مشاهدة النسخة كاملة : :: كشكول الأسرة ::
نعم احبك
21 Aug 2005, 01:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعزائي الأعضاء بحثت في مجلدات جهازي القديمة فوجدت كتاب او بالاصح مذكرة
فاحببت ان اعرضها عليكم فسأبداء بالأضافة في هذا الموضوع :sun:
تقبلو وافر الشكر مقدما لكل الردود على هذا الموضوع
نعم احبك
21 Aug 2005, 01:24 AM
كلمة الناشر
الحمد لله ولي الصالحين، وناصر المؤمنين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيد الأولين والآخرين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وصحابته الغر الميامين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد.
فإننا - في دار الأندلس الخضراء - جعلنا من أهدافنا "العناية بثقافة وصيانة المرأة والطفل والأسرة"، وشرعنا لذلك في إصدار سلسلة "عالم المرأة والأسرة" التي بدأناها بالجزء الأول من "دليل مكتبة المرأة المسلمة"، ليكون فاتحة خير لإصدارات متميزة تتوالى تباعاً بمشيئة الله تعالى.
وإدراكاً منا لما غلب على أهل عصرنا من العزوف عن القراءة عموماً، والقراءة الجادة الهادفة خصوصاً ، جاء هذا الكتاب الذي تعرض مادته بطريقة مرغبة, تدفع الملل بما فيها من التنوع، وتساعد على القراءة بما في فقراتها من القصر، وتعمل على غرس الفوائد والعبر بطريقة تلقائية متيسرة من خلال المواقف المعبرة، والقصص المؤثرة، والطرائف المسلية، ومن ثم سماه مؤلفه "كشكول الأسرة"، وجعل أسلوبه سهلاً، وعباراته واضحة، وتعليقاته مختصرة، فجاء الكتاب كباقة زهور زاهية الألوان جميلة الرائحة، متناسقة المنظر.
ومؤلف: "كشكول الأسرة" داعية حصيف. اشتهر بعنايته بموضوعات المرأة ، وقضايا الأسرة، وأبدع في هذا المجال، فكتب المقالات، وأجاب عن المشكلات، وألقى المحاضرات، وصنف الكتب، وتوسعت دائرة اطلاعه، وتعمقت تجاربه، وتميزت كتاباته، وكتب الله له التوفيق، وجعل له القبول.
هذا الكتاب بين أيديكم - معشر القراء - نترك لكم فرصة الاستمتاع به، والاستفادة منه، ونعدكم بأننا سنحرص في مثل هذه السلسلة على مثل هذه الإصدارات المتميزة المتنوعة، ولن يطول انتظاركم - بإذن الله - للكتاب القادم بما فيه من تنوع وابتكار، وجمال وحسن اختيار. وبهاء وإبداع في الإخراج.
الناشـر
نعم احبك
21 Aug 2005, 01:26 AM
( القســم الأول)
مواقف نسائية
تمهيد:
إن جذوة الإيمان إذا توقدت في القلوب أنارت البصائر، وأحيت الضمائر، وزكت النفوس وهذبتها ، واستقامت بها الجوارح على نهج خالقها، وعندئذٍ يتحول الإنسان إلى طود شامخ .. لا تزلزله الشهوات الآثمة، ولا تغريه النزوات المحرمة، ولا تعبث به المصائب مهما اشتدت، ولا تعصف به النوائب مهما عظمت ؛ ذلك لأنه آمن بالله وتوكل عليه ووثق به وتوجه إليه .. (الله ولي الذين ءامنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور). البقرة، الآية: 257.
ولعل مما يزيد الإيمان في القلوب ذكر بعض المواقف الإيمانية لبعض النساء اللاتي دفعهن إيمانهم للثبات على دين الله على الرغم من شدة الفتن و الاستمساك بأمر الله على الرغم من عظم المحن.
نعم احبك
21 Aug 2005, 01:28 AM
حجاب من الفحم
قالت الأخت اليوغسلافية وهي تتحدث الفصحى:
"عندما غزانا المد الشيوعي كنت حينها صبية في العاشرة من عمري، وكنت أرتدي الحجاب دون غطاء الوجه، وكانت أمي تغطي وجهها مع سائر بدنها.
