المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبد الرحمن بن عوف ..من أبطال رمضان



daly_ena
27 Sep 2005, 02:25 PM
صحابي جليل ، له مواقف كثيرة في الإسلام ، وواحد من الثمانية الأول الذين عرفوا كيف يقفون المواقف الحاسمة في تاريخ الدعوة الإسلامية .
ما كاد يذكر له أبو بكر الصديق رضي الله عنه دين الإسلام الذي دعا إليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى انشرح صدره ، وامتلأ به قلبه نورا وهداية وأحس وكأنه ولد من جديد فإذا بلسانه يردد مع فؤاده ، أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
بدأ عبد الرحمن بن عوف ، يرقى في مدارج الدعوة الجديدة ، فصار واحدا من العشر المبشرين بالجنة ، وواحد من المهاجرين إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة ، كان واحدا من ثلاثة شهدوا على صلح الحديبية الذين وقفوا إلى جانب الرسول عليه الصلاة والسلام ، في كل غزواته .


كان رضي الله عنه بطلا من الأبطال في عهد الخلفاء أبي بكر و عمر و عثمان وكان متمرسا في عمق حقائق الحياة ، مخلصا للإسلام ، مدافعا عنه ، صادقا في نشر الدعوة إليه .


وعبد الرحمن بن عوف ، كان قبل الإسلام واحدا من كبار القوم في المجتمع المكي وكان اسمه عبيد الكعبة أو عبد عمرو ، فلما أسلم أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاسم الجديد ، لأن العبادة لا تكون إلا لله وحده .
وكغيره من المسلمين الأوائل لاقى الصحابي الجليل من الأذى في مكة ما دفعه إلى الهجرة منها إلى بلاد الحبشة ، ثم إلى المدينة ، وكان قد ترك وراءه ثروة كبيرة في سبيل الجهاد الحقيقي ، لإعلاء كلمة التوحيد ، ونصرة الدين الإسلامي .


وحين آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين و الأنصار ، آخى بين عبد الرحمن بن عوف وبين سعد بن الربيع من أهل المدينة الذي أحبه وأخلص له ، وكان من أغنياء قومه ، فقسم ثروته قسمين متعادلين وطلب من عبد الرحمن أن يختار بينهما ويأتي رد الصحابي المهاجر : " بارك الله عليك في مالك وأهلك " .


وفي سوق المدينة المنورة ، يشتري عبد الرحمن جملا بدين ، أملا بالتجارة والربح الحلال ، وبدأ عمله شراءا وبيعا راضيا بالقليل اليسير ، معتمدا على الله ثم على كده وجهده ، فبارك الله له بماله وما انقضت فترة يسيرة من الزمن ، حتى حضر إلى النبي عليه السلام حين دعا إلى تجهيز جيش العسرة ، وهو يقول : " يا رسول الله عندي ثمانية آلاف فأمسكت أربعة آلاف لنفسي وعيالي ، وأربعة آلاف أقرضها ربي ، فقال له النبي عليه السلام : " بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت " .
وفي عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان وغيرهما ممن بذلوا وأنفقوا في سبيل الله ، نزلت الآية الكريمة :( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَناًّ وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) . (البقرة : 262) .
عرف عنه الكرم الصادق ، والسخاء الحالي ، فكان ينفق من أمواله لدعم الفكرة الإسلامية ونشر الدعوة ، كما كان يعني بصفة خاصة بفقراء المسلمين والمعوزين منهم .


