TaRiQ_BiN_ZiAd1
06 Sep 2005, 09:12 PM
رجال لا ينساهم التاريخ
إن الله - تعالى - قضى أن يكون هناك تفاضل وتفاوت بين الناس في المواهب والقدرات، بل وفي مكانتهم عند رب السماوات..
بدئا من رسله الكرام كما قال - تعالى - {تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض} [البقرة: 253].
فالله - عز وجل - اصطفى الأنبياء من البشرية كلها، واصطفى الرسل من الأنبياء، واصطفى أولي العزم من الرسل - وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات ربي وسلامه عليه - واصطفى من أولي العزم الخليلين إبراهيم ومحمدًا..
واصطفى محمدًا ليكون سيد الأولين والآخرين، بل واصطفى له أصحابه ليحملوا أمانة هذا الدين إلى الكون كله على دمائهم وأشلائهم.
وعلى الرغم من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسله الله إلى مجتمع جاهلي لا يعرف شيئا عن الله - عز وجل - وإذا به يبدأ في أعظم مهمة في الكون كله - ألا وهي مهمة صناعة الرجال - فاستطاع النبي - صلى الله عليه وسلم - في وقت يسير - لا يساوي في عمر الزمان شيئا - أن يُخرج للكون جيلاً فريدًا هم خير من طلعت عليهم الشمس بعد الأنبياء والمرسلين.
فها هو أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يجعل نفسه وأهله وماله كله لخدمة دين الله حتى قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل موته: «ما لأحد عندنا يدٌ إلا وقد كافأناه بها، ما خلا أبا بكر فإن له يداً يكافئه الله بها يوم القيامة» (رواه الترمذي بإسناد صحيح).
وها هو عمر - رضي الله عنه -الذي كان حصنًا من حصون الإسلام أعزه الله بالإسلام وأعز الإسلام به..
وها هو عثمان - رضي الله عنه -الذي جهّز جيش العُسرة واشترى بئر رومة ليشرب منها المسلمون، وكان كل يوم جمعة يعتق عبدًا أو يحرر رقبة.. فكانت الملائكة تستحيي من عثمان - كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم -.
وهذا عليٌ - رضي الله عنه - يُعرّض حياته للخطر وينام على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة الهجرة فداءً له، فأكرمه الله بأن يتزوج فاطمة - سيدة نساء أهل الجنة - عليها السلام، بل واشتاقت إليه الجنة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: عليّ وسلمان وعمّار» (رواه الترمذي بإسناد صحيح).
وها هو سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -الذي يمرّ بالخيول على نهر دجلة في يوم القادسية ليضرب للكون كله مثلاً في اليقين والتوكّل على الله - عز وجل -..
وها هو أبو هريرة - رضي الله عنه - الذي لم يصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أربع سنوات وعلى الرغم من ذلك ملأ الدنيا كلها بعطر حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وها هو سعد بن معاذ - رضي الله عنه -الذي لما أسلم دعا قبيلته فأسلم الناس جميعاً في تلك القبيلة على يديه بإذن الله - تعالى -..
ووقف موقفاً عظيماً لنُصرة الإسلام في يوم بدرٍ وحكم بحكم الله من فوق سبع سماوات في يهود بني قُريظة..
فلما مات اهتز عرش الرحمن لموته - كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم - بل وحمل جنازته سبعون ألف مَلَك من ملائكة الرحمن - جل وعلا -.
وها هو نُعيم بن مسعود - رضي الله عنه - الذي استطاع بإذن الله أن يخذّل بين اليهود والأحزاب في غزوة الخندق حتى رحلوا عن المدينة المنورة.
بل حتى الرجال الذين عذرهم - عز وجل - بحثوا لأنفسهم عن دور لخدمة دين الله...
فهذا ابن أم مكتوم - رضي الله عنه -على الرغم من أنه أعمى لكنه حمل راية المسلمين في معركة القادسية حتى مات شهيداً!
وعمرو بن الجموح - رضي الله عنه -على الرغم من أنه أعرج إلا أنه شارك في غزة أُحُد حتى استُشهد..
بل حتى الأطفال لما سمعوا أن أبا جهل يسب النبي - صلى الله عليه وسلم - قاموا في عزوة بدر فقتلوه.
فكل واحد منهم كان يبحث لنفسه عن أي دور لخدمة دين الله - عز وجل -، ولذلك فهؤلاء رجال لا ينساهم التاريخ، فإذا مات أحدهم ظلّت سيرته تجري على ألسنتنا.. أما نحن فماذا قدّمنا لدين الله؟
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. ما الذي حوّل هذه الأمة من سادة وقادة للأمم إلى غثاءٍ ليس لهم وزن ولا قدْر عند الله ولا عند الناس؟
والجواب.. إنه حُب الدنيا وكراهية الموت كما أخبر بذلك الصادق - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أوَ من قلةٍ نحن يومئذٍ يا رسول الله؟
قال: بل أنتم يومئذٍ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل، ولَيَنزعن الله الرهبة من قلوب عدوّكم وليقذفنّ في قلوبكم الوهن.
قيل: وما الوهن يا رسول الله؟
قال: "حب الدنيا وكراهية الموت» (رواه أبو داوود بإسناد صحيح).
فيا أيها المسلمون.. اعلموا أن الدنيا ظلٌ زائل.. وأنّ الآخرة خير وأبقى..
فاحرصوا على طاعة الله وابذلوا كلّ غالٍ لنصرة دين الله عسى أن يرزقنا الله حسن الخاتمة.