وكنا قبل هذا المد الخبيث نعيش في أمان على كل شئ. على أموالنا .. وأعراضنا .. وديننا .. فلما ابتلانا الله بهذا الطاغوت الذي لا يرعى في مسلم إلا ولا ذمة، تغيرت أحوالنا، فما كنا نستطيع أن ننام ليلة واحدة في أمان، وكانت أمي تنام في حجابها خوفاً أن يداهم الحراس الكفرة بيوتنا في ساعة من ليل.
وكان أول عمل قام به الشيوعيون هو هتك الستر. فقد هدموا الجدر الفاصلة بين منزل ومنزل، حيث كانت عالية للمحافظة على الحرمات، فأبوا إلا أن يجعلوا ارتفاعها لا يزيد على متر واحد .. فكنت أنا وأمي لا نستطيع أن نظهر في حديقة الدار إلا ونحن متحجبتان؛ بل كانت أمي تغطي حتى وجهها وهي تقضي بعض الأعمال في حديقة الدار"
عجبت والله من صلابة الإيمان في قلب تلك المسلمة غير العربية، أشاهدتن معي كيف أنها تنام في حجابها خوفاً أن يداهمهم أحد في الليل!! ولا تظهر إلا بحجابها في حديقة دارها ؛ لأن ارتفاع الجدار ليس كافياً ليسترها عن جيرانها.
وهل تردن المزيد عن هذه المرأة الصالحة؟ إذن سأكمل عليكن ما روته لي ابنتها - تلك الأخت اليوغسلافية- .
قالت: "فما اكتفى الشيوعيون بذلك ؛ بل إنهم فرضوا على كل من تغطي وجهها أن تحمل صورة فوتوغرافية تبرزها في هويتها".
ولسنا بصدد العجب من هذا فهو يحصل في أغلب البلاد للتحقق من الهوية الشخصية ؛ ولكن العجب كل العجب من موقف تلك الأم الصالحة . أتدرون ماذا فعلت؟ قالت لي ابنتها بالحرف الواحد:
"عندما جاءنا جنود الدب الأحمر، وأبلغونا بوجوب إبراز صورة في البطاقة الشخصية للنساء .. يومها ما رأيت أمي تبكي كبكائها تلك الليلة، وهي تردد وتقول: كيف سأكشف وجهي أمام المصور؟ وهو يركز نظره علي ثم يأتي أتباع الدب الأحمر ليتمتعوا بالنظر إلى صورتي .. ماذا أفعل؟ أنقذوني من هذا الموقف الذي لا أطيق تحمله .. وبينما نحن في حيرة من أمرنا وقد تألمت جداً لبكائها وحرقتها؛ إذ قام والدي وأحضر بين يديه فحماً أسود وقال لها: خذي يا أم فلان ولا تجزعي .. خذي هذا.. قالت: وماذا أنا فاعلة به ؟
قال: أصبغي به وجهك! .. وقنعيه بالسواد فلا تبدو ملامح جمالك حين تكشفين عن وجهك أمام المصور وستظهر الصورة قاتمة . فأخذت والدتي منه على مضض وهي غير متوقعة أنه سيكفي . فلما لطخت وجهها بلونه الأسود وقنعته به اختفت كل معالم جمالها، فانفرجت أساريرها، ولا زلت أحتفظ من يومها بتلك الصورة الرائعة بقناع من الفحم الأسود تقف شاهدة لأمي وأبي أمام الله يوم القيامة في غيرتهما على دينه".
ثم أظهرت لي الصورة من حقيبتها .. فوقفت مما أرى .. فلم أصدق ما تراه عيني لولا أني قد سمعت قصتها..
أين نحن من تلك المرأة اليوغسلافية .. ؟ فوالله إننا لنقف أمام هذه الصلابة الإيمانية متوشحين برداء الخجل .. ويبرز أمامنا شبح التقصير .. فنحن العربيات المسلمات اللواتي يفهمن حروف ومعاني القرآن الكريم وألفاظ الحديث الشريف أكثر منها .. هل نلتزم مثل التزامها .. ؟ هل يخطر ببالنا أن نفكر مثل تفكيرها؟ ويل لنا من تقصيرنا .. نسأل الله أن يرحمنا، وأن يردنا إلى ديننا رداً جميلاً...
