DANIA
16 Aug 2005, 04:57 AM
من الأشجار التي ورد ذكرها في القرآن الكريم شجرة الزيتون، ذكرها الله تعالى في ستة مواضع من القرآن، حيث ذكرها خمس مرات بالاسم ضمن الفواكه والأشجار المثمرة، وفي المرة السادسة نعتها بأنها شجرة مباركة.
والزيتون كما تقول الموسوعة العربية العالمية شجرة تنمو في الأقاليم شبه المدارية، وتزرع أساساً لزيتها الذي يستخدم في الطهي، وتؤكل ثمرتها، ويرجع تاريخه الى عصر ما قبل التاريخ، والدول الرائدة في زراعته اليوم اسبانيا وايطاليا واليونان وتونس وتركيا والمغرب وسوريا والبرتغال والجزائر ومصر وفلسطين.
تقول الكتب إن شجرة الزيتون تعيش كثيراً، فبعض أشجار الزيتون التي زرعها الامبراطور الروماني هادريان في عام 140 من الميلاد ما زالت حية، وفي فلسطين توجد أشجار زيتون عمرها أكثر من 200 عام.
إذن الزيتون شجرة معمّرة، وقد وصفها الله بأنها مباركة لأنها تنبت في أرض مباركة هي الشام، وخيريتها تأتي من أنها وصفت بالوسطية في قوله تعالى: “لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء”.
يقول المفسرون إن “لا شرقية ولا غربية” قد تفسر بأنها تعني:
1 إذا نبتت في مكان بارز للشمس لا يسترها عن الشمس شيء عند الطلوع وعند الغروب.
2 الزيتون من شجر الشام، والشام تتوسط العالم أو كانت في ذلك الوقت، والشام هي الأرض المباركة.
3 أصفى الأماكن هو الذي يتعرض للشمس والظل طوال النهار، فكون الزيتون ينبت في مثل هذا المكان يدل على أن زيته من أجود الزيوت.
4 “لا شرقية ولا غربية” كناية عن الإيمان الذي ليس هو بشديد ولا لين، لأن أهل الشرق فيهم شدة، وأهل الغرب فيهم لين.
ويقول الماوردي في تفسيره “النكت والعيون” عن قوله تعالى “يوقد من شجرة مباركة” إن الشجرة المباركة قد تفسر بأنها إبراهيم والزجاجة التي كأنها كوكب دري هي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد نسبت هذه الرواية الى ابن عمر كما رواها الطبراني.
ويمكن أن يقال أيضاً إن المصباح يشعل من دهن شجرة الزيتون وهي شجرة مباركة لأن الله بارك في زيتون الشام، أو لأن الزيتون يورق غصنه من أوله الى آخره وليس له مثيل في الشجر إلا الرمان.
والزيتون رغم أنه غذاء ويستفاد من زيته في الطهي والإضاءة، فإنه شفاء ودواء، لذلك فإن الطب تحدث عنه قديماً وحديثاً.
ففي الطب القديم يذكر عنه أحمد قدامة أنه يجود شهوة الطعام، ويقوي المعدة ويقوي الأعضاء، وإذا أكثر منه الإنسان أصابته الحكّة وولّد السوداء، وقيل إنه يفيد اللثة أيضاً، ويطلق البطن ويخرج الدود، وينفع لالتهاب الرئة ويلين البشرة.
وفي الطب الحديث قيل عنه إنه مغذٍّ ومفتت للحصى وملين للبطن، ويفيد مرضى السكر، كما ينفع زيته كعلاج لتشقق الأيدي ومنع سقوط الشعر.
ويحسن أن يفرك جلد الأطفال بزيت الزيتون وكذلك جسم الكبير عموماً أو إذا اشتكى التواء المفاصل حيث يفرك مكان الوجع ثلاثة أيام متتالية.
ونصح الطب الحديث باستعماله كعلاج لمنع سقوط شعر الرأس بفرك الفروة بالزيت لمدة عشرة أيام ليلاً.
وزيت الزيتون يستعمل في الأكل أيضاً كما قلنا سواء مع السلطات أو في الطهي، ويقول مختار فوزي النعال في كتابه “المعجم المفسر لألفاظ النبات”: غصن الزيتون يرمز الى السلام، لأن الحمامة كما يقال حملته بمنقارها الى سفينة نوح عليه السلام إيذاناً بانحسار الماء وجفافه عن الأرض وملاءمة العيش عليها.
إذن لا رماد من غير نار كما يقال في الأمثال، فإذا رأينا الفلسطينيين يحملون غصن الزيتون فإن ذلك يعني التمسك بأرضهم التي تنبت الزيتون، ويعني أيضاً أنهم من أنصار السلام وينتظرون العودة الى ديارهم بسلام.
ورأينا أيضاً في الألعاب الأولمبية في أثينا في دورة عام 2004 أن المشاركين جميعاً كانوا يلبسون على رؤوسهم طوقاً من غصن الزيتون، ليشعروا العالم بأنهم يحبون العالم ويدعون الى السلام.
من أجل ذلك فإن شجر الزيتون له دلالات متعددة، فمرة يرمز الى التقدم والعمر الطويل، ومرة يرمز الى الحب والسلام، ومرة يشير الى الأرض والوطن، وفي كل الأحوال هو خير وبركة.
