المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلفيون حملة الدين وحفظته



abosaad
24 Aug 2005, 02:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ،، فإن أهل السنة السلفيين هم حفظة الدين وحماته ودعاته لا يغترون بكثرة ، ولا يزهدون بقلة ، لأن هدفهم ليس التجميع ، وتحزيب الجماهير ، كما هو سبيل الجماعات الحزبية التي جعلت هدفها التجميع وتكثير الجماهير على حساب الدين والعقيدة . بل يجمعون الناس على عقيدة واحدة ، على سبيل سلفهم الصالح أهل القرون الأولى ويعملون على تصفية الدين والعقيدة من أي شائبة يشوبها ويردون – بعد النصيحة – على من جانب السبيل ودعا لما سواه ولو كان أقرب قريب . امتثالا لقوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " وقوله تعالى :" ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " . فهم الفرقة الناجية الطائفة المنصورة والتي لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم حتى تقوم الساعة ، والتي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم.



ولهذا لما سئل العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله تعالى – وقيل له : " إنه كثرت الطوائف والفرق التي تزعم أنها هي الطائفة المنصورة ، واشتبه على كثير من الناس الأمر ، فماذا نفعل خاصة أن هناك فرقا تنتسب للإسلام كالصوفية والسلفية ونحو ذلك من الفرق ، فكيف نميز بارك الله فيكم ؟ فأجاب رحمه الله تعالى :" ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة – يعني كلها في النار إلا واحدة ، وهم أتباع موسى – وافترقت النصارى على إثنتين وسبعين فرقة – والمعنى انها كلها في النار إلا واحدة ، وهم التابعون لعيسى عليه السلام – قال : وستفترق هذه الأمة – يعني أمة محمد عليه الصلاة والسلام – على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . قيل يا رسول الله ، من هي الفرقة الناجية ؟ قال : الجماعة وفي لفظ : ما أنا عليه وأصحابي " هذه الفرقة الناجية ، الذين اجتمعوا على الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم واستقاموا عليه ، وساروا على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم ونهج أصحابه ، وهم أهل السنة والجماعة ، وهم أهل الحديث الشريف السلفيون الذين تابعوا السلف الصالح ، وساروا على نهجهم في العمل بالقرآن والسنة ، وكل فرقة تخالفهم فهي متوعدة بالنار " ا.هـ . من فتاوى نور على الدرب . وأنقل للقارئ الكريم دررا من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مما يفرح السلفي ويزيده تمسكا بهذه الدعوة الربانية ، وقوة في العمل والدعوة إليها ، وليعلم أنه لا بد عليه أن يكون قويا في أمر الله ، وبصيرا في دين الله ، فبالبصيرة والعلم يزداد يقينا ، وبالقوة يتمكن من تبليغ السنة والتحذير مما يضادها . وهذا مما يثمره فيهم تمسكهم بالكتاب والسنة . يقول رحمه الله تعالى :