وما أجمل الحياة حين يخالط الإيمان بشاشة القلب.. وما أروع أن تعيش المرأة المسلمة في ظل دينها الحنيف الذي يحقق لها الأمن النفسي والحماية المادية .. وما أعظم أولئك النسوة المؤمنات اللاتي يرين دينهن أغلى ما يملكن في هذه الدنيا، فلا يفرطن في أي أمر من أوامره صغيراً كان أو كبيراً، وإذا ما تعرضن للابتلاء في الدين كان منهن من الصمود ما يحاكي الجبال الرواسي، وإذا ما اشتد عليهن البلاء هداهن الله بإيمانهن إلى ما يحفظ عليهن دينهن وكرامتهن مصداقا لقوله تعال: (إن الذين ءامنوا وعملو الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم) يونس،الآية :9. وقوله: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه)التغابن، الآية: 11.
إن الصدق في أخذ هذا الدين بقوة يورث صاحبه هداية وسداداً يعصم بها دينه ونفسه.
وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وقد أمرنا سبحانه أن نسأله من فضله ... فهل نحن فاعلون؟
وهج امين
21 Aug 2005, 05:44 PM
جزاك الله خير أخي ...رجاء حار الا تنتهي صفحات هذا الكشكول لما فيه من الفائدة والمتعة
نعم احبك
22 Aug 2005, 12:05 AM
المسارعة إلى التنفيذ
موقف النساء المسلمات الأول مما حرم الله عليهن من تبرج الجاهلية، وما أوجب عليهن من الاحتشام والتستر "موقف عظيم، تتجلى فيه قوة إيمانهن، وسرعة تنفيذهن لما أمرهن الله به".(1)
فقد كانت المرأة في الجاهلية تمر كاشفة صدرها، لا يواريه شئ، وكثيراً ما أظهرت عنقها وذوائب شعرها، وأقراط أذنيها، فحرم الله على المؤمنات تبرج الجاهلية الأولى، وأمرهن أن يتميزن عن نساء الجاهلية، ويخالفن شعارهن ويلزمن الستر والأدب في هيئاتهن وأحوالهن، بأن يضربن بخمرهن على جيوبهن.
وهنا تروي لنا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها كيف استقبل نساء المهاجرين والأنصار في المجتمع الإسلامي الأول هذا التشريع الإلهي، الذي يتعلق بتغير شيء مهم في حياة النساء، وهو الهيئة والزينة والثياب.
قالت عائشة : "يرحم الله نساء المهاجرين الأول ... لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) النور، الآية: 31. شققن مروطهن (2) فاختمرن بها"صحيح البخاري...
وجلس إليها بعض النساء يوماً، فذكرن نساء قريش وفضلهن، فقالت: "إن نساء قريش لفضليات، ولكني والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار وأشد تصديقاً بكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح، معتجرات(3) كأن على رؤوسهن الغربان" (4)
هذا هو موقف النساء المؤمنات مما شرع الله لهن. موقف المسارعة إلى تنفيذ ما أمر، واجتناب ما نهى، بلا تردد ولا توقف ولا انتظار. أجل لم ينتظرن يوماً أو يومين أو أكثر حتى يشترين أو يخطن أكسية جديدة تلائم غطاء الرؤوس وتسدل على الوجوه حتى تغطى، وتتسع لتضرب على الجيوب؛بل أي كساء وجد، وأي لون تيسر، فهو الملائم والموافق، فإن لم يوجد شققن من ثيابهن ومروطهن، وشددنها على رؤوسهن، غير مباليات بمظهرهن الذي يبدون به كأن على رؤوسهن الغربان، كما وصفت أم المؤمنين. (5)
ويمكننا أن نأخذ درساً آخر مما ذكرته عائشة رضي الله عنها عن رجال الأنصار، هو اهتمامهم بتعليم نسائهم القرآن، وإلزامهن بتطبيق أوامر الله حيث قالت: "فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل الله فيها".