د. عارف الشيخ
منقول من جريدة الخليج
الإمارات
17-12-2004
__________________
http://www.arab7.com/up/file/1120540786133.jpg
اللهم ارحم والدي كما ربياني صغير
والزيتون كما تقول الموسوعة العربية العالمية شجرة تنمو في الأقاليم شبه المدارية، وتزرع أساساً لزيتها الذي يستخدم في الطهي، وتؤكل ثمرتها، ويرجع تاريخه الى عصر ما قبل التاريخ، والدول الرائدة في زراعته اليوم اسبانيا وايطاليا واليونان وتونس وتركيا والمغرب وسوريا والبرتغال والجزائر ومصر وفلسطين.
تقول الكتب إن شجرة الزيتون تعيش كثيراً، فبعض أشجار الزيتون التي زرعها الامبراطور الروماني هادريان في عام 140 من الميلاد ما زالت حية، وفي فلسطين توجد أشجار زيتون عمرها أكثر من 200 عام.
إذن الزيتون شجرة معمّرة، وقد وصفها الله بأنها مباركة لأنها تنبت في أرض مباركة هي الشام، وخيريتها تأتي من أنها وصفت بالوسطية في قوله تعالى: “لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء”.
يقول المفسرون إن “لا شرقية ولا غربية” قد تفسر بأنها تعني:
1 إذا نبتت في مكان بارز للشمس لا يسترها عن الشمس شيء عند الطلوع وعند الغروب.
2 الزيتون من شجر الشام، والشام تتوسط العالم أو كانت في ذلك الوقت، والشام هي الأرض المباركة.
3 أصفى الأماكن هو الذي يتعرض للشمس والظل طوال النهار، فكون الزيتون ينبت في مثل هذا المكان يدل على أن زيته من أجود الزيوت.
4 “لا شرقية ولا غربية” كناية عن الإيمان الذي ليس هو بشديد ولا لين، لأن أهل الشرق فيهم شدة، وأهل الغرب فيهم لين.
ويقول الماوردي في تفسيره “النكت والعيون” عن قوله تعالى “يوقد من شجرة مباركة” إن الشجرة المباركة قد تفسر بأنها إبراهيم والزجاجة التي كأنها كوكب دري هي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد نسبت هذه الرواية الى ابن عمر كما رواها الطبراني.
ويمكن أن يقال أيضاً إن المصباح يشعل من دهن شجرة الزيتون وهي شجرة مباركة لأن الله بارك في زيتون الشام، أو لأن الزيتون يورق غصنه من أوله الى آخره وليس له مثيل في الشجر إلا الرمان.
والزيتون رغم أنه غذاء ويستفاد من زيته في الطهي والإضاءة، فإنه شفاء ودواء، لذلك فإن الطب تحدث عنه قديماً وحديثاً.
ففي الطب القديم يذكر عنه أحمد قدامة أنه يجود شهوة الطعام، ويقوي المعدة ويقوي الأعضاء، وإذا أكثر منه الإنسان أصابته الحكّة وولّد السوداء، وقيل إنه يفيد اللثة أيضاً، ويطلق البطن ويخرج الدود، وينفع لالتهاب الرئة ويلين البشرة.
وفي الطب الحديث قيل عنه إنه مغذٍّ ومفتت للحصى وملين للبطن، ويفيد مرضى السكر، كما ينفع زيته كعلاج لتشقق الأيدي ومنع سقوط الشعر.
ويحسن أن يفرك جلد الأطفال بزيت الزيتون وكذلك جسم الكبير عموماً أو إذا اشتكى التواء المفاصل حيث يفرك مكان الوجع ثلاثة أيام متتالية.
ونصح الطب الحديث باستعماله كعلاج لمنع سقوط شعر الرأس بفرك الفروة بالزيت لمدة عشرة أيام ليلاً.
وزيت الزيتون يستعمل في الأكل أيضاً كما قلنا سواء مع السلطات أو في الطهي، ويقول مختار فوزي النعال في كتابه “المعجم المفسر لألفاظ النبات”: غصن الزيتون يرمز الى السلام، لأن الحمامة كما يقال حملته بمنقارها الى سفينة نوح عليه السلام إيذاناً بانحسار الماء وجفافه عن الأرض وملاءمة العيش عليها.
إذن لا رماد من غير نار كما يقال في الأمثال، فإذا رأينا الفلسطينيين يحملون غصن الزيتون فإن ذلك يعني التمسك بأرضهم التي تنبت الزيتون، ويعني أيضاً أنهم من أنصار السلام وينتظرون العودة الى ديارهم بسلام.
ورأينا أيضاً في الألعاب الأولمبية في أثينا في دورة عام 2004 أن المشاركين جميعاً كانوا يلبسون على رؤوسهم طوقاً من غصن الزيتون، ليشعروا العالم بأنهم يحبون العالم ويدعون الى السلام.
من أجل ذلك فإن شجر الزيتون له دلالات متعددة، فمرة يرمز الى التقدم والعمر الطويل، ومرة يرمز الى الحب والسلام، ومرة يشير الى الأرض والوطن، وفي كل الأحوال هو خير وبركة.
د. عارف الشيخ
منقول من جريدة الخليج
الإمارات
17-12-2004
__________________
http://www.arab7.com/up/file/1120540786133.jpg
اللهم ارحم والدي كما ربياني صغير