إن الله - تعالى - قضى أن يكون هناك تفاضل وتفاوت بين الناس في المواهب والقدرات، بل وفي مكانتهم عند رب السماوات..
بدئا من رسله الكرام كما قال - تعالى - {تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض} [البقرة: 253].
فالله - عز وجل - اصطفى الأنبياء من البشرية كلها، واصطفى الرسل من الأنبياء، واصطفى أولي العزم من الرسل - وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات ربي وسلامه عليه - واصطفى من أولي العزم الخليلين إبراهيم ومحمدًا..
واصطفى محمدًا ليكون سيد الأولين والآخرين، بل واصطفى له أصحابه ليحملوا أمانة هذا الدين إلى الكون كله على دمائهم وأشلائهم.
وعلى الرغم من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسله الله إلى مجتمع جاهلي لا يعرف شيئا عن الله - عز وجل - وإذا به يبدأ في أعظم مهمة في الكون كله - ألا وهي مهمة صناعة الرجال - فاستطاع النبي - صلى الله عليه وسلم - في وقت يسير - لا يساوي في عمر الزمان شيئا - أن يُخرج للكون جيلاً فريدًا هم خير من طلعت عليهم الشمس بعد الأنبياء والمرسلين.
فها هو أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يجعل نفسه وأهله وماله كله لخدمة دين الله حتى قال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل موته: «ما لأحد عندنا يدٌ إلا وقد كافأناه بها، ما خلا أبا بكر فإن له يداً يكافئه الله بها يوم القيامة» (رواه الترمذي بإسناد صحيح).
وها هو عمر - رضي الله عنه -الذي كان حصنًا من حصون الإسلام أعزه الله بالإسلام وأعز الإسلام به..
وها هو عثمان - رضي الله عنه -الذي جهّز جيش العُسرة واشترى بئر رومة ليشرب منها المسلمون، وكان كل يوم جمعة يعتق عبدًا أو يحرر رقبة.. فكانت الملائكة تستحيي من عثمان - كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم -.
وهذا عليٌ - رضي الله عنه - يُعرّض حياته للخطر وينام على فراش النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة الهجرة فداءً له، فأكرمه الله بأن يتزوج فاطمة - سيدة نساء أهل الجنة - عليها السلام، بل واشتاقت إليه الجنة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنّ الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: عليّ وسلمان وعمّار» (رواه الترمذي بإسناد صحيح).
وها هو سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -الذي يمرّ بالخيول على نهر دجلة في يوم القادسية ليضرب للكون كله مثلاً في اليقين والتوكّل على الله - عز وجل -..
وها هو أبو هريرة - رضي الله عنه - الذي لم يصحب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أربع سنوات وعلى الرغم من ذلك ملأ الدنيا كلها بعطر حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وها هو سعد بن معاذ - رضي الله عنه -الذي لما أسلم دعا قبيلته فأسلم الناس جميعاً في تلك القبيلة على يديه بإذن الله - تعالى -..
ووقف موقفاً عظيماً لنُصرة الإسلام في يوم بدرٍ وحكم بحكم الله من فوق سبع سماوات في يهود بني قُريظة..
فلما مات اهتز عرش الرحمن لموته - كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم - بل وحمل جنازته سبعون ألف مَلَك من ملائكة الرحمن - جل وعلا -.
وها هو نُعيم بن مسعود - رضي الله عنه - الذي استطاع بإذن الله أن يخذّل بين اليهود والأحزاب في غزوة الخندق حتى رحلوا عن المدينة المنورة.
بل حتى الرجال الذين عذرهم - عز وجل - بحثوا لأنفسهم عن دور لخدمة دين الله...
فهذا ابن أم مكتوم - رضي الله عنه -على الرغم من أنه أعمى لكنه حمل راية المسلمين في معركة القادسية حتى مات شهيداً!
وعمرو بن الجموح - رضي الله عنه -على الرغم من أنه أعرج إلا أنه شارك في غزة أُحُد حتى استُشهد..
بل حتى الأطفال لما سمعوا أن أبا جهل يسب النبي - صلى الله عليه وسلم - قاموا في عزوة بدر فقتلوه.
فكل واحد منهم كان يبحث لنفسه عن أي دور لخدمة دين الله - عز وجل -، ولذلك فهؤلاء رجال لا ينساهم التاريخ، فإذا مات أحدهم ظلّت سيرته تجري على ألسنتنا.. أما نحن فماذا قدّمنا لدين الله؟
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن.. ما الذي حوّل هذه الأمة من سادة وقادة للأمم إلى غثاءٍ ليس لهم وزن ولا قدْر عند الله ولا عند الناس؟
والجواب.. إنه حُب الدنيا وكراهية الموت كما أخبر بذلك الصادق - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: «يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أوَ من قلةٍ نحن يومئذٍ يا رسول الله؟
قال: بل أنتم يومئذٍ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل، ولَيَنزعن الله الرهبة من قلوب عدوّكم وليقذفنّ في قلوبكم الوهن.
قيل: وما الوهن يا رسول الله؟
قال: "حب الدنيا وكراهية الموت» (رواه أبو داوود بإسناد صحيح).
فيا أيها المسلمون.. اعلموا أن الدنيا ظلٌ زائل.. وأنّ الآخرة خير وأبقى..
فاحرصوا على طاعة الله وابذلوا كلّ غالٍ لنصرة دين الله عسى أن يرزقنا الله حسن الخاتمة.