وإننا نلحظ تقصيراً ظاهراً وإهمالاً مفرطاً في قيام الرجل أو الزوج بتعليم أهله أمور دينهم .. وكأن مسؤوليته انحصرت في الطعام والكسوة .. وكأنه لم يسمع قول الله تعالى: (يأيها الذين ءأمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً). (6)
وقد يعتذر البعض بجهله بأحكام الشرع وفاقد الشي لا يعطيه، فنقول: إن عليك أن تتعلم ما تنقذ به نفسك ومن تعول من نار وقودها الناس والحجارة.. كما أن وسائل تعليم الأهل كثيرة منها الأشرطة الإسلامية، ومنها حثهم وتوجيههم إلى سماع إذاعة القرآن الكريم، ومجالسة الصالحات، إلى آخره من وسائل الخير..
نعم .. ما أكثر تقصير بعض الرجال في حق تعليم نسائهم .. فإن الرجل - بجهله - يظن أن لا فائدة من تعليم المرأة أمور دينها ... وكل ما عليها أن تطيعه فيما أمر وتجتنب ما نهى عنه وزجر .. فإن فعلت ذلك فلتبشر بالجنة .. ونعم المستقر!مردداً صباح مساء: ألست تريدين الجنة؟ فأنا جنتك ونارك .. أطيعيني تسعدي..
وكم يحرم مثل هذا الرجل امرأته - متعلمة كانت أو جاهلة - من الخير حين يحرمها من مجالس الذكر ومجالسة الصالحات والتدارس معهن بحجة أن زوجها وأولادها أولى بوقتها .. وما عرف المسكين أنها كلما زادت علماً بدينها كلما ازدادت طاعة له، وكلما قل علمها ازدادت تمردا عليه، وأنه بالإمكان - لو وجدت النية والعزيمة والتنسيق - الجمع بين مهمات الأسرة، ومتطلبات الاستزادة من العلم النافع والعمل الصالح.
إن تعليم المرأة المستمر لأمور دينها مسؤوليتك أيها الرجل أمام الله تعالى، وحق لها عليك سيسألك الله عنه يوم القيامة.
إنك تعلم أنه بتقوى الله، ثم بالتنظيم والترتيب ستكسب زوجتك الخير دون أن يتضرر بيتك بشيء.
ولا تكن ممن لا يمنع ذلك إلا لأنه يخشى أنها بمزيد من العلم الشرعي ستعرف ما لها من الحقوق فتواجهك بتقصيرك!
فهب -أخي- من رقدتك، وانفض عنك غبار التقصير فإن الله تعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف). (7)
أعلم أنك ستقول (وللرجال عليهن درجة) .. نعم إن هذه الدرجة هي التي تلزمك بتيسير أسباب التعلم لامرأتك .. فمن فمك أدينك.
دموع تائبة
22 Aug 2005, 01:32 AM
هي مذكرة جميلة ... وقدسبق لي قرائتها ...
فأشكرك أخي الكريم على نقلها للأحبة
لاحرمت الأجر
نعم احبك
22 Aug 2005, 02:33 AM
هكذا أسلمت
أنا طبيبة نساء وولادة.. أعمل بأحد المستشفيات الأمريكية منذ ثمانية أعوام .. في العام الماضي أتت امرأة مسلمة عربية لتضع بالمستشفى، فكانت تتألم وتتوجع قبيل الولادة، ولكن لم أر أي دمعة تسقط منها، وحينما قرب موعد انتهاء دوامي أخبرتها أنني سأذهب للمنزل وسيتولى أمر توليدها طبيب غيري، فبدأت تبكي وتصيح بحرارة وتردد: لا .. لا... لا .. لا أريد رجلاً..!!
عجبت من شأنها فأخبرني زوجها أنها لا تريد أن يدخل رجل عليها ليراها، فهي طيلة عمرها لم ير وجهها سوى والدها وأشقاؤها وأخواتها وأعمامها فقط ... !
ضحكت وقلت باستغراب شديد : أنا لا أظن أن هناك رجلاً في أمريكا لم ير وجهي بعد .. !! فاستجبت لطلبها وقررت أن أجلس لأجلها حتى تضع فقاما بشكري، وجلست ساعتين إلى حين وضعت.