روي أن السيدة عائشة أم المؤمنين ، سمعت ضجة وصخبا في المدينة شغلت الناس ، فسألت عن السبب ، فقيل لها : إنها قافلة لعبد الرحمن بن عوف تحمل من كل صنف ، قالت : يدخل عبد الرحمن الجنة حبوا ، فلما بلغ عبد الرحمن قولها ، قال : إني لأرجو أن أدخلها قائما ، وجعل القافلة وما تحمله وكانت سبعمائة بعير هبة خالصة للمسلمين .
ولم يكن عبد الرحمن بن عوف بعيدا عن فهم روح الدين وسمو تشريعه ، بل كان مسلما واعيا مدركا ، وواقعيا متمدنا يعلم واجباته الدينية فيؤديها ، ويعرف حقوق الإنسانية فينعم بها : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )( الأعراف : 32 ) ، لذلك لا تتملكنا الغرابة إذا عرفنا أنه كان ينتقي ثيابه فيلبس مرة حلة بخسمائة درهم ، ويدفع مهر زوجته الأنصارية ثلاثين ألف درهم .


تولى رضي الله عنه إمارة الحملة التي أرسلها النبي عليه السلام إلى ( دومة الجندل ) وودعه الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه ، وكان مقربا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم من الخليفة الصديق أبو بكر حيث جعله مستشاره الأول في موضوع الخلافة من بعده .
وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، تولى إمارة الحج وكان مقربا من الخليفة يؤخذ رأيه ويستشار في كثير من الأمور .
اجتمع يوما علي وعثمان وطلحة والزبير ، وطلبوا من عبد الرحمن بن عوف أن يكلم عمر في معاملته للناس حتى يلين معهم ، وقالوا له : إنه قد أخافنا حتى ما نستطيع أن نديم إليه أبصارنا ، وأن الرجل طالب الحاجة يأتينا ، فتمنعه هيبته أن يكلمه في حاجته ، ذهب عبد الرحمن فكلم عمر في الموضوع الذي اختاره له ، فقال يا عبد الرحمن ، أنشدك الله أعلي وعثمان وطلحة والزبير أمروك بهذا ؟ قال اللهم نعم ، فرد عليه : يا عبد الرحمن ، لقد لنت للناس حتى خشيت الله في الدين ، ثم اشتددت ، حتى خشيت الله في الشدة ، وأيم الله لأنا أشد منهم فرقا مني ، فأين المخرج ، فما كان من عبد الرحمن إلا أن بكى وهو يقول : أف لهم من بعدك أف لهم .


وكما كان إلى جانب الحق حين استشير في عهد أبي بكر وعمر ، فإنه بقى كذلك في عهد عثمان حدث أن عثمان وهب بعض إبل الصدقة لبعض بني الحكم ، فلما علم بذلك عبد الرحمن ذهب مع رجلين واسترد الإبل ثم وزعها إلى المستحقين من المسلمين ، وقد أقره عثمان حين وصل إليه الخبر على رأيه وتصرفه .


بهذه الروح ، وبهذه الأخلاق الإسلامية ، عاش عبد الرحمن بن عوف ، مثلا وقدوة في الموازنة بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، يتخذ لنفسه المواقف الحيادية السليمة بعيدا عن كل هوى أو غرض شخصي ، متجنبا لتأثير النفس ، لم يسمح لنفسه أن يدخل في صراعات سياسية وحين تشتد الأمور كان يخرج بنفسه من دائرة الصراع ، ينظر إليها بعد ذلك نظرة موضوعية وواقعية .
بهذا السلوك عاش محبوبا من الجميع ، وافاه الأجل في خلافة عثمان عن خمس وسبعين سنة كان رضي الله عنه أمينا في الأرض وأمينا في السماء كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أبو فراس
28 Sep 2005, 01:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياك الله أخي الحبيب daly_ena

عوداً حميداً ’

مشاركة رائعة وجميلة

نسأل الله أن يجعل ذلك في موازين اعمالك وحسناتك

وفقك الله تعالى

أبو طالب الأنصاري
28 Sep 2005, 06:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

daly_ena

عــــــــوداً حـــمـــيـــداً

جزاك الله خيرا على التذكرة بصحابي جليل

رزقنا الله إقتفاء أثرهم والعمل لاهدي الذي أهتدوا به

كتب الله أجرك ورفع قدرك وأعلى شأنك أخي

في إنتظار جديدك ومفيدك

AL Fars
28 Sep 2005, 07:52 PM
جزاك الله خيراً على الموضوع


ورفع الله من قدركي