TaRiQ_BiN_ZiAd1
26 Sep 2005, 02:14 PM
: :: لا تعدُ عيناك عنهـــــــــــم !! : :
: : لا تعدُ عيناك عنهم !! : :
ربما تنكّبته حجارة الطريق . .
وأعياه قيظ مكة وحرها . .
ولربما انكسرت عصاه ..
فضاع بين أزقّتها وتاه ..
لكنه في ثبات ..
يخطو ..
وئيداً ..
متلمّساً ..
يسعى . .
يتحسّس هداه ..
ما يكاد يصل ذلك الأعمى الفقير ..
حتى يجلس بين يديه . .
شغوفاً . .
متلهّفاً . .
متشوّقاً . .
مستهدياً . .
" يارسول الله أرشدني " !!
والرسول ..
الرؤوف الرحيم بأمته يتلهى عنه !!
فتشتاق نفس الأعمى إلى الهدى ..
إلى الروح ..
إلى الحياة ..
فيكثر عليه السؤال : يارسول الله أرشدني !!
فيتكدّر الخاطر . .
ويكلح بوجهه صلى الله عليه وسلم على الفقير . .
وينظر إليه من حيث لا يراه . . في عبوس ثم يعرض عنه !!
فيتنزّل الوحي من السماء . .
" عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَآءَهُ الأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى " !!
يالله .. ماذا جنت هذه النفس الطاهرة . . ؟!
يالله .. ماذا فعلت تلك النفس الشفافة الرحيمة ؟!
يتنزّل العتاب من السماء على تلك النفس الحريصة التي ما فتئت لحظة في حياتها إلاّ بذلتها من أجل الله ولله ..
لقد كان صلى الله عليه وسلم يتكلم مع بعض عظماء قريش لا ليساومه على عرض من الدنيا قليل ، وإنما يعرض عليه دين الله عزوجل في وقت كانت مكة تعجّ بالفساد والظلم والاضطهاد ومحاربة الدعوة ومطاردتها وتجفيف منابعها والمسلمون في ذلك قلّ’ والعظماء لهم السلطة والسيادة ، فلم يكن انشغاله عن الأعمى من أجل مصلحة ذاتية والانشغال عن الأعمى الفقير لا ينبعث من اعتبار شخصي إنما هي الدعوة أولاً وأخيرا . . !!
ربما كان صلى الله عليه وسلم يجد لنفسه عذراً - والحال هذه - وهو الذي يقول - بأبي هو وأمي - : " إني لأصل الرجل وغيره أحب إليّ منه، مخافة أن يكُبه الله في النار على وجهه "
إنها النفس البريئة النقية الزكيّة الطاهرة . .
التي تحزن بل تكاد تقتل نفسها من الحزن حرصاً وخوفاً على أن تُكب الوجوه في النار !!
ومع ذلك يأتيه العتاب من فوق سبع سماوات . . " أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى " !!كم هم اليوم بحاجة - أولئك الدعاة - إلى أن يعيدوا قراءة هذه المعاتبة - اللطيفة - وأن يصحّحوا المسار ويقوّموا موازينهم وقيمهم ومقياس التعامل مع الثابت والمتغير - في جانب مهم من جوانب الدعوة - على ضوء هذه الحقيقة العظيمة وهي : أن يستمد الناس في الأرض قيمهم وموازينهم من اعتبارات سماوية الهية بحتة آتية لهم من السماء غير مقيدة بملابسات أرضهم ولا بمواضعات حياتهم ولا نابعة من تصوراتهم المقيدة بهذه المواضعات وتلك الملابسات !!
وجاءت لتقرر : عظمة الدعوة وكرامتها واستغنائها عن كل أحد وعن كل سند ؛ وعنايتها فقط بمن يريدها لذاتها كائنا ما كان وضعه ووزنه في موازين الدنيا ...
الدعوة لا تنتصر بأفرادها وإنما بقيمها ومبادئها وهي لاتعزّ ولا تقوى إلا بإقرار هذه القيم وهذه المبادئ !!
وإنه ليشدّك التعبير القرآني وهو يصف هذه الحال من الجفوة بـ ( التلهّي ) !!
وذلك حين يضطرب ميزان القيم فإنه يصبح من اللهو - واللهو المذموم - بل هو تلهّ فيه تغافل وهو المعنى الذي نستفيده من دقّة التعبير القرآني ( تلهّى ) !!
رب جفوة حصلت بسبب الاختلاف في الموقف من كاتب ماجن أو فاسق فاجر أو منافق معلوم النفاق . . !!
وربما شدّك العجب من بعضهم . . . يهشّ ويبش حين يرى بعض أهل الفجور والفسوق - تأليفاً لقلوبهم - ..
لكنه مع إخوانه . .
عبوساً قمطريراً !!
يترصّد عليهم كل زلّة وخطيئة ويفسّر منهم كل موقف بسوء الظن والشك والريبة على أنه يقبل من الفاجر سفه كلامه ودناءة فعاله - من أجل الدعوة بزعمه - !!
ومن أخطرها .. الذي يترك مجالسة إخوانه وخلاّنه وينصرف إلى مجالس المنكر يجوبها - ليشبع هواه - وليرضي كبريائه ويبحث بينهم عن ذاتٍ ليست له !!
