المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهوووووووووووووال القبووووووووووووووور



زهرة الخليج
19 Aug 2005, 03:36 AM
:bat: أهوال القبور:bat:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد .

ـ أما بعد ـإخوتاه ..

قال الله تعالى : " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" [ الأنبياء/35] .

ستموتون والله ، ذلك الحق الذي لا مرية فيه ، وخبر الصدق الذي لا يتسرب إليه الشك ، ولعله ليس بالخبر المفاجئ لكم ، إنها رسالة ربانية تعرفونها من دنياكم الفانية، ولا أريد أن أفجعكم ، ولكنها الحقيقة الراسخة رغم أنف كل معارض .

ولم أرَ مثلَ الموتِ حقاً كأنه إِذا ما تخطته الأماني باطل

ستموتون والله

" الموت " …… إنه قادم لا محالة .

" الموت " …… إنه آتٍ ولا مرد له .

" الموت " … … إنه يأتي بغتة .

" الموت " ……لا يطرق بابك .

" الموت " لا يستأذنك .

" الموت " دين على كل أحد .

" الموت " ساعتك وساعة كل أحد .




وكلُّ أناسٍ سَوْفَ تَدْخُلُ بَيْنَهُم دُوَيْهِيَةٌ تَصْفَرّ مِنْهَا الأنامل





فيا أخا الموت .. مالك أتعبت نفسك في كسب الحطام الفاني ولن يبقى لك .

يا أخا الموت .. سيسلبك الموت أثوابك ويمنعك مما تشتهي ، فمالك أفنيت بدنك من أجل متاع قليل .

يا أخا الموت ..

قال الله : " قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا " [ الأحزاب/16]

فهل لك من الموت من راق ، فمالك أتراك تفر منه أم أنه سيولى عنك ، أما رأيته لا يعرف صغيرا من كبير ، ولا غنيًا من فقير ، ولا قويًا من ضعيف ، ولا عزيزًا من ذليل .




كم من عزيزٍ أذل الموتُ مصرعه كانت على رأسهِ الراياتُ تخفق


يا أخا الموت ..




قال الله : " وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون " [ المنافقون/10-11] .




فلماذا أخلدت إلى الأرض ، هل علمت من نفسك أنك ستبقى فيها ، ألست ترى المشيع ينعي كل يوم من قريب أو صاحب ، فلماذا لم تعد لذلك اليوم عدته ؟








عَجَباً لامرئٍ يرى الأرضَ مثوا هُ وأقصى منـاه كسبُ الثراءِ


وكفى المرءَ منـذراً بدنوِّ المو ت فـقـدُ الأتـرابِ والقُرناءِ
















يا أخا الموت ..








الموت قدر الله ، وقدر الله حتم لازم ، فهل تستطيع أن ترده ؟ إنا نعلَّلُ بالدواءِ إِذا مَرِضْنا ، ولكن هل يشفي من الموتِ الدواءُ ؟ إنا نختارُ الطبيبَ إذا سقمنا ولكن هل طبيبٌ يؤخرُ ما يقرهُ القضاءُ ، يا أخا الموت أنفاسُنا حسابٌ ، و حركتُنا إِلى فناءِ .








إِذا كـان أمرُ اللّـهِ أمـراً يقـدَّرُ فكيف يفرُّ المرءُ منه ويحذرُ؟


ومن ذا يردُّ الموتَ أو يدفع القضا وضربتُهُ محتومةٌ ليس تعثرُ

يا أخا الموت




قال الله تعالى : " حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون " [المؤمنون/99-100] .




قف معي نتأمل هذا المشهد العظيم ، هذه اللحظة الرهيبة ، قف واسأل نفسك إلى أين … ؟ وحتى متى …؟ قل لها : أما رأيتِ من بغتهم الموت كانوا مثلك لا يعتقدون أن قد آن أوانه ، فما لبثوا أن جاءهم فبدا لهم ما لم يكونوا يحتسبون ، فتوبي قبل أن تقولي هل إلى مرد من سبيل فيقال : كلا ، قل لها :








يا نفسُ توبي فإِن الموتَ قد حانا واعصِ الهوى فالهوى مازال فَتَّانـا


في كل يـوم لنا مَيْـتٌ نشيـعهُ ننسـى بمصرعهِ آثـارَ مَوْتـانـا

يا نفسُ مالي وللأموالِ أكنزُهـا؟ خَلْفي وأخرجُ من دنـيايَ عريانـا

ما بالُنا نتعامى عن مَصارِعنا؟ ننسى بغفلِتنا من ليس يَنْسـانـا




قل لها :




الموتُ ضيـفٌ فاستعـدَ لهُ قـبلَ النـزولِ بأفضلِ العددِ


واعملْ لـدارٍ أنتَ جاعلَها دارِ المقامـةِ آخـرَ الأمـدِ

يا نفسُ موردُكِ الصراطُ غداً فتأهبي من قبـل أن تـردي






أخا الموت




هذه الدنيا كل ذي نعمة مخلوسها ، وكل ذي أمل مكذوب ، وكل ذي مال موروثها وكل سلب مسلوب ، وكل ذي غيبة يؤوب لكن غائب الموت لا يؤوب .








فما بالنا سكارى كأن الموتَ يأخذُ غيرنا فداءً لنا كيلا يَمُرَّ بنا حَتْف .





أخا الموت

تعال بنا نقلب صفحة من صفحات هذا الغيب المهيب ، تعال لنداوي قسوة قلوبنا ، بنا نؤمن ساعة قبل قيام الساعة ، بنا نجتاز العسرة قبل يوم الحسرة ، بنا نذكر الموت قبل الفوت .

