المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شارك معنا في شرح "وإنك لعلى خلق عظيم "



آمال
25 Sep 2005, 10:39 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى في وصف حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم :"وإنك لعلى خلق عظيم "
وأنا في هذه الكلمة أريد أن نقوم معا بشرح هذه الآية وإن كنا نعلم مسبقا أنا لن نحيط بها ولن نوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه
فأقترح أن يقوم كل واحد منا بذكر خلق عظيم من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذكر حديثا أو قصة من السيرة النبوية تدل على اتصافه صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق
أو قد يذكر أحدنا قصة أو حديثا لصفة ذكرت مسبقا
وبذلك نأخذ أجرا كبيرا إن شاء الله
ونتعلم من أخلاق قدوتنا
ونعرف القارئ على عظمة نبيه

وسأبدأ وأتكلم عن خلق عظيم من أخلاق المصطفى وهو :

الحلم والعفو

فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كسرت رباعيته وشج رأسه يوم أحد شق ذلك على أصحابه شديدا وقالوا :لو دعوت عليهم !فقال:"إني لم أبعث لعانا ، ولكني بعثت داعيا ورحمة . اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون "
فانظر إلى ما في هذا القول من جماع الفضل
فلم يقتصر صلى الله عليه وسلم على السكوت عنهم حتى عفا عنهم ثم أشفق عليهم ورحمهم ودعا وشفع لهم فقال "اغفر" ثم أظهر سبب الشفقة والرحمة بقوله :" لقومي " ثم اعتذر عنهم بجهلهم فقال :"فإنهم لا يعلمون "
وقال لأبي سفيان – وقد سيق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم – بعد أن كان قد جلب له الأحزاب ، وقتل عمه وأصحابه ومثل بهم فعفا عنه ولاطفه في القول :" ويحك يا أبا سفيان ! ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله "
فقال : بأبي أنت وأمي ! ما أحلمك وأوصلك وأكرمك ؟

أبو طالب الأنصاري
25 Sep 2005, 11:38 PM
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

آمال

جزاك الله خيرا أختي الكريمة ونفع الله بك

اللهم صلي وسلم وبارك على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سأضع ما قاله بن كثير رحمه الله في تلك الآية العظيمة

وقوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} قال العوفي عن ابن عباس: وإنك لعلى دين عظيم وهو)الإسلام, وكذلك قال مجاهد وأبو مالك والسدي والربيع بن أنس, وكذا قال الضحاك وابن زيد. وقال عطية: لعلى أدب عظيم. وقال معمر عن قتادة: سئلت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن تقول كما هو في القرآن. وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قوله: {وإنك لعلى خلق عظيم} ذكر لنا أن سعد بن هشام سأل عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ألست تقرأ القرآن ؟ قال: بلى. قالت: فإن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن. وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام قال: سألت عائشة فقلت أخبريني يا أم المؤمنين عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: أتقرأ القرآن ؟ فقلت: نعم فقالت: كان خلقه القرآن. هذا مختصر من حديث طويل, وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث قتادة بطوله, وسيأتي في سورة المزمل إن شاء الله تعالى وبه الثقة.
وقال الإمام أحمد: حدثنا إسماعيل حدثنا يونس عن الحسن قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلقه القرآن. وقال الإمام أحمد: حدثنا أسود, حدثنا شريك عن قيس بن وهب عن رجل من بني سواد قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: أما تقرأ القرآن ؟ {وإنك لعلى خلق عظيم} قال: قلت حدثيني عن ذاك. قالت: صنعت له طعاماً وصنعت له حفصة طعاماً, فقلت لجاريتي اذهبي فإن جاءت هي بالطعام فوضعته قبل فاطرحي الطعام, قالت فجاءت بالطعام قالت فألقت الجارية فوقعت القصعة فانكسرت وكان نطع, قالت فجمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال «اقتصوا ـ أو اقتصي شك أسود ـ ظرفاً مكان ظرفك» قالت: فما قال شيئاً.
وقال ابن جرير: حدثنا عبيد بن آدم بن أبي إياس, حدثنا أبي, حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن عن سعد بن هشام قال: أتيت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فقلت لها: أخبريني بخلق النبي صلى الله عليه وسلم, فقالت كان خلقه القرآن أما تقرأ {وإنك لعلى خلق عظيم} ؟ وقد روى أبو داود والنسائي من حديث الحسن نحوه. وقال ابن جرير: حدثني يونس أنبأنا ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة رضي الله عنها فسألتها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن, وهكذا رواه أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي, ورواه النسائي في التفسير عن إسحاق بن منصور عن عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح به.
ومعنى هذا أنه عليه الصلاة والسلام صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً تطبعه وترك طبعه الجبلي, فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه, هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم, وكل خلق جميل كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط, ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته ؟ وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً ولا مسست خزاً ولا حريراً ولا شيئاً كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا شممت مسكاً ولا عطراً كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم, وقال البخاري: حدثنا إسحاق بن منصور, حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال: سمعت البراء يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسن الناس خلقاً ليس بالطويل ولا بالقصير والأحاديث في هذا كثيرة ولأبي عيسى الترمذي في هذا كتاب الشمائل.
قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق, حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادماً له قط, ولا ضرب امرأة, ولا ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يجاهد في سبيل الله, ولا خير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثماً, فإذا كان إثماً كان أبعد الناس من الإثم, ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه إلا أن تنتهك حرمات الله فيكون هو ينتقم لله عز وجل وقال الإمام أحمد: حدثنا سعيد بن منصور, حدثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عجلان, عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» تفرد به

بارك الله فيك أختنا الكريمة

آمال
27 Sep 2005, 11:00 AM
جزاك الله خيرا يا أخي أبو طالب الأنصاري



وإن كنت لا أعني بالشرح هو شرح التفاسير وإنما شرح عملي من خلال سيرة الحبيب

وهذه المشاركة دعوة للحديث عن رسول الله وصفاته وتعريف الناس به وللتحلي بأخلاقه الكريمة



وسأتحدث الآن عن خلق عظيم هو الكرم و الجود



فعن جابر رضي الله عنه قال : ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فقال لا



وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير ، وأجود ما كان في شهر رمضان ، وكان إذا لقيه جبريل عليه السلام أجود بالخير من الريح المرسلة



وجاءه رجل ، فسأله ، فقال : " ما عندي شيء ، ولكن ابتع علي ، فإذا جاءنا شيء قضيناه



وقد قال له ورقة بن نوفل :

إنك تحمل الكل وتكسب المعدوم






هذا غيض من فيض كرمه صلى الله عليه وسلم والإحاطة أصعب من أن يقدر عليها







نور لمقتبس ، ذخر لملتمس = حرز لمبتئس ، كهف لمعتصم