وأنس رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أجالس قوماً يذكرون الله من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن أذكر الله من صلاة العصر إلى غروب الشمس أحب إلي من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل، دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفاً»
يقول الراوي عن أنس : فحسبنا دياتهم ونحن في مجلس أنس، فبلغت ستة وتسعين ألفاً وههنا من يقول أربعة من ولد إسماعيل، والله ما قال إلا ثمانية، دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفاً.
ومنهم من منحه الله تعالى أسلوباً - جذاباً - وتصرفاً - لبقاً - فظن نفسه وصيّا على هداية الناس ودعوتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور .. فهو يرى جهد غيره إنما هو جهد المخرّب عليه - لأن غيره لا يملك مثل ملكاته من اللباقة والمرونة - وهكذا يجافي بعضهم بعضاً . .
والله تعالى يقرر رسوله صلى الله عليه وسلم بحقيقة مهمّة هي درس لكل الدعاة من بعده في قوله : " إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " فعلام يختصم الدعاة ؟!
ودرس عظيم من حادثة ابن مكتوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ نجد ان ابن مكتوم ربما أخطأ من حيث لا يشعر - كما قد يحصل من بعض الدعاة في موقف ما - مع رسول الله صلىالله عليه وسلم لكن هذا لم يكن مبرراً للعبوس والإعراض والتلهّي .. وذلك لأن المقبل غير المدبر والحفاظ على رأس المال وتنميته أولى من البحث عن ربح - ربما يكون أو لايكون - !!
ويقرر هذا المعني ابن سعدي قيقول - رحمه الله - :
وهذه فائدة كبيرة ، هي المقصودة من بعثة الرسل ، ووعظ الوعاظ ، وتذكير المذكرين ، فإقبالك على من جاء بنفسه ، مفتقرا لذلك مقبلا ، هو الأليق الواجب . وأما تصديك ، وتعرضك للغني المستغني ، الذي لا يسأل ، ولا يستغني لعدم رغبته في الخير ، مع تركك من هو أهم منه فإنه لا ينبغي لك فإنه ليس عليك أن لا يزكى ، فلو لم يتزك ، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر . فدل هذا ، على القاعدة المشهورة ، أنه : « لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم ، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة » . وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم ، المفتقر إليه ، الحريص عليه ، أزيد من غيره . أ . هـ
فيا كل داعية صادق غيور . . .
إخوانك . .
لا تعد عيناك عنهم . .
إنك إن عدوت . .
غفلت ..
فلهوت !!
: : لا تعدُ عيناك عنهم !! : :
ربما تنكّبته حجارة الطريق . .
وأعياه قيظ مكة وحرها . .
ولربما انكسرت عصاه ..
فضاع بين أزقّتها وتاه ..
لكنه في ثبات ..
يخطو ..
وئيداً ..
متلمّساً ..
يسعى . .
يتحسّس هداه ..
ما يكاد يصل ذلك الأعمى الفقير ..
حتى يجلس بين يديه . .
شغوفاً . .
متلهّفاً . .
متشوّقاً . .
مستهدياً . .
" يارسول الله أرشدني " !!
والرسول ..
الرؤوف الرحيم بأمته يتلهى عنه !!
فتشتاق نفس الأعمى إلى الهدى ..
إلى الروح ..
إلى الحياة ..
فيكثر عليه السؤال : يارسول الله أرشدني !!
فيتكدّر الخاطر . .
ويكلح بوجهه صلى الله عليه وسلم على الفقير . .
وينظر إليه من حيث لا يراه . . في عبوس ثم يعرض عنه !!
فيتنزّل الوحي من السماء . .
" عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَآءَهُ الأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى " !!
يالله .. ماذا جنت هذه النفس الطاهرة . . ؟!
يالله .. ماذا فعلت تلك النفس الشفافة الرحيمة ؟!
يتنزّل العتاب من السماء على تلك النفس الحريصة التي ما فتئت لحظة في حياتها إلاّ بذلتها من أجل الله ولله ..
لقد كان صلى الله عليه وسلم يتكلم مع بعض عظماء قريش لا ليساومه على عرض من الدنيا قليل ، وإنما يعرض عليه دين الله عزوجل في وقت كانت مكة تعجّ بالفساد والظلم والاضطهاد ومحاربة الدعوة ومطاردتها وتجفيف منابعها والمسلمون في ذلك قلّ’ والعظماء لهم السلطة والسيادة ، فلم يكن انشغاله عن الأعمى من أجل مصلحة ذاتية والانشغال عن الأعمى الفقير لا ينبعث من اعتبار شخصي إنما هي الدعوة أولاً وأخيرا . . !!
ربما كان صلى الله عليه وسلم يجد لنفسه عذراً - والحال هذه - وهو الذي يقول - بأبي هو وأمي - : " إني لأصل الرجل وغيره أحب إليّ منه، مخافة أن يكُبه الله في النار على وجهه "
إنها النفس البريئة النقية الزكيّة الطاهرة . .