وفي اليوم الثاني جئت للاطمئنان عليها بعد الوضع، وأخبرتها أن هناك الكثير من النساء يعانين من الأمراض والالتهابات الداخلية بسبب إهمالهن لفترة النفاس حيث يقربها زوجها، فأخذت تشرح لي الوضع بالنسبة للنفاس عندهم في الإسلام، وتعجبت جداً لما ذكرته.
وبينما كنت على انسجام معها في الحديث دخلت طبيبة الأطفال لتطمئن على المولود، وكان مما قالته للأم: من الأفضل أن ينام المولود على جنبه الأيمن، فقالت الأم: إن في هذا تطبيقاً لسنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فتعجبت لهذا أيضاً...
انقضى عمرنا لنصل لهذا العلم وهم يعروفنه من دينهم .. فقررت أن أتعرف على هذا الدين، فأخذت إجازة لمدة شهر وذهبت لمدينة أخرى فيها مركز إسلامي كبير، حيث قضيت أغلب الوقت فيه للسؤال والاستفسار والالتقاء بالمسلمين العرب والأمريكيين، وحينما هممت بالرحيل حملت معي بعض النشرات التعريفية بالإسلام، فأصبحت أقرأ فيها، وقد كنت على اتصال مستمر ببعض أعضاء ذلك المركز.
والحمد لله أنني أعلنت إسلامي بعد عدة أشهر. (8)
الدكتورة "أوريفيا"
أمريكا
صدق الله العظيم : (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب) (9) سبحان الذي سخر لهذه المسلمة امرأة كافرة تقوم بتوليدها ومساعدتها، ثم تكتب لها الهداية بسببها، إنها التقوى حين تؤتي ثمارها تفريجاً للكروب، وإنارة للدروب... أختي المسلمة ... إن للعورة أحكاماً تعرفها كل النساء .. ولا أشد انكشافاً لها من حالة الولادة، فكيف ترضى الحرة العفيفة أن يراها الرجل في هذه الحالة، وفي مجتمعنا -بحمد الله- من الطبيبات المسلمات ما يغني عن الرجال في هذا المجال؟
أناشدك الله - أخية - أن تتقي الله و تتمسكي بحيائك الذي هو المحرك لشعب الإيمان عندك .. ولا تستمعي لجنود إبليس عباد الهوى وصرعى الشهوات الذين يلقون في روعك، أن الرجل أكثر مهارة في التوليد من المرأة ويسوقون لك تجارب تبرهن على ذلك.
يا أخية: إن الذي خلق الجنين في رحم الأم في ظلمات ثلاث هو الذي ييسر له سبيل الخروج وهو الذي ييسر لك الأمر عندما يرى منك التقوى.
صوني حياءك صوني العرض لا تهني
وصابري واصبري لله واحتسبي
لقد كان حياء المرأة المسلمة سبباً في إسلام امرأة كافرة فهنيئاً لها بشرى النبي صلى الله عليه وسلم : "لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من حمر النعم". (10)
إنها عزة الإسلام حين تتوج رأس المسلمة لتطمس بنورها ظلمات المنهزمين نفسياً رجالاً ونساء.
المزن55
22 Aug 2005, 10:40 AM
جزاك الله خير أخي ...رجاء حار الا تنتهي صفحات هذا الكشكول لما فيه من الفائدة والمتعة
------------------------------------
بارك الله فيكم ...
وهل بلإمكان تنزيل ملف تكست أو مضغوط للكشكول كامل للاستفادة منه :)
شكر الله لكم ...
منير 83
22 Aug 2005, 12:17 PM
نعم احبك
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع
الفاعل وكتب الله اجرك واحسن الله اليك
خديجة احمد شعاع
22 Aug 2005, 02:45 PM
نعم احبك بوركت يا اختي لا تحرميننا من هذه المواضيع القيمة
فجزاك الله خيرا وجعلها من ميزان حسناتك
نعم احبك
22 Aug 2005, 06:07 PM
بأم عيني
كنت أول مرة أزور جارتي. رأيتها في الخامسة والثلاثين، الابتسامة لا تفارق وجهها، وقد اجتمعت حولها بناتها الأربع، وأكبرهن كانت تناديها "عطرة" شارفت على العشرين، باسمة الثغر حيية خجولة لا تهدأ من طلبات أمها وأخواتها. فتارة تقوم بواجب الضيافة، وتارة تعمل رضعة للمولودة الصغيرة، ومرة تأخذها في حجرتها تهدهدها لتنام، وتأتي بالدواء لامرأة كبيرة في السن تناديها جدتي، وكلما أنهت عملاً التصقت بأمها تهمس لها، وقد تلاقى رأساهما في زينة واحدة، وكذلك ثوبيهما وما تلبسانه من حلي وذهب، وكأنهما في حبهما لبعضهما طفلان صغيران لم يتجاوزا السابعة من العمر يتجاذبان ويتضاحكان.
