المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة .. دعوة ؟!



أبو بدر 1
28 Sep 2005, 07:26 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

- - -

إن من أعظم نعم الله على عباده أن فتح لهم باب التوبة والإنابة ، وجعل لهم فيه ملاذاً أميناً ، وملجأً حصيناً ، يلجه المذنب ، معترفاً بذنبه ، مؤملاً في ربه ، نادماً على فعله ، فيجد في قربه من ربه قمة سعادته ، ويشرق نور التوبة في قلبٍ طالما أظلم بالسيئات، فتتحول حياته من شقاء المعصية وتعاستها، إلى سعادة التوبة وطمأنينتها .

وقد دعا الله - سبحانه - عباده إلى التوبة مهما عظمت ذنوبهم وجلت سيئاتهم ، فأمرهم بها ورغبهم فيها، ووعدهم بقبول توبتهم ، وتبديل سيئاتهم حسنات، كل ذلك رحمة منه سبحانه بعباده، وشفقة منه عليهم أن يلجوا النار .

ومنزلة التوبة هي أول المنازل وأوسطها وآخرها ، لا يفارقها العبد ولا ينفك عنها حتى الممات ، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل بها واستصحبها معه ، فهي بداية العبد ونهايته ، ولذا خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه، وأمرهم أن يتوبوا إليه بعد إيمانهم وصبرهم وجهادهم ، وعلق الفلاح بها ، فقال سبحانه:{ وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } ( النور :31) ، وقسَّم العباد إلى تائب وظالم ، فليس ثم قسم ثالث ، قال سبحانه:{وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }( الحجرات : 11) .


والتوبة الصادقة تمحو الخطايا والسيئات مهما عظمت ، حتى الكفر والشرك ، فإن الله تبارك وتعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ، قال سبحانه : { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف } ( الأنفال 38) ، بل حتى الذين قتلوا الأنبياء ، وقالوا إن الله ثالث ثلاثة ، وقالوا إن الله هو المسيح بن مريم - تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً - ناداهم بنداء التوبة، فقال جل وعلا : { أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } (المائدة:74) ، وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل : ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ، فاستغفروني أغفر لكم ) رواه مسلم



ورمضان من أعظم مواسم التوبة والمغفرة وتكفير السيئات ، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) ، وجعل الله صيامه وقيامه وقيام ليلة القدر على وجه الخصوص إيماناً واحتساباً ، مكفراً لما تقدم من الذنوب، والعبد يجد فيه من العون ما لا يجده في غيره ، ففرص الطاعة متوفرة ، والنفوس مقبلة على ربها ، وشأن الطاعة غالب ، وأبواب الجنة مفتحة ، وأبواب النار مغلقة ، ودواعي الشر مضيقة ، والشياطين مصفدة ، وكل ذلك مما يعين المرء على التوبة والرجوع إلى الله .

ولذلك كان المحروم من ضيع هذه الفرصة ، وأدرك هذا الشهر ولم يغفر له ، فاستحق الذل والإبعاد بدعاء جبريل عليه السلام وتأمين النبي صلى الله عليه وسلم ، حين قال له جبريل : ( يا محمد ، من أدرك شهر رمضان فمات ولم يغفر له فأُدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقال : آمين ) رواه الطبراني ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له )


رواه الترمذي .


وإذا كان الله عزوجل قد دعا عباده إلى التوبة الصادقة النصوح في كل زمان ، فإن التوبة في رمضان أولى وآكد ، فهو شهر تسكب فيه العبرات ، وتقال فيه العثرات ، وتعتق فيه الرقاب من النار ، ومن لم يتب في رمضان فمتى يتوب ؟ !



فحري بنا - أخي الصائم - ونحن في هذا الشهر الكريم أن نتخفف من الأوزار ، ونقلع عن المعاصي والموبقات ، ونتوب إلى الله توبة صادقة ، وأن نجعل من رمضان موسما لتقييم أعمالنا وتصحيح مسارنا إلى ربنا، وأن نجعل منه فرصة لمحاسبة النفس وتقويم عوجها، فإن وجدنا خيراً حمدنا الله وازددنا منه ، وإن وجدنا غير ذلك تبنا إلى الله واستغفرنا منه، وأكثرنا من عمل الصالحات ، نسأل المولى عز وجل أن يمن علينا بالتوبة وأن يعيننا على الثبات عليها، وأن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر الكريم

أبوالزبير
29 Sep 2005, 11:10 AM
عَلَيــْــكُمُ الَسَـــــــلاَمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكـَـاتُه

بارك الله فيكَ أخي أبو بدر ونسأل الله عز وجل أن يبلغنا رمضان

وأن يرزقنا صيامه وقيامه وأن يرزقنا التوبة النصوح

منير 83
29 Sep 2005, 07:21 PM
اخى ابو بدر

سداد الله خطاك على هذا الطرح الارئع نسال الله ان يبارك فيك


والامام دايما