وقد حثنا رسول الله e لذلك فعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: " أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ ـ يَعْنِي الْمَوْت ـ " .







































أنحن مؤمنون باليوم الآخر؟





أخي في الله تساءل معي أنحن مؤمنون حقا ؟ أمثلنا يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ هل نعلم حقاً أن الموت آتينا لا محالة ثم نبعث من قبورنا إلى يوم الحساب ؟أخي في الله

المؤمنون تصدق أفعالهم أقوالهم ، فالإيمان ليس لعبة يتلهى بها صاحبها ثم يدعها ويمضي .

قال الحسن البصري : ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال .

فالإيمان إنما هو تكيف في النفس ، وانطباع في القلب ، وعمل في الواقع ، ثم لا تملك النفس الرجوع عنه حتى تستقر حقيقته في الضمير.

وقال الحسن أيضاً : هيهات هيهات أهلك الناس الأمانيُّ : قول بلا عمل ، ومعرفة بغير صبر ، وإيمان بلا يقين ، مالي أرى رجالاً ولا أرى عقولاً ، وأسمع حسيسا ولا أرى أنيساً ، دخل ـ والله ـ القوم ثم خرجوا ، وعرفوا ثم أنكروا ، وحرموا ثم استحلوا ، إنما دين أحدهم لعقة على لسانه ، إذا سئل : أمؤمن أنت بيوم الحساب ؟ قال : نعم . وكذب ومالك يوم الدين .

إخوتاههذه أخلاق المؤمنين : قوة في دين ، وإيماناً في يقين ، وعلماً في حلم ، وحلماً بعلم ، وكيساً في رفق ، وتجملاً في فاقة ، وقصداً في غنى ، وشفقة في نفقة ، ورحمة لمجهود وعطاء في الحقوق ، وإنصافاً في الاستقامة ، لا يحيف على من يبغض ، ولا يأثم في مساعدة من يحب ، لا يلمز ولا يغمز ، ولا يلغو ولا يلهو، ولا يلعب ولا يمشي بين الناس بالنميمة ، ولا يتبع ما ليس له ، ولا يجحد الحق الذي عليه .

سبحان الله هذه أخلاق المؤمنين فأين هم ؟!! وهل أنت منهم ؟!!" رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " [ التحريم /8 ]

أخي في الله ..

إنَّ الموت حقيقة لا يكابر فيها مكابر ، ولا يجادل فيها ذو عقل ؛ لأنَّ الموت مشاهد مكرور ، ولكن الناس غافلون أو متغافلون عنها ، ومع ذلك فكل حي سبيله الموت والرحيل من هذه الحياة ، تاركاً ما خوله الله خلف ظهره من أهل ومال ونعيم ، بل إن أهله الذين هم أهله هم الذين سيوارونه التراب بعد أن خمدت فيه الحياة.

أحبتي في الله …

إنَّ للعمر أيامه ، وللحياة نهايتها ، ولا ندري متى تنقضي أيام العمر ومتى تبلغ الحياة نهايتها ، ولكن كلنا يدري أن ذلك لن يطول.

قال الله : " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُون " [الأعراف/34] فكيف بك إذا بلغت من الحياة النهاية ، وانتقلت منها إلى حياتك الأخرى ؟ أتراك ستنتقل من هذه الحياة إلى حياة أفضل منها أم إلى حياة أشقى وأتعس ؟!!

أحبتي في الله ….

نحن قوم مسافرون ، والطريق طويلة ، والعقبات كثر فتزود لآخرتك من دنياك ، ولا يلهينكم عن غايتكم فتات الطريق ، وبريق الشهوات وبهرج المال ، وحلاوة العيش فإن ذلك لن يدوم " قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ " [ النساء/78 ]







أخي في الله …

دعنا نفسح للحق في نفوسنا سبيلاً ، دعنا نعرف حقيقة الحياة ، تالله إن الحياة التي تخلو من السير على المنهج الإلهي… إن الحياة التي لا تتصل بالحي الذي لا يموت …إن الحياة التي تنخلع من ظل شريعة الله …إنها لحياة تافهة شائهة ، عذابٌ .. يعيش صاحبها يقاسي في نفسه لوعه ، وفي روحه جوعه ؛ لأنه يعيش دون أن يشعر بوجوده الحق ، ودون أن يعرف سبيله فاعرف ربك تعرف نفسك، وتعرف سعادتك ، وتُهدى لغايتك ، ودون ذلك حياتك سراب يلمع في وهج الشمس في حر الهاجرة ، يخيل إليك أنه شئ يُغنى ويقني ، ولكنه لا شئ إنه سراب .


" وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ " [ النور/39 ]

غربة الروح
19 Aug 2005, 08:17 AM
بارك الله فيك وجعل ما كتبتيه في ميزان حسناتك وإلى الأمام والتقـــــــــــــــــدم إن شاء الله

محبتكِ في الله @@@ غربة الروح @@@

ابوعلى
19 Aug 2005, 11:56 PM
نسأل الله السلامة

المحترم
20 Aug 2005, 02:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم





جزاكـــــــــــــم الله خير أخيه مشاركـــــــــــــــه قيمه





وكم والله نحتاج مثل هذه المواضيع





وفقكم الله وإلى الأمام,,

منير 83
20 Aug 2005, 01:40 PM
نسال الله السلامة والعافية وحسن الختمة

زهرة الخليج
جزاكى الله خيراً عبى موضوعكم المتميز