" ومن المستقر في أذهان المسلمين أن ورثة الرسل وخلفاء الأنبياء هم الذين قاموا بالدين علما وعملا ودعوة إلى الله والرسول فهؤلاء أتباع الرسول حقا وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الأرض التي زكت فقبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير فزكت في نفسها وزكى الناس بها وهؤلاء هم الذين جمعوا بين البصيرة في الدين والقوة على الدعوة ولذلك كانوا ورثة الأنبياء الذين قال الله تعالى فيهم واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولى الأيدي والأبصارفالأيدي القوة في أمر الله والأبصار البصائر في دين الله فبالبصائر يدرك الحق ويعرف وبالقوة يتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة إليه فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم والفقه في الدين والبصر والتأويل ففجرت من النصوص أنهار العلوم واستنبطت منها كنوزها ورزقت فيها فهما خاصا كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد سئل هل خصكم رسول الله بشيء دون الناس فقال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الذي أنبتته الأرض الطيبة وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن الطبقة الثانية وهي التي حفظت النصوص فكان همها حفظها وضبطها فوردها الناس وتلقوها بالقبول واستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها واتجروا فيها وبذروها في أرض قابلة للزرع والنبات ورووها كل بحسبه قد علم كل أناس مشربهم وهؤلاء الذين قال فيهم النبي نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها كما سمعها فرب حامل فقه وليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه وهذا عبدالله بن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن مقدار ما سمعه من النبي لا يبلغ نحو العشرين حديثا الذي يقول فيه سمعت ورأيت وسمع الكثير من الصحابة وبورك له في فهمه والاستنباط منه حتى ملأ الدنيا علما وفقها قال أبو محمد بن حزم وجمعت فتواه في سبعة أسفار كبار وهي بحسب ما بلغ جامعها وإلا فعلم ابن عباس كالبحر وفقهه واستنباطه وفهمه في القرآن بالموضع الذي فاق به الناس وقد سمعوا ما سمع وحفظوا القرآن كما حفظه ولكن أرضه كانت من أطيب الأراضي وأقبلها للزرع فبذر فيها النصوص فأنبتت من كل زوج كريم و ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وأين تقع فتاوي ابن عباس وتفسيره واستنباطه من فتاوي أبي هريرة وتفسيره وأبو هريرة أحفظ منه بل هو حافظ الأمة على الإطلاق يؤدي الحديث كما سمعه ويدرسه بالليل درسا فكانت همته مصروفة إلى الحفظ وتبليغ ما حفظه كما سمعه وهمة ابن عباس مصروفة إلى التفقه والاستنباط وتفجير النصوص وشق الأنهار منها واستخراج كنوزها .وهكذا ورثتهم من بعدهم اعتمدوا في دينهم على استنباط النصوص لا على خيال فلسفي ولا رأي قياسي ولا غير ذلك من الآراء المبتدعات لا جرم كانت في الدائرة والثناء الصدق والجزاء العاجل والآجل لورثة الأنبياء التابعين لهم في الدنيا والآخرة فإن المرء على دين خليله قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وبكل حال فهم أعلم الأمة بحديث الرسول وسيرته ومقاصده وأحواله ونحن لا نعني بأهل الحديث المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته بل نعني بهم كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهرا أو باطنا واتباعه باطنا وظاهرا وكذلك أهل القرآن وأدنى خصلة في هؤلاء محبة القرآن والحديث والبحث عنهما وعن معانيهما والعمل بما علموه من موجبهما ففقهاء الحديث أخبر بالرسول من فقهاء غيرهم وصوفيتهم أتبع للرسول من صوفية غيرهم وأمراؤهم أحق بالسياسة النبوية من غيرهم وعامتهم أحق بموالاة الرسول من غيرهم ومن المعلوم ان المعظمين للفلسفة والكلام المعتقدين لمضمونهما هم أبعد عن معرفة الحديث وأبعد عن اتباعه من هؤلاء هذا أمر محسوس بل إذا كشفت أحوالهم وجدتهم من أجهل الناس بأقواله وأحواله وبواطن أموره وظواهرها حتى لتجد كثيرا من العامة أعلم بذلك منهم ولتجدهم لا يميزون بين ما قاله الرسول وما لم يقله بل قد لا يفرقون بين حديث متواتر عنه وحديث مكذوب موضوع عليه وإنما يعتمدون في موافقته على ما يوافق قولهم سواء كان موضوعا أو غير موضوع فيعدلون إلى أحاديث يعلم خاصة الرسول بالضرورة اليقينية أنها مكذبة عليه عن أحاديث يعلم خاصته بالضرورة اليقينية أنها قوله وهم لا يعلمون مراده بل غالب هؤلاء لا يعلمون معاني القرآن فضلا عن الحديث بل كثير منهم لا يحفظون القرآن أصلا فمن لا يحفظ القرآن ولا يعرف معانيه ولا يعرف الحديث ولا معانيه من أين يكون عارفا بالحقائق المأخوذة عن الرسول ، وإذا تدبر العاقل وجد الطوائف كلها كلما كانت الطائفة إلى الله ورسوله أقرب كانت بالقرآن والحديث أعرف وأعظم عناية وإذا كانت عن الله وعن رسوله أبعد كانت عنهما أنأى حتى تجد في أئمة علماء هؤلاء من لا يميز بين القرآن وغيره بل ربما ذكرت عنده آية فقال لا نسلم صحة الحديث وربما قال لقوله عليه السلام كذا وتكون آية من كتاب الله وقد بلغنا من ذلك عجائب وما لم يبلغنا أكثر ، وحدثني ثقة أنه تولى مدرسة مشهد الحسين بمصر بعض أئمة المتكلمين رجل يسمى شمس الدين الأصبهاني شيخ الأيكي فأعطوه جزءا من الربعة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم المص حتى قيل له ألف لام ميم صاد . فتأمل هذه الحكومة العادلة ليتبين لك أن الذين يعيبون أهل الحديث ويعدلون عن مذهبهم جهلة زنادقة منافقون بلا ريب ولهذا لما بلغ الإمام أحمد عن ابن أبي قتيلة أنه ذكر عنده أهل الحديث بمكة فقال قوم سوء فقام الإمام أحمد وهو ينفض ثوبه ويقول زنديق زنديق زنديق ودخل بيته فإنه عرف مغزاه ، وعيب المنافقين للعلماء بما جاء به الرسول قديم من زمن المنافقين الذين كانوا على عهد النبي وأما أهل العلم فكانوا يقولون هم الأبدال لأنهم أبدال الأنبياء وقائمون مقامهم حقيقة ليسوا من المعدمين الذين لا يعرف لهم حقيقة كل منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه هذا في العلم والمقال وهذا في العبادة والحال وهذا في الأمرين جميعا وكانوا يقولون هم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة الظاهرون على الحق لأن الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسله معهم وهو الذي وعد الله بظهوره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ( الفتاوى 4/92-97)

فتبين لنا من ذلك مسائل :- 1- فضل التمسك بالكتاب والسنة على فهم أهل القرون الأولى . 2- أن التمسك بهما يثمر القوة والبصيرة . 3- أن الدعوة السلفية هي سبيل سعادة البشرية وعزة الأمة ، ولا شيء غيرها . 4- حاجة طالب العلم للقوة والبصيرة مع الرفق والحكمة والشفقة لتبليغ دين الله . 5- حاجة طالب العلم للإطلاع على كلام العلماء الربانيين فهم ورثة الأنبياء وحفظة الدين . 6- أن السلفيين هم حفظة الدين وهم عز الأمة وهيبتها وسبيلهم سبيل وحدة الأمة ونصرها على أعدائها . هذا ما أردت بيانه وكتابته ، والله الموفق وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .

أبوالزبير
25 Aug 2005, 11:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو سعد

حياكَ الله وبياك أخي الحبيب

وبارك الله فيك على على نقل هذه الفتوى من فتاوى شيخنا العلامة

عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى

ISLAMIC SERVICE
25 Aug 2005, 12:23 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو سعد

جزاكم الله خيرا على هذه الفتوى

ورحم الله شيخنا الفاضل العلامه بن باز

ورحم الله جميع علماء المسلمين ...امين

اخوكم فى الله ..........اسلاميك

:rose:

أبو فراس
26 Aug 2005, 12:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

أبو سعد

بارك الله فيك وسدد على طريق الحق خطاك

مشاركة رائعة وموفقة

لاحرمت من المولى جزيل الأجر والثواب

ورحم الله شيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز

ننتظر منك كل تميز