المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يكذب المؤمن ؟!!!!!



سهام الليل
10 Sep 2005, 12:08 PM
]يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين [التوبة:119].

ويمدح سبحانه رجالا من المؤمنين فيقول: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ... [الأحزاب:23] الآيـة.

ويأمر نبيه أن يدعو فيقول: وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً [الإسراء:80].

ويذكر الله عز وجل نبيه ورسوله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأفضل خصاله فيقول: واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً [مريم:41].

((يطبع المؤمن على كل شيء ليست الخيانة والكذب ))(6).

يقول المصطفى في الحديث المتفق عليه من رواية الصحابي عبد الله بن مسعود: ((إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا ))(2).

ما أقبح غاية الكذب وما أسفل مرتبة الكاذب، الكذب يفضي إلى الفجور وهو الميل والانحراف عن الصراط السوي ثم إلى النار، ويا ويل أهل النار.

والكاذب سافل لأنه مكتوب عند الله كذابا، وبئس هذا الوصف لمن اتصف به. إن الإنسان لينفر أن يقال له بين الناس: يا كذاب. فكيف يقر أن يكتب عند خالقه كذابا، وإن الكاذب لمحذور في حياته لا يوثق به في خبر ولا معاملة، وإنه لموضع الثناء القبيح بعد وفاته.
ولقد قرن الله تعالى الكذب بعبادة الأوثان فقال تعالى: فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور [الحج:30]. فهل بعد ذلك سبيل إلى أن يتخذ المؤمن الكذب مطية لسلوكه أو منهجا لحياته.

لقد كان الكفار في كفرهم وأهل الجاهلية في جاهليتهم لا يمتطون الكذب ولا يتخذونه منهجا لحياته أو بلوغ مآربهم، هذا أبو سفيان ذهب قبل أن يسلم في ركب من قريش تجاراً إلى الشام فلما سمع به هرقل ملك الروم بعث إليهم ليسألهم عن النبي قال أبو سفيان: فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت عنه أو عليه.

هكذا أيها المؤمنون، الكفار في كفرهم وأهل الجاهلية في جاهليتهم يترفعون عن الكذب ويستحيون من أن يؤثر عليهم وينسب إليهم، فكيف بكم أنتم أيها المؤمنون وقد حباكم الله تعالى بهذا الدين الكامل الذي يأمركم بالصدق ويرغبكم فيه ويبين لكم نتائجه وثمراته الطيبة وينهاكم عن الكذب ويحذركم منه ويبين لكم نتائجه وثمراته الخبيثة.

إن أبا سفيان في حال كفره تنزه أن يوصف بالكذب ولو مرة واحدة مع أنه كان يرى أن له مصلحة في كذبه عما يخبر به عن رسول الله ، وإن بعض المنخدعين من هذه الأمة ليستمرئ الكذب ويفتي نفسه بحله إما لتهاون بالكذب، وإما لاعتقاد فاسد، يظن أن الكذب لا يحرم إلا إذا تضمن أكل مال، وإما لطمع مادي يتمتع به في دنياه، وإما لتقليد أعمى لا هداية فيه، وكل ذلك خداع لنفسه وتضليل لفكره فالتهاون بالكذب عنوان الرذيلة فالكذبة والواحدة تخرق السياج الحائل بينك وبين الكذب حتى لا يبقى دونه حائل، فالكذب كغيره من المعاصي تستوحش منه النفس المطمئنة الراضية المرضية، فإذا وقعت فيه مرة هان عليها شأنه ثم تقع منه ثانية فيهون عليها أكثر حتى يصبح كأنه سجية وطبيعة، فيكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.




منقول [/COLOR]