قالت جارتي مشيرة لثلاث طفلات التصقن بـ "عطرة": هؤلاء بناتي أمينة، فاطمة، جمانة، وهذا علي، وهذا محمد، وتلك العجوز المريضة أمي، تسكن معي منذ مرضت لأرعاها. أردت أن أسأل عن الشابة عطرة فسبقتني وقالت: عطرة جارتي أو ضرتي كما يقال!!
عقدت الدهشة لساني، وألجمتني المفاجأة فاتسعت عيناي وفقدت النطق لحظات أو هكذا خيل إلي، وقلت بتعجب: والله لا أحسبها إلا ابنتك.
ضحكت عطرة الزوجة الجديدة وزادت التصاقاً بضرتها كما تلتصق الابنة بأمها، وأضافت أم محمد: لقد زوجت زوجي بعد أن خطبت له ؛ لأن عندي خمس بنات اثنتان متزوجتان وهؤلاء ثلاث وطفلان، ويريد زوجي مزيداً من الأولاد الذكور، والكل تعجب من عدم غيرتي !! ولماذا أغار؟ إنه زوجها كما كان زوجي وكما هو الآن لم ينقص منه شئ، وهو يعدل بيننا، وكل واحدة لها غرفة، وفي النهار يجمعنا بيت واحد، وقد زادت محبة زوجي لي.
قالت الزوجة الجديدة: لا تظني كل الضرائر مثلنا، فبعضهن لا يستطعن رؤية ضرائرهن، وهناك نساء يتضاربن مع ضرائرهن أو يصل الأمر إلى التعذيب، وكل هذا يعود إلى الزوج عندما لا يعدل، وربما إلى الزوجة عندما لا تعقل.
قالت أم علي: نحن نؤمن بالقضاء والقدر، وأن الله شرع للرجل أن يتزوج بأربع، ولكن أخبريني ماذا تفعلين أنت إذا تزوج زوجك؟
لم أجب وأعتقد أن وجهي أجاب بألوانه المتعددة وخرسي الفوري.
فركت عيني واستأذنت وشددت على يدي جارتي لأتأكد أني لست في حلم، وعدت إلى زمن نساء الصحابة وأمهات المؤمنين وقلت في نفسي: لله در الإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، كم يحفظ لنا من ديننا وصحتنا واتزان أنفسنا: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) (11) فالقضاء إذا وقع: "من رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط". (12)
اللهم أفرغ علينا صبراً ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، ورضنا بقضائك.
عدت إلى المنزل وحدثت زوجي معجبة بصبر المرأة وإيمانها وأخلاقها، وما زلت لا أصدق ما رأيت بأم عيني!! (13)
قالت إحداهن:
نعم .. إنه نموذج رائع للنساء .. ولكنه نموذج أروع للرجال فحين يعرف الرجل لم يعدد ..؟ وكيف يعدل..؟ وتكون تقوى الله شعاراً له ولها فمرحباً به والضرائر الثلاث..
أما حين لا يعرف أبسط قوانين التعدد ولا يقيم ميزان العدل إنما تقوده نزواته إليه كما تقاد الشاة إلى مسلاخها فلا مرحباً بهن .. ولا به أيضاً!.
وقلت معقباً:
الشرع محكم، والعدل منصف، والعقل زينة والعاطفة نعمة، فإذا اتبع الرجال والنساء الشرع، وأقاموا العدل، وضبطوا العاطفة بالعقل وتحرروا من الأعراف الخاطئة، والعوائد الجائرة فحينئذ ينعمون ويسعدون.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir