مسطح النفقة التي كان ينفقها عليه وقال : والله لا انزعها منه ابدا .




ليس العيب الوقوع في الخطأ إذ ( كل بني آ دم خطاء . وخير الخطائين التوابون )

وانما تكمن المصية في الاصرار على الخطأ والتمادي في الباطل

مع ان ابواب الرحمة والتوبة مشرعة تدعونا لسرعة الفيئة

( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيئ النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها )


تستطيع تجاوز العقبة بان تكون صريحا مع نفسك وتعترف بخطئك , وهذه بداية طريق التوبة والفيئة الى الله
واذا كان ربنا يدعونا الى سعة رحمته ويقابل ضعفنا باحسانه فما الذي يبطئ بنا عن إصلاح انفسنا وماالذي يحول بيننا وبين الفيئة السريعة والرجعة النصوح ؟

فهرول ايها العبد الى رحمة الله واياك والتسويف
ـ فان العبد اذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه ـ


:rose: ان خلق سرعة ا لفيئة من اول مايطالعك في اول منازل الاخرة حيث تأتيك البشرى بالخير ويقول لك عملك : ( انا عملك الصالح , كنت والله سريعا في طاعة الله , بطيئا عن معصية الله , فجزاك الله خيرا )
او تأتيك البشرى بالشر ويقول لك عملك : ( انا عملك الخبيث , كنت بطيئا عن طاعة الله , سريعا في معصية الله , فجزاك الله شرا )

فاذا اسأت فاحسن واذا اذنبت فاستغفر , لعل عملك يشهد لك بالسرعة في طاعة الله .




بتصرف من الكتاب

يتبع

سهام الليل
07 Oct 2005, 12:05 AM
فاصل للاهمية

ماجاء في فضل الصحابة رضوان الله عليهم

وعقيدة اهل السنة والجماعة فيهم

على هذا الرابط

http://www.alminbar.net/malafilmy/fadael/malaf1.htm

سهام الليل
07 Oct 2005, 12:18 AM
الثبات




ـ يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ـ


كثيرا مانجد شبابا يحنون الى البدايات التي كانوا يتفجرون فيها حيوية , ويتدفقون حماسا , ويبالغون في الحرص على دقائق السنن , ناهيك عن البعد عن دائرة الحرام والشبهات . ثم ماذا ؟

.. كلت النفوس , وفترت الهمم , واكتفى كل شاب بان يكون واحدا من عامة المسلمين , وهذا احسن حالا ممن انقلبوا على اعقابهم فغدوا يعادون الدعوة ويسخرون من اهلها ويحذرون من سبيلها , انها معركة تقرير المصير بين الاتداد على الاعقاب والثبات .



نعني بالثبات الاستمرار في طريق الهداية , والالتزام بمقتضيات هذا الطريق والمداوامة على الخير , والسعي الدائم للاستزادة , ومهما فتر المرء فهنالك مستوى معين لايقبل التنازل عنه او التقصير فيه , وان زلت قدمه فلايلبث ان يتوب , وربما كان بعد التوبة خيرا مما كان قبلها , ذلك هو حال المتصف بخلق الثبات .




وللثبات صور تشمل عددا من جوانب حياة المسلم منها الثبات في المعركة كما ثبت الربيون الكثير مع انبيائهم , وكان قولهم ..


ربَّنَااغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا

وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ










والفئة الصابر ة بإمرة طالوت الذين قال الله فيهم ..



وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ



وفي ذلك توجيه للمؤمن ان يلتجئ الى الله طالبا منه التثبيت


وخوطب ابناء هذه الامة بامر الله تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ


فكان من الكبائر في ديننا الفرار من الزحف




وقد كان صلى الله عليه وسلم يعمق هذا المعنى يوم الاحزاب وهو ينقل التراب وقد وارى التراب بطنه وهو يقول


: ( لولا انت مااهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا , فانزل السكينة علينا وثبت الاقدام ان لاقينا , ان الألى قد بغوا علينا اذا ارادوا فتنة أبينا )




ولان مسالة الثبات على الدين قضية تشغل فكر المسلم فانه يكثر من الدعاء بها , فقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر من قول : ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )




لذا كان حذيفة يحذر العلماء والعباد لانهم قدوة :


( يامعشر القراء استقيموا , فان اخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا )




ومن صور الثبات في الفتن


الصبر في ايام الصبر التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله :


( الصبر فيهن مثل القبض على الجمر )




وفي رواية ( للمتمسك فيهن يومئذ بما انتم عليه اجر خمسين منكم )




وفي اشد مايلقاه المسلمون من الفتن حين يخرج الدجال ويعيث يمينا وشمالا فان الوصية الاساسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم التي يوصي بها امته حينئذ : ( ياعباد الله . اثبتوا )


ومن اهم صور الثبات المداومة على الطاعات , فالمطلوب في بعضها المثابرة عليها ( من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى ا لله له بيتا في الجنة )


وفي رواية مسلم تقول ام حبيبة راوية الحديث , ويقول كل من عمرو بن اوس والنعمان بن ثابت ـ من رجال السند ـ


( ماتركتهن منذ سمعتهن )




وتقول عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وكان احب الدين اليه ماداوم عليه صاحبه )




وحين سئل صلى الله عليه وسلم : أي العمل احب الى الله ؟


قال : ( ادومه وان قل )


والثبات مظهر بارز للاستقامة , لان المتذبذب المتقلب لايقدر على الثبات , ولايقوى على الاستقامة




وقد كان آل محمد صلى الله عليه وسلم اذا عملوا عملا اثبتوه .


يقول النووي : ( أي لازموه وداوموا عليه )






ونختم القول الجامع في بيان حقيقة الاسلام


ايمان وثبات ( قل لي في الاسلام قولا لا اسال عنه احدا بعدك , قال : قل آمنت بالله ثم ا ستقم )




ثبتنا الله واياكم .








يتبع ..

daly_ena
07 Oct 2005, 10:11 AM
جزاك الله خيرا على الموضوع الهام

سهام الليل
09 Oct 2005, 12:41 AM
جزاكم الله خير

سهام الليل
09 Oct 2005, 01:32 AM
من اخلاقنا في الوجدان



الاحساس والتأثر



ـ من سرته حسنته وساءته فذلكم المؤمن ـ



المؤمن الذي يتمتع بدرجة عالية من الاحساس و

والتاثر , يبقى حي القلب , مرهف الحس , وينعكس ذلك على سلوكه , بتفاعله مع مايجري حوله , وانفعاله بما يثير ويحرك , فيغضب لله , ويفرح لنصرة دين الله , ويتمعر وجهه اذا انتهكت حرمات الله , ويهتم لحال عباد الله وسطوة اعداء الله ..

والفاقد لهذا الخلق : تراه بليدا جامدا , ميت الشعور , خامل الاحساس , يتلقى كل مايجري حوله بفتور , الا ان يكون امرا يمس مصالحه الشخصية , فيثور له ويغضب , ويهتم لاجله ويسعى , وهل امر نفسه اولى عنده من امور جميع المسلمين ؟ وهل مصيبته في نفسه اشد عليه من كل مصائب المسلمين ؟



ان صاحب الاحساس والتأثر يراعي مشاعر اخوانه ويحترمها , ويحذر ان يمسها بسوء , يروى ان اباسفيان ـ في هدنة صلح الحديبية ـ قبل اسلامه ـ مر على سلمان وصهيب وبلال فارادوا ان يسمعوه قولا يغيضه , فقالوا :

والله مااخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها , فاستنكر عليهم ابو بكر ما قالوا , وقال لهم :

اتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم ؟!

وذهب ابو بكر فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما جرى , فكان اول امر اهم رسول الله , ان تساءل عن مشاعرهم تجاه ماصدر من ابي بكر , فقال له : ياابابكر ! لعلك اغضبتهم ؟ لئن كنت اغضبتهم , لقد اغضبت ربك , فاتاهم ابو بكر يسترضيهم , ويستعطفهم , قائلا :

ياإخوتاه ! اغضبتكم ؟ قالوا : لا . يغفر الله لك يااخي .

حين تكون هذه الصورة نموذجا يحتذى في العلاقات بين الاخوة , تتحقق فينا اخوة الاسلام بأسمى صورها .



ومن علامات حياة ا لقلب , واالتفكير في الاخرين , والاهتمام بامورهم , ان يحزن المؤمن لحزن من يحب ومن الصور البارزة لهذه المشاركة الشعورية : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم شارو اصحابه في اسرى بدر , فراى عمر ان يقتلوا , وراى ابو بكر ان يعتبروا اسرى , ويؤخذ منهم الفداء , فمال رسول الله صلى الله عليه وسلم الى راي ابو بكر , فلما نزلت الاية في اليوم التالي :

(( مَاكَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ



والاية تعاتبهم تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)




وتشير الاية التي تليها الى انه كان سيمسهم عذاب لذلك :

( لَّوْلاَكِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)
فاخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي , وابو بكر يبكي معه , ووجدهما عمر على هذا الحال فقال :

يارسول الله ! اخبرني من أي شيئ تبكي انت وصاحبك ؟ فان وجدت بكاء بكيت وان لم اجد بكاء تباكيت لبكائكما ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ابكي للذي عرض على اصحابك من اخذهم الفداء , لقد عرض علي عذابهم ادنى من هذه الشجرة .. )



وحين اذن الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بزيارة قبر امه

: ( بكى هناك , وابكى من حوله )

من الصحابة , ولما زار رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن عبادة ـ وهو يحتضر ـ فراى ماغشيه من نزع الروح , بكى ( فلما راى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم , بكوا )

وبذلك نرى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رقيق القلب , سريع الدمعة , بالغ التأثر , قوي الاحساس , وكذلك نجد الصحابة من حوله , فكيف نجد قلوبنا من بعدهم ؟



ومن شواهد هذا الاحساس , وذلك التأثر , في مجتمع المسلمين ان امراة من الانصار , لما علمت حزن عائشة رضي الله عنها , لما رميت به من حديث الافك , ذهبت اليها , وجلست تبكي معها ؟


فهل يطيب لك نوم وانت تعلم ان اخا لك في محنة ؟

اذا وجدت مصائب اخوانك تمر على مشاعرك دون ان تحركها , وتعبر امام عينيك ولا تدمعها , فاعلم ان قلبك بحاجة الى جلاء واحياء



ومن ابرز ما يتمثل فيه خلق : ( الاحساس والتأثر ) : حزن المرء على نفسه اذا اذنب , وندمه على مااجترح , فيدفعه ذلك الى ا لتوبة .



يروى ان عائشة كانت نذرت ان تهجر ابن اختها عبد الله بن الزبير , ثم تم الاصلاح بينهما ( .. وكانت تذكر نذرها بعد ذلك , فتبكي , حتى تبل دموعها خمارها )







لحزنها على مانذرت من شر ,.‘

ثم يأتي على الناس زمان , يفعلون فيه الموبقات , وهي ادق في عيونهم من الشعر , لاستصغارهم لما فعلوا , ويفعل احدهم الذنب , فلا يتأثر له الا كما يتأثر من وقفت على انفه ذبابة , فهشها بيده , وانتهى كل شيئ , ان هذا لدليل ضعف الايمان ,

سهام الليل
09 Oct 2005, 01:40 AM
وحياة القلب هي علامة الايمان

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( .. من سرته حسنته , وساءته سيئته فذلكم المؤمن )

ومثل هذا يأمن من عذاب الله في الاخرة , لخوفه من ذنبه في الدنيا قال ابو ايوب الانصاري :

( .. وان الرجل ليعمل السيئة , فلا يزال منها مشفقا , حتى يلقى الله آمنا )



فكانت اول علامات حياة القلب : الشعور بالخطأ , ثم الشعور بالندم , ثم البكاء ..


ان التأثر بالمواقف التي تستدعي الشفقة والرحمة , صورة من صور هذا الخلق ,

ومن ذلك ان ابا ايوب الانصاري راى امراة في السبي تبكي ؟ فعلم انه فرق بينها وبين ولدها , فجاءها بولدها فاعترض عليه اميره عبد الله بن قيس ؟

وقال له : ماحملك على ماصنعت ؟

قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

من فرق بين والدة وولدها , فرق الله بينه وبين الاحبة يوم القيامة )

انه التأثر لما قد يقع على من ظلم ـ حتى على غير المسلمين ـ



ومثل ذلك التأثر بالمواقف التي تستدعي السخط على الظلم والظالمين ..( ... لا تدخلوا على هؤلاء القوم المعذبين , الا ان تكونوا باكين , فان لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم , لايصيبكم مثلما اصابهم )



ومن المواقف التي تقتضي التأثر : رؤية مايغضب الله , او ينفر الناس من الدعوة , فقد شكا رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم طول صلاة امامه , يقول ابن مسعود : ( فما رايت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة اشد غضبا من يومئذ )





والحري بأن يكون اكثر الناس احساسا باخوانه , وتأثرا لما يحبه الله او يبغضه , ولما يفرح المؤمنين او يغيظهم , الحري بذلك اكثر من غيره من كان اكثر علما , فمزيد العلم يزيد الخشية , فاذا لم يتفاعل المرء مع مايتعلم . لم يرق قلبه , ولم يخشع وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من علم لاينفع , ومن قلب لايخشع



ان القلوب اذا طال عليها الامد قست , واذا ذكرت لانت ورقت , وتأثرت وشفت وذلك حال المؤمنين حقا





إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً





إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ

بينما اخوان الشياطين الذين ماتت قلوبهم



يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ


ان هذا الدين بحاجة الى من يتبنى همومه ويحمل مسؤوليته ويشعر بخطورة دوره , وليس بحاجة الى ابواق رنانة , واصوات طنانة , فليست النائحة كالثكلى

فتعهد حساسية قلبك نحو حالك مع الله , واحوال المسلمين .. فاذا سرك الخير وافرحك , وساءك الشر واهمك فأنت مؤمن , حي القلب , يقظ المشاعر .



يتبع ..









http://saaid.net/twage3/097.jpg

سهام الليل
10 Oct 2005, 06:55 PM
وكن قنعا تكن اشكر الناس

صورة اللاهث على الدنيا , المتهافت على الاستكثار منها بجشع وطمع , الذي يرضي بالدنية , ويعتاد الشكوى , ويلحف في السؤال , هذه الصورة لاتنسجم مع عزة المؤمن وقناعته و تعففه ورضاه بما قسم الله له

ـ ان هذا المال خضرة حلوة .. ـ
يغلب الطمع على المتنافسين في الدنيا وزينتها , والمتطلعين دوما الى من هو فوقهم , يعلل النووي
: ( ان الانسان اذا راى من فضل عليه في الدنيا , طلبت نفسه مثل ذلك , واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى , وحرص على الازدياد , ليلحق بذلك او يقاربه , هذا هو الموجود في غالب الناس .. )

وهذا مما يفسد على المرء دينه , كما جاء في الحديث الشريف : ( ماذئبان جائعان ارسلا في غنم بافسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه )

والتعلق القلبي الزائد بزينة الحياة , والمال . يستعبد المرء , ( تعس عبد الدينار ... )


ولاتنال القناعة الا بمجاهدة النفس وبتوفيق من الله ( .. من يستعفف يعفه الله .. )

من تمام الاستعفاف : ان بعض الصحابة كانوا يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم على الا يسألوا الناس شيئا , ويصف الراوي حالهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول :
( .. فلقد كان بعض اولئك النفر يسقط سوطه , فما يسأل احدا ان يناوله اياه )
ومن المجاهدة الا تكون الشكوى الا الى الله , ولا ينتظر الفرج الا منه


وفي وصية جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ( .. واعلم ان شرف المؤمن قيامه بالليل , وعزه استغناؤه عن الناس )


والخلل في قناعة المسلم قد ينشأ عن اهتزاز بعض مفاهيمه الايمانية , من الرضى بالقدر , في العسر واليسر , لذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم

: ( واسالك نعيما لاينفد , وقرة عين لا تنقطع , واسالك الرضا بالقضاء )


ونختم صاحب النفس العفيفة لا يرضى ان تكون يده السفلى وكما قال صلى الله عليه وسلم : ( اليد العليا خير من اليد السفلى ـ

بل قال احمد في الدعوة الى التوكل والتكسب : ( اجرة التعليم والعلم احب الي من الجلوس الانتظار مافي ايدي الناس ـ.’

بتصرف من كتاب اخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا



يتبع

لمسة الحنان
10 Oct 2005, 07:42 PM
غاليتي سهام الليل...
جزاك الله الجنه وجعله في موازين حسناتك....
ونفع بك هذه الامة...
وسلمت...

سهام الليل
11 Oct 2005, 12:43 AM
الغالية لمسة حنان الاغلى هو مرروك اثابك الله .

سهام الليل
14 Oct 2005, 01:50 AM
ـــــــــ.. لاخير فيكم اذا لم تقولوها ..ـــ

هل من لوازم الصراحة سوء الادب , وإثارة الفتن , والتشهير بالعيوب , والتطاول , ام هي النصيحة الصادقة , ,النقد البناء والجرأة الادبية ..؟

الصراحة : في اللغة :ـ الوضوح والخلوص من الالتواء
او هي : اظهار الشخص ما تنطوي عليه نفسه , من غير تحريف .. ولا مواربة .. بحيث تكون افكاره واضحة جلية , وبحيث توافق افعاله اقواله ..

وكثيرا مايتستنكر الناس صراحة الصريح , داعين الى المدارة التي ساقت كثيرين من الناس الى المداهنة ولما افرط الناس في المداراة كان لابد من تذكيرهم بالصراحة وبحقيقة المداراة ومواطنها الشرعية .



من صراحة الصحابة رضي الله عنهم : ماورد في حديث الصلاة على عبد الله بن أبي كبير المنافقين وكان من ا برزها موقف عمر رضي الله عنه , حين استنكر على رسو ل الله صلى الله عليه وسلم ان يصلى على راس المنافقين , يقول :
تحولت , حتى قمت في صدره , فقلت : يارسول الله !
أعلى عدو الله ؟ ! ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتبسم , حتى اذا اكثرت عليه , قال :
أخر عني ياعمر .. )
وذلك قبل نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة على المنافقين , ولرجائه بان يغفر الله لهم ان استغفر لهم فوق السبعين ـ ويقول عمر في اخر الحديث : ( فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وكل مافي نفوسهم من اجلال وهيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , لم يمنعهم من المصارحة , وكل مالرسول الله من منزلة عند ربه , لم يدفعه الى منع الاعتراض او التساؤل , او الاستفسار الناشئ عن صراحة وصدق .
فلا يحزنن اصحاب الوجاهة من صراحة اتباعهم , ولايستاءن المؤمن الداعية من وضوح اخوانه , فان رسو ل الله صلى الله عليه وسلم على رفعة قدره ووجوب طاعته , كان يقابل الصرحاء بالتبسم وبالكلمة الطيبة .

حين قام رجل يأمر عمر رضي الله عنه بالتقوى , اعترض بعض الحاضرين , فقال عمر : ( دعوه فليقلها .. لاخير فيكم اذا لم تقولوها , ولاخير فينا اذا لم نقبلها )
ان الصراحة تدعو صاحبها للاعتراف بضعفه , والتراجع عن خطئه , وتلك الصراحة ترفع صاحبها في نظر الناس وتزيدهم ثقة به .


كم وكم نخسر من الاصحاب بسبب عدم الوضوح والصراحة !!
يقول علي رضي الله عنه :
( لاتقطع اخاك عن ارتياب , ولا تهجره دون استعتاب )
اذ ربما تقطعه بلا مصارحة يسبب الريبة , فتحسب الوهم حقيقة , وقد تهجره بلا عتاب , فتتصور الوساوس امرا واقعا .


والصحابة بايعوا على قول الحق , وان كان مرا , وعلى ألا تأخذهم في الله لومة لائم , وان يقولوا بالحق حيثما كانوا ؟
وعلى النصح لكل مسلم .. ومع ذلك فلماذا لا نرتاح للصراحة ؟!!الا يتوقع الذين يكرهون الصراحة , ان الناس يمكنهم ان يدراوهم في الظاهر ويمقتوهم في الباطن , كما قال ابو الدرداء :
( إنا لنكشر في وجوه اقوام , وان قلوبنا لتلعنهم )
وعندئذ ايهما احب الى العاقل صديق صادق صريح . ام منافق في كيل المديح فصيح ؟

من تربية القران على الصراحة , وعلى حسن قبولها , ادب الاستئذان الذي علمنا الله اياه , بقوله :

وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ
الرجوع ازكى للمرور لئلا يؤخذ بالحياء وهو كاره , وازكى للزائر لئلا يكون ثقيل الظل على الاخرين ,.. فان عدمت الصراحة وغلبت المجاملات , فقدت الزيارات غايتها وحرمت القلوب تزكيتها .




المؤمن صريح , لايعرف النفاق والتحايل , لذلك فانه يتعامل بوجه واحد
وقد قال صلى الله عليه وسلم في المذبذبين والمتملقين :
تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين قال في الفتح :
قال النووي : هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها , فيظهر لها انه منها , ومخالف لضدها , صنيعه نفاق , ومحض كذب وخداع , تحيل على الاطلاع على اسرار الطائفتين , وهي مداهنة محرمة
الا من يقصد بذلك الاصلاح


وهكذا نرى ان التربية على الولاء للحق وحده , تنشئ رجالا صرحاء , لايعرفون التزييف والالتواء , ويبقى سؤال :
هموم امة الاسلام وآمالها , هل يحملها ويؤدي حقها الخراف الوديعة , ام الاسود الجريئة , فلنكن صرحاء


تحياتنا الطيبة
سهاااااااااامـــــــ :rose: :)

أبو طالب الأنصاري
23 Oct 2005, 12:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكر الله لك أختنا الكريمة على المجهود المبارك

كتب الله أجرك ورفع قدرك