التي تحزن بل تكاد تقتل نفسها من الحزن حرصاً وخوفاً على أن تُكب الوجوه في النار !!
ومع ذلك يأتيه العتاب من فوق سبع سماوات . . " أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى " !!كم هم اليوم بحاجة - أولئك الدعاة - إلى أن يعيدوا قراءة هذه المعاتبة - اللطيفة - وأن يصحّحوا المسار ويقوّموا موازينهم وقيمهم ومقياس التعامل مع الثابت والمتغير - في جانب مهم من جوانب الدعوة - على ضوء هذه الحقيقة العظيمة وهي : أن يستمد الناس في الأرض قيمهم وموازينهم من اعتبارات سماوية الهية بحتة آتية لهم من السماء غير مقيدة بملابسات أرضهم ولا بمواضعات حياتهم ولا نابعة من تصوراتهم المقيدة بهذه المواضعات وتلك الملابسات !!
وجاءت لتقرر : عظمة الدعوة وكرامتها واستغنائها عن كل أحد وعن كل سند ؛ وعنايتها فقط بمن يريدها لذاتها كائنا ما كان وضعه ووزنه في موازين الدنيا ...
الدعوة لا تنتصر بأفرادها وإنما بقيمها ومبادئها وهي لاتعزّ ولا تقوى إلا بإقرار هذه القيم وهذه المبادئ !!
وإنه ليشدّك التعبير القرآني وهو يصف هذه الحال من الجفوة بـ ( التلهّي ) !!
وذلك حين يضطرب ميزان القيم فإنه يصبح من اللهو - واللهو المذموم - بل هو تلهّ فيه تغافل وهو المعنى الذي نستفيده من دقّة التعبير القرآني ( تلهّى ) !!
رب جفوة حصلت بسبب الاختلاف في الموقف من كاتب ماجن أو فاسق فاجر أو منافق معلوم النفاق . . !!
وربما شدّك العجب من بعضهم . . . يهشّ ويبش حين يرى بعض أهل الفجور والفسوق - تأليفاً لقلوبهم - ..
لكنه مع إخوانه . .
عبوساً قمطريراً !!
يترصّد عليهم كل زلّة وخطيئة ويفسّر منهم كل موقف بسوء الظن والشك والريبة على أنه يقبل من الفاجر سفه كلامه ودناءة فعاله - من أجل الدعوة بزعمه - !!
ومن أخطرها .. الذي يترك مجالسة إخوانه وخلاّنه وينصرف إلى مجالس المنكر يجوبها - ليشبع هواه - وليرضي كبريائه ويبحث بينهم عن ذاتٍ ليست له !!
وأنس رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أجالس قوماً يذكرون الله من صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن أذكر الله من صلاة العصر إلى غروب الشمس أحب إلي من أن أعتق ثمانية من ولد إسماعيل، دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفاً»
يقول الراوي عن أنس : فحسبنا دياتهم ونحن في مجلس أنس، فبلغت ستة وتسعين ألفاً وههنا من يقول أربعة من ولد إسماعيل، والله ما قال إلا ثمانية، دية كل واحد منهم اثنا عشر ألفاً.
ومنهم من منحه الله تعالى أسلوباً - جذاباً - وتصرفاً - لبقاً - فظن نفسه وصيّا على هداية الناس ودعوتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور .. فهو يرى جهد غيره إنما هو جهد المخرّب عليه - لأن غيره لا يملك مثل ملكاته من اللباقة والمرونة - وهكذا يجافي بعضهم بعضاً . .
والله تعالى يقرر رسوله صلى الله عليه وسلم بحقيقة مهمّة هي درس لكل الدعاة من بعده في قوله : " إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " فعلام يختصم الدعاة ؟!
ودرس عظيم من حادثة ابن مكتوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ نجد ان ابن مكتوم ربما أخطأ من حيث لا يشعر - كما قد يحصل من بعض الدعاة في موقف ما - مع رسول الله صلىالله عليه وسلم لكن هذا لم يكن مبرراً للعبوس والإعراض والتلهّي .. وذلك لأن المقبل غير المدبر والحفاظ على رأس المال وتنميته أولى من البحث عن ربح - ربما يكون أو لايكون - !!
ويقرر هذا المعني ابن سعدي قيقول - رحمه الله - :
وهذه فائدة كبيرة ، هي المقصودة من بعثة الرسل ، ووعظ الوعاظ ، وتذكير المذكرين ، فإقبالك على من جاء بنفسه ، مفتقرا لذلك مقبلا ، هو الأليق الواجب . وأما تصديك ، وتعرضك للغني المستغني ، الذي لا يسأل ، ولا يستغني لعدم رغبته في الخير ، مع تركك من هو أهم منه فإنه لا ينبغي لك فإنه ليس عليك أن لا يزكى ، فلو لم يتزك ، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر . فدل هذا ، على القاعدة المشهورة ، أنه : « لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم ، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة » . وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم ، المفتقر إليه ، الحريص عليه ، أزيد من غيره . أ . هـ
فيا كل داعية صادق غيور . . .
إخوانك . .
لا تعد عيناك عنهم . .
إنك إن عدوت . .
غفلت ..
فلهوت !!